روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الثالث عشر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الثالث عشر

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الثالثة عشر

أحياناً فقدان شخص غالى يجعلنا نتبدل للأفضل دائماً او ربما للأسوء دائماً وربما نتغير مؤقتاً ثم نعود رويداً رويداً إلى ما كنّا عليه وربما أسوء من ما كنّا عليه .
❈-❈-❈
في فرنسا يجلس فريد في المنزل الذى يقطن فيه وقد قرر مهاتفة حبيبته ميادة ليخبرها بإشتياقه لها فمنذ حوالى شهر وقد إندمج في دراسته ولم يهاتفها .
رفع الهاتف وحاول الإتصال بها ولكنه وجد هاتفها مغلق ،،، حاول مراراً وتكراراً ولكن نفس الشئ .
قرر الإتصال على والدته والإطمئنان عليها وسؤالها يمكن أن تعلم عنها شئ.
أجابت صفية بحنو مردفة :
– فريد يا حبيبى وحشتنى أوي .
أردف فريد بحب واشتياق :
– وانتِ كمان يا ست الكل ،،، وحشتيني جداً جداً ،، طمنيني عنك وعن صحتك ؟
أردفت صفاء بتروى :
– زى الفل يا قلبي ،،، كلنا بخير .
تساءل بترقب وخبث :
– والعريس ،، عامل إيه ؟
ابتسمت بسعادة وأردفت :
– زى السكر ،، سافر هو وكارى يقضوا شهر العسل .
أردف ممازحاً :
– عقبالي يااااارب .
تنهد ثم إسترسل بترقب :
– ماما بعد إذنك لو تعرفي توصلي لميادة تخليها تكلمنى ،،، بحاول معاها من فترة بس موبايلها مغلق .
صمتت صفية لا تعلم ماذا تجيب وكيف تخبره هذا الخبر فمنذ أسبوعين تمت دعوتهم على حفل زفاف ميادة على إبن صديق والدها وتزو جت وكم كانت سعيدة تتراقص مع زو جها دون الإكتراث لأمر هذا الذى يحبها .
تعجب فريد من صمت والدته وتساءل بقلق :
– ماما انتِ ساكتة ليه ؟ هو حصل حاجه ؟
زفرت صفية وأردفت بحزن :
– إنساها يا بنى ،،،، إنساها يا حبيبى .
قطب جبينه وأردف بترقب :
– فيه أيه يا ماما ؟ ،،، قوليلي الحقيقة .
تنهدت صفية تردف بحزن :
– أتجــ.وزت يا فريد … أتجــ.وزت أبن صاحب باباها .
صُدم فريد وتوقف عن الحركة يستوعب هذا الخبر ،، هل تزو جت ؟ ،، هل تخلت عنه بعدما وعدته أنها ستنتظره طوال العمر ؟
أردفت صفية بقلق :
– فريد ؟ ،،، إنت سامعنى يا حبيبى ؟ ،،، رد عليا؟
أردف فريد بحزن وألم :
– أنا هقفل دلوقتى يا ماما ،،، سلام .
اغلق مع والدته وجلس يتذكر حديثها ووعودها ويتعجب كيف فعلت به هكذا .
❈-❈-❈
في جناح مراد وكارى في تلك البلدة الجميلة ذو المناظر الطبيعية الرائعة
تقف هى تتطلع من خلف الزجاج على المناظر الطبيعية الرائعة تتمنى زيارتها ولكن هذا المفترس يعتــ.قلها هنا ولا يريد إفلاتها فمنذ قدومهما وبعد إتمام زوا جهما وهو لم يتزحزح من جناحه .
ترتدى المأزر وخصلاتها مبللة وخُفها الناعم يحتــ.ضن قــ.دميها وهى تتنهد بسعادة متذكرة مداعــ.باته وكلماته وهمــ.ساته ولمــ.ساته ،،، تبتسم على المشاعر التى عاشتها معه والتى لم تكن تتخيلها يوماً ،، حنون جداً يدللها ويطعمها ويحتــ.ويها بدفئه .
خرج من المرحاض بعدما أخذ شاوراً منعشاً يرتدى مأزره هو الآخر وأتجه إليها يعــ.انق خــ.صرها ويستند برأ سه على كتــ.فها يطالع النافذة معها مردفاً بهمــ.س ولهفة عاشق :
– سرحانة فيه إيه يا قلبي .
عانقت ذرا عيه التى تحتــ.ضن خــ.صرها ومالت عليه تبتسم بحب مردفة :
– بفكر فيك طبعاً ،،، بس بردو نفسي أنزل يا مراد ،،، خلينا ننزل نتمشى بقى ،،، مش معقول جايين نتحبس هنا .
لفها إليه ليقابل وجــ.هها بحب وتمعن يردف :
– اعمل إيه بس ،،، كل ما بنوى نطلع تقومى إنتِ تعملي حاجة تخليني اقعد تانى .
شهقت تردف بتفاجؤ :
– أنا ؟ عملت إيه انا يا مراد ،،، دا انت اللى بتعمل كل حاجة .
غمزها بطرف عيــ.نه وأردف بمرح وخبث :
– أيوة مهو إنتِ النظرى وأنا العملي ،،، ما تيجي ندخل اللجنة ؟
خجلت منه وهزت رأسها تردف بإصرار بعدما أعتادت على أفعاله :
– نو ،،، هننزل نتمشى الأول يا مرادى ونفطر برا ولما نرجع نبقى نشوف الإمتحان بتاعك ده .
زفر يومئ باستسلام وأردف بحب :
– تمام يا قلبي ،،، أمرى إلى الله .
❈-❈-❈
بعد أسبوعين
عاد مراد من شهر عسله مع حبيبته وزو جته وراحة قلبه كاري .
استقبلته العائلة بترحاب وود إلا سالم الذى يقف بملامح جامدة يطالع كارى بعيون حادة ويضغط على أحرفه مرحباً ببرود .
كانت يــ.دِ مراد تدعم حبيبته وبقوة حيث يضغط على يــ.دها التى يحتــ.ضنها دليل على دعمه لها وعدم الإكتراث لأفعال والده .
صعدا جناحهما بعد وقتٍ ودلفا مراد يسحب كارى إليه بسعادة ،،، توقف في منتصف غرفتهما وأردف وهو يجول بأنظاره متسائلاً :
– إيه رأيك بقى ؟ ،،، عملته زى ما إنتِ حباه بالضبط ،،، كل حاجة هنا زي ما قولتيلي في الفون عملتها .
نظرت حولها للمكان وللأثاث والتحف وألوان الدهانات فحقاً كل شئ كما أرادته بعدما سألها اثناء خطبتهما ،،، إنبهرت بما تراه ثم إستقرت بعــ.ينيها عليه تردف بحب وسعادة :
– كل حاجة هنا رووعة ،،، بس الأحلى وجودك معايا ،،، مراد أنا بحبك أوى ،،، كل مرة تثبتلي إنى كنت غلطانة لما شكيت في حبك ليا .
تقدم ورفع ذر اعيه يحتــ.ضن وجــ.هها بين يــ.ديه بحب مردفاً بتساؤل وترقب :
– ليه بقى كنتِ شاكة ؟ ،،، أنا أكيد مقدر عدم ثقتك لأنك كنتِ لسة متعرفنيش ،،، بس أنا كنت فعلاً مستعد أحارب الكل علشانك .
تنهدت بسعادة وعيــ.ون لامعة ثم إبتلعت لعابها وأردفت :
– وأنا مكنتش هقبل إنك تحارب عيلتك علشانى ،،، بس ده ميمنعش إنك قدرت تقنعهم بجــ.وازنا ،،، وده يخليني أحبك وافتخر بيك طول عمرى .
مال يتناول شفــ.تيها في قبلة متمهلة وأستمتاع وأستجابت هى لغزوه الممتع ورفعت يــ.ديها تتلاعب في خــ.صلاته ولا يعلما كم من الوقتِ ظلا هكذا إلا عندما إحتاجت رئتيهما للهواء .
إبتعدا يزفران بقوة ويضحكان وكلٍ منهما يضع جبــ.ينه على الاخر ثم أردفت كارى بنبرة متحشرجة :
– إبعد بقى علشان أدخل أخد شاور وبعدين أضبط حاجتنا في أماكنها .
هز رأسه معترضاً يردف برغــ.بة وأنــ.فاس لاهثة وتأثر :
– لاء خلى كل ده بعدين .
عاد يلتــ.هم شفــ.تيها ذو المذاق الرائع بالنسبة له وغابا عن واقعهما يحلقان في سماءِ عشقهما الأبدي .
❈-❈-❈
في فيلا أبو الدهب تجلس مها تتأفأف بضجر وحنق بعدما أخذت أدوية الحمل التى ترهقها .
تجلس أمامها سعاد تطالعها بتسلية وهى تراها حانقة على حملها ثم ابتسمت وأردفت :
– كفاية بقى يا مها ،،، خلاص اتقبلي وضعك بقى وكلها كام شهر وتولدى وترتاحى من اللى حالتك دي .
نظرت لوالدتها بغيظ وأردفت بغضب :
– ياريتنى ما سمعت كلامك ،،، لاء وكمان طلع حملى من النوع الصعب ولازم افضل متنيلة كدة لحد ما أولد ،،، تقدرى تفهميني أستفدت إيه أنا ؟
أبتسمت سعاد بخبث وأردفت :
– لااا استفادتى كتير أوى ،،، وأديكي شوفتى التانية أطلقت أهى وكان سهل جداً جــ.وزك يطلقك ويروحلها ،،، والمرة دي جــ.وزك هيتمرد على أبوكي وسالم مش هيقدر يتكلم زى ما سكت واقتنع بالبنت اللى راحوا جــ.وزوها لمراد ،،، يعنى جوزك قوته بتكبر واللى هيضعفه اللى في بطنك ده .
زفرت تستقبل حديث سعاد الخبيث الذى يدور في عقلها كالدوامة فيجعلها مغيبة مقتنعة به ثم أردفت بترقب ونبرة أكثر هدوءاً :
– يمكن سالم ميقدرش يقف في وشه بس أنا لاء ،،، مش هسمحله يطلقنى أنا ويهز صورتى علشان خاطر واحدة زي دي ،،، تعرفي إني فرحانة إن ناصف خلص منها برغم إنها بقت حرة ،،، بس فعلاً حياتها وحب ناصف ليها كان غايظنى أوى ،،، هى متستاهلش تعيش الحياة دي ،،، فكرت نفسها هتتحدانى .
أردفت سعاد بتعالى :
– تتحدى مين ؟ ،،، إزاي تقارنى نفسك بيها أصلاً ،،، أسمعى كلامى بس وانتِ هتكسبي ،،، المهم دلوقتى تولدي وبعدها هتهدى اللعب خالص مع جــ.وزك ،،، وبشوية دلع ودلال هتحاولى تفتحى معاه صفحة جديدة وتبعدى خالص عن أسلوب العند بتاعك ده ،،، حمزة مهما كان راجل وليه نقطة ضعف ،،، حتى لو هتستغلى البيبي بس أوعى تسبيه وتتنازلى عن حياتك معاه مهما حصل .
زفرت تتذكر آخر مرة رفضها وأنهى علاقتهما الزو جية ثم نظرت لها وأردفت بضيق :
– ده إنسان بارد ،،، مش من النوع اللى بتأثر عليه بالحركات دي .
ضحكت سعاد بقوة ثم اردفت بخبث :
– مافيش راجل مش بيتأثر يا مها ،،، إنتِ بس اللى مش عارفة تلعبي صح ،،، على العموم بعد ولادتك هقولك تعملى إيه ،،، وأهو انتوا بعدتوا فترة عن بعض أهو وهتلاقيه متجاوب معاكى جداً بعد البعد ده .
شردت تفكر في هذا الحديث ثم فجأة إنتفضت أثر حركة خفيفة من الجنين داخــ.ل رحمها جعلتها تتأفأف وتردف بحنق :
– يووو بقى .
ضحكت سعاد عليها فهى تذكرها بنفسها عندما كانت حامل بها ولكن ما لم تحسب سعاد حسابه جيداً هو أن حمزة الجواد لا يشبه أبداً شوقي أبو الدهب .
❈-❈-❈
بعد يومين في فيلا سالم .
يجلسون جميعهم حول مائدة طعام العشاء .
أردف سالم بترقب بعدما أشتكى له شوقي وهو يتطلع على إبنه حمزة :
– مش بتروح تشوف مراتك ليه يا أستاذ حمزة ؟ ،،، شوقى بيقول إن نفسيتها تعبانة وإنك أهملتها خالص الفترة الأخيرة .
زفر بإختناق وأردف بحزن ظاهرٍ للجميع يحاول إخفاؤه حتى لا تلاحظه زوجة شقيقه المستجدة :
– ربنا يسهل .
غضب سالم من إجابته المختصرة وأردف بحدة أمام الجميع :
– يعنى إيه الكلام ده ؟ ،،، إنت مالك كدة حالك مبقاش عاجبنى ،،، ما تفوق لنفسك شوية ،،، كلها كام شهر وهتبقى اب ومسئول عن أسرة .
ترك الطعام ووقف ينظر لوالده بحزن وألم يردف بتروى ومغزى :
– وإيه المطلوب منى كأب ؟ ،،، يعنى لو على راحة أبنى صدقنى هعمل المستحيل علشانه ،،، أطمن يا بابا ،،، فاقد الشئ هيعطيه .
تركهما وغادر صاعداً لجناحه بألم ولا ينكر سالم أن جملة إبنه أثرت فيه ولكنه لم يظهر ذلك وأخفاهُ ببراعة بينما أردفت صفية بقلبٍ ممزق لأجله :
– كفاية ضغط على حمزة يا سالم ،،، سيبه يعمل اللى يريحه ،،، هنبقى إحنا والأيام عليه ؟
لف نظره إليها يطالعها بنظرة حادة ويردف بغضب :
– كل ده علشان بقوله يهتم بمراته الحامل ؟ ،،، خلاااص مبقاش حد متحمل كلامى ؟ ،، على العموم ماشي يا ست صفية ،، من هنا ورايح أنا ماليش دعوة بيه ،،، يعمل اللى هو عايزه .
وقف هو الآخر يغادر بينما نظر مراد لكارى التى تتابع بصمت وتعجب على حال تلك العائلة التى كانت تظنها ثرية المال والتصرفات ولكن يبدو أنه العكس .
أردف مراد بحنو وهدوء برغم خجله أمامها من أفعال والده :
– حبيبتى كملى أكلك وأنا هطلع أشوف حمزة .
أومأت له بصمت ولكن بالطبع لم تكمل طعامها فالجميع لم تعد لديهم شهية بينما نظرت لها شيرين وأردفت بمرح كى تلهيها ولكن في الباطن تتألم :
– بقولك ايه يا كارى ،،، بلاها الصدمة دي ،،، تعالى معايا هجبلك حصانة علشان تتعودى على الحاجات دي ،،، ده العادى بتاعنا .
نظرت لها كارى وابتسمت بهدوء ثم أومأت والتفتت تطالع صفية التى شردت تفكر في صمتها وسلبيتها لسنوات حتى بات إعتراضها أزمة كبرى .
❈-❈-❈
صعد مراد إلى جناح شقيقه ودلف حتى غرفة نومه التى طرق بابها يردف بترقب :
– حمزة ؟ ،،، ينفع أدخــ.ل ؟
كان يجلس على الاريكة واضعاً وجــ.هُ بين كفــ.يه يفكر بحزن في حاله وما فعله مع حبيبته وتسرعه في شرح ما بداخــ.له حتى فهمته خطأ ،،، دائماً الحظ لم ينصفه والقدر يعانده والجميع يتابع بصمت ،، ولكنه لا يلومها فقد أدرك أن طلبه بتلك الطريقة كان مؤذي لمشاعرها .
أبعد يــ.ديه واعتدل يردف بعلو :
– تعالى يا مراد .
لف مراد مقبض الباب ودلف يتجه إليه ثم جلس بجواره ومد يــ.ده يربت على ســ.اق شقيقه ويطالعه بحزن مردفاً :
– روق بس يا حمزة ،،، إنت عارف بابا ،،، روق وكل حاجة هتتعدل .
هز رأسه وأردف يستفيض برفضٍ :
– مينفعش يا مراد ،،، أنا مبقتش صغير ،،، لازم يحترم مكانتى زي ما أنا بحترمه ،،، عمرى ما قللت منه قدام حد ،،، يبقى لازم يقدر إنى راجل ومينفعس أبداً نبرته دي ،،، وإلا هتخلى عن منطقي ومبادئي وده مش هيعجب حد ،،، هو مفكر إنى ضعيف بس ميعرفش إن ورا هدوئي ده بركان لو خرج هتبقى النهاية .
تعجب مراد من حال شقيقه وحزن يردف مستفهماً :
– طيب إيه الجديد بس فهمنى ؟ ،،، إنت زعلان علشان يعنى مها مقضية فترة حملها بعيد ؟
ضيق عيــ.نيه ينظر لشقيقه بتعجب ،،، هذا اكثر الأمور راحةً بالنسبة له ،،، ولكن لا أحد يشعر به ،،، إن لم يتحدث ويبوح بما في خاطره فلن يشعر به أحد ،،، حسناً ليخبر أخاه عن وجعه .
أردف بأستفاضة :
– جــ.وازى أنا ومها ملغى من شهور يا مراد ،،، أنا حرمتها على نفسي من وقت ما عرفت أن هي حامل .
صُدم مراد وطالع شقيقه بذهول ثم أردفت مستفهماً :
– ليه يا حمزة ؟ ،،، معقول تعمل حاجة زي دي ؟
نكس رأسه وابتلع لعابه يردف بتشتت :
– يمكن حرام عليا ،،، بس مش قادر يا مراد ،،، بعد اللى عرفته واللى هي عرفته مش هقدر أديها أي حقوق ،،، مها كانت عارفة من الأول إنى بحب ريتان ،،، ويظهر إن الكل كان عارف إلا أنا ،،، كنت غبي ،،، إتجوزتنى تحدى ووجهة إجتماعية يا مراد ،،، مدتنيش أي حب .
زفر ينظر لشقيقه ويردف بقناعة :
– حاولت ،،، صدقنى يا مراد حاولت أديها فرصة واتنين وتلاتة بس خلاص مبقتش قادر ،،، كل حاجة بالنسبالها كانت متخططة ومرسومة وبالنسبالى كانت قدر ،،، علشان كدة أنا هستنى لما تولد وهاخد إبنى اللى أنا متأكد إنه أخر همها وهنفصل عنها ،،، هصلح الغلط اللى إرتكبته في حق نفسي .
أردف مراد بغضب ولم يحتمل ما سمعه :
– خلاص يا حمزة ،،، كفايتك كدة يا اخى ،،، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها يا أخى وإحنا مش ملايكة ،،، خلصها دلوقتى وروح للي إنت عايزها وانا معاك وزى ما أبوك وافق على جــ.وازى في الأخر هيوافق على جــ.وازك من ريتان .
هز رأسه يعتصر عيــ.نيه ويردف متألماً :
– ياريت كل حاجة بالسهولة دي ،،، ياريتنى كنت بعرف أخد قرارات متسرعة يمكن كان حالى أفضل ،،، بس للأسف أنا جرحتها مرة تانية ،،، وأنا بحاول أصلح الشرخ اللى عملته هديت الحيطة كلها ،،، معرفش ايه اللى هيحصل بعد كدة يا مراد ،،، بس أنا مخنوق ،، كنت ناوي أقول كل حاجة جوايا ليها بس مجرد ما شفتها نسيت إنى متجوز ونسيت كل الكلام اللى مرتبه ولبخت الدنيا كلها .
حزن مراد بشدة لأجله فهو عاشق مثله ويعلم ما يشعر به جيداً ،،، لا يتخيل حياته دون حبيبته وزوجته بعد أن أصبحا كياناً واحداً لذلك أردف يقناعة :
– هتسامحك ،،، معرفش إنت غلطت في حقها إزاي بس لو بتحبك بجد هتسامحك ،،، لما تطلق مها وتحل أمورك وتروح لها وتفهمها كل اللى مريت بيه أكيد هتسامحك .
رفع نظره يطالع شقيقه بأمل ضئيل ويردف بترقب مستفهماً :
– تفتكر ؟ ،،، تفتكر هييجي اليوم اللى تسامحنى فيه وأنا وهى نبقى لبعض ؟
أومأ مراد مؤكداً بقناعة عاشق :
– افتكر جداً ،،، هى أطلقت من ناصف وإنت هطلق مها وقدامكم الحياة طويلة ،،، بس خد بالك كويس من الطفل اللى جاي في السكة ،،، أوعى تظلمه ،،، أنا عارف ومتأكد إن مها مش هتــ.مارس الأمومة معاه وبردو متأكد مليون في المية إنك هتديه روحك لكن بصراحة معرفش موقف ريتان منه هيبقى إيه ،،، المهم دلوقتى إنت تركز في شغلك وتحاول تعتبر الوقت ده وقت ترميم النفوس وتشييد القلوب مرة تانية ،،، وأوعى تيأس ،،، أنا معاك وهدعمك في أي قرار .
تنهد بقوة وراحة ينظر لشقيقه الذى رطب قلبه المجروح ،،، أومأ بحنو يردف وهو يربت على كتفه :
– شكرا يا مراد ،،، كلامك ريحنى شوية ،، تسلم .
إبتسم مراد وأردف بثقة ومرح :
– شوفت بقى أخوك بعد ما حب عقل إزاي ،،، وعلشان تعرف إنك غالى عندى جداً أديني أهو قاعد بتكلم معاك وسايب قلبي تحت .
ضحك حمزة رغماً عنه لحال شقيقه وأردف وهو يدفعه :
– طب قوم ياخويا أنزل لقلبك ،،، هو مش المفروض قلبك في صــ.درك بردو .
أردف مراد بخبث وهو يميل عليه متسائلاً :
– يا راجل ؟ ،،، يعنى عايز تفهمنى أن قلبك في صــ.درك دلوقتى ومهواش قاعد في بيت عم حمدى ؟
تنهد بقوة وشرد يبتسم ويفكر فيها ترى ماذا تفعل في تلك اللحظة .
❈-❈-❈
في تلك اللحظة تجلس هى في غرفتها تفكر فيه ،،، حديثه مر عليه أسابيع ولكنه ما زال يؤلمها ،،، في الماضى سمعت منه ما بعثر روحها وحطم كبريائها ،،، والآن يبدو أن حال شقيقه أعجبه فجاء إليها برغم زو اجه وحمل زو جته يعتذر ويطلبها في حياته ؟ ،، بأي صفة ستدخل حياته ؟.
هل أعجب ببنات الطبقة المتوسطة الآن ؟ ،،، هل أصبحن فجأة مرغوبات يلقن به وبمستواه ؟ ،،، أم هل عاش تجربة مع الثرية صاحبة النفس المتعالية ولم يشبع فجاء اليها ليجرب حياة جديدة بعدما رآى حال شقيقه .
هذا كان حديث عقلها ،،، أم عن قلبها فيخبرها العكس تماماً ،،، نظرته لها وعيــ.ونه تفضح أمره ،،، ولكن هى لم تعد تسمع لقلبها منذ زمن ،،، باتت فقط تلعنه .
زفرت بقوة واتجهت لمكتبها تجلس عليه وتخرج دفتر تحضيراتها وتدوّن ما ستلقيه على الأطفال في الغد ،،، فهى بدأت وظيفتها بحماس وستثبت نفسها ببراعة .
❈-❈-❈
بعد حوالى ثمانِ أشهر .
وضعت مها جنينها بسلام وعادت لقصر سالم وعادت للشركة أيضاً وتخطط لتبدأ جولتها الجديدة مع حمزة الذى إستقبل طفله بحبِ وعاطفة شديدة تجمعت برؤية هذا الصغير الذى يشبههُ كثيراً .
لو ترك الأمر له لطلق مها فور ولادتها ولكنه تحامل وصبر حتى يمر على صغيره بضعة أشهر ،،، فبرغم عدم إرضاعها له رضاعةً طبيعيةً وضجرها الدائم منه إلا أن الصغير يحتاجها ،، ولنقول أنها لم تكرهُ بالطبع ولكن تفتقد عاطفة الأمومة ،،، لذلك فهى كانت تتجنبه في كل مرة يبكى فيها وتترك أمره للمربية التى أحضرها حمزة أو لجدته أو لحمزة عندما يأتى ولكن عند سكونه ونومه تحمله وتقــ.بله دون أن يراها أحد .
أتخذ حمزة من غرفة صغيره غرفة له أيضاً حيث بات يقطن بها دائماً واحياناً يأخذ الصغير بين ذرا عيه وينام شاعراً بالراحة والحب معه وكأنه أتى ليعوض عذابه وحزنه الدائم .
أستطاعت ريتان أن تثبت نفسها وبجدارة في تلك المدرسة المرفهة وأصبحت المحببة لدى الأطفال مما جعل مديرة المدرسة تحبها كثيراً وتقدم لها الدعم دائماً فهى وبرغم أنها لا تقبل الوسطات وكانت تعتقد أن ريتان لن تثبت كفاءتها وسترفضها بشكلٍ لائق حتى لا تصد طلب حمزة الجواد الذى تعد عائلته ضمن الممولين للمدرسة ولكن فاجأتها ريتان بذكائها وشرحها المحبب للصغار وحب الصغار وتعلقهم بها وكان هذا من ضمن الأسباب التى هونت كثيراً على ريتان وجعلتها أكثر ثقة وراحة ومرحاً .
نجحت المافيا في إقناع شوقي أبو الدهب من خلال بعد المصادر بتلك الشحنة المخدرة مقابل مبلغ مالى كبير جعلت نفسه تسول له الأمر وتحكم به طمعه بعدما وعدوه بتسهيل الأمور له .
بالطبع إتفق معهم دون علم سالم وأولاده لقناعته أن سالم لن يقبل بهكذا أمور وهذا أكثر ما أزعج ناصف فهو كان يريد تورط سالم وأولاده ولكن حسناً ليفعل ما يخطط في الخفاء ويكفيه الخسارة التى ستطولهم مؤقتاً .
ها هى الشحنة المخدرة على وشك القدوم عبر البحرِ على متن باخرة عملاقة تحوى حاويات في ظاهرها منتجات غذائية وأجهزة كهربائية وملابس وغيرها ولكن ما خفى كان أعظم .
تم إبلاغ السلطات المصرية من مصدر مجهول والذى لم يكن سوى ناصف والذى بالطبع لن يشك به أحداً لأن رقبــ.ته بين يــ.دي المافيا ويحسبونه مخلصٍ لهما ولكن رغــ.بته بالإنتقام كانت قوية جعلته يغامر .
❈-❈-❈
بعد يومين في جناح حمزة .
قررت مها التحدث معه مثلما أخبرتها والدتها لتحاول إستعطافه وفتح صفحةً جديدةً لعلاقتهما .
ها هي تنتظره بعد أن نام الصغير في غرفته بواسطة مربيته .
دلف حمزة جناحه ثم على الفور دلف غرفة صغيره ليراه أولاً ،،، رآه ينام كالملاك فدنى يقــ.بله بحب وحنو ورفع الغطاء عليه يدثره جيداً ثم تنهد بقوة ووضع حقيبة عمله جانباً ثم إتجه لغرفته كي يغتسل ويبدل ثيابه .
دلف يلقى السلام بهدوء فردت وطالعته تردف بترقب :
– حمزة ممكن نتكلم شوية ؟
لف نظره يطالعها ،،، أي حديثٍ ستردف ؟ ،،، زفر وأومأ يردف بترقب :
– تمام يا مها ،،، هغير هدومى واجيلك .
أومأت له ودلف حمامه بعد أن أخذ ثيابه ،،، خرج بعد وقتٍ قصير يتجه إليها حيث كانت تنتظره على الأريكة الجانبية .
جلس بجوارها وترقب السمع يردف :
– خير يا مها ؟ قولي أنا سامعك .
إبتسمت له ومدت يــ.دها تلامــ.س يــ.ده بخبث مردفة :
– مش شايف إن ده وقته أننا ندّي لعلاقتنا فرصة تانية ؟ ،،، يعنى إنت أكيد ملاحظ إنى بحاول أتقبل الوضع اللى إتحطيت فيه ،،، صحيح كان بإختياري وكان صعب جداً عليا بس لو إنت عطيت لجــ.وازنا فرصة أنا هحاول .
ضيق عيــ.نيه وسحب يــ.ده من بين يــ.دها وشبكها في يــ.ده الأخرى يردف بترقب :
– أي جــ.واز يا مها ؟ ،،، أي جــ.واز اللى بتتكلمى عنه ؟ ،،، هو فين جــ.وازنا وفين علاقتنا دى ؟ ،،، إنتِ مش ملاحظة إننا بنتجمل علشان نتقبل بعض ؟ ،،، إنتِ بتحاولى تبقى معايا غصب عنك علشان تثبتى بس إنك صح وأنك متخسريش مكانتك ،،، بتحاولى غصب عنك تمثلى دور سيدة الأعمال الناجحة في كل حاجة ومحققة المعادلة الصعبة ،،، بس مافيش كدة يا مها ،،، مافيش حد بيعرف يعمل كل حاجة ،،، متحاوليش تقنعيني أنك هتتنازلى عن قناعاتك علشان خاطر إبنك أو علشان خاطرى ،،، مها أبو الدهب هدفها واضح وصريح ومعروف من البداية ،،، السيطرة على كل حاجة ،،، علشان كدة عمر علاقتنا ما هتنفع يا مها ،،، أنا أسف بس حان وقت ننهيها .
طالعته بصدمة ،،، لقد شرحها وكأنه يعلمها أكثر من نفسها ،،، يعلم خباياها وما تحاول فعله ،،، كلامته كانت كالمرآة التى وضعها أمامها ،،، لااا ليس كما أخبرتها والدتها هو مختلف ،،، مختلف لدرجة تجعلها تتمــ.سك به أكثر وأكثر ،،، هل تتركه يذهب لتلك الوضيعة وتحصل على كل تلك المميزات وتخسر هي أمامها ؟ ،،، هل تخسر أمام الجميع وتجعلهم يقولون أن مها أبو الدهب لم تستطيع أن تجعل حمزة الجواد يعشقها وذهب ليعشق أبنه سائق ؟،، مجرد الفكرة تجعلها تصاب بالجنون .
كادت تتحدث ولكن رن هاتف حمزة فأخرجه يرى المتصل فوجده سالم .
تنهد وأجاب بترقب :
– أيوة يا بابا ؟
أردف سالم بجدية وغضب واندفاع :
– حمزة شوقي إتقبض عليه ،،، هات المحامى بسرعة وتعالى ورايا على مركز ••••• .
وقف ينظر لمها بصدمة ثم أردف متسائلاً :
– خير يا بابا إيه اللى حصل ؟
أردف سالم بغضب وحدة :
– معرفش ،،، بيقولوا إنه كان جايب شحنة لحسابه من غير علمى وطلع فيها مواد مخدرة ،،، لو كدة تبقى مصيبة وحلت على راسنا كلنا ،،، حالا تجيب المحامى وتيجي .
أغلق معه ونظر لمها التى وقفت متسائلة بترقب :
– في إيه ؟
تنهد يبــ.تلع ريقه ثم أردف بترقب :
– شوقي بيه أتقبض عليه ،،، وأنا لازم أخد المحامى وأروحله فوراً .
اتسعت عيــ.نيها بصدمة وأردف بحدة وغضب :
– قبضوا عليه ليه ؟ ،،، وإزاااي ؟ ،،، هما مش عارفين هو مين ؟
غضب وزفر بيأس ثم لف يتركها ويندفع للخارج بينما هى إتجهت بغضب تبدل ثيابها وتلحق به لترى ما حدث .
❈-❈-❈
بعد ثلاثة أيام
تم حبس شوقي على ذمة التحقيق وحتى يتم فحص المواد المخدرة ولم يستطع المحامى ولا ماله ولا أي نفوذ أن يسحبوه من أســ.فل يــ.د العدالة .
إنتشر الخبر عبر الصحف والإعلام والميديا وسقطت أسهمه وأسهم إبنته محدثة خسارة فادحة بينما أنخفضت أسهم سالم وعائلته بشكلٍ ملحوظ نسباً لشراكتها معاً مما أدى إلى تدهور صحة سالم بعد هذا الخبر وسقوطه وسط شركته وأولاده الذين أسرعوا بنقله عبر سيارة إسعاف إلى المشفى .
جن جنون مها وسعاد اللتان تحاولان عبثاً التواصل مع من يساعدهما ولكن الجميع سعداء وشامتين بما أصاب شوقى .
أما شوقى فلم يتحمل حبسه وتشويه سمعته وخبر خسارته الذى تلقاه من محاميه فسقط أرضاً مكانه وتم نقله عبر سيارة إسعاف مشددة إلى المشفى على الفور ليحاولوا إسعافه حيث أصيب بأزمة قلبية حادة .
❈-❈-❈
في منزل حمدى .
تجلس ريتان مع أسرتها تتابع الأخبار المنشرة عبر التلفاز بحزن ،،، ذكرها الخبر بطليقها الذى فر هارباً من العدالة بعد أن ساعد في دخول تلك المواد إلى البلد .
تنهدت جميلة وأردفت بحزن :
– لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ،،، طب وبعدين يا حمدى ،،، ده كدة خسارة كبيرة ليهم ؟
زفر حمدى وأردف بملامح باهتة وحزن :
– طبعاً يا جميلة ،،، ربنا يستر ويعديها على خير .
أردف بسمة بحدة وسلاطة لسان كعادتها :
– أقطع دراعى من هنا إن ما كان جوز بنت شوقي ليه يــ.د معاه ،،، طول عمرى بقول عليه خبيث ،،، بس هو ذكى هو وأبوه خلوا شوقى هو اللى يشيل الليلة لواحده ،،، وكدة كدة بنته في أمان يبقى بالسلامة هو بقى ،، وهما طلعوا منها زي الشعرة من العجينة ،،، وأكيد دي مش أول مرة ،،، أومال كل العز ده منين .
نطقت ريتان ونطق قلبها قبل لســ.انها مدافعة بثقة ويقين :
– لا طبعا ،،، حمزة مستحيل يكون ليه دخل في حاجة زي دي .
نظرت لها بسمة بحنق وأردفت ساخرة :
– هتفضلى غبية طول عمرك وبتحكمى على الناس من برا ،،، زي ناصف كدة .
وقفت تردف بثقة عشقٍ وغضب :
– الغباء هو اللى إنت بتقوليه ،،، معنى كدة إن عشيتنا احنا كمان حرام ! ،،، مهو بيتنا مفتوح من شغل بابا عندهم ،،، فكرى كويس قبل ما تقولي أي كلام .
التفتت تطالع والدها ووالدتها ثم أردفت تعود لهدوءها :
– عن اذنكوا أنا هدخل أنام .
غادرت الى غرفتها بينما نظر حمدى لإبنته بسمة وأردف بنبرة غاضبة :
– كبرتى وطولتى ولسانك طول معاكى ،،، عيب لما تقولي لأختك الكبيرة غبية وعيب لما تعلو صوتكوا وأنا قاعد وعيب لما تتكلمى على الناس اللى بيتنا مفتوح منهم بالشكل ده .
زفرت بحنق ووقفت تتجه هى الأخرى لغرفتها بضيق .
أما ريتان فدلفت تغلق خلفها واتجهت تستند على فراشها وتهدء من أنــ.فاسها ،،، نعم كلمات شقيقتها إستفزتها ،،، هى لم تعشق رجلاً سئ الأخلاقِ هى عشقت ذلك الخلوق المخطئ ،،، هى على يقين أنه لن ولم يقوم بتلك الأعمال بل سيتصدى لها ،،، عذابها معه وألمها منه لن يكونا ضده في ذلك الأمر بل ستدعمه بصمت لأنها لن تسمح لأي كائن أن يشكك في إحــ.ساسها به ،،، تعلمه جيداً ،،، حتى أنها نحتت له داخل عقلها تمثال متكامل لطخه هو ببعض الأخطاء ولكن هيكله نظيفٌ سليمٌ كما هو ،،، لذلك فإن ثقتها به في ذلك الأمر قوية جداً
دثرت يــ.دها في جيبها تخرج هاتفها وقد قررت مهاتفة كاري بعدما حــ.سها قلبها على الإطمئنان .
هاتفتها وأجابت كارى قائلة بصوت حزين :
– ريتان ،،، أزيك يا حبيبتى عاملة إيه ؟
تنهد ريتان تردف بترقب :
– أزيك يا كارى ،،، إيه الاخبار ؟
أردفت كارى بحزن :
– تمام ،،، بس عمى سالم تعبان أوى ،،، وكمان شوقي بيه ربنا يستر عليه .
تنهدت وقلبها يتساءل عنه ولكن لســ.انها أبى النطق فقال كارى بترقب وكأنها شعرت بها :
– اللى صعبان عليا بجد هو حمزة ،،، من جهة أبوه ومن جهة حماه ومن جهة الشركة .
زفرت تتابع دون قصد حزناً على حاله :
– ده غير مــ.راته وإبنه ،،، ماشي تايه فعلاً .
أغمضت عيــ.نيها ولعنت نفسها ،،، كلمة زو جته وإبنه ذكرتها أن ليس لها أي حقوق عليه حتى السؤال الخفي لذلك أردفت بهدوء :
– تمام يا كارى ،،، خدى بالك من مراد وخليكي جنبه ،،، حاولى تخففي عنه ،،، أنا هقفل دلوقتى ،، سلام .
أغلقت معها وجلست تلتقط انفــ.اسها ثم قررت أن تتوضأ وتصلى لتبعد تلك الأفكار عن رأسها .
❈-❈-❈
بعد يومين في المشفى الإستثماري التى تم نقل شوقي إليه .
تجلس مها بجواره تطالعه بصمت ،،، لا تعلم أتغضب منه أم تحزن على ما أصابه .
سعلة خفيفة منه وسط صوت الأجهزة أنبهتها له فوقفت تميل مردفة بترقب :
– بابى ؟ سامعنى ؟ .
أردف بنبرة خافتة وهمــ.س وهو يشعر بنهايته تقترب :
– حمزة ،،، عايز حمزة .
وقفت متعجبة من طلبه وتنهدت ثم إلتفتت تغادر للخارج حيث يقف شرطى على باب غرفته .
إبتعدت قليلاً وأخرجت هاتفها تهاتفه .
أجاب يردف بترقب :
– أيوة يا مها ؟
أردفت بنبرة منكسرة :
– بابي عايز يشوفك .
تنهد وأردف بهدوء :
– تمام … جاي حالاً .
بعد حوالى ساعة يجلس أمامه في المشفى ،، رفع شوقي يــ.ده ببطءٍ يزيح ذلك الماسك عن وجهُ وينظر لإبنته بضعف ووهن مردفاً :
– سبيني مع حمزة شوية يا مها .
نظرت له بشك ثم أومأت وخرجت تغلق الباب خلفها ،،، سعل شوقي يشعر بأن انفــ.اسه ستغادر جــ.سده الآن لذلك أسرع يردف بوهن وترجى :
– عايزك تخلى بالك من مها يا حمزة ،،، وصيتى ليك هى بنتى ،،، أوعى تسيبها ،،، أنا عارف إنك محبتهاش وعارف إننا ظلمناك بس إنت الوحيد اللى هتقدر تحميها من أعدائي ومن نفسها ومن أمها ،،، أوعدنى يا حمزة ،،، أوعدنى مستبهاش .
إلتوت أحشاؤه وشعر بتخدر أطرافه وهو يستمع إليه بصدمة لاحظها شوقي فتابع بوهن :
– أنا عارف إنك عايز تطلقها ،،، سمعتها وهى بتقول لأمها ،،، علشان كدة بوصيك ،،، أنا مش هأمن حد عليها غيرك ،،، أوعدنى متسبهاش ،،، مبقاش فيه حاجة تتسند عليها ،،، خسرنا كل حاجة حتى السمعة ،،، خليك جنبها لما تقف على رجليها من تانى ،،، هى هتقدر بس محتاجالك ،،، أوعدنى يا حمزة ،،، خليني أموت وأنا مرتاح ،،، سيبها لما ترَجّع اللى خسرناه تانى ،،، بس خليك جنبها الوقتى .
شعر بعالمه ينهار من حوله ،،، كيف يوعده بما لا يستطيع عليه صبراً ؟ ،،، كيف سيتحمل هو ؟
مد شوقي يــ.ده يشدد بها حول يــ.د حمزة مردفاً كأن روحه ترفض تركه إلا بعد أن يجيبه :
– أوعدنى يا حمزة ،،، أوعدنى متسبهاش .
أغلق حمزة عيــ.نيه بقوة ،،، فتح صــ.دره ونزع قلبه بيــ.ده الحرة وألقاه بعيداً يحكم ضميره عن مشاعره ويردف بنبرة خالية من أي شعور :
– تمام ،، بوعدك .
شهق شهقته الأخيرة وغادرت الروح بأمر ربها تاركة جــ.سد رجلاً طمع في المزيد فلقى مصيراً غير مشرف .
وقف حمزة يترك يــ.ده بهدوء وظل يطالعه بصمت وشرود .
فتحت الباب ودلفت كأنها شعرت به ،، تقدمت منه بجنون تردف بعيون متسعة :
– بابي ؟ ،،، بااابي .
مد حمزة يــ.ده يسحبها إليه ويردف بحزن وانكسار :
– البقاء لله يا مها .
صرخت بقوة زلزلت المكان ونزعت يــ.ده بعنف ترتمى على جــ.سد والدها الساكن وتهزه بعنف مستنكرة موته تردف بقهر وضعف ظهر بوضوح :
– لااااااا ،،، متسبنييش ،،، متموتش وتسيبنى .
عاد حمزة ينزعها من فوق جــ.سد والدها بقوة واستطاع ذلك خصوصاً بعد حضور الطبيب والشرطى فوقفت تحاول الفكاك من قبضته وتصرخ بقوة وهى ترى الطبيب يؤكد على موت والدها ويغطى وجههُ بالملاءة أمام أعينها التى جحظت وتوقف جــ.سدها عن المقاومة فالتفتت تدفن وجــ.هها في صــ.در حمزة وتهز رأسها وكأنها ترفض الواقع وهو يقف يحتويها بحالٍ مشتت بين وعده وواجبه وبين سعادته التى سحقت .
ويبقى فقدان الأب هو أشد أنواع العذاب وكسر القوة والجبروت .
انتهى البارت 😘
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت الرابع عشر من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
يعشق اللون الأسود ويحب السير في المطر ولا ينام مبكراً ويختار الصمت ويتابع من بعيد
لا يتدخل بشئون الأخرين وصديقاً للكل ووحيداً لا يعلم معنى الكره ولكنه يجيد الرحيل .
يشارك الجميع ويفضل أن يكون وحده ،، وقليل الكلام ومخلص .
❈-❈-❈
بعد شهر
حاولا حمزة ومراد جاهدان أن يحجبا الأخبار والأقوال السيئة التى إنتشرت كما إعتمدا على الدعم المعنوى من المقربين لهم سواء على محيط الأعمال أو المحيط الشخصى وللحق يقال فإن لعائلة الجواد رصيدٌ جيد عند الكثيرين خصوصاً شقيق سالم المتوفي والد شيرين والذي يشبه حمزة كثيراً .
دلف حمزة من باب القصر وخلفه مها التى كانت تمكث في منزل والدها منذ وفاته والذى ذهب ليحضرها .
دلفا فوجد الجميع يطالعها بنظرة فاقدة لأي رأفة أو شفقة ،،، الجميع يرمقها ويلقى بالذنب عليها .
كان سالم يجلس على الأريكة في بهو القصر ومعه عكازه الذى أصبح يلازمه مؤخراً بسبب جلطة أصابت قدمه بعد تلك الأخبار وبعد الخسارة الجزئية لأسهمهم .
وقف مستنداً عليه وساعدته في ذلك زوجته صفية .
نظر لها بكره وغضب وأردف بحدة وحسرة وقسوة :
– إنت جايبها هنا ليه ؟ ،،، دى مبقلهاش مكان بينا ،،، تغور من هنا وتحل عنا بعد اللى أبوها عمله فينا ،،، كان يوم أسود يوم ما شاركته ،،، كنت مفكر أنه فعلا عايز ينقذنى من الخسارة بس هو كان ليه حسابات تانية ،،، طلقها حالاً وتغور من هنا أنا مش طايق ابص في وشها .
وقفت لأول مرة تشعر بالإنكسار والذل وهى تطالع سالم بكره وغل ولكن لم تعد تهاجم ،،، سقط غرورها وتكبرها أمامه .
نظر حمزة لوالده بحزن ،،، بيأس ،،، بخجل من قراراته الأنانية دائماً .
لف نظره لمها وأردف بنبرة باردة تخفى وراءها ألماً لم يجد له مسكن :
-أطلعى على فوق .
نظرت له بصمت ثم لفت نظرها للجميع تطالعهم بكره واتجهت بعدها تصعد للأعلى وسط غضب سالم .
خطى حمزة إليه حتى توقف أمامه ينظر داخل عيــ.نيه بقوة ثم مال يردف بهمــ.س وألم :
هذا ما جناه عليا أبي ،،، وهذا ما جنيته على نفسي .
إبتعد ينظر للجميع بعيون حادة ويردف بصوت عالى وصرامة :
– مافيش طلاق ،،، مها هتفضل هنا لحد ما تقدر ترجع ولو جزء من خسارتهم .
صرخ سالم بغضب مضاعف يردف برفضٍ قاطع :
– مش هيحصل ،،، دول خسرونا كتير أوى ،،، طلقها زى ما إنت كنت عايز ،، قعادها هنا بعد اللى أبوها عمله هيجبلنا الخراب ،،، إنت كنت صح .
ولأول مرة يتحول حمزة ويصبح كالأسد المجروح وهو يهتز بهستيرية ويردف بصراخ رج أرجاء المكان والقلوب وفاجأ الجميع :
– كنت صح إزاااااي ؟،،، مش دي إختياااااارك ،،، مش دي المنااااسبة للعيلة وليا ولأولااااادى ؟ ،،، أطلقها بعد ما وقعت ؟ ،،، أختار راااحتى وأنسى مبادئي وإبنى ؟ ،،، أعمل زيك ؟ ،،، خلفتنى لييييه يا ساااالم بيه ؟ ،،، علشان أقولك على كل حاجة حاضر ونعم ؟،،، كفاااية بقى ،،، كفاية ضرب فيا بقى لأنى أصلاااا ميت ،،، إفرح يا سالم بيه بإنجازاتك ،،، أفرح بابنك اللى كله أخطاء ،،، إرتاح لأنى إتخليت عن راحتى من زمان ،،، ذنبي ولازم أكفر عنه .
التقط نفساً قوياً يردف بقهر وقوة وصلابة أمام أعين الجميع حتى كارى كانت تلتــ.صق بزو جها المتألم وتطالعه بحزن وشفقة :
مها هتفضل عايشة هنا ،، لإمتى معرفش بس من دلوقتى لحد ما المدة دى تخلص محدش يقول حاجة ،،، ولا أي حاجة ،،، زى ما الكل سكت من الأول هتسكتوا دلوقتى .
نظر لوالده الذى يطالعه بصدمة فلأول مرة يرى حمزة في تلك الحالة التى أخافته حقاً بينما هو تركهم واندفع يصعد الدرج ليكمل ما ينوى فعله وهو في قمة غضبه وقهره .
دلف جناحه ومنه إلى غرفته مندفعاً ،،، وجدها تجلس على الفراش شاردة ،،، وقف أمامها وأردف بنبرة لا تحمل نقاشاً وهو يعد على أصابعه :
– ليكي عندى الأمان والحماية والدعم والإسم اللى هتحاولى تحققي بيه طموحك لأن للأسف إسم شوقي بيه اتلوث خلاص بعد اللى عمله ،،، غير كدة مافيش أي حقوق ما بينا نهائي ،،، الوقت اللى هتقوليلي طلقنى فيه هطلقك فوراً ،،، وقوفي جنبك أولاً علشان خاطر حاجة في نفسي انا وثانياً علشان إبنى اللى عايزله مستقبل مشرف ،،، مش هسمح بحد يعايره بكلمة واحدة بسبب جد طماع ،،، العار اللى هو سبهولنا مش هيطول إبنى .
كانت تستمع له وتبكى بقهر ولم تستطع الدفاع عن والدها المتوفي ،،، تشعر بالخزى والغضب في آنٍ واحد ،،، فحقاً ترك لهم عار سيطولها ويلجم طموحها ونجاتها الوحيدة من هذا الطوفان هو زوا جها من حمزة .
أما هو فزفر بقوة ومسح على وجهُ يردف بغضب :
– جه الوقت اللى تحققي طموحك فيه زى ما كنتِ عايزة ،،، ولو حاولتى في يوم تعملى الحركات بتاعتك اللى كانت سعاد هانم بتقولك عليها وانتِ بتنفذى زي اللعبة هطلقك فوراً ،،، هتشليني من حساباتك تماماً ،،، عاجبك على كدة ؟
تنهد بقوة يحاول نطقها بصعوبة وقوة يكمل :
– يبقى تمام .
صمتت تفكر ،،، خسرت كل شئ في لمح البصر وسقط غرورها وتكبرها وباتت في موضع ضعف وعليها أن تقوى وتنهض مجدداً ولن يحدث ذلك إلا وهى زو جته ، لذلك أومأت تردف بهدوء :
– تمام ،،، موافقة .
اغمضت عيــ.نيه بقوة ،،، جزء صغير معاكس في داخــ.له يتمنى لو كانت رفضت ولكن تبقى هي مها أبو الدهب ويبقى هو حمزة الجواد .
زفر والتفت يغادر تاركاً الغرفة والجناح والقصر بأكمله .
رآه الجميع يغادر فتنهدوا بحزن وأكملوا ما يفعلون إلا كارى التى نظرت لزو جها وأردفت مترجية :
– روح وراه يا مراد ،،، متسبهوش وهو في الحالة دي .
تنهد بقوة وطالعها بأسف يردف :
– الأحسن يبقى لوحده يا كارى ،،، لما يرجع هتكلم معاه .
شردت تفكر بحزن فيما سمعته ،،، يبدو أن حمزة كان وإلى الآن يحب رفيقتها حقاً ولكن هناك أموراً تقيد راحته وحريته ،،، يبدو أنه يعانى منذ سنوات ،،، تفكر هل تخبر ريتان بما سمعته ؟
ويبدو أن مراد قرأ أفكارها لذلك مال عليها يردف بترجى وهمــ.س :
– كارى ،،، لو سمحتى بلاش تحكى لأي حد أي حاجة بتحصل هنا ،،، الأفضل إن الأمور تفضل جوة البيت ده حالياً ومتطلعش برا ،،، مافيش حد هيستفيد حاجة لو إتقال ،، فهمانى ؟
دققت النظر في عيــ.نه وأومأت بتفهم فمال يقبل وجنتها ثم ابتعد يردف بترقب وتروى :
– خلى حمزة هو اللى يحكى كل وجعه وكل معاناته في وقتها ،،، لما يخلص من كل الضغوطات دي ساعتها الكلام هيبقى مهم ومسموع .
أومأت بتفهم واقتناع وقد أيقنت حب حمزة لصديقتها ،،، فحقاً حتى وإن أخبرت ريتان بما عرفته فلن ترتاح بعدها وستعود لبناء قصور وهمية الآن خصوصاً أنها لن تقبل أن تدلف حياته على أنها زو جة ثانية .
❈-❈-❈
بعد مرور خمس سنوات .
تغيرت أحوال الجميع دون استثناء .
واجهت عائلة الجواد صعوبات كثيرة كي تستطيع العودة لعهدها بعد الخسارة الجزئية التى أصابتها والمتسبب الأول والأخير في ذلك هو سالم نفسه بعدما تحالف مع شيطان الطمع شوقي الذي يشبههُ كثيراً إلا في حب إبنته وتفضيلها على المال .
تكاتف سالم مع ولديه حمزة ومراد وبدئوا في وضع خطة جديدة لبناء أسهمهم ،،، ولكن بسبب وضع سالم الصحي كان الحمل الأكبر على حمزة الذي لم يقبل بالسفر وعقد الصفقات الخارجة نسبةً لتوليه دور الأب على أكمل وجه ،، فبات مراد هو من يسافر ويقود التعاقدات الخارجية بعد خطة دبلوماسية مع شقيقه ووالده لكى ينهضوا مجدداً وبالفعل حققوا ما أرادوا بعد عدة سنوات .
وهب فيهم حمزة حياته لطفله مروان الذى أتى إليه ليعطى لحياته أملاً ويلونها ويضيف للمكان بأكمله البهجة والسعادة هو وبيرين أبنه عمه مراد مدللة أبيها الجميلة التى تشبه والدتها كاريمان والتى تبلغ من العمر 4 سنوات وها هى كارى تحمل في طفلها الثانى .
تربيا سوياً ونَعِمَ مروان الذى أصبح على وشك دخول الصف الأول بدلال جدته وحنو عمته وحب كاري وشيرين إلا أنه دائماً يفتقد إحتواء الأُم التى تركت مسئوليته كاملة عليهن وحاولت النهوض مجدداً وها هى تسافر وتسعى وتعافر بقوة شرسة لإعادة أسهم شركتها لعهدها مستخدمة إسم الجواد عامةً وإسم زو جها خاصةً في تحقيق كل ما أرادت .
واجهتها مشاكل وسقطت مرات عدة وفي كل مرة يمد لها يد العون خصوصاً بعدما لاحظ التغيير الإيجابي في شخصيتها ولكن هذا التغيير لم يطل تمــ.سكها به ولم يطل حقدها الدفين لريتان فقد تنازلت قليلاً عن غرورها وباتت أكثر طاعة واكثر ذكاء عن ذي قبل .
لأنها تعلم جيداً مدى رغــ.بته في الطلاق لذلك باتت لا تستفزه بأي شكل خصوصاً بعد سفر والدتها منذ عامين إلى كندا لشقيقتها وتركتها وحيدة بينهم .
تعلم أيضاً أنه يتابع أخبار ريتان جميعها ويراقبها وينتظر الفرصة ليحصل عليها لذلك فهى أيضاً قامت بتوظيف شخص مهمته فقط نقل أخبار ريتان حتى عاملة النظافة في المدرسة التى تعمل بها ريتان باتت تعمل لصالحها وتنقل لها كل ما تراه وتسمعه .
كانت المافيا ترسل لها تهديدات بسبب الخسارة التى طالتها بعد إعدام بضاعتها لذلك إستعان حمزة بشركة الحراسات الخاصة بصديقه في حمايتها وترك حماية طفله له ولكن إنتهى تهديدهم بعد أن تم القبض على أكبر تنظيم تابع لهم داخل مصر منذ عدة أشهر وأصبحت السلطات تطاردهم .
أما سناء فقط أتتها دعوة للإنضمام إلى عضوية بعض الجمعيات الخيرية وبالفعل وافقت وها هي تساعد في دعم وتأسيس تلك الجمعيات الخيرية التى تعمل على الحد من ظاهرة أطفال الشوارع والمشردين .
قبل عامين وبسبب الظروف الصحية السيئة التى طالت سالم قرر التقاعد وترك أمر الشركة وإدارتها لأولاده خصوصاً بعدما أثبتا جدارتهما في القضاء على خسارتهم .
وبسبب ذلك فقط ترك حمدى أيضاً العمل لديه كسائق وأعطاه حمزة مكافأة لنهاية خدمته وولاؤه لهم .
كان يود دفعها كمقدمِ لشراء سيارة يعمل عليها ولكن نصحته زو جته جميلة أن يقوم بفتحِ محل تجارى لبيع منتجات الألبان وطلبت من أهلها في القرية أن يمولوه بالمنتجات الفلاحى والعمالة المناسبة .
تجنبت العائلة مها تماماً وهى تجنبتهم أيضاً وباتت فقط تراهم صدفة وتجلس منفردة تخطط وتراقب كل شئ في صمت ولا تحتك بهم أبداً فهى ترسم جيداً ما تريده وتعلم أن التهور وإستفزاز حمزة لن يفيدها أبداً ،،، أحياناً وبعد أن خــ.سرت وجهتها الإجتماعية وخسرت كل ما كانت تتباهى به تتمنى أن يستمر زوا جهما ،،، تتمنى أن تظل معه وتحصل على كل تلك المميزات التى هي على يقين أنها لن تحصل عليها مع غيره ،،، تتمنى أن ينسى أمر طلاقه منها ويعطى لهما فرصة ولكن كلما حاولت الإقتراب خطوة أبعدها خطوات لذلك تركت الأمر مؤقتاً .
أما حمزة الذى كان يراقب ريتان ولنقل يؤمنها من خطر ناصف ،، تلقى في أحد الأيام خبر تقديم أحدهم لخطبتها وبرغم رفضها القاطع بسبب مشكلتها مع الانجاب إلا أنه قرر أن يتحدث معها ويحاول شرح الأمور فلن يقف تلك المرة يتابع في صمت ،، يعلم أنها يحق لها بدء حياة جديدة هادئة ويعلم أنها تستحق الأفضل دائماً عن تلك الحياة المعقدة التى يعيشها ولكن لا إرادياً أحياناً يصاب بأنانية العشق ،،، لذلك حاول أن يتحدث معها لربما أقنعها بما ينوى ولكن كالعادة رفضت الحديث معه تماماً وحتى أنها باتت تتجنب لقاء سناء فقط نوت أن تطوي تلك الصفحة من حياتها للأبد ،،، لذلك فقد قرر حمزة الأتى إن لم تتقبله في حياتها حسناً لتتقبل صغيره ،،، ليضعه أمامها وليكن سبباً في قربهما ،،، ليربطها به ،،، يعلم حبها للأطفال وتعلقها الشديد بهم كما أخبرته السيدة منال في الخفاء ،،، فهما الإثنان بحاجة بعض ،، هى بجاحة طفل تبث فيه أمومتها دون قيود ولن يكون سوى طفله ،،، وطفله بحاجة أمٍ تحتويه دون شروط ،، إن لم ينجح هو في إعادتها إليه فليعيدها طفله ،،، وبالفعل أرسل صغيره إليها منذ عامان حتى يلتحق بالمستوى التعليمي الأول ،،، بل أصر هو على إيصاله في كل مرة ،،، نعم بات يراها يومياً في العام الدراسي وفي كل مرة يزيد عشقه وشغفه بها وكأنه يدخره في جرةٍ أوشكت على الأنفجار ،،، خصوصاً بعدما تعلق بها الصغير وبات يتحدث معه عنها وعن حنانها معه وهذا ما جعل قلبه يتضخم عشقاً ويتآكل ألماً وحسرةً على حالهما ،،، يعلم أنها معها كل الحق في عدم تقبله أو سماعه ،،، وأدرك جيداً قيمتها وأنها تستحق أن تكون الوحيدة والأخيرة في حياته ،، تستحق أن تكون ملكته المتوّجة ،،، تستحق أن يحل أموره كاملة ويذهب إليها دون أي مشاكل أو قيود .
يعشقها وعشق الرجال النبلاء عذاب ،،، يصبح أمام كفتى ميزان حياته يحاول وزن العشق مع الضمير ولكن في كل مرة يغلبه ضميره متحسراً على كفة عشقه التى تتهاوى م?

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى