روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية العربي

موقع كتابك في سطور

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الثامن والعشرون

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الثامن والعشرون

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الثامنة والعشرون

لا نستطيع إثبات الحب بكلمات
ولا نستطيع إثبات الثقة بأقوال
وحدها المواقف هى الدليل القاطع للحب والثقة
❈-❈-❈
قبل ساعتين من الآن
يجلس ناصف في المكان الذي يختبئ فيه ينتظر لحظة مناسبة منذ أسابيع فقط ليراها ويستطيع التحدث معها وتهديدها بما ينوي .
لقد خطط لتلك اللحظة على مدار سنوات وعمل جاهداً على عدم حدوث خطأ واحد .
لذلك قام بإستئجار إحدى الشقق السكنية التى تقع في البرج السكنى أمام قصر الجواد .
نعم فهو يطبق النظرية التى تقول أن أكثر الأماكن أماناً للإختباء من عدوك تكن بالقرب منه .
ليسبق الجميع بخطوة ويراقب بكل راحة ويرسم خطة شيطانية ليصل ويحقق إنتقامه .
منذ أسابيع وهو يراقب كل حركة ويعلم تحركات حمزة ويلاحظ عدم خروج ريتان إلا ذلك اليوم التى ذهبت معه إلى منزل والدها وعادا ولم يستطع خلق فرصة ليراها لذلك فكلما مر يومٍ عن عدم تحقيق رغبته أصيب بالجنون أكثر ،، فهذا يعنى تفوق حمزة عليه ،، فقط لتخرج بعيداً عن تلك الحراسة التى تحاوط القصر .
حتى أنه يعلم بأمر فؤاد والحراسة الخاصة به ويستطيع التعامل معهم ،،، هدفه كله ريتان ،، كل ما يريده هي .
وللعجب فهو يغادر تلك الشقة أحياناً ولكنه لا يغادر بشخصيته بل يرتدى ملابس نسائية عبارة عن عباءة سوداء ونقاب ليبدو كسيدة منتقبة ويجاوره رجله المسلح ليبدو وكأنه زو جها ويذهب ويعود دون إثارة شكوك حوله .
ناهيك عن ذلك العدد الذي لا يستهان به من الذين إستولى الشر عليهم وباتوا يتلذذون بالأفعال الإجرامية يعملون فقط لحسابه للحصول على مبالغ طائلة ينفقها فقط لتحقيق إنتقامه .
وبالطبع الهكر الذي يجاوره ورجل المهام الصعبة كما يقال ولكن في الشر ،،، فهو إقتناه خصيصاً وأتى به من الخارج لتلك المهمة فقط .
لذلك فهو يخطو خطوات مدروسة بدهاء ومحسوبة جيداً وإلا لما كان هناك داعي من المخاطرة وعودته .
ها هو يجلس يراقب الأوضاع حوله ويجاوره مساعده الهكر يتحدث بضجر :
– هنفضل كدة كتير يا ناصف ،، شكله مش هيخرجها ،، الأحسن ندور على خطة تانية لإن كدة بنضيع وقت ،، وإنت لازم تسيب مصر قبل ما يحفروا وراك تانى .
زفر بضيق وتحدث بغضب :
– اكيد هتخرج ،، كان لازم ترجع شغلها بس شكل أبن الجواد منعها ،، بس صدقنى هتخرج وقريب جداً ،، مش هتفضل كل ده محبوسة .
قال هذا والتفت يراقب بتمعن بوابة قصر الجواد ويصب عينه عليها من النافذة التى لا تعكس رؤية من في الداخل ولكن هو يستطيع الرؤية منها جيداً .
وها هي تتحقق أقصى أمنياته وهو يرى سيارة حمزة تعبر البوابة بتمهل وتجاوره ريتان .
أتسعت عينه واندهشت ملامحه على غير المعتاد وهو لا يصدق أنها خرجت الآن بعد كل تلك الفترة .
أسرع يهاتف رجليه الذين يتخفون في الأسفل مردفاً :
– حمزة خرج دلوقتى ومعاه ريتان ،، وراهم وانا هحصلكوا حالاً ،، عينكوا متغبش عنهم ،، وفتحوا عينكوا على الحراسة كويس .
أغلق وإتجه يرتدي تلك العباءة والنقاب ليتخفى ثم نزلا هو ومساعده وإستقلا السيارة التى تصطف أسفل المبنى ثم أنطلقا تابعان لهما .
( ملحوظة : إستخدام العباءة والنقاب ليس المقصود منها أي إساءة تماماً فكما تعلمون كل شئ يمكن إستخدامه كسلاح ذو حدين )
بعد وقتٍ وصلا حمزة وريتان إلى العيادة النسائية وترجلا متلهفان للحدث الجلل المنتظر .
كان قد وصل أيضاً ناصف ومساعده وبعد ترقب وتفكير ترجلا متجهان إلى الداخل ليظهرا كمريضة وزو جها بعد أن إستعان برجاله للدخول بين المرضى دون ملاحظة أحد .
كان حمزة منشغلاً بسعادته وحماسه وتحفيز ريتان التى ترتعش خوفاً من سماع عكس ما تتمنى .
بعد أن طلبت الطبيبة التحليل من ريتان وخرجا لتأخذ الممرضة العينة منهما دلف الكشف التالي والذي لم يكن سوا ناصف .
بمجرد أن وطأت قدمه غرفة الطبيبة هو ومساعده وقبل أن تخرج الممرضة كان يغلق الباب ويشهر ســ.لاحه أمامهما وهو يردف بغضب وتهديد واضح :
– أي صوت أو حركة هطير نــ.فوخك إنتِ وهي .
أرتعبتا الطبيبة والممرضة التى أشار لها بسلاحه فاتجهت لتجاورها والتزما الصمت يرتعشان حتى أن الطبيبة كادت أن تضغط بيــ.دها على أحد الأزرار الموصولة بالخارج ولكنه رآها وقال بغضب :
– شكلك مستغنية عن عمرك ؟
تبعها بصوت شد أجزاء السلاح فارتعبت ورفعت يــ.ديها مستسلمة تردف بتلعثم ورعشة :
– خلاااااص تمام ،، مش هعمل أي حاجة .
أشار برأسه لمساعده الهكر الذي أندفع لمكتب الطبيبة ينتشل الهاتف الخاص بها وينزع السلك الموصل لحرارة الهاتف الأرضي ثم بدأ يعبث في اللاب توب الخاص بمكتبها ليعطل كاميرات المراقبة ثم حول مسارها على هاتفه النقال ليصبح هو المتحكم بها ،، كما أخذ هاتف الممرضة أيضاً .
كل هذا يحدث وناصف يملى تعليماته على مسامعهما ويردف بشر :
– الكشف اللى كان هنا دلوقتى ،،، كل اللى عايزه إنى أقابلها ،،، ولوحدها ،، لو وفرتيلي ده يبقى هنمشي من هنا بسلام ،، تخترعى أي حجة المهم أكلمها من غير اللى معاها ما يكون موجود ،،، ولو عملتى حركة كدة ولا كدة أنا دلوقتى مراقبك بكاميراتك ووقتها هتبقى مجزرة هنا ،،، فهمتى ؟
كانت تطالعه بذهول وتبكى هى والممرضة التى ترتعش بجانبها ثم تساءلت متلعثمة وقد أدركت أن من أمامها ما هو إلا شخصٍ مختل تماماً :
– ب ب بس إزاااي ،،، ده جــ.ووزها ،، هقنعه أزااي يسيبها ؟ ،، مش هعرف أعمل كدة .
طالعها بنظرة مرعبة ثم تحدث بفحيح :
– شكلك مفكرة إننا بنلعب هنا ،، تحبي تتأكدى إنى مش بهرز ؟
إنتفضت الممرضة تردف بإرتعاش بعد أن إعتصرت عقلها لتحاول إيجاد حل :
– لااااء يا باشا حاضر ،، هنعمل اللى إنت عايزه ،، فيه هنا أوضة أشعة مقطعية أنا هدخلك هناك وتستنى في أوضة التحكم لحد ما أجبهالك .
نظر لها بإعجاب ثم قال وهو يشير للطبيبة :
– شوفتى ؟ ،، طلعت بتفهم أحسن منك أهي ،، ودلوقتى قوليلي ؟ ،، هي حامل ولا لاء ؟
أردفت الطبيبة بدموع وخوف :
– تقريباً .
عاد يتلاعب بســ.لاحه فتابعت بتلعثم :
– هتأكد من التحليل ،، بس بنسبة كبيرة أيوة .
نظر للممرضة وتحدث بهدوء بعدما لاحظ تجاوبها معه :
– يبقى النتيجة أنا بس اللى أعرفها ،، تمام يا بيبي ؟
أومأت الممرضة عدة مرات فالتفت يطالع مساعده الذي إنتهى وأومأ لها ثم عاد للطبيبة وقال :
– موبايلاتكوا معايا ،، كاميرات المراقبة تحت تحكمى ،، حتى الأوضة دي ،، يعنى دلوقتى هخرج وهراقبك من برا ،، أي حركة كدة ولا كدة أنا مش مسئول عن اللى هيحصل ،،، واطمنى خالص يا دكتور ،، هما كلمتين هقولهم لها وأمشي علطول ،، أنا مش مؤذي .
أعاد ســ.لاحه لداخل ما يرتديه وأشار لمن معه ثم إندفع للخارج بهدوء كأنه لم يفعل شئ .
❈-❈-❈
عودة للوقت الحالي .
يقود حمزة وتجاوره ريتان بوجهٍ شاحب ،، حتى أنها لم تستمع إلى كل ما قاله ،،، كأنها أعتزلت عن العالم ،،، أفكار متصارعة تهاجمها وتتشابك في عقلها تجعل منه قابل للإنفجار ،، طنين أذ نيها وثقل يهاجم جفنيها ونبضات عنيفة في جانبي مخها تجعلها على حافة الإنهيار .
وصل حمزة إلي القصر وترجل وإتجه يفتح بابها ويسندها ،، تتحرك معه كمن لا إرادة لها .
صعدا على الفور إلى غرفتهما وهو متعجب من حالتها وكل ما يؤدي اليه عقله أن هذا ناتج عن خيْبتها في خبر الحمل .
مددها على الفراش وجلس مجاوراً يعانق كفها بين راحته ويردف بقلق وحزن :
– مالوش لزوم الزعل ده كله يا ريتا ،،، صدقيني هاخدك ونروح مكان تانى ،،، أكيد الدكتورة دي متعرفش حاجة ،،، وبعدين أصلاً هى مكشفتش عليكي ،، كله كلام وبس وأنا حاسس إنك حامل .
كانت تستمع له وتعتصر عيــ.نيها الباكية ،،، تارة من الألم الذي يهاجم عقلها والصداع وتارة أكبر من الألم الذي ينهش قلبها من معرفتها بحملها دون مشاركته به .
إبتلعت لعابها وتحدثت وهي مغمضة دون النظر إليه :
– معلش يا حمزة أنا عايزة أنام .
زفر بقوة ثم وقف يطالعها بصمت وهى تتكور على نفسها وتغمض عيــ.نيها ثم خلع جاكيته ووضعه جانباً وصعد يتمدد خلفها ويحاوطها ويعانقها بقوة ليصبح ظــ.هرها مقابلاً لصــ.دره وهو يردد بهمــ.س بجانب أذ نيها بحب :
– تمام يا حبيبتى نامي ،، نامى وإرتاحي هنا .
بكت مجدداً ولكن بكاء داخــ.لى ،، صرخات مكتومة تصدر داخــ.لها ،، تعلم أنه أخفى عنها هذا الخبر خوفاً عليها ،، تعلم أنه تحمل وعانا بمفرده كي لا يزعجها ويقلقها بهذا الخبر ،، ولكن ها هي تعلم بطريقة لم تكن تتمناها يوماً ،، تعلم في يومٍ كانت تتمناه ليتحول إلى أكثر الأيام ألماً .
لم يحتمل عقلها إستيعاب أكثر من ذلك فسحبها معه إلى النوم متمنية أن تفيق من هذا الكابوس فوراً .
أما هو فكان مستيقظاً يحتويها ،، ودّ لو سحب ما تشعر به إليه ،،، لا يرد لها حزناً ولا ألماً ولا أي أفكار سيئة ،، أصبح يتمنى سماع خبر حملها أكثر من أي شئٍ الآن .
زفر بقوة وعاد ناصف يستحوذ على عقله ،، إلا الآن لم يستطيعوا العثور عليه ،،، إختفاؤه يقلق ،، ولكنه تناساه اليوم بتلك المفاجأة التى كادت أن تصبح سعيدة لولا تلك الطبيبة الغريبة التى لاحظ هو تغييرها المفاجئ ،، لذلك لم يرد العودة إليها بل غادر مع زو جته وسيأخذها لأخرى أكثر ثقة ولكن ليطمئن عليها أولاً .
❈-❈-❈
في منزل بسمة
التى منذ أن أستيقظت وهي تشعر بألم أســ.فل معــ.دتها ،،، حتى أنها راسلت طبيبها عبر الواتساب وأخبرها أن ترتاح وتتمدد وتأخذ أدويتها وتمر عليه في موعدها ولكن إن إستمر الألم فلتأتى .
ها هو بهاء يقف في مطبخه يحضر عنها الغداء بينما الصغير يجلس في الصالة يلعب بتلك الألعاب التى نثرها له والده وبسمة تتمدد على الأريكة أمام صغيرها تستريح من ما تشعر به .
خرج بهاء إليها يطالعها بإهتمام ثم أتجه إليها يتحدث متسائلاً :
– أحسن شوية دلوقتى ؟ ،، تحبي تقوم نروح ؟
هزت رأ سها بإرهاق تردف :
– لاء مش قادرة أتحرك ،، هو قال أستريح وهبقى كويسة .
تنهد ونظر لصغيره يبتسم له والصغير يشير إليه بإحدي الألعاب ويتمتم بإسمه ثم عاد لها قائلاً :
-طيب أنا شوية وأخلص الغدا ،، تاكلى وتاخدى الأدوية وهتبقى أحسن .
أومأت له وهي مغمضة ووضعت كفيها أسفل خديها لتعاود النوم متكورة وهي تشعر بالتعب .
❈-❈-❈
مر اليوم وأتى المساء ولم يعود حمزة إلى عمله بل ظل ماكثاً في غرفته يتابع تلك النائمة منذ ذلك الوقت .
يبدو أنها إتخذت من النوم مهرباً ،، حتى الطعام لم تتناوله برغم محاولاته معللة أنها فقط تود النوم .
إتجه لغرفة صغيره وجلس بجواره يطالعه وهو يحل دروسه ،، تساءل بترقب :
– عامل إيه في ال school يا مارو ؟
تحدث الصغير بالقليل من الحزن وهو يدون بإهتمام :
– كويس يا بابي ،، بس المس بتاعتى مش بتفهمنى حاجة ،، ومامي نايمة دلوقتى ،، أعمل إيه بقى ؟
تنهد حمزة وتحدث بإهتمام :
– طيب وريني كدة يمكن أقدر أساعدك ،، معلش لإن مامي تعبانة شوية .
ناوله الصغير كتابه وبدأ حمزة يشرح له كيفية الحل والصغير يجيب بسلاسة .
بعد ساعة عاد إلى غرفته يحمل صينية طعام ويتجه ليضعها على الطاولة ثم إقترب من الفراش وبدأ يوقظها بهدوء وحنو مردفاً :
– ريتا ؟ ،، حبيبتى ،، يالا كفاية نوم كدا ،، سيبانى لوحدي من الصبح ينفع كدة .
بدأت تتملل وتفتح عيــ.نيها المتورمة لتطالعه قليلاً بصمت ،، طال تطلعها له ،،، داهمتها الأفكار مجدداً ،، حتى أنها كانت تداهمها أثناء نومها ،، ولنقل أن عقلها كان في حالة وعي ،،، لا تتخيل الحياة بدونه ،، في كلتا الحالتين الموت أهون لها .
عيــ.نيها تسبح في ملامحه كاملة ،، التمعت بالدموع وهى تتخيل ربما هذا الحقير نفذ تهديده ،،، ربما آذاه ،، ربما أصابه بمكروه ،، حينها ستقتله حتى لو كان هذا آخر عملٍ ستقوم به في حياتها .
ولكن ماذا عن تلك العلقة التى تنمو في أحشاؤها الآن ؟ ،، كيف ستحرمه لذة معرفته بهذا الخبر ،، أولم يكفى حرمانها من فرحة هذا الخبر ؟ ،، كيف ستتركه ؟ ،،، وهل حقاً تستطيع الإنفصال عنه ؟
تنبهت لنداؤه وهو يتساءل بقلق :
– ريتان أنتِ سمعانى ؟ ،،، حااالك مش عاجبنى أبداً ،،، فيه إيه بس يا حبيبتى فهميني مالك ؟ ،، معقول تستسلمي من أول مرة كدة ؟
مدت يــ.دها تتلمــ.س وجنته بحب وإبتسمت إبتسامة باهتة تردف مطمئنة :
– أنا كويسة يا حبيبي .
حاولت القيام ولكن عندما إعتدلت شعرت بالدوار المفاجئ فأسرع يسندها ويحتويها قائلاً بحنو :
– على مهلك ،،، أكيد دايخة لأنك مأكلتيش حاجة من الصبح .
تحركت معه إلى الطاولة وأجلسها وجلس مجاوراً ثم بدأ يشرع في إطعامها ،، لولا ما يمكث داخــ.لها الآن لما تناولت شيئاً ولكن عليها الحفاظ عليه ،، عليها الحفاظ على الجميع ،،، عليها التفكير جيداً والتصرف قبل أن يتأذى أحد .
بدأ يطعمها بحنو ،، كل أفعاله منذ أن دخلت حياته تؤكد لها أنه رجُل حياتها ،، تؤكد لها أن سنينها التى فنتها في حبه لم تكن هباءاً ،، تؤكد لها أن إختيارها لهذا القلب كان إختيار صائب ،، والآن عليها أن تختار ما يسعده ،، عليها أن تفعل ما يضمن راحته ،، لتختار ما لا يؤلم قلبه .
حسناً لتلقى نظرة على المستقبل ،، ماذا إن نفذت لهذا الحقير ما يريده ،، هل حقاً تثق في هذا الحقير أن يتركه بسلام ،، وماذا عن الخيبة والخذلان التى ستتركهما له يعاني منهما ،، تعلم أن الموت أهون لديه من أن تغدر به ،، يا الهى عاد عقلها يتشتت مجدداً ،، واقعة بين شقي الرحى .
طوال تلك الأفكار وهو يطعمها وهى تأكل من يــ.ده بشرود يلاحظه جيداً ،، إنتهى ومد يــ.ده يحاوط وجــ.هها وينظر داخل عيــ.نيها ،، رآى فيهما التشتت والخوف ،، رآى حيرتها وغربتها .
تحدث بنبرة لينة صادقة :
– طيب أحكيلي النظرة دي سببها إيه ،،، هو إنتِ معنديش ثقة في حبيبك ولا إيه ؟
هزت رأ سها بلا تردف بتأكيد وخفوت :
– عندى طبعاً ،، ثقتى فيك كبيرة أوي .
إبتسم لها بحب ثم تابع :
– يبقى أحكيلي مالك ؟ ،، خايفة ليه كدة ؟
تجمع الحديث على طرف لســ.انها ،، وكادت تلقى به ،، كادت تخبره فهي حقاً تثق به ،، لن تستطيع إخفاء هذا الأمر عنه ،، ولكن عادت تلقى نظره على القادم ،، عن رد فعله ،، عن كيفية تصرفه ،، كيف تضمن تهدأته وترويه ليجدا معاً حل مناسب .
تحدثت بتلعثم وهى تطالعه :
– يمكن لما شوفت النتيجة إيجابية إتعشمت ،، فرحت جوايا أوي ،،، وكان عندي إحساس إن الدكتور هتبلغنا بخبر حملي ،، أنا كنت بتمنى الخبر ده أوي يا حمزة .
سحبها إليه يضع رأ سها على كتفه ويردد بثقة :
– طيب بكرة الصبح هاخدك ونروح عيادة تانية ،،، أنا محبتش أبلغ حد من البيت إلا لما نتأكد بس أعتقد الدكتور اللى شيرين كانت متابعة معاها كويسة جداً ،، هنروح لها الصبح ونتأكد ونفرح يا ريتا ،،، أنا واثق في كدة .
أومأ بصمت وظلت ساكنة وهو يعانقها ويحتويها بحنو .
❈-❈-❈
عند ناصف االذي يجلس يشعر بالإنتــ.شاء والسعادة ،، آخيرا سيحقق ما عاد لأجله .
سيسترد ما هو له ويغادر معها ويترك هذا الجواد في خيْبته مدمراً بعد أن يعتقد أنها تركته بنفسها كما أجبره على تركها في الماضي .
شبه متأكد أنها ستخاف وترضخ لتهديده كما في السابق ،، شبه متأكد أنها لن تخاطر بحياته وحياة أهلها .
جاء إليه مساعده وجلس مجاوراً يتحدث بقلق :
– شايفك مطمن يا ناصف ،،، أفرض حصل عكس اللى خططتله ده كله ؟ ،، وقتها هتعمل إيه ؟
نظر له ببرود وتحدث بثقة :
– تؤ ،، إنت متعرفش ريتان ،، دي جبانة وهتعمل اللى قولتلها عليه .
تحدث الآخر بغضب :
– وإفرض حصل العكس ،، إفرض بلغوا وجابوا الدكتورة واللى معاها تشهد ضدنا ،، وقتها ايه الحل ؟
ضحك بشر وتابع ببرود :
– متقلقيش ،،، مش هيحصل كدة ،، وبعدين مافيش أي دليل ضدنا وتسجيلات الكاميرات كلها اتحذفت .
زفر الآخر ووقف يتجه للداخل وهو غاضب من تصرفات هذا الغبي التى ستودي بهم خلف سبعين سور .
❈-❈-❈
رأتها جاثية أرضاً تحفر بأظافرها حفرةً ،، كانت في حالة رثة مشعتتة وترتدى ملابس بيضاء ملطخة بالدماء ،، تبكى بقوة وما زالت مستمرة بالحفرِ بعنف وكلما حاولت الوصول إليها إبتعدت أكثر وزادت مساحة الحفرة ،، كانت تحاول التحدث إليها ولكنها بدت صماء لا تسمع ،، فقط تنهش في الحفرة بأقصى سرعتها .
وقفت بعد أن إنتهت من الحفر ونظرت لها بعيون باكية وهي تهز رأ سها بأن لا تفعل ولكنها هزت كتفيها بقلة حيلة ثم قفزت بتلك الحفرة التى حفرتها بأظافرها وسط صراخ جميلة المكتوم .
إنتفضت من نومها شاهقة بقوة فاستيقظ حمدى على أثرها يردف بقلق :
– بسم الله بسم الله ،،، خير يا جميلة شوفتى كابوس ولا إيه ؟
لفت نظرها إليه بصدمة ثم أردفت باكية:
– بسمة يا حمدي ،، حلمت حلم وحش أوي ليها .
أنتابه القلق ولكن حاول طمأنتها وأردف وهو يربت على ظهرها بحنو :
– إهدي بس وصلى ع النبي ،، خير إن شاءلله ،، أستغفري ومتحكيش وإن شاء الله خير .
التقطت أنــ.فاسها بقوة وحاولت أن تهدأ وتطمئن نفسها ولكن كلما تذكرت تفاصيل ذلك الكابوس شعرت بالإختناق ،، أرادت مهاتفتها ولكن الوقت فجراً ومؤكد هي نائمة ،، حسناً لتنتظر لطلوع النهار .
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي
يقف حمزة يهندم حاله ليذهبا للطبيبة كما نوى .
خرجت ريتان من الحمام تطالعه بتمعن ،،، طوال الليل لم تنم وظلت مستيقظة داخل أحــ.ضانه تطالعه وتفكر ،، حسمت أمرها .
تحركت بأتجاههُ حتى وقفت أمامه ورفعت نظرها تطالعه بتوتر وهي تبتلع لعابها وتفرك كفيها .
لاحظها فضيق عينيه يتساءل بقلق :
– مالك يا ريتا ؟ ،، عايزة تقولي حاجة ؟ .
تحدثت بخوف وأنفاس مقيدة :
– أيوة ،، پس قبلها أوعدنى تهدى وتفكر قبل ما تعمل أي حاجة .
تنبهت حواسه وبدأ القلق ينهشه ثم تساءل بإهتمام وترقب :
– تمام ،،، قولي فيه إيه ؟
نظرت بقوة لعينه وتحدثت بتوتر بالغ خشية من رد فعله :
– أنا شوفت ناصف أمبارح .
تجمد لثانية ، إثنان ، خمسة ،، ثم إسودت عيناه وتحولت ملامحه إلى أخرى غاضبة وتحدث بهدوء لا يحمل هدوءاً :
– إمبارح في أوضة الأشعة ! .
أومأت بخوف وصمت ف أدار وجهُ عنها ،،، يواليها ظــ.هره الذي لاحظت تشنج عضلاته وبروزها .
خالف كل شكوكه وهواجسه التى أخبرته بذلك مقنعاً حاله أنه لا يمكن أن يحدث ،، لا يمكن أن يسمح بذلك ،، ظن أن وجوده معها بمفرده كافياً لحمايتها ،، وهذا أكثر ما يؤلمه ويحرق صــ.دره الآن ،،، وصل إليها ورآها وهي معه ،،، تلك كانت بمثابة ضربة قاضية لثقته بنفسه .
ما سعى لتحقيقه لأسابيع إنهار بلحظة ،،، رآها وتحدث معها لذلك هي في تلك الحالة منذ أمس ،، ولم تخبره ،، ههه كيف ستخبره وهو الآن في نظرها ضعيف لم يستطع حمايتها .
عاد ينظر أرضاً بنظرة منكسرة وتحدث بجمود وكأنه شخصاً آخر :
– وبعدين .
قرأت ما دار في عقله ،، وحسبت حساب هذا جيداً لذلك أسرعت تعانقه بقوة وتردف باكية لتظهر ضعفها وثقتها به :
– هددنى ،، هددنى يا حمزة ،، قالي أطلب منك الطلاق وتطلقنى غصب عنك زي ما خليته يطلقنى غصب عنه ،، وإلا هيأذيك .
ضيق عيــ.نيه ويــ.ديه تجاوره لم يبادلها العناق متسائلاً بهدوء حاد مخيف :
– وبعدين ؟
ظلت كما هي تكمل بدموع وهى في أشد الإحتياج له :
– إختفى بعدها ،،، إختفى قبل إنت تحس بوجوده ،، هددنى ومشي قبل ما إنت تخبط وتدخل .
رفع ذرا عيه يبعدها بهدوء عنه وينظر لعينيها متسائلاً بعجز :
– ومقولتليش ليه أول ما خرجتى ؟
هزت رأ سها وتحدثت بصدق :
– مكنش ينفع أبداً يا حمزة ،،، ده كان مستخبى ورا ناس تبعه معاهم أسلــ.حة وهدد الممرضة والدكتورة نفسها ،،، وإنت كنت لوحدك من غير أي مساعدة ولا دعم من أي حد ،، مكنش ينفع أبداً أقولك أي حاجة ،،، أنا أصلاً كنت في حالة صعبة ،، إنت خبيت عنى إنه رجع وأنا أول ما شفته دمي نشف ،، مكنش ينفع أقولك صدقنى .
إبتسم بألم وأومأ يبتعد قليلاً عنها ويصارع أفكاره ،، يريد أن يفهم عليها ،، لا يريد الشك أنها تراه ضعيفاً ،، عقله لا يعمل بشكلٍ صحيح الآن .
لذلك عاد يطالعها ويتحدث بجمود :
– وناوية على إيه ؟
طالعته بتعجب ،، أي سؤال هذااا ؟ ،، بماذا يتفوه وكيف يتحدث ،، أدركت أن ما حدث شتته لذلك أخفت ضعفها وجففت دموعها وأظهرت قوتها وهى ترفع رأ سها أمامه متحدثة :
– أنا اللى أسألك السؤال ده مش إنت ،، أنا اللى سلمتك زمام الأمور وانت تتصرف ،، إنت خبيت عني أنه رجع وبقى شريكك بس أنا متأكدة وواثقة انك خبيت عنى علشان متقلقنيش ،، بس كان لازم تعرفنى يا حمزة ،، كان لازم تعرفنى علشان لو كنت عارفة أنه رجع وحصل اللى حصل إمبارح مكنش حصل اللى حصلي ده ،، مكنتش عيشت اللى عيشته أمبارح أول ما سمعت صوته .
إقتربت منه مجدداً وتحدثت بقوة وثبات :
– مش قلة ثقة فيك زي مانت مفكر ،، بالعكس ،، أنا لو مش واثقة فيك وواثقة إنك تقدر تقف في وشه زي ما حصل قبل كدة وقدرت تخلصنى منه مكنتش حكتلك دلوقتى ،، مكنتش قولتلك خالص ،، برغم خوفي ورعبي إنه يأذيك لأنه خاين وبيضرب في الظــ.هر بس قولتلك ،، برغم إن لو أذاك هموووت بس عمرى ما هقبل إنه يضربك بيا ،، عمرى ما هديله فرصة أنه ينتقم منه بيا يا حمزة ،، إلا إنت ،،، أي حد إلا إنت ،، الدنيا كلها إلا إنت يا حمزة .
قالت الأخيرة بنبرة منكسرة ودموع جعلت هذا المتصلب يلين وتعود نظرته كما كانت ،، رفع كفيه يمسح على وجهُ بعنف ويستغفر ،، يحاول تهدأة أفكاره ،، يحاول التروى ،،، عاد ينظر لها بقوة وصمت ،، يفكر كيف كانت حالتها عندما رأته ،،، مؤكد إرتعبت ،، مؤكد أخافها ،، ماذا إن لمــ.سها .
عاد السواد يحوم في مقلتيه وتشتد قبضته حتى برزت عروق كفيه وتساءل :
– عملك حاجة ؟ ،، مد إيده عليكي ؟ .
أبتلعت لعابها وتحدثت بصدق :
– كنت هصوت بس كمم بؤي .
إعتصر عينه وانكمشت ملامحه وهو يتحرك بإتجاه الخارج ويردد بغضب أعمى وقد فقد أي ذرة عقل :
– هقتله ،،، ده لااااازم يموت ويريح العالم منه .
أسرعت تقف قبالته وتمنعه مردفة بخوف ورجاء :
– لاء يا حمزة علشان خاطري متعملش زيه ،، إنت أعقل من كدة ،،، ده واحد مريييض ،، إهدى وهنلاقي حل لو بتحبنى .
هز رأ سه يردف بأصرار وقد تحول :
– لاااء ،، ده موته حسنة ،، ده لازم يموت وهيبقى على إيدي ،،، إبعدي عن سكتى دلوقتى يا ريتاااان .
قال الأخيرة بصراخ جعل جــ.سدها يهتز وهو تقف خلف الباب فاردة ذرا عيها تمنعه وتهز رأ سها بقوة فما كان منه إلا أنه أزاحها وعينه مغيبة عن رؤيتها الآن ،، كل ما يراه حالتها أمس ولمــ.سه لها وكاد يفتح الباب ليندفع فعادت تقف أمامه مردفة ببكاء ورعب :
– حمزة أنا حامل ،، أنا حاااامل .
تلك المرة تجمد يطالعها بذهول ،، نعم كان يشعر ولكنها تؤكد له ؟ ،، ام تخدعه ليقف .
قرأت شكه فتابعت بدموع وهى تتناول كفه وتضعه على رحِمها :
– أنا حامل يا حمزة ،،، طول السنين اللى فاتت دي وأنا سليمة والعيب كان عنده هو وخدعنى ،،، إهدى علشان خاطري ،، أنا ومروان والبيبي محتاجينك ،، هنلاقي حل ،، صدقنى هنلاقي حل ،، هو أصلا جبااان صدقنى .
ما أن وضعت يــ.ده على بطــ.نها حتى إرتعش جــ.سده ،، كأنه تلمــ.س صغيره حقاً ،، كأنه شعر به ،، كأنه أمتص غضبه وتبخر .
ظل ثابتاً لثوانى يستوعب ويشعر بحملها ثم سحب يــ.دها التى كانت تتمــ.سك بكفه وسحبها إليه يعانقها بقوة ،،، وهذا ما كانت تتمناه ،،، بدا العناق دافئ وحنون بث فيها الطمأنينة والراحة التى تطالب بهما الآن .
أما هو فيعانقها بصمت ،، سيرزق بطفلٍ منها ،، هذا الخبر له مذاقٌ آخر تماماً ،، سيأتى من سيخلد حبهما ،، سيأتى مِن مَن أحبها ولم يحب سواها ،،، سيأتى أخ طفله ويصبح لديه عائلته الصغيرة ،، والآن عليه أيجاد حل لضمان سلامة الجميع .
إبتعد عنها بعد فترة ينظر لها بحب ويردف معتذراً :
– أنا أسف يا ريتان ،،، كان لازم أأمنك كويس ،، أسف إنى مقدرتش أحميكي منه .
هزت رأ سها تردف بصدق :
– بالعكس ،،، انت دايماً كنت حاميني منه ،، دايماً كنت بطلي بس هو خبيث ،، إنت مش زيه يا حمزة ،، وأنا بحبك بعقلك وحكمتك وعارفة انك هتلاقي حل هادئ وعاقل زي ما إتعودت منك .
زفر بقوة وهو ينظر لها بصمت ثم عاد يعانقها ويقبل رأ سها قبلات عدة ويفكر في القادم وفي أنسب حل لأجلها .
❈-❈-❈
استيقظت بسمة من نومها على رنين هاتفها .
تناولته من جوارها تنظر له فوجدتها جميلة ،، ردت بأرهاق وتعب قائلة :
-أيوة يا ماما أزيك .
تحدثت جميلة بقلق حاولت مداراته:
– بسمة ؟ ،، عاملة اية ؟ ،، إنتِ كويسة ؟
تحدثت وهى تشعر بتلوي أسفل معــ.دتها وتقلص رحــ.مها مردفة :
– تعبانة يا ماما ،،، مغص جامد ومش قادرة .
ذعرت جميلة وأردفت بعتب :
– وساكتة ليييه ،، مكلمتنيش ليه وكنت جيت أخدتك للدكتور ،، وبهاااء فيين ؟
نظرت جانبها وجدت بهاء ينام بعمق بعد يومٍ مجهد متعب ثم عادت تردف بأنين :
– بهاء تعب معايا جداً أمبارح ،، وكان عايز ياخدنى بس أنا مرضتش ،، مكنتش قادرة أنزل .
تحدث جميلة باندفاع :
– اقفلي وانا هجيلك حالاً ،، إجهزي ومسافة السكة .
أغلقت معها بينما حاولت بسمة القيام لتنظر لصغيرها الذي ينام في سريره الصغير مجاوراً لهما ولكن ما إن قامت حتى وجدت بقعة دماء تملأ الملاءة أسفلها جعلتها تصرخ باكية :
– بهااااااء .
إستيقظ مفزوعاً يطالعها بصدمة فنظرت له وأشارت على تلك البقعة التى ما أن نظر إليها حتى تجمد مكانه لا يستوعب ما يحدث .
أفاق على بكائها الحاد وحتى الصغير إستيقظ يبكى هو الآخر فترجل مسرعاً يردف بتشتت :
– إهدي ،، متقلقيش ،، اهدي .
كان يحاول فعل أي شئ ولكن لا يستوعب بعد وهى تبكى وتنظر للدماء بزعر وقد تيقنت أنها مؤكد خسرت جنينها .
❈-❈-❈
عند حمزة
يجلس مجاوراً بعد أن تحلى بالهدوء وإستمع إليها وهى تسرد له تفاصيل ما حدث كاملاً .
زفر بقوة وتناول هاتفه يهاتف فؤاد الذي أجاب مردفاً :
– صباح الخير يا حمزة .
تحدث حمزة بضيق دون رد الصباح عليه :
– ناصف قابل ريتان إمبارح يا فؤاد ،، روحنا عيادة نسائية والكلب شافها هناك وهددها ،، عمل خطة و*** زيه وعرف يوصلها ،، عرف يهددها ويخوفها ،، دلوقتى بقى وقوعه سهل ،، ولازم أخد ريتان وأطلع على تامر ونقدم بلاغ فيه فوراً .
تحدث فؤاد بمهنية ودهاء :
– إهدى بس كدة ،، بعد اللي عمله ده يبقى واضح أننا بنتعامل مع واحد مختل ،، إصبر عليا لما أحاول أفهم بالضبط إيه اللى حصل في العيادة ومرة تانية أبقى أسمع كلامى ،، قولتلك لازم حراسة عليك قولت لاء ،، أهو وصلكوا وهددكوا .
تحدث بإنكسار وهو يبعد نظره عنها :
– يعنى كنت هاخد حراسة تحرس مراتى وهي معايا يا فؤاد ؟
تحدث فؤاد بغضب معنفاً:
– يا أخى أفهم ،، أفهم أنك بتتعامل مع واحد خارج عن القانون ،، واحد معندوش لا مبدأ ولا ضمير ولا عقل ،، إنت مش بطل خارق إنت إنسان عادي وهو واحد خاين وغدار ،،، ركز بقى يا حمزة .
زفر بضيق ثم تابع يتساءل :
– طيب دلوقتى هنعمل إيه ؟ ،، هنسيبه كدة يعمل ما بداله ؟،، لازم حل في أسرع وقت يا فؤاد انا أتخنقت .
تحدث فؤاد بهدوء :
– أكيد هنلاقي حل طبعاً ،،، وأحسن حاجة إن المدام بلغتك باللي حصل ،، هو مختل وفكر إنها هتخاف وتنفذ تهديده ،، خلينا نعرف الأول هو عمل إيه ونستعمل خطته في توقيعه ،، بس أصبر عليا .
أومأ حمزة وأردف بأقتناع :
-تمام ،،، أنا مش رايح الشركة النهاردة ،، بس متتأخرش عليا .
تحدث فؤاد برفض :
– لاء لازم تروح ،،، بما إنه عرف مكانكوا يبقى هو مراقبكوا كويس أوي ،، وممكن كمان يكون قريب جداً من القصر وإحنا طول الوقت مفكرينه مستخبي بعيد ،، إتصرف طبيعي خالص لما نشوف هنعمل إيه ،، وياريت لو نقابل مدام ريتان .
تحدث برفض قاطع :
– لا يا فؤاد ،، من هنا ورايح ريتان هتبعد تماماً عن الحكاية دي ،، ريتان مش هتخرج برا القصر مرة تانية .
حاول فؤاد التروى قائلا :
– كدة هيفهم إنها بلغتك يا حمزة وممكن يكون ناوي يعمل حاجة تانية ،، مينفعش أسلوبك ده ،، لازم تحكلنا أنا وتامر بالضبط اللى حصل ،، هي اللى هتقدر تساعدنا ،، ويمكن الإعتراف اللى تامر عايزه وإنت مش عارف تجيبه هي تعرف تسجله ليه ،، خد بالك إن ناصف شكله مطمن من ناحيتها .
عاد يردف برفضٍ قاطع :
– مستحيييل يا فؤاد ،،، ريتان هتبعد تماماً عن الحكاية دي ،،، مش هتشوف الواطى ده مرة تانية .
تحدث فؤاد بغضب مماثل من عناده :
-ما تهمد بقى يا أخي وتفكر صح ،، أصلاً مدام ريتان دخلت في الحكاية من اللحظة اللى ناصف وصلها فيها ،، تصرفك بالطريقة دي منتهى الغلط .
نظر لريتان والخوف عليها ينهشه بينما هي ربتت على ساقه وتحدثت بهدوء وتروى :
– إفتح المايك يا حمزة .
زفر بأستسلام وفتح المايك فتابعت بتعقل :
– فؤاد بيه أزي حضرتك ،، شوف المطلوب منى إيه وأنا تحت أمرك ،، ولو لازم نتكلم أنا ممكن أفتح التاب وأبقى معاكم من مكاني .
هدأ فؤاد وتحدث بإحترام :
– تمام يا مدام ريتان ،، كدة كويس جداً ،، يبقى دلوقتى أنا هحاول أعرف بطريقتى هو وصل للعيادة أزاي واحاول أفرغ كاميرات المراقبة لو وصلنا له مع إنى أشك يبقى كويس جداً ولو معرفناش نوقعه بالطريقة دي يبقى هنضطر ندخلك في الموضوع .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى