روايات

رواية ليلة بكى فيها قلبي الفصل الرابع 4 بقلم موني عادل

موقع كتابك في سطور

رواية ليلة بكى فيها قلبي الفصل الرابع 4 بقلم موني عادل

رواية ليلة بكى فيها قلبي الجزء الرابع

رواية ليلة بكى فيها قلبي البارت الرابع

ليلة بكى فيها قلبي
ليلة بكى فيها قلبي

رواية ليلة بكى فيها قلبي الحلقة الرابعة

في مقر النيابة وقفت حنين بجانب والدها ممسكة بكفه خشية ممن حولها رفع والدها كفه ينظر بساعته التي يرتديها حول معصمه ليزفر بغضب وهو يرى الوقت قد تأخر والمحامي لم يأتي بعد أخرج هاتفه من جيب بنطاله وكتب رقمه على شاشة هاتفه يتصل به ولكن مازال الهاتف مغلقاً زفر بضيق لكنه يحاول أن يطمئن نفسه ويخلق له ألف عذر تذكر أن ورقة التقرير الطبي الذي أعطته المشفى له كتقرير مبدأي طلبه منه المحامي ليكون دليلاً معه ضد ذلك الشاب لحين اتمام الكشف الطبي على الضحية في مصلحة الطب الشرعي ليقدمه لوكيل النيابة هو الأخر وليذكر الطبيب الذي كشف عليها وعاين حالتها تلك الليلة للشهادة فهو من كتب كل حرف في التقرير الذي اوضح فيه ان الفتاة ليست عذراء مؤكداً تعرضها لكافة أنواع الاعتداء الجنسي تنهد براحة وهو يري طبيب من مصلحة الطب الشرعي يطلب أذناً للدخول لغرفة مكتب وكيل النيابة ليشعر بالسعادة العارمة وهو يري بصيص نور وان القانون سيأخذ مجراه ومن اخطأ سيعاقب بينما في الجهة المقابلة لهم وقف خاطر ينظر إليها بنظرات متفحصة يتابعها من رأسها حتي أخمص قدميها وهو يفكر أنه لو لم يكن الوقت خاطئ لكان ترك أمجد منه لها ….. أي لكان تركها تنتقم منه أشد عقاب ولكنه يساعده على الخروج ليس من أجله أو حباً فيه بل من أجل والده الذي سيضيع جهده وتعبه بعد معاناة طويلة ليصل لهذا … فعندما يصل لمقعده في البرلمان سينحل كل شيء ولن يستطع أحد أن ينظر إليهم ولو بطرف عينه عض شفتيه متنهداً يهمس ” أعتذر يا صغيرة فلن أجعلك تحصلين على انتقامك ربما أؤجله لكِ ”
تنهد يكمل بداخله ” كيف استطعت يا أمجد … كيف استطعت ذبح تلك الروح البريئة كيف انتهكت كرامتها ألم تشفق عليها ألم تشعر بالخذلان من نفسك وانت تأخذ ما ليس لك عيناها تخبرني بكم عانت و يا ليتني أصبحت افضل منك بل أغمضت عيني وصككت اذني وادرت وجهي عن حقها المسلوب حين اجبرتني بمساندتك تحت مسمى الإخوة .”
نادى العسكري اسمها لتدخل لغرفة وكيل النيابة ليتم قراءة التقرير الطبي أمامها هي والمحامي الخاص بها شعرت بالخوف وتعثرت وهي تخطؤ ناحية غرفة مكتبه فكادت أن تقع لكنها تماسكت فدخلت ووقفت أمام وكيل النيابة لتقع عيناها على مغتصبها لتتزايد وتيرة أنفاسها وعلامات الرعب تظهر جلية على وجهها فانتبهت لوكيل النيابة وهو يقرأ التقرير الخاص بها والذي سيترتب عليه الكثير والكثير من ما هو قادم فلقد تسلم وكيل النيابة تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليها وبدأ في قرأته وتدوين ما أت به في المحضر الخاص بها لتشعر بالصدمة التي كادت أن تسقطها جثة هامدة عندما قال أن المجني عليها لم يتم اغتصابها بل كل ما حدث لها صار بكامل إرادتها مؤكداً عدم تعرضها لأي نوع من أنواع الاعتداء الجنسي عند هذا ولم تستطع المقاومة أكثر لتخونها قدميها فتسقط جاثية على الأرض طالعها أمجد من علي وهو يشعر بالانتشاء من رؤيتها محطمة بتلك الطريقة فلم يكفيه هذا يقسم أنه سيرد لها الصاع صاعين بسبب تلك الليالي التي قضاها في الحبس مع القتلة والمجرمين ليقوم وكيل النيابة بإخلاء سبيله فالأدلة غير كافية غير أن تقرير الطب الشرعي ات مغيراً لما تدعيه المجني عليها ، فوقفت حنين مسرعة وهي تقول بضعف واستسلام
(( ارجوك لا تفعل هذا فتقرير المشفى يذكر ما تعرضت له وكل ما قامت المشفى بعمله تجاهي في تلك الليلة .))

تململ وكيل النيابة في مكانه وهو يقول بصوت هادئ

(( تريدين الطعن في تقرير الطب الشرعي .))
هزت راسها بالإيجاب ليقول
(( أين تقرير المشفى …. ولما لم تقدميه من قبل ؟))
عبست ملامحها وقالت
(( أخذه المحامي ليقدمه لك ولكنه تأخر ولم يحضر حتي الأن .))
طالعها وكيل النيابة للحظات ثم قال بهدوء
(( حسناً هل لديك شيء أخر تريدين قوله ؟))
أومأت برأسها وهي تنظر ناحية امجد بإصرار وعزيمة
(( نعم لدي أطلب حضور الطبيب الذي كتب التقرير الطبي والطبية التي ساعدته في الكشف علي تلك الليلة لأخذ أقوالهم .))
ضغط أمجد على أسنانه بقوة وهو يستمع لقرار تجديد حبسه حتي يتم أخذ أقوال الطبيب والطبيبة ليتوعد لها بأنه ما أن يخرج من هنا حتي سينتقم منها أشد انتقام على رميته في هذا المكان .
بعد مرور عدة دقائق خرجت من غرفة وكيل النيابة لترتمي بداخل أحضان والدها وهي تجهش في بكاء مرير ليتلقفها والدها وهو يمسد فوق ظهرها يسألها بنبرة حنونه
(( ما الأمر .. ما الذي حدث ؟))
كان خاطر كله أذان صاغيه يريد معرفة ما حدث فليس لديه صبر حتي يخرج المحامي او شقيقه ليخبره بما حدث فوالده يجلس على أعصابه ينتظر أن يصله أي خبر عن انتهاء هذا الكابوس وصله صوتها هادئاً تقول بتلعثم
(( التقرير الطبي أت مغيراً لما حدث فلم يذكر أي شيء عما عانيته اشعر أن حقي يضيع .))
أخرج والدها انفاسه الحارة وهو يقول مطمئناً اياها
(( اهدي كفي بكاءً كل شيء سيكون على ما يرام سيأتي المحامي الان ويقدم التقرير الطبي الذي معه وسنطالب بأخذ اقوال الطبيب فكوني مطمئنه .))
هز خاطر رأسه بالنفي وكأنه يجيبه على كل ما قاله فمط شفتيه بتفكير عن ما ستكون حالتها عندما تعرف بما ينتظرها فهي تعتقد أنها مازال معها ورقة رابحة وهي الطبيب والتقرير الطبي لا تعلم انه اخذ كل شيء بعين الاعتبار والمحامي لم يأتي لأنه قد باع له التقرير الطبي الذي أخذه من والد الفتاة بحفنة من الأموال يعترف أنها ليست بالقليلة ولكنه من اجل المال خان عمله وشارك في ضياع حق فتاة لا ذنب لها غير أنها وثقت في محامي فاسد مثله ، فما أن أمسك بالتقرير حتي أشعله فأضرمت فيه النيران فلم يبقي منه شيء ، فذهب للطبيب هو الأخر وسوى الأمر معه ليوافق سريعاً فلم يتعبه مطلقاً يتعجب أين ذهب القسم الذي أقسمه يوم تخرجه من كلية الطب ومزاولة المهنة كل شيء قد مر مرور الكرام فتلك العصفورة لم يعد هناك من يقف بجوارها لقد قصقص لها ريشها وسرعان ما سترتطم بالأرض بقوة إما ميته أو ستكون على قيد الحياة ولكن ممزقة ومُجبرة .
تحرك والدها وهو يلف ذراعه حول كتفيها محتضناً اياها وهو يحسبن على من تسبب بكل ذلك القهر والحزن لابنته ، بينما أقترب خاطر من أمجد بعد أن فتح الباب وخرج ليقول دون أن يسأله أحد
(( لقد ثم تجديد الحبس حتي يتم استدعاء الطبيب .))
اعطى والده للعسكري ورقة نقدية كبيرة وهو يطلب منه أن يتحدث مع ولده لدقيقتين فقط على انفراد قبل أن يذهب للحبس مجدداً ليوافق على مضض ، نظر أمجد لوالده برجاء أن يخرجه من هنا فهو يعلم أن خاطر لا يكن له أي محبة بداخله فطمئنه والده وهو يقول
(( لا تقلق ستخرج سريعاً فلم يعد هناك ما يدينك فخاطر قد أنهي أمر المحامي والطبيب .))
نظر له الأخر بتساؤل ليهمس والده بصوت منخفض
(( لقد أشتري خاطر أقوالهم لصالحك مقابل حفنة من الأموال كما غير تقرير الطب الشرعي الذي أت مطابقاً تماماً لما فعلته معها .))
اتسعت إبتسامة أمجد وهو يشعر بالدهشة والتفت ينظر لخاطر بشيء من الامتنان وهو يشكره
(( شكراً لك .))
أخذ خاطر نفساً عميقاً ثم قال
(( لا تشكرني فلم أفعل هذا من أجلك بل من أجل والدي .))
غمغم أمجد ببؤس متفهم
(( حسناً لا عليك .))
لفه الإحباط وهو يستمع للعسكري يقول
((هيا لقد تأخرت وإذا رأني أحد فسأقع في مشكلة .))
أنهى حديثه يكبله بالأساور الحديدية حول معصمه وتحرك مغادراً ليشير خاطر لوالده بالتحرك ليخرجوا من هذا المكان الذي يشعرهم بالضجر والضيق .
في طريق العودة للقصر نظر خاطر للخارج من النافذة الزجاجية للسيارة نظرة عابرة ثم نظر لوالده وهو يقول بتأني
(( يجب أن أسافر في نهاية الاسبوع لأتباع إرسال الشحنة .))
صمت والده يفكر قليلاً ثم قال
(( أنتظر حتي يخرج شقيقك من تلك الازمة لأكون مطمئن عليك أنت الأخر .))
نفخ خاطر أوداجه بضجر وقد برزت عروقه فبسبب خطأ امجد هذا يأخر سفره فيخسر الكثير من الأموال ليتابع وائل حديثه
(( لا أريد أي خطأ ولو صغير فقريباً ستنتهي أزمة أمجد أحترس جيداً فلا أريد الخوض في تلك الأزمات مجدداً أعلم أنك لا تحب أمجد وتفعل هذا من أجلي فأرجوك كون رزيناً ولا ترتكب أي حماقة قد تنهي حياتي فلتنسى الماضي وتعيش حاضرك .))
قاطعه خاطر فلا يحب التحدث في هذا الأمر لأنه يثير غصبه ويذكره بما حدث في الماضي
(( أبي ليس هناك داعي لتذكرني بالماضي فأنا قد نسيته لذلك قد عدت ووافقت على العيش مع أمجد تحت سقف بيت واحد وكأن شيء لم يكن .))
رفع والده كفه يربط على كتفه وهو يقول
(( أعلم ولكني اردت أن أذكرك فدمائكما واحدة لكنك ورثت جينات الكبرياء والحب والصدق من والدتك عكس أمجد الذي سيقودنا نحو الهلاك إن لم يتغير .))

أكتفى خاطر بالصمت ليصمت والده هو الأخر وهو ينظر إليه يتمنى لو يعلم ما يفكر به فبداخل خاطر بحر ليس له نهاية يشبه والدته التي توفت منذ سنتين كثيراً يتذكر جيداً عندما ترك خاطر المنزل والفترة التي قاطعهم فيها لتنهار والدته وتمرض مرض شديد فلم يستطيعوا الأطباء تشخيص المرض ليرجحوا أنه مرض نفسي وقتها فقط تنازل وحدثه في الهاتف يشرح له مرض والدته ليقرر العودة لأرض الوطن سريعاً ورؤية والدته قبل أن تفارقه لتفعل بعد عدة أيام قليلة من عودته .

وصلت حنين للحي ممسكة في كف والدها وكأنها تستمد منه قوتها تري نظرات المارة المصوبة نحوها يتهمونها بشيء ما لم تعرفه لتصلها صوت همساتهم التي يتقصدونها بها في البداية لم تعير الامر أي اهتمام ولكن بعد عدة دقائق عندما أخذت بالها أن هناك من يقف في شرفة منازلهم ترمقونها بنظراتهم المحتقرة ولكن هناك من يطالعها بنظرات متألمة وكأنهم يشعروا بما تمر به ويقدرون موقفها رفع والده ذراعه حول كتفها يحتضنها يطمئنها أنه معها لتبتسم له إبتسامة صغيرة لم تتعدى شفتيها فما أن وصلوا لباب المنزل حتي تحدث وهو يضع المفتاح في الباب يديره ليفتحه
(( ادخلي انتي واخبري والدتك ألا تنتظرني على الغداء لأنني سأتأخر .))
تسألت حنين بخفوت
(( إلي أين ستذهب ؟))
نظر إليها بعمق وهو يقول
(( لن أتأخر مشوار صغير .))
التفت معطياً ظهره لها مغادراً لتخرج والدتها من غرفتها على صوتها وهي تغلق الباب لتري حنين هيئتها وشعرها المبعثر على غير عادتها فاقتربت منها لتأخذ بالها من احمرار عينيها لتعلم أن والدتها قد بكت لفترة طويلة جاهدت والدتها لتخرج صوتها طبيعياً
(( أين والدك ؟))
قالت بنبرة حزينة
(( لا أعرف أوصلني للمنزل ثم غادر .))
ارتمت والدتها على أقرب مقعد لها وهي تسألها عما حدث اليوم في مقر النيابة خرج صوت حنين خافتاً فبالكاد سمعته والدتها لتشعر بالضياع وهي تستمع لما حدث رفعت كفيها تمسح وجهها بألم وهي تفكر فيما سيحدث مستقبلاً لابنتها وما هو مصيرها شعرت بالخوف وهي تفكر إلي أين قد يكون ذهب زوجها تخشى هؤلاء الناس إذا كانوا قد غيروا تقرير الطب الشرعي ألم يستطيعوا أذيتهم حتي يجعلوهم يتنازلون عن حقهم كانت جالسه على أعصابها تنتظر عودة زوجها فلو لم تطمئنها ابنتها انها معها تقرير المشفى الذي يثبت ما تعرضت له وأنها طالبت الطبيب لأخذ أقواله لكانت شلت في الحال تجاهلت وجود حنين حتي لا تخبرها بحضور بعض نساء الحي مستفسرين عما يحدث معها زمت شفتيها بقوة حتي لا تفلت أعصابها فتخرج ما بجعبتها وكاتم على أنفاسها تريد شخص تتحدث معه تقول ما بداخلها بإراحية دون أن تراعى مشاعر أحد تكتم الكثير والكثير حتي لا تغضب ابنتها فهي مجني عليها ولكن كلما تفكر أن فرحتها لابنتها قد ضاعت بتلك الطريقة تشعر بالاحتضار .
************
كانت رقية تشعر بالكسرة والقهر والخذلان لا تعرف كيف تجعل والدها يثني عن قراره فالموعد المحدد لكتابة عقد القرأن يقترب وكلما اقترب تشعر أن روحها تغادرها تدريجياً ، دخلت والدتها لغرفتها وقفت تنتظر إليها مطولاً ثم قالت
(( ستبقين جالسة في غرفتك بمفردك اخرجي واجلسي معنا .))
رفعت بصرها تنظر لوالدتها بحزن وتحدثت بألم تقول
(( لا أريد رؤية من يريدوا بيعي من أجل المال .))
اقتربت منها والدتها وجلست بجوارها تمسد فوق خصلاتها تقول
(( اعلم انك غاضبة ولكن لتفكري قليلاً فيما ستجنيه لاحقاً فبعد أن تنفصلي عنه سيكون معك الكثير من الأموال التي ستجعلك لا تحتاجين لأحد .))
همست رقية برجاء
(( أمي أرجوك أطلبي من أبي أن يتراجع فأنا أرفض تلك الزيجة …. أرجوك يا أمي قفي معي .))
هزت رأسها نفياً تقول
(( ما يفعله والدك فيه خير لكِ وافقي أنتي ولا تجادليه .))
امتلئت عيناها بالدموع وهي ترى والدتها تستعد للمغادرة فقال بلهفة وكأنها وجدت ما سينقذها من تلك الزيجة
((سأخبر المأذون برفضي .))
قالت والدتها والشرار يتطاير من عينيها
(( وقتها ستكونين أنتي الجانية على روحك لأن والدك لن يقبل تلك الإهانة أبدا … أقسم أنه قد يقتلك وقتها .))
وقفت أمام والدتها تقول بدون اهتمام
((الموت راحة لي .))
صرخت بإسمها عاليا محذرة
(( رقيه .))
ضغطت رقيه على شفتيها بقوة تحاول التحكم في غضبها فمن تقف أمامها هي والدتها ولكنها لم تستطع التحكم في كلماتها التي خرجت من بين شفتيها دون أدني مراعاة منها لمشاعر والدتها
(( اكرهك يا أمي … أكرهكم جميعاً .))
كان رد والدتها صفعة قوية صدمت رقيه فلم تكن تتخيل أن تفعلها والدتها وتصفعها يوماً فدائماً ما كانت تدللها وتبثها حبها فلم الأن تتغير تجاهها من أجل الأموال التي هي في علم الغيب لم تستطع كبح دموعها أكثر لتتساقط حبات اللؤلؤ من عينيها لتزفر والدتها بغضب وتخرج وهي تصفع الباب خلفها بقوة لتبقي رقيه حبيسة غرفتها تفكر في الذنب الذي اقترفته في حياتها ليكون هذا عقابها .
************
وقف شاهين أمام تلك اللافتة المدون عليها أسم ذلك المحامي يطالعها مطولاً ثم تحرك يدب المكان بقدميه بقوة فوقف أمام السكرتيرة يقول من بين أسنانه بغضب
(( أريد مقابلة الأستاذ شاكر في أمر هام .))
رفعت وجهها عن تلك الورقات المنكبة عليهما تقول ببرود
((الأستاذ لا يستقبل أي زوار اليوم لا للاستشارات القانونية ولا بخصوص القضايا .))
صاح بصوت مرتفع غاضباً
(( اذهبي واخبريه أنني بالخارج اريده في أمر هام قولي له شاهين قاسم فلن اذهب حتي أقابله .))
ازدردت الفتاة ريقها بخوف وهي تقف على مضض فتحركت ناحية غرفة مكتبه لتختفي بداخلها لعدة دقائق ثم خرجت تقول
(( كما أخبرتك لديه أعمال كثيرة ويرفض أن يقاطعه أحد .))
سألها شاهين بإستغراب
(( هل أخبرته أنني من بالخارج ؟))
أومأت له بالإيجاب ليخطؤ بخطوات سريعة ناحية المكتب ليفتح الباب بعنف يقتحم غرفة مكتبه فوقف أمامه يسأله بصوت أجش بلا تعبير
(( لما لم تأتي اليوم لمقر النيابة لتحضر معنا ….. ولما ترفض مقابلتي الأن ؟))

أجابه شاكر ببرود قاتم
(( كان لدي عمل هام لذلك لم استطع القدوم كنت سأطلب من السكرتيرة التحدث إليك وأخبارك أنني لن أدافع في قضية ابنتك فلتجد محامي أخر .))
رد عليه شاهين بثبات غاضب محترق
(( حسناً فلتعطيني التقرير الطبي الذي أخذته لتقدمه للنيابة .))
قرب شاكر ما بين حاجبيه يسأله
((هل أخذت منك تقريراً طبياً .. متي حدث هذا فأنا لا أتذكر ؟))
لوهلة صمت شاهين وقلبه يخسف هاوياً كصرخة رجولة موجوعة داخله لكن سرعان ما ثار في وجهه وهو يحاول أن يعتدي عليه بالأيدي ليفصل بينهما من يعمل لديه في المكتب أخذ شاكر يهندم ثيابه يقول وهو على نفس هيئته
(( أنا مراعي حالتك كلياً لذلك لن أدعي عليك فبسبب تهجمك هذا يتيح لي القانون أخذ حقي منك وأرفع دعوى سب وقذف وتهجم علي في محل عملي فأقصي ما يكون ستحبس لمدة سنتين على الأقل وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه هل أنت مستعد لهذا أذهب ولا تريني وجهك مجدداً .))
تحرك منهار القوى وقد ارتفعت حرارة جسده ليدعو بخفوت وقد ادمعت عيناه
(( اللهم انت ولي قلبي إذا ضاق اللهم أنت حسبي إذا ظلمني ظالم ولم يراعي ثقل هذا الظلم على صدري اللهم انصرني وفك كربتي .))
لم يذهب شاهين للمنزل فلم يستطع مواجهة أحد الان فذهب للمسجد المجاور للمنزل فصلى فرضه وجلس به يقرأ القرآن حتي الصباح لربما يهدأ فيستطيع العودة للمنزل بينما ظلت حنين ووالدتها مستيقظين طوال الليل ينتظرون عودته وهم قلقون فلم يفعلها شاهين من قبل ويبيت بالخارج تنهدت حنين الواقفة بالشرفة تراقب الطريق لعلها تراه شعرت براحة وهي تراه يخرج من باب المسجد ظلت تراقبه إلي أن أقترب فتحركت مسرعة ناحية الباب لتفتح له .
جلس خاطر حول المائدة وهو يقول تحية الصباح فلم يجيبه والده وكانه لا يعير وجوده اي اهتمام ظل يطالع تلك الصحيفة باهتمام جلي ليقول خاطر مستنكراً وهو يعقد حاجبيه
(( ما الأمر لما تعير تلك الصحيفة كل هذا الاهتمام ؟))
رد عليه والده بعصبية غير طبيعية وعيناه تتقدان بنيران مضطرمة وهو يرمي بالصحيفة في وجهه
(( أقرأ وأسمعني ما يقال عني أخبرتني أن كل شيء سينتهي فكيف وصل الخبر للصحف إن لم أنجح في هذه الدورة من الانتخابات وأحصل على مقعد لي في البرلمان سأقتلكم جميعاً .))
تنهد خاطر يقول بصبر دون انفعال
(( أهدى أبي ارجوك من الطبيعي أن تتحدث الصحف فهذا عملها أقسم لك أنك لن تضر بشيء .))
أمسك خاطر بالصحيفة يقرأ بعينيه عدة كلمات ليفهم مخزاه فلقد كتب عن اغتصاب شقيقه لتلك الفتاة فيبدؤ أن الجميع متعاطف معها …. معه حق والده فهذا المنشور سيقلب الدنيا فوق رأسه يحاول لفت أنظار الجميع أن الزواج من الضحية ليس كل شيء فنحن نتجاهل شعور الضحية وكرامتها التي انتهكت، بل ندعو لتكريم المغتصب بزواجه منها وأن زواج المغتصب للمغتصبة مكافأة يحفّز عليها القانون، لا سيما أن هذا البند يسقط العقاب عن المغتصب حال زواجه من الضحية، وفق معرفتكم ولكن تم تعديل القانون فالجاني سينال جزاءه حتي إذا تزوج من ضحيته .
انتهي خاطر من قراءة تلك الكلمات التي تسم البدن فوقف دون أن يمس طعامه مقرراً الذهاب ومتابعة عمله ثم التحدث مع الصحفي الذي كتب هذا الخبر ليصل معه لحل مرضي للطرفين .
وصل خاطر لإحدى المخازن الموجودة في منطقة مهجورة والتي يجعلها مخبأً لتلك البضاعة التي تأتيه من الخارج ويقابل فيها من يعملون لديه موزعون لتلك المواد المخدرة فلطالما أراد والده الترشح في الانتخابات والفوز بها لدخول المجلس حتي يكون لديه حصانة فلا يستطيع أحد التحدث معه أو توجيه أي تهمة له فلا يكون ملفت للأنظار ، وقف خاطر يتحدث مع بعض الأشخاص يطمئن منهما على أن العمل يسير في طريقة الصحيح ثم تحرك للداخل وفتح بابه على مصرعيه وخطى عدة خطوات داخله فأمسك بالمقعد وجلس عليه ينظر في ساعته ليطل عليه رجلان إحداهما ممسك بحقيبة جلدية في يده والأخر يمشي أمامه بحذر ليقف أمام خاطر وهو يقول
((هل البضاعة جاهزة ؟))
لم يجيبه خاطر على سؤاله لكنه قال
((أين الأموال ؟))
أشار الرجل لرفيقه لكي يعطيه الحقيبة التي تحتوي على المال ، فتحها خاطر يتفقد المال ثم أشار لأحد رجاله بحضور الحقيبة التي تحتوي على الممنوعات فتحها الرجل يتفحص ما بداخلها فأمسك بسلاح أبيض وأشهره ناحية تلك الاكياس البلاستيكية ليخرج بعضاً مما تحتويه على طرف السكين ليشتمه وسرعان ما يشعر بالانتشاء وهو يهز راسه مستمتعاً لتظهر علامات السعادة على وجهه وفي لحظة واحدة أنقلب الوضع فوضع السكين على مقربة من عنق خاطر وهو يقول بلهجة أمرة
(( أريد كل الكمية الموجودة هنا وإلا قتلتك في الحال .))
اقترب الحرس الموجودين في المكان يشهرون اسلحتهم في وجه هذان الرجلان ولكن خاطر اشار إليهم ليهدؤا وينتظروا اشارته للتدخل فلم يجيبه خاطر لكنه هز راسه بهدوء ليدفعه الرجل ببطء ليتحرك أمامه ليدله على مكان مخبأ تلك الاكياس وقف خاطر يشير بيديه إلي المكان لينظر الرجل بتمعن يتحقق منها لتتيح فرصة لخاطر ليقلب الوضع ويمسك بالرجل يشهر سلاحه في وجهه بعد ان لكمه في وجهه وضرب ذراعة بمعصمه بقوة ليسقط السكين على الارض ليطلب من الحرس حبسهما وفعل اللازم معهما ثم تحرك مغادراً للمكان .
شهقت سارة بصوت مرتفع وهي تطالع الهاتف الممسكة به بغير تصديق تقرأ المكتوب على شاشته المضيئة عدة مرات غير مصدقة ما تقرأه فأسرعت تخرج من غرفتها متجهة لغرفة شقيقها لتفتح الباب دفعة واحدة دون الطرق عليه ليفزع عمرو الذي كان متسطحاً فوق الفراش ليجلس نصف جلسة عليه وهو يتسأل بغضب
(( أخبرتك كثيراً أن تطرقي على الباب قبل الدخول .))
حاولت التفريق بين شفتيها لتنطق بشيء لكنها لم تستطيع فازدردت ريقها بصعوبة لتشعر بغصة مسننة في حلقها عندما رأى عمرو حالتها وشعر أنها ليست على ما يرام ترجل مسرعاً عن الفراش وأقترب منها يمسكها من معصمها ليجلسها على طرف الفراش وجثا أمامها يمسد فوق كفها وهو يسألها بنبرة حنونه
(( ما الأمر .. هل أنت بخير ؟))

هتفت سارة وكل عصب بها يرتجف خوفاً على شقيقها من هول ما تنطق به
((أنا بخير حنين هي من ليست بخير !))
اتسعت عيناه ينظر إليها يسألها بعينيه أن تكمل حديثها فلتخبره بكل ما تعرفه فتسلل الحزم لملامحها وهي تسحب نفساً عميقاً لتهدأ بعض الشيء لتقول بجدية وهي تمد كفها له بالهاتف
(( هناك مجلة إلكترونية تتحدث عن حنين .))
مد يده لينزع الهاتف من بين كفها يفتحه سريعاً ليظهر أمامه ذلك الخبر رمش بعينيه عدة مرات لا يستوعب ما يقرأه لو لم يكن الخبر مرفق بصورة لها لكان قال أنه تشابه أسماء ولكن تلك هي صورتها ، شحب وجهه شحوب الموتى وضربات قلبه تضرب بقوة فضغط على أسنانه وهو يضرب بالهاتف في عرض الحائط ليتحطم فاستدار ليغادر المنزل وشقيقته تنادي عليه بصوت مرتفع فلم يعيرها أي اهتمام فركضت خلفه تمسكه من كتفه ليلتفت إليها يدفعها بعيداً عنه لتسقط جالسة علي الأرض ليتركها مكانها وخطى لخارج المنزل .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليلة بكى فيها قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى