روايات

رواية ليل أكيدوس الفصل الخامس 5 بقلم روان خالد

رواية ليل أكيدوس الفصل الخامس 5 بقلم روان خالد

رواية ليل أكيدوس الجزء الخامس

رواية ليل أكيدوس البارت الخامس

ليل أكيدوس
ليل أكيدوس

رواية ليل أكيدوس الحلقة الخامسة

نظر لها بتعجب ثم رد بسخرية قائلا
” حرامى ؟! طب عفريت و ممكن اعديهالك كدا كدا محدش بيستعر من أصله بردو ، إنما حرامى ؟! حراااامى ؟! طب بذمتك كدا يا شيخة دة منظر حرامى؟!”
اعتدلت فى جلستها و ربعت يداها قائلة
” يعنى واحد ظهرلى فجأة كدا وش الفجر و معرفش جه منين ،هيبقى ايه مثلا جاى يصلى الفجر معايا ولا عندنا نايت ميتينج مثلا ،ما هو الشو ال انت عملته دة ، اكيد حاجة من اتنين يا حرامى يا اما عفريت بيتسرمح لقى نفسه فاضى قال اما اخش ارازى فيها”
صمت غفران لبرهة ثم قال بصوت منخفض
“حرامى اممم”
هم بالاقتراب منها خطوة خطوة حتى اصبح أمامها
نظرت له و هى تبتلع ريقها و قالت
” احم …. هو لازم تقرب يعنى ؟ انت ممكن تقول ال انت عايزه من هناك علفكرة ”
ظل يقترب و هو ينظر لها بطريقة مريبة حتى اصبح امام سريرها
ابتعدت هى قليلا للخلف ثم اردفت بصوت مهتز قائلة
” يا باشا و الله انا نظرى الضعيف مش سمعى يعنى لو واقف هناك هسمعك عادى .. ولا انت عايز تقول سر..شكلك عايز تقولى سر ..”
ظل يطالعها ببرود و هو يقترب حتى اصبح بجانب اذنها
” احم شكلك كدا عايز تقولى سر و مش عايز حد من الاخوة العفاريت يسمعوا ..لا بردو ؟!
طب انت ساكت ليه طيب .. مهو انا الصمت دة بيقلقنى.. طب ايه طيب
اقترب منها حتى اصبح فمه بجوار اذنها ثم همس قائلا
” عارفة انتى لو مكنتيش بنت كنت عملت فيكى ايه”
ابتلعت ريقها و هى تقول بصوت مهزوز
” ا.ا.ايه؟”
جز على أسنانِه ثم اردف قائلا ” كنت قرقشت عضمك تحت سنانى”
انتفضت هى و رجعت للخلف بخوف حاولت إخفاءه ،فهى تعلم أن بوابة دخول الجن لجسد الإنسان هو الخوف ، و لذلك حاولت تهدئة نفسها و نظرت له فى عينيه قائلة بضحكة مزيفة
” طب الحمد لله انى بنت بقى هههه”
اقترب منها و امسك بخصلات شعرها المرسل على ظهرها و استنشق رائحته بشدة ثم زفر ذلك الهواء قائلا
” عجبتينى”
ابتعدت عنه و قالت بصوت عالٍ
” لااااااا انت كدا مش عايز تقولى سر،انت كدا عايز حاجة تانية ، ولا بقولك ايه ، إلا الشرف الا الشرففففف يا عبير”
ابتعد عنها و انفجر ضاحكا عليها و هى ممسكة بملابسها بشدة و تكاد تقفز من النافذة خوفا من ان يلمسها
” يالك من حمقاء ، تصدق كل شئ يا الهى ، ثم تنهد قائلا ” البشر غريبين حقا ”
كانت خائفة و مرتبكة حتى سمعت تلك الكلمات بتلك اللغة التى لا يعرفها احد سواها هى و أسرتها ، نظرت له بصدمة ثم همت بسؤاله
” من أين عرفت بتلك اللغة ؟ و من علمها لك؟”
التفت غفران و نظر لها بصدمة قائلا
” كيف فهمتِ ما اقول ؟! ”
اقتربت منه و هى تتفحص ملامحه بعينيها ثم قالت
” لا تجيب على سؤالى بسؤالٍ اخر ، قل لى الان من انت و كيف تعرف بتلك اللغة ”
اجاب غفران بجدية و هو ينظر بعيناها يحاول الاتصال بقرينها
” انا من يجب عليه سؤالك ذلك السؤال ، فتلك لغتى انا و شعبى ، كيف تتكلمين بها و من علمها لكِ ،تلك اللغة لا يعلمها غير اهل عالمها فقط .”
اقتربت منه تتفحص ملامحه ، هى تشعر انها رأته من قبل، تلك الملامح هى تعرفها جيدا ، انه يشبه ذلك الفتى المدعو غفران بمذكرات أمها
ذلك الوجه القمحى المرسوم و تلك الأعين الحادة المزينة باللون العسلى ، أنفه المسنونة و ثغره الصغير الضاحك ، رائحته العطرة التى تماثل رائحة زهرة الياسمين بعالم البشر ، طويل القامة و عريض البنية ، شعره اسود قاطم كسواد الليل انه هو ، انه هو، و لكن هل يعقل؟!
كانت شاردة تفكر إذ كانت شكوكها صحيحة ام لا حتى أتى صوته و افاقها من ذلك الشرود


هل الإجابة صعبة لكل ذلك الشرود؟!” اخبريني الان من انتِ ؟ و من علمكِ تلك اللغة
اقتربت منه حتى اصبحت امامه ، و ثبتت عيناها بعينيه قائلة
” انت غفران اليس كذلك ؟!”
صُعق غفران و كاد فمه يصل للارض من شدة الصدمة نظر بعينها ثم سالها بجدية
” كيف عرفتى؟!”
ضحكت قائلة ” انت من قُلت لاخت سفران
“غفران يُعشق ولا يعشق”
اقترب منها و امسك بذراعها بشدة و يطالع ملامحها بحرص ، يتجول بعينيه فى عيناها حتى يرى ما يقوله قرينها ولكنه لا يستطيع التواصل معه هناك خطب ما تلك الفتاة ليست عادية تلك الفتاة من اصل ملكى ، فأصحاب الاصل الملكى هم فقط الذين لا يستطيع قرينهم التواصل مع الاخرين من ابناء عالمه.. شد اكثر على ذراعها حتى آلمها حاولت افلات نفسها منه و هى تقول
” انا قدوس ابنة فهيرة”
نزلت تلك الجملة عليه كبِرميل ماء بارد ، كيف؟! كيف هى الأميرة ابنه فهيرة ، ما الذى فعلته بحقك يا غفران لقد كدت ان تقتل الأميرة لولا نطقها بتلك الكلمات يالك من أحمق يالك من أحمق… نزل غفران على ركبتيه راكعا ثم قال بكل احترام
” مولاتى … انا ..انا حقا أسف ..لم أكن اعرف انكِ الأميرة ”
مدت قدوس يدها له و ابتسمت قائلة ” لا داعى ل مولاتى يمكنك مناداتى قدوس ، فحسب علمى انك اكبر بكثير منى .”
تجاهل يدها ثم قام بمفرده و نظر له لها قائلا
” اعذريني سيدتى لا يمكنني لمسك ، استطيع النهوض وحدى.”
تلالات عين قدوس ثم قالت بصوت طفولى
” يا الهيييي شيطان لا يصافح النساء يا للعجب .. انه لامر مبهر.”
نظر لها بعبوس قائلا” انا لست شيطان ، انا نصف جنى و نصف بشرى”
ضحكت و ضربته بكتفه قائلة ” اعلم اعلم ، فقد قرأت كثيرا عنك فمذكرات امى … احم اقصد رواية امى .”
قال غفران بعتاب” تقرأين مذكراتِ امك ؟!”
نظرت للارض بملامح يعلوها الاحراج
” لالا بل رواية ليست مذكرات”
نظر لها بغضب ثم اردف بعبوس قائلا
” الكذب إثم كبير و أيضا التجسس كذلك ، عليكِ ان تصارحى والدتك حتى تسامحكِ و أيضا ان تستغفرى كثيرا حتى يسامحكِ الله فقد جمعتى بين إثمين كبيرين.”
قالت باحراج و هى تطالع الارض
” لم أكن اقصد التجسس و لكن دفعنى فضولى لفعل ذلك”
قال غفران بحكمة” الفضول لن يشفع لكِ يوم القيامة يا… لم يكمل حديثه حتى قاطعه صوت طرق الباب
ارتبك غفران ثم نظر لها بقلق قائلا
” لابد و انها فهيرة ”
اجابته بثقة قائلة ” نعم انها امى فلا أحد غيرى انا و هى فالبيت الان .”
نظر لها غفران بارتباك قائلا ” لا يجب أن أكون هنا الان ان راتنى معك و عرفت بأنك قرأت مذكراتها ستعاقبك
تنهدت هى بخوف قائلة
“ماذا أفعل؟ أين سأخبئك الان ، يا الهى اننى فى ورطة حتما ”
حكت قدوس رأسها بقلق ثم أعادت النظر لغفران قائلة
” ماذا سنفعل الان ”
لم تكمل حديثها حتى وجدا الباب قد فُتح و فهيرة أمامهم
فهيرة و هى تربع يداها ” لا داعى لذلك يا قدوس فقد سمعت كل شئ”
غفران بصدمة ” مولاتى ؟!”
نظرت له فهيرة و ابتسمت قائلة ” كنت اعلم انك آت فقد رأيتك فالبلورة ثم أعادت النظر لقدوس قائلة
” و سمعت كل شئ حدث ”
قدوس و هى تبتلع ريقها ” كل شئ ، كل شئ ؟!”
فهيرة و هى تميئ رأسها بنعم ” كل شئ يا قدوس ”
قدوس بارتباك ” اقسم اننى كنت انوى اخبارك و لكن .. لم تكمل حديثها حتى قاطعتها فهيرة قائلة
” لا بأس .. كنتِ ستعلمين عاجلا ام اجلا ”
قدوس بضحكة طفولية ” ذلك يعنى انك لن تعاقبينى؟”
نظرت لها فهيرة ثم اردفت قائلة
” سننظر فى ذلك الأمر وقت لاحقا اما الان دعينى اعرف ما يحدث لاخيكِ فى اكيدوس ، تعال يا غفران ، قل لى ما يحدث هناك .”
جلس غفران و بدا يقص كل ما حدث لفارس منذ اول دقيقة له فى اكيدوس و حتى وصوله لاركيلة.
و بينما كان غفران يقص لها ما يحدث فى أكيدوس ، كان فارس جالسا متأهبا لسماع ما فعله سفران بأكيدوس و لما ظلت جدته مختبئة كل هذا الوقت من الزمان
قالت اركيلة لفارس و هى تنظر لسماء اكيدوس
” أترى تلك السماء يا فارس ، عندما كانت تمطر فى قديم الزمان ، كنا نفرح فرح شديد ، فتجد العاشقين يتراقصون تحت امطار السماء ، و الأطفال يلعبون فى التراب المخلوط بماء السماء ، و التجار و العمال و الاهال فريحين بذلك المطر ، اما الان … تنهدت ثم نظرت له قائلة ” عندما تمطر السماء تدرى ماذا نقول؟! نقول اختبؤا فأكيدوس تبكى ، سلبت ديارنا و قُتل رجالنا و هينت كرامتنا يا فارس ”
وقف فارس و قبَّل يد جدته قائلا ” أعدك يا جدة انى سأرد لكم كل ما ضاع منكم .”
ربتت على يده و مسحت على رأسه و هى تنظر فى عينيه قائلة ” اجلس دعنى أروى لك ما حدث
“””””””””””””””””””””””””””””Flashback “”””””””””””””””””””””
فى ليلة ظلماء و بينما الجميع نائم يعلو صراخ فهيرة بشدة فى غرفتها و بجانبها امها و زوجها الذى ينهار بجانبها على حالتها
اركيلة و هى تمسك فارس بيد و تمسح على رأس ابنتها باليد الاخرى
” فلتهدئي يا ابنتى .. اهدئي فقط ..ذلك الصراخ مضر للجنين ”
فهيرة و هى تبكى بشدة ” الألم شديد يا امى ..الألم شديد ..لا استطيع تحمله .. أين طبيبة القصر أين هى …ااااه”
هرول احمد عليها سريعا و ضمها اليه و هو يمسح على ظهرها بحنان و دموعه منهمرة
” اهدئي يا عزيزتى..اهدئى لا اقوى على رؤيتك بذلك المنظر .. ارجوكى تحملى قليلا حتى تأتى الطبيبة.”
دفنت رأسها بصدره الذى كان يعلو و ينخفض بسرعة خوفا على معشوقته
“الألم لا يُحتمل …صدقونى لا يحتمل…لم أكن هكذا فى عثمان .. سأموت يا احمد.. إن لم امت من الولادة .. سأموت ألما.”
شد على حضنها احمد بشدة و هو يقول ” لالا. لن يحدث ذلك يا فهيرة ..لن يحدث.. فقط اهدئي ، انا بجانبك يا عزيزتى .”
ثم نظر لاركيلة قائلا ” سأعود لعالمى، هناك أطباء على كفاءة عالية يستطيعون انقاذها .”
نظرت له اركيلة بحزن قائلة ” ان رحلتم سيأتى سفران و تقع أكيدوس بيده”
صرخ احمد بها بشدة ” فلتقع أكيدوس او لتحترق حتى ، لن انتظر حتى تضيع منى فهيرة ، سأذهب فليحدث ما يحدث.”
أمسكت اركيلة بذراعه قائلة ” لا يمكنك الرحيل، فهيرة منحتك المُلك ، لا يستطيع الملك ترك ارضه و الرحيل .”
صرخ بشدة و هو يبكى ” لا اريد الملك ولا أريد السلطة ،أريدها فقط انا أريدها يا امى أتسمعينى ، انا لن اترك محبوبتى من أجل اكيدوس ..حتى و ان كان هذا سيجعلنى الشرير فى روايتكم بدلا من البطل .”
اردفت اركيلة بحزن قائلة” و لكن يابنى”
حمل احمد فهيرة التى فقدت وعيها من الألم ” من دون و لكن يا امى تبا لاكيدوس و من فيها لأجلها، لن اتركها يا اركيلة ، اتسمعين، لن اترك زوجتى من أجل احد ، انا ذاهب ولا تحاولين حتى منعى .”
ربتت اركيلة عليه قائلة ” فى كل الروايات يضحى البطل بأى احد فداء مصلحة الجميع لكنك تفعل العكس الان.”
نظر لها و قال بحزم ” لا اريد البطولة ، فقط أريدها. ”
ثم مد يده لها قائلا ” افتحى لي البوابة الان .”
نظرت له بحزم قائلة ” سأفتحها لك و لكن عليك أن تقطع وعد اولا.”
قال احمد بنفاذ صبر ” حقا؟! أترين ان ذلك هو الوقت المناسب لقطع الوعود ، زوجتى تضيع و انتِ تفكرين فى الوعود، انها ابنتك ان كنتِ تنسين.”
نظرت له بثبات قائلة ” صحيح انها ابنتى و لكن انا لا احكم بمشاعرى بل بعقلى يا احمد ، و الآن هيا عدنى ان ترجع لنا فارس حتى يتولى الحكم منى ، و ان حدث ما قالته العرافة ووقعت اكيدوس فى ايدى سفران فعدنى ان ترجعه لنا ليحررنا.”
نظر لها و بدون تفكير قال ” حسنا ، أعدك يا اركيلة و الآن هيا دعينى ارحل ، افتحِ لي البوابة.”
أخرجت اركيلة القلادة البلورية من ملابسها و قامت بتمتمة بعض الكلمات قائلة
” أسياد البوابات فلتفتحوا لي البوابة رقم ٢٢٢ ، افتحوا لي بوابة ارض البشر .”
و قامت بالرسم على الهواء بتلك القلادة و تمتمت بكلمات غير مفهومة و فجأتا فُتحت بوابة تبدوا كالاعصار من الداخل و من الخارج تبدوا كطاقة من النور.
نظر احمد لتلك البوابة ثم أعاد النظر لاركيلة قائلا ” تلك لم تكن البوابة التى أتيت منها.”
أجابت اركيلة بهدوء قائلة ” تلك البوابة ستذهب بك إلى حيث تريد اما الاخرى كانت بوابة السيرانيين تأتيك لاكيدوس فقط.”
ثم أشارت للبوابة قائلة ” لا وقت هيا قبل أن تغلق البوابة .”
دخل احمد لتلك البوابة هو و زوجته و ابنه فارس و اختفوا بلمح البصر ، تنهدت اركيلة و أمسكت بقلبها قائلة
” لقد ارتكبتِ خطأ فادح يا اركيلة .”
ما كادت ان تجلس حتى وجدت الحراس يهرولون عليها قائلين
” مولاتى ، جنود سفران قلبوا القصر رأسا على عقب و يبحثون عنك و عن إكليل .”
لم يكملوا حديثهم حتى وجدوا سفران أمامهم و خلفه جنوده
ضحك سفران بشدة قائلا ” اوووه انظروا من هنا … مرحبا يا مولاتى ، أو ما رأيك أن نقول مرحبا يا زوجة عمى .”
اركيلة و هى واقفة بثبات ” ماذا تظن نفسك فاعلا؟!”
احمد ان رآك لن يتركك ترحل بسلام تلك المرة.”
ضحك بشدة قائلا ” احمد اها ،، اضحكتيني يا زوجة عمى ، الجميع يعلم انكِ ذكية جدا ، و لكن يبدوا ان الحال لا يدوم ، فقد اصبحت كركوبة و تنسين كثيرا.”
صفعته اركيلة بغضب ثم قالت ” إياك و ان تتجاوز حدودك يا فتى ، اتسمع .. إياك و ان تتجرأ حتى .”
نظر لها بغضب شديد ثم امسك يدها بشدة و جز على أسنانه قائلا
” ستدفعين ثمن ذلك القلم يا اركيلة و لكن ليس الآن، ثم دفعها على الارض بشدة و ابتسم بمكرٍ قائلا ” سآخذ ما كان لى و سرقه ابن اخيكِ منى ، و بعدها سألقنك درسا لن تنسيه يا اركيلة .”
ثم أشار لجنوده قائلا ” ضعوا الاصفاد فى ايديها و ارموها بالزنزانة ، فذلك هو مقدارها.”
ذهب الحرس و بينما هم يضعون الاصفاد بيدها صرخات قائلة ” اتركوني اتركوني ماذا تفعلون ، ثم صرخت قائلة ” إكليييبل اهربي يا ابنتى ، اهربي يا إكليل ان كنتى تسمعيني، اهربي يا ابنتى.”
استيقظت إكليل مفزوعة و همت بإيقاظ آرثر بخوف
” آرثر ..آرثر استيقظ ارجوك.”
اجاب آرثر بصوت كله نعاس قائلا” ماذا هناك يا عزيزتى .”
أجابت ببكاء ” استيقظ يا آرثر ، عمتك تنادي بشدة و لكن لا أعلم ما تقول صوتها بعيد .”
استيقظ آرثر و هو يحك رأسه بنعاس
” ماذا هناك يا حبيبتى ، لما تبكى يا مهرة فؤادى .”
اردفت إكليل قائلة ” عمتك كانت تصرخ بشدة و لكنى لم استطع تمييز ما تقول ، كان صوتها بعيد ، لم تكمل حديثها حتى وجدت الباب يُكسر عليهم و سفران و حراسه أمامهم
سفران بابتسامة خبيثة ” و اخيرا .. سآخذ ما كان لى .”
قام آرثر بسرعة و قام بحجب إكليل عنه قائلا ” كيف تجرؤ ايها الحقير .” مهلا ! كيف دخلت للقصر من الاساس”
سار سفران بكل شموخ الارض و جلس على الكرسى واضعا رجل على أخرى ثم أشار لجنود بأن يأخذوا إكليل للخارج
” أتيت لتصفية حساباتٍ قديمة يا آرثر .”
ركض آرثر خلف الحرس و حاول أن يأخذ زوجته منهم و لكنه لم يستطيع فقد امسك أحدهم بشعرها واضعا السيف على رقبتها قائلا
” ان اقتربت فودعها يا روميو أكيدوس”
رجع آرثر للخلف ثم نظر لسفران بغيظٍ شديد قائلا
” ماذا تريد انت ها ؟ ماذا تريد ، الا يكفيك ما فعلته بأهلها و الآن ماذا ؟! آتٍ كي تتقتل زوجها ،اليس لديك رحمة ابدا ان المرأة حامل ، ما انت بحقك ، ماااا انت ؟ شيطان؟!”
وقف سفران و قال بغضب و هو يقترب منه
” شيطان ؟! انا شيطان ؟! انتم من جعلتم منى شيطان و انت و تلك المرأة و ابنتها سلبتم منى كل شئ ، لقد دمرتونى و صنعتم منى شخصا سئ لا رحمة لديه ، يتمتونى و كسرتم قلبي و سلبتم حقوقى و جعلتونى شيطانا
ثم أشار للشرق و هو يبكى
تلك المرأة سلبت منى كل شئ ، كانت السبب فى إعدام امى و ابى ، و جعلت عمى يكرهنى و لم تكتفى بذلك ، بل أتت بك ايها المسخ ووضعتك فى غرفة امى ووضعتنى فى غرفة بالية بجانب المستودع بينما انت تنعم برفاهية ليست بحقك ، سلبت منى طفولتى و سلبت منى حبى، فقد زوجتك الفتاة التى عشقتها انا و لم تكتفى بذلك لااااا ، بعد انتهاء مدة حكمها ، كنت انا الوريث الشرعي لاكيدوس ، لانى الذكر الوحيد فى تلك العائلة ، تدرى ماذا فعلت ،ثم ضحك بوجع قائلا ” بالتأكيد تدرى لقد أعطت الحكم لابنتها و حرمتنى من حقى الشرعي لقد صنعت منى شيطان لقد صنعتتت منيييي شيطان ، اتسمع ؟ انا شيطان هههههه.
اجابه آرثر بغضب ” الأمر ليس كذلك و كل ما تقوله خاطئ ، كل تلك الأمور ما هى الا صدفة و لا شأن لعمتي بها الملك ليس من حقك لان اباك و امك ارتكبوا جريمة بشعة لقد قتلوا الملك حتى يتولو الحكم بعده ، و الشعب لن يقبل بك ملكا ، هى اعدمتهم لأنهم مخطئين لقد أتت بحق زوجها ، وضعتك بتلك الغرفة لأنك كان لابد أن تخرج من القصر حسب القوانين و هى لم تفعل ذلك لقد وضعتك بها و اخفتك عن الناس حتى لا يأذيك أحدا و تلك الفتاة التى تحبها ، احببتها انا قبلك و هى أحبتنى و انت من تدخلت بيننا ولم تكتفى بذلك بل ذهبت و قتلت جميع اهلها حتى تأخذ منهم ابنتهم غصبا و بعد كل ذلك تريد الزواج بها ، حسنا كيف؟! لقد قتلت اهلها يا فتى ، قتلت اهلها هل تسمعني؟، لم يظلمك أحدا يا سفران ، انت الذى تريد ما ليس لك.”
اخرج سفران سيفه بغضب و قال
“بل حقى انه حقييي. ”
و نادى على جنوده حتى يقيدوا آرثر الذى لم يستطع الافلات منهم بسبب كثرة عددهم
” انت اول من سأقتص منه يا آرثر .”
قال آرثر بغضب ” دعهم يتركونى و سأريك ما سأفعله بك”
ضحك سفران بشر ثم نادى جنوده قائلا ” احضروا اركيلة و إكليل بسرعة”
احضر الجنود اركيلة و إكليل ثم نظر لهم سفران بشر قائلا
” و الآن سأريكم كيف يُذبح البشر.”
صرخت إكليل بشدة قائلة ” لا يا سفران … ارجوك اتركه ، لقد قتلت عائلتي جميعهم لم يبقى لي سواه اتوسل اليك يا سفران اتركه.”
نظر لها آرثر بغضب ثم صاح بها قائلا ” قفى مرفوعة الرأس يا إكليل ، إياكِ و ان اراكِ تتوسلى لأحد غير ربك، اتسمعين ما اقول فلتصمتى يا فتاة.”
ظلت تبكى بشدة و هى ممسكة بفمها حتى لا تصدر صوت كما أمرها زوجها،
طالع آرثر بسفران قائلا ” أتحسبنى اخاف الموت؟!”
سفران ” و من لا يخاف.”
ضحك آرثر قائلا ” لا يخاف الموت الا الظالم الكافر ، اما انا فلا اخاف بل انا فرحٍ للقاء ربى .”
صرخ به سفران بغيظ ثم قام بقطع رأسه عن جسده ، لم تحتمل إكليل المشهد فوقعت مغشيا عليها ، بينما كانت اركيلة واقفة بشموخ و لم تهتز لها شعرة او تنزل لها دمعة
اقترب سفران من اركيلة قائلا ” خانك ذكائك تلك المرة يا اركيلة، الا تعلمين ان البوابة عندما تُفتح ، يظهر ذلك فى سماء اكيدوس؟!.
صمتت اركيلة و لم تنطق بكلمة واحدة ثم نظرت له بحسرة و طالعت السماء و هى تتنهد قائلة ” سينتصر الحق عاجلا ام اجلا .”
اخذ الحراس اركيلة إلى الزنزانة و اما عن إكليل فأخذها سفران إلى غرفته و ظل يطالع وجهها الجميل الذى يتزين بوجنتيها الوردية و شفتاها الصغيرة ذات اللون الوردي و ذلك الشعر الأسود المسترسل على جسدها
و ما كاد ان يلمس وجهها حتى استيقظت و صرخت بوجهه قائلة
” ابتعد.عنى ابتعد عنى ايها النذل الحقير ابتعد.”
جلس على ركبتيه و هو يبكى قائلا”لا اريد الابتعاد انا احبك يا إكليل ، اقسم لك انى أحبك ، لما لا تشعرين بي ها ، لما لا تشعرين بى.”
دفعته عنها و خرجت تجرى خارج الغرفة ، كان الحرس سيتبعوها ،ولكن أشار لهم بسفران بالتوقف
” اتركوها ، ستعود ، لم يعد لها احدا الان ، ستعود وحدها.”
_ نراقبها سيدى؟!
” لالا .لا داعى لذلك ، فلا يوجد خطر منها .”
_ حسنا سيدى .
” يمكنكم الذهاب الان ”
ظلت تركض و تبكى بشدة حتى وصلت إلى الغرفة التى قُتل بها زوجها و بمجرد ما رأت الغرفة هرولت عليه و هى تمسك بدمائه و تلطخ بها نفسها
” لماااا، لماااا تركتنا يا آرثر ، ان قلبي يعتصر ألما يا حبيب فؤادى ، قلبي يؤلمنى يا آرثر ، ألم تكن تقول لي سلامة ذلك القلب الجميل ؟ لم يصبح جميل يا آرثر بل اصبح يوجع و يؤلم بدونك يا آرثر ، ارجوك استيقظ و حادثنى ، استيقظ و حادثنى يا معشوقى ، لما تركتنى يا آرثر لما تركتنى.”
ظلت تبكى بشدة حتى سمعت صوت احد يهمس بإسمها قائلا
– مولاتى… يا مولاتى.
التفتت و هى تبكى قائلة ” من هناك … من هنااااك.”
اقتربت منها خادمتها قائلة ” انه انا يا سيدتى .”
نظرت له و ضمتها بشدة قائلة ” لقد قتله يا نسيم لقد قتلووووه.”
مسحت على ظهرها ثم قالت ” اعرف طريقا للهروب و لا يوجد به حرس يا مولاتى .”
مسحت دموعها و قالت لها “حقا و أين ذلك المكان.”
أمسكت بيدها و قالت لها بهمس
” تعالى معى يا مولاتى”
شدت إكليل على يد الفتاة قائلة ” أتعرفين أين خبأ سفران الملكة؟”
_نعم اعرف يا مولاتى و لكن دعينى اهربك اولا
” لا خذينى عند الملكة و بسرعة.”
– و لكن يا مولاتى هناك حرس امام الزنزانة و لن نستطيع المرور.
” قلت لكِ خذينى هناك ”
– حسنا مولاتى كما تريدين.
ذهبتا للزنزانة و اختبأت إكليل حتى تستطيع نسيم أشغال الحرس
” مولاى يريدكم”
_ لم يصلنا أمر بذلك يا نسيم
اقتربت نسيم من الحارس و همست بأذنه ” اعطينى الملكة اعطيك مجوهراتها .
” ماذا تقولين انتِ ، هل جننتى؟!
أخرجت نسيم مجوهرات الملكة و اعطتها له فى يده قائلة
” اعرف انك تحتاج ذلك المال و لذلك لا تكثر الحديث معى ، هيا اعطني الملكة قبل أن يأتى سفران.”
_ حسنا و لكن ان اخرجتها ماذا سأقول لسفران؟
“قل له انها فتحت بوابة من بوابتها و هربت”
_ حسنا خذيها و لكن بسرعة قبل أن يأتى احد.
أشارت نسيم لإكليل بأن تأتى ” مولاتى .. مولاتى .. هيا تعالِ.”
ذهبت إكليل للزنزانة و نادت على اركيلة قائلة
” سمو الملكة هيا أخرجى، اعرف مكان استطيع تخبئتك به .”
اركيلة بحزن ” إكليل ؟! كيف عرفتى مكانى؟!”
إكليل بعجلة” لا وقت للشرح مولاتى ، هيا بسرعة ارجوكى. ”
خرجت الاثنتان و كانت هناك عربة بسائق بانتظارهم
نظرت إكليل لنسيم بدموع و قبل أن تنطق بكلمة واحدة
نسيم ” لا وقت يا مولاتى .. هيا اذهبي.”
ركبتا العربة و انطلق السائق بجواده الأسود السريع و قبل أن يبتعدا وجدت نسيم صوت آت من الخلف قائلا ”
امسكوهم بسرعة لا تتركوهم يهربون .”
امسك الحراس ب نسيم و لكن حمد لله كانت قد ابتعدت العربة عن القصر كثيرا
نسيم بصراخ ” صاحبتكِ السلامة يا مولاتى .”
اركيلة بتعجب ” إلى أين ستأخذينى يا إكليل .”
لم ترد إكليل عليها و لكن اكتفت بأن تشير للسائق ان يتوقف
” هيا انزلي مولاتى ، لا وقت لدينا .”
نزلت اركيلة و ظلا يسيران حتى وصلا امام شلال و ارض فارغة من الحياة
نظرت اركيلة حولها ثم اردفت قائلة ” ما هذا المكان و كيف عرفتيه؟!”
تنهدت قائلة ” انها سر اكيدوس يا مولاتى.”
ردت أركيلة بتعجب قائلة ” ماذا؟!”
أدخلت إكليل يدها عبر الشلال و فجأتا فُتح الشلال كالستارة و ظهرت ارض جميلة جدا و مليئة بالزهور
اخذت إكليل اركيلة من يدها و دخلت بها لتلك الأرض ثم اردفت قائلة
” انها قلب أكيدوس يا مولاتى”
اردفت اركيلة بعصبية قائلة ” ماذا ؟! قلب اكيدوس التى بالاساطير؟”
قالت إكليل بحزن ” نعم انها هى يا مولاتى.”
اردفت اركيلة بعصبية قائلة ” الا تعلمين انه اذا وُلد طفلا هنا أو إذا دخلت تلك الارض امراه حامل يصبح طفلها جزء من قلب اكيدوس ، هكذا فقدتى اهلك و زوجك و الآن ستفقدين ابنتك فالمستقبل ، فتلك الارض تستعيد من وُلد عليها بمجرد ما يكبر ولا تعلمين متى ستستعيد الارض طفلها و أيضا..
لم تكمل اركيلة كلامها حتى وجدت إكليل تصرخ و تقع بالأرض
اركيلة بقلق ” ما بك يا فتاة ؟ ما بك يا ابنتى ؟”
إكليل بصراخ ” يبدو لي و اننى الد يا امى .”
لم تكمل كلامها الا ووجدت اركيلة ماء الطفل قد خرج من إكليل و علا صراخها حتى ازدوج صوت صراخها مع صوت بكاء طفل .
اركيلة لاكليل ببكاء ” انها فتاة ، انها فتاة ، يا الهى كم انها جميلة ! ثم نظرت لها و قالت بفرح ” ماذا ستسمينها؟
إكليل بتعب ” سأسميها ليل ، ليل أكيدوس .”
ثم قامت بتعب شديد قائلة ” ابنتى أمانة معك يا مولاتى .”
و ذهبت و تركتها معها بتلك الارض التى لا يوجد بها أحدا غيرها
و بينما أنقذت إكليل اركيلة كان سفران بالقصر يصرخ بالجميع قائلا
” كيف هربت … كيف هربت ، حرس انتم ام مجرد حيوانات أليفة؟”
و بينما يصرخ بهم إذ بصوتٍ إكليل قائلة ” انا من فعلت ذلك .”
اقترب منها و كاد ان يضربها و لكن امسك يده على اخر لحظة قائلا
” تبا لذلك الحب ، تبا لذلك الحب الذى يجعلنى هزيلا أمامك.”
ثم امسك بها بشدة قائلا ” هيا قولى لي أين هى ؟”
ابتسمت له قائلة
” لقد قتلت أهلى و زوجى حتى تنالنى و لكن تدرى على الرغم من كل ذلك اقسم بالله انك لن تنالنى يا سفران .”
ثم أمسكت سيف و وجهته ناحية بطنها قائلة ” لقد فقدت طفلتى بسببك و تجرعت ألم الفقدان بكل أنواعه ايضا بسببك، اما الان ف سأذيقك مرارة فقدان الحبيب
و قامت بغرز السيف فبطنها و انهت حياتها …
“”””:”””””””””♡كم انتِ اصيلة يا إكليل ♡”””””:”””””””””””:””
“”””””””””””””””””””””””””””””Back”””””””””””””””””””””””””””””””
اردفت أركيلة بحزن قائلة ” و هكذا اقضيت حياتى مختبئة يا بنى ، و حرمت تلك الفتاة من رؤية امها و ابيها .”
نظر فارس للارض بحزن ثم أعاد نظره إلى ليل التى كانت تلعب مع الجرو تيركس هناك
ثم اردف قائلا
” كم انتِ مسكينة يا ليل ، و نظر لجدته قائلا ” أعدك اننى سأجلب لكم حقوقكم يا جدتى و سآتى برأس سفران تحت قدمك يا جدتى .
قبل فارس يد جدته و اتجه ناحية ليل ثم اردف بضحكة خفيفة قائلا
” يبدو أنه لطيف حقا. ”
نظرت له ليل بضحك قائلة ” قلت لك يا فارس انه لطيف للغاية .. هيا تعال و العب معه .”
و بينما هم يلعبون معه إذ بصوت اتٍ بالشجر الذى أمامهم.
ليل و قد أمسكت سهامها “قلت لي انك تستطيع القتال اليس كذلك؟”
غمز لها فارس قائلا ” سترين بنفسك .”
اقترب الاثنان من مصدر الصوت و بمجرد ما أصبحوا امام الشجرة قفز احد خلفهم قائلا ………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليل أكيدوس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى