رواية لم يفت الأوان بعد الفصل الثاني 2 بقلم نرمين قدري
رواية لم يفت الأوان بعد البارت الثاني
رواية لم يفت الأوان بعد الجزء الثاني
رواية لم يفت الأوان بعد الحلقة الثانية
توقفت قرب الباب واخذت تستنشق الهواء البارد وتستمتع بنسمات البلد التي فقدت رائحتها ورائحه الارض فهي عاشقه لهذه الرائحه
قطع صوته الخشن حبل افكارها وقال ببرود مصطنع
– هو حضرتك هتفضلي عندك كده كتير ولا ايه مش يلا
-اسفه معلش سرحت شويه
رمته بنظره بارده متجاهله متعمده
فهذه كانت زيارتها الاولى لقريتها منذ ثماني سنوات لقد رحلت بعيدا عن هذا المكان بسببه وظلت بعيده بسببه اذا اعتقد انه سيفسد عليها لمحه السعاده الاولى وحنينها للمكان فهو سيكون مخطئا تماما دخلت اسيل السياره واغلقت الباب خلفها بشده واصدر صوت عاليا مما زاد من غضبه عليها
قالت اسيل ببرود
– هي عمتي عامله ايه دلوقتي وهي في انه مستشفى
= ياه لسه فاكره تسالي انا قلت ان انت مش هتسألي عليها ابدا
– هو انت عطيتني فرصه أسأل ولا ما اسألش انت اخذتني من المحطه لحد هنا وانت عمال تشخط وتنطر كأني ما فيش في الكون غيرك كأنك الحاكم بأمره واحنا كلنا اتباع لسيادتك
قولي ايه اللي حصل لعمتي بالظبط انا عايزه اعرف
تنهد نور وقال بحزن:
-عمتك تعبانه قوي بقالها شهر في العنايه المركزه وكلنا مهتمين انتي عارفة غلاوتها عندي قد ايه
ضحكت سخريه:
– انت هتقول لي طبعا لازم عيله مهران يكونوا في المرتبه الاولى بالنسبه لعمتي حتى قبل بنت اخوها اليتيمه اللي كانت بتربيها انتم كنتم عندها لكم الاولويه عني
رمقاها اسر بنظره قاسيه وقال:
= هي كانت مربياكي زي بنتها بس انت عملت ايه قابلت كل ده بايه انك سبتيها ومشيتي سبتيها وحيده هي كانت ام تانيه ليكي لمده كام سنه وانت عملت ايه بكل جحود ثمان سنين سايباها لوحديها تعرفي عنها ايه تعرفي عن حياتها ايه
قطعه كلامه اسيل بعصبيه:
-وانتم تعرفوا عني ايه وعن حياتي تعرفوا انتم انا عانيت قد ايه في كل السنين دي انا عشت لوحدي طفله لسه ما كملتش 20 سنه بطولها في بلد غريب ما اعرفش فيها حد تعرفوا انتوا عني ايه تعرفوا ايه عن القسوه اللي انتم عيشتوني فيها
-بذمتك يا اسيل انت مصدقه نفسك ومصدقه كلامك انت اللي غاويه تعيشي دور الضحيه وبس انتي عارفه لو ابوكي كان عايش كان عمل فيكي ايه
-بقول لك ايه يا نور اعيش دور الضحيه معيش دور الضحيه دي حاجه تخصني ما تخصكش انا كل اللي انا جايه له دلوقتي هي عمتي وبس غير كده مش فارق معايا حاجة اصلا والحمد لله أن ابوبا ميت يعني محدش ليه حكم عليا خلاص اقعد امشي اطفش اللي حكم مات من زمان
قال يتهكم:
= انتي شايفة كده صح أن ابوكي بس اللي كان ليه الحكم عليكي مش عاوزة تبطلي ذاكرة السمكة اللي عندك دي واحد غيري كان دفنك مكانك اول مشافك
ضحكت بسخرية مفتعله:
-والله جد وده بإمارة ايه بقااا ،
الله يخليك يا نور متفتحش في اللي فات ركز في طريق واحكيلي عمتي ايه حصلها بلظبط
=تمام كل شيء في وقته حلو ومش وقته ماشي يا اسيل الصبر حلو
عمتك جات لها جلطه في القلب مشكلة ام الجلطة جو وهي على السلالم وقعت وللاسف الواقعه دي عملت لها كسور مضاعفه في جسمها كله خالتها ما تقدرش تتحرك شبه مشلوله. ومن ساعتها وهي مش على لسانها غير اسمك وطبعا احنا ما نعرفش حاجه عن سياده البرنسيسه اللي اختفت فجاه بين يوم وليله
قومنا الصبح لقيناها اتبخرت مش موجوده
نظرت له بكره وقالت:
-علشان كده حضرتك عملت الاعلان علي النت كانك بدور علي كلب تاه منك
واكملت بسخريه وهي تحاول تقليد طريقه الاعلان:
-رساله مستعجله للانسه اسيل السيد مجاهد التي تقيم في قريه قنا وتركتها منذ ثمان سنوات نرجو الاتصال بهذا الرقم ضروري عمتك في خطر
= طيب والله الحمد لله ان انت حنيتي علينا وشفتي الاعلان وجيتي اهو عملنا حاجه مفيده يا ستي
-بقول لك ايه يا نور بطل نغمه السخريه اللي انت عمال تتكلم بيها ديت انا ليا قوة احتمال تمام كل اللي بينا عمتي هطمن عليها وهرجع زي ما جيت وانت اصلا تنسي انك شفتني
ابتسم بسخرية معتاده و فضل الصمت
أكملت اسيل وكأنها تتعمد تجاهل ابتسامته الساخرة :
هي عمتي تعرف أن انا جايه
قال بستهزاء:
=لاء طبعا خفت اديها امل انك جاية و متجيش
زفرت أنفسها بملل وفقدان صبر:
– كفايا بقا طريقتك المستفزه دي سوق بسرعة علي المستشفي علشان عاوزه اروح اكدد حجز الفندق
التفت اليها نور وقال بصيغة الأمر:
-موضوع حجز فندق ده تنسية انتي هتنزلي في السريا عندي
شهقت بصوت مسموع وكأن الفكرة ارعبتها وكأن تيار كهربائي لمسها :
-لا طبعا ده من سابع المستحيلات انت اكيد بتهزر ده اخر مكان افكر ارجع له
=ياااه ليه كل ده ولا علشان بيفكرك بيا وخايفه لتضعفي
– ده سقف احلامك عالي قوي
ثم ابتسمت دونا ان تتمكن ان تحكم نفسها من ذلك
نظر لها نور بخبث :
-طيب لما انتي جامده قوي كده ايه اللي مخوفك انك تنزلي عندي في سرايا
أجابت عليه بحقد واضح في صوتها:
-انا مكرهتش مكان قد ما كرهت السريا عندكم كرهت شغل عمتي فيها
ولدتك الحمد لله مقصرتش طول نهار كان لازم تحسسني أن انا بنت الداده اللي بتخدم عندهم كانت دائما محسساني أن انا مينفعش اكون واحده من عيله مهران عيله الحسب والنسب مع اني متربية عندكم وانا عمر ٣ سنين بس مع كل موقف كان لازم تفكرني باصالي
غير بنت خالتك دي لوحدها عالم تاني ما كنتش عارفه تداري غيرتها مني كانت بتقل ادبها عليه بحجة أنها بتغير عليك وانا كنت شارية خاطرك وساكته وجاي بعد ما سبتلهم كل حاجة جاي تقولي ارجعي تاني لنفس المكان اللي كنت بتهان فيه
اغمض عينيه بره ثم قال وهو يقود سيارته:
-علي فكرة أنا مش باخد رايك انا بس ببلغك القرار النهائي اللي مفروض هيحصل ولا انك ناسية يا هانم انك مراتي
ضحكت اسيل بصوت مرتفعة مما جعل من حولهم يلتفتون لصوتها :
– ايه معلش قول تاني كده انا ايه
كشر نور وارتسم الجديدة لقد كان صوت ضحكتها كفيل أن يوقظ كل المشاعر التي ظن أنها دفنت من أعوام مضت قال متهكما محاولا أن يخفي مشاعره
– هي المدام نست أننا كاتبين ورقتين عرفي من ٨ سنين وانك لسة في حكم مراتي
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لم يفت الأوان بعد)