رواية ما وراء الماضي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت الثاني والعشرون
رواية ما وراء الماضي الجزء الثاني والعشرون
رواية ما وراء الماضي الحلقة الثانية والعشرون
وصل عدي إلى الفيلا الخاصه بريان أخذ نفس عميق وأخرجه بهدوء ضغط على زر الجرس وفتحت له الخادمه وابتسمت له بترحاب وقالت:
-استاذ عدى نورت الدنيا يا باشا
ابتسم لها ابتسامه هادئة وقال:
-بنورك يا دادا بابا صاحى ولا نايم
افسحت له الطريق وقالت:
-لا صاحي وأستاذ انس عنده جوه
نظر لها بأستغراب وقال:
-انس عنده جوه!! ده بيعمل ايه هنا ده؟
تحرك إلى الداخل وجد والده يجلس على مقعده المتحرك شعر بنغزه بقلبه لكنه حاول أن يهدأ حتى لا يظهر حزنه اقترب منه ومال بجسده قبل رأسه وقال.
-حبيبى عامل ايه واحشتني.
نظر له بلوم وقال بصوت مختنق:
-يا سلام اخيرا افتكرت ابوك، طيب الاول لما كنت بتوحشنى كنت بجيلك لحد عندك إنما دلوقتى بقيت واحد مشلول ومش عارف اتحرك بالكرسي ده أنا عارف انك عمرك ما هتحبنى زى وليد بس متنساش أن انا ابوك الحقيقى وليا حقوق عليك وبالذات فى الظروف اللى انا فيها دى.
جث على ركبتيه أمام ريان وأمسك يده قبلها بحب وتكلم بأسف:
-أنا اسف والله غصب عنى الشغل أخد كل وقتي والقضيه اللى ماسكها بتتعقد اكتر من الاول وبعدين متقولش كده تانى انت غلاوتك فى قلبى كبيره حبك عندى بالفطرة ربنا نزله جوايا من اول لحظه جيت فيها الدنيا انت الخير والبركه حبك انت وبابا وليد واحد زى بعضه هو الله يرحمه رباني وفضله كبير عليا وحضرتك كنت السبب فى وجودى فى الدنيا ربنا يخليك ليا ويديك الصحه ووعد منى مش هغيب عنك تانى وهسأل عليك بأستمرار وان شاءالله لما تيجى تسافر تعمل العمليه هكون معاك ومش هسيبك لحظه، ابوس ايدك سامحنى ومتزعلش منى.
قبل رأسه بحب وتكلم بنبره حنونه:
-مقدرش ازعل منك يا حبيبى انت ابنى ضنايا حته منى ومهما عملت هتفضل عايش جوه قلبى ومتربع ده انت اول ما العين شافت يا عدي.
نظر انس لهم بحزن شديد تمنى يعيش هذا الإحساس لو للحظه واحده انقسم قلبه نصفين عندما وجد ريان يحتضن عدي ويتكلم معه بحنان قطع هذا الإحساس عندما دوي جرس الباب نظر بأتجاه وجدها رهف قد عادت من العمل ابتسم بسعاده فهى دائما مخرج له من جميع أحزانه.
تكلمت رهف بسعادة وقالت:
-اخيرا سي عدى حن علينا ونور بيتنا المتواضع كفاره يا اخى.
نهض من على الأرض واحتضنها بحب وقال :
-اهدي يااا ولعه أنا ما صدقت الراجل سامحنى.
ابتسمت على كلمات أخيها وقالت بمزاح:
-لا غلطان كان لازم يطلع عينك لحد ما يسامحك علشان تعرف قيمته بس نقول ايه سي ريان قلبه حونين.
تكلم انس بنفاذ صبر وقال:
-مااا خلاااص يا عم الأمور انت وهى ابعد يااااد عن خطيبتى.
نظر عدي إليه بأستغراب وتكلم بتساءل:
-هى مين دى اللى خطيبتك؟!
اجابه ريان بسعاده وقال:
-انس خطب اختك منى يا عدي ولسه كنت هقولك بس هو سبقنى.
احتضن رهف مره اخرى وقال بسعاده:
-مبروك يا قلب اخوكى يعنى لو مكنتش جيت دلوقتى كنت هعرف زى زى الغريب.
حركت رأسها بالرفض وقالت:
-لا والله اكيد طبعا كنت هكلمك اقولك كل حاجه بس اصلا المجنون ده طلعت فى دماغه دلوقتى مستناش حتى لما اروح من الشغل جه سبقنى وطلب ايدى من بابا وانت شايف اهو لسه راجعه قصاد عينك.
إلى هنا ولم يستطيع انس تحمل تلك المشهد نهض من على مقعده وأمسك رهف من يدها وقال بتهكم:
-ما خلااااص يا اخويا شغال أحضان وتفعيص قصادى ولا كأنى موجود راعى أن انا محروم منها.
رفع إحدى حاجبيه إلى الاعلى وقال بتهكم:
-انت عبيط يلا دى اختى وبعدين ايه محروم منها دى وانت تستجرأ تقرب منها اصلا قبل ما تبقى مراتك ده أنا امحيك يا حليوة انت يا طعم، سيب ايد البت يا ننوس عين امك.
رد عليه بضيق وقال:
-ربنا على المفتري يا شيخ كل واحد فيكم نحنوح مع اللى بيحبها وتيجى لحد عندى وتنشفوها عليا.
كان ريان يتابع ما يحدث بابتسامه وتكلم بنفاذ صبر:
-تعالوا اقعدوا يا ولاد المجانين منك ليه بتتخانقوا على بنتى قصادى عوض عليا عوض الصابرين.
تعالت ضحكات رهف على خناق انس وعدى أكثر اثنين مقربين لقلبها.
جلست بجوار والدها وقبلت وجينته وقالت:
-واحشتنى اوى يا ريان قلبى.
قبل ريان رأسها وقال بحب.
-وانتى اكتر يا روح قلبى.
زفر انس بضيق وقال بنفاذ صبر.
-اللهم طولك ياروح ده ايه العيله دى ياربى ما ترحموا غيرة امي حبكت يعنى البوس والاحضان قصاد عينى دلوقتى.
رد عليه ريان بغضب مزيف قائلا:
-ما تتلم يا ابن الكلب انت يعنى لسه جاى تخطبها مننا دلوقتى وعايز تمتلكها مننا دى بنتنا يا متخلف هتتعدل ولا احلف مافيش جواز واقولك روح لامك.
حرك رأسه سريعا وقال بتوتر :
-ها لا طبعا دى بنتكم وانتوا حرين ده أنا اموت فيها لو رفضوا الجوازه دى.
تعالت ضحكات عدي وقال:
-ايوه كده ناس متجيش غير بالعين الحمرا.
نظرت رهف إلى عدي وقالت بأستغراب:
-بس ايه سر الزياره الغريبه دى يا عدي حاسه ان وراها مصلحه.
داعب شعرها بأبتسامه وقال:
-اه منك انتى يا أروبه…ثم نظر إلى والده وقال:
-بابا أنا عايز اتجوز نغم انا استنيت كتير اوى لحد ما رجعت ليا ومش قادر استحمل بعدها عنى اكتر من كده.
ابتسم بسعاده وقال:
-يا فرحة قلبى يعنى ابنى وبنتى فى يوم واحد ربنا يسعدكم يا ولاد، ومش هلاقى ليك يا عدي احسن من نغم وانتى يا بنتى مش هلاقى ليكى احسن من انس عقبال ما افرح بأختكم رغد وابقى اطمنت عليكم قبل ما ربنا يسترد أمانته.
تكلمت رهف سريعا وقالت:
-متقولش كده تانى يا بابا ربنا يباركلنا فى عمرك ويديك الصحه يارب.
تكلم انس بسعاده وقال:
-ربنا يخليك لينا يا عم ريان انت الخير والبركه وانا أن شاءالله هبلغ ماما وعم ايوب والميعاد اللى هتقول عليه هنيجى نطلب من حضرتك ايد رهف رسمي.
نظر ريان له بأستغراب وقال بتساؤل:
-وابوك فين يا انس مش هيجى؟
تنهد بحزن وقال بتوضيح:
-لا يا عم ريان مش هيجى لأن انا مش ناوي أقوله كفايه اوى اللى شوفنا ولسه بنشوفه منه.
ربت على ساقه بحنو وقال بتفهم.
-ربنا يهديه ليكم يا حبيبى أنا كنت ناوي أكلمه واتصرف معاه على اللى عمله فيكم بس اديك شايف الظروف والحاله اللى بقيت فيها.
ابتسم له بأمتنان وقال:
-ربنا يخليك يا عم ريان أنا كلمة اخواته وهما هيتصرفوا معاه علشان يبعد عن السكه اللى ماشي فيها دى.
نظرت له رهف بأشفاق شعرت بوجعه وحزنه ابتسمت له ابتسامه هادئه حتى تواسيه على ما هو فيه وهو ما عليه غير أنه قابل ابتسامتها بسعاده وغمز لها بعينيه كدعابه، حتى احمرت وجينتها بخجل.
نظر ريان إلى عدي وقال بتساؤل:
-حددت ميعاد مع عمك ايوب علشان نروح نتقدم ولا لسه يا عدي؟
حرك رأسه بالرفض وقال:
-لا يا بابا لسه قولت اجيلك الاول وبعد كده اكلمه.
اومأ رأسه بتفهم وقال:
-خلاص يا حبيبى أنا هكلم عمك ايوب واتفق معاه على ميعاد ونروح نطلبها ليك وانت يا انس اعمل حسابك انك هتتقدم كمان لرهف عند عمك ايوب ونقراه الفاتحه عنده وهنحدد الخطوبه ليكم انتوا الاتنين فى يوم واحد.
اتسعت عين انس بعدم تصديق وقال بسعاده.
-بجد، احلف كده يعنى كده حضرتك موافق أنا مش مصدق نفسي.
ثم فتح ذراعيه ونظر إلى رهف وقال بمزاح:
-بالحضن يا فواز.
امسكه عدي من تلابيبه وقال بتهكم:
-نعم يا اخويا هو ايه ده اللى بالحضن.
ابتسم له بتوتر وقال:
-بقولك انت بالحضن مش ليلتنا واحده.
احضتنه ريان بقوه حتى كادت عظامه تنكسر بين ذراعيه وقال بمزاح:
-حبيب اخوك يا فواز.
تألم بصوت مرتفع وقال:
-ربنا ينتقم منك يا عدي يا ابن ام عدي.
دقات قلب ريان ازدادت ونظر إلى رهف وقال بصوت هامس:
-عملتى ايه معاها يا حبيبتى طمنيني؟
نظرت له بأسف وقالت:
-للاسف يا بابا رفضت وقالت مستحيل تقبل براجل تانى فى حياتها بعد عمو وليد وطلبت منى اقولك تنساها ولما طلبت منها تيجى تشوفك قالتلى انكم كده كده هتتقابلوا عند عمو ايوب فى خطوبة عدي.
تنهد بحزن وقال بصوت مختنق:
-كنت عارف انها هترفض بس انا مش هييأس وعندى امل فى ربنا كبير أن هيجى يوم ويجمعنى بيها.
حركت رأسها بالرفض وقالت:
-معتقدش يا بابا نظرت عيونها كانت فيها تحدى وإصرار غريب وكانت واثقه فى كل كلمه بتقولها، هى قالتلى أنها لسه بتحبك بس اخلاصها لعمو وليد اكبر من حبها ليك.
تكلم عدي بأستغراب وقال بتساؤل:
-انتوا بتقولوا ايه وبتتكلموا بصوت واطي كده ليه؟
ابتسمت رهف له بتوتر وقالت بتلعثم:
-ها د د ده كان بيسألنى رأى ايه فى موضوع انس.
نظر انس لها بتوتر وقال بمزاح:
-اوعى تكونى رفضى ده أنا اروح فيها ده أنا انتحر ليكم من فوق الكنبه دى.
تعالت ضحكاتهم وتكلم ريان بنفاذ صبر.
-ربنا معاكى يا بنتى ويقويكى على المجنون ده.
ابتسمت رهف بخجل وقالت:
-انا طالعه أوضى عن اذنكم.
وتحركت بأتجاه الدرج ثم استدارت إلى والدها وقالت بتساؤل:
-هى ماما هنا ولا مشيت؟
أجابها ريان بصوت مختنق وقال:
-اخدت اختك ومشيت.
اومأت رأسها بحزن وصعدت إلى غرفتها.
نظر انس إلى أثرها وتنهد بضيق وقال بصوت هامس:
-محدش مرتاح لا اللى معاها ابوها ولا اللى معاه أمه.
ثم نظر لهم وقال.
-همشي أنا بقى عايزين حاجه.
تكلم عدى سريعا وقال:
-وانا كمان همشي .
نظر لهم ريان وقال:
-طيب خليكم ناكل لقمه مع بعض.
تكلم عدي وقال بابتسامه هادئه:
-معلش يا بابا علشان ماما مش بترضى تاكل غير لما كلنا نتجمع على السفره.
تنهد بوجع وقال بصوت مختنق:
-ماشي يا حبيبى وابقى سلملي عليها.
قبل رأسه بحب وقال:
-حاضر يا حبيبى وانت خلى بالك من صحتك وانا هتصل بيك كل يوم اطمن عليك.
ابتسم ريان له بحنو وقال:
-ربنا يباركلي فيك يا حبيبى.
خرجوا كلا من انس وعدي وصعدوا السيارات الخاصه بهم واتجهوا إلى منازلهم.
………………………………………………….
عند عامر جلست دنيا بضيق وجلس بجوارها معاذ وتكلم بنفاذ صبر:
-انا مش عارف ابنك ده ايه اللى فى دماغه الواحد فكر أن ربنا هداه وبقى عنده عيله واحترم نفسه بس نقول ايه ديل الكلب عمره ما يتعدل أبدا.
نظرت له هدي بضيق وقالت:
-خلاص اخوكم عامر بقى وحش والكل جاى عليه؟ ما هو معذور برضه لا اتهنى بجوازه ولا شاف يوم حلو مع مقصوفة الرقبه دى يمكن لو ربنا كان كرمه بواحده بنت حلال كويسه وتحبه مكانش ده بقى حاله.
نظرت دنيا لها وتكلمت بضيق:
-يا ماما قولى كلمة حق، مش علشان يعنى انتى مكنتيش طايقه اسيل يبقى تقولى عليها كده شهادة لله كانت قايده صوابعها العشره شمع لابنك وهو اللى كان على طول يكسرها ويجرحها يكفى أنها جابت ليه قمرين يملوا حياته ويكونوا سندوا والصراحه بقى حضرتك اللى قسيتى قلبه عليها من كتر كرهك ليها وكلامك الوحش عنها.
نظرت لها بغضب وقالت:
-انا يا دنيا!! يعنى المشكله كلها فيا انا دلوقتى، طيب اه مش بطيق اللى اسمها اسيل دى ومكنتش أتمناها لابنى وطول السنين دى كنت بزن على ودان اخوكى علشان يطلقها واجوزه ست ستها واحده تستاهلوا بجد مش الصفرا اللى قلبها شبه وشها دى.
حرك معاذ رأسه بعدم رضا وقال:
-بس اسيل مش وحشه يا ماما واحده تانيه غيرها كانت ردت فيكى كل اللى بتعمليه فيها بس طول عمرها تسمع منك الاهانه وابنك يمد ايده عليها وهى كانت تتقبل ده منكم وتسكت اتقوا الله بقى وكفايه ظلم وعقلى ابنك وخليه يرجع مراته وعياله بدل السكه الوس** اللى ماشي فيها دى
أكملت دنيا بضيق وقالت:
-عجبك منظره وهو راجعلك الفجر سكران وانتى عارفه طبعا كان سهران فين وبيعمل ايه؟ أنه احسنلك يبقى عايش متهنى مع مراته وسط عياله وباحترامه، ولا كل يوم سهران فى الشقق المشبوه وبيعمل كل اللى ربنا محرمه، وتبقى سيرته على كل لسان.
نظرت هدي لهم بتوتر وقالت:
-و و وانا يعنى عايزه تعبه، ما أنا نفسي اشوفه احسن الناس ويبقى مبسوط وسعيد.
تكلم معاذ بتوضيح وقال:
-احنا عارفين يا ماما بس حبك لعامر الزياده وصله للى هو فيه ده، عقليه وامنعيه يروح الاماكن دى تانى وقوليله كلمتين حلوين على مراته واقنعيه يرجعها هى وعياله، ويبقى شخص محترم لو لمره واحده فى حياته.
اومأت رأسها بحزن وقالت:
-ربنا يهديه ويصلح حاله، لما اقوم احضر الاكل على السفره.
تحركت هدي واتجهت إلى المطبخ ونظرت دنيا إلى معاذ وقالت بمرح .
-تعتقد يلا امك هتغير أسلوبها من حماتى قنبله ذريه للحموات الفاتنات؟
نظر اتجاه المطبخ وقال بمزاح:
-دى مش بعيد تولعها اكتر امى وانا عارفها.
تعالت ضحكات دنيا وقالت:
-والله زمان يا معاذ واحشتنى اوى قعدتنا مع بعض وهزارنا فاكر.
ابتسم لها وقال بتمنى:
-ياريت الايام دى ترجع تانى، بس سفرك بره وبعدك عننا ضيع الايام الحلوه دى، يلا المهم ربنا يسعدك فى حياتك ويفرحك بولادك.
نظرت له بأستغراب وقالت بتساؤل:
-هو انت ليه مجبتش غير بنتك ريفال يا معاذ؟
زفر بضيق وتكلم بصوت مختنق:
-معرفش حاولنا كتير وروحنا لدكاتره ملهومش حصر وكلهم نفس الكلام مافيش اى مانع عندكم، بس هو أرادت ربنا فوق كل شئ لحد ما رضينا بالامر الواقع، وبقت ريفال هى كل حياتنا وبنعوضها وحدتها لأنها على طول حاسه بالنقص وكان نفسها يبقى عندها اخت أو أخ حتى حاولنا كتير نقربها لحور بنت عمها ورهف بنت عامر قولنا تبقى وسطهم بس هى رفضت واخده جنب مع نفسها كده.
نظرت له بأشفاق وقالت :
-ربنا يعوض صبركم خير يا حبيبى، أنا كل اجازه احاول اشوفها بس هى حابسه نفسها فى اوضتها مشوفتهاش غير مره او اتنين من زمان اوى .
اومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-ايوه ما هى مع كله كده حتى معانا كده فى البيت قليل اوى لما تطلع تاكل معانا ولا تشاركنا مناسبه.
تكلمت بقلق وقالت:
-بس هى كده محتاجه تتعرض دكتور امراض نفسيه لأن اللى هى فيه ده مش طبيعى يا معاذ انتوا ازاى ساكتين عليها كده.
رد عليها بعدم فهم وقال:
-امراض نفسيه!! بس انا بنتى مش مجنونه يا دنيا هى انطوائيه بس مش اكتر.
رفعت إحدى حاجبيها إلى الاعلى وقالت:
-مجنونه!! انت عبيط يا ابنى مين قالك أن المريض النفسي مجنون هو بس بيعاني من شوية اضطرابات نفسيه ومحتاج تأهيل بطريقه معينه، استنى اناديلك مهاب ابنى هو دكتور امراض نفسيه.
ثم هتفت بصوت مرتفع عليه جاء إليها من الخارج ونظر لها بتساؤل:
-خير يا ماما فيه حاجه؟
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت:
-ايوه يا حبيبى تعالى اقعد عايزاك.
جلس بجوارها ونظر لها بأهتمام.
قصت دنيا له عن ابنة خاله ثم قالت بتساؤل:
-مش كده تبقى محتاجه تأهيل نفسي؟
اومأ رأسه بالتأكيد وقال بتوضيح.
-ايوه يا ماما محتاجه كمان جلسات مكثفه، لأنها واضح جدا أنها بتعانى من اضطرابات نفسيه، وعندها رهاب اجتماعى أو ما يسمي اضطراب القلق الاجتماعي.
نظر له بقلق وقال بتساءل:
-يعنى ايه اللى قولته ده يا ابنى طمنى؟
اجابه بنبره هادئه وقال بتوضيح:
-يعنى يا عمو معاذ هى حاليا بتعانى من الرهاب الاجتماعى، هتلاقيها متوتره جدا الكلام بيخرج منها بصعوبه أو ممكن تمتنع عن الكلام نهائي بمزاجها، بترفض تروح الكليه بتاعتها علشان بتخاف تتعامل مع اى حد ينتقدها بالسلب أو مثلا بتعرق كتير وبتبقى مكسوفه لو غصبتوا عليها تقعد فى مكان فيه ناس كتير أو مثلا تهرب من حالتها دى بشرب كمية كبيره من الكوفي، على طول عصبيه مش مركزه عدم الثقه فى النفس التوتر المبالغ فيه، كل دى اعراض عندها واهمالكم لعلاجها وصلها لمرحله متأخره بس طبعا مش هقدر اقولك حالتها ايه بالظبط غير لما اقعد معاها وأشوف حالتها بنفسي.
تنهد بقلق وقال بتساءل:
-طيب ده فيه خطورة عليها ممكن تأذى نفسها يعنى.
اومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-وارد جدا بس حالات بسيطه وبتبقى نتيجة إهمال العلاج وتوصل لكره نفسها وانتقاد أفعالها بنفسها لدرجة أنها اول فكرة بتيجى فى دماغها هى إنهاء حياتها والتخلص من حالة التوتر اللى حاسه بيها.
حرك رأسه بخوف شديد وقال بترجى:
-طيب ارجوك يا ابنى انقذ بنتى ده أنا وامها ملناش غيرها.
تكلم بنبره هادئه وقال:
-اهدا يا خالو متقلقش أنا هاجى عند حضرتك واقعد معاها واعرف حالتها وصلت لايه بالظبط والوقت اللى احنا قاعدين فيه هنا هعمل اللى عليا وبعد كده هفهم حضرتك تكمل معاها ازاى.
ابتسم له بأمتنان وقال.
-ربنا يباركلى فيك يا ابنى ويحميك لشبابك.
استقام بجسده وقال بأبتسامه هادئه:
-ميرسي يا خالو عن اذنكم.
تكلمت دنيا سريعآ بتساؤل وقالت:
-اخوك فريد جه ولا لسه؟
حرك رأسه بالرفض وقال:
-لا يا ماما لسه.
قال كلامه وخرج إلى البهو الملحق بالفيلا.
نظر معاذ إلى أثر مهاب وقال:
-ربنا يباركلي فيهم يا حبيبتى بقوا رجاله طول بعرض ماشاءالله.
ابتسمت له بحب وقالت:
-اللهم امين ويخليلك بنتك وتفرح بيها يا حبيبى.
وفى ذلك الوقت هتفت هدي عليهم حتى يأتوا إلى الطاوله ليتناولوا الطعام.
………………………………………………….
تسطحت حور على فراشها بأرهاق شديد وأغلقت عينيها حتى تنام لكن فى ذلك الوقت أعلن هاتفها عن وجود اتصال نظرت به اعتقادا منها زين لكنها تفاجئت برقم غير معروف إجابة عليه سريعا وقالت:
-السلام عليكم، مين معايا؟
أتاها صوت رجولى غير مألوف لها قائلا:
-عامله ايه يا انسه حور، أنا سيف السيوفي.
اتسعت عيناها بصدمه وتكلمت بغضب شديد وقالت:
-انت!! انت جبت رقمى منين وازاى تتصل بيا فى وقت زى ده؟!
اجابها بنبره هادئه وقال:
-جبت رقمك منين دى حاجه سهله اوى بالنسبالى، أما بقى متصل بيكى دلوقتى ليه، علشان واحشتينى اوى ومش هعرف انام غير لم اسمع صوتك الاول.
اعتدلت على فراشها وتكلمت بنفاذ صبر قائله:
-لأخر مره هقولها ليك الزم حدودك واحترم نفسك أنا مخطوبه مخطووووبه مينفعش اللى بتعمله ده لو خطيبى شم خبر والله ما هيحصل كويس، اخر مره تكلمنى على التليفون فاهم احسن والله هقول لبابا يتصرف معاك بطريقته بقى.
وفى ذلك الوقت ظهر على الشاشه اتصال زين تعالت دقات قلبها بخوف شديد وتكلمت بترجى.
-لو سمحت اقفل بقى خطيبى بيتصل بيا واكيد شافنى call waiting وهيسألنى مليون سؤال، منك لله عملتلى مشكله معاه.
ثم ضغطت على الشاشه بأصابع مرتعشه وقالت بصوت مرتبك:
-خ خ خير يا زين فيه حاجه.
رد عليها بغضب وقال بتساؤل:
-بتتكلمي مع مين فى وقت زى ده ؟
ابتلعت ريقها بصعوبه وتكلمت بتلعثم:
-ها ك ك كنت بتكلم م م مع رهف:
تكلم بعدم تصديق قائلا:
-رهف دلوقتى؟!
تكلمت بصعوبه وهى تشعر بقلبها سوف يقف عليها من شدة الخوف:
-ا ا ايوه يا زين ي ي يعنى هكون بكلم مين يعنى؟
زفر بضيق وقال بصوت مختنق:
-حور انا حفظك اكتر من نفسك وخوفك وارتباكك ده بيقول أن فيه حاجه مخبياها عليا قولي ايه هى وخلينى اعرفها منك احسن ما اعرفها من بره ووقتها رد فعلى مش هيعجبك.
ابتلعت ريقها بصعوبه وتكلمت بصوت مرتعش:
-ق ق قولتلك مافيش حاجه يا زين م م متكبرش الموضوع على الفاضى دى كانت رهف.
صمت للحظات ثم تكلم بهدوء حذر:
-تمام يا حور مصدقك خلاص، يلا أنا قولت اسمع صوتك واطمن عليكى قبل ما انام تصبحى على خير.
أنهى كلامه واغلق الخط دون أن يستمع منها رد.
نظرت حور إلى الهاتف بخوف شديد وقالت:
-انا متأكده أن هو مقتنعش بكلامى وهدوءه ده وراه كارثه ربنا يستر.
ثم قامت بالاتصال على رهف وانتظرت الرد لكنها لم تجيب عليها علمت أنها نائمه لأن الوقت متأخر ارسلت لها رساله على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي ثم وضعت الهاتف بجوارها وأغلقت عينيها وذهبت فى سبات عميق.
………………………………………………….
تسطح ايوب على فراشه وأخذ قمر داخل أحضانه مقبلا رأسها بحنان محاوطآ بذراعيه بقوه وقال بسعادة.
-ريان كلمنى من شويه علشان عايزين يجوا يتقدموا لنغم، ايه رأيك.
نظرت له بحزن وقالت:
-عارفه بتول كلمتنى علشان كمان زين وحور بس بسرعه كده انا ملحقتش أشبع منهم.
ابتسم لها وقال بنبره هادئه:
-يا حبيبتى عدي بيحبها واستناها كتير اوى ورفض يحب ويكون لغيرها وهى كمان بتحبه خلينا بقى نجمع الاولاد مع بعض وقلوبنا ترتاح من ناحيتهم.
تنهدت بضيق واومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-ماشي يا حبيبى اللى تشوفه حدد ميعاد معاهم وخليهم يجوا.
قبل رأسها بحب وقال:
-ربنا يسعدهم يارب ونشوف ولادهم وتبقى تيته زى القمر واحكى لاحفادنا عن احلى واجمل قصة حب بتاعتنا.
تمسكت به بقوه وقبلت يده بحب وقالت:
-وانا هحكيلهم أن احن واطيب راجل فى الدنيا اللى دخل قلبى من اول لحظه عيونا اتقبلت فيها صحيح كنت خايفه منك بسبب الحلم ده بس قلبى دق ليك اول دقه ومن وقتها كل دقه فى قلبى بدق باسمك انت.
ابتسم لها بحب وقال بمزاح:
-تعرفى اول مقابله اتقابلنا فيها انا وانتى لما كنتى هتوقعى فى المترو وانا لحقتك اتشديت أوى لعيونك بس لما شوفت حركاتك الغريبه قولت ايه البت المجنونه دى وبعد كده كترت الصدف ما بينا وفى كل مره تشوفينى تهربى وانا كنت هتجنن لحد ما مامتك الله يرحمها تعبت وطلبت تقابلنى فى اوضتها وقتها حكت ليا عن الحلم وقدرت افهم تصرفاتك معايا وحركاتك الغريبه اه اضايقت منكرش بس فى النفس حبيتك وحسيت انك ملزومه منى واخد عهد على نفسي هفضل احميكى لحد اخر يوم فى عمرى لحد بقى اللى حصل وحبس مروان ليا وجوازه منك ومحاولته لقتلى وتهريبي بره مصر ورجوعى تانى ليها وانا كانت عندى رغبة انتقام منك ومنه لحد ما طلبتى حمايتى، الأحداث دى كلها رغم قسوتها إلا أنها قوة حبنا لبعض راحت ايام كتير حلوه فى دموعك وحزنك على غياب نغم عنك بس فى الاخر ربنا عوضنا وجبر بخاطرنا ورجع نغم لحضننا وادينا اهو هنجوزها هى واختها وهسلمهم لرجالتهم بنفسي يااااه قلبى بيرقص من الفرحه صحيح الفرحه لما بتيجى بعد صبر بيبقى احساسها مختلف وحلو اوووى.
لمعت عينيها بعشق ايوب ونظرت له على أنه أعظم انتصاراتها وقالت بصوت هامس:
-بعشقك يا ايوب، كل حته فيا بتموت فيك، ربنا يخليك ليا، ويديم علينا سعادتنا.
ملس بيده على شعرها وتكلم بسعاده:
-هتفضلى أعظم انتصاراتي يا قمري، تصبحي على خير يا عمري.
دقائق معدودة واستسلم كل منهما إلى النوم.
………………………………………………….
فى صباح اليوم التالى….
استيقظت نغم من نومها على صوت رنين الهاتف الخاص بها نظرت به بأعين ناعسه وارتسمت ابتسامه على شفتيها إجابة بتثاؤب قائله:
-صباح الخير يا عدي مش ملاحظ انك صحتنى بدرى أوى النهارده.
ابتسم على كلماتها وقال بنبره هادئه:
-اعمل ايه لسه راجع من الشغل وكنت هموت واسمع صوتك قبل ما انام شويه.
اعتدلت على فراشها وتكلمت بحب:
-وانا مضايقتش على فكره ده بالعكس اليوم اللى اصحى فيه على صوتك بحسه أنه جميل ومختلف.
تعالت ضحكاته وقال بمزاح:
-اومال لو تجربي بقى تصحى وانتى فى حضنى ده بقى احساس من نوع تانى خااالص.
اتسعت عينيها بخجل شديد وتكلمت بصعوبه:
-ع ع عدي بطل قلة أدب احسنلك.
زفر بنفاذ صبر وقال:
-يااااه امته بقى تبقى بتاعتى ومعايا هتجنن عليكى يا نغم قلبي.
ردت عليه بخجل وقالت:
-ا ا انت شكلك طالبه معاك رومانسيه على الصبح و و وانا الصراحه نفسي بتجزع.
تعالت ضحكات عدي وتكلم بصعوبه:
-نفسك ايه يا اختى؟ تجزع!! اااه يا بختك المنيل يا عدي يعنى اقعد مستنيكى طول السنين دى كلها وفى الاخر تقوليلى نفسي بتجزع من الرومانسيه، اشوف فيكى يوم يا نغم يا بنت ام نغم.
ابتسمت على كلماته وقالت:
-لا نفسي بتجزع من الرومانسيه الأوفر إنما بقى بحبك واحشتني الكلام المحترم ده بيفتح النفس.
تكلم بلؤم وقال بدعابه:
-اممم يعتبر الكلام ده بيجر لحاجه تانيه.
تكلمت بنفاذ صبر وقالت:
-عدددددي بقولك اتلم احسنلك.
ظل يضحك بقوة على رد فعل نغم وتكلم بصعوبه:
-اقسم بالله احلي ضحكه بتطلع من القلب معاكى انتى، ربنا يديمك فى حياتى وميحرمنيش منك يارب.
ثم تنحنح بتوتر وقال:
-ن ن نغم عايز اطلب حاجه منك ممكن.
شعرت بتوتر من طريقة كلامه وقالت بتساؤل:
-خير يا عدي ايه هو الطلب؟!
أجابها بتوتر وقال بتوضيح.
-نغم مش عايزك تنزلى الشركه اليومين دول لأن هكون مشغول عندى بقضيه مهمه ومش هكون فاضى احميكى ومش هكون مطمن ولا هركز طول ما انا قلقان عليكي.
تكلمت بضيق وقالت بتذمر.
-بس أنا فرحانه اوى أن بدأت استوعب الشغل واتعلمه ومش عايزه ارجع اقعد فى البيت ولو على قلقك عليا انا ببقى موجوده مع زين وانس يعنى متقلقش ولو مش هتقدر توصلني، الصبح انزل مع بابا ايوب يوصلني على سكته وبعد الشغل هخلى زين أو انس يوصلوني ارجوك وافق يا عدي بلاش توقف في طريقي وتمنعنى من حاجه بحبها.
زفر بضيق وقال بتوضيح.
-يا حبيبتى والله مش عايز امنعك من حاجه بتحبيها بس انا بخاف عليكى اوى وبالى بيبقى مشغول بيكى طول ما انتى بعيده عنى ولو نزلتى الشغل ده هيقلل تركزى ومش هعرف اشوف شغلى استحملى بس الشهر ده وبعد كده اخليكى ترجعى تانى براحتك.
ظلت صامته ولم ترد عليه.
تكلم عدي مره اخري وقال بترجي.
-علشان خاطرى يا نغم استحملي الايام دى لحد ما اخلص من القضيه اللى ماسكها وبعد كده اعملى اللى عايزه تعمليه.
شعرت بدقات قلبها تتسارع بقوة من شدة الخوف وتكلمت بتساءل:
-هما نفذوا حكم الاعدام فى محروس ولا لسه يا عدى؟
ابتلع ريقه بصعوبه وتكلم بتوتر.
-ها و و وبتسألى ليه يا نغم؟
تكلمت بضيق وقالت بترجى.
-علشان خاطرى رد عليا يا عدي اتنفذ الحكم ولا لسه؟.
تنحنح برجوليه وقال بصوت مرتبك:
-ل ل لسه يا نغم.
اخذت نفس عميق واخرجته بهدوء وقالت بقلق:
-اوعى تكون القضيه اللى مشغول بيها دى تكون بتاعة محروس، ا ا اصل ايه هيخليك تخاف عليا اوى كده غير حصل حاجه عندك فى قضيته.
رد عليها سريعا وقال بتوتر.
-ا ا انتى عبيطه يا بنتى ح ح حاجة ايه دى اللى هتحصل فى القضيه ده واحد اتحكم عليه بالاعدام خلاص ومنتظر فى اى وقت بتنفذ فيه، قلقى عليكى من كتر حبى فيكى يا نغم ملوش دعوه بمحروس خالص.
رغم أنها لم تطمئن من طريقة كلام عدى بس ردت عليه بالطاعه وقالت.
-حاضر يا عدي هأجل نزولي الشركه شويه بس مش كتير فاهم.
تنهد بأرتياح واجابها بسعاده وقال.
-هى دى بنوتى الشاطره اخلص بس من شغلى ده وهترجع كل حاجه زى الاول واحسن.
تكلمت بصوت مختنق وقالت:
-ماشى أنا هقفل بقى علشان اجمل نومي باااي.
أغلقت الخط معه ونظرت أمامها بقلق بالغ وقالت بصوت مرتعد.
-ربنا يستر قلبى مش مطمن وحاسه أن الموضوع ده يخص محروس.
تمدت مره أخري على تختها وظلت تنظر إلى الاعلى تتذكر حوارها مع عدي ودقات قلبها تتعالي بخوف شديد مما هو اتي.
………………………………………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)