رواية ماسة في يد القاسي الفصل التاسع عشر 19 بقلم ملك رامز
رواية ماسة في يد القاسي الجزء التاسع عشر
رواية ماسة في يد القاسي البارت التاسع عشر
رواية ماسة في يد القاسي الحلقة التاسعة عشر
وصل كنان للقصر ودلف للداخل ليصدر هاتفه صوت رنين اخرج الهاتف فوجده رقم غير مسجل ليجيب بتعب فهو لم يغير على الجرح الى الآن : ايوة مين معايا
مجهول : انا شخص عاوز يرجع العلاقة ما بينك انت ومراتك وعاوز يصلح ما بينكم والمقابل انك تحافظ عليها بجد
كنان برفعة حاجب : وليه متكنش واحد من أعدائي وعاوز توقع بيا
مجهول : تعالى وقابلني كمان عشر دقايق في **** وهتتأكد اني مش واحد من اعدائك
كنان : تمام . وأغلق الإتصال دون الإستماع للطرف الآخر
صعد لجناحه ودلف لغرفته للتبديل على الجرح جلس على السرير وخلع التيشيرت بصعوبة بدأ بتعقيم الجرح ثم أعاد لفه بالشاش وذهب لغرفة ملابسه اخرج قميص باللون الأسود وبنطال باللون الاسود وكوتش اسود الوان سوداء بأكملها ك حياته تماماً بعد ذهاب ماسة
نزل الى الأسفل ولم يجد احد في الصالة فجميع الخدم قد صرفهم عدا الدادة هدى التي ترفض تركه ومن المؤكد ان الدادة تنظف في مكان ما
خرج الى الخارج واستقر في سيارته شغل محرك السيارة وانطلق في طريقه الى المكان الذي وصفه له ليتوقف بعد قليل امام مطعم من الطبقة المتوسطة استرجل من السيارة وبدأ يسير نحو المطعم متغاضياً عن انظار الناس وهمساتهم لوجوده في هذا المكان
توقف امام باب المطعم ونظر حوله بتفحص فلم يجد احد متوجه نحوه ليستمع لصوت رسالة
مصدرها من هاتفه اخرج الهاتف ليجد الرسالة من الرقم المجهول : أول ما توصل المطعم ادخل لجوا هتلاقيني قاعد على طاولة لابس تيشيرت أزرق ومعايا المدام بتاعتي الي يمكن تكون عارفها او أكيد
اغلق كنان الهاتف وتوجه لداخل المطعم القى نظرة سريعة لتتوقف عيناه امام طاولة في منتصف المطعم يجلس عليها شاب جميل في نهاية العشرينات يرتدي تيشيرت ازرق سماوي وامامه تجلس فتاة لم يتعرف على ملامحها لإعطائه ظهرها
رفع الشخص عيناه ليجد كنان ينظر له ليشير له بالقدوم ووقف بإحترام بعد ان اشار لزوجته بقدومه
اقترب كنان منهم ووقف امام الشخص بصمت
الشخص وهو يمد يده : انا يوسف ودي زوجتي اية
بادله كنان السلام ونظر للفتاة ليفتح عيناه بدهشة : مش انتي
اية : ايوة انا يا كنان باشا انا الي مرات حضرتك موجودة معايا في البيت
جلس كنان على المقعد وملامح الدهشة تحتل وجهه : انا عايز افهم كل حاجة
اومأت اية بهدوء وبدأت تسرد له كل شيء منذ لقائها بماسة اول مرة ثم لقائها الثاني عندما اصيبت بالرصاصة ومعرفتها بقصة ماسة وزواجها منه ومن ثم الإتفاق الذي حدث بينهم واخذ ماسة لبيتها وحزن ماسة المستمر وبكائها لتردف اخيراً : دي كل حاجة يا كنان باشا انا كنت بشتغل عند حضرتك في المستشفى وما زلت وانا الي حذفت مشاهد الكاميرات في المستشفى يوم اختفاء ماسة عشان منتكشفش انا عملت كل ده عشان حسيت انها زي احتي بالزبط ولازم اساعدها صمتت لثواني لتكمل بعدها بحزن . ودلوقتي جينا لحضرتك علشان حالة ماسة متسرش أبداً دي بقت لا بتاكل ولا بتشرب حاجة دي حتى مبقتش بتعرف للنوم طريق انا عاوزاها ترجعلك علشان هيا فعلياً لحد دلوقتي بتحبك بس رافضة تعترف علشان مش قادرة تنسى الي عملتوا بيها وحاسة انها لو رجعت هتكون اهانت نفسها اوي بعد ما كانت متعرضة للذل عند حضرتك
صمتت اية بعد حديثها الأخير ليعم الصمت المكان
نظر جو لكنان الذي كانت نظراته مزيج من الغضب والحزن على ما عاشته حبيبته بسببه ومن ثم الغيرة لوجودها طوال هذا الوقت في بيت شخص غريب عنها ليتحدث أخيراً : انا عارف انو انت دلوقتي حاسس بالغيرة عشان مراتك كانت عايشة مع راجل متعرفوش وده شيء جميل وانا اقدره ولو كنت مكانك كان هيكون شعوري زيك كده بس الي انت متعرفوش انو يشهد عليا ربنا ماسة كانت زي اختي بالزبط وكانت ليها حقوق في البيت وكأنها مالكة ليه وحقيقي ده الي احنا كنا عايزينه لاننا عدناها وحدة مننا ولو كانت ماسة كملت حياتها عادي وقدرت تنسى حياتها القديمة مكناش قعدنا القعدة دي او جينا وبعتنا ليك بس هيا مش قادرة تنسى واحنا علشان بنعدها اختنا مش هنقدر نكمل واحنا شايفنها بتتعذب كل يوم
تنهد كنان تنهيدة طويلة واحاط وجهه بيداه : انا مش عارف ازاي قدرت اعمل كل ده عقلي كان فين اما فكرت واعملت كده
رفع يداه عن وجهه ونظر لكلاهما : انا بجد مش عارف اقولكم ايه مش عارف اشكركم ازاي على كل الي عملتوه مع ماسة يوسف بجد انت راجل مفيش زيك مفتكرش انو لو كان حد تاني مكانكم هيعمل زي الي انتو عملتوه وبالذات بعد ما نشرت في الجرايد انو في مبلغ كبير هياخده الي هيدلني على مكانها انا بجد ممنون ليكم
جو بإبتسامة : مفيش داعي للشكر كلنا اخوات وكلنا واحد ولو فعلياً عايز تردلي الجميل رجع ماسة للحياة من تاني لونلها حياتها من تاني وخليها تنسى كل حاجة مش كويسة شافتها منك او من غيرك هيا بجد اتظلمت بحياتها اوي
اية بدموع : انا معرفش هيا ازاي اصلاً قدرت تستحمل كل ده لو كنت مكانها كنت بقيت وحدة هشة مكسورة مليش اي قدرة على فعل حاجة هيا بجد شافت بحياتها ظلم كبييير انا عايزاها تفرح عايزاها تحس وكأنها اتولدت من جديد معرفش ليه قلبي واجعني عليها للدرجادي يمكن علشان ربنا مرزقنيش بأخت ولما شفتها عدتها اختي بجد
امسك جو يدها واغلق عليها بحنية
كنان بحزن : انا اسف اسف ليكم وليها مية ألف مرة انا بجد مستاهلهاش هيا تستاهل واحد احسن مني واحد ميزعلهاش ميهونش عليه كسرتها وميهونش عليه دموعها انا مستاهلهاش ابداً علشان كل دول في يوم هانوا عليا
اية وهي تمسح دموعها بحزن : ارجوك يا كنان باشا متقلش كدا انتو خلقتوا لبعضيكم وكل الي مريتوا بيه ده اختبار من ربنا لحبكم وعلشان يقوى مش علشان يضعف احنا جينا علشان نتفق على طريقة ترجعكم لبعض مش عايزينك تتراجع على الأقلية علشانها هيا بجد بتحبك
اومئ كنان وعاد الأمل يحتل قلبه : اول حاجة مش عايز باشا دي انتو خلاص بقيتوا حد غالي بالنسبالي يعني كنان بس وتاني حاجة وانا علشان بجد بحبها مش هفقد الأمل وهرجعها ليا تاني ها قولوا هنعمل ايه
اقترب اية وجو بحماس وبدأو بسرد الفكرة التي اصدرتها اية
كنان بتفكير : متأكدين انو الفكرة دي هتنجح
جو بأمل : املنا بربنا كبير وإن شاء الله هتنجح
كنان : يارب
جو : يلا هنروح دلوقتي وباشر بالخطة حالاً
كنان وهو يضرب كفه بكف جو : تمام يلا بينا
وغادر كلٌ منهم الى وجهته
…….***…….
في قصر الرفاعي كانت تجلس الفتاتان تشاهدان فيلم التايتنك بعد ان ذهب الجميع الي عمله وذهبت نسرين لأخذ قسط من الراحة بينما ليل لم يخرج من جناحه هو ولجين بعد الحدث الأخير الذي قامت به لجين قبل وقتٍ قليل
حور : انا هروح اجبلي كاسة عصير اصلك هجمتي على كل حاجة
عشق بصدمة : انا يا كلبة البحر الي هجمت على كل حاجة ولا انتي
حور وهي تخرج لسانها : ايوة انتي يا كلبة البدو
امسكت عشق بواحدة من المساند الموضوعة على الأريكة والقت عليها وبدأت بالركض خلفها : تعالي هنا انا هوريكي انا كلبة ازاي
حور وهي تركض بعيداً عنها بصراخ مضحك : عاااااااااااا خلاص انا اسفة اسفة واللهي انتي مفيش اجمل ولا احسن منك واللهي خلاص سبيني مش هشتم عليكي تاني
وقفت عشق واضعة يداها على خسرها بشماتة : ايوة كدة اتعدلي يا بت
حور وهي تلتقط انفاسها بدأت تتمتم بصوت منخفض : الله يخرب بيتك يا عشق هوا انتي بتتعلمي السرعة وانتي قاعدة في مكانك قطعتيلي نفسي يا حيوانة
عشق بعد ان عادت وجلست على الأريكة امام شاشة التلفاز : بتقولي حاجة مش سامعة
حور : لا لا بقول عايزة اجيبلك معايا حاجة
عشق بضحكة خبيثة : ايوة جبيلي النوتيلا وباكيتين شبسي
حور : طب مش جايبة
عشق بتهديد مضحك : هقوم
حور : خلاص خلاص يا مفترية
ذهبت حور الى المطبخ
بينما تابعت عشق فلمها بحماس وتركيز شديد دون الإنتباه لذلك الذي جلس بجوارها
رعد بهمس : عشق
عشق لا رد
اقترب رعد وقبلها من وجنتيها قبلة سريعة ادت لإنتفاضها وخروج صراخها المزعج : عاااااا ميين
رعد بلهفة : ايه يا مجنونة هوا كل ما هاجي جنبك هتستقبليني بالصراخ ده
عشق بخجل : هوا في حد بيجي بالطريقة الي انت بتيجي بيها ده انت قطعتلي الخلف
رعد بسخرية : المرة دي بالذات انا جيت بهدوء وعلى سلامتي بس انتي الي مكنتيش هنا خالص ده حتى انتي كنتي فاتحة بوئك تلاتة متر
لكمته عشق بخفة وقد تورد وجهها خجلاً : مكنتش فاتحاه بس كنت مندمجة مع المشهد
رعد بضحك وهو يمسك يدها ويسقطها بجوارها : طب واحمريتي كده ليه
عشق : احم مفيش
امسك رعد وجهها وقبلها من وجنتيها بقوة : يخراشي على عشقي الي بتخجل بسرعة
عشق بخجل شديد : بس يا رعد حور بالمطبخ وهتيجي دلوقتي
رعد ببرائة وهو يمسكها من خسرها ويقربها منه : وانا عملت حاجة ده حتى انتي تعتبري دلوقتي مراتي فاضل الفرح بس ودي بوسة بريئة علشان وحشتيني
عشق وهي تبتعد عنه ووجهاا يكاد ينفجر من الإحمرار : عااااا انا هطلع انام تصبح على خير
رعد بضحك : تعالي هنا يا مجنونة
ولكن كالسراب كانت قد اختفت من امامه
رعد : واللهي البت دي هتموتني بجمالها هيييح بحبها اوي
حور وهي قادمة من بعيد : بتحب مين يخويا
رعد برفعة حاجب ونظرات مخيفة : وانتي مالك انتي
حور بخوف : مليش هيا البت عشق راحت فين
رعد بضحك على ملامح حور : ايه ده وشك اتكلبش كده ليه عشق طلعت على فوق عاوزة تنام
حور بخوف مصطنع : يا ابيه نظراتك لوحدها تقطع خلف الي مبيخافش
رعد بإبتسامة غير مفهومة : يشيخة
لجين وهي تضع الأغراض التي جلبتها على الطاولة وتركض الى الأعلى : اه واللهي يا ابيه انا هروح انام انا كمان
تعالت ضحكات رعد ليردف : والله انتو كلكم عيلة مجنونة
ثم استقام وتوجه الى جناحه الخاص لأخذ قسط من الراحة فهو للتو قد انتهى من عمل شاق في الشركة
صعدت حور الى الأعلى لتجد عشق قد ازالت الحجاب وغطت بالنوم : ايه ده البت دي اشك انها بتتعاطى حاجة وبتنام على طول دي لسا طالعة حالاً ده انا يا دوب اخدلي ساعة على السرير قبل ما انام
جلست على الأريكة الموجودة في غرفتها تفكر في ما تفعله الآن فهي حقاً تشعر بالملل لتتذكر فهد وانها لم تخبره بأنهم قد وجدوا مكان ماسة لتلتقط هاتفها على الفور وتتصل برقمه الذي كان اول رقم في سجل المكالمات
ثواني وقد وصلها صوته الخشن المفعم بالرجولة
حور بهمس وهي تذهب ناحية غرفة الملابس الخاصة بها : الو ازيك يا فهد
فهد بإبتسامة : كويس ناقصني شوفتك بس وهبقى تمام على آخر رواق
حور بخجل : بس يا فهد
فهد بضحك : حاضر هسكت خلاص المهم مش عادتك تتصلي بيا انا الي بتصل على طول ومش دايماً بتردي في حاجة
حور بحماس : ايوة هقولك على خبر جميل
فهد : خبر ايه
حور : ماسة
فهد بقلق : مالها فيها حاجة عرفتوا عنها حاجة
حور : اهدى اهدى عاوزة اقولك انو كنان النهاردة عرف مكان ماسة وهيجيبها قريب
فهد بسعادة : بجد هيا كويسة
حور بإبتسامة : ايوة الحمدلله
فهد بسعادة غامرة : انتي اجمل بنت شوفتها بحياتي كلها
حور بخجل شديد : فهدددد
تعالت ضحكات فهد الرجولية لتتعالى نبضات قلب تلك المسكينة
فهد : طب انا هسكر حالاً عاوز اعمل حاجة ضرورية اوي
حور بتذمر : ماشي سلام بقى
فهد بضحك : سلام
اغلقت حور الإتصال لبتدأ بالتفكير وهي تضع اصبعها امام شفتيها بتفكير : يا ترى هوا فين اكيد في مكان كله ستات بتدلع تلاقيه شاف وحدة جميلة فقام سكر معايا علشانها
حلت الغيرة ملامح وجهها لتذهب الى سريرها وترمي نفسها بجوار عشق بغضب : ايوة يتهنى بيها
مرت دقائق ولم تستطع حور النوم او ابعاد فهد عن بالها لتعتدل في جلستها بعصبية : يووه ما يتغتت يشوف ستات وانا مالي
قطع عليها صوت شيء يرتطم بزجاج شرفتها استقامت من السرير بإستغراب وتوجهت الى الشرفة بعد ان وضعت الحجاب لترتسم ملامح الصدمة على وجهها : فهد
اشار فهد لها بالنزول وابتسامة متسعة مرسومة على وجهه
حور بصدمة : انت اتجننت انت بتعمل ايه هنا ودخلت ازاي
فهد بهمس : متقلقيش المهم انزلي حالاً علشان مطلعش انا وانا مجنون واهو شفتي
نظرت حور حولها بفزع فلم تجد احد اومأت له وذهبت الى الأسفل ببطئ وهي تنظر للمكان بتفحص فلم تجد احداً لتسرع بخطاها وتذهب الى الحديقة الخارجية امام غرفتها في المكان الذي يتواجد به فهد
وصلت الى هناك لتهمس بغضب : انت اتجننت بتعمل ايه هنا لو حد شافك هنا هيكون موقفي ايه
فهد بإبتسامة : جيت علشان حسيت انك وحشتيني ومقدرتش مجيش
حل الخجل ملامح وجهها وانزلت عيناها ارضاً : احمم فهد
فهد : يا عيونه
حور بعينان متسعة : فهد
فهد بضحك : خلاص سكت اهو المهم اني جيت وشفتك دلوقتي اقدر اروح وانام وانا مرتاح
حور بإبتسامة خجلة : انت بجد مجنون سلام انا هطلع على فوق
فهد وهو يبتعد ببطئ ويلوح مودعاً اياها : ههههه سلام يا حوريتي
اختفى فهد من انظار حور لتضع يداها على فمها وتصرخ بصوت منخفض مليء بالحماس والخجل : يالهوي ده قال حوريتي
اغمضت عيناها بفرحة وعادت للخلف تسابق خطواتها لتصل سريرها وتغط معه بأحلام جميلة بعد هذا اللقاء
…….***…….
عند ماسة كانت تجلس لوحدها فقبل قليل عاد جو واية من الخارج فحسب علمها هم قد ذهبا لجلب بعض الأغراض التي يحتاجها جو
جلست معهم قليلاً بعد عودتهم ثم كالعادة ذهبت لغرفتها بصمت وبالمقابل توجه جو واية لغرفتهم
امسكت ماسة هاتفها وفتحت على صور كنان التي تحفظهم في هاتفها وبدأت تقلب بينهم بجمود لتاقطع عليها تلك الرسالة التي وصلتها للتو فتحت عليها فوجدتها من رقم غريب ف من الأساس هاتفها لا يحمل سوى رقم اية وجو ولجين التي لم تتصل بها ابداً بدأت بقراءة محتوى الرسالة لتتجمد اطراف أصابعها : ” ماسة انا اسف بس انا مقدرش اكمل حياتي بعد كدة من غيرك معاكي بس خمس دقايق تيجي على **** لو مجيتيش بالوقت ده هرمي نفسي قدام اي شاحنة او عربية هتيجي قدامي وهتسمعي خبر وفاتي في كل الجرايد وانا بجد قد كلامي ومش بهزر ”
ظلت ماسة تعيد قراءة الرسالة مرة تلوى الأخرى بلا وعي الى ان بدأت تستعيد وعيها لتتضع حجابها بلهفة وخوف وتبدأ بالركض خارج غرفتها متوجهة لغرفة جو واية وبدأت بطرقها بهلع شديد
فتح جو الباب وبجواره اية التي لم تزيل حجابها بعد
جو : في ايه يا ماسة
ماسة بلهفة ودموعها تتساقط بسرعة : ارجوك يا جو خدني على المكان ده بسرعة ارجوك كنان هيإذي نفسه
جو بتظاهر عدم الفهم : مكان ايه يا ماسة فهميني
ماسة بإنهيار : تعالى وانا هقولك عليه ارجوك مبقاش في وقت
اومئ جو لها وخرجوا ثلاثتهم من البيت منطلقين بالسيارة للمكان الذي املته اياه ماسة
كانو جو يقود بطريقة سريعة ولكنه يسلك طرق طويلة للوصول بعد الوقت
ماسة بصراخ : ارجوك يا جو الوقت خلص
جو : اهدي يا ماسة احنا وصلنا اهو بس في عربية واقفة هنا وناس متجمعين مش هعرف اعدي
كان يتكلم مع نفسه لأن ماسة كانت قد نزلت من السيارة وبدأت بالركض نحو التجمع وهي تصرخ : ارجوكم خلوني اعدي
وصلت ماسة الى الأمام وحدث ما كانت تخشاه كنان ملقى ارضاً والدماء تحيط به من كل مكان صرخة مدوية خرجت من اعماق قلبها : كناااااااااااااااااااااااااان اااااااااااااه
بدأت تخبط على وجهه بخفة والدموع تنهمر كالشلال على وجهها : كنان يا حبيبي فوق متسبنيش ربنا يخليك فوق يا روحي انا سامحتك خلاص انا هرجعلك ايوة هرجعلك بس فوق كناااان مبتردش ليه فوق بقلك فوق انا سامحتك خلاص
فتح كنان عيناه بفرحة واعتدل بجلسته والإبتسامة تشق طريقها لمحياه : سامحتيني يعني خلاص يا ماستي كل حاجة هترجع زي زمان
كانت ماسة تنظر له بصدمة لتردف بعدم تصديق وهي تتراجع للخلف : تمثيل كل ده تمثيل يعني انت كنت بتهزر معايا
بدأت تركض بعيدة عنهم وصوت شهقاتها تعلو بالمكان
اية بصراخ : مااااااسة
استقام كنان ولكم السيارة بيده : باظت كل حاجة باظت اكتر من الأول ليه يارب لييه
جو بسرعة : كنان هنروح نشوفها ممكن تكون رجعت البيت يلا يا اية
اومئ كنان له بضعف بعد ان اشار لحراسه بالذهاب وعاد لسيارته وانطلق بها بسرعة كبيرة
عند ماسة كانت تركض بسرعة كبيرة وهي تمسح دموعها التي تعاود النزول الى ان دوى صوت سيارة قادمة من خلفها لتلتف الى الوراء وتتجمد اقدامها بصدمة اغمضت عيناها بإستسلام وراحة شديدة ولكن مر الوقت ولم يصطدم بها اي شيء فتحت عيناه لتجد السيارة قد توقفت على بعد منها وكان بها رجل يبدو عليه في نهاية الخمسينات من عمره كان قد نزل الى الأسفل : ايه ده يابنتي انتي اتجننتي رامية نفسك قدام عربية ينفع كدة انا بحمد ربنا اني قدرت اسيطر على العربية في اللحظة الأخيرة كنتي دلوقتي هتبقي في عداد الموتى
ماسة ببكاء شديد : ياريتني مت
الرجل بحنية : متقوليش كدة يا بنتي وعمرك ما تستسلمي للموت ربنا وهبك الروح دي علشان تحافظي عليها مش علشان تقتليها بنفسك تعالي يا بنتي خليني اوصلك على بيتك انا مش هسيبك تروحي البيت لوحدك في الوقت ده
اومأت ماسة له وذهبت معها بعد ان ادلته على بيت جو
توقف الرجل بعد لحظات امام البيت ليردف : روحي يا بنتي وصلي الصلاة هيا الحاجة الوحيدة الي تريح الإنسان عمرو الموت مكان راحة لحد
هزت ماسة رأسها بتعب دليل الموافقة ودموعها لم تجف عن وجهها : كلامك صح متشكرة اوي على وجودك في الوقت ده لولاك مكنتش عارفة كان هيحصل ايه
الرجل بإبتسامة حنية : ربنا يريح قلبك يا بنتي وانا هروح ادعيلك ربنا يبعد التعب عنك ويقربلك كل حاجة تفرحك
ماسة بدموع وهي تنزل من السيارة وتشير له بالوداع : متشكرة اوي ربنا يخليك
تحرك الرجل بالسيارة بعد ان اردف لها بكلمة الوداع : ربنا يفرحك يا بنتي
دلفت ماسة الى البيت متوجهة الى غرفتها مغلقة الباب خلفها ثم ذهبت وتوضأت وبدأت بالصلاة بكل خشوع وعادت دموعها تتساقط من جديد
بعد وقت قصير وصل جو واية الي البيت بخوف فوجدوا غرفة ماسة مغلقة توجهوا اليها وبدأو بطرق الباب
اية بخوف شديد : ماسة انتي جوا ارجوكي جاوبي وريحي قلبي
كانت ماسة قد انتهت من الصلاة للتو وذهبت لفتح الباب لتردف بصوت هزيل ومتعب : انا هنا يا اية وكويسة اوي متقلقيش
احتضنتها اية بقوة : خضتيني عليكي
ابتعدت عنها بعد ثواني : متأكدة انك كويسة
ماسة : ايوة وعايزة اريح شوية دلوقتي
اية : ماشي يا حبيبتي تصبحي على الخير
ماسة : وانتي من اهل الخير يا حبيبتي
اغلقت ماسة الباب وذهبت الى سريرها
لتعاود دموعها النزول من جديد بصمت مخيف ليحتلها النعاس وتغفو وسط دموعها
في الخارج ذهب جو واية الى غرفتهم لتردف اية بلوم لنفسها : انا السبب لو مجبتش الفكرة دي مكنش حصل كل ده
جو بحزن : متقوليش كدة يا حبيبتي ده الي ربنا كاتبه ومش احنا الي هنغيره تعالي ارتاحي شوية وبكرة نعرف ربنا مخبيلنا ايه
اية بحزن : والنعم بالله
جو : انا هتصل بكنان وهقولوا انو ماسة رجعت البيت عشان ميفضلش قلقان وبيدور عليها
اخرج جو هاتفه واتصل بكنان فأجابه على الفور
كنان بقلق : ايه لقيتها
جو بتنهيدة : ايوة رجعنا البيت ولقيناها موجودة بيه
كنان براحة : الحمدلله يارب
جو : الحمدلله يلا انا هقفل مش عايز اطول عليك وبكرة إن شاء الله نتكلم بلي حصل النهاردة
كنان : تمام
اغلق جو الهاتف واسند رأسه على السرير
بينما ذهبت اية وابدلت ملابسها ثم عادت الى السرير لتجد جو ينتظرها رمت نفسها بين احضانه وذهب كلاهما في سباتٍ عميق
…….***…….
وصل كنان الى قصره بعد ان اطمئن على عودة ماسة وذهب الى جناحه تحديداً غرفته وألقى نفسه بالسرير كما هو : ااااه يا ماسة معرفش ليه القدر ناوي يعذبنا ومش قابل يرجعنا لبعض انا غلطت لما اعملت كدة مكنش لازم استغل حبك ليا بالطريقة دي انا اسف يا ماستي اسف جداً
اغمض عيناه بتفكير ليردف بعد فترة بأمل أخير : بكرة إن شاء الله هتبقى آخر محاولة ليا وبعد كدة خلاص انا مش هأذيكي اكتر من كدة
ليغمض عيناه منتظراً اليوم التالي بلهفة ثواني ليذهب في نوم عميق بعد يوم متعب جداً
…….***…….
حل الصباح بطلته البهية استيقظ كنان على اشعة الشمس القادمة من الشرفة فقد نسي إغلاقها قبل نومه
شد شعره للخلف وهو مغمض عيناه لفترة ليفتحها بعد قليل
استقام عن سريره وذهب الى الحمام لأخذ شاور خرج بعد وقت وذهب لغرفة الملابس ولأول مرة بعد ذهاب ماسة يرتدي غير الأسود اخرج قميص ابيض وجاكيت ازرق وبنطال جينز ازرق وكوتش ايضاً باللون الأزرق وضع الكثير من عطره الخاطف للأنفاس ومن ثم امسك بهاتفه واخذ في يده نظارة سوداء ووضعها على عيناه وبدأ بالسير خارج الغرفة ثم الجناح ومن ثم القصر بأكمله
ركب سيارته وانطلق بها اتصل برعد ليجيبه بعد وقت
كنان بجمود : اي كل ده بترد
رعد بنفس النبرة : مهو يا اخويا انا لسا فايق وبعد اما افوق بروح الحمام مبقعدش جنب الموبايل
كنان : كلكم فقتوا مش كدة
رعد : ايوة في حاجة
كنان : انا جاي حالاً دلوقتي هتعرف
واغلق الهاتف دون سماع رد الآخر
توقفت السيارة بعد وقت امام قصر الرفاعي ليترجل كنان منها بكل رجولة تقدم للداخل ليجد محمود وزوجته يجلسون في الصالون ويتناقشون في بعض الأمور
انتبه محمود لمجيء كنان ليتهلل وجهه : ايه ده كنان جاي من نفسه ومن غير ما ابعتله مية ألف مرة
ارتسمت شبه ابتسامة على وجه كنان : شفت بقى انا كويس ازاي لا وجاي افطر كمان
سمية بفرحة : ده يوم الهنا انا هروح أعجل على الخدم في تحضير الفطور
محمود : في ايه يا كنان متفكرش اني مش واخد بالي انو في حاجة
كنان : ايوة في حاجة هقولها بس على الفطور اما يتجمعوا كلهم
محمود : يارب يكون خير
كنان : خير متقلقش
عشق بصراخ وهي ترتمي بين احضان كنان : ابيه انت جيت
بادلها كنان الحضن بحنية : ايوة جيت عشان وحشتيني
عشق بإبتسامة : واللهي وانت وحشتني يا ابيه بادلها كنان الإبتسامة ليقاطعهم مجيء الخادمة : الفطور جاهز يا فندم
محمود وهو يستقيم : احنا جايين اهو
اشار لكنان وعشق ليستقيم كل منهم ويذهبوا لتناول الفطور جلس الجميع على السفرة عدا ليل ولجين
كنان بتساءل : ليل فين ولجين كمان
سمية : ليل هيفطر بالجناح فوق علشان لجين لسا تعبانة
كنان : بس انا عايزهم في حاجة ضرورية هقولها دلوقتي
محمود وهو يشير للخادمة : اطلعي على فوق ونادي على ليل باشا ولجين هانم
الخادمة بإحترام : حاضر يا فندم
…….***…….
في الأعلى استيقظ ليل فوجد لجين مستيقظة وتنظر لصور في يدها
ليل بمزاح : ايه ده مشبعتيش مني بالواقع قومتي تدوري عليا بالصور
لجين بحزن : هوا انت ميتشبعش منك بجد بس الصور دي لماسة
ليل وهو يسحب الصور من يدها ويضعهم بجوارها في محاولة لتغير الموضوع : طب يلا بينا ننزل لتحت تلاقيهم بيستنوا بينا على الفطار
لجين بتعب : انا تعبانة ومش هقدر انزل
ليل بلهفة : ليه يا حبيبتي ايه الي واجعك
لجين بإبتسامة : مفيش بس راسي واجعني شوية
ليل : اكيد علشانك مش بتاكلي انا هخلي الخدم تطلع الفطار على فوق
اومأت لجين بينما التقط ليل هاتف المنزل وهاتف احدى الخدم وطلب منها احضار الفطور
ليل : انا هروح اخد شاور على ما يوصل الفطور ماشي يا حبيبتي
لجين بإبتسامة : ماشي
ذهب ليل الى الحمام ليخرج بعد وقت وهو يلف منشفة على خسره والأخرى ينشف بها شعره
لجين بصراخ وهي تضع يداها على عيناها : عااااااا انت ليه طالع كدة
ليل بضحك : في ايه يا حبيبتي اهدي اهدي هوا انتي مزهقتيش من اول ما اتجوزنا وانتي بتصرخي كدة ايه متعودتيش
لجين بصراخ : ليل روح استر نفسك حالاً
تعالت ضحكات ليل وهو يتوجه لغرفة الملابس : حاضر هستر نفسي
خرج بعد ان انتهى من ارتداء ملابسه ليردف : ايه كل ده بيجيبوا الفطار
قاطع كلامه طرقات باب الجناح فخرج من الغرفة وتوجه لفتح الباب ليجد الخادمة تقف أمام الباب بإحترام وتنظر أرضاً : ليل باشا كنان باشا تحت وعاوزك حالاً انت والهانم لجين
ليل بإستغراب : ليه
الخادمة : معرفش حضرتك
ليل : تمام هننزل دلوقتي
دلف ليل للداخل واخبر لجين بما قالته الخادمة لتمتعض ملامحها : مش عايزة انزل
ليل : لجين علشان خاطري اكيد في حاجة مهمة
استقامت لجين : خلاص بس علشان خاطرك هروح اغير هدومي
هز ليل رأسه بإبتسامة لتذهب لجين وتعود بعد وقت قصير بعد ان ابدلت ملابسها ووضعت حجابها : انا خلصت
استقام ليل وامسك بيدها : يلا يا حبيبتي
نزلوا الى الأسفل ليجدوا الجميع في انتظارهم على مائدة الفطار
جلس ليل على مقعده وبجواره لجين : ايه يا كنان في حاجة قلقتني
كنان بتنهيدة : انا قررت النهاردة هحاول لآخر مرة اني ارجع ماسة ولو موافقتش هسيبها وهخليها تكمل حياتها من غيري هبعد عنها خالص بس النهاردة محتاج وجودكم كلكم معايا هتوافقوا
همهم الجميع بالموافقة عدا لجين التي بقيت صامتة ولم تنظر اليه
محمود : اكيد يا ابني وده سؤال
كنان : بس انتو وافقتوا انما لجين مقالتش حاجة لجين ارجوكي انا محتاجك انتي كمان تكوني هناك دي آخر فرصة ليا مش عايز اضيعها ارجوكي توافقي مش هقولك علشان خاطري علشان اكيد مليش خاطر عندك بس هقولك علشان خاطر ليل
نظرت لحين له لتجد علامات الرجاء والحزن تملئ عيناه لتجد نفسها تومئ بالموافقة دون وعي ف طيلة حياتها لم تكن قاسية مع احد
كنان بإبتسامة : متشكر بجد
لجين : المهم عندي هو سعادة اختي واني اشوفها قدام عنيا على طول
كنان بأمل : إن شاء الله
حور بحماس : طب قولنا يا ابيه ايه الفكرة الي في دماغك
بدأ كنان بسرد الفكرة لترتسم ملامح الإعجاب على وجوه الجميع
عشق بحماس وهي تزقف كالأطفال : دي فكرة اتجنن انا متمحسة يلا بينا
تعالت ضحكات الجميع على طفولتها ليستقيم كلٌ منهم ويذهب لتحضير نفسه او لتحضير المهام التي كلفهم كنان بها
…….***…….
في بيت جو استيقظت ماسة وخرجت لتناول الفطور بعد اصرار شديد من جو واية ثم عادت لغرفتها من جديد كانت ترتدي فستان طويل باللون الكحلي وحجاب باللون الأحمر الغامق لوجود جو ذهبت الى الشرفة الخاصة بها ولم تزيل الحجاب ووقفت تنظر للخارج بإستغراب بسبب تجمع العديد من الناس
استمعت لطرقات الباب لتسمح للطارق بالدخول
اية بتذمر : ايه يا ماسة ده احنا مبنقعدش معاكي قد ما بتقعدي بالغرفة دي
ارتسمت شبه ابتسامة على وجهها لتردف : معرفش ليه بقيت بحب الوحدة اوي صحيح يا اية هوا في ايه برا ليه الناس متجمعة بالشكل ده
اية بإستغراب : معرفش واللهي وأنا كمان مستغربة زيك بالزبط المهم تعالي يلا جو مستنينا برا النهاردة عندو اجازة وانا كمان خدت اجازة من الشغل خلينا نقعد شوية ونتسلى بفيلم او حاجة
اومأت ماسة لها وبدأت بالسير خلفها وصلت للصالون لتجد جو قد جهز فيلم مزيج بين الرومانسية والكوميدية ووضع الفشار وبعض العصائر على الطاولة
جو : يلا بسرعة الفيلم هيبدأ
جلس جو على اريكة منفردة بينما جلست ماسة بجوار اية وبدأت بالمشاهدة
مر الوقت ووصلوا الى منتصف الفيلم ليوقف جو الفيلم بعد ان استمعوا لصوت مرتفع بالخارج
جو : هوا في ايه برا
اية بصدمة : معرفش انا سامعة حد بينادي على ماسة
استقامت اية بسرعة وسحبت ماسة من يدها وذهبت امام شرفة ماسة بينما خرج جو من البيت لمعرفة ماذا يحصل
نظرت ماسة للأسفل لتتجمد عيناها بصدمة فقد كان كنان يقف بالأسفل ممسك بمايك والمكان مزين بأكمله وحوله العائلة بأكملها وخلفه عدد كبير من الأطفال وكبار السن يمسكون ب لافتات كلٌ منهم تشمل كلمة لتكوين جملة والجملة بأكملها هي : ” ارجوكي يا ماسة سامحيه هو بحبك بجد ماسة لكنان وكنان لماسة ”
ويصرخون بصوت واحد : سامحيه سامحيه سامحيه سامحيه سامحيه سامحيه
التقت عينان ماسة بعينان كنان ليبدأ بالحديث بالمايك امام الجميع وامام بعض الكاميرات التي استخدومها بعض الشباب لترسيخ هذا المشهد الأسطوري من رجل الأعمال كنان مهاب الحديدي : حب عمري انا اسف بجد على كل كلمة اذيتك بيها اسف على كل موقف سيء حصل بينا اسف على كل حاجة مش كويسة مريتي بيها اسف بجد انا هنا النهاردة علشان حاجتين الأولى علشان عاوزك تسامحيني على الغلط الكبير الي اغلطته بحقك والي ندمان عليه اوي والحاجة التانية علشان بحبك وعايزك ترجعيلي ارجوكي يا ماسة انا بطلب منك انك تسامحيني قدام كل الموجودين انا غلطت ومفيش انسان مبغلطش اديني فرصة وحدة بس وهعوضك عن كل حاجة ده وعد مني انسي وارحعيلي ارجوكي
جلس على اقدامه وهو ينظر لها نظرة عاشق ملهوف
ليبدأ بالغناء وسط ذهول الجميع وأولهم عائلته التي لم تكن تعلم من قبل ان كنان يمتلك صوت بهذا الجمال : ” حبيبي انا قلبي واجعني .. انت عامل فيا ايه
انت ساحرني ولا ايه .. ما كل الناس بتقدر تنسى طب انا مش قادر انساك ليه
ارجعلي انا قلبي معك مش قادر انسى هواك
يا حبيبي يا احلى ملاك يا روح الروح
عندي امل كلي امل .. اشوفك تاني في حضني
وايه العمل ايه العمل .. ارجعلي تاني وخدني
انا تعبان من غيرك اسمعني وراضي ضميرك
لو عادي تسيبني لغيرك انا والله اموت
انا تعبان من غيرك اسمعني وراضي ضميرك
لو عادي تسيبني لغيرك انا والله اموت
ساكت ليه .. هتعمل ايه يا مالك روحي وامري
شفت حصلي عشانك ايه .. فرحني لو يوم في عمري
ساكت ليه .. هتعمل ايه يا مالك روحي وامري
شفت حصلي عشانك ايه .. فرحني لو يوم في عمري
فين ايام ليالينا والفرحة الي في عنينا
لما بنكون لوحدينا ودايبين في غرام
انا تعبان من غيرك .. اسمعني وراضي ضميرك
لو عادي تسيبني لغيرك .. انا والله اموت ”
هتسامحيني يا ماسة
ملامح خذلان علت على وجوه الجميع حينما تركته ماسة ينظر للفراغ
ليستقيم بإنخذال وكسرة ويلتف عائداً لسيارته مرة أخرى لتوقفه تلك التي تشبثت به من الخلف : سامحتك واللهي سامحتك يا كنان
التفت كنان بفرحة ونظر لها بعدم تصديق ليمسك بخسرها ويحملها ثم يلتف بها عدة مرات : بحبببك واللهي العظيم بحبببك
لتتعالى صدى صوت ضحكاتهم في المكان مع اصوات التصفيقات والتصفيرات من حولهم
انزل كنان ماسة واحتضنها بقوة : انا مش مصدق انتي سامحتيني خلاص يعني هترجعيلي
اومأت ماسة بفرحة ليعاود احتضانها من شديد ونظرات الشكر موجهة لرب السماء ليصرخ بصوت مرتفع : ياما انت كريم يااارب
ابتعد كنان عنها والسعادة تغمر وجهه ولكنه بقي متشبث بيدها
اقتربت الفتايات واحتضنوها بلهفة واشتياق : وحشتينا يا ماسة
ماسة بإبتسامة : وانتو كمان وحشتوني
ابتعدت الفتاتان لتقترب سمية وتحتضنها بحنية : ده حتى غيابك وحش يا ماسة متغيبيش تاني
ماسة بسعادة : حاضر يا سمسمة
ابتعدت سمية عنها لتنظر ماسة للجميع نظرات سريعة اين هي ايعقل انها لم تأتي معهم احتلت ملامح الحزن وجهها لتخرج لجين فجأة من وراء ليل الذي كان يغطيها
ماسة بصراخ وهي تهرول نحوها وتحتضنها بقوة : لجيين يا حبيبتي وحشتيني اوي
أغمضت ماسة عيناها بألم حينما لم تبادلها لجين الحضن لتبتعد عنها وتنطق بضعف : لجين
كانت لجين تنظر لها بصمت
ماسة بدموع : لجين هتفضلي ساكتة
لجين بصراخ : انتي وحدة مش كويسة ازاي هان عليكي تسبيني كل ده ازاي موحشتكيش
ماسة ببكاء : ومين قال انك موحشتنيش
لتتساقط دموع الأخرى وتحتضنها بقوة : اسفة يا ماسة انا قولت كدة من لهفتي وشوقي ليكي انتي وحشتيني
ماسة وهي تضمها بقوة : وانتي كمان يا روحي
رعد بسعادة : كدة المواضيع كلها اتحلت واقدر اتجوز عشقي براحة هيييح كنت مستني من زمان
تعالت ضحكات الجميع على كلامه
ذهب كنان ووقف امام لجين ليردف : ممكن تسامحيني انتي كمان انا اسف جداً على كل الي حصل
لجين بسعادة : هوا حصل ايه انا مش فاكرة
ابتسامة راحة حلت على وجوه الجميع
كنان : يعني اخوات
لجين بضحك : اخوات
كنان بمزاح وهو يشد ماسة ويحتضنها : يبقى ترجعيلي مراتي
علت ضحكات الجميع مرة أخرى ليردف كنان بحماس : يلا بينا هنتجمع كلنا بالمناسبة الحلوة دي . ثم اشار للحارس : توزع على كل الموجودين هنا هدايا وتشوفهم لو محتاجين حاجة وفرهالهم حالاً
على المكان صوت التصفيقات وعبارات الشكر من الموجودين
ابتسمت ماسة بسعادة لما سيفعله كنان لتلتف الى الخلف وتمسك بيد اية : يلا هتيجوا معانا
اية برفض : لاء مينفعش يا ماسة انتو عيلة وحدة
كنان : وانتو بقيتوا من العيلة لينظر لجو نظرات تهديد يلا بقى يا جو
جو بإستسلام وهو يرفع يديه : انا هروح اصلي بخاف على نفسي
كنان بضحك : ايوة كدة
امسك بماسة والصقها به : انتي متبعديش عني خليكي كدة بالزبط
ابتسمت ماسة بخجل ليردف كنان بصوت مرتفع انا ومراتي رايحين لو حابين تفضلوا هنا مفيش مشكلة
تسابق الجميع الى السيارات لتتحرك بنفس الوقت وخلفهم سيارات حراسة متجهين لقصر الحديدي
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ماسة في يد القاسي)