روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية العربي

موقع كتابك في سطور

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء السابع والعشرون

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت السابع والعشرون

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة السابعة والعشرون

ستبقا يتيماً في غياب من تحب حتى لو عانقك العالم أسرهِ
❈-❈-❈
في منزل حمدى
وبعد الإستقبال الهادئ
تجلس بسمة بجوار زو جها صامتة تنظر أرضاً ،، كلمات الإعتذار ثقيلة على لســ.انها بينما بهاء يتحدث مع حمدى بهدوء عن العمل .
أما جميلة فمنذ أن رأت حفيدها وقد إنشغلت به وتجلس تشاغله ببشاشة والصغير يضحك ويمرح معها .
نكز وائل قدم بسمة ليحسها على الحديث فزفرت الأخرى ثم نظرت لوالدها تردف ببطء وترقب :
– بابا أنا كنت عايزة أقولك حقك عليا ،،، أخر مرة كنت عندى مكنش ينفع أسيبك تخرج زعلان مني .
تنهدت بقوة ثم تابعت بمغزى وهي تفرك يــ.دها :
– أنا حامل يا بابا ،، ربنا هيرزقنا بأخ لياسين ،، وزي ما أنت قولت ،، هحبهم هما الإتنين زي بعض ،، ومش هفرق بينهم أبداً ،،، حتى لو واحد فيهم أختياراته كانت غلط ،، بردو مش هفرق بينهم ،، وهسمعلهم وهفهم هما جواهم إيه ،،، وده اللى إتفقنا عليه أنا وبهاء ،،، وأنا جيت النهاردة علشان مش عيزاك تفضل زعلان مني .
كان حمدى يطالعها إلى أن إنتهت ،، فهم مغزى حديثها ،، ويعلم أنها تعاتبه من وسط إعتذارها المغلف ،، وللحق يقال فإن حديثها أثر به إلا ذلك الجزء الذي قصدت فيه إن ريتان إختياراتها خاطئة فهو يحمل نفسه الذنب بدلاً عن إبنته ،، كان يجب عليه هو أن يتأكد جيداً قبل كل شئ ،، ولكن الآن ليترك الأمور كما هي وليحاول إظهار التفاهم لأبنته علّ الله يزيح الغمامة عن عقلها وترى قلب شقيقتها النقي .
تحدث حمدى بتروى وهدوء :
– ربنا يباركلك في ياسين يابنتى وفي اللى جاي ويرزقكوا برهم ،، وتلاقي فيهم الخير واللى زرعتوه جواهم ،، وحصل خير يا بسمة أنتِ بنتى وحتة منى ومهما زعلنا مستحيل هقدر أقسّي قلبي عليكي .
زفرت بإرتياح ،،، نظرت لزو جها الذي إبتسم براحة يغمزها فوقفت تتجه لوالدها وتدنو تقبل يــ.ده فقام بدلاً عن ذلك بإحتضانها وهو يربت على ظــ.هرها بحنو ويردف بحب صادق :
– ألف مبروك يا حبيبتى ،، ربنا يكملك على خير .
ظلت متشبته به ،، لا تنكر أن عناقه هو كل ما كانت تحتاجه ولكنه الكبر ،، تكابر وتعاند وتظن أنها على صواب دائماً خصوصاً من جهة شقيقتها ،، ولكنها مهما كابرت تظل صغيرة بحاجة أهلها خصوصاً والدها .
أبتعدت تجلس بينما أنفرجت أسارير بهاء وجميلة وأصبح الجو مبتهج عن قبل قليل وقامت جميلة لتحضر الضيافة وتركتهم يتناقشون .
❈-❈-❈
في الطريق يقود حمزة وتجاوره ريتان في حالة حماسية لرؤية أهلها فمنذ زوا جها ولم تراهما ،، الآن سترى والدها ووالدتها وسيرى كلٍ منهما سعادتها التى تتقافز في عيــ.نيها .
كان حمزة يحدثها ولكنها لم تنتبه فتعجب ولف وجهُ يطالعها متسائلاً بقلق :
– ريتان إنتِ معايا ؟
تنبهت له فلفت وجــ.هها إليه تبتسم مردفة.:
– معاك يا حبيبي ،، سرحت شوية بس ،، كنت بتقول إيه ؟ .
تناول يــ.دها يرفعها لفــ.مه ويلثمها بحب ثم عاد يتساءل :
– كنت بقول نعدى نجيب حلويات ولا شوكلت ؟
هزت رأ سها تردف بحرج :
– مالوش لزوم يا حبيبي تسلم ،، بابا علطول بيجيب .
أومأ مؤيداً يقول :
– عارف يا ريتا ،، بس بردو ميصحش حبيبك يدخل كدة بإيده فاضية ،، وأنا أول مرة أروحلهم زيارة بعد الجــ.واز ،، ومع حبيبة قلبي .
قال الأخيرة يغمز لها فابتسمت له بحب ثم تنهد تردف بإستسلام وقد تذكرت أمراً ما :
– تمام خلينا نجيب شوكلت ،، بسمة كانت بتحبها جداً وبابا كان دايماً يجبلها .
إبتسم لها وتحدث متذكراً :
-تصدقي نفسي أتعرف عليها وعلى جــ.وزها ،، أنا مشفتهومش يوم كتب الكتاب ،، وكمان لما جيت أخدك ،،، هي كويسة ولا إيه ؟
عادت الذكرى السيئة تهاجمها واحضرت معها كلمات شقيقتها القاسية وإتهامها المدمر فتبدلت ملامحها من السعادة إلى الحزن أمام عينه فتساءل :
– مالك يا ريتان ؟ ،، فيه حاجة مخبياها عنى ؟
نظرت له بتوتر ثم إبتسمت إبتسامة لم تصل لعينيها وتحدث بمراوغة :
– لاء أبداً يا حبيبي ،،، هي كويسة بس مشغولة مع ياسين شوية ،، هنروح نجيب الشوكلت منين ؟.
لاحظ وفهم أن هناك ما تخفيه واحترم ذلك وأردف وهو يقود :
– في محل في وسط البلد حلو أوي ،،، هنجيب منه ونروح علطول .
أومأت وعادت لشرودها تفكر في شقيقتها بينما هو عاد يشغله أمر ناصف فكلما حاول الإنشغال معها قليلاً عنفه عقله وأتى ناصف وأنتقامه يحتله ويهاجمه بضراوة .
❈-❈-❈
في كندا
تجلس مها مع سعاد بعد أن أخبرتها بأمر المافيا والإتصال الوارد .
تحدثت سعاد معنفة بتهكم :
– عايزانى أعملك ايه يعنى يا مها ؟ ،، كان قدامك فرصة ذهبية وضيعتيها بإتفاقك مع ناصف ده ،، إنت أزاااي أصلاً تروحي تتنازلي للبني آدم ده عن الأسهم بعد اللى عمله مع باباكي وورطه مع المافيا؟ ،، دلوقتى عديتي حمزة وهو الوحيد اللى كان قادر يحميكي .
تحدثت مها بغضب :
– يحميني إيه ؟ ،، ده ضفحضنى قدام الناس كلها بسبب بنت السواق ،، كنتِ عايزانى أعمل إيه بعد ما إتجــ.وز الصعلوقة دي عليا ؟ ،، أنا مش ندمانة على أي حاجة عملتها ،، وبعدين هو معملش علشاني أي حاجة ،، هو كان مجبر يحميني علشان إسمهم ميتهزش ،، يعنى مش جدعة منه .
زفرت سعاد ثم تابعت بخبث :
– تمام ،، بس بردو تقدرى تقلبي الوضع ده لصالحك وتستفيدي منه ،، حاولي تكلميه وتبينى إنك ندمانة ،، وتعرفيه إنك في خطر ،، وهو مش هيعمل زي الندل التانى ،، حمزة الحلو اللى فيه إن عاقل ،، حاولي تكلميه وكأنك كنتِ زعلانة أوي من تصرفه معاكي .
زفرت بقوة ،، تستنكر الإذلال له مجدداً ولكن يبدو أن ليس أمامها خيارٍ آخر ،،، ولكن أولاً لتحاول مع هؤلاء الجماعة ربما قبلوا بجزء من الأموال وليس كله ،، حينها ستضطر للدفع ولن تكون بحاجة لمهاتفته .
❈-❈-❈
وصلا حمزة وريتان أسفل بناية حمدي
ترجلا وصعدا سوياً وريتان يسبقها حماسها ،، فهى لم تخبر والديها بقدومها لأنها أرادتها مفاجأة .
وصلا وطرقت ريتان الباب ثم نظرت لحمزة مبتسمة وهو يطالعها بسعادة ،، يحتفظ بأي أمرٍ يسعدها ليستعمله في وقت حزنها ،، يريد أن يراها دائماً مبتسمة وقلبها سعيد ،، يسعى دائماً لتحقيق ذلك ،، يخشى عليها من أي حزن كأنها أستنفذت نصيبها منه وباتت فقط أيامها فرح معه .
فُتح الباب وكانت جميلة تحمل ياسين بين يــ.ديها وتضحك ولكن حينما رأت ريتان تعجبت وأردفت بترحاب :
– ريتااان ؟ إيه المفاجأة الحلوة دي ؟ ،، إتفضلوا ،، إتفضل يا حمزة .
بدأ التوتر ينهش قلب ريتان وهى تنظر للصغير بحنو ثم دنت تقبله على وجــ.نته ونظرت لوالدتها متسائلة بقلق :
– هي بسمة هنا ؟
أومأت جميلة وهى تسحب يدها خوفاً من رحيلها وتبعها حمزة متعجباً من تغيير ملامحها ،، هي لم تحزن بسبب وجود شقيقتها ،، ولكنها خشت حدوث مالا تحمد عقباه أمام حمزة ،، حينها ستخجل ،، خشت أن تكسر شقيقتها خاطرها ككل مرة أو أن تلقى كلمةً على مسامع حمزة تخزنه .
وصلا إلى الصالة حيث يجلس الجميع وأردف حمزة بود :
– مساء الخير .
صُدمت بسمة ولم تتحرك بينما وقف حمدى يبتسم بود ويتجه إليه ليبادله السلام مرحباً وكذلك وقف بهاء ليرحب به بأبتسامة هادئة برغم توتر الأجواء خصوصاً بعد أن نظرت ريتان لشقيقتها ورأت نظرتها المعتادة لها .
أتجه حمزة ببشاشة وتودد إلى بسمة يمد يــ.ده مردفاً بعد ان رحب ببهاء :
– أزيك يا بسمة ؟ ،، مبسوط إنى شوفتك ،، كنا لسة في سيرتك أنا وريتان وإحنا جايين .
وقفت تمد يــ.دها وتبادله السلام ثم إبتسمت بخفوت تردف :
-الله يسلمك يا حمزة ،، أنا كمان مبسوطة أنى شوفتك .
تقدمت ريتان بخطى متوترة حتى وقفت مجاورة لحمزة تنظر لشقيقتها بترقب وتمد يــ.دها هي الأخرى مردفة :
– إزيك يا بسمة .
لم تمد لها يــ.دها لثوانى وظلت تطالعها بصمت ،، تلك الأفكار عادت إليها ،، تخبرها أن شقيقتها ليست كما بريئة تدعى وتتجمل ،، عندما طال الوقت مدت يــ.دها سريعاً بالكاد تلمــ.ست يــ.د ريتان التى حضرت الدموع في مقلتيها مما جعل حمزة يسحبها وينظر لبسمة نظرة غاضبة قد نمت منذ لحظة إنزعاج حبيبته .
كان بهاء يحاول جاهداً تلطيف الأجواء فأردف بتودد لحمزة :
– وأنا كمان يا باش مهندش حمزة كان نفسي أتعرف عليك وقولت لبسمة كدة ،، وبجد صدفة حلوة إنى أشوفك النهاردة هنا وأشوف ريتان .
ثم نظر لريتان التى ظهر عليها الحزن وأردف بإحترام وبنبرة كادت تشبه الإعتذار :
– عاملة إيه يا ريتان ؟
اومأت له ولم تنظر إليه وتحدثت وهى تنظر للصغير بإبتسامة هادئة لن تستطع إخفاؤها على ذلك الذي يبتسم لها :
– الحمد لله يا وائل كويسة .
كان حمدى يجلس بضيق بعدما لاحظ سلام بسمة البارد لشقيقتها وأحراجها أمام زو جها .
وكأن هذا الصغير أراد مواساتها وجبر خاطرها فما كان منه إلا أن يمد يــ.ده مشيراً إليها ويردف بحب للمرة الاولى :
– تاااان .
نظر له الجميع وهو يتقلب على قــ.دم جدته ليترجل فتركته وبالفعل نزل أرضاً وأسرع يركض بإتجاه خالته التى لم ينساها ،، في بادئ الأمر خافت أن تمد يــ.دها وتلتقطه ولكن ما إن إقترب إليها أسرعت لا إرادياً تلتقطه وتحمله وتقبله بحب وقد تناست حزنها قليلاً بينما إشتعلت الغيرة في قلب بسمة ولكن حاولت التحلى بالهدوء حتى لا يحدث كالمرة السابقة ويراها الجميع انها المخطأة .
زفرت وحاولت جاهدة أن تفعل كشقيقتها وكما تظن بها فنظرت إلى حمزة وتحدثت بخبث متعمد لتوضح للجميع حقيقة الأمر كما تتوهم :
– مجبتوش مروان معاكوا ليه ؟،، ريتان بتحبه جداً هو كمان ، يمكن أكتر من ياسين .
إستشعر حمزة ما تحاول تلك الخبيثة رميه لذلك مد يــ.ده يتناول كف زو جته ويقبله مردفاً بحب وثقة :
– ده لإن ريتان قلبها أبيض وحنيتها بتوصل للأطفال علطول .
إبتسم حمدي وتحدث مؤيداً :
– معاك يا حق يابنى ،،، هي أسم على مسمى فعلاً ( ريتان هو الماء النقي الذي يوجد داخل الأصداف الصلبة ) .
بعد دقائق من الحديث الهادى بين وائل وحمدى وحمزة بينما جميلة تحاول التحدث مع إبنتيها بالتساوي كل واحدة على حدى .
تحدث حمدى بمغزى :
– باركي لأختك يا ريتان ،، بسمة حامل .
تحدثت ريتان دون تفكير وقد ظهرت الفرحة الصادقة على ملامحها :
– ألف مبروك يا بسمة .
وهذا ما كان يقصده حمدى ،، يعلم أن جميلة أخفت هذا الأمر عن ريتان معتقدة أنها ستحزنها أو ستؤلمها ولكن كلما طال الأمر زاد حزن ريتان إن علمت فهي ستعتقد أنهم أخفوا عنها لحالتها .
ردت بسمة بخفوت وهى تقف :
– الله يبارك فيكي ،، عقبالك .
أردفت تدعى الإرهاق :
– معلش إحنا هنستأذن لأنى تعبانة شوية .
إتجهت تلتقط الصغير من فوق ساقي ريتان دون نطق حرف ووقف وائل يودع الجميع بحرج وغادروا بعدها .
نظر حمزة لريتان الشاردة وملامحها تحولت 180 درجة عن لحظة قدومهما إلى هنا لذلك لم يحتمل ووقف يردف هو الآخر :
– معلش إحنا كمان هنستأذن لأننا هنعدى على سناء .
وقفت ريتان تتنهد براحة فهذا ما تريده بينما أردف حمدى بحنو وهو ينظر لإبنته :
– إنتوا لسة واصلين أهو يا بنى ،، إقعدوا شوية أنا ملحقتش أشبع من ريتان .
أتجهت ريتان تعانق والدها وتردف بهدوء وهى تربت على ظــ.هره :
-معلش يا بابا علشان حمزة بيصحى بدرى لشغله ،، هجيلكوا وقت تانى .
أومأ لها يبتعد قليلاً ويطالعها بحنو ونظرة متحدثة كأنه يخبرها بأن لا تحزن ،، أومأت له وقد فهمت عليه واتجهت تعانق جميلة ثم غادرا بعدها .
إستقلا سيارتهما بعد أن نزلا وإلتفتت هي تسأله بترقب :
– حمزة هو إحنا هنروح لسناء فعلاً ؟
نظر لها بعمق وتحدث :
-هو أنا قولت كدة علشان حسيتك عايزة تمشي بس لو تحبي نروح معنديش مانع .
إبتسمت له وتحدثت بصوت مجهد :
– معلش يا حبيبي خليها وقت تانى ،، الأحسن نروح لأنى مصدعة شوية .
ثبت أنظاره عليها لثوانى ،، هناك أمرً ما تخفيه وسيعلمه حينما يصلا ولكن الآن لتستريح قليلاً .
ضغط على أحد الازرار ليفرد المقعد الخاص بها ليجعله بزاوية منفرجة وتحدث بحنو وهو يخلع جاكيته :
– خلاص إرتاحي شوية لحد ما نوصل .
مددها على المقعد وهى لم تمانع بل كانت في حاجة لهذا الهروب المؤقت لا تقوى على الحديث ثم فرد عليها الجاكيت وبدأ يقود إلى المنزل
بينما هى أغمضت عينيها تدعى النوم وهى أبعد ما يكون عنه ،،، ليتها تعلم السبب وراء تلك المعاملة القاسية من شقيقتها .
ليتها تستطيع تفسير هذا الكره التى تراه منبعث منها تجاهها ،، لقد سعدت حقاً بخبر حملها ،، ولكن هناك جزء بداخــ.لها عاد الخوف ينهشه ،، الخوف من عدم إعطاء هذا الذي أعطاها السعادة كلها حقه في أن يصبح لديه عزوة ،،، هناك خوف وكلما مر الوقت يزداد داخــ.لها من إحتمالية عدم حصولها على طفل ينمو في أحشاؤها ،، حسناً فلتترك الأمر لله .
تذكرت تلك القصة التى قرأتها في الماضي ودائماً تراودها عن العصفور الذي كان يسبح لله في كل صباح ،، وفي يومٍ عاد إلى عُشهِ فوجده مدمراّ رأ ساً على عقب وصغاره يقفون منكمشين على أنفسهم على أحد الأغصان من شدة البرد ،، فحزن العصفور ولم يعد يسبح الله .
فحدثه الله عز وجل متسائلاً وهو العليم ( أيها العصفور لما لم تعد تسبحنى ؟ ،، فتحدث العصفور مستحياً بحزن ،، يا ألهى لقد كنت أسبحك أناء الليل وأطراف النهار ولكنك جعلت العاصفة تهدم بيتي وتشتت صغاري ! ،، لما فعلتها ياربي ؟
فقال الله عز وجل ( كادت حية أن تدخل عُشك وتقتل صغارك وأنت تحضر لهم رزقهم ،،، فجعلت العاصفة تهدم بيتك لكي ترحل تلك الحية وتبتعد عنهم )
فبكا العصفور وسبح لله بخشوعٍ وعلم أن الله يحسن تدبير الأمور كلها ،،، وما نحسبه شراً يكمن فيه للخير لنا .( القصة للعبرة فقط )
نزلت دمعتها وهي تتذكر تلك القصة فسارعت بمسحها قبل أن يلاحظها حمزة وتحدثت بالصوت الداخــ.لى لها ( الحمد لله دائماً وأبداً ) .
❈-❈-❈
مرة أخري في كندا .
تجلس مها تتصفح حاسوبها وتحاول إيجاد فرص وصفقات جديدة حول العالم ،،، كم هي متحمسة لبدأ تشييد شركتها الخاصة ،،، ولكن يعوقها هؤلاء الجماعة التى ستحاول جاهدة الوصول إلى حل وسط مناسب للجميع .
رن هاتفها بنفس الرقم فتوترت وتهاوى قلبها ثم التقطت نفساً عميقاً وأجابت بترقب متحدثة بالفرنسية:
– ألو ؟
تحدث الرجل بخبث متسائلاً :
– هل هناك جديد سيدتى ؟ ،،، أم هل ما زالتى تحاولين إيجاد مخرج ؟ ،، دعيني أختصر معكِ ،، ليس هناك مخرج من هذا الأمر ،،، ولكن لنكن منصفين لقد تحدثت مع شركائي وجعلنا لكي خياراً إضافياً .
تنبهت حواسها وتساءلت بريبة على عجالة :
– ما هو ؟
تحدث الآخر بثقة :
– مثلما أخبرتكِ سابقاً ،،، إما الدفع أو الموت ،،، أو ،، ربما تكونين عميلة لدينا وتممري بضاعتنا إلى كندا بإسم شركتكِ الجديدة ومنه تسددين دينكِ دون أي مشاكل .
أتسعت عيــ.نيها وأردفت بحدة متناسية هويته :
– ماذا تقول ؟ ،،، أجننت أم ماذا ؟ ،، أتريدنى أن أعمل معكم ؟ ،، بالطبع لااا ،،، لن يحدث هذا أبداً .
تحدث الأخر ببرود يتنافى مع غضبه منها :
– حسناً الخيار لكِ ،، في تلك الحالة عليكِ الدفع ،، ولكن دعيني أخبركِ أمراً هام ،،، أن الدين سيُحسب بسعر اليوم وليس بالسعر الذي كان عليه منذ سنوات ،،، فكري جيداً يا قطة وردي لي خبر .
أغلق معها وكالعادة تركها في صدمتها ،،، بماذا تفوه هذا الأبله ؟ ،،، ماذا يعنى سعر اليوم ؟ ،، لاااا هذا يعنى إفلاسها وليس هذا فقط بل ستصبح مديونة ومشردة أيضاً ،، ليس هناك مفر ،،، عليها مهاتفة حمزة في الحال .
وبالفعل بعد دقائب وبعد أن إستردت ثباتها حاولت الإتصال على حمزة هذا المرة ،،، كان يقود شارداً يفكر كالعادة في أمر ناصف .
رن هاتفه فتناوله ينظر له ،، رقم دولي إستشعر هوية صاحبه ،،، نظر جانباً لتلك الجميلة وجدها نائمة .
أجاب بترقب مردفاً :
– مين معايا؟
تحدثت بتوتر وقلق مردفة :
– حمزة أنا مها .
قبض بقوة على الهاتف وأغمض عينه لثانية ثم تحدث من بين أسنانه متسائلاً :
– خير ؟
أبتلعت لعابها وصمتت لثوانى لا تعلم كيف تنطقها ثم لم تجد مفر فتحدثت قائلة :
– حمزة أنا واقعة في مشكلة كبيرة ،،، المافيا كلمونى وبيطالبونى بدين بابي ،، ويا أما إدفع يا إما يقتلوني ،،، وأكيد إنت مش هتسمحلهم يقتلوني ،، مش كدة ولا إيه ؟
زفر بقوة وضيق ،،، كان يعلم أنهم سيصلوا إليها بمجرد رحيلها بعيداً عن مصر ،،، كان يعلم أنه لن يتركوا دينهم أبداً ،،، وللعجب لم يفرح أو يشعر بلذة الانتصار بل تحدث بإهتمام :
– مين اللى كلمك ؟
أنفرجت أساريرها وهي تستشعر إهتمامه وجلست بالقليل من الراحة تتحدث وتخبره بكل ما حدث معها .
زفر بقوة وشرد لثوانى ،،، مؤكد لن يؤَمّن لها كالسابق ،،، عليه تلك المرة أن يستغل الأمر لصالحه ،،، عليه أن يخيرها بين أمرين وليكن مشكوراً بعد كل ما فعلته به .
تحدث بترقب وهدوء يحاول إخفاء إسم ناصف حتى لا تسمعه ريتان :
– تمام ،، لو قدرتي ترجعي الأسهم لأسمك تانى وتاخديهم من اللى إنتِ كتبتيهم له وترجعي مصر وقتها الشرطة هيأمنك كويس أوي ،، المطلوب منك بس تحاولي تخليه يرجعلك الأسهم وأنتِ تتنازلي عنها لسناء زي ما كنا متفقين وأنا هتواصل مع ناس تبعي يعملوا اللازم ويرجعوكى مصر بأمان .
شعرت مرة أخرى باليأس فهى تعلم ذلك الحقير لن يتنازل بسهولة عن ما أخذه لذلك تحدثت بيأس :
– مش هيوافق يا حمزة ،، مستحيل يوافق يرجعهم لي تانى ،، أنت عارف …
تحدث بغضب يقاطعها قبل أن تنطق إسم ناصف :
– إنتِ عارفة قصدي كويس أوى ،، وده الحل الوحيد اللى أقدر أقدمهولك مش علشانك لأنك متستاهليش منى أي طاقة ولا أي حلول بعد كل اللى عملتيه فيا وف عيلتى ،، بس علشان أكون ريحت ضميري من ناحيتك ،،، وليكي حرية القرار يا مها هانم ،،، بس لو عايزة رأيي إدفعي الدين ليهم وابدأي من جديد ،،، إنتِ شاطرة أوي وكلها خمس سنين كمان وهتقدري ترجعي اللى خسرتيه ،،، زى ما حصل قبل كدة .
أغلق الخط هو الآخر ،، مجرد الحديث معها جعله يشعر بطاقة سلبية تحيطه ،، لف نظره ينظر لريتان التى وجدها تطالعه بصمت ،، زفر بقوة وعينه عليها فاعتدلت تطالعه بترقب متسائلة باهتمام بعدما سمعت حديثه مع مها :
– إنت كويس ؟
أومأ لها وقد عاد لهدوءه بعد رؤية ملامحها وتحدث بتروى :
– هنبقى كويسين ،، هنعدى كل التعب ده سوا ،، صدقيني يا ريتان أهم حاجة إننا مع بعض واللى بعد كدة مش مشكلة ،، كله هيتحل بإذن الله .
إبتسمت وأومأت بثقة ويقين ،، لم تزيد الأسئلة عليه ،، لقد سمعت معلمت ما يزعجه منذ أيام ،، وهو أمر تلك الأسهم ،، لذلك لا داعي لأسئلة تزعجه وبالطبع لن يخبرها أموراً خاصة بالعمل .
إتجهت إليه تعانقه وتقطن بين ذرا عيه بدلاً عن المقعد وكم شعرت بالدفء والأمان وكم شهر هو بالراحة كأنه لم يسمع صوت تلك الخبيثة منذ قليل .
❈-❈-❈
بعد ساعتين في الغرفة الخاصة بهما .
يتمددان على الفراش بعدما جلسا بعض الوقت مع مروان قبل نومه .
يعانق ريتان وهي تضع رأ سها على صــ.دره وتنظر للأعلى بشرود ،، تحدث متسائلاً بإهتمام بعد تفكير :
– ريتا ؟
تمتمت بترقب فعاد يتابع :
– فيه إيه بينك وبين بسمة ؟ .
توتر جــ.سدها وشعر هو بذلك فشدد من ضمه لها ليطمئها فقررت البوح له بما يثقل صــ.درها ،، قررت مشاركته ما يؤلمها عله يخبرها تفسير يريحها .
هزت رأ سها الموضوعة على قلبه وتحدث بعيون لامعة :
– مش عارفة يا حمزة ،،، من ناحيتى مافيش أي حاجة ،، من ناحيتى كنت بتمنى إننا نكون زي أي أختين متفاهمين ،، كان نفسي لما أزعل من حاجة أو أفرح أجري عليها وأشاركها ده ،،، صحيح ربنا عوضنى بكاري بس دي أختى؟ .
أختى اللى يوم فرحها كنت فرحانة ليها كأنى بجوز بنتى مش أختى ،،، ويوم ما عرفت أنها حامل أول مرة كنت فرحانة جداً لدرجة وزعت شوكلت على المدرسة كلها ،، لأنى كنت خايفة يكون عندها نفس مشكلتى لا قدر الله ،،، ولما جه ياسين حبيته كأنه إبنى ،،، وحتى جــ.وزها أعتبرته اخويا اللى ربنا مأكرمناش بيه .
كانت تتحدث ودموعها تبلل فانلته القطنية وهو يعتصرها وقلبه يتلوى أسفل رأ سها حزناً ووجعاً على ما تشعر به .
تابعت هى تخرج ما تكبته لسنوات :
– معرفش هي جواها إيه وليه دايماً شيفانى إنى عايزة أخد سعادتها منها ،،، معرفش هي ليه دايماً شايفة إنى وحشة وأنى خبيثة ؟ ،،، لدرجة إنى شكيت إنى كدة فعلاً بس دورت جوايا يا حمزة ملقتش ده ،، ملقتش أبداً خبث ناحية أي حد ،، مكرهتش حد خالص حتى ناصف مكرهتوش بعد كل اللى عمله فيا ،، ولا كريم ولا مها ولا أي حد أذانى عرفت أكره ،، مش بقول أنى ملاك لاء خاالص ،، أنا مقصرة جداً في أمور كتير ومش ملتزمة بالشكل اللي يليق بس حقيقي مبعرفش اكره حد ،، يبقى ليه هي دايماً فهمانى غلط .
اعتدلت تستند على جذعها وتطالعه بعيون أوغرقت بالدموع متسائلة وقد بدأ جــ.سدها يهتز :
– قولي يا حمزة ليييه هي شيفانى كدة ؟ ،، ليه مش قادرة تشوف اللى جوايا مع إنها أختى وأتربينا نفس التربية سواا ؟ ،،، ليه يا حمزة .
دخلت في نوبة هيستيرية وأجهشت في بكاء جعله ينتفض ويعانقها بقوة برغم غضبه من تلك البسمة يحاول تهدأتها ويربت على ظــ.هرها يهدهدها كالأطفال ويردد :
– علشان هي غبية ،، غبية ومتخلفة كمان ،،، إنتِ مستحيل حد يعرفك ويفهمك غلط ،، بالعكس يا حبيبتى أنتِ شفافة جداً وواضحة مع الكل ،، قلبك نقي وأبيض واللى نفوسهم خبيثة هما بس اللى هيشفوكى غلط ،،، أنتِ فعلاً ملاك يا ريتا ،، ملاكي أنا ،، طيبة وحنونة علشان كدة كنتِ بتقعي في مشاكل وربنا بيخرجك منها لأنه عارف نيتك ،، أوعى تزعلي علشان خاطري ،،، أوعى تعيطي وأنا موجود ،، أنا أسف إنى أخدتك هناك النهاردة ،،، لو أعرف مستحيل كنت هعمل كدة .
كانت تتعلق به وتسمعه وكلماته كانت لها سحراً لتطيب خاطرها وتهدأ قليلاً ،،، ظلت مستكينة داخــ.ل صــ.دره وهو يربت بحنو على طول ظــ.هرها وقلبه يعتصر ألماً عليها ،،، غاضباً وبشدة من شقيقتها ولكنه أراد إلقاء تفسير يريحها لذلك تحدث بتروى بالقرب من أذ نها :
– هي أكيد مش بتكرهك طبعاً ،، مستحيل عم حمدى يربي حد يعرف يكره ،،، بس هي في نفسها حاجة بدأت صغيرة ومع مرور الوقت كبرت لإنها مخرجتهاش ،،، أختك شكلها من النوع الشكاك للأسف ،،، والنوع ده بيتعب نفسياً جداً في حياته ،،، ويمكن شكها كله تمحور حواليكي إنتِ وبدأت تغزيه بأوهام جواها وهي وبس ،،، صدقيني لو خرجتوا كل اللى جواكوا لبعض هترتاحوا ،،، وهى محتاجة حاجة تفوقها قبل فوات الأوان ،،، وأنا أعتقد إن علاقتك القوية مع كاري زودت شكوكها أكتر ومخلياها مفكرة إنك بتكرهيها أو بتغيري منها ،، علشان كدة أنتوا محتاجين تتكلموا مع بعض بصراحة ولوحدكوا ،، وتحاولي تتقبلي منها اللى هتقوله وتكوني مجهزة الرد عليه من غير أي صدمة منك ،، المهم متفكريش إنها بتكرهك وتعملي زيها .
إبتعدت تنظر له بعمق ،، بدى كطبيباً نفسياً أراحها وحلل أفعال شقيقتها ،،، تساءلت بعيون تملؤها الدموع :
– عمري ما غيرت منها ،، أتمنيت ليها الخير أكتر من نفسي .
عاد يحتــ.ضنها ويردف بثقة نابعة من عشقه لها :
– عااارف ،،، عارف حبيبتى كويس ومتأكد إنها مستحيل تغير من أختها ،،، عارف ريتان لإنها تربية قلبي .
لفت ذرا عيها بقوة حول خــ.صره ،،، تعتصره وكأنه دواءها ومرهم جروحها ،،، أخفت عنه أتهامها لها بأنها تود أخذ طفلها وزو جها منه حتى لا يحمل ضغينة منها ،، خصوصاً إن علم أن تلك الكلمات كان لها التأثير الأكبر في موافقتها على كريم ،،، لن تخبره حتى لا يراها بعد ذلك بصورة سيئة ،،، يكفي ما رآهُ اليوم .
ظلا متعانقان إلى أن شعر بإنتظام أنــ.فاسها فعلم أنها غفت بين أحــ.ضانه ،،، تمدد بها على الفراش مجدداً وسحب الغطاء عليهما وقبل جبينها قبل أن يغلق عينه وذرا عيه وقلبه عليها وينام هو الآخر وقد ترك أمر التفكير في ناصف قليلاً وبدى يفكر فقط في إزاحة الحزن من قلبها .
❈-❈-❈
بعد أسبوعين .
وبعد البحث عن ناصف المختفي .
أصيب حمزة بالضيق ،،، وبرغم ذلك يحاول جاهداً أن يخفي ما به عن ريتان ،، لذلك كان يقضي معظم وقته في شركته ،،، مراد وفريد يدعمانه وحتى أن سالم علم بالأمر منه وغضب كثيراً ولكن وعده حمزة أن يجد حل في أسرع وقت وطلب منه عدم إخبار النساء فقد ليظهر هذا المختل الذي وكل هذا المدعو وائل لإدارة نصيبه بدلاً عنه .
كان يترقب إتصالاً من مها تخبره بموافقتها ولكنها لم تهاتفه ،، وكيف تهاتفه وقد حاولت مع ناصف الذي لم يعد يجيبها وبالطبع مستحيل أن يقبل بالتنازل مجدداً .
لذلك وبعد كلمات خبيثة من والدتها بأنهم قادرين على التعاقد مع غيرها إن لم تقبل قررت الإتفاق معهم ولكن ليعطوها مهلة إلى أن تبدأ بإفتتاح شركتها .
أما سناء التى قررت رفض طلب معاذ بعد تفكير طويل في الأمر ،، فإن كانت تريد لنفسها القليل من السعادة فسعادة توأمها هي الأولوية ،، ولن تضعهما في ذلك الوضع أبداً ،، ستضحى لخاطرهما ولن تأتى بزو ج أمٍ لهما يقيد راحتهما خصوصاً بعد أن كبرا وأصبحا في الشهادة الإعدادية وعليهما التركيز على مستقبلهما ،، لذلك تركت هذا الأمر إلى أجلٍ غير معلوم وأخبرت حمزة بذلك وقد فهم عليها وبرغم ما كان يتمناه إلا أنه لم يعارضها وأخبر معاذ برفضها .
❈-❈-❈
ها هي تقف ريتان في حمامها تتمــ.سك بهذا الإختبار التى طلبت من العاملة إحضاره بعد غياب دورتها الشهرية عنها ،،، لا تعلم لما قلبها يكاد يقفز من صــ.درها ،،، شعور السعادة والخوف من حدوث العكس ،، شعور متناقض يهاجمها ،، النتيجة إيجابية وهناك شرطتين واضحين وعينيها مليئة بالدموع وتهز رأ سها بعدم إستيعاب ،،، أيعقل أن تكون حااامل ،،، أيعقل أن تزرق بطفلٍ ثانٍ بعدما إتخدت من مروان طفلاً لها ،، ولكن مؤكد هذا شعور مختلف ،، يا إلهى تخشى الخيبة ،، لذلك عليها التأكد ،، لتهدئ قلبها ولتخبئ فرحتها إلى أن تتأكد .
تناولت هاتفها من جيبها وقررت الإتصال على حمزة الذي أجاب بترقب :
حبيبتى ؟
تحدثت بصوت حاولت جاهدة أن تجعله هادئ ولكنه خرج مهزوز :
– حمزة ممكن تيجي على البيت ؟
تساءل بإهتمام وقلق وهو يقف :
– خير يا ريتان فيه إيه ؟
إبتلعت ريقها وأردفت بترقب :
– تعالى بس وهقولك .
أسرع للخارج بعد أن التقط أشياؤه ونزل ثم إستقل سيارته متجهاً إليها على الفور .
❈-❈-❈
بعد قليل
كان يدلف غرفته بقلق فوجدها جالسة تخفي شيئاً ما في يــ.دها ،، أسرع إليها يردف بتوتر وخوف ظناً منه أنها علمت بأمر ناصف :
– فيه إيه يا ريتان قلقتيني .
مدت يــ.دها إليه تفتح كفها بصمت وعيــ.نيها منكبة عليه بترقب من رد فعله فنظر لراحتها لثوانى ثم رفع نظره إليها بذهول وتحدث بدقات قلبٍ تكاد تنبض :
– حااامل ؟ .
نطقها بنبرة مأثرة ،، هزت كتفيها بقلة معرفة وتحدثت بصوت متحشرج باكي :
– معرفش ،، خايفة أقول أيوة .
طالعها لثوانى ثم تحدث بلهفة وسعادة بدأت تضرب صــ.دره بعنف :
– يبقى لازم نتأكد .
❈-❈-❈
إتجها سوياً إلى العيادة النسائية بريبة ورعب من أن ما رأياه على هذا الإختبار ليس حقيقى وأنهما توهما بحماس .
من شدة حماسهما لم يلاحظها تلك السيارة التى بدأت تلاحقهما منذ أن أصبحا على الطريق العام .
ينظر لها حمزة بسعادة تكاد توقف قلبه من فرطها ،، أتحمل طفله حقاً ،، أسيرزقه الله منها بطفلٍ ثانٍ يكن لهما ثمرة هذا العشق ؟ .
وصل أمام العيادة وترجل منها ثم التفت يفتح لها باب السيارة ويتناول كفها بحنو .
ترجلت معه ودلفا سوياً إلى الداخل .
بعد ربع ساعة من الإنتظار دلفت ريتان مع حمزة للطبيبة التى رحبت بهما .
تساءلت الطبيبة بهدوء :
– خير يا مدام ريتان ؟ .
نظرت ريتان إلى حمزة بسعادة مترددة ثم مدت يــ.دها في حقيبتها وأخرجت أختبار الحمل من عبوته تعرضه عليها بصمتٍ وترقب فاومأت الطبيبة وأردفت بعدما لاحظت حالتهما :
– أول مرة ليكي ؟
أومأت ريتان دون كلام بينما أردف حمزة بترقب :
– أيوة ،، إحنا متجوزين من فترة صغيرة ،، وريتان شكت في إنها حامل وعملت الإختبار وطلع positive ،، ممكن حضرتك تأكديلنا ؟
أومأت الطبيبة بهدوء تردف متسائلة بعملية :
– طيب يا مدام ريتان ال period متأخرة من امتى ؟ .
أردفت ريتان بتوتر :
– من حوالى أسبوع .
أومأت الطبيبة وقالت بتروى :
– طيب الأحسن بردو نعمل تحليل دم بسيط نتأكد .
وقع قلب ريتان مرتطماً أرضاً بقوة وعاد الخوف يتوغلها بينما حمزة يدعمها بحب ويردف بهدوء وهو بالقرب منها ويتمــ.سك بيــ.دها :
إطمنى أكيد علشان فى الأول مش ظاهر ،،، أنا متأكد إن التحليل هيثبت الحمل .
عاد اليأس يداهمها بينما رفعت الطبيبة سماعة الهاتف تردف بترقب :
-تعاليلي يا سهيلة .
بعد دقيقة دلفت سهيلة تلك الممرضة تردف بهدوء :
– اتفضلى يا دكتور ؟
أردفت الطبيبة وهى تشير على ريتان :
– تاخدى من مدام ريتان عينة دم حالا وتعمللها فحص حمل .
أومأ لها ثم نظرت لريتان وأردفت :
– إتفضلى معايا .
وقفت ريتان ووقف حمزة معها يخطيان إلى غرفة أخذ العينات تحت تعجب الممرضة والطبيبة من تتبعه لها .
جلست على المقعد وأشمرت عن ذرا عها ثم بدأت الممرضة بأخذ العينة منها وهى تميل برأ سها على ذر اع حمزة الذى يجاورها بحب .
إنتهت الممرضة وأردفت :
– ربع ساعة والنتيجة هتطلع ،،، إتفضلوا برا في الاستراحة .
وقفت ريتان تخطو مع حمزة للخارج ثم جلسا ينتظران النتيجة بقلوبٍ نابضة بخوف وأفكار متداخلة لكلٍ منهما .
بعد ربع ساعة دلفا مجدداً عند الطبيبة التى ظهر على ملامحها الزعر وهى تتمــ.سك بورقة الفحص بين يــ.ديها المرتعشة .
نظرت لها ريتان بريبة بينما أردف حمزة بقلق :
– خير يا دكتور في أيه ؟ ،،، ريتان حامل صح ؟
رفعت نظرها إليهما وأردف بتلعثم تحاول التحكم في حالتها :
– هي المدام كان عندها مشكلة في الحمل ؟
نظر الأثنان إلى بعضهما بصدمة بينما ظهرت الدموع في عين ريتان ولم تستطع نطق حرف فتابعت الطبيبة مهدأة ورائفة بحالتها :
– إهدى خالص يا مدام ريتان ومتقلقيش ،، الأمور كلها تمام بس هنعمل معاينة بسيطة كدة وبعدها هطمنك .
نظرت إلى حمزة بخوف فأدردف بثبات :
– تمام يا دكتور شوفي اللازم وهنعمله .
نادت الطبيبة على سهيلة مجدداً ونظرت لها بغموض تردف بقلة حيلة :
– خدى مدام ريتان وجهزيها يا سهيلة للفحص .
تحركت ريتان بخطى متعثرة وكاد حمزة أن يتبعها لولا نداء الطبيبة له مردفة بتوتر :
– لو سمحت يا حمزة بيه أنا محتاجة أسألك شوية أسئلة .
نظر حمزة للطبيبة وأردف :
– تمام يا دكتور هنخلص الفحص ونرجع لحضرتك .
التفت فتابعت لتوقفه بتوتر :
– لو سمحت يا حمزة بيه مش هأخرك .
نظرت له ريتان وأردف بحزن وتحشرج وخيبة أمل :
– خليك مع الدكتور يا حمزة وأنا هخلص الفحص واجي علطول .
زفر ثم نظر للطبيبة وأردف :
– تمام هوصلها وأرجع لحضرتك .
قالها ولن يفعلها ثم خطى مع ريتان للخارج وسبقتهما سهيلة إلى غرفة الأشعة المقطعية ودلفت قبلها ثم عادت تقف على بابها وأردفت بتوتر :
– إتفضلى حضرتك بس اللى هتدخلى .
تعجب حمزة وتساءل بقلق :
– إشمعنى؟
أردفت سهيلة كاذبة :
– دى أوضة أشعة معينة ومينفعش حضرتك تدخل لو معاك موبايل ،،، علشان كدة هتاخد موبايل المدام وتنتظر برا .
للأسف صدقها وزفر بضيق بينما ناولته ريتان حقيبتها وطمأنته تردف بتروى بعدما لاحظت تشنج حالته :
– خلاص يا حبيبي روح أنت للدكتور وشوف عايزاك في أيه وأنا هخلص علطول وأجى .
زفر بضيق وتناول حقيبتها يردف بتصميم :
– لاء إدخلى إنتِ وأنا هستناكى هنا .
أومأت بحب ودلفت مع سهيلة إلى الغرفة وأغلقت سهيلة الباب وللعجب أوصدته فالتفت لها ريتان وأردفت بريبة متعجبة :
– إنتِ بتقفلي بالمفتاح ليه ؟
أردفت سهيلة بأسف :
– أنا أسفة أنا ماليش ذنب هو اللى هددنا .
ضيقت عيــ.نيها مستفهمة قبل أن يأتي صوت من خلفها مردفاً بفحيح مرعب :
– وحشتيني يا ريتان .
اتسعت عيــ.نيها بحسرة وهى تتذكر هذا الصوت جيداً ،، التفتت ببطء مميت لتجده أمامها ،،، نفس الملامح ولكن للأسوء ،،، شُلت حركتها وعُقد لــ.سانها لثوانى وهى تراه يبتسم أمامها ،، لم تفق إلا عندما غادرت الممرضة من باب آخر فكادت أن تصرخ ولكنه أسرع يكمم فــ.مها بيــ.ده ويردف بغضب مهدداً :
– أوعى تعملي كدة يا ريتو ،، إنتِ مستغنية عن حبيب القلب ولا إيه ؟ ،، تعالى أوريكي كدة .
جرها معه إلى نافذة جانبة ويده على فــ.مها بقوة ونزع إحدى قطع الستار الخشبي عنها ليريها رجاله الذين يتوزعون في بهو العيادة بشكل ﻋشوائي بين المرضى ثم تحدث بفحيح مرعب :
– شايفة كل دول؟ ،،، إهدي وأسمعي كلامي بدل ما أطيرلك راس حبيبك في ثانية .
أرتعشت بين يــ.ده وأومأت بهستيرية ودموع فنزع يــ.ده بعدما تأكد أنها لن تخاطر وتصرخ لذلك إبتسم بجنون وتحدث :
– شطورة يا يتو .
هزت رأ سها عدة مرات ثم أردفت برعب ودموع وقلبٍ يكاد يقف متسائلة :
– إنت عايز إيه ؟
توقف أمامها وأردف بخبث وهو يتطلع على بطــ.نها :
– مبروك الحمل .
نظرت له بصدمة ،، أي حمل ؟،،، ماذا ؟ ،، أيعنى أنها حامل حقاً ؟ ،، أيأتيها أسعد خبراً في حياتها من فاه أكثر الأشخاص كرهاً ؟ أردفت بتلعثم :
– حمل ؟
أومأ عدة مرات يبتسم بجنون مردفاً :
– أيوة إنتِ حامل ،، نتيجة الفحص أكدت حملك ،، مبروك يا حبيبتى .
ضيقت عيــ.نيها وانعشها الخبر فظهرت قوتها وأردفت من بين أسنانها وهى تراه يقترب :
أوعى تقرب ،، إنت عايز إيه ؟ ،،، إنت مجنوووون ؟ ،، إيه اللى رجعك ؟ ،،، حمزة مش هيسيبك المرة دي .
ضحك كالشيطان وأردف بثقة :
-حمزة روحه في إي ــ.دي يا حلوة ،، ولو مفكرة أنه هيقدر عليا المرة دي تبقى غلطانة ،، كان عرف يوقعنى من أول يوم ظهرت فيه ،، هو مقالكيش ولا إيه ؟ ،، مش أنا شريكه الجديد ،،، أنا راجع وعارف كويس أنا هعمل إيه ،، علشان كدة أهدى واسمعى كويس اللى هقوله واختارى براحتك ،،، مش هجبرك على أي حاجة .
إنخفض نبضها بخوف وهى ترى إبتسامة شيطانية رسمت على وجهِ وهو يتابع :
– أول حاجة جــ.وزك روحه في إيدي وحواليه رجالى في كل مكان مش هنا بس منتظرين منى إشارة واحدة وهيخلصوا عليه بدليل أنى عرفت انكوا هنا وقدرت أوصلك مع إنه معاكي ،، يبقى لو يهمك حياته تعملى اللى هقولك عليه .
أصبح النفس شبه معدوم حتى كادت أن تسقط لولا إستنادها على المكتب الجانبي وحتى أنها تناست خبر حملها السعيد ونظرت إليه بتشوش وهو يتابع :
– هتخرجى من هنا وممنوع تعرفيه إنك حامل ،،، وزى ما هو هددنى أطلقك زمان إنتِ بشطارتك هتخليه يطلقك دلوقتي .
جحظت عيــ.نيها وهزت رأ سها بصدمة تردف مرددة :
– مش ممكن ،، مستحيل ،،، مستحيل حمزة يطلقنى .
هز منكبيه ومط فمه يردف بلا مبالاه :
– هيطلقك ،، مهو يا يطلقك يا أما هتربى إبنك يتيم ،، وكمان هتربى معاه أبن حمزة ومها ،،، بالمناسبة مها بعتالك السلام .
تستمع له وكأنها في كابوس مظلم ،، الرؤية أصبحت ضبابية والتنفس شبه منعدم ،، يتابع هو دون شفقة لحالتها :
– تقنعيه يطلقك ،،، لازم تقنعيه لو خايفة على حياته ،، وبعدها هاخدك ونسافر يا بيبي وأنا هطلع طيب وأربي إبن حمزة الجواد على إنه أبني ،،، وإلا هتستمع بقتل عيلتك وعيلته قبل ما يتقبض عليا ،، يعنى أنا مش هاممنى حاجة وبايع أوي ،، علشان كدة فكري كويس ،، وأنا هعرف أوصلك تاني علشان أعرف قرارك ،، وطبعاً مش معقول هتبلغيه إنى قابلتك ،،، وصدقيني أحسن حل إنك توافقي تسافرى معايا قبل ما الحمل يظهر ونتجــ.وز واكتب البيبي على إسمى أنا .
قرب وجهُ الخبيث من وجــ.هها وأردف بجنون :
– مهو أنا نسيت أقولك إن أنا اللى مبخلفش ،،، مش إنتِ .
شهقت بحسرة وعيون جاحظة فضحك وتابع :
فكرى كويس لو بتحبيه ،،، وشوفي أيه اللى يهمك أكتر ،، حياته ولا طلاقك ؟
طرقات على باب الغرفة وتبعه نداء حمزة يردف بقلق :
– ريتان ؟ إنتِ كويسة .
إبتلعت مرارة حلقها بينما هو ضحك وغمزها ثم تحرك يغادر من الباب الذى خرجت منه الممرضة بينما عادت هى تدلف وتتجه إلى ريتان المتجمدة والتى شُحب وجــ.هها كشحوب الموتى تطالعها بشفقة وتردف متأسفة :
أنا أسفة صدقيني غصب عنى ،،، هو هدد العيادة كلها ومعاه رجالة برا في كل مكان .
نظرت لها بلا وعى ،، ستقع في أي لحظة .
عاد حمزة يطرق بحدة وهو يحاول فتح الباب قبل أن تتجه سهيلة وتفتحه فاندفع يردف بغضب وقلق :
انتِ إزاي تقفلي الباب .
– نظر لريتان التى تقف متجمدة وأسرع إليها يردف بقلق :
– ريتان ؟ ،،، مالك يا حبيبتى فيكي إيه .
لم تجبه فالتفت يصرخ في الممرضة مردفاً وهو على وشك غضب عاصف :
– عملتى فيها إييييه ؟
أوقفته ريتان بلمــ.سة من يــ.دها ثم حاولت جاهدة التقاط أنــ.فاسها وأردفت :
– أنا تمام ،، بس كنت مفكرة أنى هطلع حامل .
إتجه يحتويها بذرا عيه ثم عانقها يردف بحب وتروى بعدما إستعاد هدوءه :
– هيحصل يا حبيبتى ،، هنروح مكان تانى ،،، أنا حاسس فعلاً إنك حامل .
ألصقت نفسها به تود حمايته وتود الآمان ،،، عالمها ينهار من حولها ولا تستطيع التفكير بشكلٍ سليم ،، تحدثت بأنفاس بطيئة :
– خلينا نروح يا حمزة دلوقتى لأنى حاسة إنى هقع .
نظر لها بإهتمام ،،، حالتها غريبة ومريبة ،، ما بها يا ترى ،، حتى جــ.سدها يهتز وفي حالة يثرى لها ،، مؤكد هناك شئ ،،، خصوصاً مع نظرات تلك الممرضة التى لا تروق له .
تحدث متسائلاً وهو يميل عليها بأهتمام :
– طمنيني بس حد عملك حاجة ؟
هزت رأ سها وهى تكاد تسقط ،،، حتى أنها تناست أمر حملها ولم تتذوق فرحة الخبر وباتت لن تستطع مشاركته معه ،،، إبتلعت مرارة حلقها بصعوبة وقطرات حارقة تسقط داخــ.لها خوفاً من أن يراها .
بينما هو زفر وتحركا للخارج ولم يعودا للطبيبة بل أخذها حمزة إلى السيارة على وعد الذهاب لعيادة أخرى عند إسترداد عافيتها .
انطلق بعدها عائداً إلى القصر وهى دلفت في عالمٍ مظلمٍ تماماّ تفكر وتفكر في حديث هذا المختل وتهديده .
لقد هجم على عيادة بأكملها وهدد من فيها فقط ليحدثها ،،، ما بالك بما يستطيع فعله في توأم روحها ونصفها الثاني ،،، عليها أن تفكر جيداً ولكن الآن لتنام ،،، فقد لتناااام فلم تعد قادرة على فعل شئ .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى