روايات

رواية ليلة بكى فيها قلبي الفصل السادس 6 بقلم موني عادل

موقع كتابك في سطور

رواية ليلة بكى فيها قلبي الفصل السادس 6 بقلم موني عادل

رواية ليلة بكى فيها قلبي الجزء السادس

رواية ليلة بكى فيها قلبي البارت السادس

ليلة بكى فيها قلبي
ليلة بكى فيها قلبي

رواية ليلة بكى فيها قلبي الحلقة السادسة

وقف امجد أمام وكيل النيابه ينظر اليه بكبرياء بعدما استمع لأقوال الطبيب الذي طلبته الفتاة ليدلي بأقواله ولتتسع ابتسامته تدريجياً مع كل كلمة ينطق بها الطبيب فأقواله اتت متناقضة كلياً لما قالته الفتاة فبعدما انتهي الطبيب من سرد الحديث الذي اتفق معه خاطر على قوله نظر وكيل النيابة للأوراق الموضوعة امامه ثم قال
(( يخلى سبيل المتهم لعدم كفاية الأدلة .))
اتسعت ابتسامته وهو يفكر في اللحظة التي سيخرج فيها من مقر النيابة ليشعر بالحرية والإنطلاق فلقد افتقد تلك السهرات التي كانت ترد إليه روحه فشخص كأمجد يعشق الملاهي الليلة والإنحلال امسكه العسكري من ذراعه ليخرجه بعدما اشار اليه وكيل النيابة بالإنصراف .
خرج من غرفة وكيل النيابة وسعادته لا يضاهيها شيء ليقترب منه والده ليسرع امجد قائلاً بسعادة
(( لقد أخلى سبيلي .))
احتضنه والده بقوة يربط على ظهره وكأنه لم يدمر حياة فتاة لا ذنب لها كان خاطر يقف على بعد عدة خطوات عنهم يتابع ما يحدث بقلب ممزق يستند على الحائط خلفه وكأنه يستمد منه قوته ليظل واقفاً على قدميه كان يعلم أنه سيخلى سبيله اليوم فقلد اخبره المحامي انه بعدما ينكر المحامي اخذه لتقرير المشفى من المدعيه وشهادة الطبيب المزورة يطلق صراحة بداخله صراع قوي يريد تلقينه درساً وتركه يعاقب على ما اقترفه في حق تلك الفتاة البريئة وعلى ما اقترفه في الماضي شعر بصداع شديد يضرب رأسه بقوة وهو يفكر بانه ليس أفضل من أمجد فلقد شاركه في فعلته بمساعدته له ليهرب من العقاب للمرة الثانية استدار معطياً لهم ظهره وفرت دمعة حبيسة من عينه وتحرك يدب الأرض بحركات سريعة مغادراً لمقر النيابة كاد والده أن ينادي عليه ليبتسم أمجد ابتسامته المستفزة وهو يقول لوالده ببرود
(( اتركه يذهب فلست بحاجة له فعلى كل حال ستنتهي الإجراءات سريعاً وبعدها نذهب للمنزل .))
هز والده رأسه يبتسم من قلبه فهو لم يكن يصدق انها ستنتهي على خير دون ان يمس بأذي يعترف بداخله ان خاطر اوفى بعهده له فلقد اخبره انه سيخرجه منها وها هو قد فعل .
بعد عدة ساعات وصل خاطر للبيت بملامح غاضبة ليجد أمجد جالساً على مائدة الطعام يتناول طعامه بشهية مفتوحه فطالع والده الجالس يتناول طعامه بهدوء على عكس الأيام الماضية فسحب مقعدأ للخلف وجلس هو الأخر يقول
(( سأحدد موعد مع والد الفتاة لنعقد القران .))
كان امجد منشغل في تقطيع قطعة من اللحم ليتحدث بينما هو يمضوغها
(( أنت ستتزوج .))
صاح خاطر بغضب مستتر
(( أنت من ستتزوج ))
رفع كوب الماء يتجرع منه بتمهل يقول ببرود
((لكني لا اريد الزواج ))

كور خاطر قبضته بينما يقول بإستياء
((انا لا اخذ رأيك بل اجبرك على الزواج ممن اغتصبتها ))
وضع امجد الملعقة من يده بقوة على المائدة لتصدر صوتاً مرتفعاً ورفع بصره ينظر بداخل أعين شقيقه وهو يقول بنفس بروده
(( لن اتزوجها اذا اردت يمكنك الزواج منها انت ))
اشتد غضب خاطر فصاح به أكثر يقول بتهديد
((بل ستتزوجها والا اخرجت كل الأدلة التي بحوزتي وقدمتها للنيابة في الحال لتتعفن في السجن طوال حياتك أو ربما يتم شنقك لتريح البشرية منك .))
طالعه أمجد بإستهزاء فهو غير مصدق لما يقوله فخاطر لن يفعله ويسمح لهم بسجنه من سمعة والده وعائلتهم فقال بصلابة
((اتري يا ابي اخي الصغير يهددني … أيعجبك ما يقوله ؟))
لحظات مرت عليه صامتاً بعدما صدم من حديث خاطر فما ان انتبه لوضعه بإقتضاب
(( كفى يا خاطر الموضوع انتهى ولا اريد التحدث فيه مستقبلاً فشقيقك عاجلاً ام اجلاً سيحصل على البراءة .))
التفت خاطر برأسه ينظر لوالده بتوجس ولكن سرعان ما قال معتذراً
(( اعتذر منك يا ابي فلأول مرة سأرفض لك أمراً لن اسمح له بالبقاء خارج السجن الا لو وافق على الزواج من الفتاة ….. وان لم يفعل اقسم انني ساقدم تقرير المشفي وتقرير الطب الشرعي للنيابة وسأطعن في شهادة الطبيب .))
صاح والده بصوت ثابت ومشدود كالوتر
((أنت واعي لما تقوله … جننت أنت لتهدد شقيقك من أجل تلك الحثالة التي لا قيمة لها . ))
(( نعم لقد صمتت كثيراً على افعاله هذه ولن أصمت مجدداً))
كان هذا رد خاطر على والده يقوله بتهديد ظاهر ليضيق امجد عينيه وهو يقول مستفسراً
((اتريد حق اسيل الأن بعد مرور تلك السنوات كلها مازلت تريد اخذ حقها مني … تري أسيل في تلك الفتاة لذلك تحاول تزويجها مني لعلك بهذا تنقذها .))
اندفع اليه خاطر يكيل إليه الكثير من اللكمات ليرد عليه امجد بلكمة قويه جعلت انفه ينزف خيطاً رفيعا ً من الدماء بعدما قال بغضب
(( لا تنطق اسمها على لسانك مجدداً))
حال والدهم بينهما ليقول خاطر بجديه
(( ان لم يتزوج امجد من الفتاة فسأنسحب من العمل معك ولن اكمل أي شيء خاص بكما .))
صمت والده كثيراً ليقرر خاطر الإنسحاب وان صمت والده هو الجواب على عدم موافقته على زواج امجد منها لينطق والده
(( حسناً سيتزوج امجد من الفتاة ثم يطلقها في نفس اليوم .))
نظر إليه امجد بإستغراب غير مصدقاً أن والده وافق خاطر بتلك السهولة ليصدح عالياً
(( أبي ))
اشار اليه والده بكفه أن يهدأ ليطلق خاطر نفساً بائساً وهو يقول بإسترخاء
((لا لن يفعل سيطلقها بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية لانه لو فعل وطلقها في نفس اليوم الذي سيتزوجها فيه سيضرك هذا فالفتاة من نفس الحي .))
قال ما لديه وتحرك مغادراً متجهاً نحو غرفته وصوت امجد يصله معترضاً على الزواج من حنين ليبتسم ابتسامة مريرة وهو يؤنب نفسه أنه لم يفعل ويقف بوجه والده وشقيقه من قبل ربما لم يفعل وقتها لأن خاطر قديماً لم يكن مثل خاطر التي بدلته تلك الحادثة .
دلف والد رقيه إلي المطبخ ينظر لما تفعله زوجته ليرتسم على وجهه ابتسامة رضا لتجفل زوجته المنهكة في إعداد الطعام للغد علي صوته يقول
(( الطعام يبدؤ شاهياً .))
استدارات زوجته تطالعه بلوم وهي تتمتم
(( لقد افزعتني لما لم تنادي .))
تجاهل كلامها فلقد كان يتذوق الطعام وهو يطالع ما اعدته ليقول بغضب طفيف
(( ألم تخرج رقيه وتساعدك طلبت منها ان تساعدك في تحضير ما يلزم اليوم حتي يكون كل شيء جاهز للغد .))
قالت والدتها بلهجة باترة
(( اتركها على راحتها فأنا لست بحاجة لمساعدتها .))
رد عليها زوجها بحزم وصرامه
(( ابنتك لو تحدثت بكلمة غداً أمام الرجال لن اتوانى لحظة عن قتلها لا أريد سماع صوتها .))
ظهرت الصدمة جلية على ملامحها فلم تستطيع إخفائها وهي تقول بإستهجان
(( اهدأ أرجوك رقيه لن تفعل شيء هي تهدد فقط .))
نظر إليها وقد امتعضت ملامحه ليقول بحده
(( أتمنى ذلك .))
مد يده يأخذ قطعة من الحلوى يضعها في فاهه مرة واحده قبل أن يتركها واقفة في المطبخ بمفردها لتزفر زوجته انفاساً حاره وهي تدعو بداخلها ان يمر يوم الغد مرور الكرام ولا تتسبب ابنته في مشكلة قد تأذيها هي بشدة فوالدها لن يرحمها إذا تصرفت بطيش امامهما .
دخل شاهين للبيت مطرق الرأس قلبه يخفق بعنف وجهه محتقن من شدة غضبه فأرتمى على الاريكة دون ان يلتفت لزوجته التي اسرعت لتجلس بجواره تحاول سؤاله عن ما به فزوجها عندما خرج كانت حالته جيده فما الذي اصابه الان فهيئته لا تبشر بالخير وأيضاً ليس من عادته أن يدخل للمنزل دون أن يلقي التحية فما الذي اصابه الان يتجاهل زوجته كلياً وكأنه لم يرأها وضعت داليا كلها فوق كتفه تسأله بتوجس
(( ما الامر … هل حدث شيء ؟))
طالعها بقهر وحزن يشعر بالخذلان من الجميع فليس هناك من يشعر به وبما يعانيه أب جرحت ابنته وسلبت منها حياتها رغماً عنها فقال بضياع
(( النيابة اخلت سبيله لعدم كفاية الادلة .))
انتفضت من مكانها تقول بهلع
(( أرايت لقد اخلى سبيله حق ابنتي يضيع .))
كان لديها أمل ان يجلب لها القانون حق ابنتها ولكن الأن ماذا سيكون مصير ابنتها بعدما اخلت النيابة سبيله هل سيحصل على البراءة ولتضرب ابنتها رأسها بعرض الحائط فقالت مندفعة تصرخ بجنون
((لقد سلب منها كل شيء حتي حقها من الدفاع عن نفسها شاهين ارجوك وافق فلم يتبقى امامنا إلا أن نوافق على الزواج منه كما قال شقيقه فهذا هو الحل الوحيد المتاح أمامنا .))
لم يستوعب منها إلا معنى واحد أنها تترجاه ليوافق على زواج ابنته ومن من ذلك الشر الذي دمر حياتها وانهاها كلياً فصرخ هو الاخر بنبرة مرتفعة
(( اصمتي يا امراة ابنتي لم ولن تتزوج من مغتصب خسيس مثله سأظل أحاول لتحصل على العدالة ولو بعد مائة عام .))
ظهر الضجر والإكتفاء على وجه زوجته وقد فقدت قدرتها على تحمل المزيد لتقول بإنفعال
(( اخبرني كيف ستحصل لها على العدالة فليس هناك ما يثبت أنها تعرضت للأغتصاب فتقرير الطب الشرعي يقول أن ما حدث لها كان بكامل إرادتها فليس هناك ما يثبت انه تم اغتصابها فكيف بالله عليك ستجلب حقها …. اسمعني يا شاهين لنجعل الجميع يصمت ولنعقد القران ثم تنفصل بعدها بعدما يكون الناس قد نسوا ما حدث .))
رفع ذراعه يحتضن راسه بين كفيه يفكر في حديث زوجته فليس هناك حل أخر متاح امامهم غير الزواج ولكن حقاً هل ستقبل حنين وكيف سيكون وضعها.
بينما في منزل عمرو كان كل شيء لا يسير بشكله الطبيعي فعمرو حبيساً لغرفته منذ تلك الليلة التي عرف فيها ما حدث لحين معتقداً أنها من خانته وتركت نفسها لهذا الشاب من أجل امواله فلم يفكر للحظة بأن حنين لم تكن لتفعل هذا برغبتها اعترف بينه وبين ذاته ان حنين فتاة مغتصبه رماها قدرها في طريق هذا الشاب ليفعل بها ما فعل ويدمرها ليأتي هو ويكمل على ما تبقي من روحها يعترف ان كلماته كانت قاسية ولكنه لم يكن بيده شيء أخر ليفعله فلقد صدم لذلك لم يعي لما قاله لها إلا منذ أيام قليلة نظر في المرآة للحيته النامية وقد عزم أمره بعد تفكيراً كثيراً للذهاب لمنزل حنين مرة أخري وليتحدث معها في أمر هام ومصيري ففي الايام الماضية استعاد ذكرياته التي جمعته مع حنين ليعترف بأنه كان قاسياً معها فحنين لم تستحق منه ذلك فهمس يا زهرتي انتظري ساقيكي …. يا شبيهة الربيع ويا قرينة القمر اعذريني وسامحي زلات لساني سامحيني على كل كلمة خاطبتك بها فأنا أسف أعذريني ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليلة بكى فيها قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى