روايات

رواية لهيب الهوى الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى البارت الخامس والعشرون

رواية لهيب الهوى الجزء الخامس والعشرون

لهيب الهوى
لهيب الهوى

رواية لهيب الهوى الحلقة الخامسة والعشرون

“غاليتي ج2 ”
تأكد من نوم الصغيرين ثم اتجه إليها وهي مستلقية فوق الفراش وقد غفت من أثر الدواء عليها … جلس بهدوء بجانبها يراقبها بصمت تام وقد زينت ثغره تلك البسمة الهادئة … ذلك الشعور بالسلام الذي أصبح يستمده من وجودها المشرق بحياته لا يضاهيه شعور آخر ….
تلك النومة الملائكية التي تمتلكها فاتنته تغنيه عن العالم بأكمله تشعره بكماله … اتسعت ابتسامته حين تذكر تذمرها وغضبها بالمشفى منه … حتي بغضبها امتلك قلبه كيف لها أن تمتلكه هكذا …. تقلباتها المزاجية تروق له للغاية …. تنهد بهدوء وهو يهمس بجانبها مداعبا خصلاتها الحريرية برفق :
– لو كان حصلك حاجة كنت هعمل أيه بس !! وقفتي قلبي !!
أفاقت علي تلك الأشعة الشمسية التي اقتحمت غرفتها لتقلق تلك الأميرة من نومها … فتحت عينيها ثم رمشت عدة لحظات تستوعب أنها ليست بمفردها … لقد ظنت أنه سوف يغادر فور إيصالها لكنه هنا !! بجانبها…. بملابسه .. رباه… لقد غفا وهو بجانبها ..
حاولت الاستقامة فجأة لتتأوه بصوت مرتفع حين شعرت بألم بمناطق متفرقة من جسدها … من الواضح أن الارتطام ترك العديد من الكدمات !! وضعت يدها أعلى فمها وكادت أن تحاول مرة أخرى .. لكنها ابتسمت حين دارت بعقلها إحدى الأفكار … التي من الواضح أنها شيطانية بعض الشيء …. صاحت بغضب بعد أن تمكنت من رسم الألم على ملامحها :
-أيهم !!! ايهمممممممم!!!
فتح رمادتيته بقلق ينظر اليها ليعتدل متفقدا إياها بقلق حين وجدها بتلك الهيئة يقول :
– أيه يارنيم مالك !! في أيه !
حدقت به لحظات وإلى هيئته الملهوفة القلقة .. ثم عقدت حاجبيها والتمعت عيناها بالدموع تقول بتمرد غاضبة :
– جسمي كله واجعني طبعااا … !!
اندهش من أسلوبها الهجومي معه وكأنه المتسبب في ألمها لكنه اهتم لوجعها وأجابها :
-طبيعي إنتي مأخدتيش الدوا لسه … !!
أنهى كلماته وهو يتثاءب ثم فرك خصلاته بكسل معتدلا يجلس فوق الفراش وهو يحاول فرد عضلات جسده المتيبسة… كل ذلك تحت نظراتها التي كانت تلتهمه تارة بغضب وتارة بوله شديد … تأففت بغضب تقول بصوت مسموع :
– وهاخده إمتى الدوا !! وبعدين أنا جعانة !!!
عقد حاجبيه لحظات ثم قال وهو ينظر إليها مبتسما :
-الفطار دقايق ويجهز ياروحي … والدوا الممرضة دلوقت هتيجي عشان مايحصلش لخبطة في المواعيد كمان … أي أوامر تاني !!!
عقدت حاجبيها تقول بحزن :
-انت بتتريق عليا!!
رفع أحد حاجبيه يردف بنفاذ صبر :
-عاوزاني أعملك أيه يارنيم .. الممرضه فعلا على وصول مش ذنبها إن حضرتك صحيتي بدري يعني … والفطار الشغالين هيحضروه دلوقت .. !!
أدمعت عيناها من أسلوبه الذي اعتبرته هجومي ساخر منها .. ثم أعطته ظهرها بصمت تام وبدأت دموعها بالهبوط تباعا … شعر بتلك النيران تتأجج بصدره فور أن تحولت حالتها هكذا … ليتنهد بهدوء هاتفا باسمها برفق … وبالطبع لم تجبه !!!!
ابتسم بمكر رافعا أحد حاجبيه ثم بلمح البصر وضع أحد ذراعيه أسفل خصرها والآخر أسفل ركبتيها حاملا إياها ثم استقام بوقفته وهو يستمع إلى صرخاتها الغاضبة المتمردة على فعلته …. متجها بها ناحية الشرفة المطلة على حديقة المرسم .. باعدا إياها قليلا عن أحضانه محتفظا بملامحه الباردة !!!
اتسعت لبنيتاها بهلع ثم بدأت بالركل خوفا من إلقائه لها … بالطبع لقد مل … يريد أن يتخلص منها … لا يريد طفل منها !! كان يغشها بحديثه المعسول ليقتلها الآن صاحت بخوف حين وصل عقلها إلى تلك التحليلات !!
-أيهم آسفة مش هعمل كده تاني !!! بلاش ترمينييي!!!
لحظاات أرعبتها لتجد نفسها فوق تلك الأريكة الصغيرة المميزة بشرفتهم …. أجلسها وضحكاته الرجولية لاتنقطع شردت بتلك البهجة التي ارتسمت على جميع ملامحه متناسية تماما ما كانت تفكر به منذ لحظات أثنى إحدى ركبتيه ليجلس أرضا مقابلا لها …
لم تشعر بيدها وهي تتحرك إلى إحدى وجنتيه تتمتم بخفوت عاشق :
-ضحكتك حلوه أوي … ياريت تبقي كده على طول !!!
أمسك يدها وهو يستعيد أنفاسه ثم وضه قبلة هادئة بباطنها يهمس لها :
– مبقتش كده غير علي إيدك يارنيم !!! إنتي رجعتيلي حياتي .. عشان كده بتضايق لما ثقتك فيا بتروح !!
تنهد ثم أغمض عينيه بحزن يتابع:
-عارفة يارنيم إحنا مشكلتنا أيه !! ثقة !!!
عقدت حاجبيها وكادت أن تعارضه لكنه وضع إصبعه أعلى فمها وتابع بحزن :
-أنا عارف إنك مريتي بظروف صعبة !! محدش يستحملها .. عارف عيلتك كانت عندك أيه !! بس إنتي اللي متعرفيش حاجات كتير يارنيم …. ومش هقدر أشرح دلوقت … خليكي واثقة فيا وأنا أوعدك إني لو مجبتش حقك وحق عيلتك … هختفي من حياتك مش هتشوفيني تاني !!!
تعالت خفقات قلبها برعب حين نطق تلك الكلمات الأخيرة ماذا !!!! لن تراه !!!! عن أي ترهات يتحدث !!! حسنا هي أصبحت ثقتها مهزوزة بعض الشيء لكن ذلك لا يمنع أنها تحبه !! بل تعشقه !!! بل تموت بدونه !!!! نكست رأسها بحزن ثم أجابته :
-هتعاقبني يعني !!
عقد حاجبيه مضيقا عينيه يحاول استيعاب ماقالت … لبجيب باندهاش !
– أعاقبك !!
رفعت لبنيتيها التي أصبحت تموج بالغضب من حديثه ومن تهديده بالترك !! ومن كل الأشياء … نظر داخل عينيها باندهاش من تلك المشاعر التي قرأها بها !!!! لتصيح بوجهه غاضبة من عدم فهمه لها :
– أيوه طبعاا عقاب !! انت لو مكاني كنت هتعمل أكتر من كده ولا ناسي معاملتك ليااا قبل الجواز !!! ورغم إني سألتك واكدتلي ده !! أنا بموت كل يوم من ساعة ماعرفت مش قادرة أصدق إن انت تعمل كده !!! مش قادرة أبعد عنك !!! لكن انت سهل تبعد وسهل تسيبني بالأيام ومتشوفنيش …. وجاي تكلمني عن الثقة !!!! وكمان تقولي هختفي من حياتك !!! اتفضل اختفي انت حر أنا مش عايزاااك !!!!
وقفت من جلستها ثم مرت من جانبه واتجهت إلى الداخل وهو يكاد يجزم أنها على وشك قتله !!! هل تلك الصغيرة تحمل بداخلها تلك الشحنات الغاضبة تجاهه .. !! وقف باستقامة ثم رفع هاتفه مجيبا على المتصل مرددا بهدوء !!
-حلو أوي ابعتلي بقى الفيديو !!!
أغلق هاتفه يبتسم بهدوء:
-أوعدك كل ده هيخلص بكره يارنيم !!! أوعدك هتغيري كل تفكيرك !!!
-***-
جلست تلك الشمطاء المسماة بممرضة لكنها لم تكن سوى فتاة شديدة الجمال ترتدي تنورة قصيرة وقميص ضيق قصير للغاية .. كل ذلك لا يهمها … المهم أن تلك الساقطة لم تبعد عينيها عنه !!! هو جالس بجانبها ينهي أعماله على حاسوبه الشخصي … يرتدي أحد التيشرتات القطنية التي رسمت عضلات جزعه العلوي المنحوت ببراعة وتلك الحية تحاول إبراز وجودها بإلقاء تعليمات طبيه عليها وهي تغير على جرحها .. لن تقدر على تحمل أكثر من ذلك قاطعت سيل نظرات الإعجاب وهي تصيح بالفتاة:
-حاااسبي … إيدك تقيلة… !!!!
ثم نفضت يدها عنها تزجرها بنظراتها الحامية!!! لترى الفتاه ذلك اللهيب المتصاعد من عينيها ..فابتلعت رمقها تنظر إليها بتوتر وقالت:
– آاسفة يا آنسة !!
– آنسة!!!! لا أنا مدام !!! جوزي قدامك أهوه !!!!
قالت كلماتها وهي تلقيها بنظراتها التحذيرية الغاضبة … لتشعر الفتاة بالقلق من كلماتها !!! ونظراتها التي كادت تحرقهاااا !!! وقفت باستقامة تبتعد عنها وهي تلملم أشيائها أسفل نظراتها الحارقة ونظراته المتسلية …
نظرت الفتاة تجاهه لتجد ابتسامة يحاول مواراتها لتظن أنها من أجلها فاقتربت منه بخيلاء … وقالت بميوعة زائدة !!
– أنا كده خلصت النهارده !! هاجي بكره تاني أكيد … آآ !!
– لا مفيش داعي تشرفينا تاني !!!
كانت تلك الكلمات مندفعة بالطبع منها بعد أن شعرت بالعجز لولا مرضها لوقفت الآن تجذبها من خصلاتها وتلقيها خارجا …..
رفعت الفتاة أحد حاجبيها بتحدي ثم نظرت إلى “أيهم” مرة أخرى تقول بتساؤل زائف …
– في نفس المعاد مش كده !!
اتسعت أعين “رنيم” وكادت أن تنهرها لتجاهلها إياها وبالفعل اعتدلت … ليقف “أيهم” بعد أن طال صمته وقال بصوت حاد قاطع :
-أظن المدام قالت مفيش داعي ولا أيه هتغيريلها عليه بالعافية !!
اتسعت أعين الفتاة من أسلوبه وحاولت أن تعدل الموقف فهو منذ قليل كان يبتسم لهاا كما تظن !!!! لتهمس برقة:
– لا طبعا بس إحنا متعودين المرضى بيبقوا متضاآآ!!
قاطعها رافعا يده بوجهها وقد أصبحت ملامحه جادة غاضبه لتتوتر على الفور من هيئته التي بدت مرعبة … نظرت “رنيم” إليه بقلق هي اختبرت تلك النظرات من قبل … اختبرت همجيته وغضبه الشرس ذلك … لتتنفس الصعداء حين سمعته يقول بعد أن أغلق عينيه جازا على أسنانه بغضب ….
-تاخدي بعضك وتطلعي من هنا فورا وتنسي إنك جيتي هنا !! ولا نضايفك هنا لحد بكره بمعرفتنا !!!
فهمت علة الفور مغزى كلماته !!! واندفعت إلى الخارج دون أن تنبس بحرف آخر وهي تكاد تجزم أن ذلك الرجل يمتلك هيبة بمجرد كلمات نطقهاا !!!
نظرت إليها “رنيم” وهي تبتسم بانتصار تراقبها وهي تتجه إلى الخارج برعب .. ثم محت ابتسامتها حين اتجه إليها يجلس بجانبها يهمس أمام شفتيها بمكر:
– طردتها عشان وجعتك ياروحي !!!
لم تلاحظ ذلك المكر لتنطق بعفوية :
– وجعتني أيه !!! انت مشوفتش بصتلك إزاي !!!
الآن فقط قرأت نظرات التسلية تلك وهو يهمس لها بابتسامة متسعة !!
– بصت إزاي !!
أزاحت يده عنها بغضب تصيح به وهي تعقد حاجبيها تلقيه بسهام غضبها :
– أيهم ماتحاولش تضايقني في النقطة دي بالذااات !!! انت مشوفتش غيرتي شكلهاااا أيه لحد دلوقت !!!!
اقترب أكثر من تلك الكريزتين ثم فاجأها بشفتيه التي التهمت شفتيها بنهم انتفض جسدها مرتعشا حين لامسها بشفتيه هي كانت تشتاق إلى ذلك الشعور … تشتاق إليه لكن كبريائها وقف حائل بينهما ، أحاط خصرها بقوة ويده الأخرى خلف رأسها يقربها منه … وقد شعر بانقطاع أنفاسها بعد أن التهمها لدقائق … يريد المزيد !!
يريد أن يحظى بلحظات معها كالسابق …. يريد أن يحظى بذلك الجسد وتلك الكريزتين تهمس له بعشقها الخالص التي كانت تبثه له بخجل …!! و آه من خجلها !!! وتورد تلك الوجنتين بحمرة الخجل !!! طال صمته معها وطال تأمله لملامحها عن كثب … التقطت أنفاسها بصعوبة وهي تشيح بنظراتها عنه تزيح خصلاتها بأصابع متوترة تنظر إلى الأرض وقد أصبحت وجنتيها بحالة اشتعال كاملة وكأنها أولى لمساته لها !!! ابتسم لذلك الشعور الذي تمنحه إياه بلا أدنى مجهود منها !!! ليهمس لها مقاطعا صمتها الخجول قائلا :
– اممم يعني لسه بتحبيني وبتغيري عليا وعايزاني !!!!!
رفعت لبنيتيها تلقيه بنظرات شرسة لتقول بغضب :
-لا طبعا !!!
ثم عقدت ذراعيها أسفل صدرها تنظر بالاتجاه البعيد عنه كالأطفال تماما !!!!! كيف لتلك الطفلة أن تمتلك روح أخري داخل احشائها !!! كيف لها أن تنجب لمرتها الثانية !! وعلى ذكر الإنجاب وضع يده أعلى بطنها مبتسما بشرود … عضت على شفتيها حين لامس باطنها بلطف … يعجبها ذلك الشعور … يشعرها بالغبطة شغفه بها وبقطعة صغيرة لم تولد بعد !!! لم تشعر بتلك الابتسامة التي ارتسمت علي شفتيها برفق من شروده ذلك …. استمعا فقط لأصوات تنفسهما الهادئ …..
نظر إليها بأعين متسعة وهو يقول :
– الفطار !!! دقايق ويجهز !!!
عقدت حاجبيها تقول :
– انت رايح فين !! هو مفيش حد يحضره !!!
صاح وهو يدخل إلى الداخل:
– لا مشيتهم !!!
ليعود إليها وهي تنظر إليه ببلاهة لتقول متذمرة:
– تمشيهم ليه في وقت زي ده مين هيعمل الفطار دلوقت !!!
باغتها بحملها وقال لها بابتسامة ساخرة:
– أنا وإنتي ياروحي !!!
اتجه إلى ذلك المطبخ وهي تصيح بجميع الكلمات المتذمرة الغاضبة ليضعها أعلى الرخام ثم بدأ رحلة بحثه عن معدات الطعام !!! كانت ببداية الأمر صامتة تتابع بشماتة بحثه لكن تغلب قلبها عليها ليرق لحاله وبدأت ترشده بوجه عابس للغاية !!! سرعان ماتحول عبوسها لابتسامات … ثم إلى ضحكات متبادلة بينهم !!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لهيب الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى