روايات

رواية لهيب الهوى الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى البارت الثالث والعشرون

رواية لهيب الهوى الجزء الثالث والعشرون

لهيب الهوى
لهيب الهوى

رواية لهيب الهوى الحلقة الثالثة والعشرون

“تشتت ”
نظرت إلى رضيعها الذي يجلس مداعبا شقيقته بالاريكة الخلفيه ثم ابتسمت بهدوء وهي تزيح خصلاتها حابسة أنفاسها حين تعالى رنين هاتفها معلنا عن مكالمة هاتفية منه …. هي بالأساس كانت تنتظر ذلك لتبدأ برد الصاع صاعين له كما يقال … هل ظنوها لقمة سائغة كلا منهم يدهسها ويعبر !

رفضت المكالمة بيد ترتعش .. اندهشت هل تخشاه إلى الآن … لقد شنت حربها … لتثأر لكرامتها اذا .. وضعت الهاتف على وضع الصامت … و ألقته بإهمال على الكرسي بجانبها ثم تأكدت من أمان رضيعها بالخلف .. واعتدلت تقود السيارة نحو طريقها المعبأ بالضباب … لكنها اعتادت تلك الطرقات … ألم يقولوا التجربة خير مُعلم !

انطلقت وقد حددت وجهتها جيدااا تعلم من أين تبدأ … أوقفت السيارة ثم نظرت تجاه المربية التي اصطحبتها بطريقها… تلقي إليها تعليماتها المشددة ثم ترجلت من سيارتها واتجهت إلى شركات زوجها الأول “شهااب” …. والتي أصبحت ملكها هي الآن بعد أن نفذت الوصية كما أراد … انطلقت إلى الداخل وقد جذبت جميع الأنظار إليها وكيف يغضون الأنظار عن تلك الفاتنة التي تزداد أنوثة وبهاء بمرور الوقت … لقد تعمدت ارتداء ذلك الفستان القصير الأسود الذي بالكاد يصل إلى فوق ركبتيها الذي طالما أغضبه منها … هي لم تحضر إلى هنا منذ فترة … كانت تتابع معظم الأعمال من منزلها لأمانها كما أراد زوجها العزيز !

وقفت بالأسانسير وهي تعدل من خصلاتها تلقي نظرة رضا عن هيئتها وقد أصبحت عيناها الجميلتان تشع إصرارا لم تكن عليه من قبل .. ابتسمت بهدوء حين انفتح الباب معلنا عن وصولها إلى طابقها … انطلقت تدب الأرض بكعبها وهي تسير باعتدال في الرواق انتبه جميع من حولها لزيارتها المفاجئة تلك بالرغم من تواجد رب عملهم …

اندهشت حين لم تجد مساعدتها بمكتبها لتدخل إلى مكتبها وقد نوت طلبها وتوبيخها…. لكن تواجده عقد لسانها .. هي لم تراه منذ يومين .. بعد معركتهم تلك … تجنبته تماما رافضة جميع الطرق للحديث تهيئ نفسها لما تفعله … استمعت إلى صوته الغاضب الذي على ما يبدو أنه من أجل فعلتها بأخد الرضيع دون علمه بإحدى الحيل …. ابتسمت لإثارة غضبه قبل أن يقشعر بدنها من هيئته حين التفت يحدق بها بشراسة مغلقا الهاتف وهو يقول :

– خلاص متعملش حاجة …

ثم اندفع إليها يقول غاضبا:

– إحنا مش اتفقنا مش هتيجي جنب عمر… لما إنتي عايزه تاخديه ماقولتيش ليه قبلها … إزاي تروحي تكدبي على الأمن .. بتستغلي أوامري ليهم إنك تدخلي ف أي وقت … أنا فعلا غلطان … الولد فين !!

ظلت تحدق بثورته بهدوء ثم اتجهت إلى الأريكة لتجلس .. أسفل أنظاره … لتوه أدرك أنها ترتدي أكثر الثياب التي تغضبه … للتو أدرك أن العديد والعديد رآها بتلك الهيئة صاح بها غاضبا :

-إنتي أيه اللي مهبباه ده … !!!

جلست ببرود تحدق به للحظات ثم ابتسمت بهدوء وهي تقول :

– أولا مش ذنبي إنك عملت اتفاق مع واحدة مجنونة … ثانيا عمر ابني أنااا واخده في أي وقت أنا عاوزاه فيه … ثالثا ياريت تحسن ألفاظك أنا اللي المفروض أسأل بتعمل أيه في شركاتي وأنا مش موجودة !!

اندهش من كلماتها تلك لكنه نظر إليها لحظات ليظن أنها تفعل ذلك غضبا من كلماته وتحاول إغضابه لتنال بثأرها منه فقط … تأفف بغضب ثم اتجه إليها يقول محاولا تهدئة نفسه حتى لا يغضبها أكثر من ذلك … هو نادم وبشدة على جرحها بتلك الكلمة .. لكن عدم ثقتها به بعد كل
تلك المعاناة أغضبته للغاية .. لم يرى أمامه فانطلقت تلك الكلمات دون ارادته …

-رنيم أنا عارف إن مكنش ينفع أقول.آآآ !

وقفت فجأة بغضب تمنع استرساله بالحديث وهي تقول بحزم :

– أنا مش جايه أسألك عن رأيك في جنوني وعقلي أنا جايه عشان هقابل المحامي وياريت تتفضل تشوف شغلك وتسيبني أرجع شركات بابا اللي وقعتها … أنا بقولك عشان ماتسمعش من بره !!

ضيق عينيه باندهاش من تلك الطريقة التي ذكرته بعهدها السابق معه قبل زواجه منها … نظر إليها لحظات يراقب شرارات الغضب التي انبعثت من عينيها له .. لقد عنفها بما يكفي تلك النظرات التي تتهمه بها تقتله …

أدرك أن غضبه الآن سوف يجعلها تبتعد أكثر وتهرب منه … ومن الواضح أنها تحاول استفزازه بملابسها وأسلوبها.. ألا يكفيه حربه من أجل سلامتها .. لقد أوقعه عنفه معها بشباك غضبها … ماجت عيناه بالغضب لحظات ثم وضع يديه بجيوبه ووقف باعتدال ناظرا إليها ببرود يقول:

-كنت متوقع إنك هتشتري الشركات بس خلي بالك عشان كده هتبنيها من جديد تقريبا …

عقدت حاجبيها مندهشة من أسلوبه الغريب ثم حاولت إثارة غضبه لتقول ببرود:

-ياريت تخليك في حالك أنا مطلبتش رأيك !!

جز على أسنانه ساحقا إياها كادت أن تبتسم حين وجدته هكذا يشتعل أمامها لكن أصعقها رده حين اقترب منها يتلمس ذراعيها العارييتين برفق يهمس بهدوء:

-و أنا بثق في شغلك يارنيم … ومتأكد إنك هترجعيها أحسن من الأول..

حدقت به كالبلهاء لحظات قبل أن تعقد حاجبيها متأففة من بروده تتحرك بغضب ناحية المرحاض وهو تُتمتم بكلمات مُبهمه الملحق بمكتبها .. ابتسم بهدوء قبل أن يدلف أخيه “سيف” قائلا باندهاش :

-غريبة بتعمل أيه هناا مش متخانق مع رنيم !!

أشار إليه بالصمت بغضب ثم اقترب منه يهمس له:

-سيف رنيم أخدت عمر النهارده .. وجايه هتتكلم مع المحامي عشان موضوع الشركات … انت لازم تتصرف وتوقفها .. الكلب ناصف أكيد لف عليها .. أنا مش عايزهم يستغلوها لو أخدوا منها مليم واحد أنا مش بعيد أقتلهم …

نظر إليه سيف بهدوء ثم قال بحزن هامسا له :

– لسه مقولتلهاش حاجة عن الحادثة !

تنهد بهدوء قائلا ..

– مش هينفع أتكلم … رنيم لو عرفت هتتعامل عادي معايا مش هتعرف تمثل لكن طول مانا بلعب بالكلب ناصف ده ومحسسه إنه بيعرف كل حاجة عني وعنها وسهل يوقع بينا … الموضوع هيمشي زي م آآآ !

قطع كلماته موجها أنظاره إليها ليهلع حين وجدها بتلك الهيئة الشاحبة … يبدو وجهها وكأنها كانت تصارع بالداخل اندفع إليها يكور وجهها بيديه ناظرا إلى لبنيتيها بقلق يهمس لها :

-رنيم أنتِ بخير !!

نظرت إليه بحزن ثم تأففت تعود للخلف لتبتعد عن مرمى يديه ثم سارت بروية إلى مكتبها تحاول أن تتماسك قدر الإمكان أمامه تهمس بصوت هادئ:

-ياريت تسيبني أخلص اللي ورايا بسرعة !

نظر إلى “سيف” لحظات ليفهم الأخير نظراته ليرمش له مطمئنا إياه … ليخرج تاركا إياها حتي يكمل ما تبقى من عمله لينهي أمر تلك الأفاعي …

مرت عدة ساعات اصطحبت الأطفال بمكتبها حين وجدت الأعمال متراكمة هكذا .. أمضت الوقت بين الأوراق والعقود بمعاونة سيف الذي تولى أمرها معظم الوقت …

عادت برأسها إلى الخلف تفرك خصلاتها بإرهاق لتعود بجسدها أيضا إلى الخلف مغمضة عينيها بتعب … اعتدل “سيف” بجلسته وهو يضع مابيده أعلى المنضدة قائلا بإرهاق:

-رنيم أنا شايف كده كفايه أوي نكمل بكره .. وبعدين الولاد ناموا من بدري !!

أومأت بالإيجاب ثم اعتدلت تلملم أشيائها وهي تقول :

-فعلا … أنا كمان تعبت ومحتاجة أروح أرتاح ..

وقف “سيف” يعاونها بحمل الطفلين ثم سار بجانبها وهو يقول بهدوء :

-هتروحي القصر معايا !!

عقدت حاجبيها ثم هزت رأسها تقول بغضب :

-لا أنا سيبته !!

اتسعت أعين “سيف” ثم قال باندهاش فور خروجهم من الاسانسير:

-و أيهم عارف كده !! أفتكر إنه مش ممكن يوافق !!

ابتسمت ببرود وفتحت باب السيارة لتضع الأطفال بحرص ثم أغلقت بهدوء وقالت:

– أنا مش مستنية منه إذن !! عاوزني أروح أنام جنب اللي قتل بابا وماما !!

أغمض “سيف” عينيه ثم اقترب منها ممسكا ذراعيها يقول يهدوء:

-رنيم أنا حاسس بيكي .. بس متنسيش إنك في أمان في القصر أكتر وبعدين مش يمكن أيهم قال كده لما ضغطي عليه !

عقدت حاجبيها لحظات ثم ضيقت عينيها وهي تنظر إليه قائلة:

-لا ياسيف أخوك ما أنكرش ده بالعكس …. وبعدين أمان أيه اللي بتتكلم عنه .. أنا وانت عارفين إن عيلة عمك كلها بتكرهني وكانوا هيقتلوا غمر وو آآآ

قاطعها بابتسامة هادئة يقول :

-و أيهم أنقذه منهم يارنيم !! مش كده !! يعني بيحاول يحافظ عليكم … صدقيني يارنيم أيهم معندوش أغلى منك !!

هبطت دموعها ثم همست بحزن و إرهاق:

-أنا تعبت ياسيف .. مبقتش عارفة أصدق مين و أكدب مين … انت فاكر إني مش بدور كل ده في دماغي … أنا كل ما بحس إن كل حاجة اتحلت بتتعقد أكتر .. !! أنا محتاجة أرتاح لوحدي شوية ياسيف !!

أوجعه أن يراها هكذا … ركب بجانبها السيارة ثم قال:

-طيب على الأقل خليني أطمن عليكي مش هينفع أسيبك كده في الحالة دي !!

تنهدت بهدوء ثم بدأت القيادة وهي تحاول تشتيت ذهنها من جميع الأفكار التي تكاد تقتلها…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لهيب الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى