رواية ما وراء الماضي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت الثامن والعشرون
رواية ما وراء الماضي الجزء الثامن والعشرون
رواية ما وراء الماضي الحلقة الثامنة والعشرون
وصلت حور إلى الشركه وصعدت مكتبها سريعا جلست على مقعدها ونظرت أمامها بوجع وألم ظلت تضرب موضع قلبها قائله بدموع:
-بطل تدق ليه بطل تشتاق ليه، ليه ارغمتنى اروح اشوفه من بعيد عند شركته، مش كفايه اللى قاله امبارح واللى عمله، كفاااايه بقى كفايه حرام عليك.
وتفاجئت بالباب ينفتح ويظهر أمامها سيف بطلته الرجوليه وابتسامته السامجه.
تكلمت بغضب شديد وقالت:
-انت ازاى تدخل عليا مكتبى من غير ما تخبط؟
تحرك بأتجاهها وجلس على المقعد ووضع قدم فوق الأخرى وقال بصوت هادئ.
-سمعت صوت عياطك قولت ادخل اطمن عليكى، اكيد سبب دموعك دى الحيوان اللى اسمه زين ده.
أغلقت عينيها بنفاذ صبر وتكلمت وهى تضغط على أسنانها.
-وانت مالك، بتدخل فى اللى ملكش فيه ليييه.
نهض من على مقعده واقترب منها بغضب وأسند يده على مقعدها واقترب من وجهها ونظر بعينيها وقال بنبره مخيفه:
-ما هو انا مش هكون كوبرى لجنابك تتصلى بيا وتقوليلى تعالى حفلة الخطوبه علشان تغيظى بيا المحروس بتاعك وتشعللى النار بقلبه.
اقترب اكثر لها وتكلم بهمس بجوار أذنيها:
-انتى بقيتى بتاعتى أنا والتانى لو مطلعتهوش من دماغك همحيه من على وش الأرض لو خايفه عليه بجد أياكى تفكرى فيه ولا تسمحيله يقرب منك فاااهمه.
ثم ابتعد عن أذنيها ونظر بعينيها وقال:
-فهمتى يا حوري.
تعالت دقات قلبها من شدة الخوف الكلام وقف بحلقها وهى ترى نظرة الشر بعينه تكلمت بصعوبه وقالت:
-ا ا انت عايز منى ايه ب ب بالظبط وايه النظره اللى فى عيونك دى حاسه ان وراها اسرار مخيفه اوى.
ابتعد عنها وتعالت ضحكاته الشيطانيه وعاد مره اخرى على مقعده وقال بلهجه تحمل خلفها الكثير.
-تقريبا كده وصلتى للى ناوي اعمله انتى بنوته ذكيه وده هيساعدنى كتير اوى فى اللى جاى.
ثم ارتسمت الجديه على وجه وقال بتحذير:
-بس لو تعبتينى يبببقى استحملي اللى هيحصل يا قطه.
أنهى كلامه ونهض من على مقعده وتحرك بأتجاه الباب وقبل أن يخرج نظر لها وقال بأمر.
-جهزى نفسك بليل هعدى عليكى اخدك بعربيتى.
اتسعت عيناها بصدمه وتكلمت برفض:
-لا طبعا مش هروح معاك فى حته.
ابتسم لها بثقه وقال :
-هستناكى فى عربيتى بليل.
أنهى كلامه واغلق الباب خلفه.
انهمرت دموع حور بغزاره شعرت بالخوف يجتاح قلبها بشدة لا تعلم ماذا تفعل حركت رأسها بالرفض وقالت:
-اعمل ايه ياربي البنى أدم ده شكله مجنون ومش ناوى على خير اتصرف ازاى واقول لمين بابا هيفكر أن بقول كده علشان خاطر زين وزين ممكن المجنون ده يأذيه عدي لا لا لا مش هينفع انس بس هيتصرف معاه ازاى وكمان كفايه عليه مشاكله مع أبوه، هوف بقى انا خايفه اوى.
وضعت يدها على وجهها واجهشت بالبكاء حتى شعرت بأنفاسها تقطعت.
………………………………………………….
وصلت فرح الجامعه وكانت تبحث عن زياد لكنها لم تجده أخرجت هاتفها وقبل أن تتصل به وجدت رحمه تقف أمامها وتبتسم لها ابتسامه لئيمه وتكلمت بنبره هادئه:
-فروحه حبيبتى فينك يا بنتى مش بتردى على مكالماتى ليه؟
زفرت بضيق ونظرت الاتجاه الآخر وقالت بنبره مختنقه:
-مافيش مش فاضيه بذاكر علشان الامتحانات.
اومأت رأسها بنفس الابتسامه وقالت:
-اممم طيب انا عندى خبر ليكى تحففه.
نظرت لها بأستغراب وقالت بتساؤل:
-خبر ايه ده ؟
نظرت خلفها وجدت وائل يقترب منهما ابتسمت بلؤم وقالت:
-وائل حس بغلطه وندمان على اللى قاله وجاى يصالحك.
اتسعت عيناها بصدمه وتكلمت بغضب وقالت:
-قولى للبنى ادم ده يمشى حالا من هنا ده كان غباء منى لما فكرت اعرف واحد ندل زيه.
اقترب وائل منها ونظر إليها بزعل مزيف وقال:
-انا اسف يا فرح مش عارف انا قولتلك كده ازاى بس كنت متغاظ اوى من اللى عمله ابن خالتك ده فيا إنما أنا بحبك اوى ومش قادر أعيش من غيرك.
أغلقت عينيها بغضب وتكلمت بنفاذ صبر:
-قولتلك أمشى حالا من قصادى مش طايقه اسمع صوتك ولا اشوف وشك.
نظر إلى رحمه وغمز لها بعينه حتى تتحرك وتتركهم بمفردهم .
ابتسمت له بشر وتحركت بعيد عنهم وتركتهم.
اقترب وائل أكثر منها وأمسك يدها وقال:
-علشان خاطرى سامحينى يا فرح انا بحبك اوى وحياتى ملهاش طعم من غيرك طيب انتى عارفه انا كلمة بابا عليكى ووعدنى أن هيخطبك ليا بعد الامتحانات على طول.
ابعدت يده عنها وتكلمت بغضب:
-انت عبيط يا ابنى بقولك مش طايقه اشوف شكلك انا مش عارفه ازاى كنت مغفله وحبيت واحد زيك أنا بحمد ربنا أن عرفت حقيقتك وربنا نور بصيرتى قبل ما تأذينى انت شيطان ماشى على الأرض.
امسك ذراعها وارغمها على التحرك معه وابتعد بها فى مكان خالى لا يوجد احد فيه وأسند ظهرها على الحائط واقترب منها تحت محاولاتها لأبعاده عنها لكن مع ضعف جسدها وحجم جسده لم تستطيع أبعاده تكلمت بدموع وقالت بغضب.
-ابعد عنى يا حيوان هوديك فى ستين داهيه يا قذر.
حاول التهجم عليها وفعل شئ يكسر بها عينها بمساعدة رحمه وهى تحاول تصويرهم بالهاتف.
وفى ذالك الوقت شعر بيد تدفعه بقوه بعيد عن فرح وأمسك به وظل يلكمه بوجه عدة لكمات حتى سالت الدماء من أنفه وسقط على الأرض غير قادر على المقاومه.
ركضت رحمه بخوف شديد بعيد عن المكان حتى لا يراها زياد ويأذيها.
ارتمت فرح داخل أحضان زياد بجسد مرتعش وتمسكت به بقوة وظلت تبكى.
ربت على ظهرها بحنو وتكلم بصوت هادئ حنون.
-شش أهدى يا فرح انتى خلاص فى حضنى محدش هيقدر يقرب منك.
تكلمت من بين شهقاتها وقالت:
-ح ح حاول يلمسنى يا زياد الحيوان انا رفض اتكلم معاه بس هو حركنى معاه بالعافيه وجابنى هنا ر ر رحمه ه ه هى اللى ساعدته انا معملتش حاجه يا زياد والله.
ضغط على أسنانه بغضب وقال:
-والله لادفعهم تمن كل دمعه نزلت منك أنا واثق فيكى يا فرح ومتأكد انك مستحيل تعملى حاجه غلط أهدى بقى وبلاش دموعك دى علشان خاطرى.
اومأت رأسها بالطاعه وابتعدت عن حضنه بخجل وقالت:
-خ خ خلاص هديت.
تكلم بزعل مزيف وقال:
-ليه كده بس تعالى فى حضنى يا ضنايا انتى لسه زعلانه.
ابتسمت له بخجل وقالت:
-زياد اتلم بقى.
زفر بضيق وقال بتهكم:
-وانا جاى وعامل نفسي سوبر هيرو وشخرمت الولا وفى الاخر تقوليلى زياد اتلم منك له يا بعيده امشى يا اختى يلا قدامى.
تعالت ضحكاتها على كلماته وتحركت سريعا من أمامه.
نظر إلى أثرها بحب وقال:
-قمر يخربيت كده يا جدعااان.
………………………………………………….
وصلت بتول عند اسيل وضغطت على زر الجرس وانتظرت أحد يفتح لها ثوانى معدودة فتحت لها بترحاب وقالت:
-نورتي يا حبيبتى اتفضلى.
شعرت بدقات قلبها تزداد أغلقت عينيها بضيق وقالت بتساؤل:
-ريان هنا يا اسيل؟
نظرت لها بأستغراب وقالت:
-ايوه، انتى عرفتى ازاى وانتى لسه مدخلتيش؟!
تكلمت بغضب وقالت:
-احنا مش كبرنا عن شغل الوسايط ده والمقابلات يا اسيل.
تكلمت بأسف وقالت بصوت مختنق:
-انا اسفه يا بتول بحاول اصلح اللى انا عملته زمان صدقينى هو كان عارف انك هتضايقى من الحركه دي وكان رافض يجى وانا اللى صممت أنه يكون موجود واجيبك علشان خاطرى ادخلى اديله فرصه واتكلموا مع بعض بهدوء.
ابتسمت لها بضيق وقالت:
-المشكله أن مبقاش فيه كلام خلاص يتقال كل حاجه اتقالت خلاص.
وفى ذالك الوقت سمعت صوته يأتى من خلف اسيل على مقعده المتحرك:
-انا لو فضلت اتأسف ليكى لآخر يوم فى عمرى مش هكفر عن اللى عملته فيكى يا بتول أنا عارف أن كنت غبى وحمار واحد ضعيف معندهوش شخصيه باعك ومهتمش بسمعتك ولا بوجعك عارف أن انا واحد ندل هربت وسيبتك وحيده فى اصعب وقت ليكى عارف أن وجعتك لما شوفتينى بتجوز واحده غيرك فى نفس الشهر اللى سيبتك فيه عارف أن انا كل ده بس انا عيشت عمرى كله بكفر عن ذنبي ده عيشت بتعذب وبدفع تمن كل لحظة غباء منى عيشت بنار الندم تنهش قلبى عشت جسد من غير قلب لأن قلبى كان معاكى ومازال يا بتول قلبى معاكى وفى ايدك ترجعى ليا وترجعى ليا الحياة بمسامحتك ليا وتدينى فرصه اصلح كل اللى فات.
كانت بتول تستمع كلماته والدموع تنهمر على وجهها كالشلال حركت رأسها بالرفض وقالت:
-كلامك ده متأخر اوى يا ريان مبقاش ليه طعم ولا معنى يمكن لو قولته من كام سنه فاتوا كان قلبى رقص من الفرحه وجريت عليك وسامحتك إنما بعد موت وليد بقى صعب مستحيل افكر اخون حب وليد ليا مستحيل افكر اكون مع راجل غيره وهو عاش عمره كله يدينى الحب والحنان من غير ما يستنى منى مقابل ده وقتى بقى اديله الاخلاص واعيش على كل ذكرى عشناها سوي.
تكلم بدموع وقال بصوت مختنق:
-طيب وانا وحبنا اللى عايش فى قلوبنا ومش قادرين نتخلى عنه من سنين.
نظرت له بدموع وقالت:
-مبقاش من حقنا يا ريان علشان خاطرى لو بتحبنى بجد رجع مراتك منى وعوضها عن وجعها منك اشبعوا من بعض لأن الفراق والندم لما بيجتمعوا مع بعض بيبقى حاجه صعب تحملها اوى يا ريان.
أنهت كلامها وأعطته ظهرها وقبل أن تتحرك سمعت صوته يقول لها.
-هو مش احسن منى فى حاجه وزى ما هو عاش لاخر نفس فيه بيحبك انا كمان هفضل لاخر نفس فيا احبك يا بتول.
أغلقت عينيها بوجع وألم وتحركت سريعا من أمامه صعدت سيارتها وتحركت بها إلى المقابر وبعد وقت هبطت منها واتجهت إلى الداخل وقفت أمام قبر وليد وتكلمت من بين شهقاتها.
-محتاجك جنبى اوى يا وليد أنا تعبانه من غيرك عايزه اهرب من حبه ومش عارفه اهرب فين محتاجه حضنك اترمى فيه واحس بالأمان محتاجه ايدك تطبطب عليا وتمسح دموعى محتاجه نظرت عيونك اللى كانت بتدينى الامل أن بكره هيبقى احلى الحياه صعبه اوى من غيرك ربنا يصبرنى على فراقك ويقرب لقائى بيك.
أنهت كلامها وصعدت مره اخرى سيارتها وعادت مره اخرى إلى المنزل.
………………………………………………….
عند زين
جلس زين على مقعده الجلدى خلف مكتبه الخشبى بوجه عابس وظل ينظر أمامه بملامح خاليه.
دلف انس ونظر إليه بحزن وجلس على المقعد وتكلم بصوت مختنق:
-زين واخرت اللى انتوا فيه ده ايه انتوا الاتنين اعند من بعض وبتموتوا نفسكم بالبطئ.
تكلم بصوت جهورى وقال بتحذير:
-ااااانس قفل على الموضوع ده مش عايزك تنطق بحرف فيه احسنلك وياريت تتفضل تروح تشوف شغلك وسيبنى لوحدى دلوقتى.
حرك رأسه بالرفض وتكلم بنفاذ صبر.
-لا مش هسكت يا زين لما اشوف اختى وصاحب عمرى بيضيعوا حبهم بسبب عنادهم يبقى لازم ادخل عارف أن حور غلطانه أنها مسمعتش كلامك وكدبت عليك بس متنساش انها اول غلطه عمرها ما عملت كده اديها أسبابها يمكن لما عم أيوب غصب عليها خافت تقوله لا وخافت تقولك تزعل منها ما انت عارف حور جبانه ازاى وعبيطه اوى وعلى نياتها بلاش توقف ليها على اول غلطه بلاش تستخدم ساذجتها دافع للفراق يا زين.
تعالت ضحكاته بغضب وتكلم بصوت مغلول:
-مين دى اللى عبيطه وساذجه؟ حور! والله انت اللى عبيط وعلى نياتك يا حبيبى دى اتصلت باللى شغاله معاه امبارح مخصوص علشان تستفزنى وتغيظنى، بسببها اتخانقت معاه ومسكت اعصابي بالعافيه علشان مرتكبش جريمه، قولى واحده بأفعالها دى ساذجه ازااااى.
ابتسم له بهدوء وقال :
-افعالها دى بتثبت كلامى لو مش عبيطه وساذجه مكانتش جابته فى الحفله واستفزتك بالطريقه دى هى مفكره كده أنها بتحرق دمك متعرفش أنها بتزيد المشكله صدقنى حور اختى ومتربين مع بعض وعارف دماغها كويس اوى هى بتعمل الحاجه من غير ما تفكر فى توابعها.
نظر الاتجاه الآخر وتكلم بصوت مختنق:
-قفل يا انس خلاص عن الموضوع ده حور صفحه قديمه وقطعتها من حياتى ياريت تحترم قرارى ومتفتحش الموضوع تانى.
حرك رأسه بعدم رضا وقال:
-براحتك يا صاحبى بس صدقنى هتندم اوى بعدين ربنا يستر بس وتفوق قبل فوات الاوان، أنا همشى هروح اخد رهف من الشركه واخد حور على طريقى اروحها سلام.
خرج انس من عند زين وهو يشعر بضيق يريد تكسير هذا الرأس اليابس كان يأمل أن يصلح الوضع لكنه أصبح أكثر تعقيدا.
………………………………………………….
كانت تجلس قمر على الأريكة تحتسي فنجان من القهوة وفى هذا الوقت جاء بتفكيرها أخيها محروس شعرت بالحنين إليه فرت دمعه من عينيها وتكلمت بلوم:
-كده برضه يا محروس يهون عليك السنين دى كلها متسألش على اخواتك يا تري شكلك بقى ايه دلوقتى ولا عايش ازاى يا ترى اتجوزت وعندك اولاد ولا لسه زى ما انت؟
وفى ذلك الوقت جاءت نغم واستغربت حال والدتها جلست بجوارها وقالت بتساءل:
-ماما انتى قاعده بتكلمى نفسك ولا ايه؟
اومأت رأسها بالتأكيد وتكلمت بصوت مختنق:
-ايوه يا بنتى محروس اخويا واحشنى اوى نفسى اشوفه واطمن عليه هو طول عمره قلبه جاحد علينا أنا وخالتك بتول وهو كان سبب العذاب اللى شوفته على ايد مروان بس الدم عمره ما يبقى مايه.
هرب الدماء من جسدها عند ذكر قمر لاسم محروس شعرت وكأن لسانها انعقد مره اخرى ولم تستطيع التحدث، لاحظت قمر تغير حال نغم تكلمت بقلق وقالت:
-نغم يا حبيبتى مالك، وشك اصفر كده ليه؟
أغلقت عينيها حتى تمنع الدموع تنهمر منها وتكلمت بصعوبه:
-م م مافيش يا ماما انتى بس ص ص صعبتى عليا وانتى زعلانه دلوقتى.
احتضنتها بحب وتكلمت بنبره حنونه:
-يا حبيبتى ربنا ميحرمنيش من حنيتك عليا، خلاص أهدى أنا كويسه اهو ومفيش حاجه.
تمسكت نغم بوالدتها بقوه كأنها تتحمى بها من شئ ما يخفها وتكلمت بصوت مختنق:
-انتى جميله اوى وطيبه اوى اوى يا ماما ربنا يخليكى ليا يارب .
قبلت رأسها بحب وقالت:
-ويخليكى ليا يا ضى عينيا وافرح بيكى وانت فى بيت جوزك يارب.
تكلمت بتمنى وقالت بسعاده:
-يارب يا حبيبتى يارب، أنا هطلع أوضى اذاكر شويه احسن مستر اشرف هيعلقنى لو محفظتش.
ابتسمت لها بحب وقالت:
-روحى يا حبيبتى ربنا معاكى وينجحك يارب.
نهضت نغم سريعا وصعدت غرفتها وارتمت على فراشها وقالت:
-ربنا يستر عليكى يا ماما من الصدمه لما تعرفى ان اللى حرق قلبك وفرقنا عن بعض طول السنين اللى فاتت دى هو اخوكى اللى مشتاقه ليه دلوقتى.
………………………………………………….
وصل عدى إلى مكتبه وجلس عليه بضيق وطلب تميم يحضر له، ثوانى معدودة وكان يقف أمامه تكلم عدى بتسأل وقال:
-لسه موصلتش لحاجه يا تميم؟
حرك رأسه بالرفض وجلس على المقعد بضيق وقال:
-ولا ليه اى اثر ومش واضح مين اللى هربه عاملين خطه محكمه وعارفين هما بيعملوا ايه بالظبط.
طرق على مكتبه بغضب وقال:
-يعنى ايه مش لاقين ليه اثر محروس لازم يظهر ويرجع السجن وجوده بره ده خطر على الكل أنا مش بنام من القلق خايف يوصل لأى حد من أهلى خايف اتوجع فى اى حد بحبه أنا قلبي خلاص مبقاش حمل فراق تانى.
تنهد تميم بحزن على حال عدى وقال:
-اهدا بس يا عدي هو مستحيل يظهر دلوقتى وهو متأكد أننا بندور عليه معانا وقت نفكر هنجييه ازاى ونشدد الحراسه اكتر عليهم.
وضع يده على وجه وتكلم بصوت مختنق:
-تعبت من ان أمثل قصاد الكل أنى عادى والأمور طبيعيه لازم اضحك واهزر معاهم واكون طبيعى قصادهم علشان محدش يشك فى حاجه، طيب انت عارف أن نغم شكت أن محروس هرب لما طلبت منها متروحش الشركه اليومين دول لو تشوف شكلها وهى خايفه و بتسألنى إذا كان محروس هرب ولا ايه، بصعوبه شيلت الفكره من دماغها أو أنا مفكرها كده وهى بتحاول تخفى خوفها عنى لما لاقتنى قلقان عليها.
اومأ رأسه بتفهم وتكلم بنبرة هادئه:
-متقلقش يا صاحبى هى مسألة وقت مش اكتر ومسيره يوقع فى ايدينا محروس الكلب والايد اللى بتساعده.
ثم استقام بجسده وقال :
-هروح أنا بقى اشوف شغلى.
وتحرك إلى الخارج وأغلق الباب خلفه.
امسك عدى الهاتف الخاص به وأجرى اتصالا وانتظر الرد ثوانى معدودة وسمع صوت نغم المختنق تقول له:
-عامل ايه يا حبيبى روحت الشغل ولا لسه.
أجابها باستغراب وقال:
-انا فى الشغل دلوقتى، مالك يا قلبى صوتك مخنوق كده ليه؟
أجابته بصوت مختنق وقالت:
-ماما كانت جايبه سيرة محروس دلوقتى قال أيه وحشها، خايفه تعرف الحقيقه يا عدى ماما مش حمل صدمات.
ابتلع ريقه بصعوبه وتكلم بتلعثم:
-ها ا ا اوعى يا بنتى توقعى بلسانك وتعرفيها حاجه مش هتستحمل الصدمه.
تكلمت سريعا وقالت:
-لا طبعا متقلقش مستحيل اعرفها حاجه زى دى.
تنهد بوجع وقال:
-شطوره بنت قلبى وعمرى كله، يلا هقفل أنا علشان اتابع شغلى باااى.
اغلق الخط معها وقال بتمنى:
-يارب نخلص من موال محروس ده احسن انا تعبت منه ونفسى ارتاح بقى.
أنهى كلامه وارجع جسده إلى الخلف وزفر بضيق حتى يهدأ قليلا.
………………………………………………….
عند معاذ
كان معاذ يجلس على الاريكه يشاهد التلفاز وتفاجئ بخروج ريفال من غرفتها وتجلس بجواره حاول أن يفعل كما أمره مهاب ابتسم لها ابتسامه هادئه وقال بتساؤل:
-اكلتى يا حبيبتى ولا لسه؟
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت:
-ا ا اكلت من شويه.
تنحنح بتوتر وظل يتابع التلفاز وينظر إلى ابنته بطرف عينه.
تكلمت ريفال بتوتر وقالت بتساؤل:
-ه ه هو مهاب هيجى تانى امته؟
أجابها معاذ بأستغراب وقال:
-مش عارف يا حبيبتى هو بيستأذن قبل ما يجى على طول، بس بتسألى ليه عليه؟
تكلمت بتوتر وقالت :
-ها ب ب بسأل عادى يا بابا عن اذنك أنا داخله أوضى.
انتهت من كلماتها وركضت سريعا إلى غرفتها.
نظر معاذ إلى أثرها بقلق وقال:
-ربنا يستر وميكونش اتعلقتى بى يا ريفال وبدل ما نعالجها من حاجه واحده هيبقوا نعالجها من حاجتين.
………………………………………………….
جلس عامر على مقعده واجلس الفتاة على قدميه وحرك يده بحركات جريئه على جسدها وتكلم بهمس.
-ده انتى طلعتى مش سهله خالص.
تعالت ضحكاتها الرقيعه وأحاطت رقبته بذراعيه وقالت بدلال:
-ده انت اللى طلعت خلبوص ومش سهل خالص يا عمورتى.
همس بشئ داخل أذنيها مما جعل ضحكاتها تتعالى ثم ابتعد عنها وقال:
-انا لو اعرف الشغل فى الشركه دى حلو اوى كده كنت جيت اشتغلت فيها من زمان اوى.
هبت واقفه وقالت:
-عمورى لو بتحبنى بجد هطلب منك حاجه بس مش دلوقتى بليل لما تجيلى فى الشقه.
اومأ رأسه بالموافقه وقال:
-انت تأمر يا قمر وعليا التنفيذ.
ابتسمت بسعاده على تحقيق أول أهدافها وتحركت إلى الخارج وتركته ينظر أمامه يرسم بمخيلاته اشياء محرمه.
………………………………………………….
خرجت حور من العمل بعد انتهاء الوقت الرسمى لها هبطت إلى الاسفل واتجهت إلى السياره الخاصه بها وفتحت الباب وقبل أن تصعد بها وجدت احد يبعدها عن السياره ويغلق الباب بقوه انتفضت من مكانها واستدارت سريعا وجدته انس تكلمت بغضب وقالت:
-انا بتستهبل يا انس خضتنى.
رفع أحد حاجبيه إلى الاعلى وقال بأستنكار:
-اتخضيتى ! ليه يعنى مين هيخطفك؟
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بصوت مختنق:
-م م مش قصدي حد يخطفنى ا ا انا اقصد اتفجعت بس مش اكتر.
حرك رأسه بعدم تصديق وقال بنفاذ صبر:
-بت انتى بتستهبلى ايه اللى عملتيه امبارح فى الخطوبه ده، مين ده اللى كنتى معاه طول الوقت.
نظرت الاتجاه الآخر حتى لا يرى ما بعينيها وقالت بصوت مختنق:
-د د ده اللى شغال معانا جديد وانا بساعده فى الشغل وعزمته على الخطوبه مفيهاش حاجه يعنى.
هدر بها بغضب وقال:
-والله ولما مفيهاش حاجه ليه خايفه تبصى فى عيوني، حور انا حفظك كويس اوى وعارف لما بتبقى فيه مصيبه مش بترضى تبصى فى عيون حد اتكلمى قوليلى مخبيه ايه عنى.
حركت رأسها بالرفض وقالت بدموع:
-مافيش يا انس بترجاك سيبنى أمشى.
امسكها من ذراعها وتكلم بنفاذ صبر:
-قسما بالله لو ما اتكلمتي يا حور وقولتى فيه ايه لكون مكسر دماغك دى انطقى اخلصي.
نظرت له بدموع وقالت بخوف شديد :
-انا خايفه اوى يا انس ومتسألنيش من ايه ارجوك بس انا حاسه الايام الجايه هتبقى مخبيه لينا كتير أنت اقرب حد ليا وبتفهمنى من غير ما اتكلم لو فى يوم حصل منى اى رد فعل مش طبيعى اعرف ان دى مش انا.
شعر بالقلق الشديد عليها تكلم بصوت مهتز وقال بتساءل:
-حور مالك متقلقنيش عليكى انتى عارفه حاجه ومخبيها عنى ؟
انهمرت دموعها منها كالشلال وتكلمت بصعوبه.
-انا بحب زين اوى يا انس ولما كذبت عليه ده لان كنت خايفه من ردت فعله اللى كنت متوقعها اصلا بس دلوقتى هو اختار البعد اختار الطريق السهل الممتنع وده سهل على ناس تانيه حاجات كتير اوى هو رمانى بأيده فى النار وانا ملزمه احميه من لهيبها عايزاك بس توصله أن الحب أفعال مش مجرد اقوال وإذا كان هو وعد ومنفذش وعده ليا أنه هيفضل جنبى مهما حصل أنا بوعده أن هحميه لاخر يوم فى عمرى وهنفذ وعدى ده لو على رقبتي.
حرك يده على شعره بغضب وتكلم بنفاذ صبر:
-حووووور كفايه كلام بالالغاز وقوليلى انتى مخبيه ايه عنى وايه معنى كلامك ده بلاش فوازير رمضان دى الله يكرمك لأن الوضع مش مستحمل.
مسحت دموعها وحركت رأسها بالرفض وقالت:
-مافيش يا انس وصلوا كلامى ده زى ما قولته ليك بالحرف وهو لو بيحبنى بجد هيفهم كلامى وهيجى يخرجنى من النار اللى رمانى فيها بنفسه.
ثم اتجهت إلى سيارتها صعدت بها وتحركت سريعا من أمامه واتجهت إلى المنزل.
القلق اجتاح قلب أنس بعد كلماتها الغامضه له شعر أنها تتجه إلى طريق لا راجعه فيه حرك رأسه بالرفض يبعد هذه الأفكار من رأسه وتحرك إلى المكتب الخاص برهف.
………………………………………………….
بالمساء
تجهز سيف بغرفته وخرج منها وجد محروس يتمدت على الأريكة ابتسم بسعاده واقترب منه وقال:
-ابو العريس بيفكر فى ايه.
نظر له بأبتسامه وقال بتساؤل:
-عريس! خلاص ناوي تنفذ النهارده؟
اومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-خير البر عاجله يا ابو سيف وبصراحه البت هتجنن عليها عايز اتمتع بيها شويه قبل ما أخلص.
تعالت ضحكات محروس الشيطانيه وقال:
-ابن ابوك وصاحب مزاج زيه عيش واتمتع احنا ورانا حاجه غيرهم.
ابتسم على كلمات والده وقال:
-مش نسيك يا ابو سيف احلى مزه هتكون عندك علشان مزاجك ولما تزهق منها اجبلك غيرها اتنين وتلاته وعشره انت تأمر بس.
نظر له نظرة فخر وقال بسعادة:
-تسلم راس امك يا ابن محروس روح يا حبيبى وهستنى المزه على نار.
تعالت ضحكات سيف وخرج من الفيلا صعد سيارته وتحرك إلى الفيلا الخاصه بأيوب وبعد وقت كان يقف بسيارته أمام الفيلا منتظر حور لقد راهن نفسه على حضورها ومنتظر تحقيق الرهان ليكون دائما الفائز الاول فى جميع أوقاته حتى على نفسه.
مرت الدقائق وبدأ يشعر بالضيق والغضب يسيطر عليه لمجرد احساسه بالهزيمه بدأ يفقد أعصابه وأمسك هاتفه حتى يقوم بالاتصال بها وقبل أن يضغط على الشاشه اتسعت عيناه بصدمه عندما رأى………
………………………………………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)