رواية ليست خطيئتي الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيماء سعيد(أم فاطمة)
رواية ليست خطيئتي الجزء الخامس عشر
رواية ليست خطيئتي البارت الخامس عشر
رواية ليست خطيئتي الحلقة الخامسة عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لا يوجد هناك قسوة أكثر من أن نسمع خبر وفاة من نحبهم، فيكون الخبر صدمة كبيرة لنا تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نعود كما كنا من قبل، صحيح أنّ الموت حق على كل إنسان في الحياة إلّا أنّه مفجع ويترك ألماً لا يمحى مع الزمن، ولا يبقى لدينا إلّا ذكرياتنا معهم والدعاء لهم في قبورهم بالرحمة
عانى الحاج ناجى من عدم رؤية ادهم لفترة ، لانه كان بمثابة الابن باللنسبة له .
حيث رأى به ما كان يتمناه فى ابنه ايمن ، لكن للأسف ايمن خاب ظنه كثيرا .
وكان يتمنى أن يموت أن يرى به خيرا ، لكن للأسف ، ترك ايمن والداه حتى فى اصعب اللحظات التى يحتاج إليه فيها .
وهى لحظات المرض والاحتضار .
الحاج ناجى بحزن …حتى وانا تعبان وبموت يا ايمن ، سايبنى وبتسرمح مع صحابك .
اقول ايه بس ، ربنا يهديك يا ابنى .
مش عايز ادعى عليك .
وعندما زاد على الحاج ناجى المرض كثيرا ، فطلب من سائق سيارته ، أن يستدعى ادهم على وجه السرعة .
لأنه يشعر بدنو أجله .
فأتصل السائق بأدهم…….يبلغه بمرض الحاج ورغبته فى رؤيته .
ادهم بحزن …لا حول ولاقوة الا بالله .
ربنا يطمنى عليك يا حاج ناجى .
ثم تابع بقوله “”
انا جى حالا ،مسافة السكة هكون عندك .
ثم رفع يده بالدعاء …يارب بارك فى عمره ، واشفيه عشان خاطرى ، انا مقدرش اعيش من غير بركة دعائه.
فلبى أدهم بدوره النداء على الفور….
فتوجه أدهم الى فيلا الحاج ناجى..وحمدالله ان ايمن لم يكن بداخل الفيلا .
حتى لا يمنعه من أن يذهب إلى الحاج ليطمئن عليه .
فاستقبله السائق قائلا …بسرعة يا ادهم ، الحاج مستنيك .
ادهم ….هو تعبان اوى كده ؟
السائق …اه خلاص يا ابنى ، بيودع .
فبكى ادهم ، فقال السائق …لا امسك نفسك شوية وانت داخل عليه ، وقوله كلمتين حلوين ، يصبروه على وجعه والمه واجره عند الله .
ادهم بحزن ….حاضر. .
ثم اسرع به إلى غرفة الحاج ايمن .
تهلل وجه الحاج ناجى عند رؤية ادهم .
قائلا بصوت ضعيف …ادهم ابنى .
فأسرع إليه ادهم ، مقبلا يده قائلا ….
الف سلامة عليك يا حاج..
إن شاء الله تقوم بالف سلامة .
الحاج ناجى متألما ……خلاص يا أدهم.
انا حاسس بنفسى عشان كده بعتلك ضرورى.
.قبل ما قابل وجه كريم .
أدهم..لم يتمالك نفسه من البكاء فقال ….بعد الشر عليك متوقلش كده.
هتقوم وهتبقى زى الفل .
الحاج ناجى ……..ادهم انت ابنى اللى مخلتفهوش وربنا عوضنى بيك .
.عن ايمن اللى ربنا يهديه.
والله انا خايف عليه من بعدى.
.وحاسس انه هيضيع اكتر مهو ضايع .
.وهيضيع كل اللى عملته وتعبت فيه .
…عشان كده بعتلك ..بس اوعدنى..انك هتنفذ كل اللى هقوله .
ادهم ….انا تحت امرك يا حاج ، فى كل حاجة تطلبها .
الحاج ناجى ….الأمر لله يا ابنى .
..وعارف انك شايل من ايمن وزعلان منه وواخد على خاطرك منه.
..وانك مش بتميل ليه غصب عنك من معاملته ليك .
..بس لو لسه شايفنى كويس معاك وبتحبنى ، اسمع اللى هقولهولك يا ادهم عشان خاطرى .
أدهم بإمتنان ……انت بتقول ايه يا حاج!!
انت خيرك مغرقنى ، ويستحيل انسى معروفك معايا طول عمرى .
ولى عملته معايا ، هيفضل دين فى رقبتى ، ولا هقدر اسدده ، لانه كتير اوى والله يا حاج .
ثم تابع بقوله …
.وايمن لو عمل ايه هسامحه عشان خاطرك.
..وهعمل كل اللى هتأمرنى بيه لو كان ايه .
الحاج ناجى بضعف …..ده عشمى فيك برده.يا أدهم .
وانا معملتش حاجة ،كله رزق ربنا ، واحنا مجرد وسيلة .
ومحمد ربنا أنه من علينا من فضله وكرمه .
ادهم …اللهم لك الحمد .
ثم قال له الحاج ناجى .
.قرب كده واسمعنى بسرعة مفيش وقت .
قابل ما اقابل رب كريم .
فارتجف جسد ادهم .
وبالفعل اقترب منه أدهم….وسمعه يتكلم بصوت ضعيف ارهقه المرض وكأنه ينازع الروح ..
الحاج ناجى ….امسك الورقة دى الاول يا أدهم .
أدهم باستفهام …..ورقة ايه دى يا حاج.
الحاج ناجى …..امسك بس الاول يا ادهم .
فمسكها ادهم .
فقال الحاج ناجى …..ده تنازل منى ليك بيع وشرا عن المحل اللى عطتهولك .
.وكمان عن الشقة..اللى قاعد فيها.
.وفيه كمان شقة تانية..كتبتها لمجدى..تعويضا له عن الايام اللى نام فيها فى الشارع بعد مطرده ايمن .
أدهم بإمتنان …..بس يا حا ج..ده كتير.اوى.
والحجات دى مش من حقى .
دى حق ايمن بيه ..فسامحنى مش هقدر اقابلهم .
الحاج ناجى …..انت وعدتنى تنفذ كل اللى أقولك عليه .
.وده تعويض عن اللى عمله فيك ايمن .
.وكمان هقولك الحقيقة……انا حاسس ان ايمن هيضيع كل اللى انا عملته بتصرفاته الهمجية وعدم حسن التصرف وعقله الطايش .
.فانا لما اديك دول..يبقى بحافظ عليهم من الضياع ..وانهم..فى يد أمينة .
وكمان..عايز اوصيك ..على.ايمن… لو احتاجك انك تقف جمبه .ارجوك.
..متبعدش وترفض ..وخليك جمبه ..وحاول تنصحه بقدر الامكان لعل وعسى ربنا يهديه .
ادهم..بحزن على حال الحاج…حاضر عشان خاطرك يا حاج…
ومتقلقش خالص عليه ، صدقنى هحطه فى عينيه الاتنين لو طلب مساعدتى .
فنظر له الحاج ناجى بإمتنان .
ثم شخص بصره وقد سكنت جوارحه…وثقل لسانه ..فشعر ادهم..انه خلاص..بيموت فعلا.
..فحاول يلقنه الشهادة والدموع..تجرى كالانهار من عينيه
اقول ورايا يا حاج…اشهد ان لا اله الا الله
وان محمد.رسول الله.
الحاج واخر رمق وقد جحظت عيناه..وقال بصوت خافت مع رفع اصبع التشهد.. اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله .
وخرت يده بجانبه ولقى وجه كريم….رحمه الله وغفر له وجزاه كل خير على حسن صنيعه مع أدهم .
………..
حزن طويلا..أدهم .على فراق الحاج ناجى .
.ودخل فى مود اكتئاب طويل ،وحاول معه مجدى بكل الطرق ان يخرجه من جو الحزن ولكن فشل جدا
..حتى انه رفض ينزل للمحل..ومكث فى الشقة حزينا
…..ولم يفق سوى..على صوت هاتفه..
.واذا بالمتصل ..حبيبة القلب سارة…تردد أدهم..فى انه يرد عليها…فقد وعد نفسه ..ان لا تتعلق بحب مصيره الفشل ..
فهو من ساعه لحظة فراقه معاها ..حاول كل وقت الاتصال ويخرج اسمها . ويضغط على زر الاتصال ليطمئن على حالها ويسمع صوتها.
.ولكن فى اخر وقت وقبل ان يرن ينهى المكالمة فى الحال .
…..وفعلا لم يستطع أدهم الرد…وكان ينظر الى الهاتف وهو يرن بآسى وانكسار قائلا ….سامحينى غصب عنى .
بس انا فعلا منفعكيش .
ولا انفع لحد اصلا .
ثم انهمرت دموعه مرة أخرى ، على حاله وعلى حزنه على فراق الحاج ناجى .
وبعد أن انقطع رنين الهاتف ، نظر له بحزن ، ثم قام بإغلاق الهاتف ، كى لا تعاود الاتصال به مرة أخرى .
فيضعف إذا اتصلت مرة أخرى ، ويجيب على اتصالها .
سارة بقلق…….ايه ده مرة ميردش ومرة مغلق !
..هو فيه ايه بالظبط؟
.ده وعدنى ..انه يطمن عليه .
معقول يكون نسانى بالسرعة دى…
بس هو وحشنى اووى..
ونفسى اشوفه واسمع صوته .
فلم تجد سارة..مفر سوى الذهاب للمحل والاطمئنان عليه بنفسها .
….فارتدت التونك والطرحة التى اهداها اليها ، وغادرت المنزل واستقلت سيارتها متجهة إلى أدهم..
وبالفعل وصلت للمحل ودخلت ثم ..نظرت هنا وهنالك فلم تجده ..فعبست..وزاد قلقها وتوترت .
سارة بتوتر إلى مجدى …لو سمحت هو فين أدهم .
مجدى…..باستغراب واعجاب مما تحولت اليه سارة من لبس فاضح الى ساتر وسبحان الله فقد زادها رقة وجمالا
مجدى بترحيب مصطنع…..اهلا انسة سارة ؟
سارة بترقب…..اهلا بيك ..هو فين ادهم ؟
احس مجدى…..فعلا بلهفتها فى السؤال والتغير السريع فى نوع ارتداء الملابس .
..انها فعلا تميل لادهم.
وهو يعلم ايضا انه يبادلها نفس الشعور …فرأف لحاله وحالها وقال
صراحة..ادهم فوق فى الشقة مش راضى ينزل منها بقاله كام يوم حزين ومكتئب على موت الحج ناجى .
سارة بإندهاش .ايه ده والده مات …!
مجدى..بحزن……لا مش والده .
.بس فى مقام والده وكان بيحبه اووى .
سارة..وللدرجاتى حزين اوى كده ومش بيشوف شغله .
مجدى..ايوه واكتر .
.وادهم كمان من النوع الحساس اوى وكمان بيقدر الجميل جدا..ومش بينساه ..
…ازداد..اعجاب سارة بادهم كثيرا ورأت فيه انسان فيه كل المواصفات اللى بتتمناها كل بنت فهو راجل وذو مروءة..واخلاق عالية.
سارة بخجل..طيب لو سمحت ..انا عايزة اشوفه .
مجدى.باستغراب…بس هو رافض ينزل..
سارة بلهفة …. .انا ممكن اطلعله…
طمن عليه بنفسى ..لو امكن؟
مجدى..باستنكار….ازاى يعنى تطلعى لواحد قاعد لوحده !…ميصحش يا أنسة .
سارة..بإحراج…سورى مش قصدى.
انا مكنتش هدخل.كنت هطمن بس عليه من على باب الشقة .
مجدى..ندم انه كلمها بالطريقة دى لانه احس من عينيها بصدق محبتها لادهم ..
..فقال..طيب تعال معايا .
وصعد بيها إلى ادهم ..
ادهم يسمع طرق على الباب ..فيقوم ليفتح الباب وكان مجدى يتصدر الباب ومن خلفه سارة…
ادهم..بغضب..انا قولتلك مش نازل يعنى مش نازل يا مجدى..فرجعت تانى ليه ؟
فتنححح مجدى وغمز بعينه لادهم ثم ابتعد قليلا ..ليجد ادهم نفسه امام سارة .
.التى اخفضت طرفها من كثرة الخجل ونطقت بصوت مكتوم..
..ازيك يا أدهم..انا قلت مبتسئلش قلت اسئل انا .
اتسعت عين ادهم من تلك المفاجأة …فردد
سااااارة !
سارة بحرج ….
انا اسفة انى جيت فى معاد غير مناسب ..بس يعنى !
فقاطعها ادهم..لا متقوليش كده .
.متصوريش انا فرحان قد ايه انك جيتى وشوفتك تانى.
فأحمرت وجنتى سارة…. وقالت. يعنى انت مش زعلان انى جيت لغاية هنا .
أدهم..بنظرة شوق ..ابدا…بس اكيد مش هقدر اقولك اتفضلى فمعلش بستئذنك .
…انزلى مع مجدى المحل..وانا ثوانى هغير هدومى وهكون عندك تحت .
تهلل وجه سارة بالفرح …وقد تسلل الى قلبها لاول مرة الاحساس بالسعادة .
وكذلك أدهم..الذى كان من فرط السعادة استبدل ملابسه فى ثوانه معدودة .
.ونزل ليقابل من امتلكت قلبه بوجها المشرق وابتسامتها الساحرة .
وعندما رأته سارة متجه اليها .
بادارته بإتبسامة.جعلت قلبه يدق بعنف .
..ويداه ترتجف …ولم يشعر بنفسه ..الا ويضم يديها ويجرى بها للخارج .
.وطاروا كالعصافير..يهمسان لبعضها البعض الى ان استقروا فى كافيه .
أدهم…….بحنان…تشربى ايه ؟
سارة…اللى تشرب منه اى حاجة .
ادهم للنادل …. من فضلك..اتنين نسكافيه .
ونظر لسارة كأنه يقول لها …هل يعجبك ما طلبت .
سارة بتاكيد…تمام ..انا كمان محتاجه …اوى .
ادهم بحرج ……سارة. ..تعرفى ان دى اول مرة..اخرج فيها مع بنت .
.ومش عارف ازاى ؟
بس عندى شعور غريب واحساس بالارتياح وانا معاكى .
سارة..بابتسامة…..عايز تفهمنى ان عمرك معرفت بنات قبل كده..معقولة.
ادهم..بنبرة صوت مخنوقة…انا اللى زيى وفى ظروفى.
..ملهمش او بمعنى اصح بيخدوا الطريق من اوله وميبصوش احسن ليقعوا ..فى اللى ميقدروش عليه …ولا يقدروا يكملوه .
سارة..باستغراب. …..ليه انت كل بنت تتمناك.
..من الشكل وسيم..واخلاق عالية. وشغل برده كويس ..يبقى ليه ؟
مفيش حاجة نقصاك!
ادهم..والدموع فى عينيه …نقصنى اهم حاجة !
واهم حاجة فى حياة كل انسان .
نقصنى السند ، اللى بيعتمد عليه اى طفل اول ما يتولد .
سارة..بترقب…. انا مش فاهمة حاجة خالص .
ممكن تحكيلى قصدك ايه ؟
وللحكاية بقية .
………….
يا ترى ادهم هيقدر يحكلها ولا هيخاف يحكلها عشان متبعدش عنه بعد متعلق بيها ؟
ويا ترى هى هتقبل تكمل معاه بعد ما تعرف حقيقته ؟
وادهم وايمن ايه هتكون حكايتهم مع بعض بعد وفاة الحاج ناجى ؟.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليست خطيئتي)