رواية لماذا أنا الفصل الثالث 3 بقلم نورا سعد
رواية لماذا أنا البارت الثالث
رواية لماذا أنا الجزء الثالث
رواية لماذا أنا الحلقة الثالثة
ـ ممكن أفهم بقى في أيه؟
مسك كف يدها وقبلّها بهدوء ثم أخد نفس وبدأ يقُص عليها كل شيء حدث منذ دخوله المنزل حتى الأن، أنتهى من قَصّ ما حدث ولحقها بسؤال: أعمل أيه يا مليكة؟
كانت تنظر له بصدمة وعدم أستوعاب لكل ما حدث، فَكيف في ساعات محدودة هكذا ينقلب كل شيء رأسًا على عقب هكذا! نظرت له وعلامات الصدمة تسيطر على ملامحها وقالت: أزاي اللي أنت بتقوله دَ! وأزاي أمجد يصدق الهبل اللي أتقال دَ؟! وليه مايا تعمل حاجة مقرفه زي دِ؟ هتستفاد أيه؟!
ماذا يقول؟ هل يفضح أمره ويفصح عن حب مرات أخيه له؟ بالتأكيد لا، نفض الفكرة من رأسه سريعًا وهتف بحنق: معرفش يا مليكة معرفش، المهم أعمل أيه دلوقت؟ أنا قاعد في الشارع.
صمتت لثواني ثم هتفت سريعًا: أول حاجة أنت لازم تكلم بباك وتفهمه كل اللي حصل قبل ما أمجد يتصل بي.
هز رأسه موافقًا لرأيها، خرج هاتفه وسارع بطلب والده، ثواني وجاءه الرد من الجهة الأخرى؛ فكان صوت والده الذي هتف فور فتح المكالمة.
-وكمان ليك عين تتصل بيا! أنت أيه بجح؟
لم يتمالك غيث نفسه، فهتف محاولًا الدفاع عن نفسه: بابا أنت بجد صدقت أمجد؟ بجد صدقت التخريف اللي قاله ليك!
صاح الأخر بغضب: أخرس، أمجد دَ طلع ضفره برقبتك على الأقل مش وسخ زيك، طول عمري مديك الأمان وبفضلك عن أخوك في كل حاجة ودِ تكون النتيجة! أسمع أنت من أنهاردة ولا أبني ولا أعرفك، وأنسى التوكيل اللي كنت عملهولك دَ خالص، ورجلك متعتبش الشريكات تاني أنت فاهم؟ مش كفاية مش مكسوف من ربنا بعد اللي عمله فيك كمان بتغضبه وعايز تغتصب مرات أخوك، يشيخ اتفو على دِ تربية.
كان مُكبر الصوت يعمل ومليكة تستمع كل حرف يُقال، كان الصمت هو الذي يسيطر على المكان، فَريد المنشاوي نهى حديثه وأغلق الهاتف في وجهه، والأخر أستقبل كلمات والده كأسهم حارقه، لم يدراى ماذا يفعل، ماذا يقول، هل ذلك حقًا النهاية؟ والده غاضب عنه ومُتهم بجريمة ليس له يد فيها من الأساس! خانته عيناه وترقرقت بالدموع، كانت مليكة تراقب ملامحه بصمت، زحفت بيدها لكي تحضن يده لكنه سحبها فورًا وهتف بقتضاب: أمشي يا مليكة بعد أذنك، قومي روحي.
-أسمع بس هت..
قاطعها بحده: بعد أذنك يا مليكة.
لم تعلم ماذا تفعل، صمتت للحظات ثم سحبت حقيبتها وغادرت المكان، كان يتنفس بعنف، وصدره يعلى ويهبط بعنف، وعروقه بارزة تكاد أن تنفجر، دقائق مَرت عليه هكذا حتى هدأ قليلًا، خرج الهاتف وأجرى مكالكة لصديقة عُدي، لكي يخبره أنه يريد أن يستضيفه في بيته لبعض الأيام، رحب بهِ كثيرًا، شكره بأمتنان وأخبره أنه في طريقه إليه، أغلق المكالمة ثم حرك كرسيه وغادر المكان.
بعد نصف ساعة كان قد وصل إلى منزل عُدي،. فَهو يمكث بالقرب من بيت أمجد.
أستقبله صديقه بترحاب شديد، ثم تركه في غرفة لكي يستريح فيها.
*************
NORA SAAD
مَر يومين على ذلك اليوم المشئوم، ولم يحدث أي شيء يذكر، غيث يمكث عند صديقه ويفكر ماذا يفعل بعد ذلك، أما أمجد فكان ينتظر توكيل الشريكات على أحر من الجمر، وبالفعل وصَل التوكيل اليوم.
-التوكيل وصل، التوكيل وصل يا مايا، بقيت المسئول الرسمي لشريكات فريد المنشاوي مش مصدقك نفسي بجد.
نهى هتافه وهو يحتضن مايا بشده، ضحكت الأخرى وشتدت على عناقه بشده ثم هتفت بسعادة وهي تمسك وجهه بيدها: مبروك يا حبيبي، إن شاء الله طول ما أنا جمبك هيفضل أسمك يكبر في السماء، وتوصل للنجوم كمان.
قبّل يدها بحنان ثم قال: ربنا يخليكِ ليا يا حببتي، بقولك أيه عايزين نحتفل بالمناسبة الحلوة دِ.
ضحكت بدلال ثم قالت: نحتفل منحتفلش ليه؟ هغيَر هدومي وأجيلك.
*******************
ولكن عند غيث، فَكان يجلس بجانب صديقه وتفاجأ بأن مُرسل له أيميل بأن توكيل والده قد لُغى اليوم، كوب وجهه بني يده بيأس لا يعلم ماذا يفعل، فَهو هكذا لا يمتلك أي شيء، أين يعيش؟ صديقه سيرحب به إلى متى في منزله؟ هل سيعثر على عمل وهو بحالته ذلك؟ المئات من الأسئلة هبطت على ذهنه دُفعه واحده، رَبت عدى على كتفه مخففًا عليه الحمل، ثم تسأل: مالك بس يا صاحبي؟ احكيلي طيب يمكن أقدر أساعدك.
رفع رأسه ونظر له بقلة حيله، أستسلم في نهاية الأمر وقرر أن يقص عليه كل ما حدث لعل وعسى يعثر معه على حل لذلك المصائب.
أنتهى من قص كل شيء ثم أنتظر من عدي قَول أي شيء لكنه صُدم عندما قال.
: بص بقى أنا رأي أنك لازم تروح لأخوك وتستسمحه وتخلي يرجعك تعيش معاه، دَ برضه في الأخر أخوك، وأبوك لما يلاقي أنك راضيت أخوك هيرجع كل حاجة زي ما كانت.
كان يريد أن يقذفه بأي شيء في وجهه لكي يصمت، تمالك أعصابه، وهو فَرر من أمامه سريعًا، تجاهل غيث كلماته وتذكر أن هذا هو عُدي، لايُحل ولا يربط أي شيء على الأطلاق، ولكن يُشكر أن هو الوحيد الذي وافق أن يستضيف غيث في منزله، غيث في الأساس لايمتلك أصدقاء، فَمن يوم الحادث والكل تخلى عنه، كأنه أصبح وباء! ولكن كان من المفترض أن ننظر له قبل الحادث، كيف كان، وكم الناس الذين كانوا حاولوا يتمنوا فقط أن يتحدثوا مع غيث المنشاوي.. تنهد وخرج من وحل أفكاره هذا، وقد أتخد قراره ويتمنى أن مليكة تتفق معه عليه.
**********
أما في مكان أخر، وبالأخص في منزل مليكة، حيث كانت تجلس هي وبنت عمها مي في غرفته ويتثرثرون كـأغلب الفتيات في سنهم هذا.
-شوفتي حظي؟
كان ذلك جملة مليكة، ضحكت مي بسخرية وردت عليها وهي تكمل وضع طلاء للأظافر: الصراحة الصراحة أنتِ نحس أوي يا بيبي.
غلقت الزجاجة وأعتدلت في جلستها ثم سألتها بأهتمام: وصحيح هو أنتِ أصلًا كملتي معاه بعد الحادثة، يعني يوم ما أتخطبتي له كان چينتل والبنات كلها هتموت عليه، فقولنا ماشي، لكن دوقت عجيك في أيه يا متخلفة!
نظرت لها بحنق ثم قالت: أنا برضه اللي متخلفه! أنا كان اللي لي دماغي أن بعد الج..
قاطع حدثهم رنين هاتفها بأسم غيث.
نظرت للهاتف ثم قالت: دَ جيه على السيرة.
ضحكت الأخرى، فتحت مليكة المكالمة وبعد سلامات من الطرفين طلب منها غيث أن يقابلها الأن لأنه يريد أن يخبرها شيء هام، وافقت وكانا على موعدهم أن يلتقوا بعد ساعة من الأن
*******************
في منزل عُدي، كان غيث يتحرك بكرسي في أتجاة الباب، وقف أمامه بعجز وهو يسب ويلعن في ذلك الكرسي الذي أصبح متحكم فيه، نظر حوله وبدأ ينده لعدي، ثواني واستجاب له.
-معلش يا عُدي عايزك بس تنزلني السلم.
مسك الأخر المقبض بيده ثم تمتم بخبث: عنيا طبعًا، هو أنت خلاص هتسبني وهترجع بيتك، دَ أنا يا رجل اتعود عليك خلاص.
جَف حلقه، تنحنح ونظف حلقه بحرج ثم قال: لأ هو أنا كنت جاي تاني.
كان قد وصلا لنهاية الدرج، وقف عُدي أمام غيث وهو يكتف ساعديه أمامه وقال: لأ أصل يا غيث والله ماما جايه من السفر هي واختي، ويعني أنت فاهم مش هينفع.
ابتسم غيث ثم قال: مفهوم مفهوم، عمتًا شكرًا ليك يا صاحبي على اليومين دول، يلا عن أذنك.
نهى حديثه وحرك كرسيه إلي وجهته.
بعد وقت كان غيث كان قد وصل للكافية المتفق عليه، وبعد دقائق أخرى كانت وصلت مليكة، وبعد السلامات والتحيات جلست مليكة في أنتظار حديث غيث الهام الذي أخبرها أنه يريد أن يقابلها لكي يتحدث معاها فيه.
-مليكة أبويا لغى التوكيل، وعرفت أنه عمله لأمجد، يعني أمجد دلوقت المسئول عن كل حاجة، وأنا.. وأنا سبت بيت عُدي صاحبي، يعني بقيت قاعد في الشارع.
شهقت الأخرى بصدمة، ثم هتفت: يا نهار أسود، لغى التوكيل؟
تنهد بيأس، ثم أقترب بيده ومسك يدها بحب يفيض بهِ ثم قال: أنا كل دَ مش فارق معايا يا مليكة، أنتِ المهمة بالنسبالي، أنا..أنا فكرت كتير وملقتش حل، غير…غير أننا نتجوز في بيتك لحد بس ما أتصرف، هدور على شغل، وهشتغل أي حاجة، هعمل المستحيل عشان..عشان أعوضك عن أي حاجة، أنا المهم عندي أنك تكوني جمبي أنا..أنا بجد محتاجك.
لم يستطيع أن يسطر على دموعه، خانته وزحفت على خديه بألم يمزق قلبه، لم يهتم لضعفه الذي صار مُفترش أمامها وواصل: أنا.. أنا محتاجك تقويني، أنتِ النور اللي بينورلي طريقي، مبقاش فاضلي أي حاجة في الدنيا دِ غيرك أنتِ.
كانت مليكة تسمع لكل حرف يتفوه بهِ بملامح جامدة، عيون ثاقبة، وقلب لا يعني ما هي ذلّة العشق، سحبت يدها من يده بهدوء وقالت….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لماذا أنا)