روايات

رواية مايا الفصل الخامس 5 بقلم رفيف أحمد

موقع كتابك في سطور

رواية مايا الفصل الخامس 5 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الجزء الخامس

رواية مايا البارت الخامس

رواية مايا
رواية مايا

رواية مايا الحلقة الخامسة

بعد أن بدأَت دراستي بشهر ، خرج والداي من سوريا ، وما إن وصلا لمخيمات ألمانيا بعد عناء طويل، حتى قال لي كمال:
-إنَّ والدكِ عديم الذوق ، لم يتصل بي ليتشكرني على النقود ، فلولايَ أنا لما استطاع الوصول ، أنا زوج ابنته يعاملني وكأني بلا قيمة ؟!.
فانتفضت بوجهه قائلة:
-والدايَ واجها الموت ، وهما بالكاد وصلا ، وحتى أنهما لم يستريحا ، وأنتَ تتحدث عن شكره لكَ قبل أن يلتقط أنفاسه ، لا تتحدث عن والديَ بسوء فأنا أتحمل كل شيء إلا ذلك ، ألزم حدودك ولا تتمادى .
-يا لكِ من زوجة سيئة ، فبدَلَ أن تكوني بجانبي ، وتتصلي بوالدكِ وتقولي له تصرفكَ غير لائق مع زوجي ، تبرري له سوء تصرفه ، ثمَّ إن كان والدكِ عديم الذوق فكيف أمك لم تشرح له كيف يحسن التصرف ،إذاً هي حتماً بقلة ذوقه.
حينها صرخت قائلة:
-من الواضح أنَّ معاملة أباكَ السيئة لك في طفولتك ومراهقتك ، وتهرّب والدتك من رعايتك والدفاع عنك ، جعلت منك مريضاً نفسياً .
فصرخ قائلاً:
-يالكِ من عديمة التربية .
ثم خرج من المنزل وبعد عشر دقائق اتصلت ماريا بي لتفهم ما حصل بعد أن اتصل بها ، وبعد أن شرحت لها ، اعتذرت بالنيابة عنه ، وتكفَّلت بإدخال قصدي برأسه ، كونه قليل الاستيعاب ، وبرغم ذلك لم يقتنع منها ، فاستمر أياماً عند الصبح والليل يقول لي:
-لولايَ لما وصل أبوكِ لألمانيا وبرغم ذلك لم يتشكرني .
حاولت أن أتماسك نفسي كثيراً مراراً وتكراراً، وأن أتكلم معه بهدوء في كل مرة ، مما جعلني أفرّغ غضبي في مضاعفة دراستي.
بعد أن يَئست من سكوته ، طلبتُ من والدايَ أن يتشكراه بعد أن أخبرتهما بكل شيء ، لعل ذلك يخفف من توتره ، ويجعلني أعيش حياة هنيئة ، وبعد أن تشكراه لم يتوقف عن قول :
-غضضتُ الطَّرف عن تأخر شكرهما لي ، لكن كيفَ لم يُرسلا إلى الآن هدية لي أو لكِ حتى ، ألم أقل لكِ أنَّ والداكِ عديما الذوق .
تشاجَرنا كثيراً وبشكل شبه يومي على نفس الموضوع ، وحتى ماريا لم تستطع مساعدتي بتغيير تفكيره ، مما جعلني وبكل مرة يذمُّ بها والداي ، أطلب منه الذهاب لطبيب نفسي لعلاج داء العَظَمَة وعلاج الصدمات النفسية التي تعرض لها في طفولته ، لعلَّهُ يصبح شخصاً سوياً ، لكنه وبكل مرة كان ينعتني بعديمة التربية والأدب ، ويخرج من المنزل ثم يتصل بماريا .
بعد شهرين ، أخبرته أني سأسافر لألمانيا للقاء والداي ، لكني لم أخبره أني سأشتري لوالدي هاتفاً مستعملاً ذا إمكانيات أفضل من هاتفه الذي أوشك على أن يتعطل ، وفستانان لأمي ، وأني سأعطيها نقوداً بيدها .
ولأنَّي سحبت النقود التي وضعتها في حسابنا المشترك بالبنك قُبَيل سفري ، وصلت له رسالة على هاتفه ، وبعد أن عدتُ استقبلني بالصراخ قائلاً:
-لو انتبهتُ على الرسالة لم أكن لأسمح لكِ بالسفر، كيف لم تأخذي أذني وموافقتي على سحب النقود ، وما حاجتكِ للنقود إن كنت قد دفعتُ لكِ مصاريف ذهابكِ وإيابكِ.
-أهديتُ والدايَ هاتفاً وأمي فستانان.
فازداد صراخه:
– كيف تهديهما أنتِ وهما لم يهديانكِ شيئاً، وحتى لم يرسلا معكِ هدية تليق بزوجكِ، كم أنكِ زوجة سيئة لا تعملينَ قيمة لزوجكِ .
قلت له بصدمة:
-والدايَ لا يزالان بالمخيم، وأبي لم يعمل بعد ، كيف سيرسل لك هدية، ثم إني سحبت نقوداً هي ملكي ، فأنا أعمل طوال اليوم لأجني نقوداً لنفسي أصرفها كيفما أشاء ، وأنا لم أقترب من نقودك .
-أنا المخطئ الذي سمحت لكِ بالعمل ، ممنوع عملكِ من الآن فصاعداً.
حينها انهمرت دموعي بلحظة وقلت له :
-أصحاب المحل قد ائتمنوني أني سأغلقه اليوم .
-ليجدوا شخصاً غيركِ.
وبعد أن أجهشت بالبكاء ، قال لي :
-سأسامحكِ هذه المرة ، لكن لا تقولي بالمرة القادمة إنها نقودي ، كل مبلغ مالي ستسحبيه مهما كان ضئيلاً عليكِ إخباري به وأخذ موافقتي قبل أن تسحبيه ، حتى لو كانت نقودكِ .
جعلتُ غضبي منه على مدى أشهر ، يصب في حفظ دروسي وفهمها ، فحتى بعد أن أعاد أبي نقوده إليه وتشكره مرة أخرى ، استمر بذمه وذم والداتي كلما صاح الديك ، كونهما لم يشكرانه حال وصولهما لألمانيا ولم يُرسلا هدية له . إلى أن صدرَت نتيجة نجاحي وقبولي دخول كلية الصَيدَلَة ، حينها أيقنتُ أنَّ لكل مجتهدٍ نصيب ، وأنه عندما يسعى المرءُ خلف طموحه دون أن يلتفِتَ للعوائق ، سيصل إلى ما يريد .
لم ينسَ أن يدعوني للعشاء خارج المنزل احتفالاً بنجاحي ، وتقديم خاتم ذهب هدية لي .
وبرغم ذلك استيقظ في صباح اليوم التالي قائلاً:
-كم وددت لو يهديكِ والداكِ خاتم ذهب لو كان وزنه خفيف كريشة الطائر، فقط لكي يشعروني أنكِ مهمة بالنسبة لهم .
حينها تنفستُ الصعداء قائلة:
-علاقتي بوالداي علاقة مبنية على الحب والحنان والاهتمام العاطفي ، وليس على الاهتمام المادي .
استمر بأسطوانته المعتادة ، مما جعلني في أغلب الأحيان أقول له بعد أن استفد طاقتي في النقاش:
-معكَ حق والدايَ مقصرّان بحقي وحقك .
وبرغم ذلك كان ينتفض بوجهي غاضباً:
-هل تعتبريني طفل تسايريه وتأخذيه على حجم عقله؟!
لم تمنعني مشاكلي مع كمال وعملي في محل الألبسة ودراستي عن الحديث مع والداي والاطمئنان عليهما كل يوم ، إلى أن نجحت إلى السنة الثانية في الجامعة ، حينها وجدت عملاً في صيدلية ، واشترى كمال سيارة جديدة ، فقال لي :
-بما أنَّ أباكِ لا يستطيع التغيّب عن العمل ، ما رأيكِ أن تطلبي من أمكِ أن تأتي لزيارتنا بضعة أيام ، وأخبريها أني سأتكفل بثمن تذكرتها ، ولا تنسي أن تخبريها أني اشتريت سيارة كي آخذكما بنزهة حال قدومها إلينا ، احتفالاً بعملكِ الجديد الذي هو في اختصاص دراستكِ، كونها لم تحتفل معنا بنجاحكِ.
مع رفض أمي أن يدفع كمال ثمن التذكرة ، لكني أصرَّيت عليها أن تقبل ، فقد توقعتُ بأنَّ طلبه قدوم أمي إلينا دليل على أنه قد غيَّر من تفكيره ، لكن سرعان ما خابت توقعاتي…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مايا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى