رواية ليلى الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة اللومي
رواية ليلى الجزء الثاني عشر
رواية ليلى البارت الثاني عشر
رواية ليلى الحلقة الثانية عشر
قررت عبير أن تعد خطة للإنتقام و هي تكاد تموت من القهر فهي ترى انها أحق بالسفر و المتعة من ليلى و كان اأولى ان تكون هي مع وائل في تلك اللحظات لا زوجته البغيضة !
دخل وائل الغرفة و وجهه شاحب من الخوف فقد توقع ان تسأله ليلى عن سبب وقوفه في الشرفة في هذا الوقت ومع من يتكلم و لماذا اغلق السماعه في وجه المتصل بهذه الطريقة !
إلا أنها لم تسأله أي سؤال بل بادرت بفتح ازرار قميصه بدلال و جرأة,واستطاعت بذكائها ان تصنع لحظات رومانسيه انست وائل الموقف تماما
عادت ليلى من السفر مع زوجها وقد تدللت وطلبت واشترت ولم تترك اي شئ في خاطرها الا و فعلته او حصلت عليه
في هذه الأثناء كانت عبير تعد لليلى مفاجأه غبيه فهي منذ ذاك الإتصال مقهوره و تفكر في طريقه تدمر بها ليلى و تكسرها و قد تذكرت انها اخذت رقم ليلى من هاتف وائل في إحدى المرات التي كانا فيها معا
اتصلت بها حين كان وائل في العمل من هاتف عمومي ,, وهددتها قائله : زوجك قريبا سيصبح لغيرك لأنك انسانه تافهه
وليس لك ادنى قيمه ولو كان يحبك ما كان ليقرف منك و يبيعك بأرخص اﻻثمان و يبحث عن الحنان والحب في احضان إمرأه غيرك
عرفت ليلى الصوت و تظاهرت بالدهشة و البلاهة : من انتِ؟
– أنا عشيقة زوجك و هو يحبني أنا و سوف نتزوج عن قريب و لو كانت لديك ذره كرامة انسحبي اآن من حياته قبل أن يتزوج بي و يطردك من حياته يا حقيره
أغلقت ليلى السماعه و نزلت عليها في لحظة ضعف حاله من البكاء واﻻنهيار النفسي فخصمها قويه جدا وجريئة !
رفعت يديها الى السماء و أخذت تدعي وتدعي من الله ان يرد كيد عبير في نحرها و أن ينصرها عليها
صحيح أن عبير خبيثة إلا أن ليلى ذكيه اكثر فبعد أن استعادت وعيها .. اتصلت بزوجها وهي تبكي بكاء رقيقا بدلع
سألها عما بها بهلع ! اجابته ان امراة اتصلت بها قالت ان
اسمها عبير (و بالطبع عبير لم تذكر اسمها ) وهددتها و إنهالت عليها بالسب والشتائم : تصور يا بيبي طلبت مني اسيبك بكرامتي قال ايه قبل ما ترميني و تتجوز انت وهي ؟ و قالتلي انك مش بتحبني و بتقول انك بعتني برخيص !! يعني ايه الكلام ده و مين عبير دي ي حبيبي ؟!
مثلت انها ﻻ تعرف معنى هذا و من هذه و ماذا تريد منها ؟؟
سألها وائل بغضب ماهو الرقم ؟؟؟؟ فاعطته رقم موبايل عبير لأنها تعرفه مسبقا فقال لها : معلش ي حبيبتي ما تزعليش نفسك دي أكيد وحدة كذابة أنا هأتصرف معاها
ثار وائل غضبا و اتصل بعبير على الفور
تشاجر معها وهددها و حذرها من اﻻقتراب من حياته الزوجيه ومن زوجته ! و طبعا حلفت عبير كذبا انها لم تقم بأي شئ اﻻ ان وائل من شده غضبه لم يترك لها المجال للدفاع عن نفسها .
عاد الى البيت و كانت ليلى في كامل زينتها و اناقتها بإنتظاره كان ظاهرا عليه اﻻنكسار بشدة فخاطبها قائلا
– ليلى حبيبتي ما تاخذيش ف بالك …دي أكيد واحدة عايزة توقع ما بيننا تلاقيها حاسده حقوده و غيرانة مننا عشان مبسوطين مع بعض.. ما تصدقيش أي حاجة تتقال لك
ردت عليه ليلى و هي تدلله بأحضان و قبلات متفرقة في وجهه و رقبته : بالطبع مش ممكن أصدق حاجة زي دي!!
انت زوجي حبيبي اللي مش ممكن يبص لغيري ! انا ثقتي فيك مالهاش حدود يا روحي
احس بالخجل من نفسه و هو يسمع كلامها و طيبتها بعد ان خذلها و خانها ابشع خيانة !
مسحت ليلى جميع اﻻرقام من هاتفها وقررت اذا سألها عن الرقم انها ستدعي ان الهاتف سقط من يد طفلتهم شهد وانمسحت كل اﻻرقام التي به ولكن لحسن الحظ وائل لم يسأل فهو يثق ثقه تامه ان ليلى ﻻ تعرف عن عبير أي شئ ..
هذا الموقف اثار ليلى اكثر واكثر ودفعها ﻻستعجال نهايه عبير
واتصلت باخيها مباشره بعد دخول وائل الحمام
وسألته عن موضوع عبير فأجابها بإستبشار وتفاؤل ان كل اﻻمور على خير ما يرام ولكن طلب منها القليل من الوقت فقط ﻻنهاء اخر خطوه في الخطه …
كانت ليلى تفكر ان تشغل وقت فراغها في امر مفيد و قد كانت هوايتها منذ الطفوله الرسم فقررت ان تصقل هذه الموهبه ,, ﻻنها كانت متعلقه بالرسم كثيرا وتحصد الكثير من الجوائز ايام المدرسه و منذ ان تزوجت نست هذه الهوايه واندثرت
خططت أن تحول المخزن الموجود في الشقه الى مرسم
و جمعت كل اﻻغراض التي ليس لها معنى في المخزن والقتها في مكان آخر و طلبت من وائل شراء اصباغ حائط لها وكانت تستمع بالتفنن في الصباغه
كانت تصبغ المكان مع وائل وهما يلبسان ملابس خاصه و يضحكان و يلهوان ,, صبغت المخزن بالوان انثويه جميله جدا واخذت تعده كمرسم ,,
خرجت مع وائل واشترت على حسابه كل اﻻدوات التي تحتاجها و عادت فرحة بأدواتها كطفلة مدللة
وهكذا جهزا مرسمها الخاص في البيت ,
كان وائل يعلق عليها و يسميها بيكاسو , لوكانت ليلى القديمه لكانت ردت عليه : وييييي انا وين وبيكاسو وين ؟ اﻻ ان ليلى الجديده الواثقة من نفسها تكتفي باﻻبتسامه العذبه وتقول بدلع وثقه : انا احسن من بيكاسو
اتصل احمد بليلى وقال لها : ابشري لقد نجحت خطتنا والآن ستتخلصين منها الى اﻻبد
كانت ليلى تريد ان ترى كل شئ بعينها فاتفقت مع اخيها ان يحضر حين يكون وائل في العمل
…
حضر احمد وكان يحمل ظرفا كبيرا بداخله صور لعبير مع وائل ومع خالد مع صور مع الشاب الجديد ( صديق احمد ) ,, باﻻضافه الى اشرطه تسجيل لمكالماتها مع صديق احمد …
فرحت ليلى بما فعله اخيها واوصته ان يترك الظرف
امام باب الشقه حتى اذا عاد وائل يراه امامه …
وافق اخيها وانصرف وبالطبع كان خطتهما ان يرسلا نفس الظرف لخالد ….
كانت العلاقة في غايه التوتر بين عبير و وائل بعد الموقف الغبي الذي ارادت ان توقعه فيه ..كان ينقصها أي سبب ﻻنهائها
حين عاد من العمل وجد ظرفا امام الباب
دخل الى الشقه وكانت ليلى تستقبله بابتسامه ناعمه و ترتدي تنوره جينز قصيره مع توب ابيض وتسدل شعرها
ضمته بحراره و تناوﻻ مع بعضهما الغداء ثم دخل وائل لغرفه النوم ونسى موضوع الظرف ..
بعد ان استيقظ تذكر الظرف الذي وضعه في المكتب فذهب و فتحه و صدم بصور عبير مع شخصين ( خالد وصديق احمد ) كادت عيناه تخرجان من مكانهما , استمع للمكالمات وهو يكاد يجن من الغضب لم يصدق انه كان اعمى و غبيا لهذه الدرجة و أنه في يوم من الايام فضل هذه الساقطة على زوجته العفيفة المخلصة !! و كان يتمناها زوجة له
اصبح يضرب رأسه بقوة لأنه كان سيرتكب غلطة عمره بتفريطه في جوهرة ثمينة من اجل قطعة زجاج تافهة
خرج مسرعا دون ان يكلم ليلى و ذهب فورا لعبير
قطع علاقته بها ﻻنها خائنه و طبعا ﻻ داعي لشرح ما حدث بينهما من شجار ,, ﻻن أي شخص مكان وائل سيكون في قمه الغضب ولن تنفع أي تبريرات من عبير فالموضوع موثق بالمكالمات والصور ….
ترك وائل عشيقته الخائنة بعد ان انهال عليها بوابل من السب و الضرب و الاهانات الرخيصة التي تليق بسافلة مثلها
و راح يلف الطرقات بسيارته كالمجنون
لم تتصل به ليلى ﻻنها تعرف ما سيحدث وانها اذا اتصلت سوف تسبب مشاكل لنفسها ..
اخذه التعب واﻻنهاك وعاد الى الشقه خائر القوى ولم يتفوه بأي كلمه و لم تجرؤ هي أن تكلمه
مضت الليله ووائل يتقلب ولم يستطع النوم ابدا ,, وفي اليوم التالي ذهب للعمل ….و هو في دوامة من تأنيب الضمير
بعد ان انتهى من دوامه أفكاره اتجه لشركه الإتصاﻻت لشراء خط جديد فعبير خرجت من قلبه بما فعلته . ولا يرغب في رؤية رقمها ثانية .. كان يفكر في كل فلس صرفه عليها
و يلوم نفسه الف مرة لانها ﻻ تستحق كل ما فعله من اجلها ,, كان يفكر كيف ظلم زوجته وظلم ابنته … من اجل خاااائنة
عاد الى الشقه وكانت ليلى قد اعدت له جو غرفه النوم فأطفات اﻻنوار واضاءت الشموع ورتبت السرير وشغلت موسيقى هادئه وجهزت زيت المساج
استقبلته بهدوء وحنان وحينما استلقى اخذت تدلكه بحنان ( كي تهدا اعصابه )
بعد ان انتهت ضمها بحزن قائلا لها : ليلى …سامحيني حبيبتي
– على ايه يا روح قلبي ؟؟
– على كل حاجة وحشة عملتها معاكى.
– ليه بتقول كدة يا عمري ؟! انا مستحيل ازعل منك ده انت جوزي و حبيبي و ابو بنتي و كل حاجة ليا
و بعدين انت ما عملتش حاجة عشان اسامحك !
تعمدت أن تظهر انها لا تعلم شيئا و مندهشة من حالة زوجها
فضمها هو بحرارة و بكى بحرقة في احضانها .
كانت تعلم السبب في بكائه طبعا .. لكنها لم تشأ ان تحرجه بأنها على علم بخيانته فشدت على حضنه و تركته يفرغ كل ندمه في البكاء
لم تنفع محاوﻻت عبير في العوده لوائل …نعم فإمراة كعبير لا تستسلم بسهولة و رغم كل الوثائق و الصور لكنها كانت تحاول بطرقها الشيطانية و المتعددة ان توهمه بان كل هذا تزويرا و تلفبقا لها . لكن هيهات لوائل أن يرجع عن قراره
بالطبع وصل خالد نفس الظرف و هو ايضا ترك عبير لكن ليس بطريقة وائل بل قرر اﻻنتقام منها ومن كل فلس صرفه عليها
فكان يشوه سمعتها في كل مكان و ينشر عنها اﻻقاويل
و هكذا خسرت عبير بطمعها البنكان المموﻻن لها في نفس الوقت
أما ليلى فقد إستطاعت باسلوبها الجديد و حكمتها و ذكائها ان تغنى زوجها عن كل النساء وتشغله بها وحدها ,, من خلال اﻻهتمام بنفسها وحبها لذاتها و التجديد في حياتها بكسر الروتين دوريا
استطاعت ليلى ان تخرج من هذه التجربه رابحة و بأقل الخسائر الممكنه
كانت خسارتها الوحيدة تتجسد في فقدان الثقه بزوجها ووجود شرخ في علاقتهما من جانبها تتذكره على الدوام و يستحيل لأي شيء أن ينسيها فيه .
على الرغم من هذه الخساره اﻻ انها كسبت نفسها , كسبت ليلى التي كانت تائهه في عالم اخر ! عالم صنعته نصائح اﻻخرين
لها
وائل ﻻ يعلم و يعيش حياته بشكل طبيعي و كأنه لم يفعل شيئا لكن المرأه التي تتعرض للخيانه ﻻ تنساها بسهوله
أي امراه مكانها كان من الممكن ان تواجه زوجها و تحدث زوبعة في حياتهما و تجمع بعدها اغراضها و تذهب و في الاخير فهي اما ستصبح مطلقه او زوجه ثانيه تعيسة اﻻ ان الذكيه هي من تعرف كيف تتصرف وتستعيد زوجها من براثن إمرأة اخرى استغلت عطشه للحنان و الحب .
تذكر دوما التغيير يبدأ من الذات .. و يحتاج لإرادة قوية فقط و ثقة عالية بالنفس و الايمان بالنجاح .
……………….تمت ………….
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليلى)