رواية ما وراء الماضي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت الثالث والعشرون
رواية ما وراء الماضي الجزء الثالث والعشرون
رواية ما وراء الماضي الحلقة الثالثة والعشرون
بغرفة زياد استيقظ من نومه على صوت رنين الهاتف الخاص به اجاب عليه دون أن ينظر على الشاشه وتكلم بصوت ناعس:
-السلام عليكم.
أتاه صوت أنوثي غير مألوف له:
-صباح الخير يا زيزو صحى النوم قوم يلا هتتأخر على الجامعه.
عقد حاجبيه بأستغراب ونظر إلى شاشة الهاتف وجده رقم غير معروف وضعه مره آخري على أذنه وقال بتساءل:
-مين معايا ؟!
أجابته بصوت هامس وقالت:
-انا رحمه، يا زيزو معقوله مش عارف صوتي؟
اغلق عينه بضيق وتكلم بصوت مختنق:
-رحمه!! انتى جبتى رقمي منين؟!
تعالت ضحكاتها وقالت بتوضيح:
-دى حاجه سهله اوى يا زيزو ما انا معايا تليفون فرح على طول واخد منه رقمك مش قصه يعنى.
ضغط على أسنانه بنفاذ صبر وقال:
-وخير متصله بيا ليه؟
أجابته بصوت هادئ قائله:
-متصله اصحيك علشان متتأخرش على الجامعه وكمان قولت اسمع صوتك بالمره.
رد عليها بصوت منزعج وقال:
-طيب بعد كده متشغليش بالك بصحيانى لان عندى منبه وكمان ماما بتصحينى أما بقى صوتى اللى عايزه تسمعيه فأنا مش عايزك تتعشمى بحاجه لمجرد اتكلمت معاكى كويس ومافيش ما بينا اى حاجه تربطنا ببعض لأن انا بأختصار بعشق فرح ياريت يكون وضحتلك الصورة مع السلامه.
أنهى كلامه واغلق الخط دون أن يستمع منها رد ولكن تفاجئ بوجود اتصال لفرح وذلك ما جعل قلبه يتراقص من شدة السعاده لاول مره تفعلها وهذا مؤشر جيد لعلاقتهم ضغط على الشاشه واعاد الاتصال بها ثوانى معدودة وسمع صوتها المتحشرج من البكاء تقول له:
-انت كنت بتكلم مين فى وقت زى ده؟
حاول أن يخفى السعاده الواضحة فى نبرته واجابها بصوت اكثر هدوءٍ:
-عادى يا فرح كنت بتكلم مع رحمه ولما خلصت مكالمتها ببص لاقيت اتصالك على الشاشه، خير فيه حاجه؟
عند سماعها كلماته شعرت وكأن خنجراً رشق بقلبها مزقه إربًا تكلمت بصوت واضح عليه الحزن وقالت:
-رحمه!! ه ه هي علاقتكم وصلت لمكالمات التليفون؟!
شعر بحزنها ولكن ما أسعد قلبه الغيره الواضحه من نبرة صوتها تكلم بهدوء عكس ما يشعر به.
-يعنى بتتصل بيا الصبح تصحينى بليل بنتكلم نطمن على بعض قبل ما ننام، كده يعنى.
تعالت شهقاتها اخترقت أذنيه عبر الهاتف وتكلمت بصعوبه.
-م م ماشى يا زياد أنا هقفل علشان اجهز لجامعه.
تكلم سريعا وقال بتساءل:
-استنى، هو انتى كنتى متصلة ليه؟
ردت عليه بصوت مختنق وقالت:
-خلاص اللى كنت متصله علشان اعمله فيه غيرى سبقنى سلام.
أنهت كلامها وأغلقت الخط دون أن تستمع كلمه اخرى منه.
نظر إلى الهاتف بسعاده وتعالت ضحكاته ونهض من على تخته وظل يدور بغرفته بطريقه كوميديه ويقول بعدم تصديق.
-فرح بتحبنى وبتغير عليا اخيررا مش مصدق نفسي حاسس ان طاير من الفرحه.
وفى ذلك الوقت انتفض على صوت قمر وهى تقول له بنفاذ صبر:
-يا ابنى انت اتجننت ولا ايه عمال تلف حوالين نفسك فى الاوضه كده وعمال تكلم فى نفسك شبه المعاتيه كده ليه.
نظر لها بخضه وتكلم بصوت كوميدى:
-موتى على ايدك يا قمر فى مره هتخضينى بالشكل ده قلبى هيطب ساكت منك، فيه اختراع اسمه خبط على الباب، ده كل من هب ودب دق على باب انثى السنجاب، وانتى مش عارفه تدقى على بابى قبل ما تدخلى.
اقتربت منه وصفعته بخفه على رأسه وقالت:
-يا ابنى انت هتعقل امته مش صغير على اللى بتعمله ده والله.
جلس على السرير وقال بثقه:
-هعقل بس بشرط واحد جوزينى بنت اختك، احسن اخطفها واغتصبها وسعتها هتجوزها برضه غصب عنكم.
اتسعت عيناها بصدمه وحركت رأسها بعدم تصديق وقالت:
-انت يا ابنى متخلف، ايه اللى بتقوله ده؟
ابتسم ببلاها وقال بغمزه:
-تجوزهالى بما يرضى الله ولا اخطفها واتجوزها بما لا يرضيكم.
جلست أمامه وتكلمت بنبره جاده وقالت:
-يا زياد بتكلم بجد مش هينفع دلوقتى لازم الاول تخلصوا دراستكم وكل واحد يمسك مكانه فى شركته وتستقروا وبعد كده تشوفوا موضوع الجواز ده مش عايزاكم تتسرعوا انتوا لسه صغيرين مش عايزه يحصلكم زى ما حصل مع خالتك بتول وعمك ريان وفى الاخر بعد ما اتحدوا العالم واتجوزوا وهما لسه صغيرين مكملوش اسبوع جواز وطلقها ولحد دلوقتى الاتنين بيتحملوا نتيجة تسرعهم ده لو كانوا صبروا شويه لحد ما خلصوا تعليمهم ونضجوا شويه كان ممكن حياتهم اختلفت دلوقتى اللى عايزه اقوله ليك يا ابنى التسرع اسوء حاجه موجوده فى الدنيا دى وعواقبه صعبه هتفضل ندبه موجوده فى قلب كل واحد فيكم وعمرها ما هتلم علشان كده بيقولوا فى المثل، فى العجله الندامه وفى التأني السلامه.
اومأ رأسه بتفهم وتكلم بنبرة هادئه متزنه:
-انا عارف يا ماما أن لسه بدرى على الخطوة دى وان لسه قصادنا مشوار طويل قبل خطوة الجواز انا عايز بس اخطبها دلوقتى علشان اطمن أنها هتبقى ليا واقدر اكون جنبها بحاجه رسمي والفرح بقى والجواز هيكون بعد التخرج.
ربت على يده بحنو وقالت بنبره أم.
-انا مش عايزاك تزعل منى يا زياد أنا امك وعايزه مصلحتك وشوفت نفس قصتكم دى مع خالتك بتول وعمك ريان ومن واجبي كأم انصحك و أوجهك لصح يا حبيبى.
قبل يدها بحب وقال بأبتسامه هادئه:
-ربنا يخليكى ليا يا ست الكل وتفضلي ظلي وحمايتى لاخر يوم فى عمري.
نهضت قمر بأبتسامه وقالت:
-ويخليكم ليا يا حبيبى، هروح بقى احضركم الفطار على ما تجهزوا.
خرجت قمر من عنده وظل يتابعها حتى اختفت من امام نظره قفز بسعاده وقال بعدم تصديق.
-فرح بتحبنى وبتغير عليا مش قادر اصدق نفسي.
ثم تحرك بسعادة بأتجاه المرحاض حتى يجهز حاله.
………………………………………………….
فى غرفة حور
استيقظت حور على رنين الهاتف الخاص بها نظرت به وجدتها رهف اعتدلت سريعا وإجابة عليها بقلق وقالت:
-الله يخربيتك كل ده نوم أنا رنيت عليكى كتير اوى امبارح.
ردت عليها بنفاذ صبر وقالت:
-ابلعى ريقك خلينى اقولك الكلمتين بسرعه.
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بتساؤل:
-ز ز زين كلمك صح؟!
ردت عليها بتوضيح وقالت:
-ايوه صحيت على اتصاله ولاقيته بيسألنى إذا كنت كلمتك بليل متأخر ولا لا المشكله ان لما رديت عليه مكنتش لسه شوفت رسالتك بس حسيت أن الموضوع فيه أن قولتله ايوه بس زين مش سهل سألنى الكلام ده كان الساعه كام فتحت الاسبيكر بسرعه وقولت اكيد انتى بعتى ليا رساله وفعلا شوفت وقت الرساله بتاعتك ونقصت دقيقتين منها وقولتله الوقت، بس برضه كان فيه مشكله تانيه هو لما قفل معاكى بليل رن عليا على طول وانتى عارفه أن بعمل الفون سيلنت قبل ما بنام لاقيته بيقولى ولما انتى اللى كنتى بتكلميها ليه مردتيش عليا لما اتصلت بيكى ستر ربنا جه الرد المناسب على طول على لسانى وقولتله أن قفلت معاكى وعملت الفون صامت ونمت على طول ومشوفتش اتصاله وقتها حسيت أنه مش مقتنع بأى حاجه من اللى قولتها والشك مالى قلبه خدى بالك بقى علشان عينه هتفضل عليكى اليومين الجاين من غير ما تحسي.
زفرت بضيق وتكلمت بصوت مختنق:
-ياررربى بقي اعمل ايه فى المصيبه السوده دى لو زين شم خبر أن شغاله مع اللى اسمه سيف ده مش هيعديها على خير وهيربط الخيوط ببعضها وهيعرف أن اللى كان بيكلمنى امبارح ده سيف.
ردت عليها بعدم فهم وقالت بتساؤل:
-طيب وده كان بيكلمك امبارح ليه؟
تكلمت بصوت مرتعد وقالت:
-معرفش يا رهف معرفش، انا خايفه اوى وشكل الزفت ده مش ناوي على خير معايا، قوليلى اتصرف ازاى فى الموضوع ده.
شعرت بخوف حور الواضح فى كلامها واشفقت عليها وقالت:
-طيب ما تروحى قولي لعمو ايوب وهو يتصرف معاه.
ابتسمت بحزن وقالت :
-بابا!! ده اى حاجه بقولها ببقى غلط فيها ومش هيصدقنى لو قولتله وهيقول أن بقول كده علشان رافضه وجودهم فى الشركه، انا حاسه ان تايهه اوى يا رهف ومش عارفه اتصرف ازاي.
تنهدت بوجع على حال صديقتها حور وقالت:
-طيب قومى دلوقتى اجهزى وتعالى الشركه علشان متتأخريش وتحصل مشكله مع عمو ايوب ولما تيجى نفكر بهدوء هنعمل ايه فى المصيبه دى.
تكلمت بحزن وقالت بصوت مختنق:
-ماشى باي.
أغلقت الخط والقت الهاتف بجوارها وارجعت شعرها إلى الوراء وتكلمت بتيه:
-يارب حلها من عندك أنا بحب زين ومقدرش على زعله ولا هستحمل اعيش يوم واحد بعيده عنه.
اخذت نفس عميق واخرجته بهدوء ثم نهضت من على فراشها واتجهت إلى المرحاض.
………………………………………………….
تجمعت عائلة ايوب حاول طاولة الطعام ونظر إلى ابنائه بأستغراب ثم نظر إلى قمر وقال بتساؤل:
-اومال نغم فين منزلتش ليه لحد دلوقتي؟
أجابته بعدم فهم وقالت:
-مش عارفه قالتلى أنها مش هتنزل الشركه اليومين دول.
عقدة بين حاجبيه بأستغراب وقال:
-مش هتنزل الشركه؟! ازاى دى كانت فرحانه اوى بنزولها الشركه، هى متخانقه مع عدي ولا ايه؟
حركت يدها وقالت بعدم معرفه:
-مش عارفه والله يا ايوب، هى مقالتش حاجه غير انها مش هتقدر تنزل الشركه اليومين دول ونامت وانا مرضتش اتضغط عليها وسيبتها براحتها.
اومأ رأسه بتفهم وقال:
-تمام أنا لما ارجع بليل ابقى اقعد معاها واعرف السبب أيه…
ثم استقام بجسده ونظر إلى حور وقال:
-عايزك تكونى قبلى فى الشركه فاهمه.
أنهى كلامه وخرج صعد سيارته واتجه بها إلى الشركه .
نظرت حور إلى أثره بضيق وتكلمت بتهكم وقالت:
-ده على اساس أني هروح فى طياره، ما انا هروح بالعربيه زى زيه، ده ايه الغلب ده يا ربي هلاقيها منين بس ولا منين.
نظرت لها قمر بلوم وقالت:
-عيب يا حور اتكلمى على ابوكى بأدب.
استقامة بجسدها بحزن شديد وقالت:
-حاضر يا ماما حاضر.
وتركتها وخرجت بغضب شديد صعدت السياره الخاصه بها واتجهت إلى الشركه بسرعه جنونيه.
نظر زياد إلى أثر حور بأستغراب وقال:
-ماما حور شكلها مضايقه بجد وفيه حاجه مزعلاها وضغطه على أعصابها ابقى اقعدى معاها ولا نغم تقعد معاها شوفوها مالها.
أومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-ماشى يا حبيبى بليل لما ترجع من الشغل ابقى اقعد معاها وأشوف مالها.
ابتسم لها بحب وهب واقفا وقال:
-هروح أنا بقى يا قمري وهبقى اكلمك وانا راجع اخر النهار علشان لو محتاجه حاجه.
ومال بجسده مقبلا رأسها وتحرك إلى الخارج صعد سيارته واتجه إلى الجامعه.
………………………………………………….
استيقظ عامر بوجه عابس فهو ظل حبيساً بغرفته طوال اليوم السابق حتى لم يذهب إلى الأماكن المشبوهة كالمعتاد نهض من على فراشه واتجه إلى المرحاض أخذ حماما دافئآ وخرج ارتدى ملابسه ومشط شعره وهبط إلى الاسفل وجد والدته تجلس على الأريكة تكلم بصوت مختنق وقال:
-صباح الخير.
نظرت له بأبتسامه وقالت سريعا:
-صباح النور يا حبيبى هقوم احضرك الفطار بسرعه قبل ما تمشي.
حرك رأسه بالرفض واتجه إلى الباب وتكلم بصوت مختنق:
-مش عايز مليش نفس.
أنهى كلامه وصعد سيارته وتحرك بأتجاه الشركه الخاصه بسيف السيوفى حتى يستلم مكتبه الجديد بهذه الشركه كما اتفقوا فى الاجتماع وعندما ذهب هناك تم الترحيب به ورافقته إحدى الموظفات العاملات بالمكان إلى غرفة مكتبه وقالت بترحاب.
-منور يا استاذ عامر، استاذ سيف مأكد علينا كلنا اننا نكون تحت امرك وننفذ طلباتك بالحرف.
نظر لها نظرات ذات معنى لم يترك انش بها إلا وعلق نظره عليه ابتسمت هذه الفتاة من نظرات عامر الجريئه واقتربت منه أكثر وقالت:
-بتمنى يكون استاذ عامر راضى على المكتب ده ذؤقى على فكره.
ابتسم لها وقال بصوت هامس:
-عجبني المكتب واللى نفذته اوى، وشكل الايام الجايه هتكون مسليه اوى.
أنهى كلامه بغمزه.
تعالت ضحكاتها الرقيعه وقالت بنبره ذات معني:
-شكلك مش سهل خالص، وهشوف منك كتير الفترة الجايه.
حرك يده على ذراعها العاري وتكلم بغمزه.
-وانتى شكلك شقيه وهستنى منك كتير.
تعالت ضحكاتهم وكل منهما ينوى شيئًا ما داخلهم وكأن لعب الشيطان دوره ليعقد إتفاق فاسدا كالمعتاد مع بنى أدم غير مبالي بعقاب الله الشديد المنتظر.
………………………………………………….
وصلت حور إلى الشركه وتحركت سريعا إلى المكتب الخاص بها وجدت زين يجلس بداخله بوجه عابس ينتظرها ابتلعت ريقها بتوتر وابتسمت له خوفا وتكلمت بتلعثم.
-ز ز زين ن ن نورت المكان يا حبيبى، بس خير ا ا ايه سر الزياره المفاجئ ده؟
نهض من على مقعده واقترب منها ونظر لها بتمعن وتكلم بهدوء حذر وقال بتساؤل:
-لأخر مره هسألك يا حور مخبيه ايه عنى؟
تعالت دقات قلبها بخوف شديد وتكلمت بصعوبه.
-و و وانا لآخر مره بقولك م م مافيش حاجه مخبيها ع ع عليك يا زين، و و وبعدين ايه شغل قلة الثقه ده ازاى تتصل برهف وتسألها إذا كانت هى اللى بكلمها ولا لا لدرجاتى انت مش واثق فيا يا زين.
تكلم بغضب وقال:
-بلاش شغل قلب الترابيزه ده يا حور انتى عارفه ومتأكده أن انا بثق فيكى وعارفه برضه أن انا بفهمك من نبرة صوتك كويس اوى وده اللى مأكدلى انك مخبيه حاجه عنى وانتى عمرك ما عملتيها يا حور.
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت:
-ل ل لا يا زين شغل قلب الترابيزه ده انت اللى بتعمله مش انا وبعدين يعنى هخبي عنك ايه بس ما انت عارف كل حاجه وعمرى ما دارت حاجه عليك متجيش بقى تراقبنى وتسأل من ورايا بكلم مين فى التليفون، طيب لو انا اللى عملت كده واتصلت بأنس بعد ما قولتلى بتكلمه وسألته زين كان بيكلمك انت ولا لا مش هتزعل أن مش واثقه فيك وبكذب كلامك وبسأل من وراك، قول كلمة الحق يا زين.
زفر بضيق وتكلم بصوت مختنق:
-لو كذبت عليكى من حقك تشكى فيا وتسألى من ورايا بس انا براعى ربنا فيكى وعمرى ما خبيت عنك حاجه حياتى كتاب مفتوح ليكى يا حور وانتى كنتى كده لحد امبارح الكتاب اتقفل ومش قادر افك شفرته وده اللى مجننى.
تجمعت الدموع فى عينيها واقتربت منه وامسكت يده وقالت بصوت مختنق:
-زين أنا بحبك والله العظيم بموت فيك متخليش الشك يدخل ما بينا ويدمر حبنا، أنا فتحت عينى على حبك انت كبرت وكبر جوايا ورجالة العالم ده كلها متمليش عينى انت وبس اللى مستحوذ على كل حاجه فيا ومستحيل ضوفر واحد منى يبقى لغيرك بس ثق فيا ارجوك.
اغلق عينه حتى يهدأ قليلا وأخذ نفس عميق ثم اقترب منها وكوب وجهها بين يديه ونظر لها بوجع وقال:
-دموعك غاليين اوى عليا يا حور انا متأكد من اخلاقك لانك متربيه على ايدي وعارف تربيتي عامله ازاى بس احساسي هيجننى متأكد انك مداريه عنى حاجه، بصى أنا مش هتضغط عليكى وهسيبك تخدى وقتك بس مش كتير، تعالى قوليلى ومهما كانت الغلطه كبيره هسامحك عليها لو عرفتها منك بس اقسم بالله لو عرفت اللى مخبياه عليا من بره ما هرحمك وهتنسي أن كان فى حياتك واحد اسمه زين نهائى علشان هتبقى كتبتى نهاية حكاياتنا بأيدك ماشي.
زاغت ببصرها بعيد عنه واومأت رأسها بالطاعه.
اومأ رأسه بعدم أرتياح وقال بصوت مختنق:
-ماشي هروح انا علشان اتأخرت على الشركه وهستناكى تقوليلى كل حاجه متتأخريش عليا.
وخرج من عند حور هبط إلى الاسفل وعند وقوف المصعد تحرك زين إلى الخارج متزامن مع دخول سيف إلى الداخل نظر له زين بأستغراب حتى انغلق الباب وبدأ المصعد يتحرك إلى الاعلى شعر زين بعدم الارتياح حرك رأسه بالرفض واتجه إلى سيارته وتحرك بها مسرعا إلى الشركه.
………………………………………………….
وصل مهاب عند منزل معاذ بعدما هاتفه على المحمول وطلب منه أن يحضر إلى منزله كما اتفقوا ضغط على زر الجرس و ثوانى معدودة فتح له معاذ بترحاب احتضنه بقوه مطالباً منه إنقاذ ابنته الوحيده تحرك إلى الداخل وجد زوجة خاله ابتسم لها وصافحها بأحترام وتكلم بتساءل:
-هى فين، ممكن اقابلها؟
حركت زوجة معاذ رأسها بحزن وقالت:
-للاسف يا ابنى هى بترفض تخرج من اوضتها أو تتكلم مع اى حد.
ابتسم لها ابتسامه مطمئنه وقال:
-متقلقيش يا طنط أنا هعمل ما فى وسعي علشان تبقى كويسه، ممكن بس تقوليلها أن ابن عمتها عايز يقعد معاها.
اومأت رأسها بالموافقه ونهضت من على مقعدها واتجهت إلى غرفة ابنتها وطرقت على الباب وقالت بصوت هامس:
-ريفال مهاب ابن عمتك بره وعايز يقابلك.
حركت رأسها بالرفض وقالت:
-م م مش عايزه ا ا اقابل حد ممكن.
تكلمت بترجى وقالت :
-علشان خاطرى يا ريفال.
تكلمت بغضب وقالت :
-قولتلك ل ل لا يا ماما.
وفى ذلك الوقت تفاجئوا بصوت مهاب يقول لهم:
-خلاص يا طنط روحى انتي.
اتسعت عيناها بصدمه ووقفت بغضب شديد وقالت:
-ا ا انت ازاى يا بنى أدم ت ت تدخل عليا ا ا أوضى كده ا ا انت اتجننت.
نظر إلى زوجة خاله وقال بأبتسامه هادئه:
-روحى انتى يا طنط متقلقيش ولا تشغلى بالك.
اومأت رأسها بالطاعة وتحركت إلى الخارج وأغلقت الباب خلفها.
نظرت له بغضب شديد وتكلمت بصراخ.
-اطلع بررره بقولك مش عايزه اتكلم م م مع حد اتفضل بره اوضى احسنلك.
جلس على المقعد الخشبى أمام المكتب الخاص بها بأبتسامه هادئه وقال:
-اقعدي يا ريفال أنا ابن عمتك وعايز اتكلم معاكى كلمتين مش هاكلك يعنى.
شعرت بأرتياح من طريقة كلامه وجلست على السرير دون أن تتكلم بحرف واحد لكنها كان يظهر عليها الارتباك الشديد.
اخرج حبايه من جيب بنطاله وقال بتساؤل:
-تحبى تخدي حبايه تهديكى شويه.
هدرت به بغضب وقالت:
-تهدينى!! ليه حد قالك عليا أن مجنونه وبشد فى شعري.
ظل محتفظ بأبتسامته الهادئه الجميله وقال:
-وانا مقولتش انك مجنونه بالعكس انتى عاقلة و ست العاقلين بس الحبايه دى بتساعدك تكونى هاديه جدا أنا اصلا باخد منها على طول وعلشان تصدقى هاخد واحده منها قصادك.
واوهمها أنه وضع حبايه داخل فمه وارتشف من الماء المتواجد امامه وقال.
-امم ايه رأيك كده؟ يلا خدى انتى كمان.
نظرت له بتوتر وأخذت من يده الحبايه ووضعتها بفمها وابتلعتها بالماء.
ظل يتابعها بهدوء تام حتى شعر بأرتخاء اعصابها تكلم بتساؤل وقال:
-عامله ايه دلوقتى.
اومأت رأسها بهدوء وقالت :
-ك ك كويسه.
اخرج ورقه وقلم ونظر لها وقال:
-ممكن بقى نتكلم مع بعض شويه وتحكيلى حياتك عامله ازاى بتفكرى فى أيه نفسك تعملى ايه ومعملتهوش!!
تنهدت بوجع وقالت بصوت فاقد للحياة:
-هتصدقنى لو قولتلك مش نفسي فى اى حاجه خالص حياتى فاضيه لا كان فيها اللى بيشغلها ولا هيكون فيه.
نظر لها بترقب وقال بتساؤل:
-ولا حتى حبيتى قبل كده؟
تجمعت الدموع فى عينيها والتزمت الصمت.
أعاد عليها السؤال بصيغه اخرى وقال:
-الحب بالنسبالك ايه؟
تكلمت بصوت مختنق وقالت:
-اكبر كدبه موجوده على الأرض.
-لييه؟!
قالها مهاب وهو يتابعها بترقب.
أجابته بدموع وقالت :
-علشان الناس كلها بتستخدمه كوسيله لغرض ما أو لمصلحه أو لتحقيق أهداف شخصيه او….
ازدادت دموعها وقالت بصوت متحشرج من شدة البكاء.
-او رهان يلعبوا بى ببنات الناس.
وصل مهاب إلى مبتغاه أومأ رأسه بابتسامه وقال بتوضيح.
-بس دول مجرد فئه قليله موجوده فى المجتمع علشان تفسد فيه إنما الناس كلها مش وحشه ولا كلها بتستخدم الحب غلط فيه ناس الحب ده شئ اساسي فى حياتهم الحب بالنسبه ليهم هو الحياة بصى على صوابع ايدك كلها مش زى بعضها زى الناس بالظبط مش زى بعضها قبلتك قله من قاع المجتمع دورى تانى وتالت هتلاقى ناس تشبهك وبتحبك واول ناس دورى عندهم هما اهلك شاركيهم يومك اهتماماتك فرحتك حتى حزنك هتلاقى فكرتك اتغيرت عن المجتمع هتلاقى نفسك انفتحتى للحياة شوفتيها بشكل تانى هتظهر فى حياتك ناس جديده بصدمات جديده واحداث جديده وكل صدمه هتقابلك هتقويكى اكتر من الاول لحد ما تلاقى نفسك شخص جديد فاهمه الدنيا صح مبيضحكش عليكى بسهوله ويمكن يجى يوم وانتى اللى تعلمي على الناس دى بشخصيتك القويه وحضورك اللى بيفرض نفسه فى اى مكان تروحيه.
شعرت بالطاقه داخلها ترتفع إلى أعلى مستوياتها وهذا الشئ لم يحدث منذ زمن طويل ابتسمت له بأستغراب وقالت بتساؤل:
-هو انت ازاى كده؟!
حرك رأسه بعدم فهم وسألها باستغراب:
-كده ازاى مش فاهم؟!
أجابته بتوضيح وقالت بأبتسامه هادئه.
-مش عارفه طريقة كلامك بتدى طاقه غريبه بتخلى الواحد غصب عنه نظرته تتغير للحياة.
ابتسم لها برجوليه وقال بمزاح:
-لا انا كده اتغر بقى.
تعالت ضحكاتها وقالت:
-لا والله بتكلم بجد طريقتك غريبه عندك حاجه زى المغناطيس بتسحب من جوايا الطاقه السلبيه.
تنهد بهدوء وتكلم بنبره جادة وقال:
-لو عايزه ترجعى ريفال بتاعة زمان سيبى ليا نفسك ونفذى اللى هطلبه منك بالحرف.
نظرت له بقلق وتراجعت إلى الخلف وابتلعت ريقها بصعوبه وقالت:
-قصدك ايه، ا ا انت عايز ايه منى؟
حرك رأسه بالرفض وقال بأبتسامه:
-هعوز منك ايه بس انا ابن عمتك وانتى بنت خالى وابوكى قاعد بره وعارف أن انا معاكى هنا فى الاوضه ومدينى الثقه الكامله، وانتى جايه تخافى منى وتسألينى عايز منك ايه، شيلى الأفكار دى من دماغك.
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بأسف:
-ا ا انا اسفه.
تكلم سريعا وقال بصوت هادئ:
-اول حاجه هطلبها منك هى الثقه بالنفس أياكى تقولى اسفه لأى حد الا للشديد القوي انت أميرة نفسك ومحدش يستحق كلمة ضعف أو يستقل بيكي اه الاعتذار مطلوب بس مش فى كل الاوقات ولا لأى حد وخلاص…
اومأت رأسها بالموافقه وانتظرت منه المزيد.
اكمل كلامه وقال بصوت هادئ:
-انتي جميله اوى وملامحك هاديه وشكلك شيك وتتحبي زى ما انتى خلي قلبك عزيز عليكى وميروحش غير للى يستحقه.
ابتسمت له وكأنه وصل لحلقة مفقوده داخلها تكلمت بتساؤل وقالت:
-يعنى انا فعلا حلوه ولا انت بتقول كده مجامله.
حرك رأسه بالرفض وقال بتأكيد.
-طبعا حلوه مافيش انسان خلقه ربنا وحش كل واحد فينا ربنا ميزه بميزه اهم حاجه تحبى نفسك اوى وترضى بشكلك وقتها الناس هتحبك لحبك لنفسك.
نظرت له بعدم فهم وقالت بتساؤل.
-يعنى ايه احب نفسي اكون انانيه يعنى.
ابتسم على ساذجتها وقال بتوضيح.
-لا طبعا مش ده قصدي، قصدى حبى ملامحك شكلك جسمك لبسك شعرك حبي كل حته فيكى وشوفي نفسك مميزه كمان وقتها احساسك ده هيوصل لناس وهما كمان هيحبوكى لحبك لنفسك، خلى عندك ثقه بالنفس لأن انتى تستحقي تكونى كده.
نظرت إلى الأرض وقالت بصوت مختنق:
-بس انا بخاف.
لم يريد أن يضغط أكثر من ذلك عليها استقام بجسده وقال بأبتسامه.
-ايه رأيك امشى دلوقتى وابقى اجيلك تانى.
نظرت له بحزن وقالت بصوت منكسر.
-انت كمان هتمشى زيهم وتسيبنى زهقت منى زى ما كله بيزهق منى.
حرك رأسه بالرفض وتكلم بابتسامه هادئه:
-لا طبعا مزهقتش منك خالص بالعكس أنا حبيت الكلام معاكى اوى بس كل الحكايه عمتك دنيا هتنفخنى علشان اتأخرت على الاكل وكسرت لوحة القوانين.
ابتسمت على كلماته ونظرت له بعدم تصديق وقالت:
-ي ي يعني هتيجى ليا تانى؟
أجابها سريعا وقال:
-ايوه هجيلك تانى وتالت، ايه رأيك نبقى أصحاب؟
نظرت له بتوتر وقالت بدموع:
-بلاش أصحاب علشان كل ما اصاحب حد يزهق منى ويسيبنى.
مد يده لها حتى يصافحها وقال بنبره حماسيه.
-اللى يسيبك اياكى تزعلى عليه لأنك كده ربنا بيحبك علشان شاف نيته ايه من ناحيتك وبعده عنك شاف أن قلبك ابيض ونضيف وتستحقى اللى احسن منه.
ابتسمت له بسعاده وقالت:
-هستناك تيجى تاني.
اومأ رأسه بالتأكيد قائلا:
-اكيد جاى تانى ومن هنا لحد ما اجيلك ليا طلب صغير عندك…
نظرت له بترقب. فأكمل كلامه قائلا:
-بلاش جو الاوضه ده يعنى اخرجى منها شويه شاركى مامتك فى البيت اقعدى اتكلمى مع باباكى شويه متنسيش انك بنتهم الوحيده ومحتاجين وجودك فى حياتهم.
ابتسمت له وقالت بنبره هادئه.
-حاضر .
تحرك بأتجاه باب الغرفه وقبل أن يخرج منه وقف مكانه عندما سمع صوتها تقول له…
………………………………………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)