رواية لن أبقى على الهامش الفصل السادس عشر 16 بقلم نداء علي
رواية لن أبقى على الهامش الجزء السادس عشر
رواية لن أبقى على الهامش البارت السادس عشر
رواية لن أبقى على الهامش الحلقة السادسة عشر
وتنتهي كافة الأحزان وتترك بالنفس سكون واعتياد، تعتاد الروح الألم وتألفه فلا يبدو مذاقه كما كان من قبل، يصبح أقل مرارة وربما نحن من فقدنا لذة الاحساس.
حاول مصطفى التقليل من حدة الموقف الذي حدث بينه وبين رضوى، ابتسم مشاكساً إياها بقوله
بس أنا أول مرة أعرف ان الحمل بيخلي الست حلوة كده، انتي جميلة اوي يا رضوى.
ابتسمت بوجع قائلة
طول عمري يا مصطفى، طول عمري جميلة لكن للأسف عندي احساس من سنين اني عادية، كنت بستغرب أوي لما صحباتي او حد من أهلي يمدح في شكلي او يقول عني حلوة، أول مرة اعرف واتأكد اني حلوة لما شفت مراتك، كان نفسي أشوفها، كان جوايا اقتناع تام إنها أحلى مني، بس حقيقي انصدمت
عارف يا مصطفى رغم قهرتي من مرام بس هي صح، بنتك قالت اللي أنا مقدرتش اقوله، تفتكر أنا استفدت ايه من شكلي وأدبي وطيبة قلبي؟ ولا حاجة.
سوزي بشوية لبس ضيق وشوية مكياج قدرت تعمل معاك في سنة اللي أنا حاولت اعمله في سنين وفشلت.
مصطفى بغضب : مش هنخلص بقى، انا بحاول اعدي الكلام اللي بنتك قالته والموقف اللي شفته وبقول خلاص كفاية اني ضربتها وبعد كده هخلي عيني عليها وانتي برده مصرة تكرري كلامها، على فكرة سوزي مراتي ومسمحش لحد يغلط فيها، زي ما أنا مبسمحش لحد يغلط فيكي.
قهقة رضوى من فرط الوجع والحزن قائلة
عارف يا مصطفى انت فعلا حرام تتجوز اتنين، مستحيل تعدل ما بينهم لأنك متعرفش معنى الكلمة، انت بتدافع عني، انت! من أمتى الكلام ده، قولي موقف واحد أمك هانتني فيه وانت رديت، قولي عملت ايه بعد ما عرفت ان سوزي هانم بعتتلي الرسايل اللي انت شفتها، ولا حاجة ومش هتعمل.
مصطفى : طب خلاص اهدي، مش وقت كلام انتي مفروض ترتاحي وبكرة هاخدك معايا ودكتورة تشوفك، النزيف ده محتاج دكتورة نسا تتابعي معاها.
رضوى : مش عاوزة، أنا هنزل الحمل ده.
مصطفى بصدمة : بتقولي ايه!
رضوى بثبات رغم ضياعها : بقولك اللي أنا فكرت فيه ومقدرتش اقوله قدام البنات، انا مش عاوزة اطفال تاني، وانت تقدر تخلف من مراتك التانيه يعني مش بحرمك من حقك ولا حاجة.
مصطفى بجدية
أقسم بالله يا رضوى لو عملتيها ما هعديها على خير، ابني أو بنتي اللي في بطنك مش ولاد حرام ولا جايين غلطة علشان تقتليهم ببرود
رضوى بضعف : مش بمزاجك، أنا مش هقدر اشيل جوة مني طفل منك تاني، مش هتحمل كلام والدتك اللي زي السم لو جبت بنت، ده انا كرهت نفسي بسببها.
مصطفى بعتاب : انتي بتقولي ايه يا رضوى
رضوى : زي ما سمعت، وعلي فكرة النزيف ده حصل لأني اتعمدت أعمل مجهود واشيل حاجات تقيله يمكن ينزل طبيعي واخلص.
هب مصطفى واقفاً وتحدث بلهجة حادة واثقة يحذرها بتأكيد قائلاً
صدقيني يا رضوى لو عملتي اللي في دماغك ردي عليكي هيكون غبي وقاسي أوي.
تراجعت رضوى إلى طرف الفراش وقد ارتسم بمعالم وجهها الخوف من حدة صوته، تنهد مصطفى بضيق وتحرك بإتجاه زوجته، جلس إلى جوارها وجذبها إلى صدره رغماً عنه، حاولت رضوى التملص من بين يديه لكنه أبى ان يتركها
تحدث بشيء من التردد قائلاً
عارف ان كلامي مش هيغير حاجة يا رضوى، وفاهم كويس ان كل اللي بيحصل بسببي، بس صدقيني مش لاقي حل، لو مكنش في بيني وبينها أطفال كنت طلقتها بدون تردد.
لم تجبه بل كانت تستمع إليه في صمت
استكمل قائلاً
كلام مرام وجعني اوي يا رضوى، عمري ما تخيلت ان بنتي تعريني قدام نفسي كده، كلامها عن سوزي صغرني وخلاني عاجز اني أرد عليها، هقول ايه؟ للأسف فعلا سوزي تصرفاتها كلها غلط وأنا سكت يمكن كنت مغيب ويمكن مع الوقت اكتشفت انها مش فارقة معايا، بس هرجع واقولك انها أم بناتي مقدرش ارميهم هما كمان مش عارف أعمل ايه، ضمها بقوة وتحدث بصدق قائلًا
ارجوكي يا رضوى خليكي زي ما انتي، اوعي تتغيري لان انت صح وأنا اللي غلط، لازم تفضلي بر الأمان ليا ولولادنا وأنا هحاول اصلح اللي عملته بس اديني وقت وساعديني.
💬💬💬💬💬💬
عقارب الساعات ماهي إلا أخطاء متلاحقة تدور وتدور وترجع إلى موطنها الذي نشأت من خلاله، من امتدت يده بطعنة غادرة لمن سلمه الروح يهديه القدر ما يماثلها وربما كانت أشد وأقوى، ومن تاهت نفسه وخيل إليه أن ما يعانيه من آلام هي النهاية تتفتح أمام ناظريه بدايات رائعة.
كانت كاميليا شرسة في صراخها وثورتها، شراستها نابعة من عشق فطري لأب تراه ملكية خاصة، محال أن يمسي بين ليلة وضحاها ملك لأخرى.
لقد تقبلت فكرة زواجه معتقدة ان والدها الرجل الرزين ذو العقل الراجح سيأت بعروس تليق به، امرأة تقاربه في العمر، لكن لم يخيل إليها لحظة واحدة أن يبحث والدها عن أنثى فاتنة، ومن! همس.
كانت تسب همس دون وعي منا لما تتفوه به إلى أن وقف طاهر بوجهها قائلاً
احترمي نفسك وإياكِ تغلطي فيها، همس هتبقى مراتي فاهمة ولا لأ؟
نظرت الي فيصل الذي لم يحرك ساكناً، بدا مكبلاً، عاجز عن الحراك، تحرك بخطوات ثقيلة ووقف بمواجهة همس قائلاً
انتي متفقة مع الراجل ده، صح، مقلب عملاه علشان تنتقمي؟!
همس بثقة : كنت متوقعة منك الكلام ده، حقيقي غرورك مش طبيعي، بس يمكن تصدق لما أقولك ان كتب كتابنا أنا وطاهر الاسبوع الجاي، يعني قبل فرحك انت وهي، وصدقني أنا متخيلتش ان أي راجل ممكن يخليني اثق فيه من تاني وبسهولة كده احبه واقرر اتجوزه، بس نقول ايه الست مننا مبتعرفش قيمة الراجل الحقيقي غير لما تقابله.
فيصل بجنون وانكسار وغضب وضعف ورفض لتصديقها
اقتلك يا همس، سامعة اقتلك ومفيش راجل غيري يلمسك.
همس بتحدي : علي فكرة انت مش متحضر خالص، لما قولتلي انك بتحب أنا بعدت عنك بهدوء وقولت حقك، وأنا بقولك أهو، قلبي مش ملكي انا بحب طاهر وهتجوزه.
رفع يده عالياً وهم أن يصفعها لكن طاهر حالَ بينهما بقوة وتحدث بتحذير
ابعد عنها، انت ايه علاقتك اصلا تتجوز ولا تحب، مش مفروض انك بتحب بنتي؟!
فيصل وكأنه في سباق للعدو وقد اوشكت روحه على الهلاك
انت بتدخل ليه يا راجل انت، ابعد عن طريقي بدل ما اضربك، عمري ما تخيلت انك راجل ناقص بالشكل ده، بتلف من ورا ضهري وترسم علي مراتي، طب راعي سنك.
طاهر بجدية : ماله سني، الفرق بيني وبينها نفس الفرق بينك وبين كاميليا، بعدين دي طليقتك مش مراتك، فاهم!
فيصل بثقة نابعة من غروره وتملكه لهمس: المهم انها أم ولادي.
فارس ببرود : انا شايف انها ميزة، ولادك هيبقوا مع والد مراتك يعني أمان، اطمن انت متقلقش.
طاهر بجدية بعدما تبدلت ملامح فيصل عقب كلمات فارس : خدي الدكتور يا كاميليا واطلعوا اتفاهموا برة
كاميليا بكره : مش هخرج، انت اللي هتتفضل تمشي وتفهم الست دي انها متقربش منك تاني.
طاهر : وايه تاني، اتفضل اطلبي واحنا ننفذ؟
كاميليا بغضب : حضرتك بتهزر، آه ما انت ليك حق واحدة رخيصة زي دي استغلت انك راجل عايش من سنين من غير ست في حياتك ورمت شباكها عليك وانت، انت ازاي تبقى ساذج كده وتوقعك!
طاهر : يمكن همس فوقتني، تخيلي كنت هضيع باقي عمري على بنت جاحدة وقليلة الأدب زيك، بتتهم أبوها انه ساذج ومش فاهم مصلحته.
كاميليا باكية : متدافعش عنهااا، انت أبويا أنا، دي واحدة مجنونة.
همس بهدوء : أنا أسفه يا طاهر، بعتذر يا فارس واضح ان وجودي عمل مشكلة وبدل ما اطمن عليك تعبتك .
فارس بغيظ : حضرتك نورتي المكان، اعتقد يا دكتور فيصل انت والدكتورة كاميليا تتفضلوا تمشوا احسن .
كان فيصل قد بلغ ذروة جنونه وانكساره، قلبه ينزف بلا رحمة وذاك الأحمق المدعو فارس ينظر إليه بشماته
انقض عليه يكيل إليه اللكمات وكأنه يلقي عن كاهله تلك الصدمة التي يعجز عن استيعابها، اقترب طاهر يزيحه عن فارس دون فائدة فقد كان غاضباً حد الثمالة
صاحت كاميليا بخوف : سيبه يا فيصل، ابعد عنه يا مجنون .
فيصل : ابعد عن مين ده انا هخلص عليه هو وابوكي
كاميليا : اتشطر عالحيوانة دي بدل ما تضرب فارس وبابا، ثم انت مالك هتتجنن عليها كده ليه، طب أنا علشان بابا انت بقى عامل كده ليه؟
فيصل : بقولك ايه أنا مش ناقصك انتي كمان، جذب همس إليه وهم بالخروج يجرها من خلفه لكن طاهر دفعه بقوة اوقعته أرضاً قائلاً له
امشي بكرامتك بدل ما اجيب أمن المستشفي يرموك برة، وبحذرك للمرة الاخيرة ابعد عن همس وركز في حياتك، انا مقدر صدمتك علشان كده هسيبك لكن لو اتكررت وحاولت تلمسها هتندم.
💬💬💬💬💬💬💬
بعض الأوقات نقاوم الحقيقة بضراوة رغم وضوحها، فشمسها لا تغيب بل تحجبها غيوم الميل والهوى، نتغافل ونتجنب المواجهة إلى أن تصدمنا.
عاد مصطفى الي بيته الثاني، يود ألا يكرر ذات الخطأ، ان كانت سوزي خطأ ارتكبه لحظة ضعف فعليه التكفير عنه لطفلتيه، لن يهمل وجودهما بعد الأن فتكبر احداهما وتعاتبه كما فعلت مرام
توقف عن السير عندما استمع إلى أصوات الموسيقي والضحكات الصاخبة، دلف إلى شقته فوجد سوزي تتوسط صديقاتها تتمايل بينهن علي نغمات موسيقي فجة
توقفت عن الرقص وأسرعت إليه تطوق عنقه بدلال قائلة
حبيبي، كنت عارفه انك مش هتنسي عيد ميلادي
لم يشأ أن يقلل منها على مرأى من الناظرين إليه باعجاب وتمني لذا تحدث اليها بود قائلاً
كل سنة وانتي طيبة، فين حلا وحور
سوزي : جوة مع البيبي سيتر
اومأ اليها على مضض واستأذن منهن وغادر الي ابنتيه
ابتسمت اليها احداهن قائلة
جوزك شيك جدا يا سوزي، عندك حق تحبيه
سوزي بدلال : ايه ده انتي بتعاكسيه قدامي
اجابتها صديقتها بوقاحة : اكدب يعني، ده جان وقمر في نفسه كده.
سوزي : هشش، خلاص يا ماما هتخليني اخاف عليه منك.
تبادلن الضحك دون اكتراث لشيء وداخل غرفة اطفاله ينظر اليهما مصطفى باشفاق مما هو أت، لقد جنى عليهما باختياره لأمهما.
💬💬💬💬💬💬💬💬
احذر مما تتمنى فقد يحدث وبعدما تناله يصبح جحيما لا تقدر على النجاة منه وربما تبقى عالقاً بداخله إلى الأبد.
تشاجرت فرح وزوجها، حياتهما على المحك، ربما كان اختبارا لهما، وربما اختبار حقيقي لياسين لكي يهدأ بركان افكاره الثائر.
استمع الي كلمات أحمد بعقل شارد، يفكر ما العمل، هل يطلب إليها الطلاق ويتزوجها، هي نصيبه، حقه، لكنه لن يفعل، زوجته هي الأحق به، اطفاله وبيته، وكذلك فرح عليها الرجوع عن الطلاق، زوجها يستحق المحاولة من جديد
تحدث أحمد بتعب قائلاً
حاولنا معاها كتير والله يا ياسين، جوزها طيب وابن حلال المشكلة كلها في خالتي، صعبة اوي لا تحتمل بصراحة وبحق ربنا بس نقول ايه احنا وافقنا تتجوزه كان عندنا أمل خالتي تعاملها كويس للأسف طلعت هي أس المصايب
ياسين بحزن : معلش البيوت ياما بيحصل فيها، بس مفروض برده جوز اختك يبقى راجل عن كده، مينفعش يسيب مراته تتبهدل وهو ساكت
أحمد : هو غلب مع أمه ومفيش فايدة، وفرح طهقت من عمايلها، مهما كان فرح مش واخدة عالبهدلة والمرمطة دي، بس هنعمل ايه لازم تتحمل علشان ولادها.
ياسين : كل انسان وله طاقة، لازم تلاقوا حل مع خالتك قبل ما فرح ترجع.
احمد : والله يابني قولتله واتفقنا انه هيتصرف، المهم يقدر.
ياسين : معلش أنا لازم امشي يا أحمد، عندي شغل
أحمد بود أخوي : ماشي يا معلم، ربنا يعينك
ياسين بصدق : لو احتجت اي حاجة كلمني وانا هجيلك.
أحمد أكيد طبعا، أد القول يا أبو اسلام
غادر بخطوات مسرعة، يبتعد ويبتعد ولكن بداخله براكين من نعم ولا،أريد ولا يجوز، حق وواجب صراع نهايته باتت وشيكة ولكن ياترى ما هي النهاية؟
انتهى به الحال بين جدران غرفته يخشى الخروج، بات اكثر وحدة عن ذي قبل، مواجهته مع وحيد لم تمنحه سوى مزيداً من الألم، كم تمنى أن يكذبه صديقه الخائن، ان يدفع عن نفسه تلك الدناءة، كان يتمنى أن يمنحه سبباً واحداً لما فعل لكن ما قاله زاده بؤسا، ليس ضعفا منه ولكن بعض البشر تأبى تصديق الخيانة، قلوبها النقية لا تحتمل حدوثها
امسك هاتفه واخذ يتصفح بعض الاخبار والفيديوهات عله يتيه بينها ويتناسى ما يشعر به
اتاه رسالة واحدة في صندوق رسائله، فتحها بفضول وليته لم يفعل، فقد كانت منها هي، وهو الأن في أوج انهياره وضياعه، يحتاج إلى من يفهمه يستمع إليه، وهي كذلك، وربما كانت هواجس وأسباب واهية.
اجابها كتابة : ازيك يا فرح اخبارك ايه؟
فرح بحزن : الحمد لله على كل حال، انت اخبارك ايه؟
بقي صامتاً، ماذا يخبرها، أيخبرها أن معاناته مستمرة منذ سنوات، منذ لحظة فراقهما، هل يصارحها بما فعله وحيد، وما الفائدة ان أخبرها؟
تحدثت هي بعدما طال صمته متسائلة
انت سعيد في حياتك يا ياسين، قدرت تعيش وتكمل عادي؟
ياسين : الحمد لله، ربنا اداني كل حاجة يا فرح
فرح بانكسار : ربنا يسعدك دايما
ياسين : ويسعدك يا فرح، ويهديلك الحال، معلش اصبري، جوزك طيب وابن حلال بكرة كل حاجة تبقى تمام، أحمد قالي انكم زعلانين مع بعض
فرح : أنا هطلق منه
ياسين : لأ،أوعي يا فرح
ابتسمت بحزن واجابته : انت خايف من طلاقي ولا خايف عليا؟
ياسين : خايف عليكي صدقيني، الطلاق مش لعبة.
فرح : أنا اتجوزته لأنك وافقت عليه، كنت فكراه زيك، بس انت مفيش حد زيك.
بعض الكلمات التي ننطقها تصبح نهايات لعلاقات استمرت سنوات، كلمة فرح صفعته بقوة جعلته يتراجع ويبتعد، لن يسمح لها ولنفسه ان يقعا في بئر الخيانه ولو بالفكر، لقد رفضا سويا فيما مضى أن يهربا ويتزوجا بعيداً عن اهلها والأن عليه أن يبتعد هو، كتب اليها قائلاً
اللي فات مات يا فرح، والميت بنفضل فكرينه بالخير بس مستحيل يرجع للحياة من تاني، سامحيني!
لم ينتظر اجابتها بل قام بحظر حسابها، ربما قد أساء إليها وقسى عليها ولكن لم يعد من سبيل للتراجع.
💬💬💬💬💬💬
تحاملت علي نفسها وتحركت بثقل، توجهت الي بناتها عليها الحديث إليهن قبل أن تزداد الأمور سوءاً.
طرقت الباب بخفة ودلفت إلى غرفة مرام، وجدتها نائمة بفراشها تنتحب بخفوت وشقيقتيها إلى جوارها ينظران إليها بحزن
تحدثت رضوى إلى مرام قائلة
قومي اقعدي يا مرام، واسمعيني كويس، وانتوا الاتنين كمان أنا مش هكرر كلامي تاني، مفهوم؟
انتبهن إليها باحترام فبدأت حديثها قائلة
اللي حصل يا مرام غلطة، ومش هتكرر منك وحتى لو حاولتي تكرريها مش هسمحلك، انتي واخواتك أمانة في رقبتي لحد ما تكبروا واطمن عليكم ومش هسمح لواحدة فيكم تخرج عن طوعي ولا تكسر ثقتي فيها والا هكسر رقبتها تحت رجلي.
أنا اتحملت وهتحمل علشانكم مهما حصل وعمري ما هتخلى عن دوري كأم وفي المقابل مش عاوزة منكم أي حاجة غير اني لما اشوفك انتي وهي قدامي احس ان تعبي مضاعش عالأرض، مفتكرش اني بطلب المستحيل.
الاستاذة مرام اللي وقفت تحاسبني نسيت تحاسب نفسها، نسيت ان ربنا كان شايفها وهي بتخون ثقتنا فيها، نسيت انها متربية وليها اهل وميصحش تكسر عينهم، صح يا مرام صح، يا عوض ربنا ليا؟
ابوكم مهما عمل هيفضل أبوكم، غصب عن عينك انتي وهي ملزمين تحترموه وتسمعوا كلامه، ابوكم اتجوز على سنة الله ورسوله معملش معصية حتى لو قصر معانا شوية رجع وبيحاول يراضيكم مع ان غيره بيرمي ولاده وينساهم.
مرام : يا ماما والله انا أسفة.
رضوى : وأنا كمان أسفة اني اتعاملت معاكم على انكم كبار وعاقلين، للأسف كل حاجة هتتغير، الدروس من هنا ورايح هتبقى هنا في البيت، قدام عيني ومفيش خروج تاني لوحدكم لأي سبب.
تقى : يا ماما بس احنا ملناش ذنب
رضوى : الحسنة بتخص والسيئة بتعم يا ست تقى، وخلاص انا بطلت اثق في حد تاني ولما تثبتوا العكس يبقى ربنا يحلها، تصبحوا علي خير انا تعبانه ومحتاجة انام.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
جنونه قاده إلى مدرسة طفليه، ترجل من سيارته وغيرته تعميه عن أي شيء، اقترب من بوابة المدرسة، دلف مسرعاً إلى أن وصل إلى مكتب المدير، جلس أمامه وتحدث بثقة قائلاً
لو سمحت، أنا كنت محتاج اخد الولاد بدري النهاردة
المدير مبتسماً : حاضر يا دكتور فيصل، اخبارك ايه بقالك فترة مبتحضرش اجتماعات أولياء الأمور
فيصل : شغل والله، حضرتك عارف العيادة والمرضى، بس ان شاء الله هحاول اعوض الولاد فترة غيابي علشان كده هاخدهم ونتغدى برة البيت وافسحهم
لحظات واقتربت المشرفة تمسك بيديها مؤيد واياد
هرول كلاهما إلى والدهما فاحتضنهما بقوة وهب واقفاً، مد يده إلى المدير قائلاً
متشكر يا استاذ جميل، السلام عليكم.
ساعد طفليه علي الجلوس بالمقعد الخلفي ونظر اليهما بسعادة لرؤيتهما وسعادة نابعة من رغبته في تأديب همس واثناءها عن فعلتها، جلس في مقعده وامسك هاتفه وأرسل إليها برسالة مختصرة قائلاً
الولاد معايا ياحبيبتي، أنا اخدتهم من المدرسة وهستناكي يا همس.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
اقتربت تقي من شقيقتها قائلة
هتعملي ايه يا مرام، ماما وبابا لو عرفوا اللي عملتيه هيخلصوا عليكِ، ربنا يسامحك يامرام كلنا هنتأذي بسببك
التفتت إليها مرام بأعين باكية وقلب يرتجف هامسة
معرفش، أنا كنت تايهة، كرهي لتصرفات بابا عماني
تقي بترقب : طيب الزفت اللي بتحبيه ده هيقدر يتقدملك ولا كان بيتسلي
ارتعدت مرام هامسة برعب وحذر
مستحيل يكون بيتسلي، أنا متأكدة انه بيحبني، أنا محتاجة موبايل علشان اكلمه ويجي يتقدملي واخلص بقى من البيت ده، بمت مرام بحرقة واختناق قائلة
أنا بكره البيت ده، بكرهكم كلكم ومش عاوزة اعيش هنا
اكتفت شقيقتاها بالصمت، صمت يغلفه خوف وأمل، خوف من الأيام وأمل في شخص يمد إليهن يد تنتشل أرواحهن من الغرق وسط مشاحنات لا تنته، تحدثت مرام إلى نفسها تطمئنها قائلة
اكيد يوسف مش هيبعد عني، هو وعدني يفضل معايا ويتجوزني، يارب ساعدني اخلص من العذاب ده.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن أبقى على الهامش)