رواية ماذا بعد الفصل الثاني 2 بقلم ولاء عمر
رواية ماذا بعد الجزء الثاني
رواية ماذا بعد البارت الثاني
رواية ماذا بعد الحلقة الثانية
– عبدالله عندي طلب.
– اتفضل يا صاحبي.
– الحقيقة إني حالياً في مشكلة وسايب القاهرة وماشي ومش لاقي مكان.
– يا عم أنت بتقول إيه ؟ لو مشالتكش الأرض نشيلك إحنا ف في عنينا.
– دا العشم برضوا أنا بس كنت محتاج اقابلك.
– هتيجي عندي ولا هنتقابل إزاي؟
– هاجي لك.
– تمام.
روحت و حجزت تذكرة وقعدت مستني القطر ، حطيت إيدي على وشي وسندت على بكوعي على رجلي، الدنيا ضاقت بيا، وقلبي وجعني، موضوع إن أهلك يتخلوا عنك بالساهل دا بيد.بح، جه القطر وركبت، قعدت وأنا بحاول أنام بس مش عارف، بصيت على الطريق وأنا بفكر في مستقبلي جاي وأنا خايف.
خدني سرحاني وفوقت على وقوف القطر لما وصل والناس بدأت تنزل، نزلت وأنا واقف مستني عبدالله، رنيت عليه وإتقابلنا، سلمنا على بعض ومسابنيش غير لما حكيت له اللي حصل.
– متزعلش هتعدي هتعدي.
رديت عليه وأنا كلي حزن وقهر:- بس مش هرجع زي ما أنا، المجروح من عيلته صعب يتداوى!! وهما مش بس جرحوني دول كسروا جناحاتي وطموحي.
طلعنا من المحطة على الحارة على طول، وصلنا لبيته، كان قايل ليهم ومعرفهم، والده ووالدته كانوا مستقبلني أحسن إستقبال، حتى اخواته الشباب علي و شهاب.
– عايزك متشيلش هم حاجة خالص يا صالح يا ابني.
– مش عايز اتقل على حضرتك.
– أوعى تقول كدا، أنت زيك زي عبدالله .
قعدت جنب عبدالله وأنا بقوله:- ممكن تشوف لي مكان أقعد فيه فترة كدا لحد ما اظبط أموري.
– تقدر تقعد معانا هنا في الشقة.
– مينفعش يا عم .
– سهلة، تعالي نطلع الاوضة اللي فوق السطح، إحنا فارشينها ومظبطينها.
– هدفع إيجار ماشي.
– أسكت بالله عليك علشان ما أتعصبش عليك.
اخدني وطلعنا، كانت أوضة صغيرة فيها سرير بوتاجاز وفي حمام من برا، والأرض مفروشة حصير ومفارش بسيطة، شكرته ودخلت الاوضة، قعدت على السرير حاولت أنام بس برضوا مش عارف، الوقت إتأخر، كل دا وأنا سرحان وبفكر في بكرا اللي خايف منه، صاحبي مهما اتحملني فهو مش هيشيلتي العمر كله، لازم من بكرا الصبح أنزل وأدور على شغل، طلعت الموبايل من جيبي وأنا بشوف حد رن عليا، طيب حد ورد؟ طيب منهم إفتكرني؟
جري بيا الوقت وعيني غفلت، صحيت على صوت خبط على الباب، طلعت أشوف مين كان عبدالله.
– صباح الخير، يلا علشان ننزل نصلي الفجر جماعة، أنا هنزل استناك تحت على بال ما تتوضى.
نزل ومسابليش فرصة حتى أتكلم، دخلت اتوضى وأنا عارف إنه مش هيسيبني غير لما أنزل دي عادته من لما كنا في الجيش، أكتر واحد كان بيشجعني على الصلاة اللي أنا أصلاً مازلت مفرط في حقها.
أنا حزين إني بعيد عن ربنا، إني مش عارف انتظم في صلاتي، مش عارف أقرب، أنا بعيد، بعيد قوي.
نزلت ولقيتهم متجمعين في المدخل ومستنييني، إبتسمت وحطيت إيدي ورا رأسي من الإحراج وقولت:- متجمعين عند النبي إن شاء الله.
طلعنا وروحنا الجامع، جهه على بالي حديث اخدته زمان في المدرسة، كان جزء منه بيقول :- ” وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إبتسمت لما افتكرته، رفعت رأسي للسما وأنا بدعي وبقول :-” يارب ردني إليك ردًا جميلًا “، يارب أرجع لك وأكون قريب منك.
وصلنا المسجد، كان إمامنا والد عبدالله الشيخ عابد، هما عيلة وشهم فيه نور، تحس إن ربنا حاطط في وشهم القبول والراحة، صلينا السنة وقعدنا كام دقيقة، قعد وسطينا الشيخ عابد وهو بيقول:- عن الرسول صلى الله عليه وسلم إن ركعتي سنة الفجر خيراً من الدنيا وما فيها، يعني كل الدنيا منذ أن خُلِقت إلىٰ أن تفنىٰ، فركعتي الفجر خيرٌ منها بجنانها وأنهارها وقصورها، فكيف بصلاة الفجر وسائر الفرائض ؟
وكمان بنقرأ في الركعتين دول سورة الفاتحة وبعدها سورة الكافرون وبعدين في الركعة الثانية سورة الإخلاص، لو اديتها في البيت عادي ولو في المسجد برضوا عادي.
بدأت صلاة، سلمت أمري لله، وقفت بين إيدين ربنا، بدأت بـ الله أكبر، قلبي بدأ ينبض بسرعة، حسيت إن عيني دمعت، خلصنا الفاتحة كان بدأ الشيخ يقرأ في آيات من سورة النساء.
﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾[النساء: 27، 28]
أنا بدأت دموعي تنزل تلقائي، يا الله رحمتك وسعت كل شيء، ركعنا بدأت أقول والكلام طالع من أعماق أعماق قلبي، سجدت وقعدت أدعي ربنا يسامحني ويغفر لي ويتقبل مني توبتي، يارب تقبل ، يارب سامحني، يارب اللهم إنك عفوٌ كريمً تُحِب العفو فأعف عني.
بدأت في الركعة التانية وأنا مازلت بصلي بكل قلبي، في كمية خشوع رهيب، سلمنا وقرات آية الكرسي، لأني عارف إن من قرأها بعد كل صلاة مبيبقاش بينه وبين الجنة غير الموت.
قربت من عمي عابد بعد ما خلص وأنا بسأله من باب إني عايز أعرف:- ممكن أسأل حضرتك سؤال؟
أتكلم بنبرة هادئة:- اتفضل يا ابني.
– ممكن تقولي تفسير الآيات اللي قرأتها في أول ركعة.
– طبعاً يا ابني، الآية دي بتقول إن ربنا عايز يتوب علينا ويرحمنا، بس في نفس الوقت يحذر اللي بيتبعوا الشهوات والميول السيئة إن يبطلوا دا، وده عشان الله سبحانه وتعالى عايز يخفف عنكم ويعرف إن الإنسان ضعيف وممكن ينجرف للخطأ، فبيحث عن التوبة والرحمة، بيحذر اللي بيتبعوا الشهوات والسلوكيات السيئة إنهم يبطلوا دا، وده عشان الله عايز يخفف عنكم ويعرف إن الإنسان قد يكون ضعيف ويمكنه الانحراف، فبينصحهم بالتوبة والابتعاد عن السلوكيات الضارة.
رديت عليه وأنا متوتر:- بس أنا برجع أقع تاني، بحاول كتير، وبرجع أغلط، نفسي أبطل أغلط، أنا مبعرفش أوقف نفسي.
حط إيده على كتفي وهو بيقولي:- بوص يا ابني، كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين، يعني تقع في الغلط، وأرجع لربنا تاني، خليك واثق إنه هيسامحك، دا ربك كريم، غفور، رحيم، وتواب، ثق تمام الثقة محدش هيحن عليك قد ربنا سبحانه وتعالى.
– هو أنا ممكن أسأل حضرتك سؤال تاني ؟
– طبعاً يا ابني، وتالت ورابع كمان، يعلم ربنا من أول مرة حكالي عنك عبدالله وأنا بعتبرك ابني.
– شكراً لحضرتك، ممكن تكلمني عن الصلاة.
– أكيد يا حبيبي، عارف، الصلاة دي اتسمت صلاة لأنها صلة، صلة بتوصل بين العبد وربه، يعني أنت في الصلاة بتبقى بتتكلم مع ربنا سبحانه وتعالى، كمان بتدي فرصة للإنسان إنه يتأمل ويكون قريب من الله روحياً، أنت في الصلاة بتدعي وبتتكلم مع ربنا بشكل مباشر، وتعتبر كمان وسيلة لتطهير النفس وتجديد الروح، وتُعزز الوعي الروحي والتقوى، بصفة عامة، تُعتبر الصلاة ركنًا أساسيًا في الحياة الدينية للمسلم، وتُعزز الروابط الروحية والأخلاقية بين الفرد وخالقه.
يا الله، كلام هز قلبي من جوا، حاسس إني مكنتش عايش ودلوقتي أنا عايز أعيش بس وأنا قريب من ربنا، كان عندي فضول أعرف أكتر، فسألته وأنا كلي حماس:- طيب إيه اللي بيحصل لما نبدأ نقرب من ربنا ؟
ابتسم للمرة اللي مش عارف عددها وقالي:- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: “إِذَا أَحَبَّنِي عَبْدِي لِقَاءَ اللَّهِ أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَإِذَا كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهْتُ لِقَاءَهُ”. وَإِذَا قَالَ عَبْدِي فِي قُلُوبِهِ: تَقَرَّبْتُ إِلَيْكَ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِذَا قَالَ: تَقَرَّبْتُ إِلَيْكَ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً
رواه البخاري
كمل كلامه وهو بيوضح أكتر وبيشرح لي الحديث:- الحديث بيقول إن لو إنت عايز تكون قريب من ربنا وتحب تتواصل معاه، ربنا هيحب ده وهيجازيك بالخيرات. وإذا كنت مش مبسوط بلقاء الله، ربنا هيكره لقاءك.المهم إن حتى لو عملت جهد صغير جدًا للتقرب من الله، ربنا هيظهر إعجابه وهيجازيك. الحديث بيحث على التواصل الدائم مع الله، سواء كانت الخطوات كبيرة أو صغيرة، وبيبين إن ربنا رحيم وجاهز يقبل أي محاولة للتقرب منه.
يا الله رحمتك وسعت كل شيء، كرمك معايا ووقفتك معايا، أنا عاجز عن التفكير من كتر ما أنا شايف كرمك معايا.
– أنا آسف لو كنت تقلت عليكم، بس من أول النهار وأنا إن شاء الله هنزل وأدور على شغل.
حط إيده على كتفي وهو بيطبطب عليا:- متشيلش هم، ربك بيدبر الأمور، وحتى لو ملقتش، أنت ابننا يعني لو مشالتكش الأرض نشيلك إحنا.
كلام مسمعتوش من أهلي، كلام استنيت عمري أسمعه منهم، بس واضح إني كنت طماع، إزاي أطالب بإن يتقالي كلمة حلوة؟!
كمل كلامه:- يلا بقى نروح نفطر زمان الحاجة جهزت الفطار، وأروح أفتح الورشة.
قومت معاه، المسجد مكانش بعيد عن البيت، وأنا ماشي جنبه حاسس كإني ماشي جنب أبويا، وكإني طفل صغير بيتدارىٰ في ضل أبوه وخايف من الدنيا، بس الحقيقة إن أبويا هو اللي خزلني هو والدنيا واللي بتدارىٰ فيه وماشي في ضله دلوقتي مش أبويا.
يوم والتاني بنزل أدور على شغل، مش عارف الدنيا معقدة معايا كدا ليه، بصحى الفجر أصلي وأقعد في المسجد شوية أقرأ الوِرد بتاعي وأصلي الضحىٰ، أكتشفت إن الواحد مالوش غير ربنا، مهما ضاقت بيا السُبل أنا ملييش غيره، بحاول أمشي أموري بالفلوس اللي معايا بس هتخلص ومش عارف أعمل إيه.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ماذا بعد)