رواية لن أبقى على الهامش الفصل الثامن عشر 18 بقلم نداء علي
رواية لن أبقى على الهامش الجزء الثامن عشر
رواية لن أبقى على الهامش البارت الثامن عشر
رواية لن أبقى على الهامش الحلقة الثامنة عشر
بعض الأحلام ماهي إلا نداء خاص ترسله بعض القلوب لك لعلك تشعر بما يؤرقها، استغاثة صامته يحرص المحب أن تتلقاها أنت دون أن يراها أحد سواك، رسالة تصل إليك في سرية تامة يرعاها القدر ويسلمك اياها ربما تدرك الحقيقة قبل فوات الأوان.
………………………………
لم يستطع الصمود، خارت قواه وهو يراها هكذا ترتدي فستانا منحته من إشراق وجهها ما جعله يبدو كقطعة فنية مرسومة بإتقان
همس بجانب اذنها قائلا:
أنا بحبك يا كاميليا، بلاش تعملي في نفسك وفيا كده
تطلعت إليه بذهول ورفض قائلة:
انت جاي دلوقتي تقولي بحبك، أنا كتب كتابي النهاردة، انت اتجننت!!!!
صاح بغضب وغيرة :
ايوة اتجننت، أنا بحبك وانتي كمان بتحبيني
كاميليا بحدة :
انا بحب فيصل وهتجوزه
فارس : إنتي كدابة، بصيلي وقولي انك بتحبي حد غيري وانا اوعدك هبعد ومش هتشوفي وشي مرة تانية ….
كاميليا بتوتر :
ابعد عني يا فارس، اخرج برة فيصل لو شافك هنا مش هيحصل كويس
كمم فاها بيده قائلاً بغضب:
متقوليش اسمه قدامي، ده خاين ميستاهلش تضيعي نفسك علشانه، اللي يبيع حب عمره ملوش أمان
كاميليا : لا والله، قول لنفسك، مش انت برده كنت بتحب خطيبتك …..
فارس بصدق : كانت لحظة جنون مني ودفعت تمنها
اتجننت لما سبتك تضيعي من ايدي زمان، كنت غبي لما اعترفتلك بحبي ومصبرتش عليكي، كرامتي وجعتني لما قولتيلي انت أخويا يا فارس…..
متحملتش ورحت خطبت وكتبت كتابي علشان ميبقاش في فرصة ارجعلك لكن ربنا عاقبني للأسف هي كمان مقدرتش تحبني بس طلعت احسن مني واجهتني وقالت انها بتحب واحد غيري بس ظروفه المادية واقفه في طريقهم،..
ساعدتهم يتجوزوا وبعدت، ورجعتلك علي أمل تحسي وتوافقي متوقعتش ابدا انك تدبحيني بالشكل ده، قوليها وريحي نفسك وابعدينا عن العذاب ده
وقبل أن تعلن موافقتها تلاشى فارس من أمامها وصار لون فستانها باهت إلى حد مخيف، صاحت بخوف تنادي باسمه ولكن دون فائدة
استيقظت من نومها فزعه قلبها ينبض بشدة مؤلمة، استغفرت اكثر من مرة وتحسست وجهها لتتأكد أن ما حدث منذ قليل كابوس مرعب ليس إلا، وربما كان المستقبل هو المرعب بما يخبأه من أهوال.
💬💬💬💬💬💬
اذا ما اخبرك أحدهم أن تتوقف عن تناول كثير من المسكن فأخبره أن الألم بات لا يحتمل، صار شرساً لا يرأف بحالنا وما عاد باليد من حيلة واهمس إليه أن تلك الابتسامة الكاذبة ما هي إلا بكاء مقنع.
انتهى ياسين من قراءة وتره اليومي وتحصن ببعض الأيات ونظر إلى نفسه بالمرآة وقد اتخذ قراره ولن يتراجع عنه.
ابتسم إلى زوجته التي أقبلت عليه قائلة :
اخواتك على وصول وانت لسه نايم يا ياسين، يلا قوم تعالى استناهم
ياسين بحزن : زعلانه مني يا أماني
أماني بحب : أنا مش زعلانه منك، أنا بس خايفة من بعدك عني، من أول ما اتجوزنا مبعدتش عني ولا ليلة عاوزني أفرح وانت مسافر وسايبني
ياسين بهدوء : غصب عني صدقيني
أماني : الغربة مش سهلة وانت مصمم تتغرب وتبعد عني وعن ولادك وامك واخواتك، ليه، الحمد لله احنا مش محتاجين؟
نظر إليها يود أن يبوح لها بما يعذبه، هل يخبرها أن بقائه نهاية لحياتهما، نعم لقد ابتعد عن فرح وأغلق باب الشيطان بينه وبينها، اعتقد أن الراحة أتيه لكنه متعب حد الموت، لا سبيل أمامه إلا الابتعاد عن كل شيء.
أماني بدموع : خلاص متزعلش نفسك، ان شاء الله تسافر وترجع بالسلامة
ياسين بامتنان : ان شاء الله خير، أنا هنزل مصر كل سنه وهبعت اخدك في الاجازة
أماني : المهم تركز في شغلك ومتبصش لحد ولا عينك تزوغ يا ياسين احسن وربنا اجيلك واطين عيشتك
تعالت ضحكاته من القلب ونظر اليها بتعجب متسائلاً
انت اتحولتي كده ليه، مش كنتي بتعيطي وزعلانه من دقيقة؟
أماني : عادي أنا بس بفهمك، الغربة بتخلي الرجالة مخهم يضرب، وبعدين البنات هناك حلوين وعينهم جامدة
ياسين : ياستي اطمني، أنا لا ليا في المشي البطال ولا المعاكسه، لو واحدة عجبتني هتجوزها علطول
نظرت إليه بشراسة وابتسم بمشاكسه متراجعا عن اغضابها ليهمس بجدية :
أنا مش عاوز حد غيرك انتي وولادي، ادعيلي انتي بس ربنا يكرمني ومتقلقيش من حاجة، أنا نفسي أعمل لولادنا مستقبل يريحهم لما يكبروا مش عاوزهم بتبهدلوا.
ولا يعني الابتعاد هجراً وما كان البقاء وصالا فبعض القلوب تلتقي رغم المسافات وبعضها عاجز عن منحك القليل من الود ولو كان بين يديك
حزم امتعته بعدما دعا الله مراراً أن يجد بين فوائد السفر السبعة ملاذاً له، عليه أن يمنح روحه عالماً جديداً
اقترب من والدته وقبل يديها باعتذار وحب قائلاً:
خلي بالك من نفسك يا أمي
والدته باشتياق رغم رؤيتها له :
ربنا يحفظك ويحرصك ياقلب أمك، متتأخرش عليا يابني يا عالم هشوفك تاني ولا هموت وانت مسافر
قبل يدها واحتضنها وكأنه يختزن بداخله جزء منها يرافقه ويهون مرارة غربته، صمت ولم يجد ما يقوله لكنه طلب إليها ما نريده ولا نجده إلا بلسان أمهاتنا، دعاء صادق
تحدث بمشقة قائلاً:
ادعيلي يا أمي، ادعيلي غربتي تنتهي على خير وارجعلكم
َودع أطفاله، ووقف أمام زوجته بمشاعر مضطربه بين تردد في السفر ورغبة في الهرب، اقتربت هي منه وضمته بما تحمله له من حب وود قائلة:
المهم تبقى بخير، أنا حاسه بيك يمكن لما تسافر ترتاح
ياسين بصدق
ان شاء الله هرجع يا أماني، هرجعلك لما ربنا يريد
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
ستائر النسيان عندما تسدل تحجب الألم المشتعل من خلفها فيبدو لك أنه قد اختفى بينما هو متقد لا ينطفئ، ونحيا معه ونعتاده ونبقى كما نحن أمام الغير أقوياء لا ننكسر وبداخلنا كل ما مضى على حاله.
عندما غادرت همس تركت فيصل كما هو، محطم بداخله، من يراه يجزم أن ذاك الرجل بلا عيوب، قوته لا تضعف، وربما كان كذلك عند اقترانه بهمس وسكونه إليها، منحته ما بحث عنه لسنوات، وها هو يرجع إلى نقطة البدء، يستشعر ضعفاً فرَ هارباً منه طوال عمره
حاول أن يصم أذنيه عن ذاك الأنين المتردد بداخله، بكاء لأمرأة وقعت في عشق رجل وخذلها، تركها وحيدة ووهبها منه طفلاً جعلت منه عالمها بأسره، تذكر والدته وكم كانت حنونه، جميلة، هادئة لكن انكسارها ترك بداخله جنوناً من نوع خاص، اشتياقها الصامت إلى والده كان يؤذيه ويزيده كرهاً له، ولا يعلم يقيناً هل همس صادقة في اتهامها له، هل يعاقبها وينتقم من طفليه أم أن قوة وكبرياء همس جعلاه راغب في اخضاعها.
أراد أن يعوض طفليه عن غيابها، عليه ألا يشعرهما بالفرق، همَ بالصعود إليهما لكنه تأفف بضيق بعدما شاهد اسم كاميليا تهاتفه
تحدث بضيق قائلاً :
مش وقتك خالص يا كاميليا، مش طايق حد دلوقتي.
تنفس ببطيء كي يهدأ قليلاً واجاب اتصالها، تحدثت اليه بجدية دون مواربة قائلة:
لازم نتقابل النهاردة يا فيصل لو سمحت.
فيصل : النهاردة صعب، الولاد معايا ومش هقدر اسيبهم لحد ما اجيبلهم مربية
كاميليا بتعجب : مربية ليه، ومامتهم فين ؟
فيصل : يعني ايه مامتهم فين، دول ولادي والطبيعي يكونوا معايا، أما مامتهم فكان لازم تفهم انها يوم ما تحب تتجوز فأنا مستحيل هسيب ولادي لراجل غريب
كاميليا بغضب : ماهو احنا لازم نتقابل علشان الموضوع ده، خلي الست دي تبعد عن بابا احسنلها
فيصل بغضب : الكلام ده تقوليه لابوكي لأنه لو قرب من مراتي هقتله
كاميليا بحدة وغضب :
احترم نفسك يا فيصل قولتلك مليون مرة متغلطش في بابا، وبعدين ايه مراتي مراتي اللي كل دقيقة تقولها ، انت مش طلقتها؟
فيصل بهدوء : رديتها!!!
كاميليا : نعم، مش فاهمة يعني ايه رديتها!!!
وامتى الكلام ده حصل، وازاي متعرفنيش؟!!!!
فيصل : رجوعي لهمس يخصني أنا وهي ومعتقدش انه يهمك في حاجة لأن من البداية همس كانت موجودة
كاميليا : لا يخصني أي حاجة تخصك من الطبيعي تخصني وبعدين ايه البرود بتاعك ده؟!!!!
وياترى بقى بعد ما رديتها الهانم هتبعد عن بابا ولا هتفضل تلف عليه برده ؟!
فيصل : إياك تغلطي فيها يا كاميليا، وزي ما قولتلك العيب على ابوكي الراجل الشايب اللي بيجري ورا ست متجوزة
كاميليا : أنا مش قادرة افهمك ولا استوعبك
انت اكيد مجنون، انت بتغير عليها فعلا، بتحبها؟!!!!!!
طب ليه، لييببه من الأول قربت مني وقولت انك بتحبني!!!!
فيصل بعد صمت دام لبرهة : أنا فعلا بحبك
كاميليا بحدة ولوم : كداب، كداااااااااااب
مفيش انسان بيحب اتنين.
فيصل : اسمعي يا كاميليا، همس مراتي ومفيش حاجة اتغيرت وحتى لو هي مصرة عالطلاق مش هيحصل لأني مقدرش اسيب ولادي لراجل غريب يربيهم وأنا عايش
كاميليا : على فكرة دي حجة، انت مش قادر تتخيلها مع راجل غيرك، اتجننت لما عرفت ان بابا هيتجوزها صدقني انت بتخدع نفسك وأنا استاهل، كان واضح من أول يوم اتقابلنا معاها في المول انك بتعشقها بس أنا كدبت نفسي وقولت مفيش راجل بيحب مراته يبص لغيرها، ترجمة اهتمامك وخوفك عليها انه واجب وبتقضيه، للأسف ده مش مجرد حب وعشرة دي مشاعر انت مقدرتش تحسها مع حد غيرها.
فيصل بتوتر : لو سمحتي اهدي شوية كل اللي بتقوليه ده مجرد أوهام، بعدين المفروض أنا اللي اسألك واحاسبك، انت في ايه بينك وبين ابن عمتك ؟
كاميليا بحزن : لا والله لسه فاكر تسأل؟
فيصل : يعني ايه، انتي قولتيلي انه زي اخوكي بس نظراتك مبتقولش كده.
كاميليا : وانت اخدت بالك مني اصلا، انت مكنتش شايف حد غيرها.
فيصل : يووووه، انتوا عاوزين ايه النهاردة انتي وابوكي وهمس، على فكرة كل اللي بيحصل ده بسبب والدك، لولا اعتراضه وحركاته دي كان زمانا اتجوزنا وخلصنا.
كاميليا : انت بتحبني يا فيصل، صدقني لو قولت انك بتحبني هنسى كل حاجة حصلت ونتجوز علطول، بس قبل ما تقول آه أو لا لازم تطلق همس وتبعدها عن حياتك نهائي، ولادك علاقتك بيهم مقدرش اتدخل فيها لكن همس لأ يا فيصل، أنا هسيبك تفكر وترد عليا.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
كل ما بالكون نتغاضي عنه وربما يجرفنا بعيدًا عنه ارهاق الحياة واجهاد البدن، وقد تغلق أبوابك بكافة الوجوه في لحظات معينه إلى ان تستمع إلى صوت طفلك الباكي، تهرول دون احساس منك وكأن ما يسوقك إليه قلبك لا قدماك.
عادت همس إلى مسكنها لكن روحها لم تستكين وطفليها بعيدآ عنها، ادعت الصلابة عند حديثها إلى فيصل وداخلها ينزف خوفاً واشتياقا اليهما، ترى هل تناولا طعامهما، هل يبكيان أم يتضاحكان سويا، لقد حل الليل وكلاهما يخشاه هل استطاع فيصل أن يبثهما الأمان أم شغل عنهما بحديثه إلى من تركهم من أجلها.
لم تستطع البقاء اكثر من ذلك، ارتدت ثيابها من جديد وسارعت إلى الخروج، عليها بالتجول قليلاً فبقاؤها بمفردها قد يصيبها بالجنون، تراجعت عن الخروج وألقت بحقيبتها أرضاً وجلست قرب الباب، وضعت وجهها بين كفيها وهمست بخفوت قائلة:
هتروحي فين يا همس، ولمين؟
جيرانك هيقولوا ايه وانتي خارجة في وقت زي ده، كفاية نظراتهم وتصرفاتهم اللي اتغيرت بعد طلاقك، نامي، نامي يمكن النوم يعدي الليل ويجي النهار.
………………………………………………….
تركت يدي بعدما تعاهدنا ألا نفترق، وعدت حبيبي بعدما انصهر القلب وتبدلت معالمه، وها أنا واقفه لا أعلم أين أذهب وإلى متى سيبقى الألم، مللت من طول الطريق وتعبت من فرط الاشتياق وكلي يناقض كلي وبعض من روحي يعشقك وجزء بات يكرهك.
استمعت همس إلى حديث المهندس الجديد بتيه، تدعي أمامه التركيز والانتباه بينما عقلها شارد، تحدث اليها بحرج قائلاً:
حضرتك معايا يا بشمهندسة؟!
ابتسمت إليه بأسلوب عملي قائلة : اكيد معاك يا بشمهندس زين، كنت بفكر في موضوع مهم بعتذر منك، عالعموم أنا شايفه ان الاتفاق ده كويس جدا
زين : فعلاً، احنا لو قدرنا ناخد صفقة واحدة بس واثبتنا جدارة اسم المكتب هيتعرف جدا ومش هنلاحق عالشغل
همس : ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام، واضح انك متحمس جدآ
زين بمرح : اه والله نفسي اكون نفسي واتجوز بقى
همس : انت خاطب من زمان ولا ايه؟
زين : من خمس سنين
همس : ياااه، مش كتير الفترة دي؟
زين : كتير بس نعمل ايه حكم القوي، ابوها مش موافق نبدأ حياتنا على أدنا، وأمي بتحاول تفركش الجوازة بكل الطرق.
همس : وانت؟
زين : أنا ايه، انا بحبها ومستحيل اسيبها.
همس : اتمنى فعلا انك متتخلهاش عنها.
زين بحب : ان شاء الله عمري ما هتخلي عنها، بس حضرتك ركزي معايا علشان الصفقة دي هتغير كل حاجة بس انتي قولي يارب
همس بهدوء : يارب، قولي يا بشمهندس خطيبتك بتشتغل
زين : لا للأسف هي خريجة هندسة وكانت زميلتي بس مش لاقية شغل
همس : هاتلي ورقها وان شاء الله تشتغل معانا في المكتب
زين بسعادة وامتنان : معقول، حضرتك بتتكلمي جد
همس : ايوة، بس طبعا الراتب في البداية هيكون بسيط لحد ما الشغل يزيد وتلقائي المرتب هيزيد والعمولة
زين : متشكر جدا، ألف شكر لحضرتك، عن اذنك هروح اكلمها وافرحها.
هرول يسابق الوقت ولم ينتظر ان يستمع إلى اجابة همس وابتسمت همس بحزن قائلة:
ياريت فعلا متخذلهاش يازين.
اغمضت عيناها بتعب وسرعان ما انتبهت بعدما استمعت إلى صوت رضوى تقول:
والله عال فاتحين المكتب ناكل من وراه عيش وانتوا جايين هنا تناموا.
ابتسمت اليها همس بسعادة وأسرعت اليها تحتضنها بلهفة واحتياج قائلة:
أنا ممكن اشتمك بس خايفة الموظفين يسمعونا والهيبة تضيع قدامهم
رضوى : أنا آسفه والله وعارفه اني اتأخرت عليكي كتير
همس : المهم انك جيتي يا ستي، اقعدي وقوليلي عاملة ايه؟
رضوى : الحمد لله كويسه، انتي شكلك مرهقة أوي يا همس، مالك يا حبيبتي؟
همس : نفسي أنام يا رضوى، تعرفي إن من يوم ما فيصل بعد وأنا مبعرفش أنام، دماغي دايماً شغالة حتى وأنا مغمضة، نفسي أعرف بس ليه، ليه وازاي قدر يعمل كده، طب ليه أنا موجوعة بالشكل ده وامتي هنسى وارتاح؟!
رضوى : مفيش حد بينسي، بس الأيام بتعدي، ابتسمت بمرح قائلة:
سيبك انت هقولك خبر مفاجأة الموسم
همس بترقب : خير، من زمان مسمعتش حاحة تفرح
رضوى : أنا حامل.
نظرت إليها همس بصدمة للحظات، اصابتها نوبة من الضحك إلى أن هدأت قليلاً وتساءلت بدهشة:
حامل! من مين يابت؟
قهقة رضوى قائلة:
غلطة وندمان عليها والله، مصطفى خدعني يا هموس وغرغر بيا.
همس بحب : ربنا يسعدك، يمكن البيبي ده فرصة جديدة ليكم مع بعض
رضوى : مبقتش فارقة كتير والله يا همس، الأيام اللي فاتت خلتني اعيد حساباتي، أنا اتحملت كتير علشان بناتي وبسبب ضعفي واستسلامي البنات كانوا هيضيعوا مني.
همس : يعني ايه الكلام ده، البنات مالهم
رضوى : هحكيلك كل حاجة، محتاجة اتكلم معاكِ يا همس، مفيش غيرك هيقدر يفهمني.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
صياح والدته وسبابها لم يتوقف، مضى ما يزيد عن الساعة وهي كما هي تتعجب مما فعلته سوزي وترى أنها تستحق الهلاك
تحدث مصطفى باجهاد قائلاً:
خلاص يا ماما، أنا كنت عاوز اطلقها من الأول بس قولت بلاش اظلمها، هي اللي جابت اخرها معايا
سوسن : يا خيبتك، بقى عيلة زي دي تستفزك وتخليك
تطلقها، المفروض كنت تطلع عينيها لحد ما تقول حقي برقبتي وتتنازل عن كل حاجة، دي قادرة يابني وقاصده تعمل كل ده، هتطلع من الجوازة بشيء وشويات وكمان سيبالك بناتها، لا انت تروح ترميهم في خلقتها.
مصطفى بحدة :
ارميلها بناتي، هي دي تعرف تربي حد اساسا….
سوسن : لا خدهم انت يا خويا ربي وكبر وهي تروح تتجوز وتتدلع
مصطفى : تغور في داهية، تتجوز ولا متتجوزش بناتي مش هسيبهم دول ملهمش ذنب.
سوسن بحدة : وان شاء الله رضوى هترضى تاخدهم تربيهم؟
مصطفى بصدمة :
رضوى تاخد مين يا ماما، انتي عاوزاني اقولها ربيلي بناتي أنا وسوزي، سوزي اللي بسببها رمتها هي وبناتها ومسألتش فيهم ورضوى متعرفش لسه اني طلقت سوزي ، بعدين رضوى حامل ومتقدرش تراعيهم.
سوسن بدهشة ممزوجة بأمل:
حامل، رضوى حامل، ربنا يجبرها وتجبلك الولد بقى.
مصطفى : كل اللي ربنا يبعته خير، ارجوكي يا أمي ساعديني وتراعي البنات الفترة دي لحد ما اشوف حل
سوسن : اراعي ايه هو أنا قادرة اصلب ضهري…انا تعبانه يابني
مصطفى برجاء وحزن:
حضرتك مش هتعملي أي حاجة، المربية هتقعد معاكي وهي بتعملهم كل طلباتهم انت بس هتراقبيها وتاخدي بالك من تصرفاتها لأنهم صغيرين وميقدروش يشتكوا لو حد أذاهم
سوسن بغضب :
ماشي يا مصطفى مع ان الطبيعي ان الواحدة بتطلق وتاخد عيالها، معرفش انت هتاخدهم ليه عالعموم المهم دلوقتي تروح تشوفلك محامي كويس لأن البت دي مش ساهله هي وأمها، بدل ما تفاجئك بقضايا ومحاكم يبقى انت عامل حسابك، ولو ينفع تردها لعصمتك رجعها وخلاص بدل وجع القلب والمشاكل واهي تقعد تربي بناتها، ومهما كان البت لسه صغيرة وطايشة.
مصطفى : طايشة!!!!!!!
دي لمت كل حاجة ليها تمن من الشقة خدتها ومشيت مفكرتش تبص حتى على بناتها، أنا مش قادر اتخيل ازاي دي بقت أم؟!
سوسن : ياخويا انت اللي محبكها أوي، مكنتش قادر تضحك عليها بكلمتين.
مصطفى : تاني يا ماما، ما قولتلك اللي حصل دي كانت عاوزة تمد ايدها عليا…..بس هي مش غلطانه ده ذنب رضوى
سوسن : ذنب ايه يا واد انت، انت عملت ايه يعني ما كل الرجالة بتتجوز مرة واتنين لولا انت بس انت بس اللي حنين بزيادة
مصطفى بيأس من والدته : أنا داخل أنام يا ماما، تصبحي على خير.
سوسن : وانت من أهله يا بني، ربنا يصلح حالك، اقول ايه
بس نسوان عاوزة الضرب بالنار ملهمش الطيب ابدا
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
اقتربت إلى حد مخيف، نظرت إلى ابنتها بذهول هامسة دون تصديق وكأنها تكذب ما قالته مرام
اتجوزتِ، يعني ايه، مش فاهمة؟!
كانت مرام تئن بلا توقف، يكاد فؤادها أن يتوقف عن النبض تخشى ما سيحدث لكنها مازالت تتشبث بأمل واهم تطمح أن يمسي حقيقة فتحدثت برجاء
والله يا ماما زي ما قولتلك، يوسف كان بلوجر معروف وناس كتير بتثق فيه وبنات أشكال وألوان بيترموا تحت رجليه، بس هو اختارني أنا، انهت جملتها واجهشت في بكاء مرير لكنه لم يشفع لها عند رضوى التي تأكدت الآن أن تمسكها بمصطفى كان حكم باعدام أطفالها، لقد استهلك مشاعرها وتفكيرها فجعلها عاجزة عن النظر إلى زهراتها الذابلة، لقد خبت نورهن، هداها شيطانها إلى قتل نفسها والفكاك من تلك الحياة لكن طفلها الساكن بداخلها القى إليها برغبته في البقاء ورجاءه في الحياة، ركلها بخفة فنظرت إلى موضع سكونه بتيه، اغمضت عيناها قائلة
هاتي رقم موبايل الواد ده وعنوانه لو تعرفيه، اقسم بالله يا مرام لو طلع بيستغلك ورفض يتقدملك لهتشوفي مني الويل، هخلص عليكي بايدي، مش هسيبك عايشة واخواتك البنات يعملوا زيك.
انحنت مرام أسفل قدمي والدتها تقبل يديها بخوف
ارجوكِ يا ماما كلميه بالراحة، أنا واثقة فيه وعارفة انه بيحبني
صفعتها رضوى رغماً عنها فقد اهلكتها سذاجة طفلتها، امسكتها تهزها بجنون قائلة
بيحبك يا كلبة، وهو لو بيحبك اتجوزك في السر ليه، ياريتني ما خلفتك يا مرام، اه يا وجع قلبي منك ومنكم كلكم
مرام : ياريت، انا بتمنى كل يوم اصحى والاقي حياتي انتهت
دفعتها رضوى بحدة ونفور
ليه، ناقصك ايه يا رخيصة، انشغلت عنك شوية، مستكترة عليا أحزن واضعف، ده كان دورك تسانديني وتساعدي اخواتك، انتِ لو صغيرة زي ما أنا كنت متخيلة مكنتيش هتروحي وتغلطي بالشكل ده، لكن الست مرام كبرت وبقت بتحب وتصاحب وتتجوز كمان، جذبت شعرها بقوة فصرخت مرام وانكمشت تقي على نفسها
اسمعي يابت، أنا هتصرف في الموضوع كله بعيد عن ابوكِ، اولآ لأنه مش هيسمي عليكِ، ابوكم لو عرف هيموتك انتِ والزفت ده وفي الآخر كلنا هنضيع بسببك، ثانياً لأني مش هسمح لحد يشمت فيا، لا مرات ابوكم ولا جدتكم، ان شاء الله هتصرف ومن النهاردة مش عاوزة أشوف وشك في أي مكان أنا موجودة فيه، ابعدي عني وغوري من وشي.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن أبقى على الهامش)