رواية لن تجدني الفصل العاشر 10 بقلم دعاء الأنصاري
رواية لن تجدني الجزء العاشر
رواية لن تجدني البارت العاشر
رواية لن تجدني الحلقة العاشرة
_ايه مالك! بتبصلى كدة ليه يا مروان؟!
بص لها وهو ساند ضهره على سور السطوح وقال لها وعلى وشه علامات الحزن
_انتِ خدعتيني يا حنان!
_خدعتك ف ايه!؟
“ابتسم”
_اتخضيتي كدة ليه يخربيتك
_بتهزر صح!؟ لو بتهزر هاجي اضربك بجد!
_كنت هعمل فيكي مقلب بس انتى عبيطة بتتخضي بسرعة..بس برضو انتِ خدعتيني وضحكتي عليا
رفعت حاجبها ووضعت على وشها علامات الاستهزاء
_في اي خدعتك يا سي مروان!؟
_انتِ مش بس خدعتيني ، انتِ كمان طلعتي بتفتي ف اي حاجة وعرفت ان كلامك غلط يا استاذة
_كلام اي ؟
_مفيش راجل وست بيبقى بينهم صداقة وانا كنت مقتنع بده قبل ما نتكلم وبعد ما اتكلمنا ف الموضوع ده .. لأن دا مش كلامي ،ده كلام ربنا
“مُحصنان غير مُسافحات ولا مُتخذات أخدان” والآية الكريمة برضو ” مُحصنين غير مسافحين ولا متخذى أخدان”…اخدان يعني اصحاب او اخلاء …سكتي ليه؟
_هقول ايه قدام كلام ربنا…هو ده الصح فعلاً
_تحبي اقولك هو صح ليه؟
_ليه؟
_عشان فعلاً انا اتاكدت من ده بنفسي
فضل باصص لحنان وعلى وشه ابتسامه هي مقدرتش تفسرها وكمل كلامه بهدوء
_انا قولتلك انتِ بتهري ف اي حاجة وبتفتي ليه صح!..بس لسه مقولتش خدعتيني ليه ..ف انا هقولك انك خدعتيني بأنك طول الفترة دي بتخبي و من زمان وانتِ بتخبي
تغيرت ملامح حنان وعلى وشها ظهر القلق
_بخبي ايه ! وضح كلامك
_اصل حنان مطلعتش بتحب عبدالرحمن..طلعت بتحب مروان
_انت اتجننت ! ايه اللي بتقوله دا يا مروان..لا شكلها راحت عليك فعلاً
_طب انا مش هتكلم ومش هقول حاجة اكتر لكن انا مبسوط اني عرفت ده وفهمته …وهنزل حالاً اكلم امي ف اني اجي اطلبك من والدتك واخوكي ولو انا مش صح واللي خمنته طلع غلط ف وقتها ارفضيني ولو مرفضتنيش ف ساعتها ربنا هيجمع قلبين حبوا بعض
_بس يا مر…
_عن اذنك مش فاضي مش فاضي
_مروان استن..
_يوه ع الرغي بتاع الستات..سلام يختي
وسابها وهي واقفة باصه على طيفه اللي بيبعد واختفي من قدامها ،جواها قلق وخوف… بتسأل نفسها هو عرف ازاي؟ ازاي اكتشف سرها اللي هي بتحاول تخبيه من سنين..حبها الكبير اللي محدش يعرفه غيرها ، معقولة الدنيا هتضحك لها أخيراً! معقول ربنا هيعوضها عن كل الليالي اللي بكت فيهم لوحدها وكل اليالي اللي كانت بتتعذب فيها وهي عارفة ان مروان مع مراته اللي بيحبها وعايش مبسوط!
قلبها الطيب البريئ مكنش عارف يتمني لهم غير السعادة ومكنش عارف يعمل حاجة غير انه يحب مروان ويحب سيلا بنته وحتى مراته! كانت بتحبها جداً وبتعاملها زي اختها
كانت كل اللي بتدعي بيه ان ربنا يصرف قلبها عنه، ينزع الحب ده من قلبها ..يبدله بأى شيء، حاولت كتير تبص لمروان على انه ابن عمها عادي وحاولت تحط في دماغها انه زي اخوها ومينفعش تشوفه غير كدة لكنها معرفتش
واستسلمت أخيراً للحب ده ولكنها قررت تستمتع بيه،قررت تخلي الحب ده دافع للاستمرار وفضلت تشكر نفسها لأنها عندها قلب طيب كدة بيحب بالبراءة دي
بعد السنوات دي كلها مروان حس بيها! لا دا هيطلب ايدها رسمي! هتبقى مراته! على ذمته! وهيبقى حبها ليها هي وبس
ضحكت من قلبها وهي بتتخيل حياتها معاه ،هتبقى مبسوطة وهتعمل كل حاجة تخلى مروان مبسوط وهيقعدوا مع بعض ف البلكونه يشربوا شاي مع بعض..بس مروان مبيحبش الشاي! خلاص يشربوا قهوة.. بس لا لا هي مبتحبش القهوة ..ابتسمت وهي بتقول بداخل عقلها خلاص هنشرب ميه ولا منشربش المهم هنقعد مع بعض المهم اننا بنحب بعض..
ولوهلة اختفت الابتسامه عن وشها ،بيحبوا بعض!! بس هي بتحب مروان من سنين،هو حبها ازاي وامتي وهو حبها أصلا بجد؟ يكونش حاسس بفراغ ف اتهيئ له أنه بيحبها! هو مش عارف يعوض غياب سارة ف دخل حنان حياته عشان تعوضه ! هل هو مشي بمبدأ خد اللي يحبك ومتاخدش اللي بتحبه؟
أفكار كتير بدأت تملأ قلبها وعقلها وخوف بدأ يزحف نحو قلبها ، بصت للسما وقالت بضعف ” يارب دبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير”
تانى يوم كانت ام مروان عندهم في البيت وكانت بتبص لحنان بحب وفرحة ،وحنان كانت فاهمه كل شيء بعكس امها وبعد ما مشيت مرات عمها جت امها والفرحة على وشها مرسومة وقالت لحنان
ومن هنا بدأت رحلة ترددها وخوفها ،هل توافق؟ حتى لو مروان مكانش بيحبها الحب الكافي بس المهم انها بتحبه!
هل ترفض وتنقذه من انه يعوض غياب سارة بوجودها ..هل تمنع ده وتخليه يرجع لمراته وبنته وهما اولى بيه..اسئله كتير وحيرة وكلهم عايشاهم لوحدها
أبتسمت لأمها وقالت بهدوء “هفكر”
مرت ايام وهي مش عارفة تاخد قرار وفي يوم فونها رن ..بصت لقته مروان!
ترددت قبل ما ترد ولكنها ردت
_اطلعي السطوح مستنيكي
وقفل قبل ما ترد، بخطوات بطيئة طلعت السلم ووصلت ولقته واقف كالعادة وباصص للسماء
_خير؟
_بتهربي مني ليه؟
_ايه اللي بتقوله دا مبهربش طبعاً
قرب وبص لها وفي عيونه سحابة سوداء مقدرتش تفهم منها إحساسه
_انا غلطت؟ احساسي كان غلط؟
ارتبكت وفكرت تغير الموضوع او تاخده بهزار ولكنها شافت الجد في عيونه وقالت بكل استسلام
_لأ
ارتاحت ملامح وجهه وقال بصوت دافئ
_اومال موافقتيش لغاية دلوقتي ليه؟
نظرت له وقررت تترك حزنها على جنب وتقول كل اللي جواها ..انطلقت تقول كل الخواطر اللي في قلبها وعقلها وكل خوفها وهو سمعها بهدوء لحد ما خلصت كلامها وابتسم
_انا لو فعلاً بـ move on بيكي كان ده حصل من اول ما قربنا من بعض، بس أنا اكيد مش هعمل كدة واظلمك معايا وابقى اناني بالشكل ده ،انا عمري ما كنت كدة مع حد وخصوصاً معاكي انتِ انا مش هبقى كدة يا حنان
فضلت ساكته وبتبصله بعيون كلها خوف وحس كأنها عايزاه يكمل ويطمن قلبها وكمل..
_عارفة؟ الحب اللي بيبدأ بحب بيبقي غالبا غير مستقر وفيه دروبات كتير، لكن اللي بيبدأ بصداقة صدقيني بيبقى اقوي من اي شيء..وانا يا حنان اخترتك بعقلي وقلبي بعكس تجربتي مع سارة ..سارة اخترتها بقلبي بس ومكنتش مهتم بعيوبها وبتغاضي عنها كمان لمجرد اني بحبها، بس اكتشفت ان الحب هو عبارة عن رضى القلب والعقل ..لو القلب بس ارتاح وحب والعقل مرتاحش هيبقى فيه خلل ولو العكس هيبقى فيه خلل برضو ..وانا الحمدلله مرتاح بقلبي وعقلي ، فاهماني يا حنان؟
ابتسمت و دمعة من عيونها نزلت على خدها وتاني يوم كانوا كلهم مجتمعين في بيتهم بيقرأو الفاتحه وكان فيه فرد زيادة معاهم ،كانت ندى برقتها وابتسامتها الحلوة العذبة وعيونها البريئة ،الفرحة ملئت بيتهم من تاني وكأن الله قد استجاب دعوة احدهم ورجعت المسرات والافراح لزيارتهم وهي مقررة انها مش هتسيب اعتاب بيوتهم
ولكن وسط الفرحة دي كان وجه عبير مليان بالقلق والحيرة ، امها لاحظت دا وكريم لاحظ وسألها ولكنها كانت ترد بأنها كويسة وبخير والحقيقة ان جواها ألف صراع وصراع ومشاعر كتير متضاربة بين الخوف والتردد والشجاعة و …و ..
_عبير!
_نعم يا مروان
_خير مالك؟
_مفيش تعبانه شوية بس من تحضيرات خطوبتك
_اه ولسه اهو اليوم مخلصش، الله يكون ف عونك
_يارب
_عبير! اتكلمي فيه ايه!
ترددت والخوف ملأ قلبها ،هل تحكيله؟ ولكنها بمجرد ما افتكرت ضرب اخوها ليها ترددت مرة تانيه وقررت متقولش وردت بإقتضاب وابتسامة على وشها
_مفيش حاجة يا مروان..انا هروح اشوف ورايا ايه
وابتعدت عنه خطوات ولكنها فجأة وقفت وبصت لأخوها وقربت منه مرة تانيه وفي عيونها تحدي او دفاع! وكأنها لازم تدافع عن حبها وهي مستعدة تتحمل كل النتائج حتى لو انهزمت لكنها على الأقل حاولت ودافعت عن حبها
قالت والتحدي لسه في عيونها
_فيه حد عايز يتقدملي
“ابتسم”
_مين؟
_عـ …عصام
و اختفت الإبتسامة عن وشه ولكنه مردش وصمته كان ثقيل ،زود خوفها وحرق قلبها ولكنه رد بلا مبالاة
_بعدين نتكلم في الموضوع ده!
وتركها وانشغل مع اهله وصحابه
جواه صراع كبير ومشاعر متضاربة ، هل يوافق عليه ! صوت جواه بيقوله لأ! لأ ليه؟ هل عشان كان يعرف اخته ، وهو يحس بالغيرة علي اخته ولكن…ولكن هو مكنش بيتسلي بيها، هو جي وعايز يتقدم
حاول يتناسي ولكنه مقدرش وبعد ما خطوبته انتهت وكل الناس مشيوا ..بخطوات مترددة وصل عند باب اخته عبير وخبط ع الباب خبطات مترددة
_اتفضل
فتح الباب برفق و دخل الاوضة والإبتسامة على وشه
_عايز اتكلم معاكي
_اتفضل…
_عرفتيه ازاي؟
اتصدمت عبير من سؤال اخوها وكانت تتوقع اي شيء ولكن ان مروان يسألها بكل صراحة ووضوح عنه هو آخر شيء كانت تتوقعه ولكنها تغلبت على خوفها وخجلها وحكت له كل شيء ،سمعها مروان بكل هدوء وقام بدون ما يقول اي كلمة وبعد يومين جت ام عبير وقالتلها أن مروان وافق يقعد مع العريس ووقتها كل الورود تفتحت في وجهها وأزهرت الدنيا والسعادة ملئت الدنيا في عيونها وقلبها وبسرعة تم كل شيء وتمت خطوبتها وتم تحديد ميعاد الفرح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_عاملة ايه، خفيتي؟
_الحمدلله يا كريم بس..
_بس ايه!
_مش انت زعلان مني ،بتسأل عني ازاي؟
_مش فاهم اي دخل اني زعلان ف سؤالي عليكي!
ابتسمت ندى و شيء في قلبها أضاء ، قالت بـِرقه
_تعرف، انا يمكن مبتأثرش فيا حاجة قد إني احس اني مبهونش عليك ،مهما حصل ومهما غلطت في حقك بتشتري خاطري ولا عمرك تجرحني بكلمه او تحسسني اي احساس..انت دايما مخليني متطمنه ان مهما حصل بينا انت موجود ومش هتسبني..انا آسفه يا كريم واتمني تقبل اعتذاري
ابتسم نصف ابتسامه وهو بيبص لها وكأنه لسه عايزها تراضيه ،ولوهلة أدركت ان عباراتها مش كافيه ..كملت وابتسامه كبيرة على وجهها
_رغم انك صعب، وغريب وبتتعبني ف حاجات كتير …بس اما قعدت كدة مع نفسي اكتشفت اني بحب كل الحاجات دي ، بحب عصبيتك وافكارك الغريبة وبتقبلها ،رغم لو كانت من حد تاني عمري ما كنت هحبها ولا اقبلها
_و ده بتحسيه اما تكوني بتحبي بجد! تعرفي طول الفترة اللي فاتت اللي مكناش بنتكلم فيها وانتِ غبتي عني وعن حياتي ،ادركت ان على قد ما الحب حلو إلا أنه مُخيف ،مُخيف جداً! لأنك بتخاطر بأغلي حاجة عندك ،بتخاطر بقلبك ..تعرفي!
_ايه؟
_انا متهيألي لازم كل اتنين هيحبوا بعض يمضوا وصولات أمانه عشان محدش فيهم يبعد عن التاني..
“ضحكت ندي ضحكة طويلة وقالت”
_دا مفيش حد هيحب التاني كدة يا كريم!
_مش احسن ما نحب واحنا مش ضامنين حاجة وفرحتنا وحزننا تبقى مرتبطة بالشخص ده! مش احسن ما في لحظة الطرف التاني يسيبنا
“تلاشت ابتسامتها”
_بتقول كدة ليه يا كريم؟
_الوقت اللي بعدنا فيه انا حقيقي الفرحة كانت غايبة عني وكل الدنيا مكنش ليها طعم…..مش هكدب عليكي انا خوفت على قلبي بجد!
_بس انا عمري ما ابعد، انا راحتي هنا “شاورت على قلبه” وبنيت بيت وقعدت فيه
ابتسمت وكملت
_كريم.. للأبد ؟
_ايه!
_اسمها ماذا يا كريم!!
_هي ايه!
_بوظت اللحظة الرومانسية يا شيخ
وظهر الضيق على. وشها …ضحك كريم وقال والحب في عيونه
_وحتي تحترق النجوم وتفني العوالم
حتى تتصادم الكواكب وتذبل الشموس
وحتى ينطفئ القمر وتجف البحار والأنهار
حتى أشيخ فتتآكل ذكرياتي
حتى يعجز لساني عن لفظ أسمك
حتى ينبض قلبي للمرة الأخيرة
فقط عند ذلك ربما أتوقف عن حُبك
ربما…
ابتسمت ندي وقالت
_وأنا لن أتوقف♥️
“تمت”
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تجدني)