روايات

رواية مايا الفصل الأول 1 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الفصل الأول 1 بقلم رفيف أحمد

رواية مايا الجزء الأول

رواية مايا البارت الأول

رواية مايا
رواية مايا

رواية مايا الحلقة الأولى

كان ابن عمتي باسل الشاب الأوسم في عائلتنا ، محط إعجاب فتيات العائلة ، لجمال شكله وعقله ، وقد كان فارس أحلامي بكل معنى الكلمة ، فقد أصاب قلبي بسهام حبه عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري .
كنت أعتقد أنَّ الحب بيننا من طرف واحد ، إلى أن أتى ذات يوم وهمس في أذني :
-مايا ، أحبكِ .
وقبل أن أقول له وأنا أيضاً ، تنفس الصعداء وأكمل :
كم أود خطبتك ، لكنكِ لا تزالينَ صغيرة ،وأمامكِ مستقبل ولديكِ طموحات ولذلك ادرسي بجد ولا تتنازلي عن أحلامكِ لأي سبب كان ، وسأنتظر لحين أن تكبري كي أتقدم لخطبتكِ ، وأكون عوناً لكِ في تحقيق أحلامكِ ، وعهداً عليَّ لن أتزوج إلاّكِ .
فقلت له بابتسامة خجولة وأنا أنظر نحو الأرض :
-وأنا أيضاً
ثم هرولت للغرفة المجاورة وقلبي يحلق في أرجاء صدري من الفرح ، وأدركت أنَّ رضا والدايَ عليَّ، قد كافأني الله به أنْ جعل شاباً كابن عمتي يُحبني.
كان كلام باسل معي عن طموحي وأحلامي لأنه يعرف شغفي في الدراسة كي أحقق مكانة مرموقة في المجتمع ، وما زاد إعجابي به أنه كان شغوفاً مثلي لطلب العلم ، فعندما صارحني بحبه كان من الأوائل في السنة الثانية بكلية الهندسة الميكانيكية .
ومن حينها كلما رأيته في الزيارات العائلية ، أشعر أنَّ قلبي قد خرج من أضلعي وعانقه ، وأنا ثابتة في مكاني ،وأصبحت أرى نظراته لي تشع حباً وتكسو روحي بالطمأنينة ، ونبرة صوته في الحديث معي كسمفونية موسيقية تطيب لأذنيَّ سماعها .
لم نسمح لمشاعرنا أنْ تغير من علاقتنا كأقارب ، ومن عفويتنا في الحديث بالزيارات العائلية .
مضت سنة أعقَبَتها أخرى ، إلى أن أتى وقت تحضيري للثانوية العامة ، وكان هو قد نجح لآخر سنة له في الجامعة ، حينها اشتعلت الحرب في سوريا ، مما جعل والداه يرتعشان خوفاً عليه، وقاما بتهريبه إلى تركيا .
شعرت كأنَّ روحي انسلخت من جسدي وذهبَت معه ، وكم كنت أشعر بألمه كونه لم يستطع أن يكمل دراسته ويتخرج ، فحاله كحال بقية الشباب الذين دفنوا أحلامهم وطموحهم في بلدهم وهاجروا هرباً من الموت .
ولأني لم أنسَ كلامه معي أول مرة ، بأنه يجب عليَّ أن أدرس بجد لأحقق أحلامي ، أصرَّيت على أن أدرس وحدي بدون دروس خاصة ولا مدرسة، فقط كي لا أستسلم لظروف الحرب ، وأوضاع عائلتي المادية التي تدنّت بسبب نزوحنا من ريف حلب إلى حلب .
منذ أن سافر باسل إلى تركيا، لم نتواصل مع بعضنا ، ولم أعرف أخباره سوى من عمتي و أبي ، فقد خشيت أن يحرك تواصلنا مشاعر الحزن بسبب الفراق والشوق ، وكنت على يقين أنه امتنع عن محادثتي لنفس السبب ولكي لا يُشغلني عن دراستي .
نجحت في الثانوية العامة ، ومجموعي سمح لي بالدخول إلى معهد تمريض في جامعة حلب .
بعد أن قال أبي لقد استطاع باسل السفر من تركيا إلى ألمانيا ، أيقنتُ أنَّ لقاءنا بات مستحيل وأنَّه عاجلاً أم آجلاً سينسى حبه ووعده لي ثم يتعرف بفتاة ويُغرَما ببعضهما ثم يتزوجا ، مما جعلني وبعد مرور أول سنة في المعهد ، أوافق على خطبتي من شاب يدعى كمال .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مايا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى