روايات

رواية مايا الفصل السادس 6 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الفصل السادس 6 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الجزء السادس

رواية مايا البارت السادس

رواية مايا
رواية مايا

رواية مايا الحلقة السادسة

وصلت أمي للنرويج ، فأحضرت لي فستاناً كهدية ، وأحضرت لكمال ميدالية زرقاء تُعَلَّق في السيارات ، ثم أخرجت من حقيبتها قطعتا شوكولا وقالت :
-هذه القطعتان أرسلاها والدكِ لكما ، فقد اشتهاكما بها ، كونها الشوكولا المفضلة لديه ، وبآخر لحظة كان يعتقد أنَّ لدينا منها الكثير ، لكن لم يتبقَ في المنزل إلا هذه القطعتان ، ولم يكن لدينا وقت لنشتري كمية منها لكما .
ما إن دخلَت للغرفة لتغير ملابسها حتى انفجر كمال قائلاً:
-لماذا لم تحضر لكِ قطعةً من الذهب ، أهذه قيمتكِ عندها ؟! ،ثم ما هذه الهدية ؟! رأَتْ ميدالية رخيصة الثمن هي قيمة زوج ابنتها ،ووالدكِ رأى قيمتي قطعة شوكولا فقط ، من الواضح أنَّ والداكِ تزوجا لأنهما يشتركا بقلة الذوق.
كادت أن تنهمر دموعي وأنا أحاول تهدئته ، كي يخفض صوته ولا تسمع أمي كلامه ، وبشق الأنفس صمت بعد أن وعدته أنَّ هذه هي المرة الأخيرة التي سأقابل بها والداي .
مضت بضعة أيام ، جلس كمال بها كالأصم والأبكم ، لا يشاركنا الحديث ، ولا يرد علي أمي إن نادَتْه باسمه .
بعد أن عادت أمي لألمانيا ،ومنذ اللحظة التي دخلت بها المطار ، وعلى مر أيام أعقبَتها أسابيع ،استمرّ بذكر الأحداث منذ المرة التي لم يتشكره والداي بها على إقراضه النقود لهما ، إلى قطعتي الشوكولا انتهاءاً بهدية الميدالية والفستان ، ولم يكفُّ عن ذمّ والداي في الصباح والمساء.
إلى طفح الكيل بي وفي إجازة الجامعة ، قلت له:
-أريد السفر لوالداي ، كي أضع حداً لهما وأخبرهما إن لم يعاملانا بطريقة لائقة وخاصةً أنت ، فلينسَيا أني ابنتهما.
حلق قلبه من الفرح ، لدرجة أنه عانَقَني بحرارة .
ما إن دخلت لمنزل والداي حتى أخبرتهما بكل شيء ، وأنهيتُ حديثي قائلة :
-أريد الطلاق.
صمت والدايَ لبرهة ثم قالا :
-هذه حياتكِ وأنت التي تعيشيها معه ، ولا أحد سيشعر بمعاناتكِ إلا أنتِ ، ونحن معكِ بأيّ قرار تأخذيه وتَرَين سعادتكِ به .
قبل عودتي للنرويج بيوم واحد ، ولأنَّ كمال كان يعلم اليوم الذي سأعود به ، اتصل بوالدي وقال له :
-افتح مكبر الصوت ، فأنا أريد أن تسمع مايا ما سأقول.
فتح أبي مكبر الصوت فقال له :
-أخبر ابنتكِ أني لم أعد أحتمل أن تستمر في الدراسة أكثر ، لأني أريد ولداً ، فإما أنا أو دراستها .
فأخذت الهاتف من والدي وقلت له:
-أنا أختار دراستي ، فلديّ حلم ولن أتوقف قبل تحقيقه .
-إذاً تعالي خذي أغراضكِ من المنزل في الغد ، وتدبري أمركِ بنفسكِ .
ما إن أغلق الاتصال حتى أرسل لي رسالة كتب بها:
-لو قلتي لي أمام والدكِ بأني سأختاركَ أنتَ ولا أريد دراستي ، كنت سأسمح لكِ بتكملة دراستك ، فأنا الذي شجعتكِ عليها ، فكيف سأطلب منكِ أن تتركيها ، لكني كنت أرى قيمتي عندكِ ومن الواضح أنَّ لاقيمة لدي ولذلك في الغد سأمهلكِ ساعتان لتأخذي أغراضكِ ، وإن عدت ورأيتكِ في المنزل ولم تنتهي من أخذها سأطردكِ منه وسيبقى فيه الأغراض التي لم تأخذيها .
في اليوم التالي ، عدت للنرويج وأسرعت بأخذ أغراضي قبل عودته ، ثم اتصلت بزميلتي في العمل .
كانت زميلتي سورية تسكن مع والداها ، وكنتُ قد أخبرتها مسبقاً بكل معاناتي مع كمال، وطلبتُ منها أن أسكن بمنزلها
بضعة أيام لحين إيجادي منزلاً واستئجاره .
استمريت في البحث عن منزل لأيام ، إلى أن وجدت غرفة واحدة بها مطبخ وحمام ، استطعت استئجارها بنقودي التي أجنيها من العمل ، فأصبحت بالنسبة لي أجمل من أفخم منزل بسبب الراحة النفسية التي شعرت بها بابتعادي عن كمال .
كم تمنيت أن أذهب لألمانيا واستقر مع والدايَ ، لكن جامعتي بالنرويج ولن أستطع تركها والانتقال لجامعة في ألمانيا، كوني لم أستطع الحصول على الجنسية النرويجية بعد .
استمريت في العمل ، والحديث مع والداي للاطمئنان عليهما واطمئنانهما عليّ ، وبكل مكالمة كانا يشجعاني على الاستمرار في الدراسة، وعدم الاستسلام لصعوبات الحياة ، لكي أتخرج من الجامعة وأحقق حلمي .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مايا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى