رواية ما ذنب الحب الفصل الثاني 2 بقلم شهد الشوري
رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني
رواية ما ذنب الحب البارت الثاني
رواية ما ذنب الحب الحلقة الثانية
حياة و بدر اولادهم :
يوسف / مروان / عشق و عاصم توأم
ادم و زينة اولادهم :
ياسين / صافي
أوس و مهرة اولادهم :
مالك / حمزة / ليلى
ريان و ندا اولادهم :
ليلة / زياد
امير و فرح :
جوان و جوري تؤام / ادم
إلياس و نسرين :
سيدرا و يونس تؤام
عمر و سارة :
جومانا بنت عمر من مراته الأولى
ريماس / علي
اياد و سلمى و غيره شخصيات جديدة هتظهر هتعرفوها قدام من الأحداث
………
بينما بمكان مظلم بالحديقة الخلفية لأحد القصور كانت تلتفت حولها يميناََ و يساراََ تسير على اطراف اصابعها بحذر سرعان ما شهقت عندما حذبها احدهم خلف الشجرة قائلاََ بهمس و اشتياق و هو يدفن وجهه بعنقها يشتم عبقه المميز :
وحشتيني يا احلى من القمر و احلى أميرة
ابتسمت بتوسع و عقلها يسترجع اول مرة قالها لها لا يمكنها ان تنسى تلك الذكرى ابداََ همست بأسمه بعشق و هي تشعر بشفتاه تمر على جلد عنقها يقبله بنعومة و رقة ”
” نـــــوح ”
ابتعد قليلاََ ليرى وجهها الذي اشتاق لرؤيته طوال الأيام الماضية جذبها من يدها قائلاََ :
تعالي معايا يا قمر
سألته بصدمة :
معاك فين لو حد لاحظ غيابي هتحصل مصيبة
اقترب منها حتى تراجعت للخلف قائلاََ :
خلاص هطلع انا معاكي
اوقفته قمر قائلة بصدمة :
تطلع فين يا مجنون ، نوح عشان خاطري امشي دلوقتي بابا او سليم لو شافوك معايا هتحصل مصيبة امشي و بكره نتقابل
زفر بضيق قائلاََ بحدة :
براحتك يا قمر بس يكون في علمك انا زهقت من الوضع ده
اجابته بحزن :
طب انا في ايدي ايه
زفر بضيق قائلاََ بصرامة :
الحل في ايدك بس انتي اللي مش موافقة
قالها ثم غادر بغضب من حيث جاء دون ان يلفت الانتباه تاركاََ اياها في حيرة من امرها !!!
………
اوصدت عيناها بقهر و كلماته القاسية لها بأخر لقاء لهم تتردد بأذنها كل لحظة لم تستطع ان تنساها بل هي كبوسها كل ليلة
نزلت دمعة حارقة من عيناها و هي تتذكر كيف كادت ان تزهق روحها بين يديه و هو يصرخ عليها بغضب أعمى و كراهية :
فاكرة ان بموتها هبصلك و هجري عليكي زي ما بتتمني تبقي غلطانة انتي و هما لو فاكرين كده ، عمري ما هسامحكم اللي بيني و بينكم بعد اللي عملتوه هيفضل كره و لأخر العمر
كانت تغمض عيناها و هي بعالم اخر لم تستمع للطرقات على الباب و لا بدخول والدها الذي سأم من الطرق دون اجابة فدخل لتقع عيناه عليها و هي بتلك الحالة تغمض عيناها و تزرف الدموع ببطئ
ألمه قلبه على مدللته الصغيرة و رؤيتها بتلك الحالة
اقترب أوس منها قائلاََ بمرح باهت :
قلب ابوها سرحانة في ايه و مش سامعة كل الخبط اللي ع الباب ده
انتفضت ليلى جالسة و هي تمسح دموعها بسرعة قائلة بحرج :
مفيش يا بابا ، انا اسفه مسمعتهوش
جلس بجانبها و بدون حديث جذبها لاحضانه لتتشبث هي به بقوة و عادت تزرف الدموع مرة اخرى بصمت قطعته بعد وقت غير معلوم قائلة بوجع :
انا مقتلتهاش يا بابا و لا كنت شمتانة في موتها زي ما بيقول ، انا عمري ما أعمل كده !!
ردد أوس بحزن و هي يشدد من عناقها :
عارف يا ليلى عارف و كلهم عارفين كده كويس هو اللي غبي و بكره يندم
سألته ليلى بحزن و وجع :
بكره مش بيجي ليه يا بابا اكتر من سنتين و مرجعش و لا الحقيقة ظهرت ، هفضل قاتلة في نظره لحد امتى ، طب انا ماشي ، لكن ذنب عمتو و اونكل بدر ايه ، انا بنت خاله لكن هما عيلته ابوه و امه متأكدة ان الوجع جواهم أكبر بكتير من وجعي
سألها أوس مباشرة :
قلبك حن ليه
صمتت للحظات ثم قالت بمرارة و وجع :
حبه نهيته و دفنته خلاص يوم ما شوفت نظرته ليا يومها و اتهامه ولما كان هيموتني لولا انكم حشتوه بعيد عني
تنهدت ثم تابعت بحزن :
كل الحكاية اني مش عايزاه يفضل شايف نفسه مظلوم كتير عايزاه يندم يا بابا عايزة اشوفه موجوع ندمان زي ما انا موجوعه
ثم تابعت بكراهية :
انا عايزه حقي يرجعلي ، عايزه اذله زي ما ذلني قدام الكل و اهاني ، انا بكرهه اوي !!
اغمض أوس عينيه بحزن الزمن يعيد نفسه من جديد بكل شيء و لكن بألم أكبر !!!!
……..
كان يقف بشرفة غرفته شارداََ في النظر للسماء يتساءل إلى متى سينتهي عقابه اكثر من خمسة و عشرون عاماََ و هو يعيش بمفرده متولياََ تربية ابناءه
لقد ظن انه بمرور الأيام سينساها لكن ابداََ لم يحدث
وقعت عيناه على ابنته تجلس بمفردها على تلك الأرجوحة التي تشبه الاريكة شاردة هي الأخرى
نزل للأسفل و ما ان اقترب منها سألها بحنان :
قاعدة لوحدك بتعملي ايه يا سيدرا
ابتسمت قائلة و هي تفسح المجال لأبيها ليجلس بجانبها :
كنت بجري شوية و قعدت ارتاح
اومأ إلياس لها بصمت لتسأله على بغته و بدون مقدمات :
بابا هو انت عمرك حبيت !!
سألها بتوتر :
ليه بتسألي السؤال ده
حركت كتفيها لأعلى قائلة :
فضول مش اكتر
تنهد قائلاََ بابتسامة حزينة :
اكيد مش انا بشر بردو و عندي قلب
سألته بتردد و قلبها لم يطاوعها على ذكر اسم تلك المرأة و منادتها بذلك اللقب الذي لا تستحقه بتاتاََ :
طب اللي انت حبيتها دي تبقى…..
فهم ماذا تعني أكمل هو :
قصدك حبيت مامتك
اجابته بضيق :
بابا لو سمحت الست دي خسارة فيها كلمة ام
عاتبها إلياس قائلاََ :
سيدرا دي مامتك اتكلمي عنها كويس
اشاحت بوجهها قائلة بسخرية :
ام بأمارة ايه ، خليني ساكتة يا بابا من فضلك بلاش نفتح سيرة الموضوع ده
اومأ لها بصمت لتعيد سؤالها :
طب ايه كمل ، لسه بتحبها
نفى برأسه قائلاً :
محبتهاش جوازي من والدتك مكنش حب ابداً
سألته بفضول :
يعني كنت بتحب واحدة تانية !!
اومأ لها ثم اطلق تنهيدة طويلة قبل ان يردد بحب :
محبتش في حياتي غيرها هي بالنسبة ليا نجمة في السما اقدر اشوفها لكن صعب اوي اوصلها
سألته بفضول :
طالما بتحبها اوي كده متجوزتهاش ليه
ظهر الحزن على ملامح وجهها بوضوح و هو يردد :
كان هيحصل بس ضيعتها من ايدي بغبائي !!
انا مكنتش كده زمان كنت عصبي و متهور كان فيا صفات وحشة كتير و كانت سبب اني اخسرها و اضيعها من ايدي
كانت سيدرا تستمع له باهتمام و هو يردد بحزن :
انا مكنتش قادر افهم هي محتاجة ايه كنت متردد في اني اخد خطوة و اقرب منها و كنت خايف اندم في يوم اني اختارتها و سبب خوفي و ترددي ده خلاها ما تحسش بالامان معايا و زودت شعورها ده بغلطة غبية مني كانت الناهية لعلاقتي بيها اللي يدوب كانت لسه بتبتدي
– طب هي دلوقتي فين بتشوفها و لا لأ !!
ابتسم إلياس بحزن قائلاََ :
بشوفها علطول و كل مرة عيني بتيجي عليها بحس بحسرة كبيرة في قلبي اني ضيعتها من ايدي
– اتجوزت !!
اومأ لها قائلاََ بابتسامة حزينة :
اتجوزت ، اتجوزت اللي يستاهلها بجد قدرت تلاقي معاه الحب و الأمان اللي فشلت انا احسسها بيه هما الاتنين يستاهلوا بعض و على قد ما بحس بحسرة لما بشوفها مع غيري و اني ضيعتها من ايدي على قد ما بفرح لما بشوف مبسوطة معاه
المها قلبها لألم والدها لتسأله بحزن :
عشان كده سمتني سيدرا
نظر لها بصدمة لتتابع هي :
مش اسمي بردو معناه نجمة زي ما وصفت حبك ليها بالظبط ، كان نفسك تسميني على اسمها
تنهد قائلاََ بحزن :
كان نفسي
– طب ليه لأ !!
– اسباب كتير اوي
سألته بفضول :
اللي هما
رفض الإجابة قائلاََ :
هحتفظ بيهم لنفسي
– طب ممكن اعرف هي مين
صمت و لم يجيب ففهمت عدم رغبته في البوح عم الصمت لدقائق لتسأله هي :
هي ليه سابتنا و مشيت يا بابا !!!
فهم انها تتحدث عن والدتها ” نسرين ” استمع لها بصمت و هي تتابع بحزن مهما حاولت اخفائه لكنه ظاهراََ بوضوح بصوتها :
احنا كنا صغيرين اوي معتقدش ممكن نكون عملنا حاجة تخليها تزعل و تسيبنا و تمشي و لو حضرتك كنت السبب
ضحكت بسخرية قائلة :
بس حتى ده مش مبرر ابداََ عشان ترمينا و تتخلى عنا بسهولة و ما تبصش وراها حتى و لا مرة ده انا حتى معرفش شكلها ايه
ربت إلياس على يدها محاولاََ إيجاد كلمات لتخفف من وجع ابنته لكنه لم يجد لتتحدث هي بدلاََ عنه :
انا مش بقول كده زعلانة انا بس مستغربة ازاي في ام تبقى كده
صمت مرة أخرى قاطعته هي مرة اهرى قائلة بحب :
عارف يا بابا انت احن و أجمل اب في الدنيا و الحمد لله ان انت اللي معانا مش هي لأني متأكدة هي مكنتش هتحبني انا و يونس زي ما انت بتحبنا
ابتسم ثم حذبها لاحضانه قائلاََ بحنان :
انتي و اخوكي كل حياتي يا سيدرا و الحاجة الوحيدة اللي مصبراني في الدنيا ، انا مليش غيركم
جاء بتلك اللحظة صوت توأمها يونس الذي يسبقها بدقائق فقط قائلاََ بمرحه المعتاد :
خيانة مش عيب يا إلياس باشا تحضن بنتك لوحدها كده و تنساني ها مش عيب
ضحك إلياس فاتحاََ ذراعه الاخر له قائلاََ بحب :
تعالى يا اهبل
القى يونس بجسده بأحضان والده الذي ردد بحب و حنان مشدداََ من عناقهم :
ربنا يخليكم ليا
قبل الاثنان يده قائلين بحب :
ويخليك لينا يا بابا
………
في الصباح بفيلا بدر الجارحي
جلست اخيراََ على المقعد لترتاح دقائق قليلة قبل ان تعاود لعملها من جديد
مقررة ان تهاتف صديقتها ” حبيبة ” التي ما ان رأت اسمها يزين شاشة الهاتف اجابت على الفور قائلة بلهفة و قلق :
طمنيني يا بت احوالك ايه و لقيتي شغل و لا لسه
اجابتها سلمى :
لقيت شغل الحمد لله يا حبيبة و الناس اللي بشتغل عندهم كويسين اوي
تنهدت الأخرى براحة قائلة :
طب الحمد لله ابعتيلي العنوان في رسالة و سيبي تليفونك مفتوح علطول عشان اطمن عليكي من وقت للتاني
– حاضر
صمتت للحظات قبل ان تسألها بتوتر :
حبيبة ، هو…..هو بابا مسألش عني
لم تعرف بما تجيب عليها لكن بكل الأحوال سوف تعرف لذا قررت ان تقص عليها ما حدث قائلة :
ابوكي خد مراته و اخواتك و سافر بلدكم بعد ما باع الشقة لجابر الجزار
اغمضت سلمى عيناها بقهر و منعت نفسها بصعوبة بالغة من البكاء خاصة الآن و كل هؤلاء الخدم من حولها و هي تستمع لكلمات رفيقتها تقول بحزن :
متزعليش نفسك يا سلمى بكره يندم
ردت عليها بسخرية مريرة :
او ما يندمش مش فارقة خلاص خلصت
حاولت ان تجد كلمات تواسيها بها :
سلمى……
لكن قاطعتها سلمى قائلة باقتضاب :
انا هقفل بقى ورايا شغل بينادوا عليا هكلمك وقت تاني يا حبيبة سلميلي على خالتي و اخواتك لحد ما اشوفكم ، سلام
اغلقت معها الهاتف و عادت تباشر عملها من جديد بذهن شارد و قلب محطم لقد تخلى عنها والدها سافر و تركها وحيدة دون ان يكلف نفسه عناء السؤال عنها حتى و كيف تعيش !!!
ردت باقتضاب على احد الخادمات التي طلبت منها ان تنظف غرفة ما بالطابق العلوي لحين ان تنهي هي جلي الأطباق التي بيدها :
ماشي
تعمل مثل الألة تتظف الاتربة هنا و هناك و غيرت شراشف الفراش رفعل كل ذلك مثل الألة كانت تمسك بيدها احد التحف ذات اللون الأسود تنظفها بينما عقلها يسترجع كلمات حبيبة و أفعال والدها معها هو و زوجته تكونت طبقة شفافة من الدموع على عيناها لم تشعر بفتح باب الغرفة و لا بدخول صاحبها و لم يكن سوى مروان و لا صوته و هو ينادي عليها اقترب منها يحركها بطرف اصبعه قائلاََ بقلق :
يا آنسة
افلتت قطعة الزينة من بين يديها بفزع ليدوي صوت تحطيمها بالمكان تزامناََ مع بكاءها ليسألها مروان بقلق و هو يرى انتفاضة جسدها و علو شهقاتها :
اهدي اهدي بتعيطي ليه دلوقتي
لم تهدأ بل زاد الأمر سوءاََ تحول وجهها للون الأحمر الدموع تنساب من عيناها بغزارة حتى اغرقت وجهها
لم يعرف ماذا يفعل عندما كانت تبكي شقيقته كان يجذبها لاحضانه لكن تلك ليست شقيقته ليفعل ذلك جذبها من يدها برفق حتى تجلس على طرف الفراش قائلاََ بقلق :
اهدي يا اسمك ايه انتي بتعيطي ليه حد ضايقك من اللي في البيت
نفت برأسها و لازالت تنتحب بقوة ليسألها بحيرة :
طب مالك بتعيطي كده ليه بس تعبانة !!
لم تجد ما تقول لتشير بيدها على حطام تلك الزينة قائلة بتلعثم من بين شهقاتها العالية :
كسرتها غصب عني
توسعت حدقتيه بدهشة قائلاََ :
بقى المناحة دي كلها عشان دي اتكسرت
اومأت له بتوتر و لازالت تبكي لم تكذب عليه فسبب من اسباب بكاءها انها ستخسر العمل الذي وجدته بعد بحث طويل بسبب كسر تلك التحفة التي بالتأكيد باهظة الثمن و لن تقدر على دفع ثمنها
ضرب كف بالأخر من الصدمة و ضحك قائلاََ :
لا حول ولا قوة الا بالله ، يا شيخة ده انا قولت حد معذبها و لا حصلت مصيبة
اجابته بصوت متحشرج و لازالت دموعها تنساب من عيناها و جسدها ينتفض زفر بضيق سرعان ما ضحك بخفوت قائلاََ و هو يقول بجدية :
اقفي
فعلت ما قال ليلتقط هو احد التحف التي تزين مكتبة الحائط الخاصة به ثم دفعها بالأرض بعيداََ لتتحطم لأشلاء على الفور تزامناََ مع شهقتها الفزعة
ليقول هو بابتسامة :
اهدي محصلش حاجة ، مش مستاهلة تبكي بالشكل ده عليها فداكي يا ستي الف واحدة زيها المهم انك متأذتيش منها
اخفضت وجهها بحرج و خجل ليسألها بمرح :
عايزة منديل و لا بتستخدمي الكم عادي
انحنت لتنظف الزجاج من الأرض قائلة بحرج و هي تمسح دموعها :
انا اسفة هنضف كل حاجة بسرعة
تنهد و انحنى هو الأخر يجذبها لتقف قائلاََ بابتسامة :
اقفي بس و سيبي اللي في ايدك هتنضفي ازاي الازاز وانتي بتترعشي كده هتجرحي ايدك و تاني حاجة بعد كده اوعي توطي قدام اي راجل
اخفضت وجهها بخجل و هقد فهمت مغذى كلماته فتابع هو حديثه مردداََ :
انا مش بقول كده عشان احرجك او ان انا نيتي وحشة مثلا و من النوع ده انا بنصحك معايا او مع غيري خدي بالك من تصرفاتك يا سلمى
ثم تابع بابتسامة :
مش اسمك سلمى بردو
اومأت له بحرج ليردد هو :
طب يلا روحي اغسلي وشك و اهدي
غادرت قائلة بخفوت و خجل :
متشكرة
ما ان اختفت من امامه ضحك بخفوت متذكراََ هيئتها وهي تبكي لأجل شيء لا يستحق مررداََ :
يا بنت المجنونة
…….
بخطوات بطيئة كان يدخل من باب المعرض الخاص بها عيناه تبحث عنها بلهفة و خوف من تلك اللحظة التي هو مقدم عليها
ظل يدور بعيناه في المكان حتى وقعت عيناه عليها تجلس بأحد زوايا المعرض امامها منضده مستطيلة كبيرة عليها أدوات العمل الخاصة بها تصمم عليها أعمالها اليدوية
كانت تضع كامل تركيزها بالعمل الذي بيدها حتى انها لم تشعر بوجوده حتى قال هو بصوت مشتاق :
جوري !!!
جمدتها الصدمة بمكانها هذا الصوت تعرفه ، تعرفه بل تعرف صاحبه تمام المعرفة بالطبع هناك شيء خاطئ ربما اصاب اذنها شيء ما !!
رفعت وجهها ببطئ و ما ان وقعت عيناها عليه الجمتها الصدمة هو أمامها بعد كل ذلك الوقت امامها جاء بقدمه إليها بعد كل ما فعل بها
كانت عكس شقيقتها بكل شيء جوان تمتلك قدر كبير من القوة لتقدر على مواجهة هكذا موقف دون ان تضعف لكن هي عكسها تماماََ دموعها تسبقها سريعة البكاء عندما تتألم لا تقدر على التحكم بذاتها تلك الصفة اكثر ما تبغض بشخصها !!
تمنت تلك المرة ان تصمد عيناها و لا تزرف تلك القطرات الشفافة التي ستعلن عن ضعفها لكنها مثل كل مرة خذلتها و سقطت دمعة من عيناه يليها المزيد لم تستطع فرض سيطرتها عليهم !!
ألمه قلبه عليها اقترب خطوتان منها لتتراجع هي مثلهم للخلف قائلة بجدية و هي تمسح دموعها سريعاََ :
تحت أمرك يا فندم في حاجة عجبتك و لا هتطلب تصميم مخصوص
عاد ينطق اسمها من جديد بحزن و اشتياق :
جــوري
حاولت هي الاخرى عدم البكاء قائلة بصوت حاولت ان تجعله طبيعي :
طلبك ايه يا فندم
اجابتها بحزن و عشق :
انتي طلبي و كل حاجة عاوزها من الدنيا انتي و بس يا جوري
اجابته بجدية و هي تشير للباب من خلفه :
طلب حضرتك مش موجود شرفتنا
نطق اسمها بتوسل ان ترحمه و تكف عن الحديث بتلك الطريقة التي تؤلم قلبه :
جوري من فضلك
تجاهلته و جلست خلف المنضدة و بدأت بالعمل مرة اخرى متجاهلة النظر إليه اقترب منها حتى بات واقفاََ بجانبها مردداََ باشتياق :
وحشتيني اوي
بصعوبة بالغة سيطرت على مشاعرها و كافحت لتحتفظ بتعابير وجهها الجادة لينحني هو جالساََ على ركبتيه بعد ان حرك مقعدها لتبقى في مقابله وجهاََ لوجه قائلاََ بحزن و اشتياق :
اكمل الزيني جالك راكع لحد عندك زي ما قولتيله زمان
ضحكت بسخرية قائلة دون النظر إليه حتى :
يمكن زمان كانت تفرقلي انك تيجي راكع لكن دلوقتي مبقتش فارقه زي ما وجودك مش فارق معايا وعلى فكرة جوان موجودة في النادي اعتقد انت عارف العنوان تقدر تروحلها هناك
تمنى ان تنظر له لكنها حتى تلك حرمته منها ليجيبها بصدق و عشق :
انا هنا عشانك يا جوري مش عشان جوان ، انا هنا عشانك انتي و بس
ثم تابع بحزن و ندم :
انا مش وحش يا جوري انا بعترف اني غلطان بس فوقت قبل فوات الآوان ده ميشفعش ليا في قلبك
ضحكت قائلة بعدم تصديق :
فوقت بعد فوات الآوان ، تصدق ضحكتني بتضحك على نفسك بكلمتين عشان تبرء نفسك من غلطك !!
نفى برأسه قائلاََ بحزن :
مش بضحك على نفسي واحد غيري كان هيكمل في اللي بيعمله مكنش هيفكر فيكي و يعترفلك بكل حاجة و كنتي ساعتها بدل ما تكوني فاسخة خطوبتك هتبقي ، مطلقة او مع واحد
صمت لتكمل بدلاً عنه بسخرية مريرة :
مع واحد متجوزاه و في الأصل بيحب اختي
كاد ان يتحدث لكنها سبقته قائلة بتهكم :
لو كان بيفكر فيا و عايز مصلحتي مكنش دخلني في لعبة زي دي من الأول
نطق اسمها بتوسل قائلاََ :
جوري
ردت عليه بجفاء يخالف كل ما بداخلها بتلك اللحظة :
قولتلك طلبك مش موجود اتفضل امشي
مسك يدها ليديرها حتى تنظر له لكنها نفضتها بعيداََ عنها قائلة بحدة و غضب :
اياك تتجرأ و تلمسني
– انا آسف
اعتدل واقفاََ و كذلك هي لتقول بدون وعي منها بحزن و عتاب :
انت عايز مني ايه ، رجعت ليه يا أكمل !!
اجابتها بصدق :
رجعت عشانك ، علاقتنا تستاهل فرصة تانية يا جوري ، لو ليا خاطر عندك سامحيني و اديني فرصة اخيرة بس
ابتعدت للخلف قائلة بسخرية :
اديك فرصة تانية بأمارة ايه
اقترب خطوة مماثلة قائلاََ بحب :
اننا بنحب بعض
نفت برأسها قائلة بسخرية :
قصدك انت بتحب و حتى دي انا مش واثقة منها
نطر لداخل عيناها قائلاََ بحزن :
بطلتي تحبيني
اومأت له قائلة :
بطلت
نفى برأسه غير مصدقاََ ما تقول :
كدابة !!
حركت كتفها لأعلى قائلة :
مش مجبرة اخليك تصدق لأن الحقيقة انك مش فارق معايا
ثم تابعت و هي تشير ب يدها للباب :
لو مش هتطلب حاجة اتفضل امشي و متعطلنيش عن شغلي
بتلك اللحظة دخلت العاملة التي تساعدها في البيع قائلة بتساؤل :
انسه جوري في حاجة
نفت قائلة بسخرية :
وصلي الاستاذ للباب ملقاش طلبه هنا
دخلت من الباب مرة أخرى جوان قائلة بحماس سرعان ما تبدد ما ان رأت أكمل :
ايه رأيك في المفاجأة دي يا جوج……انت !!!
نظرت له بغضب قائلة بصدمة و غضب :
بتعمل ايه هنا
تدخلت العاملة قائلة بجدية لأكمل :
اتفضل يا استاذ
اوقفتها جوري قائلة :
خلاص روحي شوفي شغلك دلوقتي هو لقى طلبه
جوان بحدة و غضب :
جوري بيعمل ايه هنا
اشارت له حوري بيدها قائلة :
اهو عندك اسأليه
تنهد أكمل بحزن مغادراََ المكان بأكمله لتسأل جوان جوري مرة اخرى بضيق :
جوري جاوبيني ايه اللي بيحصل هنا و ده ايه اللي جابه عندك
رددت جوري بحزن و هي تنظر للباب اثر خروجه :
كان جاي فاكر انه هيلاقي طلبه بس ملقهوش !!
……….
دخلت للشركة الخاصة بوالدتها و اشقائها لتقابل خالها ” أوس” بعدما تلقت اتصالاََ هاتفياََ منه حتى تأتي له لكن قبل ان تدخل لمكتبه توقفت ما ان استمعت لصوت ابن خالها الأكبر ” مالك ” قائلاََ :
ازيك يا عشق
التفتت له قائلة بابتسامة خطفت قلبه للمرة التي لا يعرف عددها :
الحمد لله يا مالك انت ازيك
ردد بهيام و بدون وعي :
بقيت كويس
ابتسمت بحرج ليسألها :
انتي رايحة فين !!!
أشارت لمكتب والده قائلة بابتسامة :
جاية لخالو أوس كان عايز يشوفني
ابتسم قائلاََ بحب :
طب لما تخلصي ممكن تيجي مكتبي….احم يعني مش معقول تيجي الشركة و متجيش تشربي حاجة في مكتب ابن خالك و تنوريه لأول مرة
ابتسمت قائلة بخجل :
حاضر
تنهد قائلاََ بابتسامة :
حضرلك كل خير
بنفس اللحظة خرج حمزة شقيقه الأصغر قائلاََ بابتسامة ما ان رأى عشق :
عشق عاملة ايه ليكي واحشة
لكنها لم تستطع الرد حيث خرج أوس خلفه قائلاََ :
واقفين عندكم بتعملوا ايه !!
عشق بابتسامه :
مفيش يا خالو كنا بنسلم على بعض عادي
ابتسم ما ان رأسها قائلاََ بحنان :
حبيبة قلب خالك انتي تعالي
دخلت معه للمكتب و تركت أنظار الاثنان معلقة على الباب المغلق !!!
جلس على الاريكة و هي بجانبه يسألها :
قوليلي ماما عاملة ايه اوعي يكون ابوكي مزعلها
ضحكت بخفوت قائلة :
لأ يا خالو بابا مستحيل يقدر يزعلها ده لو عرف ان حد فينا ضايقها بكلمة بيقلب البيت كله فوق دماغنا
ابتسم أوس بسعادة كل مرة يثبت له بدر للجيمع انه كان بقدر ثقتهم التي منحوه اياها لقد صان شقيقته و كان محافظاََ على عهده معهم
سألته عشق :
حضرتك كنت عايزني في موضوع مهم
اومأ لها قائلاََ بابتسامة :
مظبوط
ثم تابع حديثه قائلاََ بتساؤل :
ايه رأيك في مالك !!
– مالك !!
سألها بابتسامة ماكرة :
ايه مش عارفاه يعني
نفت قائلة بحرج و خجل :
لأ طبعا عارفاه في حد ميعرفش ابن خاله بس رأيي فيه من ناحية ايه !!
– كزوج !!!
تلعثمت و هي تجيبه و توردت وجنتها بحمرة من الخجل الشديد :
هو كويس و اا…اي بنت تتمناه….بس حضرتك بتسألني ليه
ضحك بخفوت قائلاََ :
تفتكري انتي ليه
لم تجيب ليتابع هو بهدوء :
من الاخر يا عشق انا مش هلاقي لمالك زوجة احسن منك و مكنتش هتكلم معاكي و افاتحك في الموضوع ده غير لما لاحظت ان فيه مشاعر بينك و بينه متبادلة
فركت جلد يدها بتوتر قائلة بحرج :
خالو ، انا آسفه بس…..انا مش موافقة
صدمها رده لتقول بحرج و حزن :
انا مقولتش الكلام ده لحد قبل كده و مكنتش ناوية بس طالما حضرتك فتحته يبقى لازم اقول بس اوعدني يفضل سر بينا
سألها بحزن خفي :
في حد في حياتك يا عشق
نفت برأسها قائلة بتردد و حزن :
حمزة طلب يتجوزني !!
نزل الرد على أوس كالصاعقة ابنائه الاثنان واقعان في غرام نفس الفتاة !!!!!!
……….
في المساء حفل صاخب الظلام يعم المكان يتخلله انوار خفيفة حمراء و غيره عبر كرة معلقة بالسقف أصوات الموسيقى عالية تجعلك غير قادر على سماع صوت من بجانبك حتى و اجساد تتمايل على ايقاعها
الجميع يتوافدون على المكان و كلاََ منهم يرتدي قناع اما يغطي وجهه بالكامل او جزء منه
دخل ” اياد ” للحفل برفقة ابن عمه ” هشام ” و اصدقائه ينظر للمكان حوله باعجاب مضى وقت قصير و هو يحاوط خصر فتاة ما يمرح معها
لكن فجأة توقفت الموسيقى و تعالت همهمات الجميع ينظرون خلفه فنظر هو الأخر خلفه تلقائياََ لتنحبس انفاسه مما رأى !!
فاتنتان اقل ما يقال عنهم انهما ملكات جمال !!
لكن تلك صاحبة البشرة الحليبية و الفستان الأحمر الناري الذي ينساب على جسدها و بدون اكتاف خصلات شعرها الأصفر المائل للبرتقالي مصفف بعناية و قناع ذهبي لامع غطى منتصف وجهها
على الرغم انه لم يرى وجهها بالكامل و لا يعرف ان كانت جميلة او لأ لكنه متيقن من ان جمال وجهها بالتأكيد لن يقل جمال عن جسدها الذي تفحصه بعيناه الخبيرة بالنساء !!
مر الاثنتان من امامه و هو لا يزال مثبت عيناه عليها
ماذا فعلت له تلك الفتاة لتجعله يراقبها بكل ذلك الشغف و الاهتمام كل تلك المدة ، وهو الذي لم يبقى عيناه على اي فتاة بل هن من كانوا يتهاتفون عليه بينما تلك كسرت تلك القاعدة !!!
تعالى هتاف الجميع فجأة مهللين بسعادة بأسم فتاتان لم يركز معهما بتاتاََ بل كان كل تركيزه معها فجأة وجدها تصعد المنصة الدائرية برفقة تلك الجميلة التي معها و لم تقل عنها جمالاََ
فجأة بدأت بالغناء برفقة من معها بصوت جميل مدة لا بأس بها و ما ان انتهت تساءل اياد باهتمام بينما عيناه رافضة ان تتوقف عن النظر لها :
مين دول !!
تدخلت كارلا و هي احد الفتيات التي يعرفها هشام مجيبة بدلاََ منه بحقد :
دول من بنات عيلة العمري صافي و جوان
سأل مرة اخرى باهتمام :
طب و اللي لابسه فستان احمر دي اسمها ايه
هشام و هو يرتشف من كأس الخمر بيده :
دي صافي بنت ادم العمري ، ده انا فكرتك عارفهم ابوك و عيلة العمري و معاهم عيلة عمران داخلين منافسة قصاد بعض على مين اللي هيتولى تصميم القرية السياحية في الساحل مشروع ضخم اوي اللي هيتولى تصميمه هيحقق مكاسب كتير اوي و يتنقل في مكان تاني خصوصاََ ان اللي عايز يبني القرية دي اجانب و ناس تقيلة اوي من لندن
استمع له اياد باهتمام و عيناه لازالت عليها انطفئت الاضواء جميعاََ الا من نور خفيف مصوب على المكان المخصص للرقص
ليجد قدمه تقوده إليها رافعاََ يده لها قائلاََ بصوت رجولي بحت زلزلها من الداخل لا تعرف لما :
تسمحيلي
نظرت لداخل عيناه الجريئة ثم لابتسامته الواثقة التي بادلته بمثلها قبل ان تضع يدها بيده تشاركه رقصتها الأولى مع شخص غريب عنها !!
ما تفعله الليلة مخالف تماماََ لما تربت عليه لكنها تفعل ذلك عناداََ بوالدها ليس اكثر !!!
بدأ الرقص معها باحترافية شديدة يتبادلان النظرات بصمت دون حديث و بدون ارادة منها اندمجت معه تائها بنظراته التي زلزلتها من الداخل كانت جوان منشغلة مع رفاقها كما يلقبهم أمير رفاق السوء هم بالفعل كذلك بينما صافي كانت بعالم اخر و كذلك الحال مع اياد الذي لا يختلف عنها
انتهت الموسيقى فجذبها من يدها بدون حديث للحديقة خارج الحفل بعيداََ عن الجميع و هي تسير خلفه كالمغيبة كأنه القى تعويذة ما عليها جعلتها غير قادرة على الحديث و الاعتراض
تحدثت اخيراََ بعد صمت بارتباك :
انت مين !!
لم يبعد عيناه عن خاصتها مردداََ :
مش عارف
تحركت لتغادر لكن امسك يدها جاعلاََ اياها تدور حول نفسها عدة مرات قبل ان تستقر باحضانه يدها على صدره و يداه على خصرها كان مأخوذاََ بسحرها
قائلاََ بهيام بعيناها التي ألقت عليه سحراََ جعلته غير قادر على النظر لغيرها :
ارقصي معايا
بدأت يتحرك معها برقة و هي معه غير قادرة على الاعتراض او التفوه بأي كلمة توقف الاثنان بعد وقت لتستقر عيناه اخيراََ على شفتيها يميل برأسه تجاهها كالمغيب !!!!
………..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما ذنب الحب)