رواية مارد المخابرات الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء جمال
رواية مارد المخابرات الجزء التاسع عشر
رواية مارد المخابرات البارت التاسع عشر
رواية مارد المخابرات الحلقة التاسعة عشر
و ف يوم بالليل همسه ف أوضتها و أبوها و أمها نايمين ف أوضتهم و مره واحده أبوها قام اتفزع من نومه على حركه غريبه ف أوضة همسه و صرخات بتتكتم ..
همسه صوتها مش مفسّر و بيروح و صوت دربكه و خبط و حاجات بتتكسر ..
سليم قام إتنفض و خرج بحذر من أوضته و قبل ما يوصل أوضتها سمعها مره واحده بتصرخ بصويت هزّ البيت بعنف ..
همسه بتعب : ااااااااااه هموووت !!
همسه كانت قامت من نومها على ألم جامد كان بيروح و يجى و كانت فاكره إنها هتتحمّله بس اما زاد قامت تاخد حمام زاد عليها .. خرجت بالعافيه و مره واحده وقعت ع الارض بعد ما فقدت قدرتها ع التحمّل .
ابوها و امها دخلوا مفزوعين على صوتها اللى بيصرخ بوجع .. بسرعه جريوا عليها و فهموا من شكلها إنها بتولد مع إنها لسه ف اول التاسع
سليم نوعاً ما ارتاح .. اخد نَفس طويل و خرّجه بإرتياح مع إن شكلها يقلق ..
سليم بقلق : انا هروح اغيّر هدومى و انتى جهّزيها
امها هزّت راسها و سندتها غيّرت هدومها بالعافيه اووى .. عقبال ما أبوها لبس و اتصل بمراد اللى كان نايم و قام بخضه على تليفونه
مراد بقلق : فى ايه ؟ خير همسه مالها ؟
سليم بصوت يقلق : همسه تعبانه قووى و من شكلها كده هتولد
مراد إستغرب : بس الدكتوره قالت لسه ع الاقل اما توصل لنص التاسع
سليم بغيظ : خلاص تعالى قول لولادك يستنوا جوه كمان شويه
مراد سكت شويه : خلاص دقايق و هكون عندك
سليم بإستعجال : لاء عندى ايه ؟ انت هتيجى مش هتلاقينا هنا
مراد بتوهان : امال فين ؟
سليم اتعصّب : انت يا جدع انت مالك كده ؟ شارب ايه ع المسا ؟ ما تتظبط احنا خلاص هنتحرك ع المستشفى انجز و حصلنا
مدلهوش فرصه يرد وقفل بإستعجال و راح عند همسه اوضتها اللى تعبها بيزيد حبه حبه و وشها بقا لونه شاحب و بتنهج و صويتها مبحوح من التعب ..
شاور لأمها تروح تجهز بسرعه بعد ما ساعدتها تجهز .. و هو فضل جنبها شويه رايح جاى بقلق .. مش عارف يعمل ايه لحد ما افتكر الدكتوره و كلمها بسرعه
سليم بقلق : همسه تعبانه و شكلها هتولد
الدكتوره : خلاص هتستناكم ف المستشفى و اجهّز العمليات عقبال ما تيجوا بيها !
سليم : بس هى لسه المفروض على كلامك قدامها شويه
الدكتوره : مفيش مشكله لو قدّمت شويه طالما دخلت ف التاسع .. و بعدين متنسوش إنها لها عمليه و مأجلينها شويه لحد الولاده
سليم قلق اكتر : يعنى فى خطوره ؟؟
الدكتوره : ان شاء الله لاء حاولوا بس توصلولى بيها بسرعه
سليم قفل مع الدكتوره و ابتدى يقلق من كلامها و اكتر من شكل همسه اللى ابتدت و كأنها بتتوه ..
امها جهزت ف ثوانى و جهّزت شنطه البيبيهات و اخدتها و اخدت كل حاجه ممكن يحتاجوها ..
سنّدت همسه مع ابوها و نزلوا ركبوا العربيه وسط صرخات همسه اللى بتبطئ شويه شويه لحد ما خفتت خالص و اغمى عليها ..
أبوها شالها دخلها العربيه و ركبوا و راحوا بيها ع المستشفى !
مراد بعد ما قفل مع سليم فضل شويه ساكت زى التايه و كأنه اتفاجئ و ان الخطوه دى مكنش هيجيلها يوم و تيجى .. زى ما يكون كان عامل حسابه إنه ف حلم و هيفوق منه بس إتفاجئ إنه واقع و بيعيشه ..
قعد كتير ف حاله ذهول و مره واحده رنت ف دماغه كلمه أبوها ” احنا خلاص خارجين أهو و هنتحرك ع المستشفى ” و بصّ للموبايل بتوهان و كأنه بيتأكد من الكلام !
قام بسرعه لبس و أخد حاجته و نزل جرى ع المستشفى اللى متابعه فيها همسه .. وصل و دخل سأل على حاله ب أسم همسه بس مفيش ..
إستغرب شويه و لسه هيطلّع موبايله يكلمهم لمح عربيه أبوها بتركن ف راح بسرعه ناحيتهم ..
و قبل ما يتكلم لقى الدكتوره اللى بلغوها بحالتها خارجالهم و معاها إتنين ممرضات و مساعد و سرير جرّار ..
سليم نزل بسرعه و لفّ و فتحلهم الباب و هما قرّبوا عليها شالوها حطّوها ع السرير و إتحركوا بيها لجوه
مراد بصّله بصدمه : مغمى عليها ؟! فى واحده بتولد و هى مغمى عليها !؟
سليم بقلق : معرفش و بعدين دى إبتدت تنزف و إحنا ف العربيه !
مراد بصّله بذهول و كأنه زى التايه و اللى حصل قبل كده معاها و نقله ليها للمستشفى إبتدى يمر قدام عينيه زى الشريط و قلبه بيدق بعنف بقلق
سليم بعد ما اتقدّم خطوات لجوه التفتت لقى مراد جامد مكانه و تقريبا فهم الحاله اللى هو فيها ف رجعله تانى
سليم : مش وقته يا مراد .. اللى انت فيه ده مش وقته ! خلينا نلحقهم لجوه عشان نعرف نتطمن عليها
مراد مبيردش بس عقله هينفجر و سليم شدّه و لحقوا امها اللى سبقتهم و شويه و حصّلهم مهاب اللى كلّم سليم و عرف منه و راحلهم و إتجمّعوا كلهم قدام غرفه العمليات !
دخلوا بيها ع الطوارئ و منها حوّلوها ع العمليات بشئ من الربكه و مفيش حاجه تطمّن القلوب المتشحتفه دى ..
مرّ الوقت عليهم ببطئ و مفيش اى اخبار لحد ما مراد نخّ بركبه ع الارض قدام الغرفه و شويه شويه دموعه إبتدت تنزل بصمت .. عيّط كتيير قوى كأنه فقد قدرته ع التحمّل آو يمكن قدرته ع الكتمان ..
سليم إبتدى يفقد اعصابه : مفيش حد بيخرج يطمّنا ف ام المخروبه دى ليه ؟ انتوا يا
و قطع كلمته مع صرخة البيبى اللى هزّت قلوبهم مع المكان كله
مراد بدون وعى قام وقف على حيله و زقّ باب غرفه العمليات و دخل زى الإعصار
المساعده والممرضين لسه هيعترضوا الدكتوره شاورتلهم يسيبوه و هو إتقدّم خطواته بحذر لحد ما قرّب من همسته اللى كانت غايبه عن وعيها تماما و ده قلقه جدا ..
بس الدكتوره طمنته إنها واخده بنج كلى لإنهم إضطروا للقيصرى
مراد مسك إيديها باسها و ميّل على وشها باسها بهدوء من راسها و فضل يبوس كل حته ف وشها بدموع محبوسه
مراد بصوت مهزوز : بحبك .. بحبك يا احلى و اول هديه من عند ربنا و ربنا يباركلنا ف تانى هديه و اللى هى حته منك ..
رفع وشه و فضل متابعهم ..
خرّجوا البيبى الأول و اللى كان ولد و مراد إبتسم بدموع محبوسه ف عينيه و فرحه ..
عدّى وقت و لسه مخرّجوش البنت.. و مراد إبتدى يقلق و يبصّ للدكتوره بخوف اللى متابعه نظراته و بتطمنه بعينيها
عدّت دقايق و مفيش لحد ما مراد اتحرك من مكانه جنب همسه بقلق و عصبيه : ما حد يفهمنى فى ايه ؟ بنتى مالها ؟ و لا همسه اللى مالها ؟ فيهم ايه ؟
الدكتوره بصّت على همسه اللى قدامها و بصّت عالبنت و بصّتله بأسف و هو جمد مكانه !
ف الصعيد عند اهل مراد …
أم مراد رايحه جايه بقلق و كل شويه تمسح دموعها بسرعه كل ما تخونها و تنزل ..
أبوه متابعها و بيبصّلها من تحت لتحت و مش بيتكلم لإنه تقريبا فاهم اللى هى فيه لحد ما جاب اخره
أبو مراد بغضب : فى ايه مالك ؟ رايحه جايه كده ليه زى اللى غرق زرعها ؟
أم مراد بصّتله بدموع و ساكته و هو بصّلها بغضب : مش على بعضك من الصبح ليه؟ ماتنطقى
أم مراد بحزن : مفيش قلبى مقبوض شويه
أبوه بغضب : و قلبك اتقبض لوحده كده ؟ و لا من وقت ما عرفتى إن مرت ولدك ولدت ؟
أمه بلهفه : هى يعنى ولدت ؟!
أبوه بغضب : و انتى معارفاش إياك
أمه بضيق : يعنى انت كنت عارف ؟ متابع أخباره أهو و عارف .. و مقولتليش !
أبوه بغضب حدف الكوبايه من إيده : و اقولك ليه ؟ فاكره نفسك هتجرى عليه إياك ؟
الله ف سماه لو ده حصل لتكونى برا بيتى و ما تباتى ف بيتى ساعه واحده و إبقى خلّى إبنك ينفعك !
أمه بإستعطاف : حرام عليك ! اللى حصل حصل و خلاص و إحنا ف دلوقت .. ع الاقل ولاده .. يهونوا عليك احفادك !؟
أبوه بغضب : اللى يجى بلوى دراعى ميلزمنيش .. و هو إختار سكته و ميلزمنيش .. انا إعتبرته ميت و خساره فيه الفاتحه
أمه بخضه و قبضه ف قلبها : ليه كده حرام عليك
قاطعها أبوه بغضب : إقفلى على السيره دى و قسماً عظماً لو عرفت إنك كلمتى حتى حد تعرفى حاجه عنه لتكونى برا بيتى و تبقى انتى اللى خربتى على نفسك !
سابها و قام بغضب و هى حطت راسها بضيق بين ايديها و عيطت !
عند همسه ف العمليات …
الدكتوره بتبص على همسه اللى قدامها و البنت و بتبصّ لمراد بأسف و هو جِمد مكانه !
مراد صوته اتنبح بدموع : بالله عليكى ما تقولى ان حد فيهم جراله حاجه ..
الدكتوره مش قادره تنطق و مراد بصّلها بغضب و صوت عالى : اعملى اى حاجه و خرّجيهم من هنا عايشين .. لازم يعيشوا .. انا مش هستحمل يضيعوا منى بعد ما لقتهم !
هو بيتكلم و الدكتوره بتحاول تخرّج البنت .. لحد ما خرّجتها بصعوبه و بيقلّبوا فيها .. مفيش اى صوت ولا نَفس و مراد قلبه هيخرج من مكانه من منظرهم و متابع بلهفه ..
و هنا معرفش يحبس دموعه اكتر من كده .. و إنفجر ف نوبة عياط و قرّب اخد البنت من إيديهم ..
ضمّها على صدره بلهفة اب و ضاممها بدرعاته الاتنين و راسها على صدره و إيد على راسها و إيد بيمشيّها على ضهرها براحه و المساعده قصاده بتحاول مع البنت ..
لحد ما الدكتوره بأسف : واضح إن البنت
و مكملتش كلامها من صرخة البنت اللى طلعت فجأه و هى ف حضن مراد !
هنا الدكتوره إتراجعت بإبتسامة فرحه : واضح ان البنت مكنتش محتاجه اكسجين .. دى كانت محتاجه حضن أبوها عشان تتنفّس .. كانت عايزه تعرَّف ابوها اول واحد إنها عايشه .. و تبتدى اول لحظات حياتها ف حضنه !
و هنا مراد إبتسم بدموع و ميّل على وشها فضل يبوس فيه و يبوس كل حته فيها بلهفه كأنه مستنيها من سنين و محروم من الخلفه مش الظروف ابداا اللى فاجئته بيهم !
مراد همس ف ودنها بعشق : نورتى دنيا أبوكى يا نين عين أبوكى اللى هيشوف بيه الدنيا !
الممرضه حاولت تاخدها من حضنه عشان تحمّيها و تلبّسها إلا إنها معرفتش تسلّكها منه ..
إبتدت تشتغل ف البنت و هو شايلها ف حضنه .. نضّفتها و لبسّتها و كل ده و هو معاها ..
و شويه و جات دكتورة الاطفال و حاول تاخدها منه ع الحضانه و بردوا معرفتش ..
الممرضه بصّتلها بإبتسامه أسف : حاولت قبلك و معرفتش .. متشعلقه ف حضنه و هو متبّت فيها قووى !
الدكتوره : بس لازم تنزل ع الحضانه .. الدكتوره بلّغتنا ان واضح ان فى مشكله عندها ف القلب و لازم نتعامل بسرعه معاها قبل ما تتأذى ..
هنا مراد إنتبه لكلامها و قلبه وقع و بصّلهم بصدمه : مشكله ايه ؟ و قلب مين ؟ انا بنتى كويسه مفهاش حاجه !
الاتنين سكتوا و مراد بص لبنته بلهفه : صح يا نور عين ابوكى ؟؟
الدكتوره بتفهّم : الولد نزل ع الحضانه من اول ما اتولد و هيتعملوه بردوا فحوصات نتأكد من سلامته ..
بس البنت هى اللى واضح إنها فيها مشكله و لازم نحدد بسرعه عشان نعرف هنتعامل معاها إزاى .. البنت كده هتختنق لازم حضانه و إلا هتتأذى
مراد و البنت لسه ف حضنه أخدها و خرج قدامهم و هما بصّوا لبعض و لحقوه
نزل بيها ع الحضانه .. و بالعافيه أخدوها من حضنه .. حطّوها ف سريرها و إبتدوا يشتغلوا عليها و هو واقف متابع ف صمت و ترقّب ..
و دوّر وشه جنبه لسرير إبنه و ميّل عليه فضل يبوس فيه كتير قووى قوووى
و همس ف ودنه بحب : حضرة الظابط المحترم مراد باشا مراد العصامى نوّرت الدنيا يا قلب أبوك !
شويه و سابهم و خرج طلع على فوق يطمن على همسته ..
إنتظر برا معاهم قدام العمليات بعد ما طمنهم على ولاده و إنتظروا خروج همسه اللى طوّلت جوه !
شويه و الدكتوره خرجت بس شكلها مش مطمئن ..و برغم إنها بلغتهم إنها هتخرج و شويه و هتفوق بس قلقوا من شكلها !
مراد بقلق : فى ايه ؟ شكلك ميطمنش .. همسه مالها ؟ فيها ايه ؟
الدكتوره بصّتله شويه و سكتت و بعدها إتنهدت بقلق : بصراحه مخبيش عليك حالتها مش مطمئنه .. لسه مش مستقره .. نزفت كتير و من الواضح كده اننا هنضطر نعجّل بالعمليه على طول
مراد إستغرب : و ايه الجديد ماحنا عارفين و مرتبين نفسنا ع العمليه .. ايه اللى جدّ يعنى ؟
الدكتوره بقلق واضح : احنا اه كنا مرتبين نفسنا على عمليه استئصال الورم بس مش بالسرعه دى .. مش ورا الولاده على طول و هى مُجهده بالشكل ده .. ده شربت تعب الولادتين الطبيعى و القيصرى !
مراد بصّلها بذهول و هى كمّلت : ايوه هى جالها طلق الطبيعى بس جات عند الولاده العيل اتديّر و معرفش يخرج ف اضطرينا نلجأ للقيصرى ..
زائد إنها نزفت كتير وفقدت دم كتير و هى اصلا ضعيفه .. و كل دى حاجات اثرّت بالطبع عليها و خلّتها مرهقه
سليم اتدخّل ف الحوار بقلق : خلاص نأجّل العمليه .. نستنى شويه ع الاقل اما ترتاح
الدكتوره بأسف : للأسف مينفعش .. حالتها متسمحش نستنى اكتر من كده .. لو اجّلنا العمليه اكتر من كده هنعرّضها للخطر و انا مش مسؤله عن اى شئ ممكن يحصل
هنا مراد و سليم بصّوا لبعض بصدمه و سليم رجع خطوات لورا و قعد على اقرب كرسى و حطّ راسه بين ايديه و سكت
و مراد فضل باصصلها كتير : هو ايه اللى ممكن يحصل يعنى ؟
مراد باصصلها بترقّب .. سأل سؤاله و هو خايف من إجابتها .. معندوش إستعداد ابداا يخسرها .. ابدااا .. حتى لو مش هتبقا ف دنيته .. بس كفايه إنها ف الدنيا عموما .. لكن فكرة خسارتها لااا مش مقبوله ..
الدكتوره ملاحظاه و بتحاول تطمنّه بس مفيش ف إيديها حاجه .. الوضع نفسه مش مطمئن
مراد واقف خايف من اللى ممكن تقوله .. من اللى ممكن يحصل .. وجود همسه ف حياته كان الأساس اللى بنى عليه احلام كتير .. ف لو وقع الأساس ده كل حاجه هتقع معاه .. هتتهد ف وقت هو لسه فيه بيبنى ..
الدكتوره سكتت شويه : طب خلّونا منسبقش الاحداث .. هى هتخرج دلوقت على غرفه الإفاقه .. و اما تفوق هنشوف الحاله اللى هتكون عليها مع الاشعه و التحاليل اللى هتعملها و نقرر و ان شاء الله خير !
سابتهم ف حالة قلق مسيطره عليهم و شويه و همسه خرجت على سريرها قدامهم .. و من الصدمه محدش فيهم قدر يقوم من مكانه ..
لحظات و قاموا وراها دخلوا عندها كانوا حطّوها ف سريرها و علقولها محاليل و خرجوا !
مراد قعد جنبها بهدوء و مسك إيديها و دموعه نزلت بضعف و امها قعدت قصاده جنبها من الناحيه التانيه و شويه و سليم دخل و مهاب و الكل منتظرينها تفوق !
عدّى وقت كبير جدا و المفروض تفوق بقا بس مفيش .. طول الوقت اللى عدّى و هى بتهلوس من البنج و إسم مراد مفارقش لسانها و انها قد ايه بتحبه ..
مراد بصّلها بحب و مش عارف هى تقصده و لا إبنه و إتمنى لو كانت كلمة الحب دى ليه هو !
لحد ما إتفاجئ بكلامها
همسه بتهتهه و صوت متقاطع : مرااد .. لاء انا مش عايزه اعيش تانى التجربه دى .. خاين .. باعنى .. إتخلى عنى .. إبنى فين .. سافر و هرب و سابنى.. ابنى مات .. خده منى .. مش عايزه احبك .. مش عايزه .. مش هقرب منك .. انت زيه .. هتعمل فيا زيه .. هتسيبنى .. هتخونى .. لاء انا محتجالك .. عايزاك .. ربنا عوضنى بيك .. بولادى منك .. طمنى .. امشى .. عايزااك .. لالا مش عايزه حد مش عاايزه ..
مراد بيسمعها بهدوء و مقرّب من وشها اووى و مره واحده ضمّها بحب و لهفه و حطّ راسها على صدره ..
لافّها من عند راسها بكتفها بدراع و دراعه التانى على صدرها ماسك بيه إيديها
و همس ف وشها : و حياة اللى جمعنى بيكى من غير معاد و رزقنى ب أحلى هديه منك يا أحلى هديه من ربنا لا هسيبك و لا هتخلى عنك و لا هسمح لأى حاجه ف الدنيا تاخدك من حضنى و لا ولادى .. و انا كفيل أعوضك و امسح اى وجع قبلى .. ف اطمنى انتى معايا ف امان !
هنا هى فتّحت او اتهيأله إنها فتّحت و فضل يبصّلها قووى عشان يتأكد فعلا إنها بتفوق لحد ماهمست بصوت ضعيف جدا : اوعى تمشى !
الكلمه رنّت جواه قووى و هو اتطمن منها و عليها و فضل جنبها كتير ..
و هى كل شويه تفوق و تغيب و تهلوس و ترجع تفتّح لحد ما الدكتوره دخلت اتطمنت و طمنتهم عليها و بلغتهم انها الصبح هتعمل اشعه و كافه التحاليل المطلوبه و ادتها مسكن و قالتلهم كده فاقت بس هتنام و يسيبوها ترتاح !
مراد رفض يتنقل من جنبها و فضل الليل كله جنبها ..
شويه ينزل الحضانه يتطمن على ولاده .. اللى بلّغوه ان الولد تقريبا مفهوش اى مشاكل ..
لكن البنت اللى شاكين ف مشكله ف القلب وعملوا فحوصات و هتبان الصبح !
و شويه يرجع ل همسته يطمن عليها و قضّى الليل كله كده لحد ما طلع النهار و هو جنبها ..
همسه فتّحت براحه .. رمشت كذا مره ورا بعض و فتّحت شويه بشويه .. و إتفاجئت بمراد اللى تقريبا وشه على بُعد بسيط من وشها و نَفسها ف وشها !
فضلت بصاله كتير قووى و زى التايهه ..
اول مره تكون قريبه اووى كده منه .. اول مره تلاحظ ملامحه من على قُرب .. إعترفت بينها و بين نفسها إنه وسيم جدا و جذّاب ..
سرحت كتير ف ملامحه لدرجة إنها مخدتش بالها من الوقت
مراد ابتسم بحب و هو بينكشها : يعنى مكنتش اعرف إنى حليوه كده
هنا همسه إنتبهت للوضع و إتنفضت و لسه هتتحرك
مراد ضحك : خلاص خلاص براحه كل الربكه دى من كلمه ؟
همسه اتوترت : إبعد شويه انت مقرّب كده ليه ؟
مراد ضحك يغيظها : و الله إنتى اللى متشعلقه ف رقبتى
و هنا همسه أخدت بالها من إيديها اللى هو حرّكها اما لاحظ إنها إبتدت تفوق و حطّها على كتفه برقبته زى اللى سانده عليه و الإيد التانيه لافّها على وسطه بضهره كأنها هى اللى واخده ف حضنها ..
همسه إتنفضت و زقّته و هو عمل نفسه هيقع .. لولا سند على الكومدو وراه و هنا إنفجر ف الضحك على شكلها المصدوم
حب يزيد غيظها …
مراد بيستفزها : يعنى انا مقولتش حاجه لكل ده .. ده انا يدوب قولت حليوه و إتكسفتى .. امال اللى انتى بقا قولتيه ده كله اعمل ايه انا بقا !؟
همسه برّقت : اللى انا قولته ؟! هو .. هو انا قولت حاجه و انا ف البنج ؟
مراد كتم ضحكته : ياختاااااااى .. ده انا اقولك بس يا همسه تقوليلى حبيبى يا مراد .. اقولك عيب يا هموّسه تقوليلى بحبك اعمل ايه يعنى .. اقولك انا اللى اعمل ايه ف منظرنا ده يا سمسميه تقوليلى بوسنى من بوقى !!
همسه برّقت بصدمه لدرجه فتحت بوقها و تنحت : بوسنى !؟
مراد حاول يكتم ضحكته بالعافيه : من بوقى حضرتك !
همسه على نفس حالتها : بوسنى !! قولتلك بوسنى ؟؟
مراد ميّل عليها بسرعه قبل ما تستوعب و خطف بوسه بسرعه من بوقها المفتوح من الصدمه مرتين تلاته ورا بعض ..
و هى من غير وعى راحت خبطاه قلم براحه بغيظ و صدمه و هو هنا إنفجر ف الضحك : الله !! و انا مالى يا لمبى مش انت اللى قلت !
همسه على صدمتها : انا قولتلك كده ؟!
مراد مستمتع جدا بمناغشتها خاصة انها مصدقاه : و اصرّيتى كمان
هى بتكز على إسنانها بغيظ و هو بيزيد إستفزازها بضحك : اقولك مش قدام الناس يا حبيبتى تقوليلى اللى غيران مننا يعمل زينا
همسه رفعت حاجبها بإستغراب و وشها تقريبا هينفجر من الكسوف ..
و هو بيدوس عشان ينكشها اكتر : خلاص كفايه عليكى كده .. مش هقولك عالباقى لا ترمى نفسك من فوق السرير تنتحرى
همسه بغيظ : هو لسه فى باقى كمان ؟
مراد ضحك : يا ختاااى .. ده كله كوم و الحضن كوم تانى خالص .. ده انتى من بوسه وشك جاب ميه لون امال اما احكيلك عالحضن و كنتى هت
قاطعته همسه قرّبت من وشه قوى و ده عجبه جدا و حطّت إيدها على بوقه و الإيد التانيه ماسكه بيها راسه و بتهزّها بعنف : ششسش شسس
مراد ضحك بصوته كله : اششش ايه حضرتك ماسكه فرخه ؟
همسه بغيظ : دى فرخه لكاكّه كمان
مراد بيجمّد نفسه : لا ده ديك و ديك برابر كمان تعالى اوريكى .. مانتى كنتى من شويه بتقولى إنك عايزه
هنا همسه حطّت ايديها بسرعه على بوقه و الإيد التانيه على راسه بتهبّش ف شعره ..
و هو مستمتع جدا بغيظها و الحرب معاها و كان قاعد ع السرير نص واحده وضهره لفوق ..ف بحركه سريعه فلت نفسه و نزل بضهره ع السرير ..
و هى كانت جنبه راقده بنص جنب و وشها ناحيته و إيديها على بوقه و ايد ف شعره بتسكّته بعنف !
هو مبسوط جدا ب غيظها و هى بتبصّله و لسه هتتعدل لقت الباب مفتوح مره واحده و دخل أبوها ..
و كان هيدخل وراه مهاب و اما إتفاجئ بالوضع إنسحب لورا و هى إتحرجت و قبل ما تتحرّك
لقته رجع فتح الباب و ميّل راسه بضحك لمراد : طب إستر نفسك طيب و لا حط لمبه حمرا
همسه برّقت بصدمه و مراد خلاص معدش قادر يمسك نفسه تانى و ضحك بصوته كله
و هى بتبصّله و هى بتكز على سنانها : عجبك كده ؟
مراد إبتسم اووى بحب : اه و ربنا .. ياريت افضل عمرى كله كده .. عن نفسى معنديش مانع
همسه رفعت حاجبها : عمرك كله كده !؟ ع السرير !؟
مراد بغمزه : ماله السرير ؟ وحش السرير ؟ ده حلو السرير .. عسل السرير .. هو فى أحلى من السرير .. ده
قاطعته همسه بغيظ : بس بس انت ايه ؟
مراد بصّلها بإبتسامه عشق و هى لاحظت ف إتوترت حبه و هو ميّل على راسها باسها : انا ايه ؟ انا بحبك
همسه لسه هترد و هو قاطعها بلهفة عاشق ماصدق لقى ثغره يدخل منها لدنيا معشوقه : اه بحبك و من زمان جدا .. خطفتينى من اول مره شوفتك فيها قدام بيت أبوكى اللى انا كنت خارج منه ..
مكنش الجواز ف احلامى و ربنا حطّك ف طريقى عشان تخلّيه أهم حلم و تشدينى لدنيتك ..
و عشان ربنا بيحبنى ساعدنى باللى حصل معانا و إلا لا عمرك كنتى هترضى بيا و لا عمرى كنت هتجوز غيرك ..
عارفه إنى حتى لو كنت إتجوزت اى حد تحت اى ظروف كنت ناوى اطرد موضوع الخلفه من حياتى ..
و مش كُره ف الولاد .. بس طبيعة شغلنا بتخلّى حياتنا مُهددَه .. ف مكنتش حابب اجيب عيل عشان ايتِّمه و لا يعيش حياه مهدده ..
و مع ذلك جيتى انتى عشان تخلّى الحاجه اللى برا حساباتى تتحط على قايمة احلامى و تبقا أهم و اول حاجه ابتدى بيها حياتى من عندها معاكى ..
همسه بتسمعه و قلبها بيدق بعنف و حاسه قووى بكل كلمه بتطلع منه و بصدقها و مشاعرها متضاربه و متلخبطه ..
بس قلبها مقبوض و مش عارفه ليه .. بس اللى عارفاه إنه مش منه .. لإنها ببساطه حست معاه بحاجه لأول مره تدوقها ..
الأمان .. الصدق .. الإهتمام .. و هو الحب ايه غير اهتمام و هى ببساطه لقت ده كله فيه ..
بس لسه حته جواها خايفه و مقبوضه و كل ما بتقرّب بتتقبض اكتر .. بس ياترى اللى جاى ايه ؟
هو ملاحظ حيرتها بس سكوتها مطمّنه و فتح قدامه سكه معاها و قرر يمشيها و زى ما تيجى تيجى ..
ضمّها عليه بحب و بيشدّ على ضمّته ليها شويه شويه .. لحد ما كأنه بيعصرها على صدرها ..و كأنه عايز يدخّلها بين ضلوعه ..
و هى بعد ما كانت هتقاوم او ع الأقل تبعد .. حاجه جواها خلتها إستسلمت و إرتخت بهدوء جوه حضنه ..
يمكن تعبها من الولاده .. يمكن قلقها من العمليه .. او يمكن احساس الإمومه اللى إتحرمت منه قبل كده من قبل حتى ما تلحق تدوقه !
ف نفس التوقيت ده ف مكان ما نلاقيه بيدخّن سيجارته بغلّ و عينيه بتطق شر و غدر
عاصم بصدمه و عيون كلها كُره و غلّ : خَلّف ؟!!
نضال بقلق : ايوه بعتلك حد تابعه زى ما طلبت انت .. مراته ف المستشفى و عرفت إنها هناك بتولد
عاصم بذهول : مراته ؟! مراد اتجوز ؟ و لحق خلّف كمان !! طب إمتى حصل كل ده ؟ اذا كنت سايبهم من سنه إن مكنش اقل و مكنش كل ده حصل .. ده كان لسه حتى مطلقش مها !!
نضال : انا بلّغتك قبل كده إنه بيتردد على مستشفى كتير
عاصم بذهول : خلّف ؟
نضال سكت بغيظ من إنه اتحط قدام الامر الواقع و عاصم طلب حد يتابعله مراد ف إضطر يعمل ده بنفسه عشان ميقولهوش إنه خبّى
عاصم كزّ على سنانه بغلّ : بس عارف كويس إنه جاله زى اللى أخده منى عشان اعرف أخد حقى بضمير ..
نضال : عموما مدام همسه لسه مخرجتش من المستشفى و
قاطعه عاصم بترقّب : همسه مين ؟؟!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مارد المخابرات)