روايات

رواية قانون آيتن الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الجزء التاسع والعشرون

رواية قانون آيتن البارت التاسع والعشرون

رواية قانون آيتن الحلقة التاسعة والعشرون

هاتفت شذى وهي في عملها، فهي منذ أن أغلقت الهاتف معها بالأمس عندما حاولت الاتصال بها و زوجها موجود وقالت إنها مكالمة عمل ولا تريد أي شيء يزعجهم
– أنتِ مرديتيش عليا ليه امبارح ؟؟ ولا أنتِ خلاص حبيتيه ومش قادرة تكملي بقى الشغل
زفرت قائلة بضيق:
– هرد عليكي ازاي وهو كان موجود … أنتِ بتهزري؟
– أنتِ اخر مكالمة قولتيلي أنه لسه ماحبكيش … لسه ماعترفش بحبه لكِ ! معقولة كل ده لسه..
– اه لسه … وأنت عارفة أنه مش بالسهولة دي..
صاحت شذى باندفاع :
– ماشي حاولي تتصرفي… تسرعي الموضوع اكتر من كده…
– طيب … هحاول…
أغلقت معها الهاتف وارتشفت كوب قهوتها الذي أمامها على مكتبها وهي تفكر بقلق يجب أن تجد حل لذاك الموضوع …
_____

 

اتصلت افنان على مهاب، قائلة بانتصار :
-انا عملت زي ما انت قولتلي واتفقت معايا..خليت حد يحطلها الدوا في القهوة بتاعتها
ابتسم مهاب بشر:
-حلو اوي..خلي الباقي عليا بقي
________
بعد فترة وجيزة ، غادرت آيتن الفندق ، وكانت أفنان تراقبها من بعيد .. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. ووجدت خديجة تركب مع آيتن في هذا الوقت .. لتلعنها بداخلها .. وقد شعرت بالغضب الشديد .. الخطة فشلت بالتأكيد.
بعد فترة قصيرة .. شعرت خديجة أن صديقتها غير متوازنة ، وكأنها متعبة أو تريد النوم ؛ لتقول تنبيه:
-ايتن..ركزي شوية..انتي مالك تايهة كده ليه؟؟
همست ايتن بنعاس :
-تايهة ازاي يعني
شهقت خديجة وهي تلكزها:
-يلهوي..انتي هتنامي ولا ايه..قومي..قومي بسرعة
زفرت ايتن بتعب:
-في ايه يا ديجا..
صرخت خديجة فجأة:

 

-ايتن….اتحركي من مكان انا هسوق..
لتضغط ايتن على الفرامل فجأة بعدم استيعاب ولكن كان الوقت التأخر…
_________
دخل المستشفى مع صوت أنفاس متتالية ونبض قلبه المتعالي يبحث عن غرفتها ، حتى توقف أمام رقم الغرفة المقصود ، ليرى طبيب يخرج منها برفقة ممرضة … اقترب منهم بشغف ، ليقف أمامهم بملامح توتر ومضطربة.
يسأل الطبيب:
-حضرتك تعرفها؟
اومأ حمزة قائلا:
-أيوة انا جوزها..هي حالتها ايه لو دلوقتي؟؟ وكويسة ولا ايه؟
-اطمن حضرتك هي بخير..دي حادثة بسيطة..مجرد كدمات صغيرة..واغمى عليها بس من الخضة
ثم ربت علي ذراعه ليدلف إلى الغرفة..فيجد أمامه خديجة بوجه متعب نظرا لقلقلها مما حدث…
كانت تنظر بشرود نحو ايتن التي ترقد بسلام علي الفراش مغمضة العينان..وجهها شاحب ومتعرق قليلا..خفق قلبه بقوة
سأل خديجة بفزع:
-هو ايه اللي حصل يا خديجة؟؟ وايتن عاملة ايه؟
خديجة بهدوء:
-ايتن نامت مني في الطريق غصب عنها..وبعدين الحمدلله انا لحقت الموقف..و وقفت العربية بسرعة..بس للأسف خبطنا في عمود كبير..وهي بس اغمي عليها من الخضة..وخدوش بسيطة بس اللي حصلتلها
اغمض عيناه بحزن:
-ايه إللى خلاها تنام بس
خديجة بشرود :
-هي كانت مرهقة تقريبا..ممكن عشان عملت مجهود كبير في الشغل النهاردة ومرضيتش تروح الا لما تخلص اللي وراها او يمكن كانت سهرانة امبارح ومنامتش كويس
– بالعكس هي نايمة بدري !!

 

جلس بهدوء على أحد المقاعد المجاورة لها .. وبعد بضع دقائق بدأت عيناها تنفتحان بإرهاق .. رمشت عينها عدة مرات وهي تتفحص ملامحه لتجده جالسًا بقلق شديد وهو يعقد ذراعه أمام صدره بينما كان ينظر إليها بعيون خائفة، قلقة .. حاولت الجلوس بصعوبة..فانبعث منها أنين من الألم .. نهض حمزة بسرعة ليكون بجانبها على السرير خاصتها، لكي يساعدها على الجلوس.
هتف بقلق:
– اجيبلك الدكتور يا حبيبتي ؟
حركت رأسها تنفي حاجتها للطبيب، ليتنحنح ويعتدل يطالعها بصمت قليلا
قائلا بعتاب:
-لما انتي حسيتي نفسك تعبانة مكلمتنيش ليه ولا كنتي روحتي بدري؟؟
-مش عارفة يا حمزة.. كان عندي شغل..
هتف حمزة باندفاع:
-ما يتحرق الشغل..المهم انتي..انتي لو كان حصلك حاجة بعد الشر كنت اعمل ايه؟
ليردف بنبرة صادقة :
– مقدرش اعيش من غيرك أضيع !
ابتسمت له بحب، فمهما تشجارا أو اختلفا في شيء من قبل ولكنه يحبها وهي تعشقه…
تدخلت خديجة :
-خلاص يا حمزة عدت علي خير.. والحمد لله انا كنت موجودة
همست بحزن :
-انا اسفة

 

زفر حمزة بتعب:
-بتتأسفي علي ايه يا حبيبتي؟؟..انا مجرد ما خديجة كلمتني كنت مرعوب من القلق .. فكرة ان كان ممكن يحصلك حاجة رعبتني..عشان خاطري يا ايتن خلي بالك من نفسك..لو حسيتي بعد كده انك تعبانة..كلميني علي طول وانا كنت اعدي اروحك
-يعني كنت اخليك تسيب شغلك؟
-انا اسيب الدنيا كلها عشانك..
-تولع أي حاجة بس انتي تفضلي كويسة ومعايا..لما تحسي انك هتتعبي تكلميني على طول
استمعت إلى حديثه باهتمام وحب، وحدقت فيه بعيون مشرقة ، ثم أومأت برأسها مؤكدة:
-بحبك
تنهد باستسلام وابتسامة صغيرة قبل أن يجذبها إلى ذراعيه وهو يقبل رأسها هامساً:
-وانا بعشقك والله
___________
في شقة مهاب الذي استأجرها…
هب مهاب واقفا بغضب ثم توجه ناحية افنان، امسكها من ذراعها بقوة ألمتها، قائلا بصوت غاضب:
-هو انتي يعني غبية اوي كده..رايحة تديلها الزفت في اليوم دا
تأوهت افنان بشدة:
-وانا ايه عرفني يعني ان الزفتة اللي اسمها خديجة دي هتركب معاها
اشتد بقبضته عليها وهو يدفعها، قائلا بعصبية :
-انا غلطان اني اعتمدت عليكي
– سيب ايدي انا عايزة امشي.
– اسمعي يا بت أنتِ…. احنا هنكمل اللي حصل… مصلحتنا لسه واحدة…والا ممكن اروح اقول لحمزة حبيب القلب على اتفاقنا وتنفيذك عشان يكرهك اكتر
– أنا خايفة…خلاص مفيش حل غير ده؟.
– اه مفيش وهتستني مني مكالمة تانية اقولك تساعديني ازاي
_________

 

بعد مرور عدة أيام..
اتصلت افنان بحسن، قائلة بمكر :
-بقولك ايه يا حسن..تعالي بسرعة النهاردة..هو ايه اللي ليه..حمزة عنده شغل عندنا النهاردة..وانت كده كده داخل بفلوسك في المشروع الجديد..تعالي واقعد اتكلم مع ايتن وحاول تفتح أي كلام كده
بعد مرور ساعة..اتي حسن إلى الفندق، وجلس مع ايتن وزميلتها “وئام” وهو يجاريهم بالكلام عن العمل ليفاجأها انه ابن عم حمزة، شهقت ايتن بصدمة:
-نعم؟؟
قالت وئام بدهشة :
-انت ابن عم حمزة بجد؟
اومأ حسن بإيجاب :
-اه والله..انا فكرتكم عارفين اصلا
وصل حمزة إلى الفندق في تلك اللحظة ، عندما وجدها في غرفة الاجتماعات جالسة مع الشخص الذي يكرهه .. اظلمت عيون حمزة بظلام دامس .. سواد تكوّن في قلبه على مدى سنوات طويلة .. ويده تشد على شكل قبضة ، يستعد لمهاجمة من أمامه ، خاصة عندما وجدها تتحدث معه .. ثم فتح الباب على اخره بغضب
كانت غير مستوعبة تماما من كان يحدق بها بشراسة مرعبة حتى وجدته أمامها .. يسحبها من مقعدها لتقف خلف ظهرها .. لا تدرك سبب غضب عينيه .. لكنها متأكدة أن شيئاً سيئاً قد حدث ..
صاح بصوت عالٍ ، مما جعل قلبها ينبض أسرع:
-انا مش قولتلك قبل كده..متقعديش مع البنى ادم دا
انتفضت ايتن، قائلة:
– مستر هاني قالي اقعد معاهم عشان هيمضي عقد معانا ولازم اشرحله طبيعة الشغل
تدخلت وئام قائلة بحكمة :
– هي مش قاعدة لوحدها يا حمزة … انا قاعدة معاهم عشان هيمضي على أوراق الشغل
نظر بغضب قائلا:
– شغل مع ده !!!
زفرت ايتن بضيق:
-في ايه يا حمزة؟ ده ابن عمك
هتف حمزة بنبرة خبيثة يلعب على الوتر الحساس :
– مش عارف بينسى ليه أن انا ابن عمه ! مع اني داخل بفلوسي.. ولا ايه رأيك؟
اوقفه حمزة بحركة سريعة من يده قائلا بصوت حاد:
-متدخلش انت بينا..
قال حسن بحدة :
– متدخلش ازاي ؟؟؟ انا داخل بفلوسي بشركتي اللي انت معرفتش توصل ولا تعمل زيها !
معرفتش طول السنين دي توصل حتى لربع اللي انا وصلتله…أنت مجرد شغال تحت ايد حد…لكن انا بقى عارف مشغل تحت ايدي كام حد زيك !
صرخ بحنق :

 

– حسن…
– معلش اصله بينسى…مفكر نفسه ابن صاحب الشركة ولا حاجة…
– ايتن مش هتشتغل من حسن… تشوف حد مكانها يعمل شغلها معاه
تدخل هاني في ذلك الوقت بينهم:
– ايه اللي انت بتقوله ده يا حمزة…ده شغل وانت شاطر في شغلك وفاهم أن الأمور الشخصية بره الشغل
– ايتن مش هتشتغل معاه… انا عارف دماغ ابن عمي كويس
هدر بعصبية موجهاً حديثه إلى حسن :
– عشان لو شوفت وش أمك قريب من آيتن تاني هخليه آخر يوم في حياتك !!
قهقه حسن ضاحكاً :
– ايه يا ابن عمي أنت مش واثق في نفسك؟؟ ولا خايف يحصل زي زمان
– مراتي اضمنها برقبتي…
– طب خلي بالك بقى … لأحسن تتكسر رقبتك المرة دي
هتف بوعيد :
– هنشوف مين اللي هيتكسر المرة دي بجد يا حسن يا عقاد
ليردف قائلا :
– يلا يا ايتن عشان نمشي
هتف هاني مقاطعاً:
– حمزة مينفعش كده.. ايتن لسه وراها شغل
رمقه حمزة بغيظ , وقبل ان يستكمل كلامه..امتدت يده لتقبض علي يد ايتن بقوة آلمتها ثم سحبها إلى جانبه..اشتعلت غضبا من سيطرته..وحاولت افلات يدها من قبضته الا أنها لم تستطع..فضاعف من ضغط قبضته حتى خرجوا من الفندق
_____
في إحدى المطاعم الراقية..
تقدم النادل من الطاولة الذي يجلس عليها منة وسيف، ليقاطعهم بأدب موجها حديثه لسيف:
-لو سمحت حضرتك ممكن تغير مكان عربيتك..عشان انت ركنتها في مكان قدام حد وفي حد عايز يتحرك مش عارف
اومأ سيف مستئذنا:
-ااه تمام…طيب هطلع اغير ركنتها وارجعلك

 

-تمام
تقدم شخص فجأة من الطاولة التي تجلس عليها منة، قائلا بشك:
-انسة منة مش كده؟
اومأت بإيجاب:
-أيوة
– هو حضرتك مش فاكراني؟؟
– نعم ؟ وانا افتكرك ليه أن شاء الله؟
-انا مؤمن ابن عم إيمي صاحبتك…
أومأت منة بإيجاب:
-اه..بس خير يعني هو فيه حاجة ولا إيه؟
-بصي انا من فترة شوفتك عندها..وبعدين سألتها قالتلي يعني انك مالكيش في الارتباط وقولتلها تعرفك..قالتلي انك رفضتي تماما وقولتي انك مش مرتاحالي..و كنت عايزك بس تديلي فرصة تعرفيني طب حتى تديني فرصة اتقدملك ولو تمام نتخطب فعرفت انك برضو رافضة
اتسعت عيناها بدهشة :
– ايمي قالتلي ان حضرتك انك اصغر مني ومرتبط..
-لا طبعا انا عندي 25 سنة يعني أكبر منك بـ 3 سنين ومش مرتبط خالص
زفرت بضيق :
-طيب حضرتك حصل خير… عايز ايه دلوقتي..انا..
جلس الشاب في المقعد المقابل لها:
-انتي من يومها لحد دلوقتي وانتي لسه في دماغي وبقالي فترة قالب الدنيا علشان اوصلك وايمي رافضة تقولي أي معلومة عنك…وماصدقتش لما شوفتك تاني
صاحت منة باعتراض:
-معلش انا اسفة بس فعلا ماينفعش خالص أن حضرتك تقعد هنا ولا تتكلم معايا..ممكن حضرتك ترجع ترابيزتك تاني
-ارجع مكاني ايه بس ده انا ما صدقت شوفتك تاني..وعشان كده قررت اتقدملك مش همشي من هنا غير لما اخد رقم باباكِ أو اخوكي عشان اتقدملك بنفسي واصلح اللي فهمتيه غلط قبل كده..
– ماينفعش حضرتك … انا مخطوبة مخطوبة…
حاول أن ينظر إلى يديها فهي كانت ترتدي عدة اكسسوارات فلم يستطع تحديد أن كانت اي منهم تحتوي على دبلة الخطوبة ام لا

 

هتف بذهول غير مصدقاً:
– لا اكيد حضرتك بتهزري… شكلك مكسوفة بقى ولا بتتقلي حاجة زي كده
انتفضت واقفة لتقف من مقعدها مبتعدة قليلا:
– انت اهبل يابني انا ولا بتقل ولا نيلة… بقولك مخطوبة… ولو هتفضل قاعد هنا خليهالك أشبع بالترابيزة…منك لله دي محجوزة لينا
هتف بنبرة ساخرة ممزوجة بالجدية :
– مشروب عليكي شاي يعني ؟ عادي مابتتحسبش خطوبة دي.. بصي انا مش همشي غير لما اخد رقم باباكِ إيه رأيك بقى ؟
نظرت له منة بذهول، فهي نفذت صبرها من ذلك المجنون .. وجدت يد سيف تلكمه بشدة ويده الأخرى تدفعها بعيدا لينهال سيف ضرباً على مؤمن
هتف سيف بعصبية:
– لا مشروب عليها قهوة زي اللي هشربها عليك يا روح أمك
أجفل مؤمن متراجعاً :
– أنت مالك يا عم أنت؟؟؟ انا باخد رأيها هي
سحبه سيف مرة أخرى بحدة من سترته قائلا بغضب :
– رأيي ان انا لو شوفتك بتكلمها تاني هخليه يوم اسود عليك
كل كلمة كانت مصحوبة بلكمة شديدة على وجهه ، وتجمع الناس وعمال المطعم حولهم محاولين إنقاذ الشاب منه .. كانت مرعوبة مما حدث .. رغم أن سيف لم يكن عنيفًا بالدرجة معه ، فقط اللكمات الخفيفة لم تؤذيه .. لقد أراد فقط أن يعلم الشاب درسا ألا يقترب منها مرة أخرى
أخيرًا التفت إلى منة لينظر إليها بغضب .. ثم وضع الحساب على الطاولة .. وأمسك يدها بإحكام وسحبها سريعًا بينما كانت تكافح من أجل اللحاق به بخطواته السريعة.

 

دفعها بعنف لتركب السيارة ، فتأوهت عليه ، لكنه لم ينتبه لها .. وسار بسرعة .. وقبل أن يصلوا أوقف سيارته في منتصف الطريق بعد محاولتها.. للتحدث معه حتى يسمعها ويفهم الوضع الخاطئ.
صاح سيف بغضب:
-اخرسي خالص..مش عايز اسمع صوتك
همست بصوت مبحوح متقطع، بسبب بكاءها المستمر:
-سيف انت فهمت الموقف غلط..والله هو اللي جه وقعد
هتف بعصبية وعيناه تلمعان بقسوة:
-وانتي مش عارفة تسيبيله ام الترابيزة..قاعدة معاه تتكلمي وخلاص..ولا عاملة حساب ليا..ايه كنتي مستنية لما توافقي بالمرة؟
اتتفضت من مكانها رعبا من نبرته:
-والله ابدا..انا كنت بقوله اني مخطوبة وهو مش مصدق .. و وقفت عشان اقوم بس ملحقتش اتحرك .. انت جيت بسرعة
تحرك بالسيارة مرة أخرى، قائلا بسخرية:
-اه انا اسف..كان المفروض اتأخر برة شوية علي ما تخلصوا كلام..وتثبتيله انك مخطوبة بجد
صاحت منة بغضب :
-ايه اللي انت بتقوله ده..و بعدين انت خليتنا نمشي من المكان وحتي ملحقناش نقعد..وانا ما بصدق نخرج
زفر بتبرير:
-انتي عارفة شغلي…!
منة بحزن:
-عارفة و راضية..حتي الخروجة الصغيرة باظت
هتف بسخرية:
-هو ده اللي فارق معاكي؟
منة باندفاع:
-لا طبعا تولع الخروجة..صدقني والله انا كنت لسة هقوله..انت مش فاهم انا اتصدمت من كلامه..و…
أوقف السيارة فجأة امام العمارة، قائلا بضيق:
-وصلنا انزلي
لم يجد منها رد..صاح بعصبية أكثر :
-انزلي يا منة قولت

 

إلى هنا وكفي…؟؟ لم تستطع تحمل أفعاله إلى الآن..يجب ان تستجمع شجاعتها فورا، لتقول بغضب شديد:
-انت فاكر عشان بحترمك وبقدرك اني ممكن اسمحلك تتمادي فيها للدرجة !! لا معلش انا لما كنت ساكتة ده كان احترام ليك..لكن واضح ان الاحترام خلاك تحس اني ضعيفة لدرجة انك تستقوي عليا…وانا مش ضعيفة يا سيف…انا بحبك و بحترمك وبسمع كل كلامك…بس ياريت تفوق كده وتفرق كويس..عن اذنك
ثم نزلت من السيارة، صافعة الباب خلفها بعنف..
بينما سيف كان في قمة اندهاشه..لم يكن يتوقع كل ما تفوهت به منة
_______
كان يقف يوليها ظهره..منذ عودتهم وهو صامت تماما لا يتحدث.. كلمات حسن تتردد بداخله…شعوره بالخذلان من كان أقرب الناس إليه يؤلمه..مدت كفها تتلمس كتفه لينفض يدها عنه فور شعوره بلمستها
-حمزة..
التفت لها هاتفا بيأس:
– ايتن معلش سيبيني لوحدي..
دفعها بعيدا مغادرا الغرفة
-حمزة استني
اسرعت خلفه لكنه اوقفها عندما استدار لها، قائلا بعصبية:
– سيبيني لوحدي يا ايتن
وقفت أمامه وهي تتمسك به :
-اهدى علشان خاطري…انا مقدرش اسيبك تخرج كده وانت في الحالة دي..انت زعلان مني في حاجة؟
بينما هو منعها, خرج صافعا الباب خلفه
كان يقود سيارته ولا يعرف إلى أين يتجه .. أوقف السيارة أمام البحر .. و وقف ينظر إلى المياه وتنهد تنهيدة مؤلمة قوية كما لو كان يسكب غضبه من خلالها .. وظل واقفًا شارد الذهن يفكر فيما قاله حسن .. بعد فترة شعر بالبرد .. استلقى سيارته وغادر.
________

 

ظلت ايتن تهاتفه، ودائما يعطيها الهاتف مغلق..فتحدثت مع سيف..وفي خلال ربع ساعة كان أمامها
طرق سيف باب منزل حمزة..فأتت ايتن تفتح الباب بلهفة، ليجدها بتبكي
اقتربت ايتن بخطوات سريعة و وضعت يداها الرقيقتين حول جسده الضخم، متشبثة به بقوة..وبدأت عيناها بذرف الدموع فربت على ظهرها برفق وهمس بحنو:
-بتعيطي ليه يا حبيبتي..اهدي طيب
رفعت رأسها ببطيء ونظرت بعيناها الدامعتين، وهمست بندم:
-حمزة اتعصب جامد..وسابلي البيت ومشي..اول مرة يسيب البيت يا سيف
شعر وكأن السكاكين تُطعن في قلبه من حالة أخته.. لم يستطع رؤية دموعها..قال بنبرة رقيق:
-متزعليش منه يا حبيبتي..عشان بس متعصب..طب هو راح فين مقالكيش؟
ازدادت شهقاتها:
-لا مقاليش هو انا لحقت اسأله..دا خرج على طول وهو متعصب..انا خايفة أوي عليه…
سألها بشرود:
-كلمتي حماتك طيب ؟
-كلمتها قالتلي مراحش عندها..بس لو وصل هتكلمني..انا خايفة اوي يا سيف
شد ذراعيه حول جسدها .. فبينما هي شعرت براحة غامرة تغرق جسدها في وجوده أخيها بجانبها ، شعرت بالسلام والأمان اللذين سلب منها خلال ترك حمزة البيت لها .. على الرغم من حبها لحمزة، الا أنها ما زالت ترى شقيقها هو حاميها وقدوة لها وسندا لها ، همس بنبرة حانية:
-متخافيش انا جنبك اهو لحد ما نعرف هو فين
همست من بين شفتيها بامتنان:
-شكرا انك جيت ومسبتنيش لوحدي في اكتر وقت كنت خايفة فيه
ابتسم بخفوت لشقيقته المتشبثة به كالأطفال، ثم هتف بنبرة هادئة :
-لو انا مش جنبك في الوقت دا اومال مين يبقي جنبك..انتي بنتي مش اختي الصغيرة
تطلعت إليه بابتسامة خفيفة وهتفت بهدوء:
-ربنا يخليك ليا يا سوفي
كان يريد أن يفاتحها بحوار والدها..لكن فضل الصمت في تلك اللحظة، لأن الموقف لا يسمح ابدا
– اهدي يا آيني.. عشان خاطري كفاية عياط.. قلبي وجعني عليكي

 

ليردف قائلا:
– أنتِ قوية وجدعة يا حبيبتي
زادت بكاءها ، ليسحبها هو بين ذراعيه.. أغمض عينيه بحزن وغضب من حمزة لتركه لأخته بهذه الحالة .. حتى تنهد بهدوء ، وأحاط وجهها بيديه وهو يبعدها عن ذراعيه قليلاً .. ليمسح دموعها.
همست له بنبرة ممتنة:
– اول ما حسيت بضيقة جوايا.. مافكرتش الجأ غير ليك، كنت واثقة مش هلاقي أحن منك
– وأنتِ اقوى واجمل اخت في الدنيا…مش متخيلة كنت عايش ازاي السنين اللي فاتت وانا نفسي اشوفك من تاني…عارف انك مريتي بحاجات كتير صعبة مع بابا… وعارف أن مش بالسهولة دي تسامحي ولا تشوفيه…بس انا جنبك وفي ضهرك..
_____
في صباح اليوم التالي
في شركة حسن العقاد
صاح حسن بضيق عندما أستمع إلى تلك الفكرة الشيطانية من افنان:
-إللى انتي بتطلبيه ده خطر وخطر اوي كمان
-خطر ليه؟؟
زفر حسن بضيق:
-إللي حصل مع حمزة زمان كان كفاية اوي عليه…وبصراحة الكلمتين اللي قولتهمله امبارح مزجوني أوي وحسيته اتوجع بجد بيهم
افنان بحقد:
-بس برضو..هي دخلت حياته وغيرته..واديك شايف هو مبسوط ازاي
حسن بغيظ:
-انا منكرش اني لسة بكرهه..واستغربت أنه كل مرة بيفوق و اقوي من الأول..بس دا مش معناه خالص اني…
اقتربت افنان منه بإغراء:
-واللى اتعمل فيه زمان مكنش قد دا؟؟ ولا عايز تفهمني ان هي اغلي من اللى راحوا منه..وبعدين يا سونا متقلقش..هي مش هتموت يعني..انا هنبه عليهم بكده..و ده طلب عشاني انا يا حبيبي..ولا انا ماليش خاطر عندك
تنحنح حسن وهو يجذبها نحوهه أكثر :
-ها..لا ليكي…وليكي جدا كمان
ابتسمت افنان بخبث:
-طب ايه هتساعدني؟
حسن بمكر:
– طبعا..بس اسمعي انا ماليش علاقة بكل الحوارات دي..انا أخرى اشوفلك اللي هينفذ وانتي تتفقي معاه
__________________________________

 

قضى الليلة الماضية في الخارج لأول مرة منذ زواجهما .. تورمت عيناها من البكاء ، خاصة بعد أن تركها سيف في الصباح للذهاب إلى العمل ووعدها بأنه سيعود إليها مع حمزة .. لأول مرة أغلق هاتفه تمامًا وكأنه لا يريد أن يسمع صوتها.. اطمأن قلبها عندما اتصلت بها حماتها لتخبرها أنه جاء إليها .. شعرت بالحزن فهو هان عليه تركها وحدها لتمضي ليلتها في غيابه ..
أماني “والدة حمزة” ، رأت ملامح ايتن وعلمت ما دفع حمزة لمغادرة شقته.
أماني بهدوء:
-ايتن حبيبتي..مالك؟
تنهدت ايتن بحزن:
-حمزة اول مرة يسيب البيت يا طنط ويسيبني لوحدي كده..ده سابلي البيت خالص
اماني بتساؤل:
-بتحبيه يا ايتن؟؟
ارجعت ايتن خصلات شعرها خلف اذنها، قائلة بخجل:
-اكيد يا طنط…انا بحبه اوي
قطبت امانى حاجبيها قائلة:
-و إللى بيحب حد بيزعله لدرجة أنه يخليه يسيب البيت
ايتن بضيق:
-يا طنط انا معرفش ايه اللي زعله المرة دي..هو اتعصب اوي وقالي سيبيني لوحدي
-طب احكيلي حصل ايه؟
قصت عليها ايتن ما حدث
اماني باتزان:
-بصي يا ايتن..بالنسبة للموضوع الاولاني بتاع لبسك وانك كدبتي عليه..حمزة مكنش سهل يثق في حد..بس لما حبك وثق فيكي..ونصيحة مني يا ايتن..اوعي تضيعي الثقة دي..اوعي تهدميها..حمزة قعد سنين مرتبطش تاني ولا حب..وكنت بتحايل عليه كتير ومنهم اللي كانوا بيعرضوا عليه الفكرة..بس هو كان رافض تماما..كان شايل قلبه وحاطط مكانه عقله..لحد ما حبك انتي..قبل ما ينطقها..اتجوزك..صدقيني لو خسرتي ثقة حمزة فيكي هيبقي صعب اوي تكسبيها تاني..دي الحاجة الوحيدة اللي صعب ترجع..فهمتي يا حبيبتي؟
أومأت بتفهم:

 

-فهمت يا طنط…وانا غيرت لبسي عشانه والحمدلله الموضوع ده عدى لما اقتنعت وهو اتناقش معايا
اردفت اماني بتساؤل :
-تمام..بالنسبة بقي للحوار التاني بتاع حسن..انتي فهمتي ايه؟
ايتن بتذكير:
-بصي يا طنط هو من فترة كده قبل ما حمزة يتقدملي..بعد ما رجعنا من الغردقة..حسن دا كان داخل شريك في مشروع كده جديد تبع الفندق اللي انا شغالة فيه ..وحمزة يومها مكنش طايقه ولما لقاني واقفة معاه وقالي يلا نروح قولتله لا وعاندت جامد وحسن عصبه..راح ضربه..وبعدين قالي اللي حصل دا ميتكررش تاني وحسيته زودها..لأن مكنتش اعرف ان حسن ابن عمه..وبعدها قعدنا أسبوعين مبيكلمنيش بسببه..هو تقريبا اللي فهمته ان حسن هو نفسه ابن عمه اللي خان أفنان معاه صح؟
-أيوة هو..بس مش دا السبب الأساسي اللي خلى حمزة يبعد عنه ويكرهه بعض
ايتن بذهول:
-اومال ايه؟؟
اماني بحزن:
-حمزة وحسن كانوا متربين سوا..وكانوا اخوات يعتبر وصاحبه الوحيد..وكسرة حسن لحمزة لما اكتشف ان افنان خانته معاه..اتوجع من حسن اكتر..رغم ان افنان كانت بيعشقها فعلا وحب سنين..اللي حصل بقي من 10 سنين كده..جد حمزة عنده ولدين..ابو حسن و جوزي اللي هو ابو حمزة..المهم جوزي كان شايل كل حاجة حرفيا وكان بيسافر كتير عشان يتابع فرع الشركة اللي برة مصر..واخوه مكنش شايل حاجة خالص..وكان متدلع جدا..وسايب كل حاجة علي أخوه..و في اخر سفرية لجوزي طولت شوية عشان كان فيه صفقة جديدة بيخلصها..ف اخوه استغل الفترة دي وكان هو ومراته بيراعو ابوه وكانوا رافضين تماما انه يعيش عندنا..وبعدين كان المفروض بياخد علاج..ف ادوله أدوية غلط بالقصد لدرجة أنه جاله ماية علي المخ ومكنش حتي بيعرف ولاده..و خلوه يمضي علي عقد بيع وشرا لكل الورث..وبعدها جد حمزة مات..وجوزي اكتشف ان كل حاجة بإسم اخوه..وطبعا الورث كله خده ليه..وقاله انا لو نزلي ملك من السما مش هديك مليم من الورث..و طبعا رفعنا قواضي..بس كل قضية يومها كان بسنة..لحد ما جوزي جاله الضغط والسكر وحالته النفسية كانت تحت الصفر وحمزة مكنش عارف يعمله حاجة..من محامي لمحامي..لحد ما بعدها بسنة ونص مات من القهرة..مستحملش قلبه وقف مرة واحدة..واكتشفنا بعدها لما بانت طبيعة علاقته بأفنان ان حسن كان ظاهر قدامنا انه خايف علي مصلحتنا ومعانا..لدرجة أنه ابوه ضربه مرة بسبب انه واقف معانا..طلع كل ده كدب وكان بيمثل عشان يقول الأخبار لابوه..وبعدها بان علي حقيقته
ايتن بضيق:
-طب القضايا مجبتش نتيجة ؟
تنهدت بتعب:

 

-القضايا معملتش حاجة للأسف..دا كاتب بيع وشرا وانا استعوضت ربنا بس كان صعبان عليا شقى وتعب جوزي اللي اتاخد علي الجاهز..المال الحرام مابيدومش..وانا واثقة ان ربنا هيجيبلنا حقنا..
لتردف قائلة بنبرة واثقة:
-اصل اللي بيتاخد بالظلم بيتوزع بالعدل
ثم أضافت بوجع:
-حمزة معرفش ينسي..لأنه شاف ابوه بيموت قدامه..وهو مش عارف يعمله حاجة..وبيتكسر من اقرب حد ليه..كسرتنا مش عشان فلوس بس..كسرة تعب و وجع وصدمة من اقرب حد له..اخوه
ايتن باستغراب:
-طب هو ليه مش حكالي كل دا
اماني بتبرير :
-لأن حمزة مبيحبش يجيب سيرة الماضي..وعلي فكرة انا واثقة ان حسن اشتغل معاكم بالتحديد علشان يحسس حمزة أنه يقدر يعمل اي حاجة ويحسسه بفرق المستوي..لأن جده كان من اغني رجال الأعمال في إسكندرية
ايتن بسرعة:
-طنط هو هيرجع امتي؟
-هو قالي كمان ساعة كده هيجي
ايتن بتصميم:
-انا مش هسيبه غير وهو مروح معايا ومش زعلان من حاجة…ولو على حسن ده انا كده كده مش هشتغل معاه حتى لو هخسر حاجة في شغلي…انا مقررة كده من اول ما شوفت اسلوب حسن امبارح
ابتسمت اماني قائلة باقتراح:
-وانا عموما اول ما يرجع هروح مشوار كده .. واسيبكم لوحدكم تتصالحو
احتضنتها ايتن قائلة بامتنان:
-ربنا يخليكي ليا يا طنط

 

-ربنا يصلحلكم الحال يارب ويهديكو لبعض
___________
كان يجلس مع سيف، ليأخذ رأيه بتصرفات منة معه المتغيرة
قائلا بضيق :
-منة بكلمها مبتردش عليا يا حمزة..بقالها كذا يوم..ولما روحتلها البيت..مكنتش عايزة تطلع تشوفني…انت متخيل !
حمزة بغضب:
-عشان مكنش ينفع يا سيف تتصرف معاها بالطريقة دي خالص..منة كانت حاسة انك خلاص هتضربها..واهانتها جامد
تنهد بضيق:
-اعمل ايه يا حمزة غصب عني طلعت غضبي و عصبيتي كلها فيها
ثم أردف بنبرة ساخطة:
-وبعدين مين اللي بيتكلم؟؟ انت لما مهاب ضايق ايتن فرمته
حمزة بتبرير:
-دي غير دي..مهاب كان ليا حساب معاه
سيف بفضول:
-حساب ايه؟
-بعدين اقولك
ثم أردف بهدوء:
-المهم انت طبيعي طبعا تتعصب وتتهور بس في الاخر تصالحها..لكن متعاملهاش بالطريقة الهمجية دي وتسيبها تمشي زعلانة وهي كانت حكيالك أنها كانت بتفكر بالطريقة دي قبل ما تعرفك..والولد ده فعلا محصلش كلام بينهم قبل كده..مكنش له داعي تروحها وتزعقلها وتعاملها بالطريقة دي وتبوظ عليكم الخروجة..وتزعقلها جامد لدرجة خوفتها..
سيف بتبرير:
– ما هو لازم احسسها بقوتى عشان متكررش تصرفات زمان دي وتعقل
حمزة باتزان:
– بص يا سيف الرجولة مش معناها انك تستقوى عليها علشان تثبت انك الأقوى, الراجل القوي هو قوي بالمشاعر والحب، الراجل القوي يعني يعرف امتى يحميها و يحتويها ويطمنها ويقدرها، يحميها من الخوف من المستقبل، من التفكير، من الوجع.. من أنها تعيط في يوم ومحدش يحس بيها.. وساعتها بس هتحس انك الأقوى على العالم كله..
ليردف قائلا :
-وده مش معناه انك متتعصبش وتتهور وتغضب..ده طبيعي بس في النهاية متستقواش عليها هي..متخليهاش تحس أنها هانت عليك
سيف بشرود:
-انا مكنش في دماغي كل ده خالص..كنت فاكر بالطريقة دي هي هتعرف غلطها ومش هتكررها تاني
اومأ بإيجاب :
-صالحها بقي ومتخليهاش تخاف منك..اتكلم بهدوء واحتويها واتعقل فى رد فعلك معاها..و ربنا يهديكم
هتف سيف بنبرة ساخرة:
-طب ما انت سايب ايتن وعارف أنها زعلانة من غيرك
قاطعه حمزة بحدة:
-لا الموقف ده حاجة تانية يا سيف…مالوش علاقة بآيتن…حاجة بعيد عنها تخصني انا وعشان متخانقش معاها سيبت البيت عشان نهدى ومقولش كلام يزعلها ولا يزعلني بعد كده
سيف باعتراض:
-بس برضو يعني..مكنش ينفع…دي مراتك يعني هي من حقها تعرف انت زعلان من ايه..
قبل ان تكون عاشقا كن رجلا، كن لها أبا ،أخا ، صديقا، قبل أن تغرم بها تعلم أن تنصت لها أولا…تعلم أن تحتويها..ان تكن رجلا لها…لا عليها.
____________
في منزل والدة حمزة
بعد دخوله إلى المنزل وبالتحديد غرفته..اقتربت منه قائلة :
– حمزة….انا قلقت عليك.. انت زعلان مني؟؟؟
همس بنبرة ندم :
– لا … مش أنتِ السبب بس انا مقدرتش اقعد امبارح في البيت.. حسيت أننا هنتخانق او يمكن مقدرتش … حسيت اني هبقى متحكم في شغلك وحياتك وانا مش كده.. أنت ملكيش ذنب يا ايتن
– طالما في الصح انا موافقة…انت جوزي و أي حاجة تضايقك يعني تضايقني انا كمان…انا اللي مكنتش هكمل في الشغل معاه كده كده يا حمزة
– و هاني !
– كلمت خديجة و قولتلها تبلغه يشوف حد غيري يشتغل مع حسن مش انا
لتردف بنبرة حانية :
– أنا بعمل أي حاجة أنت عايزها ومش بحب ازعلك
ابتسم لها بحب قائلا:
– سيبك من كل ده، و تعالي في حضني عشان وحشتيني
مدّ يده إليها لترفع ذراعها حول رقبته حتى ألقت جسدها تجاهه وكل الخوف الذي يحمله في صدرها ذاب معه ، وتشبثت يداها بنسيج سترته ، مستمدة منه بعض القوة التي فقدتها عندما تركها الليلة الماضية.. دفن وجهه في رقبتها ، بينما يديه يمسكان خصرها بقوة، لتلمس ذقنه بيديها الناعمة تهمس بحب كان واضحًا في عينيها:
– أنت حبيبي اللى مقدرش اعيش من غيره أصلاً..
بينما هو أمس شعر بالخوف..شعر بخنقة وضيق في صدره..شعر بدموع خائنة كانت وشك السقوط من عينيه..ولكنه سرعان ما اغمض عيناه وقرر تركها فهو ليس بالرجل الضعيف وابدا لن يكون..

 

التفت ذراعيه حول جسدها وهو يتمتم:
-انا اسف عشان سيبتك امبارح
قاطع انسجامهم ذاك دخول منة فجأة لتراهم علي هذا الوضع المحرج فتتنحنحت فجأة وابتعد كلاهما عن الاخر
منة بهيام:
-جبتولي جفاف عاطفي اكتر ما هو عندي
حمزة بغيظ:
-تصدقي الباب معمول عشان نخبط
صاحت منة بانزعاج:
– أنت في بيت خالتو مش في أوضة نومكم
ثم غادرت الغرفة لتتركهم
ايتن بابتسامة وهي تبتعد:
-طب انا اروح اشوف طنط.. اكيد جت مع منة
جذبها إليه مرة أخري، قائلا بلهفة :
-طنط ايه بس..هنجيلها تاني..
_________
أجد ما يكفيني من هذا العالم بالقرب منك ، وأرتاح من هذه الحياة على كتفيك .. وأشعر بالأمان من خلال صوتك ، وأتطلع بالنظر إلى جمال عينيك .. فالنصر الحقيقي الذي فزت به في الحياة هو قلبك
فتحت عيناها بالصباح، كانت مستلقية على صدره، وشفتاها ترفرف بالقبلات الخفيفة على بشرته ، بينما كانت ابتسامة كاملة رائعة على شفتيه، لتجده فجأة يفيق، فضمها بذراع واحدة والأخرى تلامس شعرها الناعم.
قائلا بصوت اجش ناعس:
-والله مهما اقولك بفرحتي بوجودك في حياتى مش كفاية، أنتِ حبيبتى وكل حاجة ليّ
أردف قائلا بنبرة حانية :
-عارفة اني مابحبش اصحى غير وأنتِ في حضني كده، وانام وأنتِ جنبي، واول حاجة اسمعها هو صوتك
ده كفاية بس اني انام وانا عارف اني هصحى و القمر بتاعي في حضني..
ليراها تنظر نحوه بحب قائلة:
– أنت عندي بالدنيا والله .. بعشقك أصلا
قال بثقة:
– بعشقك دي قليلة عليكي يا بونبوناية
مدت يدها تتحسس وجنتيه بحنان:

 

-حمزة
-عيونه
مدت يدها لرأسه تداعب خصلاته برفق، قائلة بابتسامة:
-مش عايزاك تكرر إللي حصل ده تاني…انا مراتك يا حبيبي…اوعى تخبي حزنك عني
– ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي
__________
في ڤيلا هاني النشار
كان يجلس في مكتبه عندما أخبرته الخادمة بأن شقيق خديجة يريد مقابلته فسمح لها أن تدخله
– اهلا يا حسين
هتف حسين بنبرة معاتبة :
– أنا جاي اشتكيلك من خطيبتك…ينفع مترضاش تديني فلوس ادفع ايجار الشهر ومصاريف عيالي انا واختي بثينة تدفع مصاريف بيتها…ده أنا قربت اتطرد كده من الشقة
– أيوة بس خديجة بتساعدكم على طول
همس بغيظ قائلا:
– ما هي اخر مرة قلبت علينا…وقال ايه بتقول مش هديكم حاجة..انا بصراحة جاي أشهدك عليها وانا بجد مش عارف…المفروض انها اختي يعني…وهي مش وراها مسؤوليات زينا ولا حاجة…وبعدين بسم الله ماشاء الله يعني حضرتك مش هتبخل عليها بحاجة ولا ايه ؟؟
– طب اقعد اشرب حاجة وانا هتصرف…انا هساعدك بس ياريت ماتقولش لخديجة
– حاضر طبعا…ولا انت ياريت تقولها
اقتربت السيدة صفية “والدة هاني” من المكتب، لتسأل الخادمة من مع ابنها، فاخبرتها أن شقيق خديجة معه…دلفت عليهم المكتب ترحب به… فوجدت ابنها يعطيه رزمة من النقود في يده !
__________
بعد مرور ساعة ونصف
اعتدل حمزة في جلسته ثم حاوط وجهها بكفيه، قائلا بقلق واضح:
-ما تخليكي النهاردة
قفزت ايتن في احضانه ودفنت رأسها في صدره:
-مش هينفع يا حبيبي..عندي شغل متأخر لازم اخلصه..و بعدين هو انا وحشاك اوي كده
حمزة بحب:
-انتي بتوحشيني وانتي معايا اصلا..بس اقصد يعني خليكي جنبي النهاردة..مش عارف بس عايزك معايا
ضحكت ايتن :
-بكاش اوي
حمزة باقتراح:
-طيب استني اوصلك
هزت رأسها بنفي:

 

-لا يا حمزة حرام عليك..انت بقالك كام يوم بتوصلني..وانت اصلا شغلك بعدي بساعتين وبترجع تاني..علي ايه كل التعب ده يا حبيبي
-ده غصب عنك اصلا
ايتن بابتسامة:
-لا..هروح انا لوحدي بعد كده..انا مش صغيرة..وبعدين اول ما عربيتي تتصلح مش هحتاجك خلاص
اومأ بتنبيه:
-طيب..بس طمنيني عليكي..
– ربنا ما يحرمني منك ابداً
_______
اتصل شخص ما علي أفنان يخبرها ان ايتن وحدها اليوم، لتهتف بسعادة:
-متأكد…يعني حمزة مش هيوصلها النهاردة أخيرا؟
-أيوة اخيرا..نازلة لوحدها
افنان بشر:
-طب اتحرك وأقفلها بسرعة قبل ما يعدي تاكسي تاني وياخدها هو
وقفت رهف خلفها في الحمام قائلة بصياح عال :
– واضح أن أنتِ كنتي بتستغليني وناوية تعملي مصيبة كبيرة من ورايا
– هششش … وطي صوتك
– اوطي صوتي ؟؟؟ ولما خليتيني انيم ايتن كان ايه ؟
انا لازم افهم…انتي بتخططي لايه؟ انا مش هروح في مصيبة لوحدي من غير ما افهم
دلفت وئام صديقة ايتن إلى الحمام، لتسمع اخر ما تقوله رهف….
________
في سيارة الأجرة..
سألت ايتن سائق التاكسي باستغراب :
-انت مش هتمشي من الطريق العادي ليه؟؟
-الطريق التاني واقف
لا تعرف لماذا استحوذت قبضة الخوف على قلبها ، كانت مرعوبة ، وكأن هناك خطر يحوم حولها. أخرجت هاتفها من حقيبتها..ضغطت على زر الاتصال بسرعة, تقول بصوت يرتجف:

 

-حمزة
لا تعرف ما إذا كانت محظوظة بما يكفي لسماع صوتها أم لا.
شعرت أن السائق يلتفت إليها ليقيد يديها بإحدى يديه ، والأخرى قامت بتكميم أنفها بمنديل .. قاومت الصراخ في رعب لعدة دقائق ، وهو ما كان كافياً لها حتى تفقد الوعي .. سقط الهاتف في الحقيبة التي كانت متعلقة بملابسها
أما حمزة .. فقد كان يحضر فنجاناً من القهوة ، ولم يستطع الاستمرار في النوم .. شعر بصداع بسيط
كان يرتشف بعض القهوة .. وكان تركيزه ينصب على ايتن .. لم يكن يعرف سبب شعوره بالقلق
انقطع تركيزه عن طريق رنين الهاتف .. لسماع صوتها مع أنفاس قلقة متقطعة ، ولم يجد أي رد منها مرة أخرى ، وسمع همسات ضعيفة من رجل وقبل أن يعاود الاتصال مرة أخرى .. ارتجفت لما سمع صوت ذلك الرجل يتكلم :
-اطمني يا هانم..انا خدرتها خلاص..وشوية والحوار هينتهي…هنخلص منها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى