رواية ما لا تبوح به النساء الفصل السابع 7 بقلم عبير حبيب
رواية ما لا تبوح به النساء البارت السابع
رواية ما لا تبوح به النساء الجزء السابع
رواية ما لا تبوح به النساء الحلقة السابعة
“من المجنى عليه؟”
في مكانً آخر في ذات اللحظه التي كانت تستعد فيها سلمى للقاء حمزة كان هو الآخر يستعد بشغف… يلببس أجمل ما لديه، يضع عطره الفواح، يمشط شعره البني المجعد.
لقد بدأ متألقًا وجميلًا إلى حد السحر، هكذا كانت تراه سلمى وهكذا كانت توصفه عيناها، تلك الحمقاء أحبت قلبًا وجسدًا ليس لها.. أردت ما لا يخصها لذلك كانت تستحق ما حل بها.
نزل حمزة من منزله، شابًا يسر العين إذا نظرت إليه
ليلتقي صدفتًا بصديق والده -رحمه الله-.
حمزة: السلام عليكم، أزيك يا عم محمد؟
عمي محمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أزيك أنت يا حبيبي؟ عامل أي يا حمزه يا ابني؟
حمزة: بخير يا حاج، طول ما أنت بخير.
العم محمد: الله يرحم أبوك، إللي خلف ممتش يا ابني
وأنت ابن اصول وميليقش بيك غير الحلو إللي زيك، مش ناوي تفرحنا بيك قريب وتخطب بقى؟
حمزة: هههه شويه كدا يا عم محمد.
يا ابني أنت ربنا هيعوضك خير مهو أنت ماشي برضى والديك الله -يرحمهم-، فأكيد ربنا شايلك واحدة بنت ناس تحبك وتصونك، ايوا يا حبيبي مهو ربنا قال: “وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ”
أوعى يا ابني تمشي في سكه حرام.
ايوا متستغربش من كلامي أنا في يوم كنت شاب زيك وعارف أنت ممكن تفكر ازاي وفي أي، الكلام دا محدش هيقولهولك بس أنت زي ابني يا حبيبي بوعيك ع الدنيا مش أكتر.
حمزة: كلامك على دماغي يا عم محمد.
ختم كلامه ليودعه حمزة ويقبل رأسه داعيًا له بدوام الصحه والعافية وكم سعد بلقائه..أبتعد حمزة ليحتل مكان في جانب الشارع ويجلس بهِ مخرجًا سيجارة ليشعلها وكأنه يشعل في تلك المشاعر ليتخلص من عذاب الضمير.
ما قاله عم محمد لم يمر مرور الكرام على ذهن حمزة بل دخل واستقر ليتذكر وألديه المتوفيان وسيرتهم الطيبه.
يااااااه.. . قالها بدموع تعلو عيناه قد اخفاها
محدثً نفسه:
ياااه يا بابا كأنك حاسس بيا وخايف عليا أقع في الحرام.. بتلحقنى يا ابويا!
فعلًا مينفعش أخون ثقتكم فيا ولا تربيتكم، ولا أشوه سيرتكم الطيبه عشان أي حاجه مهما كانت،.. متقلقوش يا حبايبي (أمه وإباه) أرتحو في قبركم مش هخيب ظنكم فيا أكمل حمزة بثقل الدنيا على قلبه.. يا رب قويني أنا دلوقتي بقولك عايز أبعد عنها.. قوينى على بعدها.
_ حمزة شاب يؤمن بالرسائل الإلهية، شعر بعد لقائه لعمه محمد وما دار بينهم من حديث أنها رسالة من الله ليبتعد عن هذا، كان يخاف أن يصل حبه لسلمى إلى حد (الزنا)، قد أحس أن والديه حزينان على حاله معها وما سيصل إليه، أنه الحرام لا محاله، ولكن أصله الطيب أعاده إلى صوابه في أخر لحظة، لينهي سيجارته ويشغل آخرى في وجع عظيم،
ألم فراق الحب يا سادة كمن يلقي على قلبك جبلًا ويطلب منك التخلص منه أو السير به
في هذه اللحظة إنتبه إللي هاتفه الذي وصلت عليه رسالة من سلمى.
سلمى: حمزة، أنت فين؟
– مبتردش ليه؟
– أنا في الشارع.
– اوعى تكون لسه نايم؟ عارفاك مجنون وتعملها.
-حمزة.. .حمزة رد.
رأى حمزة الرسائل تصل واحدة تلو الإخرى من الخارج، ساعده هذا ليعلم ما تقول سلمى من دون فتح المحادثة.. نظر إلى الهاتف نظرة طويلة تعتصر فيها كل جوارحه… ضغط ضغطه مطولة على زر الهاتف ليعلن تم إغلاق الهاتف
تركها وحيدة في منتصف الطريق
تنتظر ولكن بلا جدوى.💔
ظلت تحاول الأتصال بحمزه لترد عليها الخدمة الإلكترونية (الهاتف الذي تحاول الإتصال به مغلقٌ أو غير متاح)
ظلت تحاول للمرة العشرين على أمل أن يرد عليها…
كسرت سلمى💔…ألم يسري في أعماق قلبها ..
أتجهت إلى منزلها لتلقي بحقيبتها أرضًا وتنزع ملابسها لتلقي بها هي الآخري شلال من الدموع لا يتوقف، إحساس بالذل والإهانه يعتلي قلبها، أمسكت هاتفها متصفحة محادثتهم
وترى ما كان يقول من حبًا وغزل وهيام.. صورًا كثيرة ومقاطع فيديو قد أسعدت قلبها من قبل، وكأنها فتحت على روحها ملفًا من نار تقلب فيه وتبكي.. تبكي بصوتً مسموع.. بحرقة.. بقهر..بأنكساااار.. مؤلم جدًا
أصبحت تحدث نفسها
سلمى: ليه يا حمزة؟ ليه تعمل فيا كدا؟
معقولة شوفتني رخيصة ومليش لازمة لدرجادي.
معقولة مفكرتش هحس بأية.
عن أي وجع تسأله سلمى لم تعلم أن المسكين يعاني كما تعاني هي أيضًا.
سلمى لجنى: من قهرتي حسيت إني محتاجة أتجرد من كل حاجه حبها فيا… حب شكلي شدته صورتي على ملفي الشخصي أيًا يكن.. تاني يوم اتصورت من غير مكياج وحطيتها صورة شخصية وكتبت تحتها لأول مرة من غير مكياج
كنت عايزة أتخلى عن القناع إلى كان عاجبهُ
كنت فاكرة إني كدا بعاقبهُ بس الحقيقة كنت بعاقب نفسي مأذتش غير نفسي وبس يا جنى.
_عن أي قهر تتحدث، قهر الفراق لا يوصف، لا يحكى عنه يعاش وحسب.
_جنى وهي تمسح دموعها إلى تضامنت مع دموع سلمى.
جنى: ممكن تهدي يا سلمى ومتعيطيش.. حرام عليكِ نفسك …من فضلك أهدي.
سلمى: خلاص أنا كدا كويسة بس كل ما بفتكر إللي حصل بحس بنفس الحزن والحسرة.
جنى: شوفتيه تاني أو كلمك، كلمتيه؟
سلمى: لا مشفتوش ولا عايزة أشوفهُ، بمر من قدامه كتير وأنا ماشية، بس عيني مبتلمحوش،
أنا كدا لما بزعل من حد بحبه أوي بتعمي عنه كأنو مش موجود أصلًا.
جنى: دي كانت النهاية يا سلمى؟
سلمى: مفيش حاجة بتعدي وتخلص، إللي بيعدي بيسيب علامة العمر كله.
جنى: أهلك، صحابك، جوزك، محدش خد بالهُ من حالتك دي؟
سلمى: ما قولتلك قبل كدا يا دكتورة أنا من برا أظهر قوية محدش لاحظ حاجة كنت بقعد وأتكلم وأضحك آه مش زي الأول بس مبعدتش عن حد،
تقدري تقولي كدا بعرف أعيش بوشين كويس أوي.
جنى: أنتِ كويسه دلوقتي
سلمى: بحاول أكون كدا، بيجي الليل بفضل أقلب في صوروا وكلامه، وبالنهار برجع ست بيت شاطرة وأم مربية وحنونة.
جنى: أنتِ قوية جدًا وأنا بحيكي على جراءتك وصارحتك معايا.
كان نفسي أقولك كل حاجة هتعدي بس أنتِ مقوية نفسك بنفسك.
بس لازم تعرفي أن دا كله كان ذنبك من البداية
أكيد مشاعرنا مش في حكمنا بس ربنا أدأنا عقل نفكر بيه.
حاولي تتعملى من غلطتك خدى موقف من جوزك وعبري عن غضبك، وأعترضي على قلة أهتمامه، تقدري تقربي جوزك زي ما قربتي حمزة يا سلمى.
جوزك هيكون أسهل بكتير عشان دا حلالك، وقدامك بدل الطريقة ميه بس متستسلميش، مدام جوزك راجل حنين وبيقدرك وبيحبك يبقى هيتلعم ازاي يهتم،
أتمنالك حياة سعيدة كلها حب وأهتمام
(حياةٌ محاطة برضا الله)
سلمى: بشكرك يا دكتورة وسعيدة بكلامي معاكِ أنا حاسة إن الجبل إللي كان على قلبي أنزاح وهم كبير راح.. أتمنالك التوفيق في شغلك وحياتك كلها.
جنى: لو أحتجتي أي حاجة في أي وقت هتلاقيني.
سلمى: متأكدة من دا متحرمش منك.
جنى: في أمان الله يا سلمى.
سلمى: مع السلامة يا دكتورة ❤
خرجت جنى إلى غرفة الجلوس لترمي بجسدها على الأريكة المقابلة لتلفاز.. بعين زائغة وعقل شارد يفكر من المجنى عليه؟
لتقاطعها أمها بصوت هادئ رزين
أم جنى: مالك يا حبيبتي، سرحانة في أي؟
جنى: مفيش يا ماما واحدة من إللي اتوصلو معايا عشان البحث قصتها شاغله تفكيري شوية.
أم جنى: طب ما تحكيلي يمكن أقدر أساعدك، آه مش دكتورة زيك بس أنا ست عندي خبرة كافية من الحياة بحكم سني.
جنى: يا ست الكل أنا عارفة مهما أكبر وأتعلم مش هبقى زيك يا قمر، أقولك هخود برأيك يا ستي.
بصي يا ماما هحكيلك عن سلمى هي ست متجوزة ومعاها ولدين، جوزها مسافر برا مصر وحبة واحد تاني غير جوزها الموضوع أنتهى، بس هي لسه موجوعة.
إللي شوفته في كلامها أنها لسه بتحبه بس عايشة ومتقبلة حياتها من بعدو عادي.
الأم: أي أسبابها عشان تبص لواحد غير جوزها.
جنى: الأهتمام يا ماما سلمى كانت بدور على الأهتمام، مأنكرتش فضل جوزها عليها بس كنت بدور على إللي محتجاه من وجهة نظرها.
– وبعد أن حكت جنى بعض التفاصيل لوالدتها.
الأم: وأنتِ أي إللي محيرك دلوقتى مدام موضوعها خلصان.
جنى: بفكر يا أمي من الجاني ومن المجني عليه؟
أم جنى: محدش جاني يا جنى كلهم مجني عليهم.
جنى: ازاى بس يا ماما
أم جنى: يا بنتي جوزها مغلطش هو بني آدم يعني مش كامل، مهي مش هتلاقي بيت حلو وفلوس وأولاد صحتهم سليمة وراجل بيحترمها ومستتها وفوق دول أهتمام
يا بنتى مفيش حد كامل ما كامل إلا نبينا -عليه الصلاة والسلام- كمالا بشريا ولكن الكمال المطلق لله وحده جل جلاله
جوزها مقصرش بس ضغط الحياة عليه خلاه مش واخد بالهُ من موضوع الأهتمام دا زي ما بيحصل في معظم البيوت
يبقى جوزها مجني عليه.
جنى: طب حمزة يا ماما، ما كان يقدر يبعد من أول ما عرف أنها متجوزة أنا شايفة إن هو الجاني.
أم جنى: لا يا حبيبتى حمزة بردو مجني عليه، مهو الحب مش بأيدينا يا قلب ماما القلب متقلب، والولد حاول يبعد وقدر على كدا فعلًا، يعني مكنش هدفه علاقة توصلوا معاها لسرير، هو حبها كسلمى من أول لحظة عشان كدا بعد عنها إللي يخاف من ربنا يبقى مجني عليه يا بنتى وربنا غفور رحيم.
جنى: طب وسلمى!
أم جنى: سلمى جانيه على نفسها مضرتش حد من البداية غير نفسها وبس، سلمى مش هتعرف تنسي قصة الحب إللي عاشتها وكانت مبسوطة بيها هي حاسة بحاجة كانت ناقصاها عشان كدا هتعلم فيها.. سلمى ست حساسة بتحب نفسها وأنانية لقلبها
عايز تتحب وتتدلع.
لكن نرجع ونقول مفيش حد كامل
الدنيا يا بنتي دار شقاء،
ومحدش عاجبه حاله، سلمى مشاعرها جنت عليها،
وطبعًا رضا ربنا أهم من كل حاجة في الدنيا بس هتفهمهُ الكلام دا متأخر، لما تبقو قدي كدا وتقفو قدام المرايا تلاقي وشك بدء يكرمش هتقولي عملت أي أقابل بيه ربنا، الشباب الدنيا وأخدهم مش أكتر.
قطع صوت رنين الهاتف بصدور رسالة جديدة ما كان يقال
لتلتقط جنى هاتفها المحمول وتقوم بفتح الرسالة الواردة.
نغم: من فضلك يا دكتورة
محتاجه أتكلم معاكِ ضروري.
أنا في مصيبة
أرجوكِ تردى عليا.
جنى….
* * *
جميعنا نحتاج إلى سجود طويل يزيح معهُ البلاء من فوق أكتافنا.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما لا تبوح به النساء)