روايات

رواية لهيب الهوى الفصل الرابع 4 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى الفصل الرابع 4 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى الجزء الرابع

رواية لهيب الهوى البارت الرابع

لهيب الهوى
لهيب الهوى

رواية لهيب الهوى الحلقة الرابعة

“الوصيه ” 🌸
أنهى حمامه بشرود لازال عقله يفكر بما حدث ومن غضبها وصراخها بوجهه حين هم ليحملها إلى غرفتها أصرت على الهبوط بمفردها رغم تلك التأوهات التي كانت تكتمها جعلته بأسوأ حالات غضبه لأول مرة يحمل امرأة عنوة ….
لأول مرة تخرج تلك الأفعال البربرية منه تجاه امرأة ، ابتسم حين تذكر ردات فعلها المتمردة الغريبة ارتدى سرواله فقط وخرج إلى شرفته التي تجاور شرفتها ينظر بشرود أمامه
Flash back
أوقف سيارته وترجل منها ليجدها تفتح بابها بغضب وتحاول الهبوط اتجه إليها واقترب ليحملها لتصرخ بوجهه:
-ابعد عني ..أنا مش عايزة منك حاااجة !!
اندهش من هجومها عليه ولم يكن وحده المندهش بل “سيف” أخيه الذي وقف يراقب ما يحدث بأعين متسعة هبطت من السيارة وهي تحاول الوقوف بصمود داعية داخلها ألا تحتاج إلى ذلك الفظ أبداا بدأت المشي ببطء ليتابعها بأعين غاضبة لأفعالها المتهورة لازالت لاتتعلم من أخطائها .. نظر”سيف” إليها واقترب منها بهدوء يردد :
– رنيم خليني أنا أساعدك طيب .. مش هتقدري تتحركي النهاردة ؟!
نظرت إليه بتردد ثم صمتت محاولة أن تكمل خطواتها ليقترب منها ممسكا ذراعها لتنظر إليه بغضب فقال :
-هسندك بس متقلقيش …
طمأنتها كلماته لتنظر بطرف عينيها إلى ذلك الوحش الذي كان يتهمها منذ دقائق أنها تغوي أخيه .. فوجدته يغلي كالمرجل لم تبالي واستندت إلى “سيف” ممسكة يده ابتسم لها “سيف” بهدوء واتجه معها بضع خطوات ليراها بلحظة طائرة بالهواء تصرخ وهي محمولة فوق كتف أخيه ..اتسعت أعين “سيف” باندهاش لأول مرة يرى أخيه يعامل امرأة هكذا .. كما أن رأسها تسقط خلف ظهره وهي لازالت لم تتعافى استمع إلى حديثها الساخط تقول:
-نزلني أيه اللي بتعمله ده يابني آدم أنت…اااااه رااااسي!!
اتجه “سيف” إليه يقول:
-أيهم راسها مخبوطة فيها ماينفعش كده !!
نظر “أيهم” إليه نظرات نارية يقول بصوت أجش :
-إحنا مش هنمشي علي مشيتها دي أنا مش فاضي وهي اللي رفضت مساعدات أنت مش شايف تصرفاتها المجنونة !
ثم صاح بها :
-نفس كمان وهكمل على باقي عضمك بنفسي … !!
اتسعت لبنيتاها بهلع وتساقطت دمعاتها تصرخ بغضب :
-أنا بكرهككك …ياااسيف خليه يسيبني عشان خاااااطري !
أثارت أعصابه حين استنجدت بأخيه ليصيح بها بعد أن عدل وضعيتها لتصبح بين ذراعيه :
-إنتي مابتفهميش قولتلك ولا نفس !!
ارتعدت من نظراته النارية ورماديتيه التي تحولت إلى اللون القاتم لتنظر له بغضب صامت ثم أشاحت وجهها عنه تماما …. اندهش “سيف” من عصبيته المبالغ بها معها لكنه آثر الصمت عله يفهم مايدور …
ظهرت “صافي” أمامهم تنظر إليها بغضب وسخط ثم حاولت التظاهر بالقلق تقول:
-أيه ده أيه اللي حصلها !!
نظرت لها “رنيم” باحتقار ثم أشاحت بنظراتها عنها هي الأخرى ..تقول بصوت خفيض:
-كانت نقصاكي إنتي كمان !!
استمع إليها كلا من “سيف” و”أيهم” لكنهم سيطرا على ملامحمهم حتي لا تلاحظ “صافي” وتفتك بهاا.. واصل “أيهم” سيره وهو يقول باقتضاب:
-حادثة صغيرة !
اتسعت أعينها باندهاش مصطنع تقول:
-أية يعني إنتي فعلا دمرتي عربية أيهم الجديدة أنا مصدقتش السوشيال ميديا قولت أكيد كدب !! إنتي إزاي كده !!
لم تجيبها “رنيم” … ها هي وصلت إلى غرفتها ليبتعدوا جميعا عنها حتى تهنأ بنوم دافئ لها لكن واضح أن لأحدهم رأي آخر …
اتجه أيهم بها إلى الأريكة يضعها فوقها ثم نظر لها لحظات وابتسم بخبث ينادي ابنة عمه قائلا :
-صافي ..عاوز منك حاجة !
انفرجت أسارير الأخرى على الفور واتجهت إليه مسرعة تقول :
-طبعا يا أيهم قول …!!
لتقلق “رنيم” من نظراته الموجهة إليها بخبث وتتسع عيناها حين استمعت إلى قوله :
-عاوزك تساعدي رنيم تغير وتاخد شاور ..لأن زي مانتي شايفة محدش فينا هيقدر يساعدها غيرك …!!
اتسعت أعين “رنيم” وكادت أن ترفض لكن سبقتها “صافي” تقول :
-ايييييه ..أنا أساعد دي !!
اشتعلت أعين “رنيم” تصيح بها:
-أنا اللي مش عاوزة واحدة زيك في أوضتي ..إنتي أيه دخلك هناااا!!
اتسعت أعين “سيف” ليزمجر “أيهم” على الفور ويقول:
-أنا كلامي واضح مفيش حد فينا يقدر يساعدها غيرك … وإنتي يارنيم عدي يومك معايا ..كفايا أوي اللي عملتيه طول اليوم !! يلا ياسيف !!
خرجا معا ليتركها مع تلك الأفعى ولا يعلم ما سوف تؤول إليه الأمور …..
Back
أفاق من شروده والتفت ينظر إلى شرفتها ليجد ضوء الغرفة الخافت لايزال مشتعل اندهش هو لم يرى ذلك من قبل … دائما ماتطفئ أنوراها لتخلد إلى النوم .. هل لازالت متيقظة إلى الآن .. رن هاتفه لينظر إليه باندهاش ثم اتجه إليه ليجيب بحاجبين معقودين :
-مين معايا !!….أيوه أنا….. أيييه !!! أنت إزاي مابلغتنيش بده وأنا في المستشفى !!
اتجه مسرعا إلى غرفتها ليطرق الباب…ولم يجد إجابة ، لم ينتظر كثيرا ليندفع إلى الداخل مسرعا ، ليجدها متكورة أعلى الأريكة ترتعش بقوة ، اندهش حين وجدها ترتدي بورنص الحمام خاصتها اتجه إليها يقول باندهاش ..
-انتي مغيرتيش لحد دلوقت !!
فتحت عيناها بارهاق تنظر إليه ثم أغلقتها ثانية بتعب واضح هبط إلى مستواها جاثيا علي ركبتيه يقول بقلق :
-رنيم … إنتي بردانة !!
أومأت بالإجابة رفعها بين ذراعيه على الفور متجها بها إلى فراشها يدسها بين الأغطية ثم رفع هاتفه يجري مكالمة سريعة مبتعدا عنها خطوات ، نظرت إليه بارهاق واضح ثم أغمضت عينيها لتجده حضر بعد قليل من الوقت مستكشفا جبهتها التي شعرت أنها تحترق ثم ابتعد عنها بعض الوقت ليعود لها مرة ثالثة لكنه وضع شيء أعلى رأسها تشنجت ملامحها وعقدت حاجبيها برقه شعرت به يرفع جسدها قليلا ثم أراحها أعلى شيء ما مرة أخرى وعاد يفعل لها الكمادات ..ذهبت بنوم عميق تاركة إياه يسعفها ….
جلس خلفها بقلق ساندا ظهرها إلى صدره محاولا تخفيض حرارتها بجسده فعل لها الكمادات طوال ساعات الليل ، وبعد فترة ليست وجيزة وجد حرارتها هبطت بالفعل بدأ جسدها بالهدوء أراح جسدها فوق الفراش ثم دثرها بالاغطية جيدا معدلا من وضعيتها حتي لايتأذى ذراعها ثم تركها لتنعم بنوم هادئ بعض الشيء …..
كاد أن يخرج من الغرفة لكن صوت بكاء الرضيعة أوقفه متشنجاا ..ماذا يفعل الآن ..كيف يوقظها وهي بتلك الحالة ..!!..
اتجه إلى غرفة الأطفال ثم توجه إلى الرضيعة التي ما إن وجدته يطل عليها في مهدها حتى هدأت من صراخها قليلا تنظر إليه بلبنيتيها التي ورثتها عن أمها ، ثم رمشت عدة مرات ترفع يديها بالهواء بطلب صريح منها ليحملها ..
مد يديه إليها رافعا إياها إلى أحضانه مبتسما لتلك الجميلة الصغيرة ليجدها تكف تماما عن البكاء تعبث بيدها الصغيرة بخصلاته المتمردة ، ومن الواضع أنها اتفقت مع أمها على عدم تركه ليرتاح أبداا ك ،اد أن يعيدها إلى مكانها حين هدأت تماما ، لكنها صرخت غاضبة وكادت تبكي مرة أخرى .. ليعيدها إلى صدره متنهدا يقول بأرق واضح هامسا لها وهو يعقد حاجبيه :
-بس بس ..واضح إنك مش واخدة منها عنيها بس .. لا كمان عندها وعياطهااا!!
ابتسمت له الصغيرة تحرك يدها علي ذقنه بخجل ..ليهدأ غضبه ويبتسم لها محتضنا إياها متجها إلى تلك الأريكة بغرفة رنيم يجلس فوقها محتضنا تلك الصغيرة لعل سلطان النوم يزورها … وبالفعل زارها لكن ليس وحدهااا ….
-***-
فتحت لبنيتيها ترمش لحظات قبل أن تتأوه قليلا حين حاولت الاعتدال ..لازال الألم يفتك برأسها بل وجسدها كله … انزلت ساقيها أرضا لتجد أنها لازالت ترتدي رداء الحمام القصير ضيقت عينيها محاولة تذكر ماحدث وكيف آلت الأمور إلى ذلك معها ..لتظهر تلك الإبتسامة علي وجهها حين تذكرت أنها هددت “صافي” بسكين الفاكهة لترتعد الأخرى وتفر مسرعة من أمامها ..لكن اختفت تلك الإبتسامة حين تذكرت هتاف الأخيرة أثناء خروجها أنها بالفعل مكانها ليس هنا بل بمشفى الأمراض العقلية ….
أغمضت عينيها تتذكر ذلك اليوم حين دخلت إلى ذلك المكان مخدرة بعد أن حقنها عمها بإبرة مخدر ليسهل دخولها إلى هناك دون جلبة… تجمعت الدموع بعينيها حين تذكرت كيف صرخت أنها ليست بمجنونة وأنها تريد الخروج لن تعود إلى قصرها لكن لتخرج فقط .. تذكرت مقايضة عمها لها بخروجها مقابل تنازلها عن أموال والديها … وكيف أخلف وعده معها واهما الجميع أن قواها العقلية ليست على مايرام لم تكن لتتوقع مدى خبثه هو وابنه …
هبطت دمعاتها مغلقة عينيها بقوة وكأنها توقف سيل الذكريات … وبالفعل أتتها النجدة حين استمعت إلى ضحكات صغيرتها قريبة منها اندهشت وفتحت عينيها مسرعة مسلطة لبنيتيها على مصدر الصوت ثم وقفت متجة إلى الأريكة بأعين متسعة …رضيعتها أعلى الأريكة محاطة بألعاب غريب الشكل عليها .. كيف وصلت إلى هنا هل دخلت المربية الجناح بدون علمها !!كيف لها أن تترك الفتاة هكذا ! …اتسعت لبنيتيها حين تذكرت ومضات من أحداث أمس ، هو اسعفهااا واعتنى بالطفلة !!!
اتجهت إلى حمامها لتنعش جسدها ثم اتجهت إلى غرفة ملابسها ..لأول مرة منذ 5 أشهر تشعر أنها تريد انتقاء ملابسها فكانت أيامها السالفة غير مهندمة بالمرة بل عشوائية إلى درجة كبيرة اتجهت إلى ذلك الفستان اللبني القصير بعض الشيء حيث يصل إلى منتصف فخذيها البضتين يضيق من بداية صدرها إلى نهاية خاصرتها بأكمام من قماش الشيفون الرقيق..
ارتدته ثم اتجهت إلى المرآة تلملم خصلاتها بشكل عشوائي للغاية زادتها جمالا ونعومة حيث سقطت بعض الخصلات أعلى أكتافها مرورا بعنقها المرمري نظرت ببعض الضيق حين وجدت تلك العلامات أعلى رأسها وبعنقها لتضع إحدى الضمادات فوقهم … و توجهت إلى طفلتها الصغيرة تحملها بهدوء لتصدر الطفلة ضحكات رنانة مرحبة بأحضان أمها تمرمغ رأسها بعنقها وكأنها تعلن عن إعجابها بها ابتسمت لها رنيم ثم قبلتها أعلى وجنتيها الممتلئتين ثم انصرفت لترى ابنها الآخر ابتسمت حين وجدته لازال مستغرقا بنومه ..وقفت تتأمله لحظات لتجد مربيته وصلت لتوها ..ألقت عليها تحذيراتها بعدم ازعاج الطفل وأن تجهزه فور استيقاظه وتحضره إليها …
احتضنت ابنتها بحرص ناظرة إلى ذراعها الآخر المكسور ثم ولت بها إلى الدرج ..كادت أن تهبط لكنها استمعت إلى صوت “سيف” يقول :
-أيه ده قمرات القصر متجمعين مع بعض !!
ابتسمت رنيم لمجاملته اللطيفة ليقترب “سيف” متناولا منها ابنة أخيه إلى أحضانه مقبلا إياها بمرح لتضحك الطفلة بسعادة بالغة ابتسمت “رنيم” لها بدفء وضحك “سيف” وقال وهو يهبط معها :
-إنتي عارفة إني حبيتها هي وعمرأوي ..!!
ابتسمت إليه “رنيم” وأجابته بهدوء:
– وهما حبوكم أوي ..جوان مش بتضحك لأي حد خلي بالك ..!
ابتسم “سيف” ثم قبل الطفلة أعلى جبينها بهدوء يقول بعفوية:
-عارفه أنا كان نفسي في بنت جدااا ..بس ربنا أراد أن البيبي ده يبقى ولد …
نظرت له “رنيم” بابتسامة هادئه تقول:
-المرة دي ولد والجاية بنت إن شاء الله ….!!
اتسعت أعين “سيف” يقول:
-لااا جاية أيه ..كفايه أوي دي ريماس طلعت عيني !!
ضحكت “رنيم” علي عفويته وقالت :
-معلش هي فترة الحمل بتبقى صعبة كده .. بس أول مايجي البيبي هتنسى كل ده !!
ابتسم لها “سيف” يقول :
-أتمنى ده فعلاا ..علي العموم أنا عندي جوان اهي بنتي الكبيرة ..!!
نظرت “رنيم” إلى ابنتها التي تداعب أزرار قميص عمها بمرح طفولي ثم ابتسمت بحزن لاحظها “سيف” وقال:
-آسف مكنش قصدي أضايقك !!
تنهدت “رنيم” وقالت بحزن :
-أنت مقولتش حاجة غلط ياسيف .. دي حاجة تفرحني .. !!
أراح الطفلة على صدره ثم وقف نهاية الدرج مواجها لها يقول :
-كلنا كنا متعلقين بشهاب مش إنتي بس يارنيم !!
تجمعت الدمعات بمقلتيها تقول :
-عارفة عشان كده بعذر أيهم في تصرفاته معايا .. !!
ثم التفتت إلى غرفة مكتبه تقول :
-معلش يا سيف ممكن تخلي جوان معاك دقايق وجاية !!
أومأ بالموافقة على الفور وقال :
-أكيد أنا هروح بيها الجنينة وإنتي حصلينا !!إنتي داخله لأيهم !!
أومأت له بابتسامة هادئة تقول بخجل :
-أنا زودتها معاه امبارح هروح أعتذرله !! وأشكره على اللي عمله مع جوان امبارح وأنا محمومة !!
نظر لها سيف باندهاش :
-هو أيهم رجعلك بعد ماسبناكي مع صافي !!
أومأت بالموافقة ثم قالت:
-أيوه عشان كده حابة أشكره !!
ابتسم لها سيف بدوره وقال:
-برافوا عليكي يارنيم ..يلا أنا هسبقك أنا وجوجو قلب عمها !!
ثم اتجه إلى الجنينة وهو يدعو أن يمر الأمر بسلام …
اتجهت إلى غرفة المكتب تطرق الباب بهدوء ، لتسمع صوته الصارم يسمح لها بالدخول ويبدو أنه اعتقدها الخادمة ،فتحت الباب .. وياليتها لم تفعل … إذ بها تجد الأفعى “صافي” ترتدي تلك الملابس الكاشفة لأغلب مفاتنها تلتصق به أثناء إمضائه بعض الأوراق .. لم تستطع منع نظرات الاحتقار التي انهالت من لبنيتيها موجهة إلى تلك الأفعى .. لتلاقيها “صافي” بنظرات حاقدة تنظر إلى ثوبها بغضب ثم صاحت غاضبة بحقد :
-إنتي هتصورينا ماتقولي جاية ليه !!
رفع “أيهم” نظراته حين وصلت إلى أنفه تلك الرائحة التي انعشت خلاياه مندهشا من توبيخ “صافي” .. ليفهم على الفور حين وجدها تقف أمامه تزيح خصلاتها الحريرية خلف أذنها تتوجه إليه بنظرات هادئة نوعا ما ..
نظر”أيهم” إليها ثم جابت رماديتيه ذلك الرداء الذي ارتدته ..لأول مره يلحظ لون عينيها المميز هكذا .. هل أبرزه ذلك الفستان الرقيق الذي ناسب قوامها الممشوق يرسم جسدها أم بسبب بعض الإعياء الظاهرعلي محياها بعض الشيء لاحظت “صافي” نظرات “أيهم” إليها ليزداد الغضب داخلها لتتجه إلى “رنيم” ممسكة ذراعها تقول بغضب :
-أيه اللي إنتي لابساه ده .. أيوه طبعا عرفتي إن فيه ضيوف جايين قولتي أبدأ أستغل الفرصة !!
اتسعت أعين “رنيم” من كلماتها الحادة تنظر لها بأعين متسعة ألجمتها الصدمة عن الحديث لتكمل الأخرى مستغلة صمتها :
-بقولك أيه إحنا مستحملين عمايلك المجنونة لكن توصل إنك تحاولي تغري الرجالة وهنا في القصر ده لاااا !!
لايعلم لما تصاعد الغضب بداخله … هل ارتدت هكذا بالفعل لتغوي الضيوف القادمين …هل هكذا فتنت أخيه …وهل أتت إليه الآن لتفعل المثل معه ؟؟!!!.. نظر لها بغضب شديد حين وصل تفكيره إلى تلك النقطة بالتحديد هل عاونها وسهر بجانبها طوال الليل ليكون ذلك رد الجميل له … أفاق على صوت “رنيم” المرتفع تحاول إزاحة أظافر “صافي” عن كدماتها ..حاولت الابتعاد لكن الأخرى استغلت ضعفها وعلتها غارسة أظافرها بقوة لتصيح “رنيم” :
-ابعدي عني ياحيوانة انتيييييي !!
ابتعدت بالفعل لكن بعد أن صاح بها “أيهم” غاضباا يقول:
-كفاااايه كده .. أيه اللي بتعملوه ده !!
ثم اتجه إلى “رنيم” يلقيها بنظرات محتقرة وهو يقول بصوت رعدي غاضب :
-اطلعي برة ياصااافي !!
ارتعدت الأخيرة من نبرته لكنها ابتسمت بشيطانية حين وجدت نظراته النارية موجهة إلى تلك الضعيفة التي اتخذتها غريمة لها بلا سبب … هي علي علم جيدا بعنف ابن عمها ، ومدي حساسيته بتلك المسأله خصيصااا اتجهت إلى الخارج مسرعة بعد أن أشعلت الحريق فيما بينهم….
-***-
علي الجانب الآخر …..
وقف “سيف”يداعب وجنه ابنه أخيه التي تكركر ضاحكه بين بين وهو يبتسم لها ويضاحكها
بلطف بمعاونته زوجته التي جلست بجانبه تغرق الطفله بقبلاتها وابتسامتها اللطيفه تستمع إلي
همسه اللطيف بأذنها :
– ياريتني كنت جوان دلوقت !!
ابتسمت له بخجل وهي تلكزه بتوتر بكوعها هامسه :
– سيف اتلم ..
نظر لها وهو يتأوه من لكزتها قائلا :
– اتلم اكتر من كده مش كفايه الدكتور بتاعك عليا ؟!!
عضت علي شفتيها واتسعت عينيها حين ارتفعت نبرته ونظرت اليه بتحذير تهمس :
– سيف لم نفسككك …
كاد أن يجيبها بعبث لكن انقطعت كلماته حين لمح ابنه عمه تخرج من المكتب وتلك البسمه تُزين ثغرها ، من يعرف “صافي” جيدا يعلم أن تلك البسمه تخفي كارثه ما تنبه عقله إلي تواجد زوجه
أخيه بالداخل لينظرإلي زوجته ويهمس بتوجس فور أن تبدلت ملامحه للقلق يقول :
– إيه ده صافي طالعه من المكتب ليه هي كانت جوا عند أيهم ؟؟!!
هزت ” ريماس” كتفيها بعلامه لامبالاه وقالت باندهاش :
– مش فاهمه واحنا مالنا ده يضايقك في ايه ؟؟!!
عقد حاجبيه وهو يقول بتلقائيه :
– رنيم لسه داخله وأنتِ عارفه صافي ؟؟!
عقدت حاحبيها وقالت بغضب طفيف :
– مش ملاحظ أنك مهتم زياده عن اللزوم بـرنيم ؟؟!!
رفع “سيف” حاجبه الأيسر وأردف بإندهاش :
– ريماس أنتِ غيرانه من رنيييم ؟؟!!
تأففت بغضب وقالت بقلق :
– وماغيرش ليه أنت مش شايف اهتمامك بيها وبولادها شكله ايه ؟؟! وبعدين هي صغيره وحلوه وانا دلوقت حامل وشكلي بقي وحش ..
رفرت أنفاسها وهب تطالع ملامحه الجامده بتوتر لتجده اخيرا يقول بلوم :
– وأنا عيني فارغه وهبص لمرات أخويا الميت مش كده ؟؟ أنتِ مش شايفه معامله أيهم ليها ؟؟!! مش شايفه أن البيت كله بيعاديها بدون سبب ؟؟ رغم أنها في حالها ؟؟ أنا عشان بهتم بولاد
اخويا اللي مايعرفوش حاجه عن ابوهم و واتحرموا منه بدري أبقي عيني علي أمهم ؟؟ مكنتش
أعرف ان ثقتك فيا مهزوزه كده ؟
زفرت “ريماس” بغضب وهر تراقب انصرافه الغاضب بالطفله يعطيها للخادمه ثم اغمضت
عينيها تهمس لحالها :
– منك لله ياصافي أنا ايه يخليني اسمع كلامك بس ؟؟!!
فتحت عينيها علي وسعها حين اسمعت إلي تلك الصرخه المدويه من تلك التي أتخذتها غريمه لها بلاداعي لتهرع خلف زوجها إلي مصدر الصرخات …..
-***-
عوده إلي غرفه المكتب ذات الأجواء المشتعله ….
اندهشت “رنيم” من نظراته هل يلومها هي عل تصرفات تلك الرعناء؟؟!! ، ثم نظرت إلى ذلك الأثر الذي تركته الأفعى أعلى يدها بحزن ..وماذا تنتظر هل كانت تنتظر ردعه إلى تلك الأفعى المسماة ابنه عمه من أجلها هي … !!!!
اتسعت لبنيتيها بخوف حين أمسك بها من ذراعيها ضاغطا عليها بقوة مقربا إياها منه موزعا نظراته على جسدها الضئيل نسبة إليه ينظر لها برماديتيه القاسيتين …..
-إنتي فاكرة إني عملت كده امبارح عشان معجب بيكي مثلااا …أنا عملت كده شفقة عليكي مش أكتر …إنتي ولا حاجة ولو كنت أطول أقتلك بأيدي كنت عملتها … عارفة كنت بتمنى أيه وانتي فالمستشفي امبارح .. ؟؟!! إني أخلص منك …!!
اتسعت عيناها بهلع تنظر إليه بخوف ومن لا يهاب ذلك القاسي حاد الطباع ؟؟!! أكانت تريد شكره على معروفه صنيعه بالأمس ؟؟!! ليته لم يفعل ليته تركها تحترق حتى تلفظ أنفاسها وترتاح من جحيمهم الأبدي … أكمل مزمجرا بغضب:
– أيه تخيلتي إني ضعيف عشان سكتلك علي جنانك .. أنا ساكت عشان عارف كويس إنتي مكانك الصح فين .. بس إنتي صح انتي مكنش ينفع تطلعي من هناك وأنا بقي هرجعك بأيدي عشان اطمن إنهم مش هيسيبوا مجنونة زيك تاني … !!
هبطت دموعها تحرق وجنتيها البضتين تنظر له بخوف واضح ارتعش جسدها من تهديده الغاضب وهو لايدرك رعبها من ذلك المكان حاولت التملص من بين يديه برعب بدأت تتملص منه بحركات هستيرية خائفه ليظنها تدعي ذلك مما دفعه للتشبث بها غاضبا وهو يزأر بصوته العنيف :
-فاكرة إني هصدق الحركتين دول ….كام مرة أقولك أنا مش زيهم .. مش هصدقك أبداااا …أنتِ حشرة لو حبيت أمحيها هعمل كده …. فاكرة إنك ممكن تغريني أنتِ ولا حاجة … النهارده هتكوني في مكانك الصح !!
ارتعدت بشدة وضعت يدها أعلى أذنيها تصدها .. لا تريد سماع كلماته السامة لا تريد إعادة تلك الفترة القاسية .. لا تريد تلك الكهرباء التي صُعقت بها بذلك المكان أغمضت عينيها تبكي بقهر تاركة شهقاتها ترتفع دموعها تحرق وجنتيها لتصرخ بخوف ..تنادي بأعلى صوتها :
-شهااااب ..شهااااب !!
ساءت حالتها بالفعل بين يديه وجد جسدها ينتفض ترتعش فجأه بين يديه القاسيتين بخوف تهتف بأخيه بذعر واضح ……
تركها بقلق طفيف وقد توتر حين رأي جديه الأمر تصل إلي ذاك الحد معها ؟؟!! لتسقط أرضا على الفور ..انفتح الباب و تجمع أفراد العائلة على صريخها .. اتجه إليها سيف مسرعاا محاولا إيقاف صريخها ..عادت إلى الخلف ترتعد بخوف ، ارتفع فستانها القصير إلى الأعلى وساءت حالتها لتتسع أعين “سليم” ينظر إلى جسدها مشدوه من فتنتها ومن سوء حظه لاحظه “سيف” على الفور ليتجه إليها محاولا تهدئتها يقول بمهاوده :
-رنيم ده أنا متخافيش .. تعالي معايا !!
ظلت تبكي وتتمتم بتلك الكلمات الغريبة وتقول بخوف :
-كهرباا.. مش هرجع … سيبوني … بلااااش !!
اقترب “سيف” منها ممسكا ذراعها المليئ بالكدمات لاحظ أنها حديثه لتوها … ليجدها تبكي برعب واضح أعينها جاحظة بخوف .. ليُمسك يديها محاولا فك تشنجها وهو يصيح ب “أيهم” :
-أنت عملت أيه يا بني آدم أنت … كل ده عشان جاية تعتذرلك وتشكرك!!
ظل يهمس لها بكلمات مطمئنة وأنه لن يأخذها أحد إلى أي مكان أمسك طرف فستانها جاذبا إياه
إلى أسفل يغطي ما ظهر من جسدها ليجد جسدها ارتخى على الفور .. !!!
عقد “أيهم” حاجبيه ناظرا إلى أخيه يقول باستنكار :
-مين دي اللي جاية تعتذر … أنت معترفش ..آآآ !!
قطع حديثه حين هب “سيف” واقفا بعد أن أسندها إلى الأريكة يصيح بغضب ..
-أنا متخيلتش إن هتوصل بيك لكده ..إزاي توصلها لحالة الانهيار دي ..ياريتني كنت منعتها تدخلك يا أخي ….. اسمع أنت ناسي إن دي مرات شهاب … مهما كان كرهك ليها متعملش فيها كده … النهارده هنفتح الوصية وبعدها أنا هرجعها شقة شهاب بنفسي … أرحم لها من القصر الملعون ده !!
كاد أن يهبط بجسده إليها ليرفعها عن الأريكة ويصلها إلي غرفتها لكن امتدت يد “أيهم” تمنعه وهو ينظر إليه بغضب ..
-لحد ماتتفتح الوصية ..ملكش دعوه بيها !!
ثم اتجه إليها يحملها بين ذراعيه صاعدا بها إلى الأعلى بخطوات سريعة وقد بدى شعور الندم يؤرقه بعض الشيء دخل بها إلى جناحها يضعها داخل الفراش …..
-***-
حل الليل على القصر الهادئ جاذبا معه أحداث تقلب الموازين وتغير مستقبل جميع ساكنيه .. حيث انفتحت وصية “شهاب” وانفتحت أبواب من النيران لم تنغلق أبداا
حيث كان نصها “أوصي أنا شهاب بدر الدين الرفاعي وأنا بكامل قواي العقلية أن تنتقل تلك الوصية إلى أفراد أسرتي فور إتمام خمسة أشهر على وفاتي وبنودها كالتالي :
أولا :- أن تنتقل رئاسه شركاتي إلى زوجتي “رنيم فهد الزيني” بعد أن يتم تدريبها علي يد “أيهم بدر الدين الرفاعي” أخي غيرالشقيق ..
ثانيا :- وبصفتي رئيس مجلس إدارة شركات الرفاعي .. قررت أن ينتقل منصبي إلى نائبي ومدير الشركات “سيف بدر الدين الرفاعي” ….
ثالثا :- أن تنتقل وصاية أبنائي إلى أخي “أيهم بدر الدين الرفاعي” وذلك فور عقد قرانه على “رنيم فهد الزيني” وألا يتم أيا من تلك الأمورالسابقة سوى بعد إتمام زواجهم ….
رابعا :- يتم تقسيم باقي المؤسسات والعقارات حسب الشرع والقانون دون خلل …
اتسعت أعين الجميع واشتعلت قلوبهم ليقف ذلك العم الأهوج علي الفور يصيح :
-لا ده شهاب قعدته مع المجنونة جننته …. أيوه اتجنن وأنا مش موافق على حرف في الوصية دي .. يعني أيه تمسك الشركات هي …. يعني أيه اللي بيحصل ده . آآآ!!
صمت على الفور حين وجد “أيهم” يقف ثائراً يصيح بصرامه :
-خلي بالك من كلامك .. إوعي تنسي بتتكلم عن مين !!
وقفت “صافي” تساند أبيها صائحة بغل وحقد :
-يعني أيه ..أنت موافق تتجوز الكلبة دي ..ده أنا مقبلش أشغلها خدااامة عندي …. !!
هب “سيف” واقفا يصيح :
-أنا كام مرة أحذرك متتكلميش عنها ….!!
وقفت زوجة عمه تصيح بغضب :
-جرا أيه ياسيف ..أنت محموق ليه عشان عينك كانت عليها وهتروح لأخوك !!
اتسعت أعينه يصيح بها :
-إنتي بتقولي أيه … عيني من مين !! رنيممم!! هو عشان مقبلتش ظلمها يبقى عيني عليها …!! روحي شوفي مين كانت عينه هتطلع عليها فعلااا !!
استقام “أيهم” معتدلا يركل الطاولة بقدمه صائحا بغضب :
-كفاااااياااااااااا … مش عايز أي صوت حواليااااا …. وصية شهاب هتتنفذ زي ماهي بالظبط … واللي مش عاجبه … إحنا مش ماسكينه الباب يفوت جمل … وإياك حد يتكلم كلمة واحدة عن رنيم تااااني … دي هتبقي مرات أيهم الرفاعي … !!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لهيب الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى