رواية ما وراء الماضي الفصل الثاني عشر 12 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت الثاني عشر
رواية ما وراء الماضي الجزء الثاني عشر
رواية ما وراء الماضي الحلقة الثانية عشر
استيقظت نغم من نومها على صوت والدتها الحنون فتحت عينيها بأبتسامه وتكلمت بسعاده
-صباح الخير يا قمرى
أمسكت قمر يد نغم وقبلتها بسعاده وقالت بنبره حنونه
-مساء النور يا ضى عينيا المغرب خلاص هيأذن.
جحظت عيناها بصدمه واعتدلت سريعا وقالت بعدم تصديق
-نهار مش فايت هو انا ازاى نمت كل ده
ردت عليها بحب وقالت
-نوم الهنا يا عمرى، أنا لو عليا كنت سيبتك تنامى اكتر من كده بس صحيتك علشان تلحقى تاكلى لقمه قبل ما حد يجى
ارتمت داخل أحضان والدتها بسعاده وتمسكت بها بقوة وقالت بعدم تصديق
-خايفه اكون بحلم يا ماما مش قادره اصدق ان انا دلوقتى فى حضنك.
ربت على ظهرها بحنو وقالت
-لا صدقى يا حبيبتى انتى دلوقتى خلاص معايا وفى حضنى ومش هسمح لحد يخدك من حضنى تانى ابدا.
ثم ابعدتها عن حضنها وقالت بتساؤل
-انتى مقولتليش مين اللي كان خطفك يا نغم واللى اسمها نجلاء دى ايه علاقتها بأبوكى قبل ما يموت وصحيح هى كانت خطفاكى.
حاولة الهروب من اسألة والدتها التى لم تنتهى بعد تكلمت بتوتر وقالت
-حيلك عليا شويه انا لسه صاحيه من النوم افوق واكل احسن هموت من الجوع وابقى احكيلك كل حاجه بعدين
رغم فضولها القاتل الا أنها قدرت وضع ابنتها ولم تريد أن تضغط عليها أكثر من ذلك ابتسمت لها وهبت واقفه قائله بأبتسامه هادئه
-ماشى يا حبيبتى قومى خدى حمام دافى وانا جبتلك هدوم من عند اختك حور لحد ما بكره ننزل نشترى ليكى هدوم وبعد كده انزلى علشان تاكلى
أنهت كلامها وقبلت رأسها وتركتها وخرجت من الغرفه
نظرت إلى أثر والدتها بأبتسامه وتذكرت عدى أمسكت الهاتف وأجرت اتصالا به. انتظرت الرد ثوانى واتاها صوته الناعس يقول لها
-صباح الورد والفل والياسمين على اجمل عيون
ابتسمت على كلماته وردت عليه بتساؤل
-انت كل ده لسه نايم؟ وانا اللى مفكره نفسي الوحيده اللى لسه صاحيه
أجابها وهو يتألم من الجرح قائلا
-اعمل ايه بس على ما عرفت أنام من الالم، الجرح بيشد عليا جامد اوى
تكلمت بقلق بالغ
-طيب مافيش مسكن ولا اى حاجه؟
رد عليها سريعا حتى تهدأ قائلا
-اهدى يا نغم انا كويس والله وبعدين الجرح ده يجى ايه جنب جرح قلبى طول ما انتى كنتى بعيده عنه أنا كنت بموت فى اليوم مليون مره، أنا اكتر وقت مرتاح فيه وسعيد هو دلوقتى علشان حبيبة قلبى وعمرى كله رجعت تانى لحضنى
ابتلعت ريقها بخجل وتكلمت بصعوبه
-م م ماشى أنا هقفل دلوقتى وانت متتأخرش عليا هستناك
تنهد بحب وقال بمداعبه
-غمضى عينك وفتحيها هتلاقينى عندك فى اوضك
ردت عليه بضيق مزيف وقالت
-والله العظيم انت قليل الادب باااى
أغلقت الخط سريعا قبل أن تسمع منه حرفا اخر وقالت بسعاده
-يخربيت جمالك انت ايه يا شيخ اخد حلاوة الدنيا كلها فيك أنت وبس
ثم اخذت نفس عميق واتجهت إلى المرحاض وبدأت تأخذ حماما دافئآ.
………………………………………………….
أنهى زياد محاضراته وجد فرح انتهت أيضا من محاضراتها ابتسم بسعاده وتحرك بأتجاهها لكن وقفت رحمه سريعا امامه وقالت بأبتسامه
-زيزو عامل ايه
زفر بضيق وابتسم لها ابتسامه صفراء وقال
-كويس، بس قبل كده قولتلك أسمى زياد مش زيزو عن اذنك
وتحرك من أمامها لكنها ركضت سريعا ووقفت أمامه وقالت
-استنى بس يا زيزو أنا مش عارفه انت اخد موقف منى ليه مع أن انا معملتش ليك حاجه خالص، عموما انا عايزه اقولك حاجه
اغلق عينه حتى يهدأ قليلا وتكلم بنفاذ صبر
-قولتلك أسمى زياد، وبعدين انا ولا اعرفك ولا حطك فى دماغى اصلا، عن اذنك ممكن
وتحرك من أمامها بغضب
تكلمت سريعا وقالت
-عايزه اقولك على حاجه بخصوص فرح
وقف مكانه واستدار لها وتكلم بغضب
-فرح!! مالها انطقى
اقتربت منه وقالت بزعل مزيف
-للاسف فرح ماشيه مع واحد أخلاقه وحشه اوى وبتجرى وراه فى كل حته وانا نصحتها كتير تبعد عنه علشان خايفه عليها بس هى بتحبه اوى ورافضه تسمع كلام حد
ضغط على أسنانه بغضب واقترب منها والشرار يتطاير من عينه امسكها من ذراعها وتكلم بتساءل
-مين ده وابن مين وعلاقتهم فى حدود ايه بالظبط اتكلمى انطقى
رغم الم ذراعها إلا أنها حاولة تحافظ على هدوئها وقالت
-وائل الحسينى ابن اشهر رجل أعمال فى مصر واد صايع بتاع بنات يقضى يومين حلوين مع البت وبعد كده يرميها رميت الكلاب، أما بقى طبيعة علاقتهم وصلت لأيه بالظبط أنا معرفش بس يعنى بيخرجوا مع بعض كتير واوقات بيروحوا فى أماكن مغلقه وبيبقوا لوحدهم فيه.
إلى هنا ولم يستطيع زياد تمالك أعصابه دفعها بقوه أسقطها على الأرض وتحرك سريعا يبحث عن فرح
أما رحمه ارتسمت ابتسامه خبث على وجهها وقالت بتوعد
-مبقاش أنا لو مكنتش خليتك تجرى ورايا يا زياد
ثم نهضت من على الأرض نفضت الغبار من على ملابسها وغادرت الجامعه
بحث زياد كثير عن فرح لكن دون جدوى الجميع أكد له انها غادرت منذ قليل ضغط على أسنانه بغضب وقال
-ماشى يا فرح علشان كده كنتى بترفضينى علشان ولد صايع بيلعب بيكى.
وتحرك سريعا عائد إلى المنزل يتوعد لها.
………………………………………………….
انتهت حور من العمل بأرهارق شديد تراجعت بظهرها إلى الخلف وفى ذلك الوقت انفتح الباب وظهر زين بطلته الرجوليه تعالت دقات قلبها وتكلمت بصوت هامس
-يخربيت حلاوة امك يا شيخ
ابتسم لها وجلس على المقعد أمام المكتب وتكلم بأرهاق
-خلصتى ولا لسه اليوم النهارده كان متعب اوى وكمان مع قلة النوم كان اصعب
نهضت من على مقعدها واتجهت إليه جلست أمامه وقالت بنبره حنونه
-انا خلصت بس لو عندك شغل لسه هاته اشتغله أنا وريح انت.
امسك يدها قبلها بحب وقال
-ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى، انتى عارفه انا بحب اخلص اللى ورايا اول بأول والحمدلله خلصته كله، يلا يا قلبى علشان نروح سوا على الفيلا بتاعتكم ماما وبابا زمانهم وصلوا عندكم
اومأت رأسها بالموافقه ونهضت بحماس وقالت
-انا متحمسه اشوف اختى اوى، مش عارفه هعمل ايه معاها فى اللحظه دى بس بيتهيألى كده هكسر ضلوعها من كتر ما هحضنها.
نهض من على مقعده واقترب منها وقال بمداعبه
-طيب أنا عضمى جامد وهيستحمل ما تجيبى حضن
احمرت وجينتها بخجل ولكزته بصدره بتوتر وقالت
-ز ز زين اتلم وبطل قلة ادب
تعالت ضحكاته واقترب أكثر منها وقال بغمزه
-قلب زين وعمره تعرفى ان خدودك دى عايزه تتاكل اكل وهما مكسوفين كده
ومال بجسده مقبلا وجينتها برقه وفى ذلك الوقت دخل عليهم انس واتسعت عيناه بصدمه وتكلم بغضب
-انتوا بتهببوا ايه على دماغكم
تحركت حور سريعا واختفت خلف ظهر زين حتى تحمى نفسها من بطش ابن عمها
عقد زين يده على صدره وتكلم بعدم اهتمام
-ملكش فيه بنت خالتى وحبيبتى وهتبقى خطيبتى قريب.
رفع إحدى حاجبيه إلى الاعلى وتكلم بتهكم
-والله وهو ابن الخاله بيبوس بنت خالته عادى كده، متنساش دى بنت عمى لحمى ودمى و مقدرش اشوف حاجه زى كده واسكت، هتعصب و الدم هيفور فى راسى، وهكسرها رقابتها، لما تبقى مراتك ابقى اعمل اللى انت عايزه يا اخويا فاهم.
نظر زين له بتحدى وقال
-طيب فكر تقرب منها وانا هكسرك دراعك، روح يا بابا العب بعيد، قال تكسر دماغها قال.
نظرت حور بتوجس من خلف ظهر زين وقالت بصوت مرتعش
-انوس اخويا وضهرى مش هتقول حاجه لبابا صح.
جلس على المقعد ووضع قدم فوق الأخرى وتكلم بنبره حذره
-انوس دلوقتى بقيت انوس واخوكى عموما يا ستى متخافيش مش هقول حاجه لعمى ايوب.
ارتسمت بسمه على ثغرها بأرتياح وتحركت من خلف ظهر زين
اكمل كلامه بغضب وقال
-علشان أنا اللى هكسرك رقبتك
ركضت سريعا وعادة مره اخرى خلف زين وأمسك فيه بخوف
ابتسم زين على حركاتها الطفوليه وتكلم بنفاذ صبر
-ما تهدا شويه يا عم الأمور بت خايفه بجد متعرفش انك بتهزر
تعالت ضحكات انس وتكلم بصعوبه
-اقسم بالله شكلك مسخره
نظرت له بغضب وقالت
-يعنى انت كل ده كنت بتهزر
اومأ رأسه بالتأكيد وتكلم من بين ضحكاته
-بس ده ميمنعش أن هكسرك دماغك دى لو شوفته قريب منك تانى
هبطت على الأرض بقدميها بغضب مثل الاطفال وقالت
-والله العظيم غلس ودمك تقيل وانا بكرهك
وضع زين ذراعه على كتف حور وقال
-مش عايزك تخافى من اى حد طول ما انتى معايا اللى يفكر يقربلك انسفه من على الأرض نسف
نظرت له بحب وابتسمت له ابتسامه هادئه وقالت
-ربنا يخليك ليا وتفضل سندى لآخر يوم فى عمرى
تكلم انس بنفاذ صبر وقال
-ايه اجبلكم شجره واتنين ليمون ده ايه فقع المراره ده يارب.
ثم نظر إلى زين بتحذير وقال
-وانت يا عم النحنوح شيل دراعك من على كتف البت ليوحشك
قربها له اكثر ونظر إلى انس بتحدى وقال
-لا مش هشيلها ويلا بقى ورينى عرض كتافك علشان هاخد حورية قلبى وهمشى
ابتسم له ابتسامه بلهاء وقال
-هو أنا مقولتلكش
حرك رأسه بالرفض وقال
-لا مقولتليش خير
هب واقفا وقال بأبتسامه
-العربيه بتاعتى عطلت وحاليا عند الميكانيكى وانت هتوصلنى معاك فى سكتك زى الشاطر
ضغط على أسنانه بغضب وتكلم بنفاذ صبر وقال
-حبكت يعنى النهارده
اومأ رأسه بالتأكيد وابتسم بلؤم وقال
-ايوه حبكت ويلا بقى هنتأخر عليهم عند عم أيوب
نظر له بغضب وأمسك يد حور وخرج من مكتبه وهو يغلى من تطفل انس عليهم
تعالت ضحكات انس وتكلم بصعوبه
-مش قادر شكله يفطس من الضحك، والله هفضل على قلبكم لحد ما تتلموا تحت سقف واحد يا صيع.
أنهى كلامه وخرج يركض سريعا صعد معهم المصعد الكهربائى وهبطوا إلى الاسفل صعدوا السياره واتجهوا إلى الفيلا الخاصه بأيوب.
………………………………………………….
هبطت نغم من غرفتها بتوتر شديد لاول مره تلتقى بعائلتها بالكامل لاول مره ترى اخواتها كيف سيكون الاستقبال هذا ما تركته للحظه وجدت والدتها تجلس على الأريكة بجوار خالتها بتول ابتسمت بحب وتحركت بأتجاهم جلست بين قمر وبتول ووضعت رأسها على صدر والدتها وقالت
-واحشتونى اوى والله
حركت بتول يدها على ظهر نغم بحنو وقالت بنبره هادئه
-انتى اللى واحشتينا يا نغم متعرفيش حالتنا كانت ازاى وانتى بعيده عننا الايام كلها كانت شبه بعضها الفرحه مكانتش ليها طعم الضحكه كانت بهته مش من القلب رجوعك لينا يا بنتى رجع الحياة من تانى
اعتدلت نغم بأبتسامه و غمزت لها بعينيها وقالت بمرح
-بس ايه يا عم بعد العمر ده وعمو وليد حبه ليكى مقلش درجه واحده بالعكس أنا شايفه أنه بقى مضاعف عشر مرات، فاكره لما كان يفضل يحب فيكى قصادى أنا وعدى واحنا صغيرين
لكزتها بخفه على ذراعها وقالت
-يا بت اختشى بقى هو انا هلاقيها منك ولا من عدى مش بيضيع فرصه الا لما يكسفنى فيها بسبب حب أبوه وليد ليا
تعالت ضحكاتها وتذكرت والدها مروان تنهدت بحزن وقالت
-هو وبابا مختلفين تماما عن بعض هو كان حنين عليا إنما بابا لا هو كان بيفهمنى من نظرة عيونى وينفذ ليا اللى عايزاه من قبل حتى ما اطلبه، كان بيعمل كل حاجه علشان يفرحنى إنما اخوه لا ،ميعرفش حاجه عن الابويه وبسببه أنا عيشت العمر ده كله وانا بعيده عن حضن ماما وعنكم بسببه اتعذبت وشوفت الذل بجميع أشكاله صحيح هو مات بس كسرة قلبى بسببه عايشه جوايا وبتكبر كل يوم اكتر من اليوم اللى قبله.
كانوا يستمعوا لها والدموع تتسابق على وجوههم تكلمت قمر من بين شهقاتها وقالت
-مروان مكانش الاب اللى كنت بتمناه ليكى يا نغم بسببه برضه اتعذبت واتوجعت اتحرمت من اللى قلبى دق ليه اول دقه كان نفسي اوى يكون ايوب هو اللى ابوكى كان حلمنا أننا نتجوز ونبدأ حياتنا من الصفر ونجيب اولاد كتير بس للاسف جه مروان وخطف مننا الحلم ده وعيشنا ابشع كابوس وفضلنا عايشين فيه سنين وآخرها خطفك منى واتقتل وانتى ضيعتى من حضنى.
مسحت بتول دموعها سريعا وتكلمت بنفاذ صبر
-يخربيت النكد بتاعكم ده من النهارده مش عايزين دموع من النهارده فرح وسعاده وبس امسحوا دموعكم صوت عربيات الاولاد وصلت بره اهى
تعالت دقات قلب نغم بتوتر أمسكت يد قمر وتكلمت بنبره مهتزه
-ا ا اخواتى اللى جم بره دول يا ماما
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت
-اكيد دى حور لأن زياد بيتصل بيا فى الطريق بيسألنى محتاجه حاجه يجيبها ليا وهو جاى
وفى ذلك الوقت دخلت حور مع انس وزين
عندما رأت هذه الفتاة التى تشبهها كثير ركضت إليها واحتضنتها دون أن تتكلم انصدمت نغم من هذه الفتاة المندفعه لكنها شعرت بشئ غريب داخلها تمسكت بها بقوه وانهمرت دموعها بعدم تصديق لحظات مؤثره ادمع الجميع على هذا اللقاء الاخوي دقات قلب قمر كانت تتراقص بسعاده وهى ترى الاختين فى أحضان بعض.
فصل هذه اللحظه صوت انس وهو يقول بمرح
-طيب هو انا مليش من الحب جانب ولا ايه
ابتعدت عن حضن حور ونظرت اتجاه الصوت بأستغراب وقالت بتساؤل
-انت زياد
رد عليها بأستغراب وقال
-زياد !! وهو زياد الفرفور هيبقى جسمه بغل كده
تعالت ضحكات الجميع على كلامه وتكلمت قمر موضحه لها
-ده انس ابن عامر اخو ايوب متعرفهمش لانك مشوفتهمش وانتى صغيره
اومأت رأسها بتفهم وابتسمت له وقالت
-اهلا وسهلا يا انس
نظرت حور إلى انس بضيق وقالت
-بنى ادم فصيل قطعت اللحظه الحلوه
تكلم بتهكم وقال بغمزه
-بس انتى يا بتاعة الاماكن المغلقه
نظرت إلى زين بتوتر ثم نظرت إلى نغم وقالت بتلعثم
-ن ن نورتى حياتنا يا نغم انا من كتر كلام ماما عليكى كان نفسي اشوفك اوى كنت بحلم برجوعك علشان نكون سوا ونوقف مع بعض وفى ضهر بعض
أمسكت يدها بسعاده وقالت
-انا مكنتش اتخيل أن عندى اخت قموره اوى كده انا فعلا محظوظه بيكى
ردت حور عليها بدعابه وقالت
-انتى كده بتشكرى فى نفسك لأننا شبه بعض تقريبا
احتضنتها نغم بسعاده كبيره وقالت بعدم تصديق
-انا كنت متوتره اوى من لقائنا ده معرفش ان ربنا حاطط محبتنا لبعض فى قلوبنا من قبل ما نشوف بعض
اقترب زين بنفاذ صبر وأمسك يد حور بغيره وقال
-لا كل واحده فيكم تحتفظ بحبها لابن الحلال
نظرت قمر وبتول ونغم إلى بعض بأستغراب أما حور فكانت تقف بخجل عما فعله زين
عندما رأى زين الاستغراب على وجوه الجميع تكلم بحب وقال
-ايوه أنا وحور بنحب بعض وعايز اتجوزها
وفى ذلك الوقت سمع صوت ايوب يقول له.
-وهو فيه راجل يطلب واحده من الحريم؟ مش المفروض فيه رجاله تطلبها منهم.
شعر زين بالخجل من فعلته هذه التف له بأسف وقال
-انا اسف يا عمى ايوب مكنتش اقصد اطلبها من الحريم أنا بس اندفعت مشاعرى وكنت بصرح ليهم بحبنا.
كان وليد يقف بجوار ايوب بعد ما تقابلوا بالخارج تكلم سريعا وقال
-خلاص بقى يا ايوب متكبرش الموضوع وبعدين مش هو ده اللى كنا عايزينه وربنا حققه لينا والفرحه اكتملت برجوع حبيبة عمها نغم وافق يلا وخلينا نفرح شويه.
نظر له بضيق وقال بتهكم
-لا واضح أن مش الولد بس اللى مش فاهم الأصول، ده الاب كمان، ما تصبر يا ابنى واطلبوا منى البت زى الناس ده ايه الغلب ده يا ربى
كانت قمر وبتول يشعرون بالسعادة
أما حور كانت تتوهج نارا من شدة الخجل تركت يد زين وصعدت تجرى على غرفتها.
تعالت ضحكات الجميع ونظرت قمر لنغم وقالت
-اطلعى لأختك المجنونه دى يا نغم البت من كتر الكسوف قلبها هيوقف عليها.
اومأت رأسها بالموافقه وقالت
-حاضر يا ماما، عن اذنكم
تكلم وليد سريعا وقال
-استنى يا نغم تعالى فى حضنى احشتينى اوى ومن امبارح مش قادر اصدق انك رجعتى تانى لينا.
نظرة له بحب وامتنان وركضت سريعا عليه وارتمت داخل أحضانه وتمسكت به بقوة وقالت
-لسه كنت جايبه سيرتك وبقول انك طول عمرك كنت بتحبنى اكتر من اخوك عمرى ما حسيت معاه الحنيه اللى كنت بحسها معاك يا عمو انا بحبك اوى.
أبعدها عن حضنه وكوب وجهها بين يده ونظر بعينيها وقال بنبره هادئه.
-ابوكى الله يرحمه كان مريض نفسي يا نغم وكل أفعاله دى نتيجة أنه كان موقف العلاج بس صدقينى مكانش فيه اطيب منه ولا فى حنيته.
إلى هنا ولم يستطيع أيوب سماع كلمه اخرى تكلم بغضب شديد وقال
-وليييد كفايه خلاص وبعدين نغم بنتى أنا وانا بس اللى هعوضها عن وجع السنين واللى شافته فى حياتها قبل كده مش عايز حد يجيب سيرة البنى أدم ده تانى.
التهبت الأحداث وبدأت تتزايد فى الاشتعال
تكلم وليد بغضب وقال
-ايوب متنساش أن اللى بتتكلم عليه ده اخويه وهو دلوقتى فى مكان احسن من هنا وبرضاك أو غصب عنك نغم بنت مروان.
ضغط على أسنانه بغضب واقترب من وليد وأمسك به وقال بتحذير
-لاخر مره هقولها ليك يا وليد سيرة البنى أدم ده متجيش فى بيتى وكلمه تانيه زياده عنه هنسي كل اللى بينا.
تدخل سريعا انس وزين ووقفوا ما بينهم وتكلمت قمر بدموع
-ايوب وليد ايه اللى انتوا بتعملوا ده انتوا مش صغيرين على كده وبعدين احنا ما صدقنا نغم رجعت لينا علشان نفرح مش نتخانق مع بعض.
عندما ايوب رأى دموع قمر قلبه ألمه اتجه إليها واحتضنها بقوه وقال بأسف
-انا اسف يا حبيبتى متزعليش منى خلاص والله، مكنتش اقصد اعمل كده، تعالى معايا
واستأذن من الجميع وأخذها إلى غرفتهم
نظر وليد بغضب لايوب وتحرك بأتجاه الباب حتى يغادر لكن بتول ركضت إليه وامسكت ذراعه حتى تمنعه وقالت.
-علشان خاطرى يا وليد متزعلش، انت عارف اللى حصل لقمر وايوب من اخوك الله يرحمه وان لسه أثره معلق فى قلوبهم وكمان اللى عمله فى بنت قمر، علشان كده اديله العذر ومتكبرش الموضوع.
كانت نغم تتابع كل هذا فى صمت تام ولكن دموعها لم تقف
رد وليد عليها بصوت مختنق وقال
-عارف كل ده يا بتول، بس راعوا أن ده اخويا اللى مكانش ليا غيره واتقتل غدر من واحده منعرفهاش، وأنه كان مريض وأفعاله دى كلها كانت غصب عنه، أنا لحد دلوقتى نار فراقه فى قلبى مهمدتش.
ربت على يده بحنو وقالت
-عارفه يا حبيبى ربنا يرحمه ويصبر قلبك على فراقه، بس علشان خاطرى متزعلش من ايوب، وخلينا بقى نفرح برجوع نغم، وبخطوبة ابننا الحبيب السهون ده.
ابتسم لها بحب وأمسك وجهها بين يديه ونظر بعينيها وقال
“بحبك”
وفى ذلك الوقت وصل ريان مع زوجته وبناته ورأى وليد وبتول وسمع ما قاله لها اشتعلت النار بداخله تكلم بصوت مرتفع نسبيا
-السلام عليكم
ما أن سمعت بتول صوته انتفضت مكانها وابتلعت ريقها بصعوبه ابتعدت عن وليد بهدوء ونظرت إلى ريان وهو معه زوجته وقالت
-و و وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ضغط وليد على أسنانه وأمسك يد بتول بتملك وقال
-تعالى يا حبيبتى نقعد بدل واقفتنا دى.
ابعدت يدها عن وليد وتكلمت بتلعثم
-ا ا اصبر يا وليد أرحب بالناس على ما تيجى قمر مينفعش نسيبهم واقفين كده.
ثم اقتربت من ريان وزوجته ونظرت لها بضيق وقالت
-نورتى يا حبيبتى اهلا وسهلا
نظرت منى لها بكره شديد وتكلمت بصوت يكاد أن يسمع
-اهلا
ثم أمسكت ذراع ريان بقوه حتى تثبت ملكيتها له
نظرت بتول إلى يد منى الممسكه بذراعه ودقات قلبها تعالت لكنها حاولة أن تهدأ وقالت
-اتفضلوا قمر فى اوضتها وجايه حالا.
أنهت كلامها وتركتهم وعادت عند وليد وجلست بجواره
انقلب المكان لساحه حرب من النظرات المشتعله بين الكره والحقد والغيره
أما الاجيال الجديده ما كان عليها إلا أن تلتزم الصمت وتترقب ما سيحدث.
صعدت نغم إلى غرفة حور حتى تطمئن عليها، ودقائق معدودة هبطوا الاثنين مره الأخرى.
عادت قمر مع ايوب إليهم بعد ما هدأت وفى ذلك الوقت وصلت اسيل مع ابنتها اميره.
نهضت قمر رحبت بها وقالت بتساؤل
-اومال عامر فين ؟
نظرت لها بحزن وقالت بصوت منكسر
-معرفش عنه حاجه أنا وعامر انفصالنا
انتفض ايوب وريان سوا فى نفس الوقت وتكلموا بعدم تصديق
-انفصلتوا !! طيب ليه
اغلق انس عينه بغضب وتكلم بنفاذ صبر
-علشان ده بنى أدم همجى على طول يهين فى امى ويمد أيده عليها ودلوقتى ماشي مع بنت قد بناته بتضحك عليه وبتضربه على قفاه علشان تاخد منه فلوسه، أنا اللى قولتلها تسيبه واخدهم يعيشوا بعيد عنه وامى واختى أنا هعرف اخلى بالى منهم كويس اوى
كانت رهف تتابع انس بأعجاب شديد وحور كانت منتبه لهذه النظرات
تكلم ريان بغضب وقال
-وازاى محدش بلغنى أنا ولا ايوب باللى بيحصل ده كنا عرفنا نوقفه عند حده.
ردت اسيل بأبتسامه حزينه وقالت
-ربنا يخليكم بس انا مش عايزه مشاكل، كل اللى عايزاه دلوقتى اعيش فى سلام مع ولادى وهو ميشغلنيش فى حاجه خليه هو وأمه بعيد عننا مش عايزين منهم حاجه
اقتربت بتول من قمر وتكلمت بهمس
-تستاهل السحليه بعد اللى عملته معايا زمان وبسببها دلوقتى عايشه بعيد عن ريان عايشه دلوقتى دور الضحيه وهى كانت شيطانه، يلا ربك يمهل ولا يهمل
نظرت قمر لها بلوم وقالت
-يا بنتى بقى كفايه حرام عليكى جوزك، الراجل بيحبك وقايدلك صوابعه العشره شمع وبعد كل ده لسه بتفكرى فى ريان.
تكلمت بصوت مختنق وقالت
-يعنى هو كان بأيدى اعمل ايه بس لحد دلوقتى قلبى بيحبه ورافض يحب غيره.
ردت عليها بنفاذ صبر وقالت
-انتى شايفه مين اللى جانبه دى؟ دى مراته وبناته يا بتول، يعنى هو عاش حياته زى ما انتى كمان عندك حياتك بطلى تفكرى فيه بقى.
أنهت كلامها واعتدلت مره اخرى فى جلستها
تكلمت نغم بأستغراب وقالت بتساؤل
-هو عدى كل ده فين ؟
اجابتها بتول بتوضيح وقالت بنبره قلقه
-اتصلوا بى فى الشغل وطلبوا أنه يروح ليهم ضرورى، بس شكل الموضوع يخص قضيتك.
نظرت نغم لها بقلق وقالت
-م م معقول يكون هرب
نظرت لها قمر بأستغراب وقالت بتساؤل
-هو مين ده اللى هرب يا نغم
تدخلت بتول سريعا بالكلام وقالت
-ه ه هى تقصد يعنى واحد من الناس اللى كانوا خطفينها واللى عدى قبض عليهم
اومأت رأسها بتفهم وفى ذلك الوقت دخل زياد وهو ممسك بذراع فرح بغضب بعد أن رأها مع هذا الشاب يتجولوا فى الشارع انقض عليه وضربه وارغم فرح على الركوب معه فى السياره
تفاجئ الجميع بهذا المنظر ولكن لم يتركهم زياد يتساؤلوا بعد ما دفع فرح على الأرض وتكلم بغضب شديد
-البت دى ملهاش خروج من البيت ولو شوفتها عتبة بره الباب هكسرها رجلها
اتسعت عين الجميع وتكلم وليد بغضب وقال
-انت ازاى تعمل فى بنتى كده وانت مين اصلا علشان تتحكم فيها
تكلم بغضب شديد وقال
-انا ابقى ابن خالتها وليا حق اكسر رقبتها لما اشوفها ماشيه على حل شعرها مع واحد سمعته زى الزفت بياخد البنات يتسلى بيها شويه وياخد منهم اللى هو عايزه وبعد كده يرميهم رمية الكلاب بنتكم عندكم ولو الكلام اللى قولته ده متنفذش وربنا لاقتلها
نهض زين بغضب شديد وأمسك فرح من شعرها ارغمها على الوقوف وصفعها بقوه على وجينتها وتكلم بغضب
-وانت مالك بنتنا وانا هعرف اربيها كويس
ركضت قمر وبتول وأخذوا فرح من بين يد زين وأمسك انس ذراع كل من زين وزياد وارغمهم على التحرك معه إلى الخارج حتى يهدأوا قليلا
وضعت فرح رأسها على صدر قمر وظلت تبكى وتكلمت من بين شهقاتها
-والله العظيم ما حصل حاجه بينا يا خالتو هو بيحبنى وانا بحبه وكنا مستنين نتخرج وهيتقدم ليا
ربت على ظهرها بحنو وقالت
-مصدقاكى يا حبيبتى أهدى بس
نظر لها بأنكسار وتكلم بصوت حزين
-كده يا فرح برضه وانا اللى كنت بثق فيكى وقولت مستحيل تعملى حاجه تكسرنى
حركت رأسها بدموع وقالت
-والله العظيم ما عملت حاجه تكسرك انا تربية رجاله ومستحيل اسمح لحد يتخطى حدوده معايا يا بابا ارجوك افهمنى ده زميلى وبنحب بعض بس فى الحدود
نظرت بتول إلى وليد بقلق بعد ما بدأ يظهر عليه علامة الاعياء اقتربت منه وامسكت ذراعه وقالت بترجى
-وليد ارجوك اهدا انت كده بتأذى نفسك فين حباية القلب
تكلم بصعوبه وقال
-فى البيت
أنهى كلامه ووضع يده على قلبه
امسكته بقوه وقالت بدموع
-ايوب الحقنى حد يتصل على الإسعاف بسرعه
هرول الشباب إلى الداخل عندما سمعوا صراخ بتول وأجرى انس الاتصال بالاسعاف وأمسك ايوب وريان وليد وساعدوا على الجلوس واحل له ربطة عنقه حتى يتنفس بسهوله
كانت فرح منهاره من البكاء احتضنتها حور ونغم واميرة حتى تهدأ
وبعد دقائق معدودة وصلت سيارة الإسعاف وأخذوا وليد واتجهوا إلى المشفى.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)