رواية ليست خطيئتي الفصل السادس عشر 16 بقلم شيماء سعيد(أم فاطمة)
رواية ليست خطيئتي الجزء السادس عشر
رواية ليست خطيئتي البارت السادس عشر
رواية ليست خطيئتي الحلقة السادسة عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لم يتصور ادهم أنه سيأتى عليه يوما ،ويقع فى الحب مثل باقى البشر .
لانه لا يرى نفسه مثلهم ، بل أقل منهم .
وهذا بسبب نظرة المجتمع إليه الدونية ، وهو لا ذنب له .
ولكن للحب سلطان لا يعترف بأى ظروف .
بل سلطانه القلب فقط ، الذى ليس له سيد يحكمه .
…………..
تعجبت سارة مما قاله ادهم ، أنه لا يصلح للحب .
وأصرت أن تعلم السبب ، فآثر هو أن يقص لها حكايته .
حتى تعلم حقيقته ، وبعدها لها أن تقرر بالاستمرار أو إنهاء العلاقة فورا .
وسيعذرها إن قررت إنهاء العلاقة بينهم .
سارة ….ممكن تحكيلى حكايتك يا ادهم .
ادهم بنبرة حزينة …هحكيلك كل حاجة ، وفى النهاية القرار ليكى ،وانا هتقبله مهما كان بصدر رحب .
لتطمئنه سارة بقولها ….احب اقولك يا ادهم ، أن مهما قولت ، مش هتخلى عنك ابدا .
ادهم ابتسم على مضض ثم
تسارعت نبضات قلبه وارتجف جسده.وتلعثمت كلماته. فهو لا يحب الخوض فى موضوع نشأته كثيرا .
حتى أنه يود ان تنتزع روحه قبل ان تنتزع الكلمات من جوفه..
ياله من وجع لا يطيب ابدا. ولكن لا مفر فلابد من البوح .
فهو كطبيعته انسان واضح وصريح وقد تعود على الدخول فى كل التجارب مهما كلفه الامر.
ادهم بضيق وتردد..أنا يا سارة……لقيط.
سارة باندهاش ..يعنى ايه لقيط يا ادهم ؟
ادهم بحزن…..يعنى مليش اب وام معروفين .
اتولدت فى الشارع ولقانى الشيخ حسن امام المسجد وسلمنى دار رعاية واتربيت فيها لغاية موصلت لثانوى وشفت جميع انواع الاهانة والذل وتخطيت عقبات كتير جدا .
وبدء يسترسل أدهم فى الحديث .
عن كل حياته منذ الولادة ..حتى قابلها. ومع كل موقف..تذرف عينه دمعا .
فتربت سارة على يديه تارة..وتمسح تارة بيدها دموعه.
.وهو لا يشعر أنها ايضا تدمع من هول ما تعرض له أدهم فى حياته .
فهو يتكلم. ولا ينظر اليها خجلا من ماضيه ..الى ان انتهى ..فنظر اليها فوجدها تبكى.
ادهم..بحزن…ليه الدموع..انت دلوقتى عرفتى كل حاجة عنى.
.ومن حقك. انك متكمليش معايا .
.وانا متوقع ده وعامل ليه حساب. عشان كده.مكنتش قادر اتصل بيكى.
واتعلق بيكى اكتر من كده.
سارة بدموع ممزوجة بفرح…بجد يا أدهم.اتعلقت بيه !!
أدهم بنظرة حب ….انا مش اتعلقت بيكى بس .
ثم ذكر اسمها (سارة)…انا انا انا .. بحبك .
بس خايف من الحب ده صدقينى .
..وانتى من حقك تبعدى .
لانى عارف ظروفى صعبة ومش اى حد يقدرها .
وحقك تخافى منى وتبعدى .
سارة…انت بتقول ايه…انا عمرى ماهبعد عنك..عشان
وخرجت الكلمة..مجزئة خجلا..بحبكككككككك .
فتلاقت الأعين بحب وشوق وتلامست الايدى.وسكنت العبرات.وسكنت الجوارح .وكأنهم ليسوا بعالمهم ولكن ذهبوا بارواحهم الى عالم الحب الذى ليس به الا مشاعر واحسايس جميلة.
ادهم بحرج …. مش عايزك.تسرعى يا سارة .
انا هديكى فرصة للتفكير وتردى عليه ، بدون خجل .
ومتخليش المشاعر بس تسيطر عليكى .
لازم تحكمى بعقلك كمان لان الموضوع مش سهل .
سارة بتاكيد وهى تقبض على يديه اكثر……..لوقدرت تنزع الروح من جسدى..تبقى قدرت تاخد حبك من قلبى ….تقدر!!
فتهلل أدهم فرحا….واشبعها كلام فى الحب واتفقا على عدم الافتراق ابدا مهما واجهتم المصاعب .
لتتابع سارة حديثها بعد أن تبدلت ملامح الفرحة باعتراف ادهم بحبه لها الى ملامح حزينة .
فتعجب ادهم من ذلك قائلا ….
مالك يا سارة ؟
سارة بحزن…يمكن انت يا ادهم مكنش ليك ذنب فى اللى حصلك .
ومتعرفش مين هما باباك ومماتك؟؟
..لكن انا . معروف هما مين وموجودين بس للاسف كل منهما فى وادى.
.ماما وسط صحباتها ديما يا أما فى البيت او النادى.
.ومش بتحس بيه ابدا ، يعنى عايزة ايه ؟
تعبانة ولا كويسة .
اكلت ولا مأكلتش.
وكل كلامى يكون مع الداداة وبس ، اللى طلعت لقيتها احن عليا من امى .
ادهم بشفقة……لا حول ولا قوة الا بالله .
ليه كده بس ؟
سارة …اه والله .
وبابا كمان ..اهم حاجة شغله ومشارعيه.
..يعنى ممكن مشفهوش بالاسبوع بالرغم اننا فى بيت واحد .
.ومع ذلك ولا بيسئل عليه ولا افتكر مرة خدنى فى حضنه. .ولا طبطب عليه .
.وهنا اجهشت بالبكاء سارة. وقالت..يعنى احنا تقريبا زى بعض يا أدهم ..
ملناش حد..فياريت الاقى فيك حنية الام اللى افتقدتها وامان الاب برده اللى محستهوش .
.وانا أوعدك انى هكون ليك الحبيبة والام والاخت وكل شىء .
أدهم شعر بالحزن والشفقة عليه سارة..وقال “”””
ازاى فيه اب وام بالقسوة دى !!
..بس افتكر حاله..فأمه تخلصت منه سريعا يعنى لم تقسو فقط بل انتزعت الرحمة اصلا من قلبها .
وألقته فى الطريق كأنه شىء مهمل وليس طفل .
…ربت بحنان أدهم بيديه على كتفها ووعدها انه سيعوضها عن كل ما حرمت منه .
وسيكون لها الاب والام والحبيب وكل شىء .
ثم حاول تلطيف الجو.بكلام اخر ينسى همومهما .
فحدثها بقوله
بقولك.يا حبيبتى..انا مبعرفش اسوق .
ما تعلمينى السواقة!
عشان ناوى قريب اشترى عربية بإذن الله .
سارة بضحك..
اعلمك انا !!
…يبقى جنيت على نفسك ..بس انت اللى اخترت..يلا بينا النهاردة اول حصة يا استاذ .
ادهم .بسخرية…….ربنا يستر عليه منك .
وتعدى على خير ، ياما شكلنا هنجوز فى المستشفى .
وضحكا الاثنان بسعادة….ثم أخذته إلى مكان فاضى بعيد عن الناس والعربيات لكى يستطيع تعلم القيادة .
ثم وقفت للحظات لكى تملى عليه بعض المعلومات النظرية اولا.فى السواقة.
فوجدته ينظر اليها بشوق..ويلمس يدها ويقرب منها..وينظر ال شفتيها وتملكه الرغبة ان يقبلها وهى مستسلمة واغمضت عينيها استعدادا لقبلة حارة منه .
ولكن مرت لحظات .ولم يقبلها ..ففتحت عينها فوجدته يبكى..
سارة باندهاش …..مالك.يا أدهم؟
..ايه احنا قولنا ننسى اللى حصلنا ونبدء صفحة جديدة مع بعض .
..ادهم……مش كده..انا حسيت انى كنت هتعد حدودى معاكى .
وافتكرت نظر الله اليه فانكسفت من نفسى اوى.
خصوصا انى كتير كنت بعيب على اى حد بيعمل كده .
وبتهمه أنه ميعرفش ربنا وحرام .
فا أقوم أنا اقع فى نفس الاثم .
سارة باندهاش …ازاى ده وليه فهمنى ، انا مش فاهمة حاجة ؟
ادهم …..
..بصى يا سارة..
حبنا ده عشان يستمر ،لازم نحافظ على حدود شوية مع بعضنا فى الكلام.
ولازم نسيطر على رغبتنا فى القرب من بعض.
ولازم تساعدينى انتى .
.عشان اكيد احنا نفوسنا ضعيفة.
ويحصل حاجة نندم عليها احنا الاتنين .
واديكى شيفانى مثال قدامك ، انا برده كنت لحظة ضعف بين اتنين كانوا برده بيحبوا بعض .
ولدينا دفعت انا لوحدى تمن حبهم ده .
سارة.. ..أحست بالخجل من أدهم.وفى نفس الوقت بالفرح انه يخاف عليها.
.ولا يريد ان يتمادى فيما يغضب الله عز وجل .
حتى لا تخسر نفسها واحترامها لأهلها .
سارة…حاضر يا أدهم..هحاول.
بس متقوليش منتقبلش او منتكلمش فى الموبيل …
أدهم بحب …….صراحة .مقدرش..انى مسمعش صوتك..
او أشوفك..بس نحاول نمسك نفسنا فترة من الوقت يستقر شغلى .
وانتى تخلصى كليتك واجى اتقدملك بإذن الله عشان نكون فى النور افضل.
تهللت اسارير سارة بالفرح وعد أدهم فى الارتباط بها .
سارة …بجد يا ادهم !
انت بتحبنى لدرجة أنك شايفنى هكون زوجة ليك.
ادهم ….طبعا يا حبيبتى .
وهتكونى اجمل وارق زوجة فى العالم .
سارة …وانت احن زوج وحبيب.
ويلا نبدء اول درس فى السواقة .
فقامت سارة بتعليمه فى تلك المرة الأساسيات الاولى .
التى يحتاجها قائد السيارة
وبسرعة بديهة ادهم ، تعلم وحاول بالفعل معها أن يقوم هو بقيادة السيارة لعدة دقائق .
فضحكت سارة قائلة … ماشاءالله .
انت من مرة واحدة عرفت تسوق .
ادهم ….احسدينى بقا .
فضحكت سارة قائلة ….لا انا مش بحسدك ، انا بقر بس .
فضحك الاثنان .
ثم أوصلته سارة إلى محل إقامته .
وودعها ادهم بحرارة .
وذهب كل منهما بعد ذلك فى طريقه ، هائم سارح فى الاخر ويحلمان بحياة وردية اساسها الحب وبنائها الرحمة والمودة.
ولكن مازال الخوف من المستقبل ، يسيطر على ادهم .
هل سيتقبله أهل سارة ام لا ؟
وما سيفعل أن قاموا برفضه .
………………………
بعد موت الحاج ناجى..انكب أيمن على شهواته..واغرقه أصحاب السوء فى بحر المعاصى..والاهوال..
.طمعا فى ان يسلبوا منه كل ما يملك وهو لايدرى بمخططهم وسبحان الله ، كما تدين تدان .
فأغرقوه..فى لعب القمار….حتى خسر كثيرا من الاموال..بجانب سهراته النسائية ..
التى استطاع منها الغاويات فى نهب كل ما يملكه دوما فى جيبه بل واكثر فى دفع شيكات بدون تحديد مبلغ فكانوا يكتبون ما يحلو لهن من اموال.
فنفذ رصيده فى البنك تماما من الاموال ..بجانب المصنع الذى اهمله.
وكما يقولون المال السايب يعلم السرقة..ومفيش مراقب .
.فنهب من نهب منه ..الا من رحم ربى ..وكان منهم شاب تقى اسمه محمد الذى اسرع بالذهاب الى ادهم..
يبلغه بحال ايمن وتدهور المصنع الذى اوشك على الغلق .
لنقص البضاعة والمعدات التى تسرق بوضح النهار وهو على غفلة من امره .
فحزن..ادهم.جدا لما آل له الحال .
.وتذكر ما نصحه الحاج ناجى..انه لا يترك ايمن .
.ويذهب اليه لمساندته ..وتقديم له يد العون والنصيحة.
فذهب إليه فى الفيلا .
فقابله ايمن بغرور قائلا….انت تانى !!
ايه اللى جابك ؟
هو مش خلاص اللى كان بينا مات .
ولا فاكر نفسك وصى عليه وجى تنصحنى ؟
ادهم …لا حول ولا قوة الا بالله .
انت ليه ديما شايفنى عدو ليك ، وزى مقولت الحاج ناجى مات رحمة الله عليه .
يعنى انا مش محتاج حاجة دلوقتى منه .
وجيت عشان وصيته ليه ، انى اقف جمبك وتساعدك.
بدل ما تضيع كل اللى عمله هو .
فأرجوك يا ايمن ، خلينى اساعدك .
عشان حتى خاطر والدك وتعبه عشانك .
ليه عايز تضيع كل ده ، فى حجات فارغة .
استغفر الله العظيم ، على ستات وعلى اصحاب فاسدين .
وانا متأكد أن أول ما فلوسك تخلص .
مش هتلاقى حد فيهم جمبك.
لانهم أصحاب مصلحة وبس .
ايمن بلا مبالاة …..وانت فاكر ، إنى هصدق كلامك ده .
على العموم ، وفر نصحتك لنفسك .
وانا مش محتاجك جمبى ، وانا اعمل اللى انا عايزه .
والفلوس كتير واقدر اشترى بيهم عشرة زيك .
لكن انت لأ.
عارف ليه ؟
لانى بكرهك .
ويلا اتفضل أخرج من بيتى من غير مطرود .
وياريت ما شوفش وشك تانى .
وشوف حد تانى تمشى عليه نصايحك دى
والله عال مبقاش غير تربية الملاجىء اللى ينصحنى انا ايمن ناجى على اخر الزمن .
فخرج ادهم حزينا على حاله قائلا ….لا حول ولا قوة الا بالله.
خسارة والله تكون انت ابن الحاج ناجى رحمة الله عليه .
بس اعمل ايه ؟
انا جيت وعملت بوصية الحاج وهو رفض .
مفيش فى ايدى للأسف حاجة اعملها تانى .
وربنا يستر فى اللى جى .
ثم عاد ادهم حزينا إلى المحل .
فقرء مجدى تعابيرات وجهه فقال ….ايه برده هو هو ايمن متغيرش صح !!
ادهم ….لا للأسف .
مجدى …منا قولتلك بلاش تروحله ، ده شيطان فى صورة إنسان وعمره ما هيتغير.
انا مش عارف هو ازاى ابن الحاج ناجى .
شتان بين الاتنين خالص .
ادهم بحزن ….كان لازم اروح عشان اعمل بوصية الحاج .
دى امانه يا مجدى .
مجدى …واديك روحت يا ادهم .
انساه بقه وخليك فى حالك انت ومستقبلك .
وهو خليه على الله ، قادر يهديه .
ادهم …يارب .
………..
وللاسف تنادى ايمن فى طغيانه أكثر واكثر .
مع رفقاء السوء وبنات الليل ، وكل يوم يخسر الآلاف الجنيهات عبثا .
..فى الوقت الذى كان يزداد أدهم ..نجاحا..
ويكسب أضعاف ما يخسر أيمن .
وكان الله سبحانه وتعالى يعوضه عما عانى منذ صغره .
حيث فتح الله عليه وعمل حساب فى البنك واشترى سيارة كما أخبر سارة .
وازدادت سعادته يوم عن يوم وحمدالله على ما أسبغ عليه من نعم .
وسبحانه كل يوم هو فى شأن .
الى ان حصل ما كان لم يخطر على بال ادهم يوما
يا ترى ايه هو اللى حصل ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليست خطيئتي)