روايات

رواية ليلة بكى فيها قلبي الفصل الثاني 2 بقلم موني عادل

رواية ليلة بكى فيها قلبي الفصل الثاني 2 بقلم موني عادل

رواية ليلة بكى فيها قلبي الجزء الثاني

رواية ليلة بكى فيها قلبي البارت الثاني

ليلة بكى فيها قلبي
ليلة بكى فيها قلبي

رواية ليلة بكى فيها قلبي الحلقة الثانية

وصلوا لقسم الشرطة فترجلوا من السيارة واخذوا يخطؤا للداخل فوقف شاهين امام العسكري واردف
(( اريد مقابلة الضابط لأمر هام .))
انعقد حاجبا العسكري قليلا وهو يسأله بفضول مقتضب
(( ما الامر ؟))
لم يتحمل شاهين ان يأخذ ويعطي بالحديث معه فتوجه ناحية باب غرفة الضابط واخذ يطرق عليه بقوه نظر اليه العسكري بعبوس وحاول اثناءه عن الطرق ولكنه لم يستطع ففتح الضابط الباب ووقف يطالعهم بعجب ليسارع شاهين قائلا
(( اريد تقديم بلاغ واثبات حاله اغتصاب .))
نظر الضابط لحنين نظرة ثاقبه ثم استدار للداخل وقد ترك الباب مفتوحا ليلحقه كلا من شاهين وابنته وزوجته جلس الضابط على مقعده ورفع انامله يمسد جبينه وهو يقول مغمض العينين
(( حسنا هلا اخبرتني ما القضية .. وما الذي حدث.. ومنذ متي ؟))
اخذ يسرد عليه ما اخبرته به ابنته وما ان انتهي تنهد الضابط وبدأ في اتخاذ الاجراءات القانونية وحرر محضرا بالواقعة وبدأت تخبره بما عانته وحدث لها فسألها الضابط مستغرباً
((تلك كانت اول مرة ترينه ؟ ))
اومأت براسها وشعرت بألم عميق في سائر جسدها فأجابته
(( نعم فانا لم اراه من قبل .))
استشعر صدق حديثها فقال بهدوء
(( حسنا الم يلفت انتباهك اي شيء قد يدلنا عليه .))
أخذت تتذكر ضحكاته وهيئته ترتسم أمامها فأغمضت عينيها بألم والدموع تفرمن أسفل جفنيها وهي تهز رأسها نفياً ولكن سرعان ما فتحت عينيه وهي تجيبه سريعاً بلهفة
(( سيارته .))
كادوا أن يفقدوا الأمل حتي سمعوا إجابتها فطالعوها بتوجس لتقول بصوت خافت مقتضب كمن يحدث نفسه
(( اتذكر سيارته جيدا ورقم لوحتها فعندما كنت اتحدث مع والدتي على الهاتف لمحته فحفر في ذاكرتي .))
أنهت حديثها تنهار في البكاء بينما شعر والدها ببعض من الرضا فلقد ظهر امامهم بصيص امل يدعو الله أن تحصل ابنته على حقها من ذلك الشخص عديم الرجولة ، اخذ منها الضابط كافة المعلومات التي يريدها وحولها للمشفى لإثبات ما تدعيه ، اخبرهم بانه يجب الذهاب والكشف عليها في المشفى لحين تحديد النيابة لموعد عرضها على الطب الشرعي وأنه يجب ان يتم الكشف عليها قبل مرور اثنان وسبعون ساعة من وقوع الحادثة حتي تستطيع اثبات حقها ..
خرجت حنين من قسم الشرطة لتتشتت الرؤية أمامها وتشعر بأن الأرض تميد بها فلم تستطيع الوقوف أكثر فقدميها لم تعد تحملها لترتطم بأرضية الطريق بقوة لتصرخ والدتها وهي تجثو بجوارها تحاول إفاقتها وعندما لم تستطع أشار شاهين لسيارة أجرة ، وقفت السيارة على جانب الطريق وحمل ابنته يضعها بداخل السيارة وهو يطلب من زوجته أن تصعد بداخلها قبلهم لتساعده ، فعلت كما طلب وبدأت السيارة بالتحرك لتخرج زوجته عن صمتها وهي تقول بآلم
(( إلي أين سنذهب الأن ؟))
طالع شاهين ابنته مطولاً ثم قال بصوت مهزوز
(( لن أترك حقها ما دمت حياً سنذهب للمشفى كما طلب الضابط حتي يتم عرضها على الطب الشرعي كما قال فلن أتهاون في حق ابنتي سأفعل كل ما يلزم حتي ينال الجاني عقابه .))
فتحدث بصوت أعلى قليلاً وهو يخبر السائق عن وجهته لينظر إليه الأخر بإستغراب في مرآة السيارة وقد فهم مخزى الأمر يبدل انظاره بين ثلاثتهما ليشعر شاهين في تلك اللحظة بكسر ظهره يشعر بالعجز وهو يفكر هل سيستطيع تحمل نظرات الناس إليه وإلي ابنته ، كتمت والدتها أه قويه بداخلها فأمسكت بطرف حجابها تضعه على فاهها لتكتم صوت نحيبها والآمها ففي تلك اللحظة تشعر بتمزق صدرها على فلذة كبدها فلقد ضاعت حياة ابنتها في لحظة واحدة ظلت على تلك الهيئة طوال الطريق إلي أن وصلت السيارة لوجهتها فترجل زوجها يدفع للسائق اجرته ويساعد ابنته التي مازالت فاقدة للوعي على الخروج من السيارة فوقف أمام ذلك المبني يطالعه بحزن لتفر دمعة قهر وعجز من جانب عينيه فتنزلق سريعاً على وجه ابنته التي يحملها بين ذراعيه فأخذ يخطؤ ناحية المشفى وزوجته تتبعه بخطوات ثقيلة وكأنها تخشئ شيء ما .
*********
وقف أمجد محتضناً فتاة بين ذراعيه يتمايل بها على صوت الموسيقي الصاخبة التي تصدح في المكان مستمتعاً وكأنه لم يفعل شيء لم يدمر حياة فتاة ليس لها ذنب غير أن قدرها أوقعها في طريقه ، زاد امجد من ضمها لجسده وهو يطالعها بنظرات ماكره ليسحبها من يدها ويجلس على الطاولة وهي بجواره وزجاجات الخمر تملئ الطاولة أمامهما ليبدأوا في احتساءه وهم يتابعون بأعينهم هؤلاء الفتيات والفتيان يرقصان بحركات خليعة أمام بعضهما البعض على أنغام الموسيقى التي تصدح بأرجاء المكان مال نحوها يحدثها بصوت منخفض ببضع كلمات لتبتسم وهي تؤمي إليها بالإيجاب فوقف مسرعاً لتقف هي الأخرى فلف ذراعه حول ظهرها وبدأ في التحرك مغادراً الملهى ، ليرتفع صوت رنين هاتفه أخرج الهاتف من جيب بنطاله وهو يفتح باب السيارة يشير إليها بالصعود ليجد والده هو المتصل زفر أنفاسه بضيق وهو يضغط زر الإيجاب قائلاً
(( نعم أبي ما الأمر .))
أجابه والده بنبرة غاضبه
(( ما أن أنهي المكالمة أريدك أمامي .))
لم يقل والده شيء أخر وقد أنهي المكالمة قبل أن يستمع لأي حرف منه ، نظر أمجد للهاتف الممسك به بين كفه غاضباً قبل أن يضرب مقدمة السيارة بقدمة ثم رفع بصره لمن تتابع الأمر بعدم فهم ليقول معتذراً
(( أعتذر حبيبتي يجب علي العودة للمنزل الأن فوالدي يريدني في أمر هام .))
ترجلت تالا من السيارة وهي تزم شفتيها تقول بإغراء
(( لا عليك ولكن أعدني أنك ستعوضني .))
ابتسم وهو يتفحصها بأعين راغبه يغمزها قائلا
(( من تلك الناحية لا تقلقي سأذهب الأن لكني سأعود .))
انهى حديثه يقبلها وما أن أنتهى من قبلته صعد بالسيارة وأشغل محركها يشير إليها بإبهامه بشقاوة ثم أطلق العنان لسيارته قاصداً منزله .
امجد ناصر الشرقاوي شاب ثلاثيني ذو بشرة حنطيه وعينان سوداء يسودهما بريق من نوع خاص ورموش كثيفة ولحية خفيفة تزيده وسامه ذو شعر أسود طويل نسبياً وأنف مستقيم كما أن طوله فارع .
*********
كانت حنين في المشفى متسطحة على الفراش ومازالت فاقدة للوعي بينما أنتهى والدها من كافة الإجراءات اللازمة ليتم الكشف عليها وأخذ التقرير الطبي الذي هو بمثابة النجدة إليهم ، أمر الطبيب والديها بمغادرة الغرفة ثم بدأ بالكشف عليها هو والطبيبة المساعدة لتتجهم ملامح وجهها ويظهر عليها الضيق قبل أن تهز رأسها نفياً وهي مازالت مغمضة عينيها فما أن شعرت بيدين تلمس جسدها فتحت عيناها على أتساعهما لتدوي في ارجاء الغرفة صرخة استغاثة صدحت لثواني لتتبعها صرخة آلم سمعتها والدتها لتنهار باكيه وهي تتخيل مصير ابنتها وشكل حياتها القادمة لترتمي جالسة على أرضية المشفى وصوت نحيبها يرتفع تدريجياً صمت عم في المكان بعد أن تخدرت كلياً حتي يستطيع الطبيب الكشف عليها .
ترجلت من الباص دون أن تنظر خلفها تحاول الا يظهر عليها أي شيء ليترجل خلفها وهو ينادي عليها بصوت يكاد يسمع
(( حنين ))
اسرعت خطاها تكمل سيرها مدعاه بأنها لم تستمع إليه فأسرع هو الأخر خطواته لينادي اسمها مجدداً وهو على مقربة منها وقفت حنين والتفتت برأسها تناظره بتوتر ليقول عمرو وهو يلهث
(( أناديك منذ وقت أريد التحدث معك في أمر ما .))
شعرت بقلبها يقفز بقوة داخل قفصها الصدري تنظر إليه ببلاهة فلأول مرة تقف أمامه وجهاً لوجه ازدردت ريقها تجيبه مدعية البرود لتخفي ثوران مشاعرها
(( ليس الان تأخرت على محاضراتي .))
تنهد عمرو وهو يقول بغضب طفيف
(( لن أخرك فلتسمعي ما لدي أرجوك .))
أومأت إليه بتردد فنظر الاثنان مباشرة في عيون بعضهما البعض ليقول عمرو بإبتسامة
(( تعلمين أنني أحمل إليكِ الكثير من المشاعر بداخلي فلما تتجاهلينني لما لا تعطي لنفسك فرصة عيش قصة حب أسطورية أقسم أنني لا أحب أحداً مثلما أحببتك .. أشعر أنك جزء لا يتجزأ مني .. أريدك أن تكون كظل لي وأريد أن أكون ظلاً لكي أفتحي قلبك واسمحي لي ان أتقرب منك .))
ارتفع صوت تنفسها وهي تراه ينتظر إجابتها وكل ما تردده داخلها أنه قد حدث ما تخشاه فبما تجيبه الأن فقالت مغيرة الموضوع
(( معذرة لقد تأخرت ))
استدارت بجسدها تستعد للتحرك ناحية بوابة الجامعة فرفع كفه بحركة سريعة دون تفكير منه ممسك بذراعها لتنفض كفه بعيداً عنها وهي تناظره بغضب ليقول معتذراً
(( لم أقصد ذلك لكن ارجوكِ لا تذهبي قبل أن أعرف ما هي مشاعرك تجاهي .))
نظرت إليه مطولاً ثم تنهدت بحسرة تقول بصوت خافت
(( أسفة لأنني لن اخبرك بتلك الكلمات التي تريدها فمازال الوقت مبكراً على عيش تلك التجربة لا أريد أن ارتبط فأنا لست مستعدة لخوض هذا .))
نظر إليها ببرود عكس النيران المشتعلة بقلبه ليقول ببحة رجولية
(( لن أخذ حديثك بعين الاعتبار أعلم أنك تبادلينني نفس الشعور ولكن ما يحيرني هو رفضك لمشاعري .))
ابتلعت ريقها ماسحة وجهها تقول بداخلها لما لم اسمح له بالتقرب إلي لما لا اجرب عيش كل تلك المشاعر مع من احبه ولكني لا اريد لشيء أن يشتتني ويبعدني عن دراستي فانا اعذب نفسي الان أكثر مما اعذبه ولكن لو كان حبه تجاهي صادقاً سينتظرني حتي أصل لما أريده رفعت وجهها تنظر إليه وهي تقول بكل صراحة
(( تعرف أنا احبك ولكن لا اريد ان أخطأ بشيء فمازال أمامك عام على التخرج وانا عامان وأنت لست مستعد للارتباط في ذلك الوقت فكيف تطلب مني أن أترك العنان لمشاعري تجاهك وخوض تجربة أخشى أن أكون بسببها محلاً للقيل والقال فلن يكون بيننا رابط شرعي فقط مجرد حفنة من المشاعر نظهرها للعنان هل ترضي هذا لي …عمرو ارجوك لا توقفني في منتصف الطريق مجددا فانا أحذرك .))
صمتت قليلاً تأخذ نفسها وهي تناظر ملامحه التي لم يظهر عليها أية تعبير فأكملت قائله بهمس
(( سأعدك أنني لن أحب غيرك سأنتظرك لنجتمع معاً يوماً ما انجح وتخرج من الجامعة ووقتها لن اسمح لك أن تكون لفتاة غيري .))
ابتسم إبتسامة لم تتعدي شفتيه وبداخله تدوي صرخات قلبه يطالعها بهدوء وكل ما بها يأسره يستطيع قتل أقوي الرجال من أجلها ليقول بسخرية
(( لا أعرف كيف اشكرك على كرمك هذا .))
انتهي الطبيبان من الكشف عليها وكتابة التقرير الطبي بينما هي كانت تخوص في ذكرياتها والدموع تفر من جانب عينيها وهي مسطحة على فراشها الطبي ووالدتها جالسة بجوارها تمسك كفها ودموعها هي الأخرى تجري على وجنتيها كشلال مياه يصب من عيناها لتقول بصوت خفيض
(( دفعتك الرياح العاتية لعاصفة هائلة ليتدفق بغزارة شلال من الدموع والحسرة فتنزل صرخاتك كالماء المهمهم فهل سيتدفق شلال يروي عطشك أم تتكون فجوة دائرية تبتلع فرحتي كالشمس في الاصقاع .))
(( كفى ندباً يا امرأة .. كفى .. ابنتي ستكون بخير سأحصل لها على العدالة وسأكون بجانبها دائما سأكون الداعم لها سأكون أمانها سأحميها من الجميع .))
لم يستطع التحمل أكثر فأجهش في البكاء وهو ينظر للأعلى يقول
(( يا الله اربط على قلبي .))
بدأت تحرك جفنيها ببطء شديد لتفتح عيناها والرؤية أمامها مشوشة بعض الشيء للحظات فقط حتي رأت والدها الواقف في الغرفة ينظر للأعلى واثار دموعه تملئ وجهه لتتذكر ما حدث معها على مدار الساعات القليلة الماضية لتدوي صرخاتها في ارجاء الغرفة ووالديها يحاولان معها لإسكاتها ولكنهما لم يستطيعوا ليفتح الباب دفعة واحدة ويقف الطبيب امامها يحقنها بجرعة مهدئ لتبدأ بإغلاق جفنيها تدريجياً حتي تغيب عن الوعي كلياً فأقترب والدها من الطبيب وهو يسأله
(( ما الذي يحدث معها وإلي متي ستظل هكذا اريدها قوية لتأخذ حقها .))
(( لا تقلق فما يحدث معها هو انهيار عصبي اضطرابات ما بعد الصدمة من الأفضل أن تعرضها على طبيب نفسي لتشفي وتنسي تلك الازمة سريعاً .))
تحدث شاهين سائلاً بشرود
(( هل تستطيع الخروج من المشفى والذهاب للمنزل .))
اجابه الطبيب بعملية وهو يدون شيء على ورقة التقرير
((من الأفضل أن تظل الليلة تحت المراقبة وعندما تفيق صباحاً يمكنها المغادرة .))
كاد الطبيب ان يستأذن مغادراً لتسأله داليا قائله بتلعثم
(( هل من الطبيعي أن يأتي الانهيار متأخراً هكذا .. ما أقصده انها كانت تبدو بخير ليست بخير كلياً ولكن ..))
صمتت تنظر إليه تستجديه ان يفهم ما تقصد قوله ثم اكملت بخفوت
(( لا أعرف ماذا أقول .))
ليقاطعها شاهين يقول بجديه
(( ما تقصده زوجتي أن ابنتي كانت تبدؤ طبيعية تسرد ما حدث معها وما تعرضت إليه دون ان تنهار فلما انهارت الأن بالتحديد .))
تحدث الطبيب يجيبه بعملية
(( هذه اضطرابات ما بعد الصدمة قد تؤدي إلي انهيار عصبي واكتئاب حاد أو تشنج وعدم القدرة على الكلام لذلك نصحتكم بعرضها على طبيب نفسي ليساعدها على تخطئ تلك المحنة.))
انتهي الطبيب من حديثه معه ثم استدار مغادراً بينما التفت شاهين يطالع ابنته المتسطحة فوق الفراش لا حول لها ولا قوة يقول بهمس فيما اخطأت يا ابنتي ليكون هذا مصيرك .
*******
أوقف سيارته بشكل قوي مسبباً احتكاك عجلات سيارته بالأرض بقوة أمام القصر فترجل منها وتحرك للداخل لتقع عينيه على والده الواقف معطياً ظهره له وشقيقه الأصغر خاطر يجلس بأريحية على المقعد يستند بظهره على ظهر المقعد يناظره بهدوء فطالعه أمجد لعله يستشف منه سبب غضب والده ولكن لا يظهر شيء على ملامحه هم ليتحدث فألتفت إليه والده يصفعه بقوه ليكور قبضته يحاول التحكم في غضبه يرمقه بغيظ وقد تجمعت النيران في عينيه ليسأله والده بحزم
(( ما الذي فعلته هذه المرة ؟))
للحظة واحدة شعر بالتوتر لكنه تحدث قائلاً
(( لا أفهم قصدك.))
ضغط والده على أسنانه بغضب وتحدث من بينهما قائلاً
((هناك من أتصل بي من قسم الشرطة يخبرني أن هناك فتاة قد قدمت محضر في رقم لوحة سيارتك .))
بدأ بالتعرق ولكنه ثار يقول بصوت غاضب
(( لم أفعل شيء ولا أعرف عن أي فتاة تتحدث يبدو أنها فتاة ليل تريد حفنة من الأموال ليس إلا .))
قال والده بصوت أجش غاضب
(( لو فعلت شيء يضر بعملي أقسم أنني سأقتلك ولن أتغاضي عن خطأك هذه المرة سنرى إذا كنت تدعي أم لا سيظهر الأن كل شيء لقد طلبت من أمين الشرطة القدوم للمنزل بعد أن يطلع على المحضر ويخبرني بما يحتويه .))
ارتمي على المقعد خلفه يجلس منكساً راسه يخشى مما هو قادم يحاول استرجاع كل ما حدث على مدار اليوم يتذكر لحظاته مع تلك الفتاة ولكنه لا يعرف كيف مازالت على قيد الحياة لقد كانت قاطعة النفس كلياً ليخيل له أنها قد فارقت الحياة فرمى بجثتها علي جانب الطريق وهو يعتقد أنها ميته وأنه نجى بفعلته ليكتشف أنها مازالت على قيد الحياة بل وتطالب بعقابه توعد لها بأنه لن يرحمها حتي تتنازل عن المحضر كور قبضته بغضب وهو يقسم أنه سيذيقها العذاب بألوانه
كان خاطر يتابع حديث شقيقة ويقرأ حركة جسده ليعلم أن ما يخفيه اشد وأعظم مما يتوقعه والده فتنهد وهو يضع ساق فوق الأخرى ونظره مثبت على أمجد ليقطع عليه وصلة تفحصه له دخول امين الشرطة الذي يعمل لصالح والده مقابل حصوله على الأموال استمع لوالده وهو يرحب به ثم نظر إليه متسائلا ليخبره أمين الشرطة بما دون في ذلك المحضر ليشعر وائل بحرقة وغدر من ابنه فكل ما يفعله امجد يطيح بعمله ويعرضه للمخاطرة فأقترب منه ليهز امجد راسه نافياً لعله يصدقه ليصفعه والده عدة صفعات متتالية ليصرخ امجد بعلو صوته غاضباً
(( تلك الفتاة كاذبه اقسم أنني لم افعل لها شيء أبي أرجوك عليك بتصديقي وانقاذي .))
وقف خاطر عن مقعده سريعاً يمسكه من تلابيب قميصه وهو يقول باستياء
(( لا تقسم كذباً نعلم أنها محقه وفي طبيعة الحال والدك لن يتركك سيجد لك حل حتي لا يضيع كل ما فعلناه حتي الان .))
اراد أن يفتك به ويطلق العنان لنفسه ليشبعه ضرباً فليس هذا هو الوقت المناسب لحل مشاكله فدائما ما يجلب أمجد المشاكل إليهم فقال
(( عاجلاً أم أجلاً ستأتي الشرطة لتقبض عليك ووقتها سنفضح وسينهار كل شيء كان من المفترض أننا سنبدأ تجهيز دعايا الانتخابات البرلمانية بعد عدة أيام سينقلب كل شيء رأساً على عقب ولن يسير شيء كما خططنا له .))
ما أن انسحب أمين الشرطة مغادراً حتي صرخ وائل بصوت مرتفع يحمل الكثير من الغضب في نبرته
(( بسبب فعلتك هذه سيتم استبعادي من الانتخابات البرلمانية أيها الغبي اسمعني جيداً ستفعل كل ما أطلبه منك أفهمت .))
هز راسه بالإيجاب فوالده لن يسمح لهم بسجنه سيخرجه مهما كلفه الأمر لن يتنازل ويضيع تلك الفرصة من يده سيفعل أي شيء لكي لا يستبعد من الانتخابات تنهد براحة بينما ضيق خاطر عينيه وهو يفكر في حل لتلك المعضلة فأخرج هاتفه واجرى مكالمة هاتفية يستمع للطرف الاخر بهدوء بعد أن أخبره بما اقترفه شقيقه وما أن انهي المكالمة قال لوالده الجالس مترقباً ينتظر منه أن يطمئنه ويخبره بالحل
((أخبرني المحامي ان علينا الإسراع والذهاب لمنزل الفتاة لإسكاتها وجعلها تتنازل وان لم توافق فسنضطر ان نجعلها تتزوج من أمجد حتي يتم الصلح قبل أن تأخذ الإجراءات القانونية مجراها .))
نظر أمجد إلي والده بريبه وتحدث بنبرة مهتزة قائلاً
(( أبي أنت لن تجعلني أتزوج تلك الفتاة أليس صحيحاً .))
شرد والده نظره امامه وهو يرد
(( للأسف لا لو كان هذا هو الحل الوحيد فستفعل .))
نظر أمجد إلي والده مطولاً قبل أن يقول بفتور
(( لن أفعل لن أتزوج منها أنت تفعل كل هذا لتحافظ على منصبك أنا لا اعنيك .))
لينظر له والده فجأة بتعابير مندهشة غير مصدق رفضه وضربات قلبه تضرب بهياج صاخب من شدة غضبه ليقترب منه خاطر بعد أن رأي التعب ظاهراً على ملامحه وامجد لا يراعي حالة والده ومعرفته لكل ما فعله فقال بهدوء قاتم
((اذهب وأرتاح يا ابي ولا تقلق فسيفعل كما قال المحامي كن مطمئن .))
تحرك والده في صمت ليلتفت خاطر ينظر إليه بهدوء يشوبه بعض العبوس ثم قال برباطة جأش
(( لن تتغير ما دمت حياً ستظل حقير كما كنت دائما .))
اراد امجد التفزع عليه ليكيل إليه الكثير من اللكمات ولكن خاطر دفعه بعيداً عنه فتأثير الخمر مازال مسيطراً عليه ليقول امجد بصوت مضطرب
((أنا شقيقك الأكبر يجب ان تحترمني ولكن ماذا أنتظر من شخص عديم التربية خلاصة الحديث لن أتزوج من الفتاة اذا اردت بإمكانك الزواج منها أنت .))
هز خاطر رأسه وكأنه يحلل ما سمعه ثم طلب منه بلهجة آمرة
(( اذهب لغرفتك وفي الصباح نكمل حديثنا تكون قد أفقت كلياً .))
شعر بشيء من الضيق وهو يستمع لشقيقة الأصغر يملي عليه ما يفعله ولكنه يحتاج للراحة والنوم فتمتم بإقتضاب
(( حسناً .))
أخذ خاطر الورقة الموضوعة فوق الطاولة وفتحها ليجد بها كافة المعلومات المطلوبة عن الفتاة فقرأ أسمها بشيء من التوجس وعنوان منزلها فتقارب حاجبيه ليعتري العبوس ملامحه وهو يفكر لما الحظ السيء ملازماً لهم ولما تلك الفتاة تحديداً الم يجد فتاة أخرى لقد أعترف امجد انه لا يريدها ولا يريد الزواج منها فليست فتاة احلامه فزفر أنفاسه الغاضبة باستياء وخرج من القصر بوجه غير مقروء الملامح .
*********
انتصب واقفاً من مكانه متجه نحو الشرفة وهو يفكر شارداً لما لا تجيب حنين على مكالماته كانت تجيب عليه دائماً فيطمئن عليها ثم ينهي المكالمة لقد سمحت له بتلك المكالمة القصيرة فلما الأن لا تجيب عليه ، اقتربت منه شقيقته وهي تجفف شعرها تربط على كتفه وهي تقول بشقاوة
(( لابد أنها مشغولة في شيء أهم منك .))
قال على الفور وهو يرشقها بنظرات صارمة
(( ارحميني من حديثك هذا واذهبي من أمامي في الحال .))
اطبقت شفتيها بقوة ثم قالت بهدوء
(( عمرو أنا أسفه لم أقصد أن اغضبك كنت امزح معك .))
رد والغيظ يسكن صوته
(( حسناً اتركيني الأن اريد أن أبقى بمفردي .))
ارتسم الأسي على ملامحها بسبب ما يمر به شقيقها مع حبيبته تعلم منذ فترة طويلة أن عمرو مولع بحنين تلك الفتاة البسيطة والرقيقة صاحبة الوجه المستدير والعيون الخضراء التي يشع منهما بريق مضيء معتدلة القوام ببشرة بيضاء ذو أنف دقيق صغير وشعر بني طويل وكأنها من الأميرات جميلة جمالاً لم تقع العين على شبيه له .
أجلت حنجرتها التي حلت بها غصة لتقول بصدق
(( أعلم انك تعشق حنين فإذا كنت مولع بها لهذا الحد لما لا تتقدم لخطبتها ؟))
سألها بصوت باهت وملامح مزعجة
(( هل حبي وتعلقي بها ظاهراً علي لتلاحظيه ؟))
قالت له بعفوية مغلفة بالمرح
(( أكذب عليك أن أخبرتك غير هذا ألا تري ابتسامتك عندما تراها .))
احتدت مقلتاه بضيق شديد وبدا أنه ضيق من نفسه ثم قال
(( هذا ما كانت تخشاه هي !))
تقارب حاجبا سارة وعقبت بتعجب
(( هل حنين تعلم بمشاعرك تجاهها .))
هز رأسه دلالة على معرفتها لتقول شقيقته بتوق
(( بما اجابتك ؟))
تجلى الإحباط فوق ملامح وجهه كما نبرة صوته وهو يقول
(( أخبرتني أنها تبادلني مشاعري لكنها لا تريد أي رابط بيننا في الوقت الراهن ولأبقي بعيدا. عنها حتي يأتي الوقت المناسب الذي أستطيع فيه الارتباط بها رسمي ))
عبست ملامح سارة لتجيبه
(( لا تحزن مرا الكثير ولم يتبقى الا القليل ووقتها ستجتمع معها تحت وطأة رابط شرعي وقتها لن تستطيع رفض كلمة لك .))
خرجت تنهيدة فاقدة الصبر من عمرو
(( متي يأتي هذا اليوم الذي سيرتبط اسمي باسمها للأبد .))
اقتربت تنظر لوجهه مبتسمة تقول بتفاؤل
(( سيأتي لا تقلق .))
احتضنها ليشعر بالرضا ثم ابتعد عنها ينظر لهاتفه يكتب رقمها مرة أخرى يتصل عليها ليجده مغلق زفر انفاسه بضيق بينما انسحبت شقيقته للداخل وهي تدعو له بأن يجمع الله شمله مع من احب .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليلة بكى فيها قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى