روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل التاسع 9 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل التاسع 9 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء التاسع

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت التاسع

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة التاسعة

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت التاسع من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
عندما يستمر الألــ.م ويبقى في الروح فلم يعد لأي مُســ.كّن أهمية
وكأنه مُنتهى الصلاحية .
❈-❈-❈
بعد يومين
ذهبت ريتان مع ناصف إلى الطبيب بعدما أقنعها بالذهاب للإطمئنان وحتى تسكت جميلة .
عاينها الطبيب وطلب منها بعض الفحوصات مثلما إتفق مع ناصف .
أصابها التوتر ولكن الطبيب طمأنها أن لا للحكم المسبق ليروا النتائج أولاً ويقرروا بعدها .
عدة أيامٍ أخرى تمر
وتجلس أمام الطبيب مجدداً بعد ظهور النتائج تستقبل بصدمة خبر إحتمالية عدم إنجابها .
تنظر للا شئ بصمتٍ تام بعدما أنتهى الطبيب من شرح الأمر الكاذب ،، تتساءل بداخلها لما نصيبها من الفرح قليل هكذا ؟ ،،، أي ذنبٍ هذا الذي إرتكتبه فقلب حياتها رأساً على عقب ،،، هل ذنبها أنها أحبت شخصاً خاطئ دون إرادة برغم كل محاولاتها الفاشلة لكرهُ بعد زوا جها ؟ ،،، تخشى ذنب ناصف وتخشى دينها ولكن حقاً الأمر فوق كل إحتمالتها ،، وبرغم ذلك فهى تسعى لحياة هادئة معه ،، تحاول أن تنصر عقلها تلك المرة عسى أن تتحقق سعادتها التى لم تجدها في إختيارات القلب ،، ولكن أتى خبر أحتمالية عدم أنجابها وهدم كل ما تخطط له .
سقطت عبراتها أمام عين ناصف والطبيب الذى توتر ونظر لناصف بتردد فطالعه الآخر بتحذير .
مد يــ.ده يربت على يــ.دها ويردف مدعياً التفهم والتروى :
– ريتان ؟ ،،، بتعيطي ليه يا حبيبتى ؟ ،،، مافيش داعى أبداً لدموعك دي ،، إن شاء الله هنلاقي حل أكيد ،،، ولا إيه يا دكتور !.
تحمحم الطبيب وتابع يومئ عدة مرات مردفاً :
– أكيد طبعاً يا ناصف بيه ،، أنا هحدد نظام علاجى نمشي عليه مع مدام ريتان لو هى تحب طبعاً ،،، بس في الوقت الحالى نهدى شوية ومافيش داعى تتوتروا ،،، هكتبلها بس على فيتامينات تمشي عليها وهتمر عليا بعد ٦ شهور نشوف إيه الأخبار .
أبتسم لها وأردف كاذباً يطمئنها :
– شوفتى بقى ،،، إنتِ مكبرة الموضوع يا ريتان ،،، إهدى يا حبيبتى ،،، وبلغى طنط جميلة الكلام اللى الدكتور قاله علشان تبطل تضغط عليكي .
طالعته بعمق وهى تجفف دموعها ،،، ماذا إن لم تُعالج ؟ ،،، ماذا أن لم تنجب طوال حياتها ؟ ،،، كيف سيتحملها هو وكيف سيتعايش مع الوضع ،، لن ترضى بظلمهِ أبداً .
تنهدت بقوة ونظرت للطبيب تردف شاكرة بحزن وأنفاس مهدورة فلم تعد تقوى على الحديث :
– شكراً يا دكتور .
وقفت ووقف ناصف يتمــ.سك بها وغادرا المكان .
طوال طريقه يتحدث معها بمرح غير معتاد كي يلهيها عن ما سمعته ولكنها شاردة تنظر للا شئ تفكر في القادم ،،، قررت ترك الماضي وبناء حياة هادئة مع هذا الرجل الذى قدرها وتفهمها واحترم عائلتها ،،، ولكن لما القدر يعاندها وماذا يخبئ ؟ ،،، زفرت بقوة ثم اغلقت عيــ.نيها وأردفت تهمــ.س داخــ.لها بيقين ورضا ( أنا عارفة إنك بتختارلي الأحسن ،،، أنا عندى ثقة فيك مالهاش نهاية ،،، بس ريح قلبي يارب ) .
❈-❈-❈
بعد أسبوع
في إحدى المطاعم الفاخرة
يجلس حمزة وأمامه مها حيث طلبت لقاؤه قبل موعد زفافهما لتخبره بأمرٍ هام لابد أن يقرراه .
وضع النادل المشروب وغادر ونظر حمزة إليها يردف بترقب وبرود :
– اتكلمى يا مها ،،، عايزانى في إيه مهم ؟
طالعته بتوتر ثم حســ.مت أمرها وأردفت بتروى وترقب :
– بص يا حمزة أول حاجة حاول تفهم كويس اللى هقوله ،،، ومش لازم ترد علطول ،،، فكر كويس الأول وبعدين بلغنى قرارك .
زفر وتسائل بترقب وضيق :
– خير يا مها سامعك ؟
أومأت وأردفت تترقب رد فعله :
– أنا بقول أننا يعنى لما نتجــ.وز نأجل موضوع الخلفة شوية ،،، لفترة معينة ،،، إنت عارف إنى نفسي أثبت مكانى في مجال الأعمال وعندى طموح عايزة أحققها ،،، الحمل والأطفال هيعيقوا حياتى المهنية وهيقفوا في وش أحلامى ،،، فلو نأجل الموضوع ده شوية ؟ ،،، فكر وصدقنى ده أحسن قرار ! .
زفر بقوة وصمت لبرهة من الزمن يطالعها بشرود ،،، ومن قال أنه يريد الإنجاب الآن ؟ ،، هو لم يعد يريد شيئاً من تلك الحياة الغير عادلة ،،، ليتأكد الأول أنها قادرة على الأمومة فلن يظلم أطفاله أيضاً يكفيه ظلماً لنفسه وتحملاً فوق طاقته .
عاد يتطلع عليها ويردف بهدوء زافراً براحة لهذا القرار السليم :
– معنديش مانع .
طالعته بتعجب وأردفت متفاجئة:
– معقوول ،، موافق بالسرعة دي ؟
تنهد واعتدل يردف بهدوء :
– أقنعتيني بكلامك ،، بس كدة .
انفرجت أساريرها وأردفت بحماس للقادم :
– تمام ،،، يبقى كدة كله تمام ،،، وأنا كلمت مدير القاعة والفستان هيوصل بكرة من باريس وكدة تقريباً كل شئ جاهز .
إبتسم ساخراً ،،، يفترض أن يقوم هو بتحضير تلك القائمة وليست هى ،،، ولكنه مؤخراً زهد أموراً كثيرة .
أما هى فالتقطت مشروبها تتناوله بشرود في حياتها المستقبلية وحصولها على أهدافها واحداً تلو الآخر وأولهما حمزة الجواد .
❈-❈-❈
بعد عدة أيام
يجلس ناصف يتناول طعامه مع ريتان على مائدة السفرة
يلوك الطعام في فمه ويطالع ريتان التى تأكل بتأنى وصمت ،،، ابتلع مضغته وأردف بترقب :
– وصلنى دعوة من سالم الجواد لفرح حمزة .
تتوقع هذا الخبر وسمعته من قبل وتعلم أنه أتٍ لا محالة ولكن لا تعلم لما تلك العصرة التى اتعــ.صرت قلبها بقوة ،،، وعليها أن تظل ثابتة ،،، ولحسن حظها أنه أكمل بشرود ولم يلاحظ شحوب وجــ.هها وبرودة جــ.سدها :
– بس أنا مش حابب أروح ،،، إنتِ عارفة أنى مش برتاح لحمزة ده ،،، إيه رأيك لو نسافر كام يوم نغير جو في أي مكان ؟
أبتلعت مضــ.غتها وكأنها تبتلع جمرة ملتــ.هبة ثم أومأت تحاول إخراج الأحرف بصعوبة تردف بصوت مختنق :
_ ياريت .
أبتسم لها وأومأ يردف :
– خلاص جهزى نفسك ،،، هاخــ.دك ونطلع أسوان .
إبتسمت بتكلف فطالعها بترقب وظن أن حزنها راجع إلى أمر الإنجاب لذلك عليه أن يلهيها بأي طريقة .
❈-❈-❈
أتى يوم الزفاف
تجهزت القاعة بالتحضيرات المناسبة لتلائم حفل زفــ.اف الإبن الأكبر لسالم الجواد وإبنة شوقي أبو الدهب المدللة .
توافد الجميع ،،، وامتلأت القاعة بشخصيات الطبقة المخملية ،،، نزلت العروس بغرور ظــ.هر على ملامحها ولبــ.اسها الأبيض عــ.ارى الكتــ.فين ،، تشبك في يــ.د والدها الذى يجاورها بإنتصار وسعادة فالآن يستطيع التنفــ.س براحة لقد ترك أمر إبنته في يــ.د رجلٍ لديه ضمير وقناعات وأولويات يفضلها وهى عائلته .
يقف حمزة في بدلته السوداء المنمقة وملامحه الجامدة ينتظر قدومها ،،، لا يتحرك أي شعور واحد ،،، ولا أي شئ ،، أين السعادة التى أخبروه عنها وأين لهفة الزو اج التى سمع بها من معظم الناس !
لثانية تذكر ريتان ليلة زفافها ،،، شكلها، وجــ.هها، وعيــ.نيها ،،، أغمض عيــ.نه يسيطر على المشاعر التى بدأت تنتباه والتى لو ترك لها زمام الأمور لصرخت في وجوه الجميع معلنة عن تمردها وستندلع حرباً شرسة والخاسر فيها قلبه
وصلت إليه فابتسمت له فبادلها مجبراً والتقط كفها ورحب بشوقي ثم تناول يــ.دها بين ذرا عيه وخطى بها أمام أعين الجميع متجهاً إلى طاولة كتب الكتاب .
يتكرر المشهد بإختلاف الأوضاع .
يخشى قدومها ،،، حقا يخشاه ولا يعلم كيف سينظر إلى عيــ.نيها إن أتت لذلك يتمنى أن لا تأتى .
بدأت مراسم كتب الكتاب وبدأت القلوب هنا وهناك تتألم يبدو أن المسكنات لم تكن صالحة .
انتهى المأذون ،،، أنتهى كل شئ ،،، كان وانقضى ..
تم الزفاف وانتهى وغادر حمزة مع مها إلى فيلا والده حيث أشترط أن يقطن مع عائلته بعدما رفض رحلة شهر العسل متحججاً بالأعمال ووافقته في ذلك مها على مضض .
❈-❈-❈
في المحافظة المصرية الساحرة أسوان
في الفندق الذى جاءا إليه ناصف وريتان .
يــ.نام هو على فراشه بعمق بينما هي تجلس على سجادة الصلاة تناجى ربها جهراً بدموعٍ وقلبٍ معذب .
( ياااارب ،،، انت قادر تنزعه من جوايا زي ما دخلت حبه في قلبى ،،، إيه حكمتك يارب في وجع قلبى ده ،،، أروح فين ؟، لا مكان ولا زمان قادر يريحنى يااارب ،،، عارفة إنك رزقتنى براجل كويس ومش هلاقي زيه علشان كدة بترجاك يااارب انزعه من قلبي ،،، إنت شاهد عليا إنى بحاول أكون الزو جة اللى تليق بناصف ،، انا خايفة من احساسي ده اوى ،،، رحمتك يااارب ) .
❈-❈-❈
بعد حوالي شهرين
تجلس مها في الشركة تباشر عملها بجمود .
أتاها إتصال من سالم أن هناك إجتماع هام عليها حضوره .
بعد ساعة يجلس الجميع حول طاولة الإجتماعات ،،، تطلع سالم على مها بلوم وأردف بترقب وهدوء :
– أزاي يا مها ترفضي عرض زي ده ؟،،، شركة marsh شركة معروفة جداً وشغلهم ممتاز ،،، كان المفروض ترجعيلنا ،،، ولا إيه يا شوقي ؟
أردف شوقى بملل وتهكم :
– خلاص يا سالم بقى محصلش حاجة لكل ده ،،، مها أكيد فكرت في مصلحة الشركة ،،، وبعدين هى عملت كدة علشان الشرط الجزائي كان كبير جداً ومقبلوش يتفاوضوا فيه ؟
أردف سالم بحدة بعدما أغضبه حديث شوقي :
– ولو ،،، كان مفروض ترجعلنا بردو ،،، إحنا أسسنا الشركة دي وتعبنا جداً فيها أنا وعيلتى وواجب علينا كشركاء إننا نتناقش كلنا ومافيش هنا حد بياخد قرارات لوحده .
أردفت بإستهزاء ساخرة دون مبالاه :
– بصراحة بقى شغلكوا مش عاجبنى ،،، النظام القديم اللى الشركة ماشية عليه ده محتاج يتغير ،،، ومتنساش يا سالم بيه إن أحنا لينا الأسهم الأكتر وكلامنا هو اللى يعترف بيه .
وقف سالم يطالعها بغضب ويردف بحدة :
– يعنى إيه الكلام ده ؟ ،،، أومال هى شركة إزاي يا مها ،،، متقول لبنتك حاجة يا شوقي ؟ .
وقفت مها تطالعه بحدة وتردف بتعالى :
– بابي ميقدرش يقولي حاجة لأنه عارف إنى صح .
مهاااا .
صرخ بها حمزة الذى كان يتابع بصمت وغضب مكبوت فالتفتت تطالعه فجأة بترقب فوقف يتقدم منها ،،، لقد تعمد الصمت مجبراً ليرى والده الوجه الخفى لمها التى انتقاها بعناية ،،، وقف أمامها يطالعها بعــ.يون حادة ثم أردف محذراً :
– لو شوقي بيه معلمكيش تحترمى اللى أكبر منك فدى مشكلته ،،، إنما أنا مقبلش أبداً إن مراتى تعلى صوتها على أبويا وتكلمه بالأسلوب ده ،، أنتِ فاهمة ؟
طالعته بغضب وصدمة ونظرت لوالدها الذى وقف يردف بحدة :
– حمزة ،،،، أعرف أنت بتقول أيه ؟
أردف بثبات وحدة مماثلة :
– لو سمحت يا شوقي بيه ،،، أنا عارف كويس أنا بقول إيه ،،، أنا بتكلم مع مراتى وياريت حضرتك متدخلش زي ما حصل دلوقتى لما أتكلمت مع بابا .
طالعته بقوة ثم أردفت بغرور وتعالى :
– كل ده علشان أخدت قرار فيه مصلحة للكل ؟ ،،، لعلمك أنا فاهمة كويس أنا بعمل إيه ،،، والنظام ده بتتبعه أقوى الشركات الفرنسية ،،، أنتوا المفروض تشكرونى .
طالعها بضيق وأردف بهدوء إستفزها :
– الشركة ماشية بنظام أجدادى ،،، ومش معنى إن ليكم الأسهم الأكتر ده يديكي الحق تقررى لوحدك ،، لإن ببساطة أنتوا الدخلاء مش إحنا ،، شركة الجواد هتفضل على نظامها ،،، فهمتى ؟
نظرت له بتعمن ثم اندفعت تغادر وتترك المكتب وتبعها والدها بضيق بينما وقف سالم يستوعب ما يحدث بحرج وحزن ،،، أهانته تلك التى ظنها قارب نجاة عائلته المستقبلي في نهر الطمع .
تنهد حمزة بقوة ثم أتجه إليه يربت على كتــ.فه ويقترب من أذ نه هامــ.ساً بنبرة خالية من الراحة :
– فعلاً يا بابا كان معاك حق ،،، زو جة مناسبة ليا جداً .
غادر الغرفة وتركه امام إبنه مراد يبتلع الإهانة التى تعرض لها من مها .
❈-❈-❈
في شقة ريتان
تجلس مع ناصف تتناول طعام الغداء .
تنهدت بتوتر لا تعلم كيف تبدأ حديثها .
نظر لها بطرف عيــ.نه وأدرك حاجــ.تها على التحدث فأردف متسائلاً :
– مالك يا ريتان ؟ ،،، عايزة تقولي حاجة ؟
زفرت وطالعته بعمق ثم تحدثت بترقب :
– ناصف هو أنا ينفع أشتغل ؟
تعجب من طلبها ثم أردف بهدوء :
– ليه ؟ ،،، أكيد السبب مش مادي ؟
هزت رأسها متتالية ثم أردفت بتروى :
– لا خالص ،،، بالعكس ،،، بس بما أنى طول اليوم لوحدى ومافيش حاجة اعملها وبفضل استناك باقي اليوم ،،، خليني أنزل أدور على شغل مناسب ،،، أنا حابة جداً التدريس والأطفال ،،، أنا كنت قدمت في كذا مدرسة خليني أنزل أشوف يمكن كلمونى على الرقم القديم ،،، أكيد ميعرفوش إنى غيرته ؟
طالعها بعمق وصمت ،،، لن يسمح أبداً بذلك ،،، وقف فجأة ثم دنى يقــ.بل جبــ.هتها بهدوء وأردف بنبرة هامسة غريبة أرعــ.شتها وأخافتها :
– أنسى موضوع الشغل خالص يا ريتان ،،، إنتِ مرات ناصف السوهاجى .
تركها وجمع أغراضه وأردف قبل أن يغادر :
– لو حابة كلمى بسمة تيجي تسليكي شوية ،،، سلام يا حبيبتى
ودعها وجلست تتطلع على أثره بتعجب ،،، لما اهتزت هكذا من نبرته؟ ،،، أول مرة ترتــ.عش من حديثه هكذا ؟ ،،، هل بدأ يتغير بسببِ موضوع الحمل يا ترى أم هيأ لها ؟
❈-❈-❈
بعد شهر
في النادى حيث قرر ناصف إصطحاب ريتان معه بعد أن أدرك صمتها وقلقها لها منذ إعتراضه عن عملها ،، عليه أن يعود معها كما كان عليه أن يثبت لها أن هذا الوضع لن يؤثر عليه .
ترجل من سيارته يتمــ.سك بكــ.فها وخطى معها للداخل .
أتجه إلى مكان تجمع رفقاته الذى لم يراهم منذ فترة ،،، تفاجأ بوجود مها أيضاً تجلس تستريح بعد ممــ.ارسة رياضة التنس المفضلة لديها .
رأتهما فانتابها الحقد من هيأتهما وسعادتهما التى تستنكرها على إبنة السائق .
تبادلوا السلام وأبتعد ناصف عنهم قليلاً وسحب مقعد لريتان تجلس عليه ثم جلس بجوارها وطالعها مبتسماً يردف متسائلاً :
– تحبي تشربي إيه ؟
ابتسمت له قائلة بالقليل من الراحة فهى كانت تود كثيراً الخروج من هذا المنزل :
– أي عصير فريش .
كانت مها تتابع حركاته معها بعــ.يون منثقبة عليهما والغيظ يتآكلها ،،، مستنكرة على أبنة السائق تلك الحياة السعيدة التى تعيشها بينما هى أبنة الحسب والنسب تكن تلك حياتها ،،، فمنذ زواجها من حمزة وهى لم تبذل جهد معه مثلما كانت تفعل في خطوبتهما ،،، لقد تركت التحدى بمجرد حصولها عليه ليبادر هو ولكنها تفاجئت من لا مبالاته معها ،،، أصبح فقط يهتم بعمله وتوسيع شراكته وعائلته الذى إتضح أنه يحبهم اكثر من أي شئ ،،، فكلما حاولت أظهار مقوماتها والتمــ.تع بصلحياتها أمامهم كإبنة شوقى أبو الدهب وقف لها بالمرصاد .
تناولت هاتفها وطلبت حمزة الذى أجاب وهو في شركته يعمل ليلاً ونهاراً او يهرب ،،، أجاب بنبرة رسمية :
– أيوة يا مها ؟
أردفت بضيق :
– طبعاً هتقول إنك مشغول مع إن النهاردة مافيش أي اجتماعات ولا توقيعات مهمة ..
تنهد بقوة وأردف وهو يعبث بحاسوبه :
– يا مها شغلى غير شغلك ،،،، قولى اللى عندك وبلاش نتخانق .
زفرت بحنق وقالت :
– أنا في النادى وزهقت من القاعدة لوحدى ،،، ينفع تيجي شوية ؟
– تنهد يفكر قليلاً ،،، برغم تعاليها عليه وعلى أسرته منذ أن دلفت منزله واستهتارها بمشاعر الآخرين وعدم إحترامها لقرارات والده أمامهم إلا أنه دائماً لم يكن الطرف المعقد في تلك العلاقة .
أردف بقبول وترقب:
– تمام يا مها ،،، نص ساعة وهكون عندك .
إبتسمت بخبث وأردفت وهى تتطلع على ناصف وريتان المنسجمان كما هيأ لها :
– تمام هكون في انتظارك .
أغلقت معه وشردت تفكر في خطط لتنفذها أمام أعين الجميع عندما يأتي زوجها فهى تسعى لإقناعهم أن حمزة الجواد لا يستطيع مقاومة سحرها عليه وتتباهى امامهم بأنها مدللة وتعيش معه اسعد اوقاتها .
❈-❈-❈
في الشركة يجلس سالم خلف مكتبه .
طرق مراد الباب فأذن له فدلف يطالعه بتوتر .
رفع سالم نظره له ثم أردف :
– تعالى يا مراد .
أومأ مراد ودلف يجلس أمامه وصمَت لا يعلم من أين يبدأ .
تساءل سالم بهدوء :
– قول اللى عندك يا مراد .
تنهد مراد وأردف بتروى :
– بصراحة يا بابا أنا قررت أخطب .
تمعن سالم في عيــ.نه ثم ابتسم وأردف :
– تمام ،،، كويس جداً ،،، عايز تخطب مين ،، قولى إسم والدها وأنا أتكلم معاه ونخطبهالك .
تنهد مراد بتوتر ملحوظ ثم قال :
– أسمه سمير عبد العال .
شرد يفكر ويضيق عيــ.ناه ثم أردف:
– سمير عبد العال ؟ ،،، مش فاكر الأسم ده ،، هو بيشتغل إيه ؟
أردف مراد بترقب :
– هو مدرس ..
إحتدت نظرته وطالع أبنه بجمود يردف :
– مدرس ؟ ،،، مرتبه كام يعنى ؟ ،،، أسرة متوسطة مش كدة ؟ .
زفر مراد بضيق من حديث والده وقناعاته التى لم تتغير أبداً ثم أردف بهدوء ليحاول إقناعه :
– بابا لو سمحت بلاش الأسلوب ده ،،، أيوة مدرس محترم وأسرة متوسطة ملتزمة وبنت مشوفتش في أخلاقها ،،، يبقى إيه المانع ؟.
أردف سالم بحدة وتفكيره لم يتغير أبداً حتى بعد معاناته من تلك العروس المختارة بعناية :
– المانع إن الحياة طبقات ،،، وإنت من الطبقة العالية ولازم تختار من نفس مكانتك ،،، أعتراضي مش على شخصه أو وظيفته أو أو ،،، كل ده أصلاً ميهمنيش ،،، أنا معترض عن عدم التكافؤ المادى ،،، أنت إبن سالم الجواد ولازم تناسب عيلة من نفس مستواك ،،، أختار أي واحدة وشاور عليها وأنا هخطبهالك من الصبح لو عايز ،،، بس من نفس مستواك يا مراد .
وقف مراد يردف بعصيان :
– بس أنا بحبها يا بابا ومش هتجوز غيرها .
وقف سالم وأردف بغضب معترضاً بشدة :
– يبقى الأحسن متتجوزش خالص ،،، إتفضل على مكتبك .
طالعه مراد بصدمة وتعجب ثم أردف غاضباً :
– حضرتك بتعمل كدة ليه ؟ ،،، أنا مش حمزة علشان أرضى وأقولك حاضر ،،، أنا بحبها ومش هتخلى عنها .
اقترب منه وأردف بغضب هامــ.ساً :
– يبقى هقولك اللى قولته لأخوك قبل كدة ،،، متخلنيش أقطع عيشهم واقفلهم بالمرصاد في أى حاجة يعملوها ،،، أوعى تفكر تعصانى يا مراد ،،، وقتها أنا أقدر أخليها تكرهك وتبعد عنك ،،، البنات دي زى الحشرات بيتلموا حوالى الحاجة الحلوة يسحبوا عسلها وبعدين يختفوا ،،، فكر كويس ،،، مش هقعد على سفرتى حد أقل منى .
نظر له ذاهلاً من طريقة تفكيره وأردك أن الأمر ليس بهين مثلما ظنه ولكنه لن يستسلم .
التفت يندفع إلى مكتبه بضيق ،،، لقد ظن أن والده سيغير رأيه خصوصاً بعدما رآى أفعال أبنة شوقي أبو الدهب الغير محتملة مع أسرته ،،، ولكن يبقى رأس سالم الجواد صخراً لا يلين .
❈-❈-❈
وصل حمزة إلى النادى وصف سيارته وترجل يخطى بإتجاه الكافيه التى تنتظره به مها .
دلف يتلفت بحثاً عنها ولكنه تفاجأ بوجود ريتان وناصف يتحدثان بصوتٍ خافت بينهما .
شعر بالضيق وانحبست أنفــ.اسه وكاد أن يتجاهلهما لولا أن ناصف رآه فناداه يردف مرحباً :
حمزة ؟ ،،، أزيك ؟
زفر حمزة واتجه يرحب به بضيق ثم نظر لريتان التى لم تنظر إليه وأردف بهدوء ونبضٍ خفي :
– أزيك يا ريتان .
أردفت دون النظر في عيــ.نه :
– الله يسلمك .
تنهد ولف نظره يبحث عن مها فقال ناصف :
– مها كانت قاعدة دلوقتى مع الشلة ،،، يمكن راحت صالة التنس .
أومأ له وأردف قبل أن يغادر :
– تمام عن اذنكوا .
غادر يلتقط أنفاسه ،،، لم تنظر إليه ،،، تجاهلته وهذا يشعل صــ.دره ويحــ.رقه ،،، ليتها تسامحه ليطمئن .
إتجه إليها ووجدها كما قال ناصف تمــ.ارس لعبتها المفضلة ،،، رأته فتجاهلته وأكملت لعبتها دون الإكتراث له بينما هو جلس في المدرج ينتظرها إلى أن تنتهى .
بعد حوالى نصف ساعة أنتهت وخرجت تتأفأف بضجر ثم طالعته وأردفت :
– أنا زهقت ،،، خلينا نروح .
طالعها بتعجب ثم تساءل من بين اسنانه بغضب:
– ولما إنتِ زهقتى ليه طلبتى منى آجي ؟
هزت كتفيها بملل تردف بلا مبالاة :
– عادى ،،، مكنتش متوقعة إنك هتيجي أصلاً ،،، وبعدين no problem لو عايز تلعب دور أستناك .
نظر لها بشك وأردف وقد فهم عليها :
– أنتِ شوفتى ناصف وريتان صح ؟
زفرت وقلبت عيــ.نيها فتابع يومئ بضيق :
– علشان كدة طلبتيني ؟ ،،، منظر بس يعنى ؟
ظهر غضبها وأردفت بحدة مبالغٍ فيها :
– قصدك إيه يعني يا حمزة ؟ ،،، قصدك أنى غيرانة ؟ ،،، أنت متخيل إنك بتكلم مها أبو الدهب ؟ ،،، أنا لما اعوز حاجة يكفى إنى أشاور بس،،، لكن أنا بحب معظم الوقت أكون متواجدة لوحدى ،،، وبعدين تانى مرة لو سمحت بلاش تتكلم بالأسلوب ده ،،، وأعرف كويس أنت بتشبه مين بمين .
تركته وغادرت تبدل ثيابها بغضب بعدما فهم مخططها لذلك إحتدت كي تدارى حقدها الظاهر على تلك إبنة السائق كما تنعتها .
وقف يتطلع على أثرها بغضب من نفسه لا منها ،،، يدفع ثمن خطأ كلفه الكثير ،،، كل ما يحدث الآن حدث بفعل أخطاء ارتكبها هو ،،، ظلم نفسه وظلم تلك التى بدأ يتأكد أنه لن يجد مثلها أبداً ،،، فلتكون هذه الزو جة عقابه ولتعيش ريتان في سعادة ،،، فكل منهما يستحق ما يحدث معه ،،، إلى الآن لم يرى من ناصف ما كان يظنه ،،، إلى الآن راحتها تطمئنه حتى لو يحتــ.رق ..
زفر وخطى للخارج بينما كانا قد غادرا ناصف وريتان إلى شقتهما .
❈-❈-❈
في اليوم التالى
عاد حمزة من عمله ودلف غرفته يلقى السلام على تلك الجالسة تندمج على حاسوبها .
رفعت رأسها تطالعه للحظة وتبتسم ثم عادت تنظر لحاسوبها دون الإكتراث له .
زفر وخطى للحمام ليبدل ثيابه ثم عاد بعد قليل يقف جانباً على سجادة الصلاة يؤدي القيام .
رفعت عيــ.نيها خفيةً تتطلع عليه وهو يصلى ،،، هيأته تشغلها ،، حركاته وأفعاله وهيبته ،،، ولكن يكفيها ما قدمته في فترة الخطوبة ،،، الآن تضمنه وتضمن وجوده وعليه هو أن يدفع تمن ما قدمته مسبقاً ،،، ربحت التحدى فلتنــ.زع عنها قناع التنازل وتظــ.هر في ثوب التعالى مجدداً .
إنتهى وإتجه يتمدد مجاوراً ثم نظر لها وأردف بترقب :
– بتعملى ايه يا مها ؟
أردفت بشرود وهى تنظر لحاسوبها :
– بحاول أتواصل مع شركات خليجية معروفة ،،، هتبقى صفقة حلوة أوى لو أتعاملنا معاهم .
أبتسم ساخراً ثم أغلق عيــ.نه وأردف :
– طيب لو سمحتِ إطفى النور من جنــ.بك .
مدت يــ.دها تغلقه ثم أكملت ما تفعله بحماس بينما هو ذهب في ثبات عميق بإرادته .
❈-❈-❈
بعد أيام في مكتب ناصف
دلفت سكرتيرته تردف بإحترام :
– ناصف بيه ؟ ،،، فيه شخص وصل الظرف ده لفرد الأمن اللى تحت وطلب منه نوصله لحضرتك .
تعجب ناصف ومد يــ.ده يلتقطه وأردف بتساؤل :
– مين الشخص ده ؟ ،،، وإزاي الأمن ياخد منه حاجة من غير ما يعرفه ؟
أردفت السكرتيرة بتوتر :
– مش عارفة يا ناصف بيه ،،، هو قال إنه سلمهوله ومشي علطول ،،، لو تحب حضرتك انادي له ؟
أشار لها أن تغادر بصمت وبالفعل غادرت وتمــ.سك هو بالظرف يقلــ.به ثم فتحه ليخرج محتوياته التى لم تكن سوى صور قديمة تم التقاطها مسبقاً لحمزة وريتان عندما كان يحدثها أمام الجامعة وأمســ.ك معصمها ليوقفها .
وكُتِب خلف إحدى الصور ( تفتكر يوم فرحك وقت كتب الكتاب بالضبط ريتان قالت الكلام ده ليه ؟ ،،، افتكر كويس ليه يومها حمزة مشي وساب الفرح ؟ .
طيب مسألتش نفسك ريتان وافقت بسرعة على طلبك واتجــ.وزتك خلال أسبوع ليه ؟ .
أسأل مــ.راتك وهى هتجاوبك )
رآى وقرأ وأحتدت ملامحه ،،، حبست أنفــ.اسه وظهرت نظرته الحقيقية التى سعى ليخفيها ولكن هناك من لا يتركه أن يعيش بسلام ،،، أنفاسه اثقلت وبدأ يفك ربطة عنقه وهو يتذكر ليلة فرحه وبدأ عقله يجمع الخيوط جميعها ،،، ما زال يتطلع على الصور ،،، إنقشع القناع البرئ للثعلب وها هو يقف ويأخذ ما وصله ويغادر مندفعاً دون نطق حرف .
نزل ووقف على باب الشركة يردف بجمود وغضب مخيف محدثاً فرد الأمن :
– مين اللى ادالك ده ؟
أردف الأمن بتوتر :
– معرفش يا ناصف بيه ،،، هو شاب سلمه ومشي علطول .
أردف بتوعد قبل أن يستقل سيارته :
– حسابك معايا لما أرجع .
❈-❈-❈
في تلك الاثناء كانت ريتان تتحدث مع كاريمان مردفة :
– إنتِ صح يا كارى ،،، أوعى تعلقي نفسك بيه ،، متغلطيش غلطتى .
تنهدت كارى تفكر في أفعال مراد معها التى لا أرادياً شغلتها مؤخراً ثم أردفت :
– أكيد يا ريتان معاكى حق ،،، بس ليه بيعملوا كدة ؟ ،،، ليه بيتعمدوا يعلقونا بيهم طالما هما مش قد قرارتهم ؟ ،،، أنا لولا سناء وطيبة قلبها وكلامها الحلو عن إخواتها ومامتهم كنت شكيت ،،، بس فعلاً مستغربة .
زفرت ريتان وأردفت بضيق :
– شغلتهم اللعب بالقلوب ،،، أوعى يا كارى ،،، أوعى تصدقيه .
أردفت كارى مطمئنة :
– متقلقيش يا ريتا ،،، دلوقتى قوليلي ناصف عامل معاكى ايه ؟
تنهدت ريتان بعمق تفكر قائلة :
– كويس يا كارى ،،، كويس جداً ،،، بيتعامل معايا حلو أوى ،،، موضوع الحمل ده مش بيتكلم فيه نهائي ومراعي مشاعرى فيه .
أردفت كارى بترقب :
– طيب إيه رأيك يا ريتان لو اتكلمتى معاه وغيرتوا الدكتور ده ؟ ،،، يعنى مش من كلام دكتور واحد تستسلموا كدة ! ،،، وبعدين لسة بدرى ،،، يعنى مافيش داعى تقلقي ؟
أردفت ريتان بتعقل :
– لو كان الوضع طبيعي يا كارى مكنتش قلقت ،،، إنما فيه تحاليل وفحوصات أثبتت إن عندى مشكلة ،،،، أنا منتظرة أشوف الأدوية ولو فعلاً الوضع أستمر كدة أنا مش هلزمه يتحمل طبعاً ،،، من حقه يكون أب ،،، وقتها يقدر ياخد القرار اللى يناسبه وانا مش هعترض .
شهقت كارى وأردفت معنفة :
– يعنى إيه يا ريتان ؟ ،،، هتخلى جــ.وزك يتجــ.وز عليكي ؟
أردفت باستسلام وحزن :
– أو هطلب الطلاق ،،، حقه يا كارى ،،،، وقتها هيبقى حقه ،،، مش معقول أحرمه انه يكون أب ؟ ،،، هبقى أنانية وقتها .
فتح باب شقتها فجأة واندفع ناصف يطالعها بغضب مردفاً بشك :
– بتكلمى مين ؟
انتفضت تطالعه بصدمة مردفة وهى تتمــ.سك بالهاتف:
– ناصف ؟ ،،، فيه إيه ؟
أسرع إليها ينزع عنها الهاتف ويضعه على أذنه مردفاً :
– مين معايا ؟
أردفت كارى متعجبة من نبرته :
– أنا كاريمان يا ناصف ! .
أغلق الهاتف والقاه على الاريكة والقى معه الظرف ثم مال يحبــ.سها مكانها ويستند بذر اعيه على يــ.دِ مقعدها مردفاً بعــ.يون سوداء حادة ونبرة مخيفة :
– إيه اللى بينك وبين حمزة الجواد ؟
جحظت عيــ.ناها وطالعته بخوف وصدمة فصرخ في وجهها مردفاً بعيون حالكة :
– اااانطقي .
انتفضت ترتعش وتهز رأسها بذهول مرددة :
– مافيش حاجه ولا أي حاجة ،،، أيه اللى انت بتقوله ده يا ناصف ،،، جبت الكلام ده منين ؟
مد يــ.ده يتناول الظرف ثم القاه عليها بحدة مردفاً بحدة وجنون يحذرها بسبابته :
– تحكى كل حاجة ،،، وإلا هتشوفي الوش اللى مش عايزه يظهر .
طالعته بذهول ومــ.سكت الظرف تفتحه وتخرج ما به لتبدأ تنظر للصور بصدمة وحسرة وتهز رأسها بينما هو تمــ.سك بالصورة المكتوب عليها ولفها بقوة يهزها بعنف مردفاً بصراخ أمام وجــ.هها وكأنه شخصاً آخر تماماً عن زو جها :
– جااااوبي على الاسئلة يا هانم ،،، جاااااوبي حالاااا .
زاد ارتعاش جــ.سدها وهى تقرأ الكلمات وبدأت عيــ.نيها تذرف الدموع مرددة بخوف ودموع :
– مافيش حاجة يا ناصف صدقنى ،،، كل ده كلام محصلش ،، أنا معملتش حاجة .
نظر لعــ.ينيها بعمق فرآى بريقاً تحاول جاهدة إخفاؤه ،، هز رأسه وأردف بفحيح مرعب :
– كذابة ،، إنتِ كنتِ بتحبيه ! ،، عيــ.ونك فضحاكى طول الوقت وانا كنت غبي .
شهقت وأردفت ناكرة بخوف وببكاء :
– لاااء ،،، صدقنى يا ناصف أنا دخلت حياتك وأخلصت ليك ومش بفكر في أي حاجة تانية غير أنى أسعدك يا ناصف ،،، أنت إزاي تصدق كدة عنى ؟
لم يعد يصدق ما تقوله ،، لم بعد يسمع شئ ،، لقد تحول إلى ما لا يريد ،،، مد يــ.ده يقبض على خصــ.لاتها بقوة ويقربها منه ثم همــ.س عند أذ نها بنبرة مرعبة :
– الأحسن إنى مصدقش ،،، لو صدقت متعرفيش أنا ممكن أعمل إيه .
أفلتها فارتدت تطالعه بذهول وتألم ،،، من هذا الذي يقف أمامها ؟ ،،، وما تلك الصور وهذا الكلام ومن أرسلهم أليه ؟
وقف يطالعها بعيــ.ون سوداء وأردف بحدة :
– من هنا ورايح مافيش خروج من البيت ومافيش موبايل ،،، كفاية عليكي أوى التليفزيون ،،، موضوع شغلك ممنوع وبيت أبوكى هتروحيه مرة واحدة كل شهر ومعايا ،،، من هنا ورايح هنتعامل بنظام جديد ،،، مكنتش حابب كدة بس أنتِ تستاهلى .
تركها والتقط هاتفها وغادر يصفع الباب خلفه بقوة ويغلق عليها من الخارج .
جلست مكانها متصــ.لبة إلا من دموعها الجارية ،،، ما زالت في صدمتها ،،، لم تستوعب بعد أن ما حدث حقيقة ،،، ظنت أنها تحلم ،،، ظنت أنها ترى كابوس سيئ .
ستحاول التحدث معه مجدداً عند عودته ،،، محق في ما يفعله بعدما رآه وقرأهُ لذلك ستتحدث معه ليعود إلى طبيعته .
❈-❈-❈
بعد يومان تركها في الشقة بمفردها حبيسة ولم يأتى فيهما حتى كادت تجن بينما هو ظل في إحدى الفنادق .
يفتح باب شقته ودلف يغلق خلفه وينظر في الأرجاء بحثاً عنها .
لم يجدها فخطى لغرفته فوجدها تقف تؤدي فرضها بخشوع .
سحب نفــ.ساً قوياً ثم اتجه يجلس على طرف الفراش ينتظرها إلى أن انتهت وجلست مكانها تهدئ من أنفــ.اسها المتسارعة .
أردف بهدوء مخيف :
– تعالى .
ارتــ.عبت وزاغت أنظارها من خلفه ،، تنهدت بقوة ثم إلتفتت تقف وتأخذ سجادتها وتضمها لصــ.درها بحماية دالة على توترها ثم تقدمت وجلست على المقعد المجاور تطالعه بعمق وتردف :
– عايز ايه تانى يا ناصف ؟ ،،، ولا هتقول إيه ؟ ،،، هتقول إنك سبتنى هنا زي المسجونة ومشيت بعد ما صدقت شوية صور عنى وعن معاملتى ليك ؟ ،،، عملت كدة ليه يا ناصف ،، معقول أنت ناصف اللى اتجــ.وزته ؟
إبتسم ساخراً ثم طالعها بعيون حادة وأردف :
– فعلاً بجحة .
صُدمت من كلمته وهزت رأسها بذهول وانتفضت من مكانها تردف بفيض :
– مين اللى بجحة ؟ ،،، أنا ؟ ،،، ليه بتقول عنى كدة ؟ ،،، شوفت منى إااايه ؟ ،،، جايبلي صور من قبل ما أعرفك وكلام مكتوب سهل أن أي حد يكتبه واتعاملت معايا كأنى خنتك ؟
فجأة انتفض يسرع اليها ويجــ.ذبها من حجابها بقوة فانحنت متألمة وحاولت فك قيدها منه ولكنه كان أقوى ورفعها يهمــ.س بفحيح مرعب :
دانا كنت قتلتك ،،، فااااااهمة ،،، لو حتى كنت عرفت إنك كلمتيه كلمة واحدة بعد جوا زنا كنت قتلك .
نفضها بقوة فسقطت فوق الفراش تبكى مرتدة ثم التفتت إليه واعتدلت مسرعة تقف أمامه مردفة بقوة ودموع :
– طلقنى ،،، سايبنى على زمتك ليه ؟ ،،، أنا حتى مش هخليك أب ،،، يبقى طلقنى .
ضحك ساخراً كالمجنون وهى تطالعه بتعجب وخوف ثم نظر لها بقوة وأردف :
– مستحيل ،، مستحيل اطلقك ،،، انتِ هتطلعى من هنا على قبرك .
ذُهلت من ما تسمعه وهزت رأسها تردف بعدم استيعاب :
– لااا ،، مش ممكن ،، مستحيل تكون انت ناصف ،، مستحيل .
ابتسم ساخراً يفتــ.ح ذرا عيه مردفاً:
– بالعكس ،،، أحب اعرفك بنفسي ،،، أنا ناصف السوهاجى الحقيقي ،،، إنما اللى كنتِ بتتعاملى معاه ده واحد كان موجود لفترة وسافر خلاص ،،، اتبخر مبقاش موجود ،،، من هنا ورايح أنا بس اللى موجود ،،، وهعلمك درس كويس أوى إنك متتجوزيش حد متعرفهوش كويس وتفكرى قبلها كويس جداً .
وضعت يــ.دها على فــ.مها بحسرة ،،، ابتلعت لعابها تحاول التحلى بالهدوء والتفاهم مجدداً مردفة :
ناصف اسمعنى ،،، حمزة كا .
متنطقييييش اااسمه .
صرخ بها بطريقة جنونية فانتفضت تبكي وتومئ عدة مرات مردفة بخوف وكذب :
– تمام ،،، هو كان عايز يتقدملى والده رفض وانتهى الموضوع على كدة .
ضحك يردف بجنون ويومئ :
لأنك بنت سواق مش كدة ؟
نزلت دموعها تهز رأسها تترجاه أن لا يكمل ما يؤلمها ولكنه تابع بقسوة :
– لأنك مش من قيمته !،،، طب ماهو معاه حق ،،، مانا أخترت بنت سواق وطلعت مش من قيمتى .
وضعت كفــ.يها على أ ذنيها تسدهما وأغمضت عيــ.نيها تردف بقهر :
– طلقنى ،،، طلقنى ومتتكلمش كدة ،، مستحيل تكون حبتنى زي ما قولت .
أردف ببرود قاسي :
– أنا مبحبش إلا نفسي ،، وزى ما قولتلك ،، أنتِ مش هتطلعى من هنا غير على قبرك .
خرج وتركها واتجه ليغادر فاسرعت خلفه تمنعه حتى لا يتركها حبيسة ،، لحقته عن الباب فتمــ.سكت بيــ.ده مردفة بترجي :
– ناصف لو سمحت متحبسنيش هنا وتسبنى ،،، أهلى هيسالوا عليا وهيقلقوا .
دفعها بعيداً دون الإكثرات لما سيحدث معها وخرج وأغلق الباب مجدداً عليها لتضرب على الباب بعنف وتصرخ ولكن لا أحد يسمعها فشقته في مكان شبه خالى .
❈-❈-❈
في اليوم التالى ذهب ناصف متعمداً إلى النادى ليرى مها ،، تأكد انها من ارسلت تلك الصور ولكنه سيدعى التجاهل تماماً وكأنه لم يراها .
رآها تجلس على إحدى المقاعد فتجه يجلس مجاوراً ويلقى السلام مدعياً الحزن والشرود .
ردت سلامه ونظرت لملامحه بترقب ثم تساءلت بخبث لتصل إلى مبتغاها :
– مالك يا ناصف ،،، إنت كويس ؟
تنهد بقوة وأومأ يردف بحزن خبيث :
: كويس يا مها ،، كويس .
تعجبت واعتدلت تردف متسائلة بترقب :
– لا طبعا مش كويس ،،، فهمنى في ايه ؟.
طالعها بعمق ثم أردف بخبث لتأكيده أن المعلومة ستصل :
– هقولك يا مها بس أوعديني متقوليش لأي حد ،،، خليها بينا ؟
تهللت أساريرها واردفت بحماس :
– قول يا ناصف فيه إيه ومتقلقش .
زفر وتابع يطالعها بعمق :
– للأسف ريتان عندها مشكلة في الحمل ،،، مش هتقدر تحمل في الوقت الحالى .
شهقت تطالعه بصدمة ثم تحولت لتشفى مخفي ظــ.هر في عيــ.نيها ورآه ثم أردفت :
معقوول ؟ ،،، طيب أكيد فيه حل ؟
أومأ وأكمل بحزن مصطنع :
– فيه حل أكيد ،،، وأنا عمرى ما هتخلى عنها ،،، أكيد هلاقي حل ،، أنا بحبها جداً ومش هنستسلم .
شردت تفكر بغيظ بينما هو طالعها بقوة وأردف بترجى :
بس أوعى يا مها تعرفي حد ،،، أنا جيت من الدكتور على هنا ومش عارف أصلا هبلغها أزاي .
مدت يــ.دها تربت على يــ.ده وأردفت بمكر :
– طبعاً يا ناصف أطمن ،، عمرى ما هقول .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى