روايات

رواية ليتك تغفرين الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدير محمد

موقع كتابك في سطور

رواية ليتك تغفرين الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدير محمد

رواية ليتك تغفرين الجزء الثاني عشر

رواية ليتك تغفرين البارت الثاني عشر

رواية ليتك تغفرين الحلقة الثانية عشر

نظر سيف بصدمة الى بطنها : رنا …انتي …. حااامل ؟؟
قالت سلمى بإبتسامة خبث : ايوة. … يا عالم من مين ! 🙄
و تمتمتها بهمس بصوت يكاد يصل الى مسامع سيف فقط
رنا بغضب : هو انتي كل شوية هتنطيلنا انتي عايزة مننا ايه بالضبط ؟
ضحكت سلمى -منكم !! لا يا روحي انا مش عايزة منك حاجة … انا هنا عشان سيف و بس.
عبد الله : بقولك ايه امشي اطلعي برة مش عايزين كلام كثير سيف تعبان
سلمى بتحدي – هي اللي تطلع من حياتنا ..انا و سيف بنحب بعض مش كدة يا سيف ؟
رنا بغضب : هو مين اللي بيحبك يا حرباية انتي !!
قاطعهم صوت سيف المتعب و هو يغمض عينيه بألم قائلا
– إطلعي برة !!!
بقي عبد الله و سليم ينظران لبعضهما بدهشة بينما
وقفت سلمى شامخة و هي تبتسم بإنتصار قائلا لرنا
– سمعتي قال ايه …يالا اتفضلي برة
فتح عينيه و وجه كلامه الى سلمى قائلا بحدة أكبر
– قلتلك برررراااا !!! مش عايز اشوفك تااااني !
صدمت سلمى حين وجدته ينظر إليها و قالت بتهتهة
– سيف … انا سلمى حبيبتك …إنت أكيد مش قاصدني انا ! ده انا اتطلقت بسببك … عشان نرجع لبعض زي ما كنا؛!!
– انا مش لعبة في ايدك عشان ترجعي لي في الوقت اللي تحبي .. اطلعي من حياتي مش عايز أعرفك !حياتي اتدمرت بسببك
– طب و حبنا !!
– انا اكتشفت اني عمري ما حبيتك …كنتي صفحة ف حياتي و طويتها …برةة
خرجت من الغرفة و هي ترمق رنا بنظرات حارقة و تتوعد في سرها ..
تقدمت رنا بتوجس نحو سيف قائلة : الحمد لله على سلامتك يا سيف
سيف : الله يسلمك
رنا بتردد : سيف اناااا ….
قاطعها سيف و هو ينظر إليها بحب : وحشتييييني
خجلت رنا و نظرت الى سليم و عبد الله اللذان نظرا الى بعضهما و اومأ عبد الله اليه بالخروج
– طب احنا راجعين تاني يا سيف
لم يجبهما سيف بل كان تائها في عينيها
أشار إليها بأن تجلس بجانبه فإقتربت أكثر و جلست بتوتر و هي تمسك ظرفا و تتذكر
فلاش
– مراد انا عايزة اعمل تحليل يكشف لي عمر الجنين بالضبط
– ايش معنى ؟
– يعني …عشان لو حصل مشكلة مع سيف و كدة
– بصي هو لو بيحبك و واثق فيكي مش هيشك ف حاجة زي دي
– ايوة بس انا عايزة اخرس كل الالسن
– قصدك سلمى مش كدة ؟!
– ايوة .
– بصي هو مفيش تحليل دقيق يديك العمر الحقيقي بس نقدر بالسونار نكشف يوم التخصيب و لو عايزة تكوني متأكدة احنا نقدر نعمل تحليل DNA
– تمام و انا مستعدة
عودة
كانت تنظر اليه و تنتظر ان يبادر بالكلام . .كان من السهل أن تبوح له بكل ما يجول في خاطرها و هو نائم لكن الأمر يبدو مستحيلا الآن ..فجأة أمسك بيدها بحنان
– يعني مكنش حلم صح ؟؟ كنت جنبي طول الوقت !!
اومأت برأسها ايجابا : ايوة
وضع يده على بطنها بفرحة و حب و قبل أن يتكلم فتحت الظرف و قالت
– قبل ما تسأل اي حاجة انا جبتلك التحليل ده … طلبت من الدكتور يحسبلي عمر الحمل و كمان يعمل لي تحليل DNA عشان تتأگد إنه ابنك
قاطعها و هو يمسك الظرف و يكرمشه بقبضته و يرميه بعيدا
– مش محتاج اتأكد من حاجة … كنت حاسس بيكي و بيه طول الوقت …كنت سامعك على طول و فاكر أنه حلم جميل
كنت خايف اصحى و اكتشف ان كل ده كان مجرد حلم و ارجع ألاقي نفسي وحيد تاني !
امسكت يده بلهفة : مش هتكون وحدك بعد كدة .. أنا مش هسيبك تاني
سيف بلمعة أمل : يعني سامحتيني خلاص ؟
– ما اقدرش ما اسامحكش … انا و ابنك ما لناش غيرك يا سيف
– و انا أوعدك اني هخف عشانكم يا قلب سيف
رنا بخجل : يعني كنت سامعني طول المدة دي ؟؟
– ايوة يا حبيبتي … قلبي كان حاسس بوجودك اصلا .. حتى من غير ما تتكلمي … اطرق برأسه كأنما يتذكر شيئا ثم قال بتساؤل
– مادام سامحتيني اومال ما قلتليش ليه قبل ما تخلص العدة !!
ليه سبتيني اغرق جوة أحزاني و افتكر انك رافضاني ؟
– كنت مستنية الوقت المناسب .. ما انا أصلا كنت لسة في العدة يعني كان معايا وقت
سيف بتريقة: و انا ايش عرفني انك حامل يا نبيهة ؟ انا اول ما شفتك ما ردتيش فقدت الامل ..حتى يوم الحادثة لما جيت أستفسر منك لقيت الدكتور مراد عندك …و كنت فاكر انكم …
– الدكتور مراد جيه ياخذني المستشفى لما حصلي نزيف…يوميها وصلتني ورقة الطلاق …مكنتش متخيلة انك ممكن تتخلى عني بالسهولة دي ..
سيف بحب : خلاص يا روحي …كل ده بقى ماضي .. فكري في المستقبل و بس .. في ابننا و في حياتنا الجاية
– طب انت خبيت عننا ليه انك مريض بالسرطان ؟؟
سيف بحزن : انا فقدتك بغبائي يا رنا …مكنتش استاهل اصلا اني أعيش …مكانش عندي رغبة اني أعيش .. مكنتش عايز أقول لحد عشان محدش يضغط عليا في العلاج .. كنت مستني ردك…. هو اللي كان هيقرر مدى رغبتي في العلاج
– و انا معاك من دلوقت و هنكون سوا في كل خطوة …الدكتور قال عندك اربع اشهر بالكثير و تبقى زي الفل
– طب و ابننا هيشرف امتى ؟
– الدكتورة ادتني حقن عشان نتجنب الولادة المبكرة يعني لو ولدت في الوقت الطبيعي للولادة بعد ثلاث شهور و نص
– طب هو احنا ينفع نرجع لبعض تاني ؟
– بس انت تعبان و محتاج وقت على ما تطلع
– ما يهمنيش … انا عايز ارجعك دلوقت ..محتاج حضنك اوي و لما اطلع يحلها ألف حلال…
ابتسمت له بحب و اطرقت خجلا : طب و الورقة اللي بعثتها
– المفروض انك لسة في العدة و الطلاق رجعي يعني تعتبر لاغية بس هابقى اسأل سليم بخصوصها.
رنا بحب : اللي تشوفه .
دخل مراد بعد ان طرق الباب
– استاذ سيف الحمد لله على سلامتك
سيف بجمود : الله يسلمك .
مراد لرنا : رنا سيف تعبان لازم يستريح و انتي كمان
رنا : حاضر …بس 5 دقائق
مراد : ماشي …بس مش اكثر
خرج مراد و قال سيف بتذمر : هو انتو ما لقيتوش مستشفى غير اللي بيشتغل فيها ده !!
رنا بإبتسامة : حرام عليك مراد كان خايف عليك اكثر مننا ده حتى اتوسطلك كثير لحد ما الدكتور التركي صاحبه رضي يجي يعملك العملية و كله على حسابه هو
– بتتكلمي بجد ؟!
– اااه و الله !!
سيف بلوم: يعني ظلمته …و انا اللي كنت فاكره عايز ياخذك مني
رنا بحب : محدش يقدر ياخذني منك … انت قدري و انا قدرك
– ربنا يخليكي ليا
– و يخليك لينا انا و ابنك 🥰 …يالا انا هسيبك ترتاح. …الحمد لله على السلامة .
خرجت من الغرفة و قد اشرق وجهها حبا
وجدت ريم و سليم في الخارج
ريم بمزاح : الله الله ..بص يا سليم احنا نورنا ازاي ؟؟
رنا بإحراج : اخرسي بقى ☺️
سليم : جوزها يا ستي اطلعي منها انتي ..
ريم : هو انا قلت حاجة ..ربنا يهني سعيد بسعيدة
رنا : يا رب …هو فين عمي ؟؟
– بابا راح يجيب الدوا اللي كتبهوله الدكتور
رنا : طب و الوا’طية اللي اسمها سلمى دي !
ريم : وصينا أمن المستشفى .. مش هترجع تاني .
رنا بتعب: طب الحمد لله
ريم : حبيبتي رنون لو تدخلي الاوضة الثانية ترتاحي انتي ما نمتيش الا ساعة و نص بالليل
– لا انا عايزة افضل جنبه
– ما انتي كنتي معاه بس هو لازم ينام كمان …يالا يا روحي
رنا بإستسلام : حاضر هأحاول أنام لي ساعة
– يالا بينا
ادخلتها الغرفة و خرجت لسليم
سليم : بقولك ايه يا ريم
– ايه ؟
– ايه رأيك لو اخذك مشوار كدة عالسريع
ريم ببلاهة : مشوار فين ؟؟ 🤨🙄
– نختار الدبل ☺️
ريم بدهشة : دبل ايه هو ده وقته يا مجنون ؟؟؟
– ده انسب وقت انا مش ناوي استنى كثير اعملي حسابك هنكتب الكتاب شهرين بالكثير .
ريم بخجل : ابقى اسأل مراد في الموضوع ده
– طب يالا نشوف يعجبك ايه و هأسأل مراد بعدين قلتي ايه ؟
ريم : ماشي 🥰

بعد شوية
فتح باب غرفة رنا بهدوء و دخلت احدى الممرضات تتلصص فوجدت رنا تغط في نوم عميق
اقتربت منها و هي تمشي على أطراف اصابعها تحمل في احدى يديها فوطة مبلولة و في اليد الاخرى حقنة…. وضعت الفوطة على فمها و انفها بالقوة تحاول تخديرها في هذه الآثناء فتح الباب بالقوة و دخل مراد و معه أمن المستشفى
– انتي بتعملي ايه ؟؟!
ارتبكت الممرضة و وقعت الحقنة من يدها ارضا و لم تدر ماذا تجيب ..اومأ مراد لأمن المستشفى ان يأخذوها
و توجه بخوف لرنا : رنا انتي كويسة ردي عليا !!!

حاول افاقتها مرارا و أخيرا فتحت عينيها بتعب
رنا بدوخة : انا … انا فين.. فيه ايه ؟؟
– انتي كويسة الحمد لله ربنا ستر
أتصل بالبوليس و هو يتذكر

فلاش
كان مراد يهم بدخول الغرفة حين أتصل به سليم لكنه وجد رنا قد وصلت و لم يشأ ان يزيد الموقف تعقيدا فوقف من بعيد ينتظر و بعد لحظات خرجت سلمى و في عينيها غضب جحيمي …غافلت المارة و توجهت الى احدى الممرضات و ابتعدت بها قليلا و اطالت في الحديث معها كل هذا تحت انظار مراد الذي وجد تصرفها مريبا و قرر ملاحقتها فور خروجها من الغرفة

راقب الممرضة التي لم تبتعد عن غرفة سيف الى أن خرجت رنا و رأى سلمى تشير إليها و تنصرف
حينها بقي مراد يراقب الممرضة الى أن حدث ما توقع و دخلت غرفة رنا

عودة من الفلاش
مراد : الو البوليس …معاك الدكتور مراد من مستشفى … ارجوك عايز ابلغ عن محاولة ق’تل حصلت قبل شوية احنا قبضنا على المتهمة لحد ما توصلوا عشان تحققوا معاها .
رنا بخوف : ق’تل ؟؟
مراد : ما تشغليش بالك انتي المهم انك بخير
اخذ الابرة التي كانت بيد الممرضة و خرج بعد أن ترك رجلان من امن المستشفى يحرسان الباب .

تسريع احداث
بعد شهر تعافى سيف و خرج من المستشفى مع التزامه بالفحوصات الدورية مرتين في الاسبوع

حدد فرح سليم و ريم بعد ولادة رنا على طول
بعد التحقيق مع الممرضة ثبتت تهمة الشروع في الق’تل و اعترفت انها نفذت طلب سلمى مقابل مبلغ من المال
اتحكم على كل من الممرضة و سلمى ب15 سنة سجنا نافذة

رجعت رنا لسيف بعد ما سأل و عرف ان طلاق المحكمة باطل بحكم ان عدتها لسة ما خلصتش يعني مش محتاجة عقد جديد و يكفي شهود بس يشهدوا أنه رجعها..

اليوم المنتظر
عمل سيف حفلة بسيطة في بيت ابوه يحتفلوا فيها بطلوعه من المستشفى و رجوع رنا ليه .. عزم فيها مراد و ريم و اصدقائهم المقربين و بعد الحفلة اخذها و رجع بيتهم تاني

كان مجهز البيت بطريقة رومنسية لطيفة اوي شموع و ديكورات بسيطة و جدد عفش البيت بالكامل و طبعا ساعده سليم في كل حاجة
دخل سيف الى غرفته يحتضنها بين يديه ابتسم لتصرفها و هي تتشبث به كالاطفال و انساب اليه عبير شعرها الذي اشتاق اليه كثيرا

لا يريد أن يبعدها عن محيط ذراعيه، أخفضت نظراتها خجلا فرفع ذقنها بيده لتلتقي الأعين بنظرة اشتياق، ولقاء بعد فراق، قال لها بعشق: و أخيرا بقيتى مراتى من تاني….بس المرة دي غير اللي فاتت

رنا بخجل – ازاي يعني ؟
سيف بهمس – يعني همووووت عليكي حرفياً….كل حاجة فيكي واحشاني …لو تعرفي قد ايه كنت مشتاقلك !! لدرجة اني كنت بأعد الثواني و الدقائق مش بس الايام عشان ترجعي ليا و تبقي ملكي من تاني
ابتسمت بخجل لتزداد جمالا و يذوب هو في خجلها اكثر
اقترب من وجهها يرغب بتقبيلها ليشعر بها تتجمد تماما بين يديه ويدرك خوفها من ارتعاشة جسدها
قال لها في حنان: متخافيش يا روحي
رنا -يعني مش هت….
قاطعها بوضع احد اصابعه على شفاهها قائلا بهمس عاشق
– هسسسسس…. لو سبتك بعد كدة يبقى ده معناها حاجة وحدة بس …ان روحي فارقت جسمي غير كدة لا يمكن اي حاجة تانية تقدر تفرقنا من تاني يا روحي
– احم …ماشي بس …. انا كنت ….

قاطعها مسرعا و هو يحتضنها – تمام مش هاستعجلك أبدا عارف انك محتاجة وقت عشان تقدري تتقبلي الفكرة دي تاني.. على أقل من مهلك بس أهم حاجة ما تبعديش عن حضني تاني
نظرت اليه في حيرة تتساءل كيف شعر بها و فهمها من غير أن تنطق

استطرد بحنان يجيب تساؤلها الصامت:. ما تستغربيش كدة ..
أنا حبيبك، اللى بيخاف عليكى أكتر من نفسه، مستحيل أعمل حاجة غصب عنك أو تإذيكى، انا كنت غبي أول مرة و فرطت فيكي عشان وحدة كانت واخذاني تسليتها …مش هأكرر غلطتي دي تاني
اهم حاجة عندى انك سامحتيني و بقيتى ليا أخيرا ، بقيتى مراتى وحبيبتى، أى حاجة تانية مش مهمة قد إحساسى بيكى بين ايدي و جوة حضني دلوقت، وكل حاجة هتيجى في وقتها…. قلتلك مرة هأرجع اكسب ثقتك تاني و أوعدك مش هأخذلك تاني لحد ما اموت
– بعد الشر عليك حبيبي
– الله !!! أهي الكلمة دي لوحدها بقى كانت حلم مكنتش اتوقعه يتحقق ! و النبي تقوليها تاني !
– الله بقى !!! خلاص يا سيف ☺️

حاول أن يغير الموضوع حين شعر بتوترها فقال بحماس
– طب ايه رأيك افرجك عالبيت و تقوليلي رأيك في الديكورات و العفش الجديد ؟؟
– شكله تحفة من غير ما اشوف .. بس كلفت نفسك كثير !!
– مفيش حاجة تغلى على حبيبي … كنت عايز نبتدي بداية جديدة يا روحي .. مش عايز اي حاجة تفكرنا باللي فات
– يسلم ذوقك يا روحي … كل حاجة روعة بجد
غمز بمكر: لسة ما شفتيش اوضة النوم …هيطير عقلك منها

ارتبكت ثانية و قالت : احم …انا تعبانة عايزة أغير و ارتاح ابنك تاعبني كثير شكله غيران منك النهاردة

لمس خدها مستطردا:.
– طبعا …مش هيشرف قريب ؟! ماشي خلاص روحى غيرى واتوضى عشان نصلى و ننام، وخدى بالك انا ممكن اقبل اى حاجة الا انك تنامى بعيد عن حضنى، دى حاجة مش ممكن أتنازل عنها أبدا، يلا بقى، انا هدخل الحمام عشان تغيرى و تاخذي راحتك …
– يعني موافق تستناني ؟!

حضنها بحب : انتي مش بس مراتي يا رنا ..انتي بنتي اللي بأخاف عليها من نسمة الهوا …هأستناكي العمر بحاله أهم حاجة تكوني مرتاحة و متقبلة الفكرة مش هأغصبك أبدا
وتركها وما ان ابتعد قليلا حتى سمع صوتها و هي تقول بهمس:
– سييييف

التفت اليها تتسارع دقات قلبه من تلك المشاعر التي وصلت اليه من خلال صوتها العاشق المشتاق لتسرع هي و ترتمى بحضنه ثانية

ضمها اليه بحنان و ضمته اليها باشتياق، اشتياق امرأة عاشقة لرجل تعشقه، تراجع للخلف خطوة لا يصدق انها هي من تحتضنه بتلك المشاعر لينظر الى عينيها يود التأكد مما توحى به مشاعرها، وجدها تقف على أطراف أصابعها كي تبلغه و تضع وجهه بين يديها قائلة في عشق:.
وانت مش بس حبيبى يا سيف، انت روحى، و النفس اللى بعيش بيه، انا مش عايزة بس حضنك، أنا عايزة عشقك، جنونك، اجتياحك ليا و لمشاعرى، عايزة انسى كل اللى حصل قبل كدة، أنا عايزة أحس إني ملكك و مش هكدب عليك واقولك مش خايفة، انا حتى مرعوبة لإن افكار المرة اللي فاتت لسة محاصراني، بس متأكدة إنك أول ما بتلمسنى بنسى خوفى وبفتكر بس حبى ليك و حبك ليا… حنانك و كلامك اللي سحرني من أول ليلة …فاكر ؟؟
سيف بحب : هي دي ليلة تتنسي يا قلبي ؟؟؟

دفنت راسها في احضانه قائلة : سيف أنا متشوقة لبداية جديدة … عارفة انك اتغيرت … و ثقتي فيك ما لهاش حدود .

لم يستطع سيف الصمود أكثر امام كلماتها التي أذابته عشقا ليلتقط شفاهها في قبلة طويلة أودع بها كل مشاعره لتضم رأسه اليها تبادله عشقه
إبتعد عنها لثوان يمنحهما فرصة لاستنشاق الهواء، ليعود فيقبل وجنتها قبلات بطيئة ناعمة أثارت أحاسيسها الغضة
همس في اذنها برغبة
– رنا….أنا مش قادر ابعد عنك حرفياً

تأملت ملامحه في عشق قائلة بعبث :مين طلب منك تبعد !؟ انا عايزاك تقرب أكثر ..أنا بحبك يا سيف،

قبلها سيف على شفتيها قبلة خاطفة ناعمة وهو يقول:
وانا بعشقك يا قلب سيف
رنا بحب ممتزج بخوف : مكنتش عارفة اني بحبك اوى كدة إلا لما حسيت إنك ممكن تضيع من بين ايديا في المستشفى
– هسسس كل ده من الماضي …انا دلوقت كويس اهو قدامك
احتضنها متجها بها الى السرير وممددا اياها عليه بحنان ليميل عليها و يغرقها في بحر عشقه فاستسلمت تود الغرق، تبادله مشاعره بمشاعر لم تكن تتخيل أبدا انها تمتلكها أو حتى قادرة على الشعور بها.

الخاتمة

بعد مرور سنة
التفوا جميعا حول سليم الصغير يحتفلون بعيد ميلاده الأول، أطفأوا الشمع و قام الجميع بتقبيل الصغير والذي يحمله أباه بفخر، تشبه عيناه عينا رنا و شعرها الاسود الناعم بينما يحمل وجهه باقى ملامح أبيه الجذابة ليظهر كالملاك الصغير،
قال عبد الله بابتسامة:
– ربنا يخليهولكم ياحبايبى وتشوفوه عريس
قالت ريم: يارب يا عمي وأشارت الى بطنها الكبيرة قائلة:
وعروسته جوة أهى، أنا حاجزاه يا جماعة

قال مراد باستنكار:.انتى ما صدقتى ولا ايه يا اختي ؟وبعدين العريس اللى بيخطب يا ريم مش العروسة !!
و بص لسليم و قاله: انت عملت فيها ايه دي يا سليم ؟
قال سليم بمزاح: انا مستلمها كدة يا مراد

نظرت لهم ريم بغيظ قائلة:
– بقى كدة؟؟ ماشى بس سليم لشوق و بس يا إما هطفشله اي وحدة تخطبوهاله
ثم أخرجت لهم لسانها في طفولية محببة لسليم ليبتسم الجميع ويقول سليم ببلاهة مصطنعة : على فكرة اسم شوق حلو اوى يا ريم، مين اللى اختاره؟
قالت بفخر: انا طبعا
سليم بتساؤل : و أنا رحت فين ؟؟ ما حدش قالي ان عندي بنت اسمها شوق ؟؟
ريم : و انت مالك ؟ دي بنتي انا …. مش انا اللى شيلاها وانا اللى هولدها ؟ يبقى انا اللى هسميها مش محتاجة اقولك
قال سليم في توجس:

– بنتك انتى؟ ااااه قولتيلى!! وجبتيها ازاي دى يا رمرومة؟

وكزته ريم في ذراعه بخجل و اختبئت خلفه و هي تهرب من نظرات اخبها و حماها فابتسم الجميع

مال عبد الله على سيف قائلا .
بالمناسبة يا سيف بجد كانت حركة حلوة منك انك تسمى ابنك على اسم اخوك
ابتسم سيف قائلا:
– مكنش ينفع اسميه اسم تانى غير سليم يا بابا، سليم مش اخويا و بس…أنا إعتبرته ابنى الاولانى كمان…..عايز اعوضه عن غبائي و قسوتي عليه زمان … و بأتمنى لو الزمن يرجع تاني و انا اكون ليه اخوه الكبير و صاحبه و كل حاجة

اقترب منه سليم و احتضنه : و انت ابوي و اخوي و صاحبي كمان …تسلم يا اخوي و يكفيني حبك ده عوضني و نساني و الحمد لله انك رجعتلنا بالسلامة ده احنا عشنا ايام سودة بسبب مرضك

ابتسم عبد الله وهو يربت على كتفه قائلا:
ربنا يخليكوا لبعض ياحبايبى و يخليكوا ليا
سيف: ويخليك لينا يا بابا، ياااارب.❤️

انتهى عيد الميلاد و انصرف الجميع الى بيته
عاد سيف و رنا لبيتهم في غبطة و وضعت الصغير النائم في سريره و عادت الى سيف بحبور

رنا – كانت حفلة روعة مش كدة ؟؟

سيف : فعلا قضينا أوقات حلوة بجد…كانت فكرة لطيفة اوي انك تحتفلي بعيد ميلاد ابننا في بيت بابا
– حسيت البيت فضي عليه بعدما سليم انتقل ..كنت عايزة اطلعه من جو الحزن اللي حاساه عايش فيه من لما سابه سليم
سيف : معاكي حق …مع أنه وضع مؤقت يعني كون سليم مأجر البيت ده قريب من الجامعة لغاية بس ما تخلص ريم دراستها و تولد بس حاسس الموضوع ده مأثر ف نفسية بابا اوي
– عشان كدة نفسي اسعده باي حاجة مهما كانت بسيطة …انت عارف اني باعتبره بابا انا كمان
قبل رأسها بحنان : ربنا يخليكي ليا يا عمري
– و يخليك ليا انت كمان يا روحي

ابتسم بسعادة قائلا
تعرفى يارنا !! أنا قبل ما اعمل الحادثة كنت عارف اني مريض و وصلت لوقت فقدت فيه الأمل في الحياة …خصوصا لما كنت حاسس اني خسرتك …مكانش عندي طاقة اصلا اني اقاوم المرض … مكنتش حاسس ان حياة دي تستاهل اني اكافح عشان اعيشها …كنت قربت استسلم خلاص ، لكن لما سمعتك قاعدة جنبي بتعيطي و عرفت إنك حامل في ابني، اتغيرت نظرتي للحياة … بقيت عايز أخف عشان أعيش معاكى انتى و ابني كنت بحس انى كامل في وجودكم ،حسيت اني خلاص لقيتك ومستحيل اخسرك، انا مبقتش عايز حاجة من الدنيا غيرك انتى و هو…و ده اللي خلى أملي يرجع من تاني..و ده اللي خلاني ابقى عايز اقاوم المرض بكل جهدي
اغروقت عينا رنا بالدموع، لتضم وجهه بين يديها قائلة بعشق:
– وانا مش عايزة من الدنيا غيرك انت يا سيف

ضمها اليه في حنان لتضمه هي الأخرى وهي تبتسم وتحمد الله في سرها على هديته العظيمة لها، زوجها، وحبيبها و طفلها الغالي ، و لديها مفاجأة ستسعده
– بقولك ايه يا سيف …

– أؤمري يا روحي !
– انا كنت جايبة لسليم هدية بمناسبة عيد ميلاده بس نسيتها فوق في الدولاب ممكن تديهاني !؟
سيف بمرح : طب طلعت ازاي فوق ؟
– يوووه يا سيف هو انت كمل مرة هتتريق على طولي ؟؟
سيف و هو ينتشلها : معقولة انا اتريق على مزتي؟؟
رفعها عاليا فشهقت بخوف : نزلني يا مجنون هأقع !!
– لا ما تخافيش .. هاتي هديتك بنفسك

امسكت علبة هدايا مغلفة بغلاف وردي و انزلها و هي تحتضنه بحب ..وضعها برفق و يداها لا تزالان تتعلقان به ثم مدت له الهدية
– ايه ده مش فاهم !! مش كانت هدية سليم ؟!
رنا بعبث : ايوة بس سليم نايم نعمل ايه ؟؟ يبقى في الحالة دي يستلمها ابوه عنه .
– و الله ؟! و اعمل بيها ايه ؟ مش بتقولي هدية سليم ؟
– مش لما تفتحها الاول ؟؟
– يا رب ما تكون رضاعة
رنا بحدة مصطنعة : نينيني … بطل رغي و افتحها و انت تعرف

فتحها سيف وسرعان ما تحولت تعابير وجهه الى الدهشة
– ايه ده !!!!! 😳
– دي هديتكم انتو الإثنين
– اختبار حمل !!!
تعلقت رنا برقبته و هي تهمس بعشق : سليم هيبقى اخ كبير و انت هتبقى أب من تاني يا حبيبي 🥰
– بتتكلمي بجد يا روحي !!!
رنا بحب : هي الحاجات دي فيها هزار ؟؟

سجد شكرا لله ثم احتضنها بكل ما اوتي من قوة و هو يحمد الله على هديته الغالية و كيف أقر الله عينه و كافأ صبره بعد يأس و وحدة و مرض بثلاثتهم : محبوبته الغالية و قطعتين منها .

حين تشتاق لشخص وأنت من قسوت عليه فأخبره بذلك
قل له كلاماً جميلاً يشبه إحساسك الجميل الذي يكتنف قلبك تجاهه لا تعاتبه .. لا تقل له كلمات جارحة تزيد من فجوة الخلاف بينكما
كن حنونا طيبا ودودا كي تكسب قلب من تحب
فالقسوة لا تولد سوى القسوة
وكم من مشاعر جميلة ضاعت بسبب عناد وقسوة ومكابرة أصحابها رغم أن قلوبهم تكاد تموت حسرةً و إشتياقا ..

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليتك تغفرين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى