رواية ما لا تبوح به النساء الفصل الحادي عشر 11 بقلم عبير حبيب
رواية ما لا تبوح به النساء البارت الحادي عشر
رواية ما لا تبوح به النساء الجزء الحادي عشر
رواية ما لا تبوح به النساء الحلقة الحادية عشر
“الشيطان في صورة ملاك”
الآن دخلت الفريسة القفص لا مفر إلا بإذن الله ورحمته.
محمود شاب في الثلاثينات من عمره يعمل معلم لغة إنجليزية بإحدى المدارس، يشاع عنه بارعته في الرقية الشرعية وكشف السحر كان يمارس هذه الموهبة بجانب عمله بدون أي مقابل مادي، هذا ما يشعر الناس بحسن نيته وقربه من الله فهو رجل لا يبتغي إلا مرضاة الله وثواب الدنيا والآخرة.
منذ اللحظة الأولى التي حدقت عيناه في نغم لم يعرف ماذا حل به لكنه كان على يقين بأنها ستعنيه كثيرًا فيما بعد، أصر على إطالة فترة العلاج مدعيًا أنها ستحتاج إلى جلسات عديدة من الرقية لإبطال ذلك السحر، أراد أن يعزز علاقته بها قائلًا:
محمود: مدام نغم دا رقمي في أي وقت حسيتي بحاجة كلميني أو ابعتيلي على الواتس آب، وهحتاج رقمك عشان لو عندي استفسار عن أي حاجة خلال فترة العلاج.
كان يتحدث بثقة وبعيون مركزها الفراغ لم يجعلها هذا تشعر بالأرتياب بل أحست بسمو أخلاقه ورقي معملته، معاملته الطيبة اللينة التي تتناسب مع ملامحه الجميلة الهادئة.
نغم: حاضر وشكرًا يا أستاذ محمود ربنا يجعله في ميزان حسناتك.
محمود: اللهم آمين، العفو.
سارة: ياله يا نغم هنتأخر.
نغم: أستأذن حضرتك، السلام عليكم.
محمود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نغم: صحيح أنت مقولتليش موعد الجلسة الجايه.
محمود: رقمك معايا هبعتلك على الواتس آب.
نغم: أيوه صح مخدتش بالي..، عن إذنك.
وأخيرًا أنتهت المسرحية التي لن تزيد المشاهد إلا شكًا وريبة من مجتمعنا المحيط بنا، لتبدأ مسرحية آخرى بعنوان أنتِ لي.
ذلك الشاب ذكيًا للغاية يعلم متى يقترب ومتى يبتعد ليزيدها
تعلقٌ به، مر يومان ولم يراسلها بخصوص الجلسة جعلها تشعر بالشك اتجاهه لتتسأل لقد بدأ عليه الأهتمام لماذا لم يراسلني بعد؟
نغم: أنا محتارة ليه؟ رقمهُ معايا ممكن يكون مضغوط في شغله.
أنا ابعتله اسأله عن موعد الجلسة الجايه.
أعلن هاتف محمود عن وصول رسالة جديدة.أمسك بهاتفه وبداء في قرأتها.
نغم: السلام عليكم إزي حضرتك أنا نغم كنت عندك من يومين والمفروض كنت تحدد موعد عشان تكمل جلسات الرقية الشرعية، بس الواضح أنك نسيت.
محمود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله بخير، طمنيني عليكِ دلوقتي عامله أي بعد أول جلسة رقية.
نغم: الحمد لله، أملي في ربنا وفيك كبير يا شيخ.
محمود: إن شاء الله خير، بس بلاش شيخ تقدري تقولي أستاذ محمود أو من غير بردو عادي.
هنا بداء محمود بطرح الكثير من الأسئلة العامة والخاصة جدًا التي تصل إلى حد فراش الزوجية وهي بدورها تقوم بالإجابة اعتقادًا منها بأنه قديس أو ملاك نزل من السماء ولا يجوز أن تردعه عن أي شيء.
تلك الحالة التي مرت بها نغم لم تكن بمحض إرادتها كانت رغٌما عنها، شعرت بأنها مسيرة وعليها تنفيذ كل شيء لتصل في النهاية إلى الجائزة الكبرى، أجل كانت تود أن تشعر بقلب جنين ينبض في جوفها، أرادت بطنًا منتفخنًا حقيقيًا، تمنت أن تضع يديها خلف ظهرها من ثقل حملها، كنت تشتهي تلك المشقة لتتذوق حلاوتها هكذا هن النساء رغم كل الألم يحملون ليعيشوا مرارة التجربة بما فيها من ألمً وثقل ومرض، لتمر بضعة أعوام آخرى فيشتاقهُ لذلك العناء من جديد، أنها الفطرة الإلهية عن أي واقع تتحدثون هي من وضعت الجنة تحت أقدامها.
بقى محمود عدة أيام على تواصل مع نغم وقليل ما يتطرق لأحاديث جانبية، كان يريد أن يشعرها بالأهتمام ليتعلق قلبها به.
وقد كان لم يكن تعلق بالحب ولكنها سعت للقرب من رجل شاركها مأساتها وأقنعها بأنه هو علاجها.
تعلقت إلى أن زالت بينهم الألقاب.
محمود: ممكن أقولك حاجة؟
نغم: أكيد أتفضل.
محمود عارفة كان ممكن أجيبك عندي مرتين أو تلاته والعلاج يخلص لكن فضلت هنا (الواتس اب) عشان أرفع الخجل ما بينا ونقدر نتعرف على بعض أكتر.
نغم بتوتر: يعني أي مش فاهمة أنت تقصد أي.
محمود: حتى لو مش فاهمه زي ما بتقولي أنتِ أكيد حاسة
الكلام إلى بيتحس هو المهم.
نغم: بحاول أكذب
محمود: حاضر، عن إذنك.
نغم وقد أكتفت بالصمت..
هل سيكتفي بما قاله حقًا أن أنها مكيدةٌ؟
كان متيمٌ بوهم نسجه عقله المريض، لن يكف عن ما يريد إلى أن يروض فريسته.
ذٰلك الصياد كان حاجتها وعلى يقين بأنها لن تبتعد عنه من أجل نفسها لا شيء آخر،
قاطعتها جنى بسؤال.
جنى ليه معملتش بلوك بعد إلى قالوا كنتِ مستنيه أي عشان تقفلي معاه كلام خالص؟
نغم: أعمل بلوك أزاي وأنا إلى محتاجه، أنا كدا هكون بقطع آخر حبل يديني أمل في الأمومة.
جنى: متأكدة من كلامك ولا حبيتي أهتمامه بيكِ؟
نغم: منكرش أن طريقته كانت مريحة جدًا وملأ الفراغ إللي في حياتي كنت معجبة جدًا بأسلوبه الساحر مثقف جدًا عارف وفاهم في كل حاجة تقريبًا، بس دا كلو مش معناه أحبه، أعجبت بميزات فيه مش أكتر ولا أقل.
جنى: رجع كلمك تاني ولا بعد عنك؟
نغم: فضل ٣ أيام مبيكلمنيش لحد اليوم الرابع باعتلي رسالة.
محمود: أستاذة نغم آخر جلسة لحضرتك لازم تكون رقية مباشرة عشان أحصنك بعدها من السحر والمس الشيطاني.
نغم: حاضر، بس أمتى.
محمود: هشوف الوقت المناسب وأبلغ حضرتك.
نغم: حضرتك اديقت من كلامي آخر مرة؟
محمود: من فضلك الموضوع أنتهى بلاش نقلب فيه.
– كان حازمًا هذه المرة أرد أن يشعرها بالأمان، يا له من لئيم أستطاع أن يمنحها الثقة مجددًا، كان يتبع طريقة “كلما ابتعدت ستقترب هيا”
جعلها تشعر بالذنب اتجاهه لتحاول التودد إليه مرة آخرى وهو بدوره رفض ذلك ليقاطعها أستأذنك يا مدام نغم عندي شغل لازم أقفل، السلام عليكم.
جعلها تشرد فيه أحست باشتياق إلى أهتمامه الذي كان يبادر به في كل محادثة، قطعًا فترتها الأخيرة مع فادي لم تعد كما كانت تسير سابقًا، لم يعد كما عهدته أول مرة، أصبح يتغير شيئًا فشيء وكأنه يهرب من مواجهة عينيها، أصبح يختصر الحديث، قل ما جلس سويا، وكأنه يتفادي النظر إليها خوفًا أن تفضح عيناه سرًا يخفيه.
أمسكت هاتفها لتراسل محمود..
نغم: أستاذ محمود أنا أسفة بجد مكنتش أقصد أرد بطريقة تدايقك أنا قولتلك إللي حساه وبس من فضلك بلاش الطريقة دي معايا عشان دا مكنش أسلوبك من الأول.
أمسك محمود بهاتفه فور وصول رسالة من نغم، لينظر إلى رسالتها بأبتسامة ماكرة، ما أراده يحدث وإن دل فيدال على أقتراب انقضاء الصياد على فريسته.
أشارت الرسالة بالأستلام، شاهدها ولم يرسل رد.
أراد أن يشعرها بحاجتها إليه له أكثر فأكثر،
حتمًا النساء تعشق الأهتمام وإن أبدت غير ذلك.
مرت بضع ساعات وبعدها التقط هاتفه ليرسل رسالة جديدة
محددًا بها موعد المقابلة.
محمود: مدام نغم تقدري تيجي بكرا الساعة ١٢ الضهر هكون في أنتظارك.
تلقت نغم الرسالة وأرسلت موافقة على ما ذكره.
ظلت تفكر في الغد ترى ماذا سيحدث هل سيتحقق حلمي؟
أم أنها تجربة فاشلة مثلما سبق؟
ظلت على هذا الحال إلى أن شعرت بالنعاس ولكنها ما زالت مستمرة في تصفح تطبيق “الفيس بوك”
فيديوهات كثيرة إلى أن استوقفها أحدهم بعنوان “محدش يروح لحد يدعى فك السحر والأعمال واللهى كلهم نصبين أنا حياتي ادمرت بسببهم”
كان الفيديو حأصلًا على نسبة عالية من المشاهدات والتعبير بأغضابنى وأحزنني.
هنا علمت أن ما يحتويه هذا الفيديو كارثي وبلمسة من إصبعها بداء تشغيل الفيديو.
كانت سيدة تحكي عن مأساتها وما تعرضت له من رجل ادعى أنه معالج روحاني بلقب “شيخ” إلى أن وصل بها الحال للاعتداء بالاغتصاب ، نظرت طويلًا ما هذا الذي يحدث؟
بعينان مثقلاتان، إلى رحله في اللاوعي.
نغم تطرق باب منزل محمود لتلقي آخر جلسة لها وترحل بعد ذلك وتدفن تلك التجربة بكل ما فيها، هذا ما كانت تحسبه!
محمود: أتفضلي يا مدام نغم، هو حضرتك لوحدك؟
نغم: ايوا، سارة في شغلها ومعرفتش اطلب من حد يجي معايا بما أن الموضوع سر.
كان يعلم كل تلك التفاصيل ولكنه ادعى معرفته لأول مرة
كان اختياره لهذا التوقيت من ضمن خطتها هو يعلم كيف ستسير الأمور من البداية.
يا لك من صيادً بارع يا محمود.
همت نغم بالدخول رغم خوفها من انفرادهم سويا.
رجل وسيدة جميلة والشيطان يترأس المجلس.
مشاعر متضاربة من الخوف والقلق يصحبها الأمل فيما هو آت، وخوفًا أكبر من نفسه الدنيئة.
لكن ملامحه الهادئة وعيناه التي لم تفارق الأرض أشعرتها بالاسترخاء والطمأنينة بعض الشيء لتحدثها نفسها(هو مش كدا دا رجل بيخاف ربنا يكفي مبيحطش عينه في عيني)
هنا هي من قدمت الدعم لنفسها لتحافظ على ثبات قدميها وتبدأ في تلك الجلسة ليصبح كل هذا من الماضي.
محمود: من فضلك يا مدام نغم اقعدي على الكرسي هنا.
نفذت نغم ما قال بصمتً مليء بالكلمات.
بدأ محمود رجلًا صالح يرتل آيات الله بصوت عذب صوت يبعث السكينة في النفس استمر في هذا لأكثر من ثلث الساعة
محمود بعد الأنتهاء من التلاوة.
محمود: الحمد لله أنتهت الرقية وبقىتي كويسه السحر بطل بإذن الله.
لمعت عيناها ببهجة.
نغم: بجد يعني كدا خلاص.
محمود: أيضًا بفضل الله بقىتي طبيعية بس محتاج أحصنك ضد السحر والمس عن طريق تلاوة بعض الآيات لبناء حصن حول جسدك لمنع تكرار هذه الأذى.
نغم: إلى تشوفهُ حضرتك.
محمود: من فضلك تقفي وتغمضي.
أراد أن يحصنها من أذى الشيطان، ولكن ماذا عن أذى البشر كيف نقدر عليه، شرًا قائم لا محالة إلا بلطف الله ورحمته.
كان يتفحص جسدها يتأمل تضاريسها، خريطة أعجبته من اللحظة الأولى تمنى لو سكن بها والآن ها هي كيف سيترك أرضًا أرادها.
ظل يقاوم كثيرًا، ولكنه لم يستطع كبت هذه المشاعر أكثر من هذا لينقض عليها محاولًا أن يعانقها رغمًا عنها
نغمٌ في ذهول عظيم
نغم: أنت بتعمل أي؟!! أنت مجنون؟
محمود: مجنون بيكِ، أنا بحبك من أول مرة شوفتك مش هسيبك يا نغم.
نغم بخوف وصريخ عااالى يخترق كل حواجز الصمت
ابعد عني يا حيوان، حرام عليك، دا جزاتي أني وثقت فيك؟
محمود: مكنتش ثقه كان حب أنتِ حبتينى زي ما أنا حبيبتك بس بتكابري، سيبلي نفسك ومش هتندمي.
نغم ببكاء وصوت يرتجف
مدمرش حياتي
حرام عليك أنت ازاى بتقراء في كتاب ربنا؟ ربنا بريء منك، أنا ست متجوزة.
– كانت تركله بيدها بكل ما أوتيت من عزم، رغم كل هذا هي أنثى ضعيفة أمام رجل قوي أستطاع أن يقيدها بقبضة واحدة، لتخر قواها وتضعف عضلاتها لتسترخي رغما عنها
-مدمرش حياتي..
محمود: قولتلك قبل كدا اطلقي وهتجوزك هعيشك ملكة بدل إللي رميكِ ومبقاش شايفك أصلًا.
نغم: أنت مش خايف من ربنا؟
محمود: ربنا غفور رحيم هو إللي زرع الحب في قلوبنا مش بأيدنا.
نغمٌ بدفعة قوية أبعد يا حيوان، أبعد
هنا وقد خارت قواها للمره الأخيرة.
حرام عليك، سيبني أروح، أرجوك كفاية.
ظلت المسكينة تحاول وتحاول ليكمل ذلك الوحش ما بداء ليجردها من ملابسها قطعة تلو الأخرى.
ضعفت لا محالة جسدها لم يعد يقوى على المقاومة
ليتحدث ذلك الجسد النحيل قائلا (خذ ما تشاء من الجسد فأنا جثة مسجاة أمامك تكتم أنفاسها يأسه، لو كنت أقوى على المواجهة لغرست سكينا بقلبك الذي يدعى الإيمان).
كانت تتوسل إليه بضعف شديد.
أرجوك لا، لكنه تحول لذئبً بشري لا ينصاع إلا لرغباته.
كأنه كان يقوى بتلك الاستغاثات.
بعد أن انتهاء …شعرت بالاشمئزاز، بالأنكسار،
تمنت لو أنها رفعت إلى السماء قبل هذا الوقت.
تمنت لو انها لم تخلق من الأساس.
كم من فتاه، كم من سيده تعرضت للأغتصاب؟
اغتصاب الجسد، المشاعر، العقل.
جميعهم اغتصاب ما يؤخذ بالقوة يحطم الروح إلى أجزاء، بل إنها تعيش بلا روح بلا كيان.
هكذا هن النساء قادرات على إعطائك الحب بلا مقابل بلا مجهود منك في طلب هذا.
ولكن ما يؤخذ منهن عنوة يدمرهن مدى الحياة ستتعايش لا محالة، ولكن بفتور عظيم ستجدها نصف أنثى خائفة يقشعر جسدها من أي لمسة وكأنها ترى الرجال جميعهم وحشًا
أو تفقد الثقة لتخبئ مشاعرها بعيدا في مكان مجهول.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما لا تبوح به النساء)