رواية ليست خطيئتي الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد(أم فاطمة)
رواية ليست خطيئتي الجزء السابع عشر
رواية ليست خطيئتي البارت السابع عشر
رواية ليست خطيئتي الحلقة السابعة عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
الدنيا وأحوالها كلها حلم كاذب: الحب، والمال، والصحة والسعادة والمجد، والناس، لا يخلد شيء من ذلك ولا يبقى فكلها زائلة يوماً ما
وهذا انطبق على إبطال الرواية أدهم وأيمن
حيث فى الوقت الذى كان يزداد به ادهم نجاحا ، وقد من الله عليه من الخيرات الكثير .
كان ايمن قد سخط الله عليه بسبب إصراره على المعصية .
فخسر كل شىء .
وسبحان من له الدوام ، القائل فى كتابه العزيز …..(يعز من يشاء ويذل من يشاء ، بيده الخير ،وهو على كل شيء قدير )
فبعد أن كان ادهم ذليلا ..اعزه الله.
وبعد ان كان ايمن عزيزا، اذله الله بسوء عمله.
حيث تدهورت حالته المادية ايمن بسبب غفلته .وانغماسه فى كل ما يغضب الله .
ومصاحبة شياطين الانس والجن الذين قضوا على الاخضر واليابس فى املاكه ..
حتى تمادى الامر انه رهن الفيلا والمصنع لاحد اصحابه..
.مقابل أن يمده بمزيد من المال .
.على وعد من السداد قريبا .
وان لم يستطع السداد فى الوقت المحدد..فسوف يضطر لبيع المصنع والفيلا .
لسداد اموال صديقه.
.وسبحان الله فأى هوان هذا وصل اليه ذلك .
الضائع وهذا ما توقعه والده الحاج ناجى…فهو يتحقق فى الواقع على يده ايمن للاسف .
……………..
وسرعان ما تناقل الخبر الى أدهم ..فحزن حزنا شديدا…….وردد ….لا حول ولا قوة الا بالله .
ليه بس كده يا ايمن .
ده تعب ومجهود الحاج ناجى سنين طويلة .
حرام والله يضيع كده بالساهل على ايد ابنه ايمن .
لذا قرر ان يشترى المصنع والفيلا حتى لا يشتريهم شخص اخر غريب .
فهو يريد ان يكمل مسيرة الحاج ناجى..فهو يعتبره اباه حقا .
ولكن ادهم..ليس معه المال الكافى للشراء..فاضطر الى بيع المحل.
ثم اخذ قرض من البنك ليستطيع شراء المصنع والفيلا .
وفعلا لم يستطيع ايمن سد الدين وتم عرض المصنع والفيلا للبيع ..
وحالف الحظ ايمن ان الثمن لم يكن مبالغ فيه .
وكان ايمن قد وكل محامى ليدير عملية البيع .
وأخفى عليه المحامى أن الذى سيبتاع هو ادهم ، لانه يعلم جيدا أن الأمور بينهم ليست على ما يرام .
ولكى لا يوقف البيع .
وهو فى شدة الحاجة للمال ، كى لا يسجن .
ولكنه بعد فترة من الوقت علم أنه هو ولم يبالي المهم أنه حصل على المال .
فأعطى جزء لصاحبه والآخر أيضا قام بصرفه على ملذات الدنيا .
حتى انهاه عن اكمله .
وهنا بعد عنه كل الاصدقاء وتخلى عنه الجميع .
وأصبح وحيدا ، ليس حتى لديه ما يكفى جوعه للأسف .
..و وبالفعل حصل ادم على الفيلا والمصنع …
فأى خير هذا ..ساقه الله اليه ؟
فحمد وشكر الله كثيرا على نعمه عليه .
.كما فرح العمال جدا ان ادهم هو من قام بشراء المصنع .
لانهم يحبونه من الاصل لطيبته وكرم اخلاقه .وتعانوا معه على جعل المصنع افضل مما كان .
وفعلا…مع الوقت ..زاد الانتاج واشتهر صيت ادهم وسط المجتمع ..وبفضل الله تم سداد القرض .
وأصبح ادهم فى فترة قصيرة ،من اشهر رجال الأعمال .
وتمنى الجميع مصاحبته بعد أن كان غير مرغوبا به .
………
وفى أحد الأيام ”
خرج ادهم من بيته وتوجه نحو سيارته ليبدء طريقه نحو عمله الذى اثقل عليه فى الأونة الأخيرة بعد أن فتح الله عليه من واسع كرمه .
فسار بالسيارة حتى وقف عند إشارة المرور وأخذ يقضى هذه اللحظات بالاستغفار ( استغفر الله ، استغفر الله ).
ليتفاجىء بمن يطرق زجاج السيارة .
ففتح ادهم الزجاج فوجده سائل يطلب إحسانا ليأكل ، بعد أن أضمى الجوع معدته .
فرق قلب ادهم له ، وأخرج من محفظته ورقة بفئة مئتين جنيه .
ثم ناولها له .
لتلتقى عينيه به ، فتجمدت أطراف ادهم عندما عرف من هو ودمعت عيناه .
وإذ به يفتح باب السيارة مترجلا منها ليمسك بيده ، بين اندهاش الآخر من صنيعه تلك ولما يفعل هذا به ، رغم ما فعله هو معه .
هل تعلمون من هو ؟
إنه أيمن بيه …..ياه على حال الدنيا .
من رجل يتمتع بكل متاع الدنيا..لرجل يتسول من اجل لقيمات يشبع بها جوعه .
ولكن ابن الكرم والجود ادهم..لم يشمت فيه او نظر اليه نظرة احتقار او سبه ولكن نزل من سيارته.
..ومسحه على راسه بحنو .
.فنظر ايمن اليه وبكى بكاء شديدا.
. وكأنه يقول له ..هذا ما جنيته ..وما فعلته فى حقك.فانتقم الله لك .
ثم أجلسه..ادهم..فى العربية..
وسار به إلى الى شقته التى اهداه اليه الحاج ناجى.
..فهو مازال فيها ولم ينتقل الى الفيلا .
حيث ..لم تستطع نفسه ان تعيش بها بعد ان كانت مقرا للحاج ناجى وابنه ايمن .
…ادخل أدهم..ايمن الحمام.
.فقد كان متسخا جدا وذقنه طويلة ..فيبدوا انه قضى اياما طويلة فى الشارع ..
واحضر له أدهم ملابس جديدة..وحلق له ذقنه بيده.
.وامره بالاغتسال بعدها.
وهذا كله الثانى ينفذ بدون ان ينطق اى كلمة .
فهو يشعر انه مدين له بالاعتذار.
حتى انه لا يقدر ان يرفع عينه فى عينيه ..
وادهم يشعر بذلك .
..فلكى يخفف عنه من وطأة الشعور بالخزى..يربت على كتفه ليشعره بالحنان .
اغتسل ايمن..وارتدى ملابسه الجديدة، وخرج.فانكب على يدى أدهم..يقبلها ..فسحب أدهم.يده..سريعا ……وقال حاش لله .
ايمن..بحزن…..انت ليه عملت معايا كده؟
وانا عارف انى مستهلش وياما آذيتك .
أدهم.بإبتسامة… عشان دى وصية والدك الله يرحمه وعشان انا مريت بنفس ظروفك دى كتير انا ومجدى.وحاسس بيك ..
فمقدرتش اشوفك كده ..وكان لازم.أساعدك .
أيمن باندهاش ……يعنى انت مسامحنى على كل اللى عملته فيك .
أدهم….ايوه طبعا ….وقال .ارحموا عزيز قوم ذل ..والعزة لله .
ايمن.اخيرا..يبتسم ويقول ….الحمدلله..انا عشت ايام صعبة .
وفكرت كتير اجيلك عشان تسامحنى بس خفت من رد فعلك..
.وانا مستعد دلوقتى أكون خدام ليك .
فارجوك..شغلنى عندك اى حاجة.
.وشوفلى اى مكان ابات فيه.
…انا تعبت من النوم على الارصفة.
..واوعدك.اكون انسان كويس انا خلاص عرفت ان الله حق.
وتوبت عن كل اللىى عملته فى حياتى..
ثم بكى أيمن .طويلا .
ولم يتمالك أدهم..هو نفسه ايضا من البكاء ..فرحا بتوبة ايمن وشفقة عليه مما فعلت به الدنيا بسبب أفعاله .
فقام ادهم وأمسك بيديه قائلا ……يلا يا ايمن بينا ..
ايمن..باستغراب على فين ان شاءالله ؟؟
أدهم…….على المكان اللى هتبات فيه عشان تستريح .
.ومن بكرة ان شاءالله هتيجى تشتغل معانا فى المصنع .
تهلل ايمن من الفرح….وقال …. انا مش عارف اشكرك ازاى؟
أدهم…..تشكرنى بأننا نفتح صفحة جديدة مع بعض وننسى اللى فات كله وتبقى قد المسئولية .
ايمن… ..اكيد..يا أدهم..
ثم ألقى بنفسه فى حضن ادهم من فرط سعادته
.واحس ادهم..بالسعادة..لانه اخيرا استطاع ان ينفذ وصية الحاج ناجى.
.الراجل الطيب اللى وقف جمبه لغاية ما بقا ادهم بيه .
ركب ادهم العربية ومعاه ايمن… وفى الطريق..يسئله ايمن …هنروح فين ؟
..أدهم..هنتعرف دلوقتى.
ايمن باندهاش ..بس ده طريق الفيلا.!
..أدهم..بابتسامة…..ايوه.
ايمن بأستغراب ولكنه صمت ومنتظر ما سيحدث بعد ذلك .
وفعلا وصلوا للفيلا..
وهنا نظر أيمن لها وشرد فى ذكرياته بها..
وكيف كان عزيزا ، ذو شأن وسلطة وجاه ومال .
أما الآن فهو وحيد وفقير ولا يملك شىء .
فطأطأ راسه خجلا من المقارنة بين حاله الأسبق وما هو عليه الآن .
وظن ايمن أن ادهم سيسكنه تلك الغرفة التى كانت فى الحديقة ، الذى سكن فيها ادهم من قبل .
وهم أن يدخلها وهو يشكر الله ، لأنها افضل من الشارع بكثير .
ولكن سرعان ما امسك يده ادهم ونظر له فى عينيه قائلا بثقة…
حاش لله اتفضل يا ايمن بيه .
مكانك فوق زى ما كنت بالظبط.
..واشار له أدهم.على الفيلا .
لم يصدق ايمن نفسه ، واخذ ينظر الى ادهم بعدم تصديق قائلا ….. .معقولة هتخلينى ارجع لمكانى تانى اللى عشت واتربيت فيه.
وبعد كمان اللى حصل منى .
أدهم..يبتسم ويقول……ده حقك على فكرة .
وكمان من جمايل وعمايل والدك معايا الله يرحمه..
.وهكتبها باسمك كمان ايه رئيك .
تهلل وجه ايمن بالفرح…واخده بالحضن..
وقال له وهو يبكى ……تسمحلى اكون اخوك.
.ومنتفرقش من بعض .
واكون زى مجدى.بالنسبالك ..واوعدك اكون عند حسن ظنك .
ادهم..بفرحة.اكيد..دى دعوة الحاج…والحمدلله استجابت .
الف حمد وشكر ليك يارب .
ادهم……يلا هسيبك.تستريح دلوقتى .
وحط ايده فى جيبه وطلع فلوس وعطاله….
ادهم..بحنية..اكيد جعان..فاطلب دلفيرى.
وان شاءالله اشوفك على خير بكرة الصبح.
..واحنا شغلنا بدرى.فى المصنع.
.اوعى تتأخر.
ايمن..بشغف…ان شاءالله هتلاقينى اول واحد قدام المصنع .
وسابه..ادهم…ووقف ايمن ينظر الى جميع ركنات الفيلا ويستذكر طفولته .وهو يلعب هنا وهنالك.
..ثم يتذكر موت امه فجاة وهو مازال صغيرا يحتاجها.
.فبكى .
وتذكر..ان والداه..تركه للخدم يقومون برعايته وهو انشغل بالمصنع.
.وكان السبيل الوحيد للتعويض من جانب والده هو اغداقه بكثير من المال وارضاء جميع مطالبه ..
.حتى اتعود انه ينال كل مايريد.
..بدون منازع.
.والدلال الزائد فسده..واخرجه راجل لا يتحمل المسئولية.
ثم دخل لغرفة والده ..الحاج ناجى.
وبكى وطلب له الرحمة
..ثم هتف قائلا…سامحنى يا بابا..وانا خلاص اتغيرت وهكون زى ما كنت بتتمنى وهشتغل وهعتمد على نفسى وهكون راجل بجد زى ما كنت بتتمنى واكتر..
..ومن كتر البكاء. ..نام ايمن نوم عميق..حرم منه منذ فترة كبيرة…
عاد..ادهم..للبيت. فوجد مجدى فى انتظاره..
مجدى .بقلق..اتأخرت ليه كده انا قلقت عليك جداا .
ادهم بابتسامة..اقعد يا مجدى انا هحكيلك حاجة مش هتصدقها .
وبدء أدهم يحكى ايه اللى حصله مع ايمن .
.ومجدى مش مصدق ..اللى وصل ليه ايمن.
للدرجاتى.
..وشكر صنيع ادهم..معاه ولكن.
ادهم …ايه مالك ما كنت حلو من شوية ؟
وبتقول كويس وخير وكده .
مجدى …عارف ..بس خايف يا أدهم لما ترجعه المصنع.
يرجع لاساليب زمان تانى ويعمل حاجة ويخسرنا.
واحنا مصدقنا ..نقف على رجلينا وبقه لينا صيت كويس بين رجال الاعمال .
ادهم……لا مظنش انا حسيت فعلا بندمه.
وانه هيكون كويس معانا فعلا وهيشتغل..
مجدى..بس يا اخويا .
..المثل بيقلك حرص ولا تخون برده .
ادهم….. اكيد هحطه تحت النظر وهنجرب وان شاءالله يكون زى ماقال عند حسن ظنى .
مجدى….. ياريت والله عشان حتى خاطر ابوه الحاج..الف رحمة ونور عليه .
مجدى…بمداعبة……..وانت عامل ايه يا روميو..مع ست الحاجة جولييت.
ادهم بضحك …بقه كده…يا مجدى بكرة اضحك عليك برده لما تقع انت كمان .
مجدى..لا يا عمنا ..انا مليش فى وجع القلب ده .
…انا هدخل فى طريق مستقيم على طول…حتى كنت هقولك..على حاجة هتفرحك.
قول يا عم بسرعة نفسى افرح من قلبى بعد سنين الهم والحزن دى كلها .
مجدى……. قول انت الاول عامل ايه مع سارة وبعدين هحكيلك .
ادهم. بنظرة شاردة.وهائمة…. ..سارة ..متصورش انا بحبها قد ايه يا مجدى.
….وبرده خايف من الحب ده بس للاسف مش بإيدى خلاص وقعت فيها ومش قادر استغنى عنها ابدا .
ولازم اكلمها كل يوم واشوفها كل فترة .
مجدى……طيب واخرة الحب ايه يا صاحبى .
مفكرتش فى كده ؟
أدهم بتلقائية ….الجواز طبعا.
..هى خالص حاليا. .بتمتحن اخر ترم.
..ووعدتها انى هروح اطلبها من باباها .
بعد ما تخلص بس قلقان جدا..من المقابله .
وخايف من رد فعل ووالدها لما يعرف ظروفى ومش عارف سعتها لو رفض هعمل ايه ؟
مجدى..بقلق…..يا سيدى متسبقش الاحداث.
وخير ان شاءالله..انت دلوقتى بقيت بفضل الله ادهم بيه صاحب مصنع الملابس .
.ورصيد فى البنك .فاى حد يتمناك .
ادهم….تفتكر يا مجدى!
بس ظروف نشأتنا حاسس انها هتأثر برده .
مجدى…ان شاءالله خير…قول يارب .
أدهم…يارب .
ادهم..بترقب ….وانت يلا احكيلى وفرحنى كنت عايز تقولى ايه يا خلبوص انت .
ما انا عارف كويس ، تحت الساهى دواهى .
مجدى بسعادة……انا قررت …..؟؟؟؟؟؟؟؟
……..
يا ترى قرر ايه مجدى ؟
ويا ترى هتكون مقابلة ادهم لوالد سارة ايه ؟
هيرحب بيه عشان رجل اعمال وغنى ؟
ولا هيرفضه عشان ظروف نشأته ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليست خطيئتي)