رواية ما بين العشق والخذلان الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدى زايد
رواية ما بين العشق والخذلان الجزء الثاني عشر
رواية ما بين العشق والخذلان البارت الثاني عشر
رواية ما بين العشق والخذلان الحلقة الثانية عشر
نظر لها بصدومة و كأن ما قاله منذ قليل لا يؤثر بها رد بلامبالاة:
– أي حتة مش فارقة !
– إيه رأيك نعمله في مطعم سچى ؟!
– و اشمعنى مطعمها يعني ؟!
– عادي يعني عان بس متقولش اني حاطها في دماغي
– أنتِ عرفتي منين إن سچى عندها مطعم ؟!
– عادي يعني يا رحيم عرفت صدفة، سيبك من كل دا كلمها بنفسك و قلها إننا هنتخطب و هنعمل عندها الخطوبة
ختمت حديثها بغمزة من عيناها قائلة:
– و خليها تعملك خصم
رد ” رحيم” بنبرة مغتاظك و قال:
– علياء أنتِ باردة اوي بجد .
تقبلت إهانته لها بصدرٍ رحب، كل ما يفعله و سوف يفعله لن تتجادله فيه معه الآن، ليس ضغفٍ منها بل حكمة و ذكاء من وجهة نظرها تريد إعادته لها و هذا لن يتم إلا أذا تنازلت عن جزء من كرامتها، تنتهدت بعمق ٍ ثم قالت بإبتسامة مزيفة:
– ربنا يخليك ليا ياحبيبي .
لم يتحمل هذا الكم من الاستفزاز حرك رأيه وقال بنبرة منزعجة:
– يلا يلا عشان اوصلك و اشوف أنا هعمل إيه في اللي ورايا .
بعد مرور عدة أيام
قرر أن يذهب إليها ليخيرها بأنه يريد أن يقيم حفل خطبته هنا داخل مطعمها، على الرغم من شدة حزنها منه على سوء تصرفه معها حينها و رغم انكـ ـسارها لكنها قررت أن تتعامل مع الأمر بكل حكمة و كبرياء، وقف أمامها بعد ما صافحها و عيناه تشعان بكل لهفة و حب حاول انكارها لكنه فشل، بلع لعابه وهو يكنس رأسه أرضًا ثم رفعها ليقول بتوتر ملحوظ في نبرته:
– سچى أنا كنت جاي النهاردا احجز عشان حفلة خطوبتي .
اردف ” رحيم” عبارته دون أدنى مقدمات، اختفت إبتسامتها و سرعان ما عادت ترسمها من جديد وهي تقول بتوتر ملحوظ إثر صدمتها من الخبر :
– مبروك طب و أنا مبروك احم قصدي ربنا يتمم لك بخير .
– شكرًا، و عقبالك إن شاء الله .
– تسلم ربنا يخليك .
تنحنحت وهي تسأله بمرارة في حلقها :
– هو هو في طلبات محددة عاوزها تبقى موجودة في اليوم دا ؟!
حرك رأسه علامة النفي ثم قال:
– لا معرفش في الحاجات دي علياء هي اللي هتظبط كل حاجة ابقي افهمي منها بقى
– تمام مافيش مشكلة حاجة تاني ؟!
– هتسناكي تنوريني
ردت بتوتر وهي تحاول بشتى الطرق منع دموعها من الهبوط:
– طبعًا هجاي ما أنا صاحبة المطعم اكيد هجاي
– لا أنا عاوزة عشان أنتِ زميلة مش صاحبة المطعم
ردت بحسرة بادية على وجهها:
– زميلة !! اه زميلة صح ايوة طبعًا هجاي هجاي ما هو أنت كمان عزمتني في حفلة عيد ميلاد سليم ابن بدران عشان زميلة فاكر اليوم دا ؟!
رد بأسف و قال:
– ايوة فاكر .
ردت بإبتسامة باهتة و دموع تجمعت داخل مقلها :
– أنا كمان مش نسياه ! ولا ناسية أي حاجة حصلت وقتها للأسف .
– سچى أنا آسف
– لا مش من حقك تعتذر أصل أنت مغلطتش اللي غلط أنا أنا وبس
ابتسمت رغمًا عنها و قالت:
– شفت اديني هنكد عليك اهو بكلامي يلا اسيبك عشان الحق اكلم مصممة الحفلات ونرتب مع بعض متخافش هخلي اليوم يبقى أحلى يوم في حياتك دي حب عمرك بردو .
استدارت بجسدها كله مغادرة المكان قبض على معصمها برفق و قال:
– سچى أنا آسف بجد مكنش قصدي خالص اللي صدر مني و لا كان قصدي إنـ…
رفعت كفها لتسكته قائلة برجاء:
– من فضلك متتكلمش في الموضوع دا تاني أنا بحاول على قد ما أقدر انساه لأني انا نفسي مكسوفة من نفسي و حقيقي مش عارفة ازاي هانت عليا نفسي اوي كدا، و بعدين هنتكلم في القديم ليه مش أنت رجعت لحبيبتك و الدنيا خلاص أنا كمان هبقى تمام .
ثم تنهدت و قالت:
– كل حاجة هتعدي و هنسى اللي حصل وأنت هتعيش حياتك و أنا هتأقلم عادي الموضوع كله شوية وقت .
تركته قبل أن تعرف رده على حديثها المرير الذي كان بمثابة خنجرًا غزر داخل اعماق قلبه مزقه لأشلاء، تنهد بحرقة و قال بلوم و عتاب :
– هعيش غبي و هموت غبي .
*****
في يوم الخطبة مساءً
كانت جالسة أمام المرآة تتأمل جمالها الخافط للأنظار على الرغم من التزامها طوال حياتها بحجابها الشرعي ألا أن تخلت عنه اليوم تنهدت بإرتياح شديد و كأن جبل جاثم فوق قلبها ولج أبيها و ملامحه تعبر عن الضيق الشديد وقفت عن مقعدها متجهة حيث أبيها احتضنته بقوة ثم قالت:
– اخيرًا يا بابا أنا و رحيم هنتخطب .
لم يبدء أي ردة فعل تجاه هذا الأمر، هو لا يريد رحيم من الأساس، خرجت من حضنه و نظرت له قائلة:
– مالك يا بابا حاساك مش مبسوط عشاني
حدثها بنبرة صادقة:
– هكدب لو قلت مبسوط عشانك
سألته ” علياء” بنبرة داهشة:
-و حضرتك مش مبسوط ليه ؟!
– و إيه اللي يبسطني فب حاجة كدا ؟! واحدة راحت و رمت نفسها على واحد كل ما بيزهق يرميها و يعمل حجته شغله
– بابا من فضلك .
انفجر فيها وقال بغضبٍ جم:
– من فضلك أنتِ يا عليا كفاية بقى تقليل من كرامتك لحد كدا مش قادر ابلع الموضوع اصلا مش عارف اتأقلم إن رحيم يبقى جوزك زي أنتِ مش عارفة تقبل خسارته ليكي بتحاولي بكل جهدك ترجعي تاني ليكي بس مش عارفة
– بابا
– مافيش بابا يا عليا مافيش بابا عاوزة تروحي أنتِ الحفلة روحي مع نفسك انما إنا مش راضي عن الجوازة دي أبدًا.
بعد مرور عدة ساعات
وصلت ” علياء” لقاعة الحفل و لم تجدهُ على الرغم من أنه هو من رتب مواعيده معها إلا أن حضر الجميع و غاب هو، حاولت الاتصال به مرارًا و لكن دون فائدة .
على الجانب الآخر و تحديدًا داخل غرفة “رحيم” كان ممددًا جسده على طرف الفراش ينفث دخان لفافة التبغ خاصته بشرودٍ، يصل لمسامعه صوت رنين هاتفه لكنه لا يرد على أي اتصال منها، خرج من غرفته اخيرًا و جلس جوار الجدة التي كانت تتطبق ملابسها بعناية و هي تشاهد التلفاز، نظر لها ثم قال:
– عاملة إيه يا ستي ؟!
– الحمد لله يا حبيبي أخيرًا خرجت اوضتك دا كنت خايفة يكون جرالك حاجة جوا .
ساد الصمت لعدة دقائق قبل أن تسأله بفضول:
– تحب احضر لك العشا و لا هتخرج تتعشى برا ؟!
أنا مش هروح الخطوبة يا ستي .
قالها بدون أدنى مقدمات حارب نفسه كثيرًا قبل أن يتخذ قرارًا كهذا أما هي كانت تتابع ما تفعله دون أدنى ردة فعل تجاه هذا الخبر
ظن انها لم تسمعه فكرر حديثه، ابتسمت دون أن تنظر له و قالت:
– سمعتك على فكرة و كنت عارفة إنك هتعمل كدا ما أنت بردو ابن حلال ومكنش ليك جوازة زي دي أبدًا .
فرغ فاه ليتحدث معها عن ما يعتمل داخله لكن قاطعه صوت الناقوس اتجه حيث الباب فتحه ليجدها ماثلة أمامه، ابتسمت بسخرية و هي تقول:
– طب الحمد لله إنك بخير اهو كنت فاكرة إن جرالك حاجة .
– علياء !
– علياء اللي المفروض خطوبتك عليها النهاردا و شكلك كدا نسيت انك العريس .
ترك باب الشقة وولج لمنتصف الردهة، استوقفته متسائلة بفضول:
– إيه ملبستش ليه لحد دلوقتي ؟!
تنهد” رحيم” بعمق قبل أن يستدار بجسده كله لها و قال بهدوء:
– علياء أنا مش قادر
حاولت انكار تفسير جملته ـ ادعت الجهل و قالت:
– مش قادر مالك تعبان يعني ؟!
– لا يا علياء جسديًا مش تعبان
– طب الحمد لله اومال محتش الخطوبة ليه بقى ؟!
– علياء أنا مش قادر اكمل معاكي مش عارف كل ما بحاول اضغط على نفسي عشان اكمل برجع مليون خطوة لورا ومافيش اي حاجة بتكمل معايا و حاسس اني مش مبسوط
– مش مهم أنت المهم أنا .
– إيه الأنانية دي !!
– مش أنانية بس أنا عارفك بتحبني و عاوزاني بس ست سچى مسيطرة عليك بس مش مهم أنـ…
هدر بصوته الجهوري و قال:
– سچى سچى سچى كل حاجة سچى مافي مرة كلمتك كلمة غير لما تقولي فيها سچى مع إني مجرد التفكير حتى مبتجيش على بس أنتِ مصممة اني بحبها !.
وقفت” علياء” ذاهلة و هي تراهُ بأعين مليئة بالدموع حدثته بنبرة تملؤها القهرة و الحسرة :
– أنا مش مصممة دي حقيقة أنت بتحاول تنكرها يا رحيم .
تتدخلت الجدة أخيرًا لتعلن عن وجودها:
– يا بنتي هو مش قالك مش قادر يكمل و ابوكي ذات نفسه مش راضي عن الجوازة الهم دي مالك بقى و ماله ما كل واحد يروح لحاله و تفضلوا قرايب و بس و بعدين حتى لو حب زي ما بتقولي مش حقه يعني عاوزاه يفضل قاعد لك السنين دي كلها و في الآخر تقولي عنه طالم و مبيحبكيش ؟! .
لم تتحمل “علياء” حديث الجدة غادرت المنزل و هي تعلم جيدًا أنها خسرت حبيبها للأبد كانت بداخلها ثورة من المشاعر المتناقضة بين الحُب و الكُره و الغيرة .
********
داخل مطعم سچى
كانت تسرد لصديقتها المقربة ما حدث كانت ملامحها تُشع بالسعادة لعدم اتمام حفل الخطبة ختمت حديثها قائلة:
– وفضلت هنا لحد السلعة حداشر بليل على أمل انه يجي بس مجاش بصراحة هي صعبت عليا بس بردو مافيش حد بيفرض نفسه على و بتكون النتيجة مُرضية أبدًا .
– و هتعملي إيه بقى دلوقتي ؟!
– و لا أي حاجة هكمل حياتي عادي هو أنا أصلًا كان فارق معايا اللي حصل !
– يا بت بقى مكنش فارق معاكي اللي بردو ؟!
– حتى لو فرق معايا نهايتها إيه ما هي معروفة .
كادت تُكمل حديثها لكن توقفها من تلقاء نفسها و هي تشتعر بالارتبارك لرؤيته مع جدته حدثت صديقتها قائلة:
– يا خبر أبيض رحيم جه و مين اللي معاه دي جدته باين كان كلمني عنها هعمل ايه دلوقتي !
– اهدي يا بنتي مالك في ايه أكيد هتتعاملي معاه زيه زي اي زبون عادي يعني .
ختمت حديثها قائلة:
– قومي استقبليه حلو كدا وخليكي عادية خالص .
ردت” سچى” دون تفكير :
– احضنه يعني ؟!
– هو أنتِ بتتلككي يا بت ؟! بقولك استقبليه حلو .
– اسفة معلش اصل أنا لما بتوتر مش عارفة بقول ايه .
سارت بخطواتها الهادئة و الواثقة كانت إبتسامتها تزين محياها، مدت يدها تصافحه بحرارة عكس ما كانت تنوي فعله، حاول أن يتحدث في أي شئ لكنه تفاجئ بنفسه حين قال:
– سمعت إنك قدمتي استقالتك و اتقبلت .
للوهلة الأولى شعرت بأنه كان في عالمًا آخر لذلك علم بخبر استقالتها مؤخرًا، ابتسمت على كل حال و هي تقول:
– اه الحمد لله جت لي بعد معاناة
تابعت حديثها بتوتر و قالت:
– آسفة نسيت اقولك اتفضل !
تدخلت الجدة أخيرًا لتعلن عن وجودها حين قالت:
– و أنا يا اختي اتفضل و لا مليش مكان ؟!
ذُهلت من حديثها اعتذرت لها و قالت:
– يا خبر أبيض طبعًا اتفضلي هو أنا اقدر !
قادتهما حيث الطاولة المستديرة، وقفت أمامه بتوترها الملحوظ حين قالت:
– أناهبعت لكم حالا الأكل قصدي الجرسون و اطلبوا اللي تحبوا
مازحها قائلًا:
– في خصم ولا هندبس ؟!
ابتسمت ملء شدقيها و قالت:
– اطلب ومتقلقش خالص من الحساب عن اذنكم .
بعد مرور نصف ساعة تقريبًا
أتى النادل و بيده حامل الطعام قام برسه بعناية شديدة، حاولت الجدة مساعدته و هي تقول بنبرتها الحانية:
– حبيبي يا ابني شايل كل دا لوحدك ؟!
حاول ” رحيم” منعها حين قال بخفوت:
– ماينفعش كدا يا ستي سبيه يعمل شغله !
ما أن غادر النادل سبته سبابٍ لاذع قائلة:
– ليه خدام عندك ساعده بدل ما أنت بارد كدا
ابتسم لها و هو يفرد منشفة مخصصة للطعام و قال:
– حاضر المرة الجاية إن شاء الله .
بعد مرور نصف ساعة
أتى النادل وبيده دفتر صغير مد له يده و قال بأدبٍ:
– الحساب يا فندم .
تناول منه الدفتر قام بفتحه ليقرأ حسابه نظر نظر عابرة ثم رفع بصره له و قال بتساؤل:
– خمستلاف جنيه ازاي يعني ؟!
ردت الجدة بفزع قائلة:
– خمستلاف إيه ليه طلبنا عجل و احنا منعرفش !! دا حتة لحمة محروقة و وورك فرخة خشب من كتر ما اتشوى و الرز بايت !
رد النادل قائلًا:
– أنا آسف بس دي اسعارنا و أستاذة سچى قالت نعمل لك خصم يعني الفين ونص بعد الخصم .
– وكان لازمتها إيه فتحت الصدر دي و تقول اطلب و لايهمك وانا في الاخر هتدبس !
ختم حديثه بضيق وقال:
– نهايته بتغسلوا المواعين بمياه ساقعة ولا سخنة ؟!
– افندم ؟!
– ايه مسمعتش ؟!
– لا سمعت يا فندم بنغسلها طبعا بمياه سخنة عشان التعقيم يا فندم .
-طب روح سخن لي مياه على ما اجاي
– افندم !!
– ايه مسمعتش ولا عاوزاني المواعين بيماه ساقعة ؟!!
تنهد النادل بعمق ثم قال:
– لو سمحت الحساب لأن جه معاد تسليم الشيفت .
سأله بضيق و قال:
– بتقبلوا فيزا ؟!
– ايوة يا فندم ؟!
– طب خلاص هدفع كاش
– اللي يريحك حضرتك يا فندم .
ردت الجدة قائلة بنبرتها الساخرة:
– يريحه ايوة يا حبيبي ما انتوا حلاواكم فب نعومة كلامكم لما جبتوا الواد على بوزه .
وقفت عن مقعدها و هي توجه سبابته نصب عيناه قائلة بتحذير :
– عارف تاني مرة تقولي نأكل برا يا ابن الكـ .. هعمل فيك إيه ؟!
رد بنفس النبرة المغتاطة و قال:
– و مين قالك إني هكررها يا ستي توبة من دي النوبة لو خدتك معايا في حتة تانية اهو الزيادة بتاعت المرتب راحت في عشوة اسكتي احسن همو ت بحسرتي .
في صباح اليوم التالي
يلا رحيم الفطار هيبرد بقالي ساعة قعدة مستنياك .
نادته الجدة و هي تجلس على رأس المائدة خرج اخيرًا من غرفته و هو يتئثاب، حك مؤخرة رأسه و قال:
– في إيه يا فوقية مالك قالبة الدنيا على الصبح ليه ؟!
– صبح احنا بقينا الضهر يا نضري و أنت تقولي صبح !
جلس على المقعد يقييم المائدة بإعجاب شديد
أما هي وقفت عن المقعد متجهة حيث المطبخ ثم عادت و بيدها صحن من المقبلات
وضعته و قالت بنبرة ساخرة:
– نتمنى تكون خدمتنا عجبت حضرتك يا فندم
ترك الخبز و هو يقول بخفوت:
– مش هنخلص النهاردا من فوقية .
– بتقول حاجة ؟!
– بقول تسلم ايدك يا فوقية
– تسلم يا حبيبي .
وضع قطعة من الخبز في فمه قبل أن يمضغها وضعت أمامه صحن صغير به ورقة صغيره حدثته بلباقة و قالت:
– الحساب يا فندم
نظر لها و قال:
– حساب إيه يا فوقية هو احنا في بناحساب ؟!
ضحكت بسخرية و قالت:
– مش بقى في من هنا و رايح يا حبيبي و لا حلو للمطاعم و وحش عليا .
نظر في الورقة ليعرف المبلغ المطلوب صاح معترضًا و قال:
– فطار إيه دا اللي ادفع الف و نص ليه بتفطري الملك فاروق ؟!
– وهو لما دفعت الفين ونص في عشوة كنت مين كنت لويس التاسع عشر ؟!
=========
بعد مرور عدة أيام لا يحدث فيها أي شئ جدير بالذكر سوى أن تلك المسكينة تتلقى تهديدات من ذاك المختل الذي استطاع أن يهرب من داخل السجن المشدد الذي مكث فيه لعدة أشهر، ظنت أنها مجرد تهديدات لتن يتم تنفيذها، أما ” رحيم” فـ عاد لعمله فهو الوحيد القادر على أن يخرجه من أي ضغط نفسي يتعرض له، جلس خلف مكتبه يقرأ بعض الملفات الهامة بقضية جمديدة تولى حلها بعد عودته مباشرةً من إجازته الطويلة .
توقف عن القراءة للحظات و عاد بجسده يستند على ظهر المقعد، طرق بأنامله على سطح مكتبه الخشبي، لاحت إبتسامة خفيفة تزين ثغره لمجرد عبور مشاهده معها، بات يفكر فيها كثيرًا لايعرف هل هذا بسبب لفت انظار “علياء” له عنها أم هو من يفكر فيها بالفعل .
كز على شفتاه السُفلى مفكرًا في طريقة منطقية تجعله يتصل بها فشل في الحصول على أي طريقة، في هذه الأثناء صدح رنين هاتفه معلنًا عن وصول رسالة نصية، جذبه ليعرف من الذي يراسله الآن، فتحها وجد صورتها و هي جالسة ترتشف قوتها الصباحية بهدوءٍ شديد دون أسفل صورتها رسالة جعلته يتحرك على الفور حين قراهت بعينه :
( الحلوة بتشرب قهوتها وأنت استعد عشان هتشرب عليها القهوة)
خرج من مكتبه بخطواته الواسعة و السريعة
استوقفه في الرواق زميله ” خاطر” و هو يقول:
– في حاجة عاوز اقولك عليها
– معلش يا خاطر خليها لما ارجع عن أذنك .
اتجه حيث المصعد الكهربائي استدعاه لكنه لم يتحمل صعوده حتى، قفز بين سلالم الدرج بخفة و سرعة. خرج من المبنى كالبرق في سرعته استقل سيارته و قادها حيث مطعم
” سچى” رفع هاتفه على أذنه و قال بضيقٍ شديد :
– ردي بقى مبقتيش بايخة !
اعاد الاتصال أكثر من مرة إلى أن وصل لمطعمها ما أن صف سيارته ترجل بسرعة دون أن يراعي أنه خرج عن الصفوف ترك سيارته وولج لمطعمها لم يجدها في مكانها المعتاد أو المكان الذي تم التقاط الصورة منه
بحث عنها كثيرًا و لم يجد لها أي أثر، وصل أخيرًا إلى المطبخ تنفس براحة شديدة ما وجدها تجلي الأطباق في هدوءٍ تام
سچى !
قالها بعدما تنفس الصعداء حمد لله على أنها بخير انتبهت أخيرًا له و لوجوده نزعت سماعات الأذن و إبتسامتها لاتفارق شفتاها همست بصوتها الرقيق قائلة:
– رحيم !
خطى نحوها بهدوء و حدثها بنبرة معاتبة و قال:
– ايوة رحيم اللي مبردتيش على تليفوناته .
عقدت ما بين حاجبيها ما إن حدثهابأنه حاول الاتصال بها بأكثر من مرة، اتجهت حيث الطاولة التقطت هاتفها و قامت بفتحه لتجده حاول الاتصال بها أكثر من خمسة عشر من المكالمات عادت ببصرها له و اعتذرت منه قائلة:
– أنا آسفة بجد يارحيم مسمعتش التليفون مع اني فاتحة الجرس بس باين كنت مندمجة شوية مع الاغاني .
عادت لتجلي الصحون بينما استند هو بظهره على طرف حوض الأطباث و قال باسمًا:
– و يا ترى بقى مين اللي واخدك اوي كدا و مخليكي مش حاسة بحد ؟!
– أم كلثوم .
– اممم ، و بتقول إيه بقى ؟!
و قابلتك أنت لاقيتك بتغير كل حياتي معرفش ازاي أنا حبيتك ياحياتي من همسة حب لاقتني بحب لاقتني بحب و بدوب من الحب .
قالتها بنبرة تشوبه الغناء بطبقة هادئة، لا تفارق إبتسامته شفتاه حين غنتها بتلك الطريقة سألها بفضول و قال:
– و يا ترى بقى بتسمعي لـ أم كلثوم لمجرد إنك بتحبيها و لا هناك سببٍ آخر ؟!
ابتسمت له و امتنعت عن الإجابة نكست رأسها خجلًا سرعان ما أعادت ببصرها له متسائلة بتذكر :
– هو أنت كنت جاية ليه ؟! و بتتصل بيا ليه ؟!
– هروب من السؤال بس هنعديها عادي.
ظاهريًا هي من تهربت من إجابة سؤاله واقعيًا هو من يبحث عن إجابة لسؤالها، الممطالة التي لا يعرف لها طريق أصبحت الآن طريقه لم يجد أمامه سوى حلًا واحد حين قال بتلعثم:
– أنا كنت جاي عشان اه كنت جاي اقولك ضميرك مرتاحة و أنتِ مدفعاني الفين و نص في عشوة ؟!
ردت ضاحكة و قالت:
– بصراحة يعني مش أنا اللي عملت الموقف دا دي ماما ولما عرفت شديت معاها في الكلام و زعلنا بسببك على فكرة .
تابعت بتذكر قائلة بعفوية:
– و بعدين لو هندور في الحق يبقى أنا يا أستاذ اللي ليا حداشر الف جنيه حق الخطوبة اللي كنت ناوي تعملها وخلعت في الآخر يا تدفع ياتغسل الاطباق دي كلها .
خلع حلته السوادء و قال:
– دفع مبدفعش هاتي الاطباق دي اغلسها لك احسن و يبقى كدا خالصين .
راقت لها الفكرة و سرعان ما نفذت أمره نزعت العازلة الذي يحاوط خصرها لتضعه برقبته و قامت بربطه جيدًا ربتت على كتفه و قالت:
– المريلة دي عشان المياه متبهدلش هدومك يا سيادة المقدم .
ختمت حديثها و قالت:
– و أنا هروح اعملنا فنجانين قهوة على ما تخلص شد حيلك أنت بقى ها .
اتجهت حيث الموقد و قبل أن تصل إليه عادت و قالت بتحذير واضح:
– إياك تكسر طبق كل طبق هيتكسر هتدفع تمنه و ايوة أنا بقبل العوض عادي جدًا .
بعد مرور ساعة و نصف تقريبًا
كان جالسًا على الأريكة الخشبية واضعًا ساق فوق الأخرى ينفث سحابة دخان كثيفة في الهواء وضعت قدحان القهوة على سطح المنضدة الزجاجي و هي تقول:
– سابع فنجان قهوة دا على فكرة .
– هتعدي عليا القهوة ما انا غسلت لك اطباق تكفي بلد بحالها !!
– لا يا عم مش هعد ولا تسلم ايدك و بعدين دا يادوب يوم لسه بقي لك عشر ايام
– نعم !!
– ايوة ما كل يوم بالف و أنت عليك حداشر الف مش عاوز تغسل ادفع !
– أنا راضي ضميرك دي خلقة معاها حداشر الف .
ردت ضاحكة و قالت:
– خلاص صعبت عليا
تابعت بتساؤل :
– طب معاك فلوس تروح طب ؟!
رد ” رحيم” بجدية مصطنعة و قال:
– و الله اللي يجي منك احسن منك .
ضاقت بعيناها و قالت :
– بقى كدا طب عقابًا ليك هتيجي اسبوعين كاملين ها .
تأملها للحظاتٍ في صمت ثم بتر هذا الصمت نبرتة الجادة التي تكلم بها:
– أنا مخلعتش من الخطوبة أنا مقدرتش اكمل يا سچى .
فرغ فاها لترد لكنه رفع كفه و قال برجاء:
– من فضلك اسمعيني ومتعمليش زي اللي بيسمعوا القصة من طرف واحد ويحكموا عليا اني خاين .
– اتفضل يا رحيم أنا سماعك .
ساد الصمت لثوانٍ معدودة قبل أن يقول بهدوء:
– مش عارف هتشوفيني زيهم و تقولي عني خاين بس أنا مش كدا يمكن علياء من حقهتا تتصدم بس أنا فين من كل اللي حصلها أناصبرت مرة واتنين و عشرة. رحت لأبوها وطلبتها منه كتير و كان مصمم على رأيهو إني أنا منفعش بكل المقاييس سوى ماديًا أو اجتماعيًا وحاجات كتير هو لي حساباته الخاصة بس أنا كمان لياحساباتي يعني إيه احبك و ارتبطبيكي و اروح شغلي ارجع الاقيكي مخطوبة لغيري و بتخططي كمان لفرحك و باقي على فرحك اسبوعولا اتنين طب لو مرجعتش كنتي كملتي ؟! هو دا السؤال اللي على شغالبالي يا سچى على بسأل نفسي أنا إيه بالنسبة لعلياء رف بتستخدمه وقت ما تحب و لا أنا فعلا الشخص اللي حبته !!
ردت” سچى” بجدية قائلة:
– مافيش ست بتتغـ ـصب على حاجة يا رحيم الست لما بتحب بجد بتواجه الدنيا كلها و مهما حصل مستحيل تبيع اللي بتحبه .
تابعت حديثها قائلة:
– أنا م بقول كدا عان اوحش في صورة علياء في نظرك بس علياء و تصرفاتها كلها بتثبت انها بتنزلك من على الرف وقت ما تحب و ترجعك وقت ما تحب يمكن لو حد سمعني هيحس إني بقول كدا عشان تكرهها بس اعتقد المقربين منك هيفيدكوا أكتر مني مش كدا ولا إيه ؟!
تنهد بعمق و هو ينظر إليها ثم قال:
– أنا مبقتش عارف حاجة خالص يا سچى، أنا تعبت و حسيت إن من كتر ما علياء بتضغط عليا حاسس اني هنفـ ـجر قريب .
ابتسم له ثم قالت ببعضٍ من المرح:
– بعد الشر عليك و بعدين أنا عاوزك على فكرة لسه عليك أسبوعين كاملين تغسلي فيها الاطباق .
وقفت عن الأريكة و قالت:
– أنا هدخل اجيب شنطتي عشان اتاخرت و لازم اروح دلوقتي .
ما إن ولجت لمكتبها انقطع التيار الكهربائي فجأة عن المكان انتفض من مكانه و كأنه لدغ للتو ، هتفت باسمه عدة مرات حتى وصل إليها و بيده هاتفه موجهًا كشافه نحوها بدا يبحث معها عن لوحة التحكم و قال:
– هي الكهربا بتقطع هنا على طول ؟!
كانت تسير بالقرب منه و هي ترد على تساؤلاته واحدًا تلو الآخر، وصلا أخيرًا إلى المكان المخصص للوحة التحكم كاد أن يفتحها لكنها استوقفته قائلة:
– لا استنى يا رحيم
– في حاجة ؟!
– لا بس خايفة عليك !
ابتسم لها و قال:
– متقلقيش عمر الشقي بقي .
وجه الكشاف علي اللوحة متفصحًا إياها جيدًا ثم قال بنبرة تلمؤها الشك:
– سكيـ ـنية الكهربا نازلة هي بتنزل كدا على طول
– لا دي اول مرة تحصل !
بدأ يُصلح العطل الذي نتج عنه قطع الكهرباء
و عاد التيار سريعًا للمطعم ، ابتسم لها و قال:
– كدا ليكي عندي تسعتلاف بس .
– هي كل خدمة بالف ؟!
– اوما فاكراها جدعنة مني مثلا ؟!
– مثلا !
كادت أن تسقط و هي تعود للخلف لكنه حاوط خصرها بقوة، استندت بجسدها على الجدار لتنفض الغبار عن ملابسها رفعت وجهها له وجدته يقترب منها بشدة، نبضات قلبها كانت تتزايد كلما اقترب حاولت أن تبعده عنه و هي تقول بتلعثم :
– رحيم مـ ـن فضـ ـلك
حدثها هامسًا أمام شفتاها و قال:
– في حاجة بتشدني ليكي يا سچى .
ارخى جفنيها لتستقبل قبلته التي بالكاد أن يضعها لكن سرعان ما عادت لقوتها و دفعته برفق قائلة بتلعثم :
– احنا اتأخرنا اوي يلا بقى .
هربت منه قبل أن تقع في الخطا مرتين ظنت أن الأمر هكذا و لكن الأمر لن بهذه السهولة فـ كانت والدتها في استقبالها، تكظم غيظها الشديد منها و من تصرفاتها الطائشة تلك
ما إن ولجت المنزل صفعتها عدة صفعات متتالية مما جعل تلك الصفعات تترك أثرًا على خدها القت والدتها الهاتف في وجهها و قالت بغضبٍ جم:
– كنتي بتعملي إيه يا محترمة ؟! بتعملي إيه في حضن البيه الساعة اتناشر بليل في االاوضة الفاضية
– ماما حضرتك بتقولي إيه بس دي الكهربا كانت قاطعة و
– اخرسي يا قليلة الأدب و إياك اسمعك بتتكلمي كلمة واحدة عجبك فضايحك دي بقى على آخر الزمن أنا تيجي لي رسالة تقولي بنتك في حضن راجل غريب و عايشين اللحظة بقى أنا اسمع كلام وقح زي دا على آخر الزمن !!
– ماما مافيش حاجة من دي حصلت!
– و الصور دي إيه كدب
– ايوة كدب
– تحلفي بالله انها كدب يا سچى ؟!
التزمت الصمت بعد أن وضعتها في مأزق حركت الأم رأسها قائلة بحزنٍ دفين:
– يا خسارة تربيتي ليكي فين ابوكي واخوكي يشوفوا بنتهم وهي بتحط راسهم في الوحل !!
– ماما لو سمحت
– بلا ماما بلا زفت على دماغك اسمعي يا بت أنتِ من هنا و رايح رجلي على رجلك منين ما تروحي ولو شفت اللي اسمه رحيم دا ولو صدفة في الشارع قسمًا بربي لأعلمه الأدب واخليه يقول إن الله حق سامعة و لالا ؟! .
******
بعد مرور يومان
حاول فيهم “رحيم” الوصول لها لكنه جميع محاولاته باءت بالفشل الذريع، حتى علم من صديقتها المُقربة سيطرة والدتها عليها ومنعها من الخروج وبعد محاولات عديدة منه للوصول إليها نجح اخيرًا في احداهم، تقابلت معه في حديقة المطعم بعد ما تأكدت من انشغال والدتها في حسابات المطعم فـ انسحبت بهدوء شديد وصلت إليه نظرت إليه و قالت بنبرة تلمؤها اللهفة :
– رحيم .
استدار بجسده كله لها ما إن وصل لمسامعه صوتها الرقيق، القى نظرة متفصحة لملامح وجهه الحزين سألها بهدوء:
– أنتِ كويسة ؟!
هزت رأسها علامة النفي، تركت لدموعها العنان رفع وجهها بأنامله لتتقابل عيناها بخاصته وجد خدوش بسيطة على وجهها فسألها بحزنٍ دفين :
– مامتك هب اللي عملت كدا ؟!
أومأت رأسها علامة الإيجاب و قالت:
– ايوة
تابعت بنبرة حائرة:
– في حد صورنا وقت ما الكهربا قطعت و ماما فهمت الموضوع غلط .
سألها بشكٍ :
– تقصدي مين بالحد دا ؟!
– مش عارفة، بجد مش عارفة مين له مصلحة في كدا ولا حتى مراقبني بالشكل دا .
حسمت حيرتها في اخبراه و هي تقول :
– رحيم أنا في بتحصلي و كنت مترددة انب احكيها لك
– حاجة إيه ؟!
فرغ فاها لترد فقاطعها صوت صديقتها
” ليلي” حين أتت مسرعة و قالت:
– طنط بتدور عليكي و قلت لها انك في الحمام يلا بسرعة .
سألها ” رحيم” و قال:
– إيه الحاجة اللي بتحصلك يا سچى ؟!
– هقولك لعدين يا رحبم مش هينفع دلوقتي هكامك في التليفون عناذنك دلوقتي مش حابة المشاكل بيني و بين ماما تزيد عن كدا .
*****
بعد مرور أسبوع
لم يحدث أي شئ جديد يذكر سوى معرفة والدة سچى بمقابلة ابنتها لرحيم، فزاد الأمر بينهما سوءٍ مما جعلها تطلب مقابلته على وجه السرعة داخل مطعمها،اتى حسب الموعد المحدد جلس مقابلتها و قال :
– حضرتك طلبتي مني اقابلك خير ؟!
عاوز إيه من سچى ؟!
قالتها دون أدنى مقدماتٍ منها بعدما اغلقت دفتر الحسابات خاصتها، تنهد بعمق و قال بهدوء حد البساطة:
– إنا مافيس أي حاجة بيني و بين سچى غير إننا مجرد زملاء فـ…
قاطعته بنبرة تملؤها الغيظ :
– بنتي سابت الخدمة داخلة في ست شهور و زيادة و مافي أي حاجة تربطك بيها سوى كان شغل أو غيره يبقى لفف وراها ليه ؟! بتحاول توصل لإيه ؟!
فرغ فاه ليرد على اتهاماتها لكنها قاطعته قائلة:
– بص با ابن ااناس أنت معروف عنك إنك بتخطب النات و توصل لغرضك و بعدها تسيبهم
– مين قالك العته دا ؟!
– اللي قال قال خلاص مش دي مشكلتي دلوقتي أنا كل اللي يهمني بتلف حولين بنتي ليه طالما مافيش حاجة تربطك بيها !
عجز عن الرد فـ حديث والدتها على حق و في نفس الوقت لايعرف كيف يخبرها أنه يراقبها عن كثب بسبب الرسائل التي تصله، وقف عن مقعده و لم يرد على سؤاله بل اعتذر عن مضايقته لها دون قصد، انسحب في هدوء كما أتى أما هي ظلت تنظر في الفراغ الذي تركه تنهدت بعمق ثم قالت:
– كنت متأكدة إنه لعبي مش بتاع جواز يا خسارة يا سچى نطرتك خيبت المرة دي .
*******
بعد مرور أسبوع
أنت عاوز إيه بالظبط يا رحيم عاوز سچى و لا مش عاوزاها ومتقوليش إنك بتعمل كدا عشان الرسايل اللي بتيجي لأن الرسايل مبقتش بتوصلك خلاص !
اردف” بدران” عبارته وهو يجلس خلف مكتبه بشركته الجديدة بينما كان “رحيم” يجوب المكتب ذهابًا إيابًا يفكر في حديث صديقه توقف حين قال له بضيق:
– اثبت يا ابني خيلتني !
– اهو اديني ثبت اهو شوف لي حل بقى !
– حل في إيه ؟!
– بقولك امها الست القوية المفترية مقعدة البت في البيت ومنعها من الخروج حتى التليفون ممنوع تمسكه تقولش عيلة في اعدادي و سقطت في امتحانها وبتعاقبها !!!
ختم حديثه بنبرة مغتاظة و قال:
– إيه الاستبداد دا !! هو في جحود كدا !!
– و الله ما في حد جاحد غيرك و أنت مالك يا بارد تعاقبها ولا تكافأها يا بارد ؟!!
– تصدق مافي ابرد منك بقولك كل دا بسببي بتفهم عربي ولاانجليزي انت ؟!
– لا بفهم في الاصول و الأصول بتقول طالما ملكش علاقة بالبنت من قريب أو من بعيد تبعد عنها عشان متعملهاش مشاكل يا كدا يا تخطبها و تريحني من وجع الدماغ دا.
– اخطبها !!
– مالك استغربت ليه ؟!
– مش مستغرب اصل معنديش المشاعر اللي توصلني لأني اخطبها
– ولاه أنت كداب يالاه لو مكنش عندك مكنتش هتموت عشان تشوف وفرضًا لو معندكش بتدور وراها ليه ؟!
التزم رحيم الصمت بينما رد بدران و قال:
– فكر مع نفسك كويس ولما تحس نفسك جاهز روح اتقدم لها بشكل رسمي ولو حسيت نفسك مش جاهز يبقى تخرس وتمهد وملكش دعوة بيها .
رد” رحيم” و قال بهدوء:
– لا أنا مش ناوي لااخطب و لا اتجوز دلوقتي أصلا و أنا اصلا مبفكرش فيها نهائي .
في مساء نفس اليوم
كان جالسًا داخل غرفة الضيوف بمنزل
” سچى ” يحاور والدتها في بعض الامور الهامة إلى وصل لهدفه فقال:
– من غير لف و دوران أنا طالب ايد سچى بنتك يا طنط
– بقالك ساعتين واكل دماغي و في تقولي من غير لف ودوارن طب يا حبيبي طلبك مرفوض أنا مجوزش بنتي لواحد بتاع ستات .
رد” رحيم” مدافعًا عن حاله و قال:
– مين قالك الكلام الفارغ دا أنا مليش في الستات اساسًا .
لطمت بيدها على صدرها و قالت:
– و جاي لبنتي تهبب ايه
قاطعها بسرعة و قال:
– لا إنتِ فهمتي الموضوع غلط إنا م بتاع ستات يعني أنا محترم و مؤدب .
على الجهة الأخرى من نفس المكان
كانت “سچى” ممددة وسط الفراش لا حول لها و لا قوة تريد أن تصرخ لكن تشعر بالخدر في سائر جسدها، ابتسم لها و قال:
– رحيم جاي يخطبك و ملقتش أحلى و لا اجمل من اليوم دا عشان أأقدم له هدية خطوبتك يا عروسة .
قام بفتح أزرار منامتها واحدًا تلو الآخر ثم قام بتصوير كل ما يحدث داخل الغرفة، أزاح خصلات شعرها جنبا ثم مرر نصل السـ ـكين
على طول رقبتها هبوطًا على بطنها ووصولًا
لخصرها مزق بنطالها بنفس السـ ـكين، تنفس بعمق و هو ينظر لها و بداخله لذة الانتصار لتلك اللحظة ابتسم لها و قال:
– مش قاسم الوزان اللي ينضحك عليه من حتة عيلة زيك لو مخلتكيش تندمي على دخولك الدخلية مبقاش أنا قاسم بس هنتحاسب على حاجة حاجة متقلقيش يا روحي دلوقتي هنبدأ بدخولك الممكلة من غير أذني .
نزع جلبابه عنه ثم القاه أرضًا ثبت ساقيها كلًا منهما على حدى و اعتلاها في أقل من ثانية وقبل إن يدفن وجهها في تجويف عنقها نظر لها و قال:
– اللحظة دي لازم تتصور عشان تفضل للذكرى الخالدة و كمان يمكن سيادة المقدم يغيير رأيه بعدها.
دفن وجهه في رقبتها بعدما ثبت هاتفه المحمول ليقوم بتصوير ما يحدث داخل الغرفة .
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما بين العشق والخذلان)