روايات

رواية ما وراء الماضي الفصل الثامن عشر 18 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي الفصل الثامن عشر 18 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي البارت الثامن عشر

رواية ما وراء الماضي الجزء الثامن عشر

رواية ما وراء الماضي الحلقة الثامنة عشر

خرجت بتول دون أن تستمع رد من اختها صعدت السياره وتحركت بها سريعا إلى المشفى وكل ثانيه دقات قلبها تتزايد وشعور القلق والتوتر يجتاح كيانها أسرعت السياره بطريقه جنونيه ووصلت المشفى فى وقت قياسي ترجلت منها وركضت سريعا إلى الداخل سألت على المكان المتواجد فيه ريان وصعدت عنده لكنها تفاجئت بالجميع يقف أمام غرفته والدموع تنهمر على وجوههم اقتربت منهم سريعا وتكلمت بصوت مرتعش:
-ر ر ريان ماله حد يرد عليا؟
نظرت منى لها والدموع على وجهها اقتربت منها ودفعتها بقوه وتكلمت بصراخ .
-ايه جابك أبعدى عن حياتنا بقى وشك فقر انت وابنك طول ما انتوا موجودين جوزى عمره ما هيكون بخير.
امسكتها ابنتها رهف وتكلمت من بين شهقاتها.
-مش وقته الكلام ده يا ماما احنا في ايه ولا ايه بابا بيروح مننا والدكاتره مصممه أنها تشيل الاجهزه بيقولوا أن هو كده كده ميت.
حركت بتول رأسها بالرفض وقالت بعدم تصديق.
-لا لا لا ريان هيعيش أنا متأكده أنه مستحيل هو كمان يموت ويبعد عني.
ضغطت منى على أسنانها بنفاذ صبر وتكلمت.
-يا بارده ياللى معندكيش دم انت مش اتجوزتى ولا علشان جوزك مات هتحومي على جوزى من تانى ابعدى عنه، جوزى هيرجع ليا انا وبناته.
وفى ذلك الوقت تكلم ايوب بصوت جهورى هز اركان المكان وتكلم بغضب شديد.
-مش عايز اسمع صوت واحده فيكم الراجل بيموت جوه وانتوا بتتخانقوا عليه هنا صدق اللى قال نسوان ناقصه عقل ودين قسما بالله اللى هسمع صوتها لانا راميها بره المستشفى ولو رجليها خطتها هنا هكسرها ليها فااااهمين.
ثم نظر إلى بتول وتكلم بترجى.
-ادخلى عنده يا بتول انتى الوحيده اللى هتقدرى تخلى ريان يرجع لينا انتى الوحيده اللى ريان هيحس بوجودها جنبه، رجعى ريان لينا يا بتول علشان خاطرى.
نظرت له بدموع واومأت رأسها بالموافقه وذهب عدي عند الطبيب وألح عليه أنه يسمح لوالدته بالدخول عند ريان وبعد وقت وافق الطبيب وتحركت بتول بقدم مرتعشه عندما رأت ريان ملقى على الفراش جسد لا حولا له ولا قوة لا يشعر بما يدور حوله من صراعات اقتربت منه وجلست على المقعد المجاور لفراشه وامسكت يده وتكلمت من بين دموعها.
-ريان ابوس ايدك اتمسك بالدنيا مش هقدر على فراقك انت كمان كفايه عليا وليد ريان ارجعلي انا محتاجك ارجع ليا انا ولاولادك ريان مش انت بتقول مافيش غيرى فى قلبك ومستعد تعمل اي حاجه علشاني انا بقولك اهو اتمسك بالحياه وارجع علشاني.
ظلت تتابعه ودقات قلبها تتعالي وجميع من بالمكان يتابع ما يحدث بالداخل من خلف الزجاج المطل على غرفة ريان.
حدث المتوقع من جميع الأطباء اعلن الجهاز عن انتظام دقات قلبه وبدأ صدره يعلوا ويهبط وكأنه عاد إلى الحياة مره اخرى .
دقات قلب بتول انتظمت ومن هنا علمت أن الخطر زال عن ريان لقد أخبرها احساسها به قبل أن يعلم أحد بشئ ارتسمت ابتسامه على شفتيها بحزن ونظرت إلى ريان بسعادة وتكلمت من بين شهقاتها.
-كنت متأكدة انك هترجع تتمسك بالحياة علشان خاطري كنت عارفه انك مش هتخذلنى المرادي يا ريان فاضل بس تفتح عيونك وتشرق نظرتهم فى حياة كل اللى بيحبوك.
استقامة بوقفتها ونظرت إلي ريان نظرة مطوله وتحركت إلى الخارج وتكلمت بصوت مختنق.
-دقات قلبه انتظمت واشتغلت طبيعى الحمدالله متقلقوش وان شاءالله يرجع ليكم قريب اوى.
كانت نظرات منى لها قاتله لكنها حاولة السيطره على أفعالها وألتزمت الصمت
تنهد عدى بأرتياح وتحدث بسعادة:
-بجد يا ماما بابا بقى كويس
تنهدت بحزن وقالت :
-مش بالمعنى يعنى جسمه استجاب للاجهزه وكده مش هيشيلوا من عليه الاجهزه أما بقى الغيبوبه فأنا متأكده أنه هيفوق منها قريب اوى أن شاءالله، أنا لازم امشى دلوقتى، عن اذنكم.
تحركت بأتجاه الخارج ركض خلفها عدي وأمسك يدها وقال بتساؤل:
-ماما انتى زعلانه منى فى حاجه؟
نظرت له بضيق وتكلمت بصوت مختنق
-هزعل منك ليه انت شايف انك عملت حاجه تزعل؟
شعر بالحزن الشديد من طريقة كلام والدته معه تكلم بحزن وقال.
-لا مش عارف بس حاسس انك مضايقه منى وزعلانه.
تكلمت بغضب شديد وقالت
-انت فكرت تسأل على اخواتك من يوم موت وليد فكرت تشوفهم محتاجين حاجه ولا لا خلاص اللى كان ما بينكم وبيجمعكم راح مات خلاص وكل واحد فيكم راح من طريق.
نظر لها نظره مطوله وابتسم بكسره وقال.
-انتى شيفانى كده يا ماما؟! طيب ازاى وانا تربيت بابا وليد، طيب انتى مش شايفه اللى انا فيه ده طول النهار، طيب مش حاسه بوجع قلبى وكسرتى على موت بابا وليد انا كنت اتوقع الكلام ده من اى حد تانى لكن منك دى صدمه بالنسبالى.
تكلمت بصوت غاضب وقالت.
-وانا كنت اتوقع اى حاجه غير انك تهمل اخواتك كده فى عز ما هما محتاجينك بعد موت ابوهم طيب انت عرفت اختك أحوالها ايه بعد موته طيب سالت اخوك زين أخباره ايه بعد موت أبوه سألته إذا كان حاجه نقصاه ولا لا، طبعا كل ده ولا فى بالك.
أومأ رأسه بوجع وحزن وقال.
-صح عندك حق، حاضر يا ماما هسألك على اخواتي حاضر هطمن عليهم واشوفهم لو محتاجين حاجه ولا لا وكمان هروح اوصل فرح لجامعتها و هزور زين فى شغله، المهم انك متزعليش منى.
أنهى كلامه بتنهيدة حارة ونظر إلى بتول نظره كلها وجع وعتاب.
ثم تكلم بصوت مختنق:
-تعالى يلا اوصلك
حركت رأسها بالرفض وقالت.
-معايا عربيتى هروح فيها.
فتح لها باب المقعد الامامي بسيارتها وقال.
-اركبى هوصلك بيها وانا هرجع تاني فى مواصلات.
اومأت رأسها بالموافقه وصعدت السياره واغلق عدي الباب وتحرك إلى الاتجاه الآخر وصعد أمام المقود وأدار السياره وتحرك بها إلى الفيلا.
………………………………………………….
مر عدة أيام…..
ظل ريان على نفس الحال ولكن كان فيه تقدم واضح من يوم زيارة بتول له وذلك ما جعل الأطباء فى حاله من الاستغراب من تحول حاله منذ هذه الزيارة، كانت الممرضه تضع له المحلول، وشعرت بحركت يد ريان تتحرك نظرت له بعدم تصديق ولكنه أكد عليها مره اخرى ابتسمت بسعادة وهتفت بصوت هامس.
-استاذ ريان حضرتك سمعنى، استاذ ريان
بدأ يحرك جفن عينه محاولة منه لفتحهم، وبالفعل بدأ يفتح ببطئ شديد حتى استطاع التعود على الضوء بالمكان.
بحث بعينه حوله بالغرفه بأستغراب، بدأت الممرضه تتكلم بتوضيح.
-حمدالله على السلامه يا أستاذ ريان نورت الحياة من اول وجديد الكل بره هيفرح بخبر رجوعك ده.
حرك شفتيه بصعوبه ومع ثقل لسانه قال بتساؤل.
-ه ه هو ايه اللى حصل؟.
أجابته بأبتسامه هادئه وقالت:
-عملت حادثه بالعربيه وكانت حالتك صعبه والدكاتره حاولوا كتير اوى معاك بس كانت مؤشرات جسمك كلها شبه متوقفه وقررت الدكاترة يحطوك تحت الاجهزه ربما تستجيب وترجع كل حاجه طبيعه عندك بس كنت كل يوم حالتك بتسوء اكتر من اليوم اللى قبله، وكانت الدكاتره فاقدة الامل فى رجوعك وقرروا يشيلوك من تحت الاجهزه بس جات واحده ومجرد ما دخلت عندك مؤشرات جسمك بقدرة قادر رجعت طبيعيه واحسن من الاول كمان ودى كانت معجزه ربانيه.
تكلم بصوت هامس نطق حروف محفوره داخل قلبه:
-بتول، هى دى اللى بتقولى عليها.
نظرت له بأستغراب واومأت رأسها بالتأكيد وقالت؛
-ايوه فعلا هى، بس عرفت ازاى؟!
ابتسم لها وتكلم بعينيه لمعة عاشق.
-لان هى دى الوحيدة اللى هتمسك بحياتى علشانها.
تكلمت بأبتسامه وقالت بتمني:
-ماشاءالله ربنا يخليكم لبعض، و يرزقني بحب شبه حبكم.
تكلم بصوت متعب قائلا:
-ربنا يرزقك بحبنا لبعض بس ربنا ما يكتب عليكى حياتنا.
نظرت له بعدم فهم لكنها ردت عليه بأبتسامه وقالت:
-اللهم امين، هروح ابلغ الدكتور انك فؤقت.
وتحركت إلى الخارج وتركته.
وضع يده يستنشق رائحه محببه إلى قلبه قائلا بابتسامة عاشق.
-أنا متأكد انك كنتى جنبى من شوية يا بتول كنت سامع صوتك وشامم ريحتك.
دقائق معدودة جاء الطبيب بابتسامه هادئه وقال:
-حمدالله على السلامه يا أستاذ ريان
نظر له بأبتسامه مجامله وقال:
-الله يسلمك يا دكتور .
بدأ الطبيب يفحصه وقال بتساؤل.
-ها حاسس بأية؟
حرك يده على قدمه وتكلم بضيق وقال:
-مش حاسس برجلي خالص يا دكتور حاسس ان النص اللى من تحت مش موجود.
نظر له بقلق وأمسك شئ بيده وتحرك بأتجاه ساق ريان وظل يطرق عليهما وتكلم بتساؤل.
-طيب كده حاسس بحاجه؟!
حرك رأسه بالرفض قائلا:
-لا يا دكتور ولا اى حاجه.
تنهد بضيق وقال:
-تمام، احنا هنفضل تحت الملاحظه تمانيه وأربعين ساعه نطمن أن كل حاجه كويسه وبعد كده هتخرج على اوضه عاديه.
اومأ رأسه بالموافقه وقال بتساؤل:
-طيب يا دكتور ورجلى اللى مش حاسس بيها دى ؟
ابتسم له بمهنية وقال:
-حاليا مافيش اى حاجه واضحه، بعد ما يمر وقت الملاحظه هنشخص حالتك ونعرف ايه المضاعفات الناتجه عن الحادث، حمدالله على سلامتك عن اذنك.
أنهى كلامه وخرج عند الجميع كانت السعادة تغمرهم عندما عرفوا خبر عودة ريان للحياة مره اخرى اقترب ايوب وسأل الطبيب بقلق وقال:
-طمنا يا دكتور ريان عامل ايه دلوقتى؟
أجابهم الطبيب بمهنيه تامه وقال:
-حاليا التشخيص المبدئي، شلل نصفى لانه مش حاسس بالجزء السفلى بس طبعا لسه مش متأكدين هو هيقعد تحت الملاحظه تمانيه وأربعين ساعه وبعد كده هنشخص المريض تشخيص نهائى.
نزل الخبر على الجميع بصدمه ألجمت ألسنتهم اخيرا تكلمت نغم وقالت بتساءل:
-يعنى لو شلل نصفى هيفضل كده على طول، ولا فيه عمليه تتعمل ترجعه احسن من الاول؟
أجابها الطبيب بتوضيح وقال:
-ما هو احنا لسه مش واضح لينا ايه السبب بس ده هيبان فى التشخيص النهائى إذا كان هيحتاج عمليه ولا هيكون علاج طبيعى ولا هيبقى كده على طول، حمدالله على سلامته، عن اذنكم.
وتركهم الطبيب وذهب يتابع عمله.
ابتسم عدى بحزن وقال.
-الفرحه مش مكتوبه لينا ابدا يعنى بعد ما فرحنا برجوعه نتصدم أنه مشلول.
ربت انس على كتفه وتكلم بنبره هادئه:
-احمد ربنا أنه رجع تانى وسطنا بعد ما كنا فقدنا الأمل، اى حاجه بعدين تتعالج مافيش حاجه ملهاش علاج يا عدي حتى لو فضل على كرسي متحرك كفايه صوته فى الدنيا وسطنا افرح واشكر ربنا على رجوعه.
أومأ رأسه بوجع وقال
-الحمدالله فى السراء و الضراء، هتصل ابلغ ماما واطمنها أن بابا فاق.
تكلمت منى بغضب شديد وقالت:
-وتتصل بيها ليه وتطمنها بصفتها ايه ريان جوزى أنا وأبو بناتي ومحدش ليه دخل بي فاهم، قول لامك الحربايه دى خطافة الرجاله تبعد عن جوزي وتحترم سنها وتعيش على ذكرى جوزها.
اقترب عدي منها بغضب شديد ونظر بعينيها بتحذير وقال
-لو لسانك ده جاب سيرة امى على لسانك تانى انا هقطعهولك وهنسي انك تبقى ام اخواتى فاهمه.
أنهى كلامه وتحرك من أمامها وخرج سريعا من المشفى وركضت خلفه نغم.
نظر لها ايوب وقال بنفاذ صبر.
-انا الاول كنت بلوم على ريان وكنت بزعقله علشانك إنما دلوقتى بقول كان عنده حق والله ده كويس أنه قدر يستحملك طول السنين اللى فاتت دى.
أمسكت رهف يدها وقالت بصوت مختنق:
-كفايه بقى يا ماما اللى بتعمليه ده راعى أننا فى مستشفى وبابا لسه راجع لينا من غيبوبه.
نظرت إلى ايوب بتوعد وقالت:
-اعمل حسابك أنا من اليوم ورايح مش هقبل بحد يقرب من جوزى حتى مجرد تفكير وجربوا تستقلوا بيا.
أنهت كلامها وتحركت سريعا من أمام ايوب.
نظر إلى أثرها بغضب وقال
-بنى ادمه مستفزه.
لم تستطيع رهف تحمل ما يحدث امام عينيها نظرت لهم بدموع وركضت سريعا إلى الخارج.
تابعها انس بأعين عاشق وقلبه تألم من دموعها ركض خلفها إلى الخارج حتى لا يتركها بمفردها وقال
-رهف يا رهف، استنى يا بنتى هديتى حيلي.
وقفت مكانها والدموع تتسابق على وجهها وقالت بصوت مختنق.
-نعم يا انس.
اقترب منها ووقف أمامها وقال وهو يلهث من الركض.
-رايحه فين كده؟
ردت عليه من بين دموعها وقالت:
-مخنوقه هتمشى اشم شوية هوا.
رد عليها بابتسامه وقال
-طيب يلا بينا.
نظرت له بأستغراب وقالت بتساؤل:
-يلا فين ؟!
أجابها بتوضيح وقال
-هنشم شوية هوا مع بعض ما هو انا مستحيل اسيبك تمشى لوحدك.
نظرت له بتوتر وقالت بتساؤل:
-و و وانت هتتعب نفسك معايا ليه؟!
امسك يدها ونظر لها بحب وقال:
-سبق و قولتلك انا بحبك وقولتلك أن واضح فى عيونك اوى انك معجبه بيا وتعدى بس الظروف اللى احنا فيها دى وهخطبك.
نظرت إلى الأرض بخجل وقالت:
-ها ت ت تخطبنى !!
أومأ رأسه بالتأكيد وتكلم بنبره عاشقه:
-اممم هخطبك ويمكن كمان اخليه فرح على طول علشان تبقى معايا على طول.
احمرت وجينتها من شدة الخجل وقالت بتلعثم :
-ا ا أن شاءالله بس ربنا يطمنا على بابا الاول.
ابتسم لها بحب وقال:
-أن شاءالله هيرجع احسن من الاول امشى يلا نتمشي.
اومأت رأسها بالطاعة وقالت:
-ح ح حاضر يلا بينا.
وتحركوا الاثنين ممسكين بيد بعض والسعاده تغمرهم.
………………………………………………….
خرج عدى من المشفى بغضب شديد صعد سيارته وقبل أن يتحرك بها كانت جالسه بجواره نغم اغلق عينه بغضب وقال.
-نغم انزلى دلوقتى عايز ابقى مع نفسى شويه
حركت رأسها بالرفض وقالت:
-لا طبعا مش هسيبك لوحدك وبعدين مش انت بتقول أن انا نفسك اللى بتتنفسه يبقى خلاص مش هفرقك ولا دقيقه وهفضل على قلبك ومش هسيبك ثانيه واحده.
أنهت كلامها وعقدة ذراعيها على صدرها ونظرت له بحب.
تنهد بوجع وادار السياره وتحرك بها بسرعه جنونيه كانت نغم تشعر بالخوف من سرعة السيارة لكنها حاولة أن تهدأ أغلقت عينيها وامسكت بالمقبض المتواجد بالباب بقوه وشعرت بدقات قلبها تتسارع بقوة وبدأت تفقد القدره على التنفس.
لاحظ ايوب تغير وجه نغم وقف فاجئه وتكلم بأسف.
-أنا اسف يا نغم حقك عليا محستش بنفسي وانا سايق العربيه، نغم ردى عليا.
حاولة تنظيم أنفاسها ثم تكلمت بلهث:
-متقلقش عليا يا عدي انا كويسه المهم انت.
امسك يدها وتكلم بأسف.
-أنا اسف بجد يا نغم انا غبي وحمار أن عملت فيكى كده.
حركت رأسها سريعا وقالت بابتسامه هادئه:
-اهدا يا حبيبى علشان خاطرى، انا كويسه والله.
ترك يدها ونظر أمامه وتكلم بصوت مختنق.
-انا مخنوق اوى يا نغم ناااار جوايا محدش حاسس بيا كله عايز عدى يسند ويدعم محدش بيفكر فيا وفى حالي، محدش شايف الوجع اللى فى قلبى الهموم زادت اوى فوق كتافي، بعد موت بابا وليد مش لاقى الحضن الحنين اللى أرمى نفسي جواه هو الوحيد اللى كان بيفهمنى من نظرة عين، هو الوحيد اللى كان بيشيل عنى الوجع، هو اللى كان بيقوينى وقت ضعفي، انا انكسرت اوى بعد موته يا نغم.
أمسكت يده ونظرت له بعينه حتى تبث له مدى عشقها له وقالت:
-أنا عارفه انها صعبه عليك، بس انت احسن من ناس كتير على الأقل لاقيت حضن حنين يضمك وانت صغير لاقيت حد بيفهمك ويهمه امرك لاقيت حد عايز يسعدك عرفت معنى الامان وانت وسط كل اللى بيحبوك، فيه غيرك معش لحظه واحده جميله اتحرمت من الحضن الطيب واتحرمت من الأمان، كانت بتخاف تغمض عيونها لحظه علشان متشوفش منظر ابوها وهو بيدبح انت مهما كانت ايامك دلوقتى صعبه بس شوفت ايام كتير حلوه إنما أنا لا شوفت ايام حلوه وانا صغيره ولا شوفتها وانا كبيره حتى لما رجعت ليكم وقولت الدنيا خلاص ضحكتلى، ادتنى ضهرها وكملت مسيرة الوجع والحزن معايا كأنها حالفه ما تسيبنى اعيش لحظه واحده حلوة، بس انا واثقه فى ربنا أن هيرضينا وهيجبر بخاطرنا بعد المحن دى كلها هيبقى بعد الصبر جبر.
ابتسم لها وحاول يخفى حزنه عنها وقال:
-وانا روحت فين يا نغمي هو انتى مش فرحانه انك رجعتى لحضنى من تانى ولا ايه؟
ابتسمت له على محاولة اخفاء حزنه عنها الفاشله وقالت بتهكم.
-ده على اساس أن انا كده مش حاسه بيك ولا باللى فى قلبك، يا ابنى ده أنا بحس بوجعك من غير ما تتكلم يعنى متحاولش تعمل ذكي عليا وتدارى حاجه عنى ماشي.
اقترب منها وقال بصوت هامس:
-اممم طيب مدام بتعرفى ايه اللى جوايا من غير ما اتكلم قوليلى بقى انا عايز ايه دلوقتى.
تراجعت إلى الخلف وتكلمت بتوتر .
-ع ع عدى متستهبلش أنا عارفه انت بتعمل كده ليه.
ابتسم على كلماتها واقترب أكثر لها ومال بجسده عليها وأخذ حزام الامان ووضعه عليها وعاد إلى مكانه وقال بلؤم:
-دماغك شمال على طول فهمتينى صح.
لكزته فى ذراعه بضيق وقالت:
-والله العظيم انت غلس وقليل الادب، ها، واتفضل بقى أمشى بالعربيه خلينا نرجع ليهم فى المستشفى وملكش دعوه بأم حزومبل اللى عامله نقرها منك دى بدل ما المره الجايه أكسر مناخيرها اللى فرحانه بيها دى.
تعالت ضحكات عدى على كلماتها وقال
-مشكله اقسم بالله لسه نفس شقاوتك وكلماتك وحركاتك وانتى صغيره حاسس ان الزمن رجع بينا لوراه وشايف اجمل بنوته بضفرتين قصاد عيونى.
نظرت أمامها بحزن وقالت بتمنى:
-ياريت يا عدى يرجع الزمن بينا لوراه كانت حاجات كتير اتغيرت وكان زمنا بنكبر مع بعض وبنحقق احلامنا مع بعض زى ما كنا بنحلم بيها.
امسك يدها وقبلها بحب وقال:
-كل اللى راح مننا هنرجعه وهنعيشه زى ما كنا عايزين واحسن كمان.
وأدار السياره وتحرك بها وهو ممسك بيد نغم كأنه خائف أن تضيع منه مره اخرى.
………………………………………………….
وقفت بتول أمام قبر وليد وظلت تنظر له فقط تنهمر دموعها بصمت ثم تكلمت بوجع وقالت:
-اول مره نبقى جنب بعض ومتخدنيش فى حضنك زى ما متعود متمسحش دموعي وتطبطب عليا، اول مره دموعى تكون بسببك يا وليد، ليه بعد وسيبتنى محتاجك اوى جنبى دلوقتى، تعرف أن انا كنت بهرب من حب ريان فى حضنك انت، دلوقتى مش عارفه اهرب من حبه فين، أنا اوقات كنت افكر واقول لو وليد يطلقنى وهو يطلق مراته ونرجع لبعض ويكون هو ده مكانه الطبيعى وكنت متخيله أن هبقى مبسوطه كده وانا بعيده عنك بس عارف موتك ده كشف الحقيقه كلها قصاد عيونى، انا عمرى ما هقدر اكون مع ريان تانى عارف ليه علشان مش هقدر اكون فى حضن راجل تانى غيرك، كان نفسي تبقى عايش وتسمع الكلام ده بودنك كنت متأكده انك هتفرح بى اوى، أنا اكتشفت ان عندى كلام كتير اوووى ليك مقولتهوش العمر سرقنا والموت اخدك منى من قبل ما أقوله عارفه أن انا اللى غبيه وضيعت فرصة وجودك جنبى بس ندمت بعد فوات الاوان بعد ما ضيعت من ايدي ومبقتش موجود، يااااه يا وليد قد ايه الدنيا دى غريبه بتغرك وتوهمك أن البنى أدم ده دايم معاك وضامن وجوده بس فاجئه تصحيك على الم الفراق وتخليك تموت من الندم وتأنيب الضمير، صدق اللى قال كلمة ياريت عمرها ما هترجع اللى كان، ربنا يرحمك يا حبيبي، اه نسيت اقولك أنا كنت بروح المستشفى عند ريان كل يوم من غير حد ما يحس بيا بدخل عن طريق الممرضه والنهارده بدأ يفوق، أنا كده مهمتى انتهت معاه، قبل ما تزعل منى هقولك أنا عملت كده ليه، مش هكدب عليك واقولك كرهته انا لسه بحبه، بس الايام اللى فاتت اكتشفت أن مستحيل اكون فى حضن راجل تانى بعد منك قررت اساعده يرجع الحياة بس بعد كده هبعد عنه خالص هقطع صفحته من حياتى وهعيش ليك انت وبس زى ما عيشت ليا انا وبس فى حياتك تستاهل ان اعيش على ذكراك يا حبيبى وارد ولو جزء بسيط من اللى عملته معايا طول السنين اللى فاتت دى، هجيلك كل اسبوع ازورك واقولك كل حاجه حصلت معايا انا وولادك طول الاسبوع وهخليهم يزروك هما كمان مش هنسيبك لوحدك هتلاقينا حواليك على طول زى ما كنت محاوط علينا طول حياتك، هتوحشنى لحد ما اجيلك الاسبوع الجاى، مع السلامه.
أنهت كلامها وخرجت صعدت سياراتها ونظرت أمامها بدموع ثم تحركت سريعا عادت إلى منزلها.
………………………………………………….
مر عدة شهور…..
ورجعت الحياة طبيعيه كما كانت بالسابق عمل زين بجديه بالشركه الخاصه بوالده حتى يجعلها من افضل الشركات بالوطن العربى، وساعده فى ذلك صديقه الصدوق انس الذى يعمل بكل همه حتى لا يجعل صديقه يشعر بالذنب اتجاه وفاة والده، تغيرت حور أصبحت اكثر جديه بالعمل بعد ما بقيت بالشركه بمفردها بعد ترك انس وزين الشركه وكانت تساعدها رهف واصبحوا أصدقاء مقربين، احضر عدى أكفئ المعلمين والمعلمات حتى يساعدوا نغم على التعليم وتعويضها عن ما فقدته بحياتها، عاد إلى عمله مره اخرى واستئناف التحقيق فى قضية محروس، التشخيص النهائى لريان شلل نصفى بسبب ضغط حديد السياره على قدمه أثناء الحادث، واظبت بتول على زيارة وليد بقبره أسبوعيا تقص عليه ما ورد خلال أيام الأسبوع واوقات يذهبوا معها ابنائها واوقات كل منهما يقوم بزيارته على انفراد.
فى صباح يوم جديد استيقظت قمر من نومها على صوت رنين المنبه اغلقته ونهضت من على فراشها بتثأب ونظرت إلى ايوب وقالت:
-حبيبى اصحى يلا يا قلبى.
فتح عينه بأبتسامه وأمسك يدها وقبلها بحب وقال:
-صباح الورد يا عمرى.
ابتسمت له بحب وقالت.
-صباح النور يا حبيبى، يلا اصحى واجهز على ما اطلع اصحى الباقى.
أومأ رأسه بالموافقه وقال.
-ماشى يا حبيبتى ربنا يخليكى لينا.
تحركت بأتجاه الباب وخرجت منه وصعدت إلى الاعلى حيث أنها اتجهت إلى غرفة حور اولا لأنها اصعبهم فى الاستيقاظ.
اقتربت منها وجلست بجوارها وقالت.
-حور يا حبيبتى اصحى يلا علشان متتأخريش.
تكلمت بنعاس وقالت .
-لسه بدرى يا ماما سبينى انام شويه.
تكلمت بنفاذ صبر وقالت.
-والله العظيم لو مصحتيش يا حور لاخلى ابوكى هو اللى يصحيكى بطريقته بقى.
عندما استمعت حور إلى كلمات والدتها اعتدلت سريعا وقالت:
-صباح الهمه والنشاط صباحك بيضحك يا قمر ثوانى واكون جاهزه.
وركضت سريعا إلى المرحاض.
نظرت إلى أثر ابنتها وابتسمت على حركاتها الجنونيه ثم تحركت واتجهت إلى غرفة زياد ودلفة إلى الداخل وجدته يرتدى بنطاله نظر لها بصدمه وقال
-يا فضحتي، ايه يا حاجه موردش فى قاموسك حاجه اسمها اخبط على الباب خالص افرضى مكنتش مستور خالص اتفضح قدامك عادى.
تعالت ضحكاتها وتكلمت بصعوبه وقالت
-مكسوف من ايه يا موكوس ده أنا كنت بغيرك حفاضك بايديا دول.
نظر لها باشمئزاز وقال:
-شكرا يا ست الكل على وصلت الذكريات ام ريحه دى على الصبح كده، المهم انا صحيت والحمدلله.
ضربته بخفه على رأسه وقالت:
-يا واد اختشي أنا عارفه انت طالع مسحوب من لسانك كده لمين.
ابتسم لها ببلهاء وقال :
-اكيد العيله هنا او هنا كان فيها حد اهطل زى كده .
حركت رأسها بصعوبه وتكلمت بضحك:
-ايوه افتكرت عمك معاذ، نفس طريقتك كده.
أومأ رأسه بابتسامه وقال:
-يعنى طلع الهطل بالوراثه اهو يبقى متلومنيش لومي نفسك يا قمرى انك اخترتى عيله زى دى بس الكلام بينى وبينك احسن لو بابا سمع الكلام ده هينفوخنى وانا مش متحمل نفخ كفايه التعليم نفخنى لوحده.
حركت رأسها بقلة حيله وتكلمت وهى تتحرك بأتجاه الباب.
-لله الأمر من قبل ومن بعد ربنا يصبرنى عليك يا اخرة صبري.
نظر إلى أثر والدته وتعالت ضحكاته على كلماتها، ثم أكمل ملابسه.
تحركت قمر بأتجاه غرفة نغم ودلفة إلى الداخل وجدتها تمشط شعرها نظرت نغم بأبتسامه وقالت:
-صباح الفل يا قمري.
اقتربت منها وقبلة رأسها وقالت بحب:
-صباح الورد يا قلب قمرك، صاحيه بدري ليه كده.
اجابتها بسعاده وقالت.
-النهارده عدى هيخدنى شركة عمو وليد وهيخلى زين يفهمنى شوية حاجات بسيطه كده على قد فهمى وكل يوم هروح شوية لحد ما اخلص تعليم واقدر استلم نصيبى وادير الشركه مع زين ابن عمي.
نظرت لها بسعاده وقالت:
-ربنا يوفقك يا حبيبتى ويرزقك بأعلى المناصب قادر يا كريم.
قبلت يدها بحب وقالت:
-ربنا يخليكى ليا يا اجمل وأعظم ام فى الدنيا.
ربت على ظهرها بحنو وقالت:
-وميحرمنيش منك انتى وأخواتك ويفرح قلبى بيكم.
أنهت كلامها وخرجوا الاثنين وهبطوا إلى الاسفل والتفوا جميعا حاول طاولة الطعام.
………………………………………………….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى