رواية لهيب الهوى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شيماء الجندي
رواية لهيب الهوى البارت السادس والعشرون
رواية لهيب الهوى الجزء السادس والعشرون
رواية لهيب الهوى الحلقة السادسة والعشرون
“اعشقه !”
سارت على أطراف أصابعها فهي بعد أن عاندته رافضة تناول طعام الغداء معه شعرت بمدى حماقتها … هي تتضور جوعا وبالطبع طفلها معهاا !!! هو الآن يتحدث بالهاتف بالحديقة لتأكل بعض اللقيمات فقط تسد بها ذلك الجوع !!
ابتسمت حين لاحت تلك الذكرى ببالها .. حين كانت تفعلها مع والدها دوما وكان يراقبها إلى أن تنهي طعامها ثم يفاجئها بتواجده .. مطمئنا إياها بأحضانه الأبوية كان لايهمه مافعلته يكفيه أنها تناولت طعامها !!! ااااه أين هو الآن !!!! ليري ما يحدث لغاليته !!!!!!
اختفت ابتسامتها و أفاقت من شرودها تتجه إلى المبرد !! اندهشت حين وجدت تلك الأطعمة الشهية بانتظارها .. بدأت بتناول الأطعمة وهي لازالت داخل المبرد بسرعة و وشراهة هي نفسها اندهشت منها ثم توقف فمها عن مضغ الطعام حين وجدت الأضواء أنارت ما حولها …. بالطبع هو !! لقد أمسك بها بالجرم المشهود !!! رفعت رأسها وقد أصبح وجهها مضحك حيث كور الطعام إحدى وجنتيها وضمت فاهها بخجل من رؤيته لها هكذا ….
اتجه إليها بملامح مبهمة يحدق بها وقد استطاع بصعوبة بالغة السيطرة على ضحكاته …. ليقف أمامها مضيقا عينيه ينظر إلى لبنيتيها التي اتسعت كالطفلة حين تجرم وتنتظر عقاب أبيها !! ماذا يقول عنها الآن !! ماذا يدور بعقله !! هل أغضبه رؤيتها هكذا !! بالتأكيد فتلك الطريقة الهمجية بالتناول لا تروق لأحد !!! الآن يقول إنها خادعة !! أوهمته أنها لن تتناول الطعام !! وتسرقه !!!
وأخيرا !! اتجه يقف خلفها مباشرة يهمس بأذنها :
– طيب مش تنادي عليا !!
ثم رفع ذراعه يحتضنها إليه من خصرها يلصقها بصدره … ويده الأخرى أدار وجهها لتقابل عينيه الرمادية وهو يكمل حديثه وأطراف أصابعه تسير من وجنتها إلى رقبتها بلطف :
-ده أنا هموت من الجوع بسببك !!
ابتلعت ما بفمها بصعوبة ثم حدقت به بصمت تام وهي تشعر بالخجل يهشمها …تأمل تلك الورود أعلى وجنتيها ثم رفع عينيه إلى عينيها ينظر داخلها وقد تاهت الكلمات من فوق لسانه …. تأسره تلك اللبنيتين !! تجعله بحالة غريبة للغاية!!! يكاد يسفك الدماء من أجل نظرة رضا من داخلها !! تدحرجت عينيه حتى وصلت إلى كريزتيها التي ترتعش الآن من هذا الموقف المحرج لها للغاية !!
لم يشعر بنفسه سوى وهو يسيطر على تلك الارتعاشة بشفتيه يلتهمها بنهم وشغف وهو يدير جسدها إليه وشفتيه تكمل عزف أعلى وجنتيها ورقبتها المرمرية ..
رباااااه !!! كيف لذلك الرجل أن يتملكها هكذا !!! إنها حتى لاتقوى على دفعه أو إبعاده !! تريد ذلك القرب !! تريد شغفه الذي لا ينتهي !! تريد أن تستلقي داخل أحضانه الدافئة لينتهي خوفها !!! لتنتهي تلك المآساة التي تهدد عقشها !! رفعت ذراعيها تحيط عنقه بقوة ثم دفنت وجهها بعنقه وهي ترفع يدها الصغيرة إلى رأسه تقبض على خصلاته برفق والأخرى تداعب بها نهاية رأسه وتلك الخصلات الحريرية !!!
اندهش في بادئ الأمر من فعلتها لقد ظن مقاومة… غضب…. تذمر !!! أما تلك الأنفاس اللاهبة التي تضرب بشرته لتحرقها بلا هوادة !!! لقد صدمته بفعلتها لكنه وضع يده أعلى رأسها يدفعها إليه أكثر يضمها إلى صدره مقبلا خصلاتها !!! تأوهت من ذلك الشعور ليسمعها تهمس له :
– عايزه أغمض عيني و أفتحها ألاقي كل حاجة خلصت … و نرجع زي الأول !!! أنا بحبك أوي يا أيهم !!! انت مش زيهم صح !!!!
أوجعته تلك النبرة التي تحدثت بها !!! تلك الطفلة أصبحت تخشى جميع الأشياء من حولها !!! حتى هو !!!! تخشى الفقدان !!! تخشى البعد ! أصبح أبسط أمانيها أحضان دافئة تتلقاها حين تحزن !!! لقد اشتاقت لذلك الدفءبأحضانه الذي أفقدها إياه بتسرعه وغضبه الغير مبرر .. ليهمس لها وهو يقبل وجنتها بدفء:
-أنا اللي بموت فيكي يارنيم !! أوعدك هنفذلك اللي إنتي عاوزاه !!!
ثم باغتها بإمساك خصرها يرفعها أعلى الرخام لتجلس ثم أخرج ما كانت تأكل منه وبدأ بالتناول مثلها بيده !!!! اتسعت عينيها لتقول بخجل:
– أنا كنت جعانة و ..وآ آآ!!!
وضع الطعام بفمها وهو يهمس لها :
-إنتي تعملي اللي إنتي عايزاه !!!
أسبلت عينيها بخجل وقد سيطرت تلك الابتسامة العاشقة على شفتيها لتزين وجهها وليلتها !!!!
-***-
أفاقت باكرا لتتسع عينيها حين وجدت أنها على تلك الأريكة داخل أحضانه وهو ينام على جانبه لتتمكن هي من فرد جسدها داخل أحضانه!!! نظرت إلى يده التي وضعها أعلى بطنها والأخرى يضمها من خصرها إليه ويحبس جسدها بإحدى ساقيه ليكبلها بدفئه !!!
ابتسمت على الفور وهي ترفع يدها تداعب ذقنه المشذبة بأطراف أصابعها برفق للغاية حتى لايفيق ظلت تحدق به لحظات ثم رفعت يدها أعلى وجنته ووضعت قبلة صغيرة أعلى الوجنة الأخرى ثم أخرى وأخرى إلى أن وضعت إحداها بجانب شفتيه التي أصبحت كالخمور لها !! تسكرها وتسلبها إلى عالم آخر !! وأخيرا وصلت إلى شفتيه لتنظر إلى عينيه المغلقتين بتردد ثم عضت علي شفتيها بخجل واقتربت إلى أن لامست شفتيه الدافئة بكرزيتيها تقبله برقة لتشهق بعنف حين أدار جسدها بلمح البصر يعتليها بجسده ليتناول هو شفتيها يبثها شغفه وعشقه بتلك القبلة التي يودعها إياها طالت قبلته وهي تحيط عنقه وقد شعر بابتسامتها لينهال على شفتيها وعنقها ووجنتيها بقبلاته تحولت أنفاسهم إلى لهاث كاد أن يتعمق بقبلاته لكن تلك الطرقات المزعجة شنجت جسده وأوقفته فجأه …. !!!!
اعتدل عنها يزيح خصلاته إلى الخلف بقلق …. وهو يعلم جيدا من الطارق !!! ارتفعت الطرقات لتنتفض فزعة تتشبث بذراعه لينظر إليها بهدوء ببادئ الأمر اتسعت عيناه حين وجد تلك النظرات الهلعة المرتعبة تتراقص بمقلتيها ، لتهبط أنظاره يتفقد ذلك الرداء الصغير الذي ترتديه وقد كشف معالم جسدها الأنثوية بسخاء فهو بالكاد يصل إلى منتصف فخديها !!!
استقام بجسده لتقف معه ملتصقه به … احتضنها مقبلا وجنتها ثم قال بهدوء :
– روحي البسي حاجة وتعالي متخافيش !! ولو حابة ماتطلعيش خلاص خليكي جوا !!!
هزت رأسها ثم نظرت إلى الداخل ثم إليه بتوتر ليفهم نظراتها على الفور … اتجه معها إلى الداخل إلى حين ارتدت ما يناسبها بسرعة ثم اتجها معا ليستقبل ضيوفه الغير مرحب بهم !!!!!
انطلق العم إلى الداخل وهو يصيح بوجههم بهمجية:
-قصر أيه اللي هتبيعه يا أيهم انت اتجنتت !!! البت دي لحست عقلك خلاص !!!
أنهى كلماته وهو يشير إلى تلك التي تتشبث بذراعه بخوف حين وجدت ذلك القذر الملقب بابن عمها يدلف إلى الداخل وكأنه من أصحاب المكان !!!!
ابتسمت بسخرية هي لا تريد تركه بمفرده بينهم !!! وهي من تتوارى بظهره برعب جلي !!!
توقفت أنفاسها حين شعرت بتشنج جسده وهو يهدر كلماته التحذيرية بغضب لمن يصطفون أمامه يلتهموهم بغضب:
– إياك تغلط فيها !!! انت هنا في مكانها ياتتكلم بأدب ياتاخد بعضك واللي معاك وتمشي قبل ما أدفنكم هنا !!!
اتسعت أعين الجميع من حديثه لينظر إليه عمه بتوتر حين لاقى تلك النظرات المهلكة من أعين ابن أخيه ليقول بغضب ساحقا أسنانه بعنف:
– أنا عايز أفهم يعني أيه تبيع القصر وفين حقي من كل ده !!!
صاح أيهم غاضبا بعنف:
– حقك !!! حقك ده أيه ياابو حق !!! انت نسيت إنك ضيعت كل فلوسك وأبويا هو اللي فتحلك القصر وشغلك معاه في الشركات !!! عشان تخونه وبعدها تقتل ابنه شهاااب !!!!
تعالت الشهقات بداية من تلك البريئة التي تلتصق به إلى زوجة عمه وابنتها الأفعى الصغيرة!!! ليكمل وقد بدأت نظراته الهادئة تتحول إلى قاتلة مهلكة لتتحول عيناه إلى لونها الداكن !!!
– ومش بس كده لا !!! القذارة بالوراثة عندكم !! بنتك تتفق مع الكلب اللي بينام معاها عشان تقتلني !! وتساعد الكلب ده إنه يدخل بيتي وأنا مش موجود عشان يقتل ابني !!!
– قصدك ابن شهاب !! اللي حليت في عينك مراته وطمعت فيها وخونته !!!
اتسعت أعين “سيف” الذي وصل لتوه !! ليتجه إلى “أيهم” الذي كاد أن يهجم على ذلك القذر المسمى بـ “ناصف” وهو لايدري شيئا عن الإنصاف !!!! لكن أيديها الصغيرة التي تشبثت به برعب منعته عن التقدم ليلقيها “سيف” بنظرات تحذيرية من تركه وهو يقول :
– اسمع ياكلب انت انت آخر واحد يتكلم عن الخيانة !!! أمال لو مكنتش قتلت عمك ومراته ونهبت ميراث بنت عمك انت والكلب اللي خلفك !!!
اتسعت أعينها وبدأت دموعها بالهبوط حين بدأت تلك الحقائق بالظهور لتستمع إليه يقول بجرأة:
– أيوه قتلته عشان خاطرها !! ولو رجع بيا الزمن هعملها تاني !!!
ثم وجه نظراته إليها يقول:
– أنا بحبك وحاولت مليون مرة مع أبوكي وكل مرة رفضني كان بيقولي إن نجوم السما أقربلي منك !!! مكنش عندي حل غير إني أخلص منه عشان أوصلك !!! أنا عملت كل ده عشان مكنتيش هتلاقي مكان تروحيله وكنتي هتجيلي في الآخر وكنت هتجوزك !!! أنا بحبك يارآآآآه !!!!
صاح متألما حين ركله ذلك الغاضب بمعدته ليرتد إلى الحائط خلفه بقوة كاد أن يكمل لكن أيديها جذبته إليها وهي تصيح من بين شهقااتها بعد تلك الاعترافات اللعينة !!
– سيبه يا أيهم عشان خاطري !!! متسبنيش !! ماتسبنيييش !!
انتفض جسدها برعب وتحول وجهها إلى اللون الأحمر القاني أغرقت الدموع وجهها ليحيط جسدها دافنا إياها بأحضانه وقد ارتص أفراد الحراسة من حولهم بعد إشارة من “سيف” !!!
ليتحول المكان إلى أشبه بساحة المعركة لم تخلو من نظرات الكره والحقد والغضب والخوف والعشق وإلى الآن كان هو المنتصر !!
وقف العم “سليم الرفاعي” ينظر إليهم بغضب وهو يقول بسخرية:
– بقولك أيه يا أيهم خلصني مفيش بيع للقصر أما حكاية القتل دي انت معندكش أي إثبات عليها !! والشغل أنا كده كده هعمل مشروع قريب مع ناصف!!!!
ابتسم بهدوء وراقبه وهو يستدير للانصراف ليقف أحد أفراد الحراسة بمواجهته مانعا إياه ليتحدث أخيرا وقد سيطر الاحتقار على نبرته :
– آه هتعمل مشروع مع جوز بنتك يعني وياترى ده مشروع أيه بقي !!!
اتسعت أعين الجميع ليلتفت إليه “سليم” بسخرية يقول :
-جوز بنتي أيه يا أيهم !!! انت اتجننت !!! اناآآ!!!
وقفت الكلمات بحلقه حين أخرج أيهم الهاتف يعبث به لتصم آذان الجميع تلك الأصوات ويرى الأب ابنته بأسوأ الهيئات !!! اتسعت أعينه وهو يرى تلك المشاهد المخزية الخادشة للحياء لابنته وذلك الذي لم يشاركه بالجرائم فقط بل شاركه غصبا بابنته !!!
احتقن وجهه بالدماء وهو ينظر إلى الهاتف ثم إلى ابنته التي سالت دموع الندم ولأول مرة على وجهها تهز رأسها بالسلب تحاول أن تنفي ما يراه !!!
ليستمعا إلى صوته الساخر يقول:
– معلش أصل غلك عماك ونسيت تربيها !!
لم يتحمل تلك الكلمات ليشهر سلاحه بوجهه فجأة صرخت “رنيم” برعب وهي تتشبث به أكثر وأكثر وقد بدأت تشعر بذلك الدوار يداهمها لتتفاجأ بإشهار “ناصف” لسلاحه وهو يقول :
-سيبلي أنا الشرف ده ياسليم !!!
بدأ الدوار يداهمها لتستمع إلى صوت الرصاصات يدوي وهي تذهب إلى عالم آخر حيث بدأت تلك السحابة السوداء تغيم على المكان لتغمض عينيها مستسلمة لها وهي على يقين أنها سوف تفقده لا محالة كما فقدت الجميع !!!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لهيب الهوى)