روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الرابع عشر 14 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الرابع عشر 14 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الرابع عشر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الرابع عشر

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الرابعة عشر

يعشق اللون الأسود ويحب السير في المطر ولا ينام مبكراً ويختار الصمت ويتابع من بعيد
لا يتدخل بشئون الأخرين وصديقاً للكل ووحيداً  لا يعلم معنى الكره ولكنه يجيد الرحيل  .
يشارك الجميع ويفضل أن يكون وحده  ،،  وقليل الكلام ومخلص  .
❈-❈-❈
بعد شهر
حاولا حمزة ومراد جاهدان أن يحجبا الأخبار والأقوال السيئة التى إنتشرت كما إعتمدا على الدعم المعنوى من المقربين لهم سواء على محيط الأعمال أو المحيط الشخصى وللحق يقال فإن لعائلة الجواد رصيدٌ جيد عند الكثيرين خصوصاً شقيق سالم المتوفي والد شيرين والذي يشبه حمزة كثيراً  .
دلف حمزة من باب القصر وخلفه مها التى كانت تمكث في منزل والدها منذ وفاته والذى ذهب ليحضرها  .
دلفا فوجد الجميع يطالعها بنظرة فاقدة لأي رأفة أو شفقة  ،،،  الجميع يرمقها ويلقى بالذنب عليها   .
كان سالم يجلس على الأريكة في بهو القصر ومعه عكازه الذى أصبح يلازمه مؤخراً بسبب جلطة أصابت قدمه بعد تلك الأخبار وبعد الخسارة الجزئية لأسهمهم  .
وقف مستنداً عليه وساعدته في ذلك زوجته صفية  .
نظر لها بكره وغضب وأردف بحدة وحسرة وقسوة   :
– إنت جايبها هنا ليه  ؟  ،،،  دى مبقلهاش مكان بينا  ،،،  تغور من هنا وتحل عنا بعد اللى أبوها عمله فينا  ،،،  كان يوم أسود يوم ما شاركته  ،،،  كنت مفكر أنه فعلا عايز ينقذنى من الخسارة بس هو كان ليه حسابات تانية  ،،،  طلقها حالاً وتغور من هنا أنا مش طايق ابص في وشها    .
وقفت لأول مرة تشعر بالإنكسار والذل وهى تطالع سالم بكره وغل ولكن لم تعد تهاجم  ،،،  سقط غرورها وتكبرها أمامه  .
نظر حمزة لوالده بحزن  ،،،  بيأس  ،،،  بخجل من قراراته الأنانية  دائماً  .
لف نظره لمها وأردف بنبرة باردة تخفى وراءها ألماً لم يجد له مسكن  :
-أطلعى على فوق   .
نظرت له بصمت ثم لفت نظرها للجميع تطالعهم بكره واتجهت بعدها تصعد للأعلى وسط غضب سالم  .
خطى حمزة إليه حتى توقف أمامه ينظر داخل عيــ.نيه بقوة ثم مال يردف بهمــ.س وألم  :
هذا ما جناه عليا أبي  ،،،  وهذا ما جنيته على نفسي  .
إبتعد ينظر للجميع بعيون حادة ويردف بصوت عالى وصرامة  :
– مافيش طلاق  ،،،  مها هتفضل هنا لحد ما تقدر ترجع ولو جزء من خسارتهم  .
صرخ سالم بغضب مضاعف يردف برفضٍ قاطع  :
– مش هيحصل  ،،،  دول خسرونا كتير أوى  ،،،  طلقها زى ما إنت كنت عايز   ،،  قعادها هنا بعد اللى أبوها عمله هيجبلنا الخراب  ،،،  إنت كنت صح  .
ولأول مرة يتحول حمزة ويصبح كالأسد المجروح وهو يهتز بهستيرية ويردف بصراخ رج أرجاء المكان والقلوب وفاجأ الجميع  :
– كنت صح إزاااااي  ؟،،، مش دي إختياااااارك  ،،،  مش دي المنااااسبة للعيلة وليا ولأولااااادى  ؟  ،،،  أطلقها بعد ما وقعت  ؟  ،،، أختار راااحتى وأنسى مبادئي وإبنى  ؟  ،،، أعمل زيك  ؟  ،،،  خلفتنى لييييه يا ساااالم بيه  ؟  ،،،  علشان أقولك على كل حاجة حاضر ونعم  ؟،،،  كفاااية بقى  ،،،  كفاية ضرب فيا بقى لأنى أصلاااا ميت  ،،،  إفرح يا سالم بيه بإنجازاتك  ،،،  أفرح بابنك اللى كله أخطاء  ،،،  إرتاح لأنى  إتخليت عن راحتى من زمان  ،،، ذنبي ولازم أكفر عنه  .
التقط نفساً قوياً يردف بقهر وقوة وصلابة أمام أعين الجميع حتى كارى كانت تلتــ.صق بزو جها المتألم وتطالعه بحزن وشفقة   :
مها هتفضل عايشة هنا  ،،  لإمتى معرفش بس من دلوقتى لحد ما المدة دى تخلص محدش يقول حاجة  ،،، ولا أي حاجة  ،،،  زى ما الكل سكت من الأول هتسكتوا دلوقتى   .
نظر لوالده الذى يطالعه بصدمة فلأول مرة يرى حمزة في تلك الحالة التى أخافته حقاً بينما هو تركهم واندفع يصعد الدرج ليكمل ما ينوى فعله وهو في قمة غضبه وقهره   .
دلف جناحه ومنه إلى غرفته مندفعاً  ،،،  وجدها تجلس على الفراش شاردة  ،،،  وقف أمامها وأردف بنبرة لا تحمل نقاشاً  وهو يعد على أصابعه :
– ليكي عندى الأمان والحماية والدعم والإسم اللى هتحاولى تحققي بيه طموحك لأن للأسف إسم شوقي بيه اتلوث خلاص بعد اللى عمله   ،،،  غير كدة مافيش أي حقوق ما بينا نهائي ،،،  الوقت اللى هتقوليلي طلقنى فيه هطلقك فوراً  ،،،  وقوفي جنبك أولاً علشان خاطر حاجة في نفسي انا وثانياً علشان إبنى اللى عايزله مستقبل مشرف  ،،،  مش هسمح بحد يعايره بكلمة واحدة بسبب جد طماع   ،،،  العار اللى هو سبهولنا مش هيطول إبنى  .
كانت تستمع له وتبكى بقهر ولم تستطع الدفاع عن والدها المتوفي  ،،،  تشعر بالخزى والغضب في آنٍ واحد  ،،،  فحقاً ترك لهم عار سيطولها ويلجم طموحها  ونجاتها الوحيدة من هذا الطوفان هو زوا جها من حمزة  .
أما هو فزفر بقوة ومسح على وجهُ يردف بغضب  :
– جه الوقت اللى تحققي طموحك فيه  زى ما كنتِ عايزة ،،،  ولو حاولتى في يوم تعملى الحركات بتاعتك اللى كانت سعاد هانم بتقولك عليها وانتِ بتنفذى زي اللعبة هطلقك فوراً  ،،،  هتشليني من حساباتك تماماً  ،،،  عاجبك على كدة  ؟
تنهد بقوة يحاول نطقها بصعوبة وقوة  يكمل :
– يبقى تمام  .
صمتت تفكر  ،،،  خسرت كل شئ في لمح البصر وسقط غرورها وتكبرها وباتت في موضع ضعف وعليها أن تقوى وتنهض مجدداً ولن يحدث ذلك إلا وهى زو جته  ،  لذلك أومأت تردف بهدوء  :
– تمام  ،،،  موافقة  .
اغمضت عيــ.نيه بقوة  ،،،  جزء صغير معاكس في داخــ.له يتمنى لو كانت رفضت ولكن تبقى هي مها أبو الدهب ويبقى هو حمزة الجواد  .
زفر والتفت يغادر تاركاً الغرفة والجناح والقصر بأكمله  .
رآه الجميع يغادر فتنهدوا بحزن وأكملوا ما يفعلون إلا كارى التى نظرت لزو جها وأردفت مترجية  :
– روح وراه يا مراد  ،،،  متسبهوش وهو في الحالة دي  .
تنهد بقوة وطالعها بأسف يردف  :
– الأحسن يبقى لوحده يا كارى  ،،،  لما يرجع هتكلم معاه  .
شردت تفكر بحزن فيما سمعته  ،،،  يبدو أن حمزة كان وإلى الآن يحب رفيقتها حقاً ولكن هناك أموراً تقيد راحته وحريته  ،،،  يبدو أنه يعانى منذ سنوات  ،،،  تفكر هل تخبر ريتان بما سمعته  ؟
ويبدو أن مراد قرأ أفكارها لذلك مال عليها يردف بترجى وهمــ.س  :
– كارى  ،،،  لو سمحتى بلاش تحكى لأي حد أي حاجة بتحصل هنا  ،،،  الأفضل إن الأمور تفضل جوة البيت ده حالياً ومتطلعش برا  ،،،  مافيش حد هيستفيد حاجة لو إتقال  ،،  فهمانى  ؟
دققت النظر في عيــ.نه وأومأت بتفهم فمال يقبل وجنتها ثم ابتعد يردف بترقب وتروى  :
– خلى حمزة هو اللى يحكى كل وجعه وكل معاناته في وقتها  ،،،  لما يخلص من كل الضغوطات دي ساعتها الكلام هيبقى مهم ومسموع  .
أومأت بتفهم واقتناع وقد أيقنت حب حمزة لصديقتها   ،،،  فحقاً حتى وإن أخبرت ريتان بما عرفته فلن ترتاح بعدها وستعود لبناء قصور وهمية الآن خصوصاً أنها لن تقبل أن تدلف حياته على أنها زو جة ثانية  .
❈-❈-❈
بعد مرور خمس سنوات  .
تغيرت أحوال الجميع دون استثناء   .
واجهت عائلة الجواد صعوبات كثيرة كي تستطيع العودة لعهدها  بعد الخسارة الجزئية التى أصابتها  والمتسبب الأول والأخير في ذلك هو سالم نفسه بعدما تحالف مع شيطان الطمع شوقي الذي يشبههُ كثيراً إلا في حب إبنته وتفضيلها على المال  .
تكاتف سالم مع ولديه حمزة ومراد وبدئوا في وضع خطة جديدة لبناء أسهمهم  ،،، ولكن بسبب وضع سالم الصحي كان الحمل الأكبر على حمزة الذي لم يقبل بالسفر وعقد الصفقات الخارجة نسبةً لتوليه دور الأب على أكمل وجه  ،، فبات مراد هو من يسافر ويقود التعاقدات الخارجية بعد خطة دبلوماسية مع شقيقه ووالده لكى ينهضوا مجدداً وبالفعل حققوا ما أرادوا بعد عدة سنوات  .
وهب فيهم حمزة حياته لطفله مروان الذى أتى إليه ليعطى لحياته أملاً ويلونها  ويضيف للمكان بأكمله البهجة والسعادة هو وبيرين أبنه عمه مراد مدللة أبيها الجميلة التى تشبه والدتها كاريمان والتى تبلغ من العمر 4 سنوات وها هى كارى تحمل في طفلها الثانى   .
تربيا سوياً ونَعِمَ مروان الذى أصبح على وشك دخول الصف الأول  بدلال جدته وحنو عمته وحب كاري وشيرين إلا أنه دائماً يفتقد إحتواء الأُم التى تركت مسئوليته كاملة عليهن وحاولت النهوض مجدداً وها هى تسافر وتسعى وتعافر بقوة شرسة لإعادة أسهم شركتها لعهدها مستخدمة إسم الجواد عامةً وإسم زو جها خاصةً في تحقيق كل ما أرادت  .
واجهتها مشاكل وسقطت مرات عدة وفي كل مرة يمد لها يد العون خصوصاً بعدما لاحظ التغيير الإيجابي في شخصيتها ولكن هذا التغيير لم يطل تمــ.سكها به ولم يطل حقدها الدفين لريتان فقد تنازلت قليلاً عن غرورها وباتت أكثر طاعة واكثر ذكاء عن ذي قبل .
لأنها تعلم جيداً مدى رغــ.بته في الطلاق لذلك باتت لا تستفزه بأي شكل خصوصاً بعد سفر والدتها منذ عامين إلى كندا لشقيقتها وتركتها وحيدة بينهم   .
تعلم أيضاً أنه يتابع أخبار ريتان جميعها ويراقبها وينتظر الفرصة ليحصل عليها لذلك فهى أيضاً قامت بتوظيف شخص مهمته فقط نقل أخبار ريتان حتى عاملة النظافة في المدرسة التى تعمل بها ريتان باتت تعمل لصالحها وتنقل لها كل ما تراه وتسمعه   .
كانت المافيا ترسل لها تهديدات بسبب الخسارة التى طالتها بعد إعدام بضاعتها لذلك إستعان حمزة بشركة الحراسات الخاصة بصديقه في حمايتها وترك حماية طفله له  ولكن إنتهى تهديدهم بعد أن تم القبض على أكبر تنظيم تابع لهم داخل مصر منذ عدة أشهر وأصبحت السلطات تطاردهم .
أما سناء فقط أتتها دعوة للإنضمام إلى عضوية بعض الجمعيات الخيرية وبالفعل وافقت وها هي تساعد في دعم وتأسيس تلك الجمعيات الخيرية التى تعمل على الحد من ظاهرة أطفال الشوارع والمشردين  .
قبل عامين وبسبب الظروف الصحية السيئة التى طالت سالم قرر التقاعد وترك أمر الشركة وإدارتها لأولاده خصوصاً بعدما أثبتا جدارتهما في القضاء على خسارتهم  .
وبسبب ذلك فقط ترك حمدى أيضاً العمل لديه كسائق وأعطاه حمزة مكافأة لنهاية خدمته وولاؤه لهم  .
كان يود دفعها كمقدمِ لشراء سيارة يعمل عليها ولكن نصحته زو جته جميلة أن يقوم بفتحِ محل تجارى لبيع منتجات الألبان وطلبت من أهلها في القرية أن يمولوه بالمنتجات الفلاحى والعمالة المناسبة  .
تجنبت العائلة مها تماماً وهى تجنبتهم أيضاً وباتت فقط تراهم صدفة وتجلس منفردة تخطط وتراقب كل شئ في صمت ولا تحتك بهم أبداً فهى ترسم جيداً ما تريده وتعلم أن التهور وإستفزاز حمزة لن يفيدها أبداً  ،،، أحياناً وبعد أن خــ.سرت وجهتها الإجتماعية وخسرت كل ما كانت تتباهى به تتمنى أن يستمر زوا جهما  ،،، تتمنى أن تظل معه وتحصل على كل تلك المميزات التى هي على يقين أنها لن تحصل عليها مع غيره  ،،، تتمنى أن ينسى أمر طلاقه منها ويعطى لهما فرصة ولكن كلما حاولت الإقتراب خطوة أبعدها خطوات لذلك تركت الأمر مؤقتاً   .
أما حمزة الذى كان يراقب ريتان ولنقل يؤمنها من خطر ناصف  ،، تلقى في أحد الأيام خبر تقديم أحدهم لخطبتها وبرغم رفضها القاطع بسبب مشكلتها مع الانجاب إلا أنه قرر أن يتحدث معها ويحاول شرح الأمور فلن يقف تلك المرة يتابع في صمت  ،،  يعلم أنها يحق لها بدء حياة جديدة هادئة ويعلم أنها تستحق الأفضل دائماً عن تلك الحياة المعقدة التى يعيشها ولكن لا إرادياً أحياناً يصاب بأنانية العشق  ،،،  لذلك حاول أن يتحدث معها لربما أقنعها بما ينوى ولكن كالعادة رفضت الحديث معه تماماً وحتى أنها باتت تتجنب لقاء سناء فقط نوت أن تطوي تلك الصفحة من حياتها للأبد  ،،، لذلك فقد قرر حمزة الأتى إن لم تتقبله في حياتها حسناً لتتقبل صغيره  ،،، ليضعه أمامها وليكن سبباً في قربهما  ،،، ليربطها به  ،،، يعلم حبها للأطفال وتعلقها الشديد بهم كما أخبرته السيدة منال في الخفاء  ،،، فهما الإثنان بحاجة بعض  ،، هى بجاحة طفل تبث فيه أمومتها دون قيود ولن يكون سوى طفله  ،،،  وطفله بحاجة أمٍ تحتويه دون شروط  ،، إن لم ينجح هو في إعادتها إليه فليعيدها طفله  ،،،  وبالفعل أرسل صغيره إليها منذ عامان حتى يلتحق بالمستوى التعليمي الأول  ،،، بل أصر هو على إيصاله في كل مرة  ،،، نعم بات يراها يومياً في العام الدراسي وفي كل مرة يزيد عشقه وشغفه بها وكأنه يدخره في جرةٍ أوشكت على الأنفجار   ،،، خصوصاً بعدما تعلق بها الصغير وبات يتحدث معه عنها وعن حنانها معه وهذا ما جعل قلبه يتضخم عشقاً ويتآكل ألماً وحسرةً على حالهما  ،،،   يعلم أنها معها كل الحق في عدم تقبله أو سماعه ،،،  وأدرك جيداً قيمتها وأنها تستحق أن تكون الوحيدة والأخيرة في حياته  ،، تستحق أن تكون ملكته المتوّجة   ،،، تستحق أن يحل أموره كاملة ويذهب إليها دون أي مشاكل أو قيود   .
يعشقها وعشق الرجال النبلاء عذاب  ،،، يصبح أمام كفتى ميزان حياته يحاول وزن العشق مع الضمير ولكن في كل مرة يغلبه ضميره متحسراً على كفة عشقه التى تتهاوى معلنةً تنازلها   .
يعلم لما ترفض من يتقدمون لخطبتها ويتألم ويفرح في آنٍ واحد على حالها  ،،  كانت مها تعلم جيداً أن ريتان هى معلمة صغيرها ولكن مقيدة ولا تستطيع فعل شئ باتت تخشى غضب حمزة وقلب الموازين لذلك تتابع بصمت وأنتظار الوقتِ المناسب .
أما ريتان فقد وهبت حياتها للأطفال الذين يترددون على المدرسة .
جاء منذ عامين مدرس لغة فرنسية إلى المدرسة يدعى كريم والذي رآه حمزة أكثر من مرة يتحدث مع ريتان والأخرى تعامله بجدية ولكنه يبغضه  ،،،  نعم تتعامل ريتان مع الجميع بكل جدية وثبات حتى هو ولكن يبقى هذا الكريم وقربه منها يؤرقه  .
أما بسمة شقيقة ريتان فتز وجت من زميلها الذى كان يكبرها ويسبقها بعدة سنوات
أحبها وفور أن إنتهت من جامعتها تزو جته وأنجبت طفلها الأول الذى يبلغ عامين والذي أصبحت تتباهى به أمام شقيقتها ولكن ريتان لا تعيرها أي إهتمام بل كانت تحب الصغير كثيراً وتعتبره إبناً لها دون الإكتراث لشقيقتها الساذجة في نظرها   .
وبرغم كل ما عانته إلا إنها لم تتخلى يوماً عن إبتسامتها ،،، فهؤلاء الصغار أعطوا لها الحياة ،،،  حقاً تناست أحزانها معهم   ،،، وأصبحت أكثر ثقة ونضج وحيوية  .
وعن فريد الذى عاد مصر منذ عامين بعد إلحاح صفية عليه وبعد مكوثه في فرنسا لسنوات  ،،،  فقد قرر بعد تلقيه خبر زواج ميادة أن يظل هناك ويثبت جدارته ونجح في ذلك  ،،،  ولكن يبقى الحنين لأهله ولرؤيتهم لذلك عاد .
❈-❈-❈
لنعود إلى ما قبل عامين منذ لحظة وصوله ولنرى كيف تز وج من ابنة عمه شيرين   .
قبل عامين
( الجميع يتأهب لإستقباله بسعادة ولهفة خصوصاً صفية وبالطبع شيرين التى أصبحت شابة ذات أنــ.وثة طاغــ.ية تخفيها خلف ملابسها المحتشمة وحجابها الرقيق وملامحها الجميلة والقوية في آنٍ واحد   .
توقفت سيارة مراد الذى ذهب ليحضره من المطار وترجل مراد أمام الجميع وترجل على الطرف الآخر فريد الذي تغيرت ملامحه قليلاً وأصبح أكثر جاذبية وهيبة عن ذي قبل  .
خطى حمزة يحمل صغيره ويرحب به ترحيب حار وفريد يبادله بإشتياق ويضم الصغير بحب وحنو بينما أسرعت صفية تضمه بقوة وتبكى وهو كذلك يبكى ويضــ.مها بشدة  .
بعد ترحيب الجميع له وحتى شيرين التى أخفت ببراعة مشاعرها واشتياقها وحبها ورحبت به بطريقة باردة فلم تظهر له أي مشاعر بعد ما عانته بسببه  .
تعلم أن حبها من طرف واحد ولكن أولم يشعر به  ؟  هرب طوال سنوات عدة بسبب زواج تلك الفتاة التى كان يسميها حبيبة وهي لم تحبه مثقال ذرةً من حبها له ،،،  لذلك فهو غبي لا يستحق حبها أبداً  .
نظر لوالده الذى يقف أعلى الدرج يستند على عصاه ويطالعه بعمق فأسرع إليه يضمه بقوة وسالم يبادله بترحاب وحب  .
دلفوا جميعاً فارحين لمجيئه بينما صفية لم تتركه أبداً   ،،،  كل هذا وبالطبع مها لم تكن متواجدة معهم فهى ترفض رفضاً تاماً أن تجتمع معهم في أي مناسبة  وتفضل الذهاب إلى والدتها دائماً التى لم تسافر بعد أو النادى التى تذهب إليه أكثر من بيتها  .
بعد عدة أيام في الفيلا وتحديداً في مكتب سالم الذى يجلس أمام إبنه يتحدث معه مردفاً  :
– الكلام اللى هقوله ده يا فريد ممنوع يطلع من الأوضة دي   ،،، حتى لأى حد من أخواتك   ،،،  مفهوم  .
ضيق عيــ.نيه يتساءل بترقب:
– خير يا بابا  ؟
تنهد سالم وأردف بتروى  :
– عايزك تطلب إيــ.د شيرين بنت عمك  .
صٌدم فريد وطالعه بعيون متعجبة ثم أردف مستفهماً  :
-أطلب إيــ.د شيرين إزاي يا بابا  ؟  ،، شيرين دى أختي  .
أردف سالم بجدية  :
– مش أختك يا فريد   ،،، شيرين مش أختك شيرين بنت عمك وتجوزلك  .
هز رأسه بعدم إستيعاب يردف  :
– يا بابا أنا بعتبرها أختى   ،،  عمرى ما شوفتها غير كدة   ،،،  ومش مسئول عن اللى هى حــ.ساه  .
أردف سالم برتابة  :
– أسمعنى يا فريد   ،،،  بنت عمك ليها ورث من أبوها وأمها يخليها مطمع لأى واحد غريب   ،،،  فكرك يعنى إن طول السنين دى متقدملهاش حد  ؟
تنبه فريد بتمعن واسترسل سالم  :
– لا بالعكس ،،،  إتقدملها كتييير جداً   ،،،  بس رفضتهم كلهم بحجة إنها بتدرس   ،،،   لكن دلوقتى هي خلصت ومبقاش عندى حجة أرفض أي حد يتقدملها غريب  .
توتر داخــ.له لا يعلم لما وأردف بتساؤل  :
– طيب وهى موافقة  ؟
أردف سالم بترقب  :
– هى متعرفش أصلاً  ،،،  هى مكانش هاممها غير دراستها بس أعتقد دلوقتى هتفكر   ،،،  حقها تحب وتتحب وترتبط  .
تعالت وتيرة انفــ.اسه بتوتر وأردف بضيق لا يعلم سببه عندما تخيلها مع آخر  :
– أستنى بس يا بابا  ،،  مش أي حد كدة توافق عليه  .
أومأ والده يردف بعدما لاحظ حالته  :
– علشان كدة بقولك إنت أولى بيها من الغريب  ،،،  شيرين وصية أخويا ومش هفرط فيها  .
شرد قليلاً يفكر ولا يعلم لما إنتفض جزء في داخــ.له بعد كلام والده لذلك طالعه وأردف بعد دقائق  :
– تمام يا بابا   .
ضيق سالم عيــ.نيه يردف متسائلاً بتعجب من سرعته   :
–  تمام إيه  ؟  ،،،  موافق  ؟
تنهد بعمق ولف عيــ.نيه عن والده متعجباً من حالته هذه ومن إنفعاله الغير مألوف ثم أردف  :
– حضرتك معاك حق   ،،،  مينفعش ميراث عيلة الجواد يطلع برا العيلة ،،،  أنا موافق أتجوز شيرين  .
طالعه سالم بتفاجؤ ولكنه تنهد بارتياح وأردف بنبرة خالية من المشاعر كعادته مقتنع أن المشاعر تولد بعد الزوا ج لا قبله    :
تمام ،،، كويس جداً   ،،،  وصدقنى بنت عمك محظوظ اللى هتكون من نصيبه ،،،  بس علشان محدش من أخواتك يشك في الأمر إنت هتطلبها قدام الكل  ..
أومأ بتفهم وأردف  :
– تمام يا بابا ،،،  أنا هتكلم مع حمزة وأبلغه إنى عايز الكل في أمر مهم واطلبها  .
أومأ سالم مبتسماً براحة وانتصار بعدما حقق مراده  .
في اليوم التالى في فيلا سالم
يجلس الجميع حول مائدة الطعام يتناولون فطورهم وأوشكوا على الأنتهاء فنظر لهم فريد ونظر لحمزة الذى أخبره أمــ.س برغــ.بته وطمأنه حمزة بإيماءة بسيطة  .
تحمحم وأردف وهو يطالع شيرين بترقب وينتظر رد فعلها  :
– بابا أنا كنت عايز حضرتك في موضوع  .
نظر له سالم وأردف يدعى عدم معرفته  :
– خير يا فريد  ؟  .
توتر فريد من نظراتهم التى انتبهت وأردف بترقب  :
– أنا كنت عايز أطلب إيــ.د شيرين بنت عمى  .
صدمة أوقفت الطعام في حلــ.قها فشهقت وسعلت فأسرعت صفية تناولها المياة وتربت على ظهــ.رها بحنو بينما هو طالعها بعمق إلا أن استردت نفسها ونظرت له بتعجب وعدم تصديق فلف نظره عنه يطالع والده ويردف بتروى   :
– أنا عارف إنى كان لازم أتكلم مع شيرين في الأول بس أنا حبيت إن الكل يعرف مع بعض ،،،،  وحضرتك تشوف مطلوب منى إيه  .
هل يتجاهلها  ؟ ،،،  هل يظنها هامشة حتى لا يكلف خاطره ويسألها عن رأيها  ؟
نظرت له بقوة وثقة وأردفت بإبتسامة إستفزازية  :
– ومين قال لحضرتك بقى إنى موافقة  ؟
صُدم فريد وكذلك سالم حتى صفية التى تعلم حقيقة مشاعرها بينما هى تابعت بشموخ  :
– يعنى كل اللى موجودين عارفين إنك كنت بتحب زميلتك جداً وبسبب جو ازها من شخص تانى إنت بعدت سنين في فرنسا ومقدرتش ترجع مصر غير بعد إلحاح من ماما صفية اللى كانت بتتعذب وانت مهمكش كل ده وبعدت ،،،  إزاي عايزنى أوافق أرتبط بيك وأنا متأكدة إن مشاعرك ملك حد تانى  ؟.
طالعها بذهول ،،،  لم يتوقع أبداً رفضها وحديثها   ،،، لقد ظنها تحبه  ..
وقف فريد يطالعها بتعجب ويردف  :
– يعنى إيه  ؟ ،،، يعنى إنتِ مش موافقة  ؟
أردفت بثقة وتأكيد  :
– طبعاً مش موافقة ،،،  إزاى أصلاً أنت تشوفنى كدة  ؟ ،،، بجد زعلتنى جداً يا فريد  .
نظرت للجميع وأردفت باحترام  :
– عن إذنكو   ،،،  صحة وهنا  .
تركت مكانها وخطت للخارج ثم إلى غرفتها تحبس نفسها بها لتسمح لدموعها أن تعلن تحررها   ،،،  ليست هي من يسوقها قلبها ،،، عليه أن يعلم جيداً أنها لن تسمح له بالعبور فوق كرامتها   ،،،  حتى وإن كانت تعشقه  ..
أما هو فنظر لوالده بصدمة وكذلك سالم وصفية وترك طعامه هو الآخر وغادر النيران تتآكله   ،،،  لما يتألم الآن  ؟ ،،  فكل كلمة قالتها محقة  بها  ،،،  لما عصف به قلبه عندما رفضته  ؟ ،،،  لقد كانت تحبه جداً ،،،  نعم رآه هذا في عيــ.نيها مراراً وتكراراً   ،،،  هل تتخلى عنه بتلك السهولة  ؟ ،،، لحظة أيها الفريد من نوعك  ؟   ،،،  من تخلت عنك  ؟ ،،، من تخدع أنت يا رجل  ! ،، هل هي من تخلت عنك  ؟
زفر بضيق واستقل سيارته وغادر على الفور ليذهب إلى مكان يفكر فيه جيداً  .
بعد شهران
تقلب فيه فريد على جمرٍ من نار ووقع صريعاً في التفكير فيها وباتت تشغل عقله دائماً بعدما رفضته  ،،،  يلوم نفسه الآن أنه أهمل حبها في الماضى  ،،،  يلعن نفسه على حماقته في التعلق بفتاة ساذجة وترك الغالية الثمينة  ،،  يأكل أصابعه ندم على غروره وتعاليه على حبها  .
في فيلا سالم مجدداً يتجمعون حول مائدة الإفطار  .
زفر سالم بضيق ونظر للجميع يردف بترقب  :
فيه موضوع مهم لازم أكلمكم فيه بخصوص شيرين  .
تنبهت شيرين تطالعه بتعجب فتنهد وتابع بهدوء  :
– فيه مهندس معمارى إبن صديق عزيز عليا طلب إيــ.دها منى ،،،  والحقيقة هو كان طالب إيــ.دها من فترة وانا كنت مأجل الكلام ده تماماً لحد ما تخلص دراستها ،،،  بس هو كرر طلبه من كام يوم ،،، وأنا شخصياً معنديش مانع عليه   ،،،  بس طبعاً شيرين هى اللى هتقرر  .
كادت أن تجيبه بالرفض فمؤكد لن تفعل عكس ما تقول   ،،،  لن ترتبط بشخصٍ ومشاعرها مع آخر  .
ولكن أنتفض فريد يردف بحدة غير معهودة أمام والده  :
– مش هيحصل طبعاً يا بابا ،،،  شيرين مش هتتجــ.وز حد غيري   ،،،  وحضرتك أصلاً إزاي توافق على طلبه بعد ما أنا طلبتها  ؟
نظر له حمزة بيأس وهز رأسه فشقيقه يعيد ماضيه وتشتته وعليه أن يسرع بإظهار مشاعره وإلا سيندم طوال حياته  .
أردف سالم بجدية  :
– مينفعش طبعاً أرفضه يا فريد ،،،  الشاب كويس جداً وعنده شركته الخاصة وشاف شيرين وأعجب بيها ،،،  وكمان والده صديقي يبقى ليه هرفضه  ؟
نظر لشيرين بغضب وأردف بضيق وقلبه يلكمه بعنف  :
– شافك فين وأعجب بيكي  ؟   ،،،  هو إنتِ بتطلعى من البيت أصلاً  .
كانت تستمتع بحرقته   ،،،   نعم تعجبت من رد فعله ولكنها مستمتعة بحالته تلك  .
إبتسمت باستفزاز وأردفت  :
– لاء دا كان زمان يا فريد    ،،،  أنت بس اللى بعدت عننا لفترة ،،،  أنا بخرج وبروح وباجى وأكيد شافنى في أي مكان  .
إغتاظ من مرحها في الحديث وأردف متجاهلاً الحضور  :
– وانتِ طبعاً فرحانة إنك بتلفتى نظر الشباب وبيطلبوكى   ،،،  بس متنسيش يا هانم إنك بنت الجواد وتصرفاتك محسوبة عليكي  .
نظر لعمها ليتحدث ويرد ولكنه ترك لها زمام الأمور يعلم أنها تتطوق للرد لذلك طالعته بجمود وأردفت بثقة  :
– مش أنا أبداً يا ابن عمى اللى يتقالها الكلام ده لأنى عارفة جداً أتحكم في تصرفاتى ،،  لا ديني ولا أخلاقي ولا مستوايا يسمحلى أنى أقلل من قيمة نفسي بالطريقة دي ،،  الطريقة دي طريقتك إنت يا فريد يا جواد  .
نظرت له بإبتسامة إستفزازية وطالعها هو بعمق ،،، بدأت تنزاح غمامة عينه وقلبه ويراها الآن بصورة جديدة ،،، يعجب بشخصيتها وإعجابه يزيد يوماً عن يوم منذ أن أتى  .
نظر للجميع من حوله جميعهم يبتسمون بخبث عليه وعلى صمته الغير معهود  .
حتى أن كاريمان ومراد كادت أن تنفلت ضحكاتهما وهما يلكزان يــ.دِ بعض من أسفل الطاولة بشماتة لما يصيب فريد  .
أومأ يطالعها بتوعد ثم أردف بهدوء وإبتسامة إستفزازية تعلمها منها  :
– تمام ،،، حلو أوى الكلام ده ،،، بما أن الكل سكت يبقى أنتوا شايفين إن معاها حق   ،،،  علشان كدة من هنا ورايح هثبتلكم إنى مسئول عن تصرفاتى ،،  ودلوقتى حالاً أنا هروح للباش مهندس ده وابلغه إن طلبه مرفوض لأن شيرين الجواد مخطوبة لأبن عمها فريد  .
فتحت فــ.مها لتتحدث ولكنه قاطعها بنبرة لا تحمل نقاشاً مردفاً بثقة  :
– إنسى يا شيرين   ،،،  إنسى إنك تتجــ.وزى حد غيري  .
تركهم وغادر لينفذ ما قاله بينما جلست هى تتنهد بقوة ،،، سعادة جديدة تستحوذ عليها حتى أنها تخجل في إظهارها   ،،، ولكن هناك أعين تراقبها بسعادة وتغمز لها ،،،  بالطبع كارى التى تعلم بأمرها والآن أصبحت ترى حب فريد المخبأ يظهر ويكبر   .
بعد عدة آيام في حديقة فيلا سالم
تجلس شيرين مع كاري تدردشان في أمورٍ بينهما  .
خرجت من باب الفيلا مها ترتدى ملابس عملية ونظارة شمية وتحمل حقيبة يدها وتخطو دون أن تعيرهما إهتمام خصوصاً كارى التى تعلم جيداً انها الصديقة المقربة لريتان وتظن أنها تخبرها كل صغيرة وكبيرة هنا لذلك فهى تتصنع الهدوء  ..
تنهدت كاري وأردفت بترقب  :
– أنا نفسي أعرف مروان ده ذنبه إيه علشان يبقى ليه أم زى دي  ؟
أردفت شيرين بتريث  :
– للأسف إختيار عمى سالم وحمزة وقع عليه   ،،،  واللى بيدفع التمن مروان للأسف  .
حزنت كارى من أجل هذا الصغير وأردفت بشرود  :
– مع أننا كلنا بنحبه بس أكيد يا حبيبي حاســ.س بقسوتها  .
زفرت شيرين تردف بهدوء  :
– هو أكيد حاسس    ،،،  بس حمزة بصراحة بيحاول يعوضه   ،،،  يعنى حالياً مروان مندمج باللي حواليه بس أكيد فيما بعد هيحــ.س  .
صمتت كارى قليلاً ثم قالت بترقب  :
– وانتِ يا شيرين هتعملى إيه مع فريد  .
هزت شيرين كتفيها تردف بشرود  :
– ولا حاجه يا كارى   ،،، مش هعمل حاجة خليه يحدد هو عايز إيه  ؟
أردفت كارى بتروى  :
– اسمعيني يا شيري   ،،، فريد بيحبك ،،،  بس كان بيكدب على نفسه   ،،،  فريد من النوع اللى بيحب المغامرة والتحدى حتى في العلاقات ،،،  علشان كدة مش عايز يعترف إنه بسهولة كدة وقع في حب بنت عمه اللى هى معاه في بيت واحد وقريبة جداً منه ،،،  بس لما حــ.س إنك ممكن تروحى منه متحملش   ،،،  وأنا من رأيي إنك تديله فرصة ،، بس أوعى تتخلى عن طريقتك دي معاه  .
زفرت شيرين بقوة وأردفت بشرود  :
– لسة شوية يا كارى   ،،، لسة شوية على فريد ،،،  هو ميعرفش أنا كنت بتعذب أزاى كل ما أشوفه مع اللى كان شايف أنه بيحبها ،،،  ميعرفش انا عشت إيه وهو كان بيتوجع على جو ازها من غيره   ،،،  مش من كلمة قالها هفرح وامدله ايــ.دي  ،،  لازم يعترف قدام الكل أنه بيحبنى ولازم انا أصدق كلامه وحبه  .
اسمتعت إليها كارى واقتنعت بحديثها فهى تعلم حقاً كم عانت في حبها هذا  .
بعد عدة أيام في فيلا سالم
تجلس شيرين في غرفتها تتصفح هاتفها فتنبهت لطرقات على بابها وأردفت ظانة انها كاري  :
– أدخل  .
فُتح الباب وطل فريد برأسه يردف بترقب  :
– ممكن نتكلم شوية  .
توترت وأسرعت تلتقط حجابها وتلفه على رأ سها حول شعرها البنى الناعم الطويل الذى رآه  .
أردفت بهدوء  :
– معلش يا فريد إستنانى تحت في الجنينة ميصحش نتكلم هنا في أوضتى  .
عض على أسنانه بغيظ منذ متى وبينهما تلك الأمور  ،،  في السابق كان يتحدث معها في أي وقتٍ يريظ  .
أردف ضاغطاً على أحرفه  :
– تمام يا بنت عمى  .
بعد دقائق كانت تخرج من باب الفيلا الداخــ.لى باتجاه مكان جلوسه ثم سحبت مقعد وجلست عليه تطالعه بثقة متسائلة  :
– خير يا فريد سمعاك  ؟
تنهد بعمق يطالعها ثم أردف مستفهماً  :
– ممكن أعرف إنتِ ليه رافضة إرتباطنا  ؟
تنهدت بقوة وبدأت نبضاتها تلكم يسارها بعنف بينما تتحدث بثقة وثبات ظاهري  :
– أنا قولت لك يا فريد   ،،  كرامتى متسمحليش إنى أرتبط بواحد وأنا عارفة إن قلبه لسة متعلق بواحدة تانية  .
مخطأة   ،،،  ومن قال أن قلبه معلق بأُخرى  ؟   ،،،  لقد هرب لسنوات بسبب غضبه من نفسه على سنين أضاعها في حبٍ زائف   ،،،  قرر أن يعاقب نفسه على سنوات طاح فيها في القريب والبعيد وعصى والده من أجل فتاة لم تكن له ولو ذرّة حب  .
تنهد بقوة يطلب من قلبه أن يهدأ ليخرج الحديث من جوفه ،،  طالعها بعمق وأردف  :
– بس أنا قلبي مش متعلق بواحدة تانية يا شيرين   ،،، أنا أعتبرت ميادة صفحة سودا في حياتى واتقفلت   ،،،   وغيابي طول السنين اللى فاتت دى مكنش بسبب زعلى على جوا زها ولكن كان بسبب زعلى من نفسي لأنى أخطأت في إختيار شريكة مناسبة  .
زادت نبضاتها بدل من أن تهدأ وطالعته بصمت وهو يتابع بتروى  :
– اسمعيني يا شيري   ،،  أنا كل اللى متأكد منه دلوقتى أنى عايز أرتبط بيكي ومستحيل أسيبك تروحى لغيري   ،،، وعايزك تديني فرصة وتوافقى  .
طالعته بعمق ،،،  تريد أن تسمعها ليطمئن قلبها ويهدأ ويسعد   ،،، أردفت متسائلة  :
– ليه يا فريد  ؟  ،، ليه عايز ترتبط بيا دلوقتى  ؟   ،،،  شايف فيا إيه  جديد ومميز ؟  .
أردف بثقة وحبٍ ظهر في عيــ.نيه  :
– كلك مميزة   ،،،  أنا كنت أعمى وقتها بس دلوقتى شايف بوضوح مين يستاهل مشاعرى   ،،،   مش عايز أقول حاجه تقليدية أو متصدقيهاش منى بس عايزك تعرفي أنك محتلة كل تفكيري   ،،،   ومش من وقت ما جيت لاء من وأنا هناك ،،، بس كنت بفسر كل ده غلط  ،،، كنت غبي  .
تعالت وتيرة أنفــ.اسها وهى تستمع لتصريحه بينما يتابع هو بتأكيد   :
– صدقيني مروحتيش من بالي أبداً   ،،، دايماً كنت بفكر فيكي وبضحك وبفكر في نقارنا سوا   ،،  كنت كل شوية أفتكر موقف ليكي معايا والاقي نفسي عايز أشوفك   ،،،  ولما وصلت ولقيتك مقبلانى ببرود أضايقت جداً وفضلت أسأل نفسي ليه   ،،،  بس لما عرفت إن فيه حد متقدملك متحملتش    ،،، قررت أطلب إيــ.دك فوراً   ،،،  ولما رفضتيني وقولتى الكلام اللى قولتيه كنت حاســ.س إنى قليل أوى   ،،،  قلبي وضجعنى   ،،،  معقول انتِ شيفانى كدة  ؟  ..
زفر بقوة ها هو على وشك أن ينطقها بينما هى تستمع إليه بقلبٍ متراقص وقد أصبحت يــ.داها مرتعشة وهو يسترسل  :
– لما بابا قال على أبن صديقه ده وحسيت إنك هتوافقى متحملتش   ،،،  حاجة جوايا هى اللى حركتنى وخلتنى أقف وارفض   ،،،  كنت مرعوب وخايف إنك توافقى   ،، وبعد كل ده قعدت مع نفسي أفكر أنا ليه بعمل كدة وبيحصل معايا كدة  .
نظر لعيــ.نيها بقوة وأردف بأنــ.فاس بطيئة متأهبة  :
– وصلت لحقيقة واحدة بس يا شيرين وهى إنى بحبك   ،،،  ومن زمان أوى    ،،،  مش حب أخوى زي ما كنت مفكر لاااا   ،،،  حب تانى خالص ،،،  بحب أشوف غيرتك عليا واحب دايماً أجلبك علشان استمتع بعيونك وهى بتلمع وانتِ بتاخدى حقك مني   ،،،  بحب أتابع سكوتك وانتِ قاعدة على السفرة معانا ،،،  بحب أشوف في عيونك إنعكاس صورتى  ..
كانت تستمع له وعيــ.نيها تلتمع وها هو يظهر إنعكاسه فيهما مجدداً وهو يتابع بتأثر  :
– أنا بحبك يا شيرين وعايز أكمل حياتى معاكى انتِ وبس  .
سقطت عبرتها وتبعتها الأخرى وهى تبتسم وهو يطالعها بلهفة مردفاً  :
– لاء اوعى تعيطي ،،،  هزعل من نفسي أوى لو كنت سبب زعلك  .
اغمضت عيــ.نيها وهزت رأسها    ،،،  لو يعلم أنه تسبب لها في حزن وقهر لآيام وليالي وسنوات لقتل نفسه في الحال  .
أردف مترجياً   :
– وافقى يا شيرين   ،،،  وافقى واديني فرصة أصلح خطأي وأصحح مسار مشاعرى اللى كانت تايهة  .
أومأت وما زالت عيــ.نيها مغمضة تردف بصوت متحشرج  :
– موافقة  .
ذُهل يطالعها ليتأكد مردفاً  :
– قولتى إيه  ؟
فتحت عي ــ.نيها الملتمعة تطالعه بعمق وتردف  :
– موافقة يا فريد ،،،  موافقة اديلك فرصة  .
مد يــ.ده بسعادة ليلمــ.س يــ.دها من شدة فرحته ولكنها سحبتها تردف بتحذير  وقد عادت لقوتها  :
– عندك   ،، أنا قولت موافقة اديلك فرصة ولازم تستغلها صح   ،،،  ممنوع اللمــ.س تماماً إلا لما تثبتلي صحة كلامك    .
أحكم قبضته بقوة ليتحكم في مشاعره ويومئ بسعادة  :
تمام   ،،،  كلها كام يوم أصلاً وتبقى مراتى  .
إبتسمت عليه   ،،، أيظن الأمر سهل هكذا  ؟   ،،  إذاً لم يعرفها جيداً   ،،،  ستشترط أن تكون خطبتهما لعامٍ كامل   ،،، ليذيق فقط القليل من العذاب الذى ذاقته لسنوات  .
وبالفعل تم الزوا ج بعد عام بعدما أثبت جدارته وعشقه وحبه لها وتحمل دلالها وغضبها وها هى الآن تحمل في طفلها الأول  .
❈-❈-❈
عودة للحاضر بعد رحلة طويلة
ها هو اليوم بداية العام الدراسي الجديد  .
يتحمس مروان الذى يبدل له والده ملابسه للذهاب إلى مدرسته ورؤية معلمته التى إشتاق إليها هو ووالده  .
أخذه حمزة بسيارته إلى المدرسة  ،،،  توقف يترجل ويلتقط كف صغيره ويدلف من بوابتها  .
خطى معه إلى الردهة ولكن تجمدت ساقه وهو يراها تقف مع زميلاتها تتحدث وتبتسم  .
تلقائياً إبتسم هو الآخر ووقف يتأملها بإشتياق وتيْم ،،،  لم يفق إلا عندما هزه مروان يردف بحماس  :
– يالا يا بابي عايز أسلم على مــ.س ريتان  .
تنهد بقوة يستعيد ثباته ثم تقدم منها فترك الصغير يــ.ده وأسرع يركض نحوها مردداً بسعادة  :
– مــ.س ريتااااان  .
نبضة قوية أتت كلكمة في صــ.درها وهى تستمع لصوته فلفت نظرها تطالعه وقد أصبح يعانقها فانحنت تبادله وتردف بسعادة واشتياق  :
– مااارو حبيبي ،،،  وحشتنى جداً  .
ما زال يتعلق بها ويردف بصدق ووالده يتابع بقلبٍ عاشقٍ مرفرف :
– وانتِ كمان يا مــ.س  .
إبتعدت عنه تنظر لعينه مبتسمة قبل أن تقف تتمــ.سك بيــ.ده الصغيرة وتتنهد بقوة تستعد للنظر لعين هذا الذي يقف يطالعها بتمعن  .
نظرت له وبكل براعة أعتادت عليها أردفت بجدية وثبات  :
– أهلا يا حمزة بيه  .
إبتسم بهدوء فقد بات يعلمها جيداً ويعلم قناعها الجليدي ويتقبله بكل سرور لذلك أردف بتريث  :
– الله يسلمك يا ريتان  ،،،  عاملة ايه  ؟
أومأت بصمت ثم إلتفتت تنظر لمروان وتبتسم مردفة بثقة  :
– يالا ندخل ال Class  .
أومأ الصغير فسحبته معها دون حديث والتفت هو يشير لوالده بيــ.ده وبادله والده وتنهد بقوة ثم التفت يغادر  ،،، يكفيه تلك الثوانى من رؤيتها التى تشبع روحه   .
❈-❈-❈
مساءاً في جناح حمزة بعدما ساعد صغيره في حل واجباته وبالطبع لم تخلو الجلسة من سيرة المعلمة ريتان التى تزهر المجلس  .
نام الصغير وانتظره حمزة إلى أن ذهب في ثباته وتنهد يتجه لغرفة نومه التى  أصبحت الآن ملكاً لمها بينما هو يمكث مع صغيره دائماً  .
طرق الباب فسمحت له بالدخول بعدما كانت تخرج من حمامها  .
فتح الباب ودلف يتحمحم ويطالعها بترقب مردفاً بهدوء  :
– ممكن نتكلم شوية  ؟
تنهدت بقوة وطالعته بترقب تعلم جيداً ما سيقوله وتستعد لحديثه لذلك أردفت تومئ بهدوء  :
– تمام إتفضل  .
إتجه يخطي للمقعد الجانبي ويجلس عليه وإتجهت هي أيضاً تجلس على المقعد المجاور له وتترقب حديثه  .
تنهد يطالعها ويردف بتريث  :
– دلوقتى يا مها أقدر أقول إنك وصلتى لبر الأمان  ،،،  أسهمك تخطت الأزمة المالية وجزء كبير من ديون شوقي بيه تم سدادها والجماعة أياهم مبقوش يقدروا يقربوا منك بعد التشديد الأمنى اللى حصل  ،،،  يعنى دلوقتى أمورك كلها اتحلت وأكون وفيت بوعدي وريحت ضميري من نحيتك وتقدرى بعدها تعتمدى على نفسك  ،،،  يبقى حان وقت الطلاق  ،،،  خلينا ننفصل بهدوء وبدون أي مشاكل  .
ثم دقق النظر فيها جيداً يتابع محذراً :
– بدون أي مشاكل يا مها  ،،،  أظن فهمانى  ؟
طالعته بعمق وتمعن وشردت  ،،،  كيف ستتركه بعد الآن ؟  ،،،  تشغلها حياتها بعد الإنفصال خصوصاً أنها عادتت تتباهى بعلاقتها به وسط معارفها الذين عادوا إليها بعد أن عادت لعهدها  ،،،  تخبرهم أنه يعشقها ولم يستطع تركها ودعمها وساندها في أزمتها  ،،،  تتحدث هنا وهناك وفي كل مكان عن حياتهما الوهمية السعيدة وعن تقبله لها  ،،،  إن أنفصلت ماذا ستخبرهم بعدها  ؟،،، وكيف ستكون وجهتها  ؟  .
فاقت من شرودها على نداءه فأردفت متسائلة بترقب  :
– طب ومروان  ؟
طالعها بعيون قاتمة يردف بنبرة تحذيرية  :
– هتتنازلى لي عن حضانته يا مها  ،،،  إنت وانا عارفين كويس أوى إن مروان آخر إهتماماتك  ،،،  هتتنازلي عن حضانته بدون أي شوشرة  .
نظرت له بتعجب كاذب وأردفت بنبرة مستعطفة  :
– عايزنى أتنازل عنه إزاي يا حمزة  ؟  ،،،  أيوة أنا بسيبه وبسافر وببعد بس هو مهما كان إبنى  ،،،  وليا حقوق فيه  .
وقف يطالعها بحدة ويردف بنفاذ صبر  :
– قصدك ليه حقوق عليكي إنتِ معملتيهاش  ،،   يبقى حقوقك عليه كلها سقطت  ،،  متحاوليش تاخدى مروان سبب يا مها  ،،،  مش هسمحلك  ،،،  هتتنازلى عن طيب خاطر وتعتبري التمن هي السنين اللى فاتت  ،،  وبالنسبة لحقوقك هتوصلك كلها  ،، مروان خط أحمر يا مها   .
تنهدت بقوة  ،،،  الأمور ليست في صالحها  ،،،  تفكر بخبث لو كانت تلك المعلمة وافقت على أحدهم من زمن لكانت نفذت خطتها في الإنتقام منها ولكنها ترفض أي إرتباط وهذا ما يجعلها مستسلمة أمام حمزة الجواد  .
زفرت تردف بهدوء وترقب وخبث  :
– تمام يا حمزة  ،،،  لعلمك أنا مش بحاول أخد مروان سبب  ،،،  أنا فعلاً بحب مروان جداً  ،،،  مش معنى إنى سايبة مسئوليته عليك إنى مش بحبه  ،،،  علشان كدة هيبقى صعب عليا إنى اتنازل عن حضانته  ،،،  بس تمام  ،،،  إديني مهلة كمان كام شهر بس فيه صفقة مهمة مع شركة أجنبية بحاول أتعاقد معاهم لو حصل هتبقى نقلة تانية خالص ليا ووقتها هقدر أفتح شركتى الخاصة هنا أو أسافر لمامى وأفتح شركتى هناك  ،،،  يعنى أديني بس وقت قليل هضبط أموري وأتنازلك عن الحضانة وبعدها ننفصل ،،، وصدقنى مش هعملك أي مشاكل في حياتك  ؟ .
زفر بقوة ثم مسح على وجهُ بعنف يومئ بغضب داخلى مردفاً  :
– تمام  ،،،  حلى أمورك في أسرع وقت ،،، وهتتنازلى بعدها عن حضانة مروان وأظن كدة يبقى كتر خيري  .
وقف يغادر الغرفة وتركها تتابع أثره بشرود ومكر  ،،،  لن تتركه أبداً وإن تركته لن تدعه يتزو ج بتلك المعلمة مهما كلفها الأمر ،،، يبدو أنها أحبته .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى