روايات

رواية مايا الفصل الرابع 4 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الفصل الرابع 4 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الجزء الرابع

رواية مايا البارت الرابع

رواية مايا
رواية مايا

رواية مايا الحلقة الرابعة

بعد مرور أيام على انتقالنا لمنزلنا المستقل ، بدأ بإصدار الأوامر ، ومنها أننا بكل مرة نتناول الطعام ، كان يطلب مني أن أقلل كمية الطعام التي أتناولها حتى قبل أن أبدأ بتناوله ، لأنه يخشى أن يزداد وزني ،غير أني طلبت منه مراراً وتكراراً أن يشتري هاتفاً لي كي أتحدث مع أهلي وأطمئن عليهم لكنه كان يقول لي:
-تحدثي معهم من هاتفي ، وأمامي .
كلما أردت الحديث مع أمي وأبي على تطبيق الدردشة كان يجلس فوق رأسي ليقرأ ما أكتب لهم .
وبعد أن وجدت عملاً في محل ألبسة خطر ببالي أن أطلب منه للمرة المليون أن يشتري هاتفاً لي ، فقلت:
-افرض أني تعرضت لموقف ما أو حدث معي أمر طارئ، كيف سأستطيع الوصول إليك ؟! .
توقعت رفضه لكنه أدهشني بموافقته واشترى هاتفاً لي بنفس اليوم، لكنه لا يصلح إلا للمكالمات الهاتفية ، ثم قال :
-مواقع التواصل الاجتماعي ممنوعة ، فلا تحتاجين من العالم سواي.
كنت كلما أردت الخروج مع زميلاتي في العمل للتسلية والمرح لبعض من الوقت ، كان يرفض ذلك دون مبرر ، سوى بأنه لا يحب المرأة الفارغة التي تمضي وقتاً بدون منفعة ، واستمرّ على منعي من أبسط الأشياء التي أريدها ، مما جعلني وبعد مرور أشهر أنفرُ منه ، بعد أن أصبحت أشعر أني كالرهينة لديه، خاصة عندما بدأ يخرج من المنزل إلى العمل ، ويتصل بي بكل دقيقة عندما يقترب موعد انصرافي من العمل ليضمن أني سأعود إلى المنزل بالوقت المحدد.
كانت تفاصيلاً إن سمع عنها أحد كان يراها بسيطة ، وربما هناك من يراها تافهة ، لكنها كانت تدمرني .
بعد مرور سنتين طلبت منه أن أبدأ في دراسة الثانوية العامة بعد أن أجدتُ اللغة النرويجية ، كي أدخل جامعة مرموقة وأحقق حلمي الذي لم أستطع تحقيقه ببلدي ، فوافق على الفور ، قائلاً:
-جميل أن تدرسي ، كي ينصرف تركيزك وتفكيرك نحو تحصيلك العلمي ، وتضيفين لمكانتي في المجتمع مكانة مرموقة أكثر .
ولم تكن مكانته سوى موظف في شركة لتصليح الأدوات الكهربائية .
بعد مرور بضعة أشهر طلبت منه أن يقوم بتحميل تطبيق الدردشة على هاتفي ، فلم يعد في الحياة أحد بالغ وفي منتصف العشرينات لا يملك حساباً بمواقع التواصل الاجتماعي ، لكنه رفض مراراً وتكراراً بحجة أنّ التطبيقات ستقوم بتشتيت تركيزي عن تحصيلي العلمي ، مما جعلني أطلب من ماريا مساعدتي في إقناعه ، وبعد جهد منها ، وافق على أن يُحَمِّل على هاتفي تطبيق الدردشة فقط لأتواصل مع عائلتي ، وبعد بضعة أيام سمعته يتكلم مع نفسه بصوت بالكاد يُسمع :
-كم يروقني شغفي بالتكنولوجيا ، فبرامج مراقبة الهواتف المحمولة تجعلني أراقب كل محادثاتها ومكالماتها .
وبرغم ذلك لم أواجهه بما قال ، فلم يكن لديَّ شيء لأخفيه عنه ، لكني بدأت أشعر أني أمقت حتى النظر إليه .
إلى أن قرر والداي الهجرة من سوريا إلى ألمانيا بعد أن استطاع أخي استدعائهم بلمّ الشمل ، فاقترح كمال أن يرسل لهم جزءاً من مصاريف سفرهم كَدَيْن، وإعطائهم رقم المهرب الذي أخذنا من تركيا ، كونه محل ثقة .
وافق والدايَ على اقتراحه ، فشعرت أنَّ تصرفه قد محى كل الأشياء التي ضايقني بها ، إلى أن فوجئت بأنَّ تصرفه مع والدايَ كان لغاية في نفسه .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مايا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى