رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم آية العربي
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الرابع والعشرون
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الرابع والعشرون
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الرابعة والعشرون
في الثانية صباحاً .
استيقظت ريتان على غير عادة تنظر بعينٍ ناعسة على هذا النائم بعمق يحتويها ،، أنفاسه الدافئة تلفح وجهها فتجعل من ليلة الشتاء الباردة هذه ليلة دافئة ساحرة .
لا تشعر ببردٍ أو رعشةٍ أو خوفٍ بل تغمرها السعادة ويسكنها الأمان ،، دلفت معه في تجربة جديدة ممتعة كطفلة تدلف مدينة ألعاب للمرة الأولى .
إستمتعت وحلقت وتحمست وخجلت فاحتواها وفتت خجلها بحركاته ولمساته الحنونة .
تنهدت بقوة وهى تتفحص ملامحه ،، أحبته منذ صباها وإلى الآن تعشق تلك التفاصيل ،،، أنــ.فه الشامخة وعيونه السوداء الحنونة والتى تحاوطها أهدابٌ كثيفة تجعل نظرته مختلفة تصيب سهام كيوبد إلى قلبها مباشرةً .
شفــ.تيه غليظة لم تكن تعلم أن لها مذاقٌ خاص مسكر إلا عندما قبلها أول مرة وكم عشقت قبلته والآن تعتبرها مخدرها اللذيذ .
خصلات شعره سوداء ناعمة تغوص فيهم أصابعها بحب مستمتعة بملمسهم .
تفاحة أدم تلك التى تتحرك تود لو تقبلها ولكن يمنعها خجلها ،،، ها هى تلتمع الفكرة في رأ سها ،، أنه زو جها وحبيبها وأصبحا الآن رباطهما قوي وكلاهما واحد فلما لا تحقق رغبتها وتقبلها ؟
ولكن ماذا إن إستيقظ حينها ستخجل بالتأكيد ،،، إبتلع حمزة لعابه وهو نائم فتحركت تلك التفاحة مما جعل رغبتها تزيد أكثر في تقبيلها هي بالفعل قريبة منها جداً ولن يدرك الأمر فهو غافياً بعمق ،،، ما الذي حدث لكِ ريتان ؟ .
قربت وجــ.هها أكثر من رقــ.بته ثم حركت شفــ.تيها ببطءٍ شديد على هذا البروز الواضح وبدأت تقبله بنعومة وتمهل وعشق قيّد لسنوات وانطلق لتوه ،، تناست نفسها بمجرد لمــ.سته وأغمضت عيــ.نيها تستمتع كأنها تتذوق تفاحة حقيقية شهية مكتملة النضج .
بدأت يداها تتحرك على صــ.دره وتتلمــ.سه بأصــ.ابعها بحركات دائرية ،، تضخمت مشاعرها وغمرتها جرأة جديدة عليها وهى ترتفع بشفــ.تيها بعد أن أنهت ثمرتها لتصل إلى فكه السفلى وتبدأ بتقــ.بيله بنعومة وتمهل .
لم تشعر إلا بزمجرة مكتومة وجــ.سد متصلب وأنفاس حبيسة ،،، أنبهتها حواسها وابتعدت قليلاً تطالع هذا الذى إستيقظ يطالعها بعيون حالكة ويردف بمشاعر متدفقة كبركانٍ نشط وصوت متحشرج :
بتعملى ايه ؟
نظرت له بصمت وسكون ثم إبتسمت وقضمت شفــ.تيها تخفض أنظارها إلى قلبه مردفة بخجل ونعومة وهى تهز كتفيها :
– أبداً ولا حاجة خالص .
ثبتها واستند على جزعه ينظر إليها بعيون راغبة مردفاً بعشق ومشاعر لن تهدأ أبداً :
– خليني أنا كمان معملش حاجة خالص .
انحنى على وجــ.هها يغرقها قبلات متمهلة يتفنن ويرسم علامات ملكيته بأتقان وهى تردد إسمه بخجل كي يتوقف ولكن هذا لم يزيده إلا رغبةً جامحةً بها ليندمجا مجدداً في مسكنهما الجديد الممتع .
❈-❈-❈
صباحاً يقف حمزة أمام المرآة يرتدى ترنج رياضي وينظر لتلك البقعة التى تحتل منتصف عنقه ويهز رأ سه مبتسماً على قطته الشقية ،،، يتذكر حين أستيقظ على قبلاتها ،، يود لو كان تحمل المزيد من الوقت حتى يرى إلى أي مدي ستصل ولكن لم يحتمل ،،، مجرد لمسة صغيرة منها تشعل به جسده وحواسه كاملة ،، لم يكن يتخيل أن يعيش معها ما عاشه ليلة أمس ،، إن كانت تلك الليلة هى مكافأة عذابهما لسنوات فهي تستحق ،،، ما شعره معها يستحق كل تلك المعاناة ،،، يستحق أن لا يصلا بسهولة ،،، والآن كل ما يريده أن يطمئنها ويعيش معها مدى العمر بسلام ،،، لا يريد سواها هي وصغيره في حياته .
خرجت من الحمام الملحق تجفف خصلاتها بمنشفة صغيرة وترتدى مأزر إستحمام قصير تعقد رباطه بإحكام حول خــ.صرها.
تطالعه بإبتسامة وخجل ووجنتين متوردتين ،،، إلى الآن لا تصدق ما فعلته ،،، كيف غلبتها مشاعرها وحركت فيها تلك الأنثى المتمردة على خجلها ،، يبدو أن قربه منها جعلها أكثر جرأة .
خطى إليها حتى توقف أمامها ثم تناول منها المنشفة وبدأ هو يخفف خصلاتها وهى تقف أمامه ساكنة كطفلة صغيرة .
إنتهى والقى المنشفة على أحد المقاعد ثم نظر إليها بعشق وسعادة يردف وهو يحاوط وجــ.هها :
– صباحية مباركة يا قلب حمزة .
إبتسمت بهدوء ونظرت لعينه تردف بحب متبادل وقلبٍ ينبض بإسمه :
– يسعد ويبارك كل صباح ليك يا ميزو .
تضخم قلبه وأغمض عينه مستمتعاً يتحدث بسعادة :
– ياااه ،، ياااه يا ريتان انا حاسس أنى بحلم ،، معقووول ؟ ،، معقول انتٍ بين ايــ.ديا دلوقتى وبتقوليلي ياميزو ؟
تنهدت بقوة تومئ مؤكدة وهى تداعب يساره النابض بطرف أصــ.بعها:
– طبعاً أقولك يا ميزو ويا حموزي وياحبيبي وقلبي كمان .
مد يــ.ديه يتلاعب برباط خــ.صرها يود لو ينزعه ولكنها أوقفته بيــ.دها تردف بتروى :
– حمزة ،،، خلينا ننزل للعيلة إتأخرنا عليهم ومتنساش مروان لازم ميحسش بأي فرق بسببي ولازم أكون قد كلمة ماما اللى قالهالى .
تنهد وزفر بقوة يهدئ من مشاعره معها التى منذ أن أطلق سراحها لم تهدأ أبداً .
يعلم أنها محقة لذلك أومأ وتحدث بحب واقتناع :
– تمام يا ريتا معاكى حق ،، يالا البسي وأنا هستناكى .
أومأت وكادت تمر ولكنه أعادها بذرا عيه يحــ.تويها وينظر بفخر وسعادة لرقبتها الممتلئة بعلامات ملكيته ثم نظر داخل عيــ.نيها وتحدث مبتسماً:
– لو سمحتِ ألبسي حجاب ولفيه على رقبــ.تك كويس .
زفرت بقوة تضيق عينيها مردفة بعتاب لذيذ :
– عاجبك كدة يعنى ؟ ،،، أكيد هلبس حجاب بس لازم أربطه كويس .
رفع رأ سه للأعلى يشير لها على رقــ.بته ويردف بإستفهام وتعجب :
– طب إنتٍ هتلبسي حجاب ،، إنما أنا اعمل إيه في دي وأقول لمراد وفريد إيه ؟
خجلت وأردفت بنعومة مبتسمة :
– بس بقى يا حمزة متكسفنيش ،،، أنا مش عارفة عملت كدة إزاي أصلاً ؟
إقترب منها يردف محذراً بحب :
لا أوعى تقولي كدة ،،، انتِ تعملى اللى إنتِ عايزاه وانا هعمل مش واخد بالي ،، كل يوم تعملي كدة ،،، ولا اقولك مرة الصبح ومرة بليل ،، واعتبريه تدليك لرقبتي ،،، بس حنى عليا دانا إستنيت اللحظة دي عمر بحاله .
إبتسمت بنعومة ودلال وسعادة تردف وهى تتحــ.سسها بإبهامها :
– مراد فعلاً مش هيفوت فرصة غير لما يتريق ،،، علشان كدة قبل ما يتشعى بيك لازم تتغدى انت بيه ..
لم تكن تقصد بجملتها تلك إلا أن تفتح لهما المجال ليتحدثا ،، تخشى أن تحدثه مباشرةً الآن ولكن عليها أن تتصرف بطريقة اكثر ذكاءاً ،، عليها ان تقربه من شقيقه وتصلح هذا الخطأ .
ضيق عيــ.نيه مستفهماً يردف :
– أزاي؟ ،،، قول يا باشا منك نستفيد .
أردفت تهز كتفيها بترقب وهي تنظر لعينه :
– معرفش ،،، أكيد إنت اكتر واحد عارف مراد ،،، يعنى انا برغم إن مراد بيحب يهزر وكدة بس هو بيحترمك جداً ،، وبيحبك جداً ،، وده لاحظته يوم ما خطفتنى في العربية .
قالتها لتذكره بما فعله شقيقه من أجله ،،، أرادت أن تخبره بطريقة غير مباشرة أن ربما مراد لم يقصد ان يخفى عنه شئ ،، ربما حقاً لم يرد أذيته ،،، ربما كان سيخبره ،، ربما وعده لزو جته منعه ،، ولكن المهم النتيجة .
زفر بقوة ،، يفهم مغزى حديثها ،،، ويعلم أن مؤكد كاري اشركتها في الأمر ،، وهى تحاول أن ترطب الأجواء بينه وبين شقيقه دون تدخل ،،، واحترم جداً تلك النقطة بها .
زفر بقوة يومئ بحب ثم إنحنى ينوى طبع قبلة هادئة على شــ.فتيها يبث فيها حبه وعشقه لها ولكن بمجرد أن لامــ.ست شــ.فتيه خاصتها تعمق بتمهل وعشق ويــ.ديه باتت تعتصر ظــ.هرها فأفلتت نفسها بصعوبة من بين غزوُ المتتع تردف بصوت لاهث وهى على وشك الإستسلام :
– حمزة مرواااان .
أطلق أنــ.فاسه بقوة ساحقاً أسنانه يطالعها كأسد جائع ،،، إعتصر عينه بقوة ثم إندفع للخارج قبل أن يفقد سيطرته بها .
أما هى وضعت يــ.دها على قلبها تهدئ نبضاته المتسارعة والأخرى تتحــ.سس شفــ.تيها المنتفخة وتبتسم بعشق على أفعاله ثم اتجهت إلى غرفة الملابس كي تبدل ملابسها وتلحق بهما .
❈-❈-❈
في الأسفل
تجمعت العائلة على مائدة الفطور ،،، كانا الجميع يتناول بصمت ،،، بينما مراد يقرص بقدمه قدم فريد الذي يطالعه بتعجب فيغمز له بخبث ان ينظر لحمزة الذي يحاول إخفاء عنــ.قه عنهما ،،، برغم عينه المكنبة على صحنه إلا أنه يعلم نظرات شقيقه الخبيثة .
إبتسم فريد رغماً عنه وتحمحم ثم التفت ينظر لشيرين التى يبدو على ملامحها الشحوب ،،، تنهد وعاد القلق إليه فمنذ أمس وهى متعبة وتتألم وهاتف الطبيب فأخبره أن هذا طبيعي خصوصاً أنها على مشارف الولادة .
أما مراد فلم يكتفي بذلك بل أراد أن يستفز حمزة أو يجر شكله فهو يشتاق للحديث معه كثيراً لذلك إدعى الإهتمام وتساءل أمام الجميع بخبث :
– سلامتك يا حمزة ،،، إنت مخبوط في رقبتك ولا ايه ؟
تحمحم حمزة وتوقف عن مضغ الطعام يرفع نظره اليه بينما تحول وجه ريتان لأحمر قانى ،،، الآن تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها ،، ندمت على فعلتها الحمقاء تلك حقاً ،،، والآن بات جواب حمزة على سؤال أخيه هو الذي سيحدد مصيرها ،، اللعنة عليك مراد أنت وكاري ليتنى لم أدافع عنك أيها الماكر .
أما حمزة فما زال صامتاً يستدعي أي إجابة لتسكت هذا الأبله الذي يريد العبث ،،، حسناً مراد إنتظر قليلاً إلى أن أنفرد بك .
التمعت في رأ سه أجابة ستطير جبهته إلى ما لا نهاية فابتسم بخبث وقال :
– وانت مالك برقبتي ؟ ،،، ما أنت كنت بتبقى واقع من العاشر كنت بسألك مالك ؟
إنصدم مراد وكاري ينظران لبعضهما بحرج أمام الجميع بينما لم يستطع فريد تمالك نفسه وحتى صفية إبتسمت على أولادها بحرج بينما سالم كان يتابع بصمت ومن داخــ.له يبتسم ،، لأول مرة يدرك أن القصر أصبحت تملأه السعادة والفرحة ،،، يقارن بين الوضع الآن والوضع منذ سنوات ،،، الآن جميع أولاده يضحكون ،،، جميعهم تغمرهم السعادة والإستقرار ،، ماذا يريد بعد هذا ،،، لقد كان مخطئً حقاً .
قاطع حوارهم رنين هاتف حمزة ،، تناوله ينظر له فتعجب ثم نظر لريتان التى تطالعه باهتمام وهى تضع الأطعمة في صحن مروان الذي يجاورها .
فتح الخط وأجاب بترقب :
– أهلاً يا معاذ بيه ،،، أخبارك إيه ؟
تحمحم معاذ وأردف بتروى عبر الهاتف :
– أزيك يا حمزة ،،، أنا بخير الحمدلله ،،، طمنى عنك وعن سالم بيه ؟
أومأ حمزة وهو ينظر لوالده الذي يتنبه السمع ثم تحدث بتروى :
– كلنا بخير الحمدلله ،،، إتفضل سامعك .
تنهد معاذ بقوة ثم تحدث بعد تفكير دام لأيام :
– أنا كنت عايز أقابلك برا ونتكلم ،، يعنى موضوع برا الشغل .
تنبهت حواس حمزة ،،، واستشعر فيماذا يريده معاذ ،، تحدث بعد ثوانى برتابة :
– تمام يا معاذ بيه ،،، يبقى أشوفك يوم الجمعة إن شاءلله ،،، هكلمك قبلها أبلغك بالمكان .
زفر معاذ ،،، لقد ظن انه سيقابله اليوم ،، هل سينتظر الآن إلى يوم الجمعة ؟ ،،، حسناً إهدأ يا رجل وتروى قليلاً .
تحدث بعد ثوانى :
– تمام يا حمزة ،،، في أنتظارك ،، متشكر جداً .
أغلق معه فتساءل سالم بترقب :
– خير يا حمزة ؟
نظر لوالده قليلاً ،، بالطبع لن يخبره حول شكوكه ،،، لذلك أردف وهو يعاود تناول طعامه :
– ده معاذ، بيه يا بابا بيقول أنه عايز يقابلنى ،، يمكن فيه شغل أو حاجة ،، على العموم يوم الجمعة ان شاء الله هنعرف .
❈-❈-❈
عند حمدى وجميلة .
يجلسان سوياً يتناولان فطورهما فتحمحمت جميلة لتحدثه بعدما علمت بحمل بسمة .
نظر لها حمدى بهدوء ثم قال :
– قولي يا جميلة ،،، عايزة تقولي إيه ؟
تنهدت تستدعي شجاعتها ثم أردفت بتروي :
– بسمة يا حمدى ،،، بسمة حامل ،،، وأنا مش هاين عليا الزعل ده ،، دي بنتك بردو يا حمدى ،،، هنسيبها كدة معقول .
تنهد بقوة يستغفر ،،، ماذا سيفعل مع إبنته ؟ ،،، هو منذ أن غادر من عندها وهو يبحث عن تفسير لهذا الغضب الذي تحمله في قلبها لشقيقتها ولم يجد ،،، لم لم تلين يوماً ،، لم تغير بالرغم من استقرار حياتها ؟
تحدث وهو يرتشف الشاي :
– ربنا معاها ويكملها على خير يا جميلة ،، واتمنى ربنا يرزقها بالزرية الصالحة وتعرف يعنى إيه أهل وإنهم مبيفضلوش حد عن حد ،،، كلهم معزة واحدة ،، أنا بس ريتان بتصعب عليا ،، محدش فاهمها ،، حتى أختها .
تنهدت جميلة بشرود تردف :
– خليك بعيد إنت يا حمدى ،، إطلع من صف ريتان واحكم ،،، إعتبر حد بيسألك على حل لمشكلته ،، بلاش تحكم بحبك وعاطفتك علشان وقتها هتلاقي إن ريتان هي المظلومة ،، كل اللى عايزة أقولهولك إنك تحاول تفهم هي بتعمل كدة ليه ؟ ،،، لأن الأمور كدة بتتعقد أكتر .
طالعها بتعجب ،، هل هو الآن الذي يعقد الأمور ؟ ،،، لقد ذهب أليها ليراها ويراضيها وهي حتى لم تبالي ولا تهتم لأمره ،،، بل استمرت في حكمها الظالم على شقيقتها .
تحدث حمدى بقليل من الحدة قبل أن يقف :
– بصي يا جميلة ،،، أنا عملت اللى عليا وروحت لعندها ،، مروحتش علشان ريتان ،، لااا انا روحت في الحقيقة علشان هي وحشتنى ،،، علشان هي بنتى وحتة منى ومربيها كويس ،، بس هي مقبلتنيش زي ما كنت متوقع ،، حتى كلامها فاجئني ،، لدرجة إنى شكيت في تربيتي ،، لأن لحد دلوقتى بسأل نفسي أنا قصرت في إيه معاها ؟ ،،، إيه اللى غيرها كدة؟ ،، علشان كدة من هنا ورايح أنا مش هتكلم ،،، هي عايزة تيجي هنا على ر اسي مرحب بيها في أي وقت والبيت بيتهم قبل ما يبقى بيتي ،، إنما أنا زعلان منها اوى ،، زعلان أوى يا جميلة وواخد على خاطري ،، بسمة حسستنى أنى سنين عمري كلها راحت هدر .
إنتهى وجمع اشياؤه وغادر بحزن بينما جلست جميلة تزفر بقوة وشرود تحاول إيجاد حل في تلك المعضلة ،، نعم هي على يقين تام بأن إبنتها الصغرى مخطأة ولكن ماذا ستفعل فهي بالنهاية أم .
❈-❈-❈
مساءاً
صعد الجميع إلى غرفهم بعد أن عادوا من الشركة إلا حمزة الذى لم يذهب معهم بل لم يترك جناحه من الأساس فقد نزل وتناول الفطور معهم جميعاً ثم صعد بعدها على الفور مطالباً بها كى يعيش معها ما أفتقده منذ زمن وللحق يقال هي لم تمانع بل أحبت طوفان مشاعره الجامحة تلك .
يتمدد على فراشه ويحــ.تويها ويــ.ده تتمــ.سك بكفها ويتلاعب بأصــ.ابعها الرقيقة بين أصــ.ابعه الرجولية بسعادة ثم يقربهم من فــ.مه ويلثمهم واحداً تلو الآخر مما يجعل دغدغات تتوزع على سائر جــ.سدها وهى تستكين على يساره النابض بعنف من إثر تلك المشاعر .
تنهد بقوة ثم مال يقبل مقدمة رأ سها ويردف بأنفاس متسارعة متسائلاً :
– عاملة اية ؟ ،،، مبسوطة ؟
تمتمت بصمت ونعومة دليل على قمة إستمتاعها وسعادتها ثم حركت رأ سها على قلبه بحنو وأردفت بترقب :
مكنتش مصدقة إنى ممكن أكون هنا وفي حضنك يا حمزة ،، كنت هفضل اتعذب بحبك وكنت مفكرة إن خلاص بقى مستحيل نتلاقى ،، علشان كدة كل اللى بيحصل ده لسة مش مستوعباه .
هز رأ سه ينفض أيام العذاب وتنهد بقوة يردف وهو يعتــ.صرها بين ضــ.لوعه :
– أنسي يا ريتا ،،، إنسي كل اللى فات ،،، من هنا ورايح إنتِ معايا في حلم جميل وهنكمل فيه للآخر .
إبتلعت لعابها ونظرت له بتوتر عندما خطر على بالها أمراً ما متسائلة :
– حمزة ؟
تمتم بترقب فرفعت جذعها واستندت تطالعة بترقب مستكملة :
– مش عايزاك تقصر مع مروان يا حمزة ،،، علشان خاطري ،،، يعنى انت كنت بتنام معاه في اوضة واحدة وإهتمامك كان كله ليه ،، ودلوقتى إنت يا دوب بتروحله شوية وترجع ،، مش عايزاه يحس إنى اخدتك منه ،، مش عايزاه يكرهنى يا حمزة
تنهد بعمق وشرود ،، يفهمها ويفهم خوفها ،، تحدت بتروى وهدوء :
– مروان بدأ ينام معايا من وهو عمره أيام ،، أخدته لما لقيتها مش عارفة تتعامل معاه تماماً وكان عمال يبكى ،،، دخلت الأوضة هنا أخدته منها وروحت على أوضة البيبي اللى كنت مجهزها ومن وقتها أنا ومروان بننام في أوضة واحدة ،،، بس برغم كدة كنت دايماً بعرفه إن دي أوضته هو وان أنا اللى ضيف عنده وهرجع على أوضتى لما والدته تسافر ،،، كنت عارف إن هييجي يوم وأدخلك حياتى ،،، وبعدين مروان بيحب يلعب مع بيري دايماً ،،، ومش بيحب يدخل أوضته إلا إذا كانت هي معاه أو لو حب ينام ،،، وبالنسبالي أنا عمري ما هقصر معاه أبداً ،، أنا بس فرحان بيكي وبعبر عن فرحتي ،،، سبيني أفرح يا ريتا ،،، ومتقلقيش مستحيل مروان يكرهك أبداً ،، لأنى متأكد إنك وصلتى لقلبه زي ما عملتى مع أبوه ،،، أبوه اللى كان عايش ومش عايش ،،، حياتى كانت زي الصحرا بالضبط ،، فاضية وقاسية ومافيهاش حياة .
إعتدل يطالعها بتمعن ثم عانق وجــ.نتها بكفه يتابع بصدق :
انما اللي عشته معاكى وكل اللى بيحصلى ده جديد عليا تماماً ،،، كل دي مشاعر خاصة بيكي لوحدك ،، كل دي مشاعر حولت الصحرا لجنينة مليانة ورد وحياة .
إرتعشت تحت لمــ.سته ومن كلماته فمالت بوجــ.هها على كفه تغلق عيــ.نيها بصمت وقلبها يعزف لحن صاخب تعبيراً عن فرحتها .
وها هي تشعل فتيل رغــ.بته مجدداً فمال يتناول شــ.فتيها في وجبة شهية نهمة جعلتها تشهق بتعجب من أفعاله وتحاول الإبتعاد عنه حتى نجحت وحررت شــ.فتيها مردفة بهمــ.س ونعومة أمام وجهُ :
– حمزة ! ،، وبعدين معاك ؟
رفع سبابته يضعها على شفــ.تيها ويردف بعيون مغمضة وتحشرج وتضخم مشاعر :
– هشششش .
وبالفعل تم القبض على كل الأحرف والكلمات وحُكم عليهم بالسجن المؤقت بينما اُطلق سراح المشاعر الممتعة فباتت تتدفق بضراوة .
❈-❈-❈
في فيلا سناء
تتمدد ليلاً في فراشها بعد أن ناما تومأمها ،،، تفكر ككل يوم منذ أن أصبحت وحيدة ،، نعم كانت تعيش مع هذا الرجل حياة بائسة ،، حياة لم ترمم ندوبها بعد ،، حياة وسمت على مستقبلها فباتت ترتعب من فكرة الارتباط والحب ،، تدرك جيداً أن الأصابع تختلف عن بعضها ،، ولكن كيف لها أن تخاطر ،، وهى أم لطفلان عليها حمايتهما من أي أذى حتى ولو كلمة ،،، ولكن في مكنونها تحتاج لرجلٍ ،، تحتاج لضلع تستند عليه ،، تحتاج ليــ.د تربت وقلب يعانق ،،، دائماً ما تمنت أن تحصل على الحب الذي أصبح يغمر أشقاءها .
سعادتها بحمزة جعلتها تشتاق للحب ،،، زو اجه من حب حياته جعل الأمل ينبت داخــ.لها علها تجد هذا الشريك بعد تلك السنوات العجاف ،، تجد من يسمع حديثها ،، تجد من يمسح دموعها ،، في كل ليلة تصبح فيها بمفردها تتمنى لو كانت تحمل ذكريات حبٍ لها معه لكانت استكفت بها وعاشت عمرها كله معها ولكن لم تجد في ماضيها سوي كل ما هو مؤلم ،، فقط توأمها هما من يعوضاها عن تلك الحياة ولكن تبقى تشتاق لتوأم للروح تكمل معه ما تبقى من عمرها ،، وبرغم ذلك فهى ترتعب من تلك الفكرة ،، معادلة صعبة تجعلها في حالة أشبه بالأنفصام ،،، لا تريد وتريد ،، ليتها تجد حلاً يريحها .
زفرت بقوة ومدت يــ.دها تزيل دموعها بنفسها ،،، تناول مصحفها الشريف مع فوق الكومود وبدأت تقرأ وردها اليومي والذي يطمئن قلبها ويسكنه بعد تلك الأفكار .
إنتهت بعد ووقتٍ ووضعته بهدوء ثم اغلقت النور الجانبي الذي ينبعث من تلك الأباجورة وتمددت لتنام بعدها .
❈-❈-❈
بعد يومين قرر حمزة مجبراً الذهاب للشركة حيث سيتعرف على الشريك هذا الجديد وسيحاول هو واخوانه إقناعه بالتنازل عن الأسهم مقابل مبلغ مالى مناسب .
يقف أمام ريتان التى تعقد ربطة عنقه بدقة وينظر لها مبتسماً ولخصلاتها المبللة التى تتساقط منها حبات المياة وتختفي عند هذا العنق الشهي .
نزل بنظره إلى مأزرها القصير التى خرجت به لتوها من الحمام .
كانت تصب إهتمامها على عقد الربطة بينما عقله يفكر في شئ آخر فكلما وقفت أمامه بهيأتها تلك وبراءتها هذه حركت به كل خلية وتضخم قلبه العاشق لها .
مد يده يتلاعب بعقدة رباطها يحاول فكه فأوقفته تبعتد محذرة وتردف بدهشة :
– لاااااء ،،، حمزة إنت اتأخرت على شغلك بجد خلاص بقى .
طالعها بخبث وتحدث ببراءة مصطنعة :
– فيه أيه يا ريتا بس ؟ ،،، أنا كنت بضبطلك الرباط زى ما انتِ بتضبطيلي الكرافيت .
لف ذرا عيه حلو خــ.صرها بتملك يلصقها به يسترسل بشغف بعدما رآى إبتسامتها :
– بس واضح إنك فهمتى حاجة تانية ،، فهمتى إيه قولي وانا أنفذ فوراً .
حاولت فك قيده وهى تبتسم على أفعاله ثم أردفت بترقب :
– فهمت إنك لازم حالاً تروح على الإجتماع يدوب تلحق ولما ترجع بليل نبقى نتفاهم يا ميزو .
تنفس بقوة يهدئ من طوفانه ثم أردف في محاولة منه لأقناعها بشئٍ آخر :
– طيب ولا أي حاجة ؟
هزت ر أسها بدلال تردف مبتسمة :
– تؤ ،،، لما ترجع ،، يالا بقى
قالتها وهى تدفعه للأمام كي يتحرك خارج الغرفة التى إتخذها مخيماً .
تنهد بيأس وبالفعل تحرك للخارج ليلحق بمراد وفريد اللذان ضجرا في الاسفل من تأخيره وانتظاره ليذهبوا إلى الشركة وليروا هذا الشريك .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)