روايات

رواية لم يكن تصادف الفصل السادس 6 بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف الفصل السادس 6 بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف الجزء السادس

رواية لم يكن تصادف البارت السادس

رواية لم يكن تصادف
رواية لم يكن تصادف

رواية لم يكن تصادف الحلقة السادسة

أميرة عيطت لما خالد اعترف بحبه ليها، و أخيرًا نطقها بعد انتظار و عذاب ٣ سنين، أميرة سابته و خرجت جرى على اوضتها و هو وقف مكانه مذهول من الكلام اللى قاله و كمان مستغرب رد فعلها.
أميرة طول الليل مقدرتش تنام عقلها فى حيرة مش عارفة تكون مبسوطة عشان اعترف بمشاعره و لا تزعل من أسلوبه و زعيقه و خصوصاً إنه زعلها من غير ما يفهم منها دا صح و لا غلط، أما ع الجانب التانى ف خالد حالته كانت اصعب منها مش عارف ينام حاسس بوجع شديد فى قلبه،كان طاير من السعادة لم سمع أميرة بتتكلم فى الفون و عرف إنها أطلقت و إن البنت مش بنتها لكن هى دفنت السعادة دى بإيدها لما وافقت تتجوز مصطفى ابن خاله، قام من ع السرير و فتح الشباك و بص للسما و غمض عيونه بوجع، و كأن بكدا نسمات الهوا الباردة هتطفى نار العذاب اللى فى قلبه، رجع بالزمن و افتكر يوم كتب كتابها على وليد لما كان رايح عشان يعترف بحبه و يمنعها تكون لغيره.
فلاش باك
فى فيلا الخولى يوم كتب الكتاب

 

 

خالد ساب صفية مع مرات عم أميرة و كان طالع عشان يعترف بمشاعره، لكنه قابل بسمة أم أميرة ع السلم فسألها: بعد إذن حضرتك فين أوضة أميرة؟
بسمة باستغراب: أنت مين؟ و بتسأل ع أميرة ليه؟
خالد بابتسامة: أنا خالد يا فندم شغال مع أميرة فى…..
منعته يكمل لما قالت بتكشيرة: شغال عندها، صحح كلامك……مش انت بردو سكرتير أميرة و الواد إياه بتاع الحادثة؟؟
خالد حس بالحرج و بالإهانة من طريقة كلامها لكنه قال بهدوء: أنا فعلًا خالد يا فندم اللى شغال عند أميرة فى الشركة
بسمة بحزم: أميرة هانم، هى مش بتلعب معاك دى مديرتك، و من غير لف و دوران أنا عارفة أنت هنا ليه و مش موافقة ع اللى أنت جاى تعمله.
خالد بحزن: ليه بس دا أنا و الله بحب أميرة.
– بيأكل عيش؟ الحب دا هيخليها تعيش فى مستوى زى اللى عايشة فيه؟….
– أنا عارفة إن فى فرق بينا من حيث المستوى المادى بس صدقينى أنا و الله مش هخليها تحتاج حاجة، أنا هتخرج السنة دى من كلية الطب و…….
بسمة منعته تانى يكمل و قالت: تتخرج من طب، تتخرج من هندسة دى حاجة مش فارقة معايا اللى يهمنى المستوى اللى بنتى هتعيش فيه، بس من الآخر أنا مش موافق على ارتباطك من بنتى فأنت حر يعنى حتى لو متجوزتش وليد فأنا لا يمكن أخليها تتجوزك.

 

 

عودة للحاضر.
خالد فتح عيونه و زفر بحزن و ألم و قال بهمس: ايه يعنى اللى اتغير فى السنين دى يا خالد عشان أمها تسمحلك تكون معاها، أنت خالد نفسه حتى لو بقيت دكتور و بتقبض راتب حلو هيفضل بردو الفرق المادى كبير و عائق بينكم، حتى مصطفى دا هيترفض، أنا مبقاش لازم أفكر فى أميرة تانى من الواضح إن طريقنا عمره ما هيكون واحد.
*******
أميرة كانت واقفة فى جنينة البيت بتتفرج على شروق الشمس لما سمعت صوت باب البيت بيتقفل بصت وراها، لقت خالد خارج فجريت بسرعة نحيته و ندهت عليه، خالد وقف و بصلها و هو بيعين فونه فى جيبه، كانت نظراته ليه باردة من أى تعبير لكن أميرة مهتمتش و سألته: أنت رايح فين دلوقت؟
خالد بتكشيرة: المستشفى هكون رايح فين يعنى؟
أميرة بابتسامة: طيب أنا عايزة اتكلم معاك ضروري
خالد بانسحاب: و انا مش فاضى لازم اروح المشفى حالًا بعد إذنك.
قال كلامه و لف عشان يمشى لكنها منعته لما لفت و وقفت فى طريقه و قالت: بس أنا عايزة اتكلم معاك بخصوص كلامك بالليل و اللى انت قولته.
خالد بضيق خفيف: أيًا كان اللى عايزة تقوليه مبقاش يفرق معايا أنتى نفسك مش فارق معايا ف يا ريت تخلينى امشى عشان عندى شغل أهم منك و ياريت بعد كدا تكملى حياتك بعيد عنى،مش عايز أشوفك تانى
أميرة عيونها دمعت و قالت بخفوت: انت بتطردنى؟؟
خالد بعد نظره عنها و قال بجفاء: افهميها زى ما تفهميها

 

 

أميرة مسحت دمعة منها و ردت بصوت عالى نسبيًا: الغلط مش عندك، الغلط عندى أنا الغبية لما فكرت إن ممكن يكون فى فرصة نبقى سوى بعد السنين دى، أنا اللى غبية عشان سمعت كلام سارة بإنك بتحبنى و بتتعذب من غيرى…..(نزل منها دمعة تانية مسحتها و كملت بصوت مخنوق) أنا اللى غبية لما فكرت اعطى لقلبى فرصة و اجيلك هنا و احول صحح اللى حصل، عارفة أنا دلوقت عايزة اضرب نفسى ألف جزمة عشان مسمعتش كلام ماما لما حاولت تغير قرارى عشان مجيش المنوفية……
قالت جملتها الأخيرة و خطت خطوتين لكنها وقفت و بصتله و قالت بقهرة: أنا أسفة لو حاولت افرض نفسى عليك……… آسفة لكونى حبيتك…. أوعدك مش هتشوف وشى تانى.
خلصت كلامها و جريت على البيت و قفلت الباب جامد فى وشه، و هو نزلت منه دمعة مسحها بثبات و همس لنفسه: دا اللى لازم يحصل.
خالد فضل طول اليوم فى شغله مش عارف يركز، عقله مشغول ب أميرة و قلبه مش مرتاحة حاسس إنها مش بخير، كان موجود فى الدور الأول للمشفى فى الاستقبال مستنى ياسر عشان يروحوا سوا، فتح فونه و حاول إنه يرن على أميرة و يطمن عليها لكن كبريائه بيمنعه، تأفف بضيق و هو بيرجع الفون لجيبه و طلب من ممرضة تعرف ياسر إنه خرج من المشفى.
ركن عربيته قدام البيت كالعادة و دخل بسرعة عشان يشوف أميرة و يطمن قلبه عليها، لكنه أول ما فتح باب البيت لقى صفية قاعدة حاطة إيدها على خدها و نُهى واقفة بعيد عنها بتتكلم فى الفون، حط المفاتيح على الجزامة و قال: السلام عليكم.
صفية قامت من مكانها بعد ما ردت السلام و قالت باندفاع: كويس إنك جيت يا خالد.
خالد باستغراب: فى ايه يا ماما؟

 

 

صفية بحزن: أميرة مشت يا ابنى، صحينا من النوم لقينا أوضتها و دولابها فاضى و نهى من ساعتها بتحاول تكلمها بس فونها مقفول.
خالد شرد فى الموقف اللى حصل قبل ما يروح المشفى و افتكر طرده ليها من البيت، زفر بضيق و مسح على وشه و قال بهدوء عكس بركان الغضب اللى جواه: و المفروض أعمل إيه دلوقت يا ماما؟
صفية ضيقت عيونها و قالت بدهشة: تعمل ايه؟ بقولك أميرة مشيت و منعرفش عنها حاجة؟ دور عليها انزل القاهرة و شوفها.
قبل ما خالد يرد نُهى قالت: اطمنى يا ماما أميرة و بنتها وصلوا القاهرة، أسماء بتقول إنهم بخير و كويسين و اضطرت تسافر عشان مامتهم تعبانة شوية.
صفية: الحمدلله إنهم بخير.
خالد استأذن منهم بحجة هيطلع يغير هدومه، قفل باب أوضته بالمفتاح و قعد ورا الباب دموعه نزلت، بالرغم من إن هو اللى طلب منها تبعد و تكمل من غيره، خبط على قلبه بحزن و قال: هتفضل متعلقة بيها لامتى؟ اهى مشيت فعلًا يعنى مكنتش هنا عشانك…..انساها يا غبى انساها.
فضل مثبت إيده على موضع قلبه و دموعه بتنزل فى صمت و هو بيفتكر أحسن فترة مرت فى حياته لما كنا شغال سكرتيرها الخاص، ضحكتها، أسلوبها، خجلها، عطفها و شخصيتها المرحة و الاجتماعية كل حاجة فيها مميزة لكن هيفضل اليوم اللى هى اتجوزت فيه ولاد هو نقطة الحبر اللى انتشرت و بوظت الصفحة البيضا و الجميلة، خرج من شروده على دقات الباب.
قام بسرعة من مكانه و مسح دموعه و أخد نفس طويل قبل ما يفتح الباب، مكنش حد غير صفية إلى أول ما شافها خالد لف وشه عشان متعرفش أنه بيعيط و قال بصوت جاهد عشان ميكونش مهزوز لكنه فشل: فى حاجة يا أمى؟
صفية دخلت و قفلت الباب وراها و وقفت قدامه و بدأت كلامها و هى بتمسك ايده بين كفوفها: عارف يا خالد، أنت لو خبيت وجعك عن العالم كله فأنا لاء.
خالد ابتسم بوجع: وجع ايه بس يا صفصف انا كويس اهو.
صفية ابتسمت بحب: أنا أمك يا خالد و بفهم مالك من غير ما تتكلم،تعال يا حبيبى تعالى.
قالت كلماتها الأخيرة و هى بتشده من إيده و قعدته على طرف السرير و قعدت جنبه و طبطبت على أيده و قالت: أنا عارفة إنك لسه بتحب أميرة و لما شوفتها هنا اتجدد الامل جواك تانى انكم هتكونوا سوا، و هى كانت هنا فعلًا عشان كدا، أميرة اطلقت من وليد بعد اسبوع واحد من جوازهم، هى أول ما رجعت من برا جيت علينا هنا علطول علشانك.
خالد باستنكار: و عشان هى جاية عشانى تقوم توافق على جوازها من مصطفى!
– موضوع مصطفى دا هى أصلا متعرفش عنه حاجة أنا رفضت طلب خالك لكن مع ذلك جيت و قولتلك عشان تروح و تعترف بحبك لأميرة، كنت بحرك يعنى و عشان كدا بعدتها ليك امبارح بحجة القميص عشان تعترف بمشاعرك، فإيه اللى حصل بقى عشان تمشى هى الصبح و من غير ما نعرف!

 

 

خالد بهروب: ما نهى بتقول……
صفية منعته يكمل و قالت: أنا مش صغيرة يا خالد، تعب والدتها دا مجرد حجة عشان متقولش هى مشيت ليه و اعتقد شكلها لما نزلت من اوضتك امبارح موضح هى مشيت ليه، و انا مش عايزة اعرف هى مشيت ليه بس أنا عايزة اقولك إن لو لفيت العالم كله مش هتلاقى حد يحبك زى أميرة و لا فى حد يعوضها فسوء انت كنت غلطان فى حقها أو لاء ف روح يا ضنايا و صالحها و رجعها معاك، بلاش تخسرها يا خالد.
خلصت كلامها و قامت من جنبه باست راسه و طبطبت على كتفه و سابته يغرق فى دوامة تفكيره و خرجت.
******
فى القاهرة فى فيلا الخولى، و تحديدًا أوضة أميرة كانت قاعدة على سريرها ضامة رجلها لصدرها و مثبتة وشها على ركبتها و دموعها بتنزل من غير صوت و بتفتكر كلام خالد معايا و طرده ليها و إنه مش عايز يشوف وشها تانى، من لما رجعت من المنوفية سابت شغف مع اختها و قاعدة نفس القاعدة دى و قافلة الباب على نفسها، عيونها ورمة من كتر العياط و كأنها بتعيط من سنة،ثانية واحدة…….هى فعلًا قلبها بيعيط من ٣ سنين و من الواضح انها هتفضل طول عمرها بتبقى و بتابع خالد من بعيد، سمعت المغرب بيأذن فمسحت دموعها و قامت تتوضى و تصلى و تدعى ربنا يخفف عنها و ميعلقش قلبها بواحد مش شايفها.
خلصت صلاة و قعدت مكانها ع السجادة بتدعى و بتشكى همها لربنا فضلت ع الوضع حوالى ساعة و مكنتش هتقوم لكنها سمعت صوت عياط شغف فقامت بسرعة و اول ما فتحت الباب شافت أسماء كانت على وشك تدق الباب، أميرة أخدت شغف منها و حاولت تهديها و هى بتهزها و بتتحرك بيه فى الأوضة و بالفعل شغف سكتت و نامت على إيدها، أميرة نيمتها فى السرير و غطتها كويس، و بصت لأسماء و قالت بهمس: خلينا نتكلم تحت عايزاكى فى موضوع مهم.
كانوا واقفين قدام البسين و أميرة مربعة ايدها و سرحان، فاقت على حركت أسماء قدام عيونها و هى بتقول: ايه يا ميرو روحتى فين؟
أميرة بانتباه: انا معاكى، معاكى.

 

 

– طيب قولى بقى موضوع ايه؟
أميرة بجدية: عملتى ايه فى موضوع تسجيل شغف؟
– سجلتها بس مش باسم ماما و بابا.
أميرة باستغراب مخلوط بضيق: ليه؟ و باسم مين؟
أسماء بتوضيح: سجلتها باسم وهمى، عشان حرام إنها تتسجل على اسم بابا و ماما و هى متبناه
– ايوه صح، الموضوع دا راح عن بالى خالص كويس إنك واخدة بالك.
اسماء ابتسمت و طبطبت على كتفها بحب و وقفوا ساكتين لحد ما أميرة قطعت الصمت و قالت: أنا هاخد شغف و هسافر تركيا عند عمتو.
أسماء بصدمة: ايه! تسافرى فين؟ و ليه أصلا؟
أميرة عيونها دمعت و قالت بصوت غالبه البكا: عشان مش هقدر افضل هنا، عايزة……
مقدرتش تكمل لأن دموعها نزلت و عيطت غصب عنها، بلعت ريقها و هى حاسة بوجع و تقل فى لسانها و كملت بخفوت: خالد مش عايزنى، رفضنى للمرة التانية، أنا النهاردة حصيت انى رخيصة و انى بفرض نفسى عليه…..
نطقت الكلمة الأخيرة و عيطت جامد، ف اسماء خدتها فى حضنها و عيطت عشانها، و بدأت تهديها و هى بتمسح على ضهرها بحنان و تقول: كل دا هيعدى، بس انتى أهدى و كفاية عياط، كله هيبقى تمام.
خرج صوت أميرة من بين شهقاتها: جرحنى اوى يا أسماء جرحنى أوى و قلبى موجوع اوى، الحب دا اسوء شىء ممكن يصيب الإنسان.
أسماء خرجتها من حضنها و مدت إيده تمسح دموعها و قالت: الحب مش وحش يا ميرو، ممكن بس الظروف هى اللى بتعاند شوية، بصى استهدى بالله كدا و احكيلى ايه اللى حصل ممكن تكونى فاهمة غلط و بعدين خالد مش عارف إنك مطلقة فممكن عايز يحط حد للتعامل بينكم و خصوصاً إنه عارف إنك بتحبيه.
أميرة هزت دماغها بضيق و قالت: لاء مفهمتش غلط، حتى لو مش عارف انى مطلقة مكنش لازم يجرحنى بالشكل ده.
خلصت كلامها و سابت أسماء و مشت لاوضتها، و لما اسماء حاولت توقفها لفت و قالت لها: عايزة اكون لوحدى متجيش ورايا، لما احب اتكلم انا هحكى لوحدى.

 

 

مر اربع ايام كأنهم اربع سنين على أميرة و خالد اللى بيلوم نفسه على كلامه معاها و جرحه ليها، و بيتغاضى عن إلحاح قلبه بإنه يروحلها و بيكابر، أما أميرة فكأن عندها ميت معتكفة فى اوضتها و سايبة شغف فى اغلب الأوقات إما مع بسمة أو أسماء، و فى اليوم الخامس الصبح أخيرًا أميرة خرجت من الأوضة و كانت قاعدة فى الجنينة لما سمعت صوت عربية الشرطة شرعت براسها فكانت الصدمة من نصيبها لما لقت رجال الشرطة متجهين نحيتها، الظابط سألها بجدية: مدام أميرة الخولى ؟
هزت براسها فهو كمل: مطلوب القبض عليكى……….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية لم يكن تصادف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!