روايات

رواية أوصيك بقلبي عشقا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم مريم محمد غريب

رواية أوصيك بقلبي عشقا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم مريم محمد غريب

رواية أوصيك بقلبي عشقا الجزء الثالث والعشرون

رواية أوصيك بقلبي عشقا البارت الثالث والعشرون

رواية أوصيك بقلبي عشقا الحلقة الثالثة والعشرون

“إنها طفلة عديمة الخبرة ؛ لكنها أكبر دافعٌ لحياتي.. إنها إيماني !”
_ مراد
بلغ غضبه الذروة و هو يقف أمام باب الحمام كل تلك المدة يقرع و هي لا ترد، بما أنه يعرفها جيدًا يثق بأنها تصدر شخصيتها الهشّة الجبانة الآن، تصنع دراما البؤس خاصتها التي أقامت لها طوال حياتها القصيرة مع أخيه الراحل …
نفذ صبره ظانًا بها كل هذا، لا يفكر في أمرٌ آخر، فرفع يده يضرب الباب بقوةٍ و هو يصيح :
-هانفضل كده كتير.. لآخر مرة بقولك افتحي يا إيمان. افتحي و إلا هاكسر الباب و لو دخلت لك بالشكل مش هايحصل طيب… مش هاتفتحي يعني !؟؟
لم يسألها ثانيةَ، تراجع خطوة للخلف، ثم بمنتهى العنف ركل الباب ركلةٍ واحدة، فانكسر القفل، دلف إليها و الشرر يتطاير من عينيه.. لكنه بهت و توقفت أعضاؤه قاطبة لوهلةٍ حين اصطدم برؤيتها على هذا المنظر… لا تزال عارية.. في يديها هاتفه
هاتفه لقد سرقته
و أيضًا ما هذه.. قنينة العقار اللعينة !!!
ماذا فعلت في نفسها بحق الجحيم !!؟؟؟؟
و بمن اتصلت المجنونة ؟؟؟؟؟؟؟؟

 

-إيمــان !!!! .. صرخ “مالك” مذعورًا و هو يندفع نحوها
جثى بجوارها و أمسك بها و اخذ يهزها بقوة …
-إيمان. عملتي إيه في نفسك. عملتـي إيه !!؟؟؟
و جاءته الإجابة لحظة تدحرجت قنينة العقار الفارغة أمامه فوق الرخام، جحظت عيناه و شحب كليًا و هو يهمس مرتعبًا :
-يا نهار اسود !
لم يفكر مرتين، لكنه قبل أن يمس الهاتف ارتعد حين دق فجـأة، إلتقطه بيدٍ مرتعشة و نظر إلى الشاشة المضاء.. المُعرّف الآلي أطلعه فورًا على هوية الرقم غير المسجل …
-مراد محمود !!! .. تمتم “مالك” مصعوقًا
و تلقائيًا رآى أمامه الرجل الذي قهره و جعله لا يساوي شيء، بقدر غضبه أحسّ بالخوف، خوفه دفعه ألا يرد عليه مطلقًا، و انتظر حتى انقطعت المكالمة ليطلب صديقه في الحال …
ما إن رد عليه الأخير صاح فيه بهلعٍ عبر الهاتف :
-راااااامـز إلحقني يا رااامـز !!!!
في غضون دقائق وصل “رامز”.. كان “مالك” قد ستر جسد زوجته و لم يتزحزح من جوارها، هب واقفًا لدى رؤيته لصاحبه و هتف برجفةٍ في جسده و صوته :
-إلحقني يا رامز. أخدت الحبوب كلها. جسمها متلج و مابتنطق خالص !
تصرّف “رامز” بهدوءٍ و هو ينحني ليختبر نبض “إيمان”.. حيث وضع إصبعه فوق شريانها السُباتي للحظاتٍ …
-مراتك دي لازم تتنقل المستشفى حالًا ! .. قرر “رامز” بصرامةٍ و اعتدل ليواجهه ثانيةً :

 

-بدون دخول في تفاصيل. أنا قلت لك مش عايز نوش عندي يا مالك. خدها من هنا و امشي ..
رد “مالك” بارتباكٍ شديد :
-أخدها إزاي بس و هي كده. و لو روحت بيها أي مستشفى هاتفضح و لو جرالها حاجة هاروح في داهية يا رامز !!
رامز بغلظةٍ : و أنا مش مافيا يا حبيب أخوك. انت أخرك هنا كانت ساعة إنبساط. لكن بلاوي و جرايم ماتلاقيش ! .. صم نظر صوب “إيمان” مستطردًا :
-وقتك بينفد. لو استنيت عليها أكتر من كده هاتروح فيها و انت كمان هاتروح في داهية بجد !!!
تراجع “مالك” عدة خطوات، جفل و أمسك بيداه مؤخرة رقبته بإحكامٍ، بقى على هذا الوضع حتى دق هاتفه مجددًا، انتفض و هو يحدق فيه حيث هو فوق الأرض …
نظر له “رامز” مستفهمًا، فأخبره “مالك” بصوتٍ مهزوز :
-ده. ده.. ابن خالة إيمان. و. عشيقها. إيمان اتصلت بيه من تليفوني قبل ما اكسر عليها الباب !
إنقطع الإتصال مع إتمام “مالك” سرد الحدث، لكن لم تمر دقيقة أخرى و دق الهاتف مرةً أخرى، حينها لم يتردد “رامز”.. إلتقط الهاتف أمام عجز “مالك” الكامل و فتح الخط …
*****
كان يقود كالمجنون حتى و هو لا يعرف أين عليه أن يذهب، لا زال يجهل مكانها، محمّر العينين، محتقن الملامح
كان يلهج بأنفاسه العنيفة و هو يُكرر كلماتها بأذنيها و يتخيّلها عندما أخبرته بأنها تموت …
لا يمكن
“إيمان”

 

لا يمكن أن يحدث هذا !!!
أمسك هاتفه بعصبيةٍ و حاول الإتصال مجددًا بالرقم الذي اتصلت به من خلاله، لكنه لا يرد.. لا يرد أبدًا
و لا يستطيع أن يفعل أي شيء، لا يستطيع حتى أن يهاتف “أدهم”.. ماذا يقول له !؟؟
بأيّ صفة يتجرأ و يتخطّى الحدود معه من جديد !!!!
اللعنة اللعنة اللعنة …
-آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه ! .. شقّت صرخته المقهورة جنابات السيارة و هو يضرب المقود بيديه المدمرتين مرارًا
إزداد وجهه احمرارًا و طفرت الدموع من عينيه، كان قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد عقله على الأخير، فأمسك هاتفه و حاول الإتصال مرةً أخرى …
هذه المرة إنفتح الخط و رد عليه صوت رجولي حاد :
-لو عاوز تلحقها هاتيجي على العنوان إللي هاقوله لك منغير شوشرة. ماعندهاش وقت كتير !!
-هـي فيــــن ؟؟؟؟ .. صاح “مراد” بضراوةٍ مستوحشة
أملل عليه الرجل عنوان مزرعةٍ تقع في مربع سقّارة بالجيزة، إنطلق “مراد” في وقتٍ قياسي متفاديًا عشرات الحوادث، هكذا وصولًا إلى العنوان الذي تلقّاه على هاتفه …
صطف سيارته أمام بوابة المزعة المفتوحة، سحب في يده قطعة حديد يضعها دائمًا بالسيارة تحسبًا لأي طارئ …
ترجل “مراد” دون أن يغلق حتى باب سيارته، ركض بسرعة إلى الداخل، كان باب البيت مفتوح بدوره، اهتدى “مراد” بضوء الردهة على يساره، أفضت به إلى الغرفة ذات الباب الموارب
اقتحمها مناديًا بأعلى صوته :
-إيـمــــــان.. إيـمــــــــــــان …

 

-من هنا يا باشا !
أتى الصوت من أقصى الغرفة، شق “مراد” طريقه نحو المصدر من فوره، أحكم قبضته حول الحديدة بيده و دفع الباب بهجومٍ مخيف.. أول من قابل بوجهه كان المدعو “رامز” يختبئ خلفه “مالك” …
-مراد أبو المجد !؟؟ .. قالها “رامز” مشدوهًا و هو يحدق بـ”مراد”
كذلك “مراد” ذُهل حين رآه و ردد :
-رامز الأمير !!؟
إنها صداقة قديمة، من الأيام الخوالي، جمعت بينه و بين صديق عمره “عثمان البحيري”.. كانوا مثلث صداقة مُحكم طوال فترة الدراسة الجامعية و سنوات العربدة و الفسوق قضوها كلها سويًا …
كيف آلت “إيمان” إلى طريقه بحق اللعنة ؟؟؟؟؟؟
-بنت بتعمل عندك إيه يا رامز !؟؟ .. خرج السؤال من بين أسنان “مراد” بحشرجةٍ ضارية
هز “رامز” رأسه مجفلًا :
-أنا مش مجمع أي حاجة يا مراد. ماعرفش إيه الحوارات إللي معاك و لا فاهم أي حاجة أقسم لك. انت عارفني كويس ماليش الجو ده و انت بالذات.. انت صاحبي !
مراد بحدةٍ مخيفة :
-إيمان فين يا رامز ؟؟؟

 

تنحّى الأخير جانبًا و هو يُزيح “مالك” الذي وقف يتابع ما يجري بتوجسٍ و رعب، ليرى “مراد” حبيبته.. ابنة خالته… “إيمان” على تلك الشاكلة
كانت أمامه كالموتى فعلًا و قد خشى أن تكون حقًا كذلك، تجاهل كل شيء، تلاشى أيّ تعبيرٍ آخر غير الجزع عن وجهه، أسرع ناحيتها هاتفًا بتلهفٍ :
-إيمـان.. إيمــان ردي عليـا. فيكي إيـه. حصلك إيــه ؟؟؟؟
كانت بين أحضانه الآن، جسدها بارد كالثلج، و فمها منفرج لا ينم عن أيّ مجرى للتنفس، مِمّا دب فيه الذعر و جعله يصرخ كالوحش و هو يدير وجهه نحو الرجلين من خلفه :
-عملتوا فيها إيـه يا رامز ؟؟؟؟
عبس “رامز” و يملأ فمه بأغلظ الآيمان :
-و عزة الله ما لمستها. مالك فهمني انها مراته و انها جاية هنا بمزاجها. طلب مني أجيب له GHB و قلت له نص قرص كفاية عليها. مشيت و سيبتهم لاقيته بيكلمني بعدها بساعتين تقريبًا و بيقولي بلعت الأقراص كلها.. بص يا مراد أنا قلت لك مش فاهم إيه إللي بيحصل بس لو دي تهمك لازم تلحقها بسرعة. إللي بلعته ده مخاطره انت عارفها و يمكن أسوأ !
و كأن تلك الكلمات تمامًا هي ما دفعته أسرع، قام من ركوعه حاملًا إيّاها على ذراعيه، استدار عازمًا الخروج، لكن قبل ذلك وقف هنينهةً أمام “مالك” قائلًا بتوّعد :

 

-تصحى إيمان و أطمن عليها.. بعدها لو الموت نفسه فوق راسك. مش هاتنوله قبل ما أصفي حسابي معاك !!!
لم ينتظر “مراد” ليقرأ ردة فعله على كلماته، لم يكن مهتمًا، لم يكن هناك تركيزًا سوى عليها فقط، أخذها مسرعًا إلى سيارته
وضعها بالمقعد الخلفي و هو يمسّد على خدّها الشاحب متمتمًا بأنينٍ متألم :
-كل ده بسببي. كل ده بسببي.. ياريتني ما كنت رجعت. ياريتني ما كنت حبيتك يا إيمان !
تراجع بغتةً مغلقًا عليها باب السيارة بقوةٍ، استقل أمام المقود مجددًا، و قاد رأسًا إلى مشفى المدينة الخصوصي !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوصيك بقلبي عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى