روايات

رواية ليالي غامضه الفصل السادس 6 بقلم هنا محمود

رواية ليالي غامضه الفصل السادس 6 بقلم هنا محمود

رواية ليالي غامضه الجزء السادس

رواية ليالي غامضه البارت السادس

ليالي غامضه
ليالي غامضه

رواية ليالي غامضه الحلقة السادسة

جريت على الباب بَعد ما سَمعت صوت ماما قرب آدم عشان يفتحه لان المُفتاح كان معاه
أول ما الباب فتح جريت على ماما بسُرعه و رميت نفسى فى حُضنها بقوه و هى ربتت على ضهرى و قالت بلين متجاهله أى حد:
_خلاص يا حبيبتى كُل حاجه عدت
حُضنى ليها مكنش خوف على قد ما كان إشتياق ليها لكن نظراتى إنبدلت و إختفى إحساس الأمان أول ما شوفت حازم واقف وراها….
بلعت ريقى و أنا ببعد عن حُضنها مكست إيديها و سألتها بترقب:
_هو بيعمل ايه هِنا؟…
ربتت ماما على ضهرى:
_متقلقيش أنا عارفه كُل حاجه حصلت
مسكت دراعى و هى بتشدنى لبرا:
_يلا بينا من هِنا…
كُنت عايزه أمشى معاها لكن وجود حازم مكنش مطمنى زى ما مكنش مطمن آدم….
قرب آدم مننا خطوتين بَعد ما كان واقف بيتابعنا من بعيد وقال:
_على فين ؟….
لو مكنش حازم موجود معتقدتش انه هيتدخل لكن وجوده خلاه خايف …
قرب حازم منه و هى بيتكلم بِحده:
_و أنتَ مالك ملكش علاقه بيهم سامع؟..
بصله آدم بإزدراء و قال ببرود:
_هو أنتَ مين سمحلك تتكلم ؟…مين سمحلك أصلًا أنك تدخل بيتى؟!….
شد حازم على قبضه بغيظ و أتوجه لآدم بغضب لكن ماما و قفته لما أتكلمت بصوت عالى:
_مكانك يا حازم ….أنا الى هتكلم معاه بَعد كِده
ولأول مره حازم يسكُت و يسمع لحد ممكن عشان كان عايز يشوف حوار ماما و آدم الى متأكده أنه مش هيخلص على خير ….
وجهت ماما كلامها لآدم :
_أنتَ عايز أيه من بينتى ؟….
جاوبها آدم ببرود :
_بنتك تبقا مراتى…
وبكلمته دى خلاها تَفقد أخر ذره صبر جواها ….وقفت ماما قُصاده بقوه …..بقوه أنا متعوده عليها طول حياتى أول ما حد ما بيقربلى
قربت منه بخطوات بطيئه و قالت بثقه :
_طُظ فيك ….ولا يفرقلى كلامك ده بنتى هتروح معايا و هطلقها منك …سامع يا مجنون أنتَ…
قبض آدم على أيده بغضب مكبوت مش من كلامها …غضبه كان من نظرات حازم الشمتانه
مسكت ماما أيدى و أتكلمت بقوه:
_يلا بينا …أنتِ ملكيش مكان هِنا …
خطيت معاها أول الخطوات و حازم لحقنا مكنتش عارفه أتكلم وجود حازم معانا مش مطمنى
أتكلم آدم بسُرعه فى مُحاوله لمنع ماما مش عايز يوقفها بالقوه و خصوصًا أنه كان واعدنى أنى هروح لماما لما ترجع
_لو عايزه تخديها معاكى أسمحيلى أنى أوصلكم يا مدام إحنا محتاجين نتكلم
إبتسمت ماما بُسخريه و هى بترمقه من فوق لتحت :
_هو حد قالك أنى عايزه أذنك؟…..و كمان مَعتقدش أن فى بينا كلام
أردف حازم بَعد ما كان متابع الحوار:
_جدعه يا مرات عَمى يلا بينا
بصتله ماما بإشمئزاز و قالتله :
_يلا بينا؟!…..أوعى تكون فاكر أنى نسيت انتَ قارف بنتى أزاى ….فأبعد عنى عشان أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قُصادى
تحمحم حازم بإحراج من الموقف :
_طب تعاله أوصلكم….
جاوبته ماما من غير ما تلتفت ليه و هى حازمه أمرها:
_مفيش غير حازم الصايع الى هيوصلنا …..ليه من قله الرجاله؟!…
خلصت ماما كلماها و هى سحبانى لبرا الشقه ….
نزلنا تَحت فى البرد و قفت ماما تاكسى و الغضب كان هو المُرتسم على ملامحها
“فى شقه آدم”
كان حازم لسه واقف قُصاده و أتكلم بإنتصار:
_قولتلك يا آدم هَنا دى بتاعتى ….يا تبقا ليا يا متبقاش لحد خالص
إبتسم آدم بسُخريه عليه و قال بإستفزاز:
_هو أنتَ فاكر بأنك لما ترجع أمها و تخدها منى يبقا كده خلصت؟!…..هَنا بقت مراتى خلاص فاهم يعنى ايه ؟….لا أنتَ و لا عشرة زيك يقدره يِبعدوها عَنى….
دفعه آدم بكتفه فا خلاه يطلع برا الشقه لأنه كان على الباب و طبع يلحقنا لكن من بعيد عشان يطمن
***********
من وقت ما روحنا و ماما هاديه بطريقه غريبه مش متعصبه و لا بتزعق زى ما كُنت متوقعه حكتلها كُل الحصل و هى ساكته بهدوء مُريب
سألتنى و هى مُترقبه لإجابتنى:
_هو أنا ربيتك على كده؟…
قطبت حواجبى بتعجب من سؤالها فإسترسلت كلامها :
_ربتك أنكِ تبقى ضعيفه كده؟….أزاى متقفيش قُصادهم أزاى تسيبى حقك ليهم ؟!…
وقفت بإنفعال و هى بتتكلم بنبره عاليه:
_أنتِ فاهمه يَعنى أيه ؟……أنتِ أتجوزتى يا هَنا و من واحد غريب …مستوعبه واحد منعرفش أصله حتى و ياعالم هيسينا فى حالنا ولا لاء…
كُنت قاعده حطه راسى فى الأرض بفروك أيدى بِعزم قوتى التوتر و الخوف بياكلنى من جوا
جاوبتنا بنبره خافته مهزوزه:
_حاولت و الله يا ماما بأقصى ما عِندى و الله هددنى بيكى ….و طلاما أنتِ فى الموضوع مقدرش أقاوم أو أعاند أنتِ كُل حياتى كان غصب عنى و الله العظيم….
إتنهدت ماما بإرهاق و قربت منى ضمتنى ليها و هى بتطبط على ضهرى بحَنان :
_خلاص أهدى ….متخفيش طلامه أنا جَمبك عُمرى ما هسمح لحد أنه يأذيكِ
صوت شهقاتى علت و إتشبث فى حضنها أكتر حاسه بتعب و ضغط على أعصابى شديد
ربتت ماما على كتفى و هى بتقومنى:
_قومى خدى دوش دافى ريحى أعصابك و
أن شاء كُل حاجه هتعدى
أومئت ليها بصمت و أتحركت من مكانى
طلعت من الحَمام و لابست بيچامه روز معرفش سبب حُب للون بس ممكن عشان و أنا صُغيره كُنت تخينه و كان كله بيحسسنى أنى مش بنوته و لما كبرت كُنت بَحاول أتظاهر بالرقه و الجَمال
لحد ما نضجت و بقيت بتصرف بطبيعتى و حبيت نفسى لكن عَلق معايا حُب اللون الزهرى
بسبب شعرى المبلول كُنت حاسه بسُقعيه رهيبه
دخلت المطبخ و عَملت هوت شوكلت رحت أوضته ماما أشوفها بس كانت نايمه أو بتتظاهر بده
أنا عارفه أنها منمتش و مُش هتنام بسبب خُفها عليا و تَفكيرها
أخدت شال تقيل عليا و طلعت على السطح زى ما متعوده مكانى المُنعزل و الخاص بيا
قعدت على الكنبه و أنا بَضم جسمى بسبب الساقعه و أخدت نفس عَميق فى مُحاوله للتخفيف عن نفسى حسيت بحركه و رايا و الخوف أتمكن من قلبى ….كُنت خايفه ألف حتى
لحد ما سَمعت صوته:
_متخفيش ده أنا آدم
خوفى قل شويه لأنى عَرفت هويته لكنى لسه خايفه منه …..
قرب منى لحد ما لَف و وقف قُصادى و قال بنبره هاديه:
_أنا مش جى أدايقك عايز بس أتكلم معاكى …
قعد على الكنبه لكن مع وجود مسافه ….
أتنهد بصوت عالى و قال :
_أنا آسف …
إلتفتله بتعجب من إعتذاره المُفاجئ
بص فى عينى و قال بنبره هاديه لكنها شايله حُزن كتير :
_آسف على الحصل زمان و الى أتسببت فيه دلوقتى
فضلت بصاله بصمت ….صمت دام لثوانى ..لحد ما كسرته أنا:
_الى فات مكنش غلطك و لا ذنبك ….. دى كانت حكايات الكبار ….أنا كَمان حبه أعتذرك على كَلامى أخر مُقابله لينا و أحنا صُغيرين عشت طول الفتره دى حسه بالذنب من نحيتك و أنى زودت عليك و جعك و قتها
سألنى و هو لسه مصوب نظراته ليا:
_هو أنتِ مكرهتنيش بَعد الحصل زمان؟….
نفيت ليه و أنا بوجه نظراتى لقدام:
_أكرهك !….أكرهك ليه ؟!..و أنتَ ملكش ذنب ….ممكن تكون نسيت بس أنا لاء أنتَ كنت صديق طفولتى أو بمعنى أصح صحبى الوحيد مكنش ليا غيرك كُنت معايا فى كُل حاجه كان صعب عليا أكهرك …
أتنهدت بكآبه من غير ما ألتفتله و سألته:
_تَعرف؟…أنتَ كُنت وحشنى أوى …كان دايما عَندى فضول ليك عايزه أشوفك أتحامه فيك زى الأول من حازم أحكيلك مشاكلى زى زمان
مع كُل كلمه بقولها كُنت بثبتله هو قد أيه مُغفل أفتكرنى نسيته أو كرهته !!….ضيع أى وصلت حُب كانت ليه بِفَعلته
شوفت نظرات الندم و الحُزن فى عيونه لكن أتغضيت عنها تحاملت على قلبى البقا بيدق بطريقه غريبه …..بقيت حزينه على حُزنه!!….
أتكلم هو بثَقل كُنت حاسه بيه من نبرته:
_تَعرفى بُعدك عنى زمان كان صعب أوى عليا كرهت نفسى و خالتى و الدنيا أنتِ كُنتى كُل حياتى طفل مُنعزل عِدوانى الكُل بيخاف منه إلا أنتِ
قربتى منى بقيتى أعز حاجه عندى….لما مشيتى و أنتِ بتكرهينى كرهت الدُنيا كُلها دخلت فى إكتئاب لكنِ و بعدها داخلت مص…
***********
سكت فى نهايه كلامى خُفت أقولها أنى دخلت مصحه بَعد ما شوفت خالتى مُنتحره و بدأت أرجع لحالتى القديمه بَعد ما قابلتها تانى
سألتنى بفضول:
_و دخلت أيه؟…كَمل…
نفيتى براسى و قولت:
_ممكن تكونى مش واثقه فيا و ده أكيد ….بس حازم مش ناوى على خير أنا خايف عليكى منه ..
بصتلى لثوانى بِصمت و بَعدها أتكلمت:
_أنا مش فاهمه أيه مُشكلك مع عمى و حازم ؟..و أنتَ أصلًا غيرتك أسمك أزاى؟!…
جاوبتها بتسأل :
_هو أنتِ متعرفيش الحصل لخالتى؟!….
نفت براسها و الحيره باينه فى عيونها:
_لاء….الى أعرفه أن ماما فهمتها غلط عشان كده سامحت بابا و رجعو مع بعض تانى و غيرنا البيت من بَعدها
بصتلها بحيره و تَعجب أنا مش عارف مامتها عارفه الحقيقه كَمله ولا لاء …. لكن معنى أنها سامحته يعنى عرفتها…
سألتها بحيره:
_هو مين قالك كده ؟!…
_ماما….هى خالتك راحت فين و أنتَ ليه بقا أسمك آدم ؟…
سكت ثوانى و أنا محتار أنى أقولها و لا لاء إتنهدت بضيق و أنا مقرر أعرفها نص الحقيقه:
_خالتى أتوفت بعد ما مشيته بمده و وقتها رحت دار الأيتام و أتبنانى اللواء منصور المُرشدى و كتبنى على أسمه عشان أكمل مسيرته
كُنت شايف نظرات الأسى و الحُزن فى عنيها و كأن بنظرتها كانت بتطبط عليا حسيت أنى قد أيه غبى و ضيعتها من أيدى
إتكلمت بثقل و الندم هو عِنوان كلماتها:
_أنا فضلت كتير أوى مدايقه من نفسى عشان زعلتك و مسلمتش عليك قبل ما أمشى سيبتك فى أكتر وقت كُنت محتاجنى فيه ….بس أنا عايزه أسألك ….
كَملت بَعد ما بصت لعيونى ثوانى:
_هو أنتَ ليه كرهتنى أوى كده ؟…..إحنا الأتنين كُنا أطفال وقتها….
هزيت براسى بنفى و جوبتها:
_أنا عُمرى ما كرهتك و لا هكرهك
سألتنى تانى و أنا شايف طبقه من الدموع فى عنيها:
_طب ليه أذتنى كده؟!…ليه عَملت فيا كده؟….
كان هاين عليها أضمها ليا و أوسيها لكنِ خوفت من رد فِعلها جاوبت و أنا سايب قلبى هى البيتكلم و يخرج مشاعره:
_كُنت مُغفل فاكر أنى كده بجيب إنتقامى و بحميكى منه عقلى كان قانع نفسه أنه مُجرد إنتقام لكن قلبى مكنش بيقولى غير إنى علمت كده خوف عليكى فكرة أن حازم ممكن يَعمل فيكى زى ما بيعمل فى مرته مكُنتش قادر أتقبلها الخوف أتملكنى و مع تأكدى أنك بتركهينى كأدم و كرسلان مشوفتش غير أن ده الحَل الوحيد
نبست و عيونها فيها لمعه حُزن :
_أنا عُمرى ما كرهت رسلان… مقدرش أقول أنى كرهت آدم لأنى مبعرفش أكره لكنى مفضلش أن يفضل فى علاقه بينا لا بالخير ولا بالشر
فهمت المعنى من كلامها حسيت بنغزه فى قلبى بسبب رفضها ليا لكنى مقدرش أجبرها أو أغلطها عَندها حق فى كُل حاجه قالتها أخدت نفس عَميق و أنا بَبعد نظرانى عن عيوانها نظراتها بتخلينى عايز أدى نفسى بالج.زمه
أتكلمت و أنا بَبص قُصادى بشرود:
_متقلقيش أنا عُمرى ما هجبرك على حاجه أنا غلطت مره و مش هكررها تانى هخلص من الوضع ده و هعمل الى يريحك لكنِ مش هتنازل بأنى أشيل كُل ذره كُره فى قلبك من نحيه آدم هحاول أصلح كُل حاجه و مش هيأس هحاول عشان مش قادر أشوف النظرات دى فى عيونك حتى لو بَعدها هَبعد فا هَبعد و أنا مستريح
وقفت من مكانى و كَملت:
_أنا هَمشى لكنى عايزك تَعرفى أن عُمرى ما هسمح لأى حد أنا يأذيكى ….
*********
بَعد إسبوعين
_بكرا ه هنقوم بالعَمليه مش عايز ولا غَلطه فاهمين ؟…
الفريق جاوب كُله فى نفس الصوت
_فاهمين يا فندم
شاورتلهم بالخروج و أنا شايف عُمر بيقرب علي من بعيد :
_مش عارف ليه بس أنا مش مطمن للعمليه دى يا آدم
جاوبته بثبات و أنا باصص فى نُقطه و هميه:
_و أنا بقا واثق يا عُمر لأنى هحاول لحد أخر نفس فيا و هاخد حقى وحق خالتى الى ضاع هَدر أنا كان مُمكن أدخل فيها ستاتهم لكنى مش هعمل كده و هطلع أحسن منهم
ربت عُمر على كِتفى كدعم ليا :
_أنا بس خايف عليك
_عارف يا عُمر بس أنا مش هقدر أكمل حياتى و أنا شايفهم عايشين براحتهم عُثمان دلوقتى على الحديده خلاص مراته أخدت كُل حاجه و الصفقه دى أخر أمل ليه و أنا مش هضيع فرصه أنى أربط حبل المشنقه حولين رقبته زى ما خلى خالتى تِعمل فى نفسها أغتصبها بد.م بارد لمجرد بس أنها رفضته و لما طلعت حامل هددها أنه هيفضحها و خلاها تلزقها فى أخوه لمُجرد أنه خايف من مراته …..
قولت كلامى فى نفس واحد أخدت نفس عَميق و كَملت و أنا فى غصه عالقه جوايا :
_مش هقدر أكمل حياتى و أنا حاسس بالذنب لأنى مَعملتلهاش حاجه
_و أنا هَفضل فى ضهرك مهما حصل حتى لو حترمى نفسك فى النار هرمى نفسى وراك
ضربنى بكتفه فى نهاية كلامه و هو بيضحك فى مُحاوله لتخفيف و كَمل بحَزم:
_سياده اللواء أستعداك فى مكتبه
قلبت عينى بملل:
_هروح أخذ جلسه التأديب و أرجعلك
************
_لحد أمتى يا سياده الرائد
اتكلم اللواء بعصبيه و صوت عالى
أتنهد آدم بملل و أتكلم :
_لحد ما أجيب حقى
ضرب المكتب بغضب :
_أنسى …أنتَ دلوقتى آدم المُرشدى
أتكلم آدم بصوت عالى:
_لا مش هنسى أنا أسمى رسلان ده أصلى أنتَ أخدتنى من دار الأيتام بعد ما كنت فى مصحه نفسه ده هو أصلى و أساسى و مع ذلك متصرفتش بأى تصرف عدوانى احترمتك أنتَ و أمى أى حاجه تقولى عليها لاء مش بَعملها دخلت شرطه علشانك و علشان أكمل مسيرتك فا سبنى فى حالى لأنى مش هسيب حقى مهما حَصل …
أتنهد منصور بضيق بَعد ما سمع كلام آدم و قال بهدوء :
_ماشى نفذ أنتَ العمليه و جيب حقك و أنا هساعدك أنك تاخده لكن جوازتك دى تنتهى و تَبعد عنها و أنا هجوزك واحده تليق بعيله المُرشدى
زفرت بقله صبر منه و من كلامه جاوبته بحده:
_أنا هسمع كلامك فى كُل حاحه إلا دى جواز أو طلاقى دى حاجه أنا الى أقررها و لو أنتَ خايف على أسم العيله و شايفنى هجبلك العار فأنا مُستعد أنى أتخلى عن لقب المُرشدى
أستأذن منه آدم و هو سايبه تحت صدمته و غضبه ….
*********
كُنت قاعده فى أوضتى بصمت لسه منزلتش شغل تانى كان رأى آدم و بسبب خوفى من حازم وافقت دون إعتراض
من ساعت ما ماما عرفت أن آدم هو رسلان و هى سكته بطريقه غريبه مبقتش مُتعصبه زى الأول منه….
بصيت على السراحه و أنا شايفه جواباته فى الأسبوعين الفات كان كُل يوم يكتبلى رساله أعتزار و يفكرنى بمواقفنا و إحنا صُغيرين كُنت بشوفه و هو واقف بعربيته من بعيد محاولش يدخل فى مساحتى سابلى حُريتى لكن متأخر!…
أفتكرت كلام رقيه بَعد ما حكتلها
“أنا مقدرش أوقولك أبقى معاه ولا لاء لانك أصلًا مش عارفه مشاعرك من نحيته لكنى أقدر أقولك حاولى تسمحيه عشان زكرياتكم مع بعض كُل واحد بيغلط و بيتحاسب على ده و هو قالك أنه هيسيبك وهيفضل بيحاول يصلح….. كُنتِ دايما بتحكيلى عنه و أنك حاسه بالذنب ودى فرصتك ”
إتنهدت بإرهاق و أنا بقوم من مكانى لبست چاكت عليا و طلعت على السطح للمكان البتنفس فيه و كمان كُنت عايزه أشوف رسالته ليا إنهارده لانه بيسبهالى فوق
طلعت لقيت ظرف لونه روز على الترابيزه و عليه ستيكر أرنب
إبتسمت غصب عنى و أنا شايفه شكله اللطيف أخدته و أنا بَقعد على الكنبه الصغيره
“أنهارده حابب أعتذرك على أسوء ذكرى فى طفولتك ذكرت موت توتى الأرنب بتاعك أو صديقك التانى …..تَعرفى أنا كُنت بغيره منه عشان كُنتِ مشغوله بيه عَنى عُمرى ما هنسى دموعك و عياطيك بَعد ما شوفتى الحصله ….و فاكر برضه و سيتك أزاى ضميتك ليا و أنا بطبط على ضهرك و قولتلك هجبلك حقك مِنها …………هعترفلك بحاجه أنا الى وقعت مرات عمك من على السِلم و خليت رجليها تتكسر …..عُمرى ما كُنت عدوانى كده لكن عشان كُنت و مازلت مستعد أعمل أى حاجه “….
دموعى نزلت غصب عن و أنا بفتكر اليوم ده …..مرات عَمى عرفت أنى مربيه أرنب من ورا ماما سابتنى لحد ما كبرته و أخدته دب.حته قُصاد عينى كُنت خايفه أقول لماما تزعقلى و قتها عزمتنا على الغدا و ماما أجبرتنى أنى أكل
كُنت باكل و دموعى مش بتقف وقتها جريت و روحت لرسلان أشتكتله منهم كلهم و هو مقصرش ضمنى ليه بحنان و طبطب عليا حاول يواسينى بأى طريقه كان كُل يوم بيصحى بدرى عشان يودينى مدرستى الأول و هو بيكمل و يطلع على مدرسه …..
عيط بصوت لما أفتكرت شكل توتى كانت ذكره أليمه و من غير رحمه بالنسبالى….
و هِنا سمعت صوت غريب جى من بين الزرع بصيت بخوف و أنا مش شايفه كويس بسبب الضوء الخافت
قربت بخطوات مهزوزه و أنا مُتخيله أن هيطلعلى فار لكنى لقيت أرنب أبيض زى توتى بالظبط!….
حطيت أيدى على بوقى بصمه و دموعى بتناسب على وشى
قربت منه بخطوات ضعيفه بسبب التوتر
طبطت عليه و أنا بتكلم بصوت هامس
_توتى؟!…أنتَ جيبت هِنا أزاى؟….
_أنا جبته…
ألتفت لمصدر الصوت و كان هو واقف بإبتسامه لكنى كُنت حسه بحُزن فى عيونه قرب منى و قرفص عشان يبقا زى و طبطب على الأرنب
_أيه رأيك فى المُفاجأ؟…
بصيت فى عيونه و أنا دموعى بتنزل بصمت و لأول مره من ساعت ما قابلته أحس أن الى قُصادى رسلان ….كُنت عايزه أرمى نفسى فى حضنه و أشتكيله منه و من كُل حاجه تَعبانى
رفع أيده و مسح دموعى بلهفه بَعد ما لاحظ دموعى:
_بتعيطى ليه ؟!….أنا غلطت طيب؟….
مسك الأرنب و كَمل:
_لو مدايقك خلاص هاخده…
وقفته بسُرعه و أنا باخد الأرنب منه بِحده:
_لاء سيب توتى
لمحت إبتسامته لما لقى تمسكى بيه و قف و مسكنى من دراعى يوقفنى :
_أنا مش عايز أقرب منك و أديقك لكن تسمحيلى أقعد معاكى أنهارده بس؟….
كان فى نظراته حُزن عَميق بصتله بحيره ولكنى مشيت ورا قَلبى:
_ينفع
إبتسم بإتساع و هو بيقرب من الكنبه عشان يُقعد و أنا عَملت زيه وحطيت توتى فى حضنى ….
وجوده توتى معايا حسسنى أنى لسه طفله أفتكرت كُنت بروح أزى من المدرسه بلهفه عشان أقعد معاه …..
أتكلم بمرح و هو شايفنى حضنه توتى ليا و بطبطب عليه :
_عشان كده مكنتش عايزه أجيبه
أخده من حضنى تحت إعتراضى و نزله على الأرض و قَبل ما أعترض قال:
_متقلقيش أنا قفلت باب السطح
همهت ليه و بضيق و انا مربعه أيديا و سألته:
_أنتَ عايز أيه ؟….
بصلى بهدوء و قال بنبره كُلها ترجى:
_مُمكن تنسى كُل حاجه النهارده بس؟….
جعدت ما بين حواجبى بتعجب:
_إشمعنا؟!….
_بكرا إن شاء الله كُل حاجه هتخلص
تعجبى إزداد فا كَمل:
_ممكن منتكلمش فى تفاصيل بكرا هتخلصى منى ….فا مُمكن أنهادره نتعامل عل أننا هَنا و رسلان الصُغيرين
أتكلم تانى بطفولية مُصتنعه:
_و إنهارده رسلان زعلان و تَعبان و مِحتاج هنونه تواسيه زى زمان….
ضحكت غصبًا عنى على طريقته ….لكنى كشرت تانى لما فهمت مقصده:
_مينفعش يا رسلان أحكيلى و أنا هسمعك وانتَ قاعد مكانك
قرب منى و قال:
_هَنا أنا جوزك مش حد غريب
ربعت أيدى و أنا بتكلم بمراوغه:
_أنتَ مش قولتلى أنهارده أنسى كُل حاجه؟!….
قرصنى من خدى بُراحه و قال بإبتسامه:
_متشغليش دماغك الصُغيره دى عليا…
حط دماغه على رجلى بالغصب و مسك أيدى حطها فى شَعره زى ما كُنا بنَعمل و إحنا صُغيرين
إيدى بدأت تتحرك فى شعره بُراحه لا إراديًا طول عُمرى بَحب شعره
سمعت صوت تنفسه المُتعب و إتكلم :
_بُكرا ذكرى إنت..حار خالتى
ردت كلمته بتعجب وصدمه:
_إنت..حار؟!….
جاوبنى بهدوء لكن بنبره كُلها حُزن:
_حطت حَبل فى مصمار فى السقف و ربطته حوالين رقبتها
أيدى وقفت عن الحركه و الصدمه إحتلاتنى
رفع هو أيدى لإيدى ورجعها تانى لشعره:
_كَملى …. لمست أيدك الشئ الوحيد المُمكن يخفف عنى
سمعت كلامه و رجعت تانى إيدى لشعره و حركتها بحَنان
غمض عينه و هو بيتنفس بهدوء :
_بكرا كُل حاجه هترجع زى ما كانت و….
سالته بقلق من غير ما أعرف التفاصيل محبتش أضغط عليه:
_طب و أنتَ؟….هترجع تانى رسلان ؟….
طلع صوت بيدل على الرفض من بين شفايفه :
_معتقدتش بمُجرد ما بُكرا يتم هبقا أتخلصت من رسلان و قفلت بوابه الماضى المفروض انى هبقا آدم المُرشدى و بس
حسيت بضيق من كلامه أنا عايزه رسلان مش آدم عايزه الشخصيه الى معايا دلوقتى مش الشخص الى أجبرنى على الجواز…..
فضلت الصمت و كَملت تربيت على راسه بعد مُده أعتدل فى قعدته و بقا قاعد قصادى بالظبط مسك أيدى و طبع جوا كفى بوسه رقيقه :
_شُكرا
ضم أيدى بين كفوفه لدرجه أنها تكاد تكون مش ظهره:
_أيدك دى كانت بتطبط على قلبى مش على راسى
كَمل بترقب لإجابتى:
_مفيش أمل إنك تدينى فرصه؟….
إتنهدت بحيره و إرهاق و أنا بفتكر كلامه:
_الفرصه هتبقا لرسلان مش لآدم الى أتجوزنى غصب ….و أنتَ كده أتخليت عن رسلان
إتنهد بكآبه و طبع بوسه تانى على كفوفى:
_كُل شئ هيتحل بكرا …و أنا هَعمل الى تحبيه ….
**********
_حازم عَرف أن يحيى أخد مراته
إبتسمت بجانبيه و أنا بلبس لبس المُهمه مع عُمر
_كده أول حاجه تمت و أمه كمان أخدت الوراهم و القدامهم و مشيت
حطيت السلاح فى مكانه و كَملت:
_كده فاضل المؤبد عليهم
دخل اللواء منصور علينا و هو بيقول التعليمات بكُل حزم الكُل طلع و أنا فضلت فى الأخر قرب منى بجمود و طبطب على كتفى:
_أرجعلى بالسلامه يا آدم ….
رفعت أيدى على كفه:
_أدعيلى يا سيادة اللوا
************
بَعد ساعه من الإشتباك قدرنا نمسك عُثمان مُتلبس
قربت منه و أنا شايفه عمال يُزق العساكر و بيتكلم بجُمل مُعترضه و أول ما شافنى غضبه زاد:
_أنتَ عايز منى أيه؟…
وقفت قُصاد و جاوبت بكُل حقد:
_عايز أوريك العذاب الوان عايز أشوفك بتم.وت قُصادى
قربته منه و اتكلمت بنبره خافته:
_عايز أخد حق خديجه منك ….أنتَ مش فاكرنى؟…أنا رسلان أبن أختها
كانت عينه هتخرج من هول الصدمه عليه إبتسمت بُسخريه على مظهره و شاورت للعساكر أنهم يخدوه تحت إعتراضه
قرب منى عُمر بسُرعه و قال:
_حازم مش موجود يا آدم شكله مجاش أصلا…
بصتله بصدمه :
_أزاى يعنى مجاش؟!…
قاطعنا صوت تليفونى رن برقم غريب أو ما فتحته أستقبلنى صوت أنثوى غريب عليا:
_أستاذ آدم أنا رقيه صحبت هَنا هىطلعت تحيب حاجه و مرجعتش حاسه أن حازم السبب مش عارفه هو ولا لاء بس. شوفت حد شبه من ضهره….أنا مش عارفه أعمل أيه جبت رقمك من الحسابات و كلمتك عشان تتصرف

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليالي غامضه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى