روايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثالث 3 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثالث 3 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الجزء الثالث

رواية للعشق وجوه كثيرة البارت الثالث

للعشق وجوه كثيرة
للعشق وجوه كثيرة

رواية للعشق وجوه كثيرة الحلقة الثالثة

كثيرًا ما نخلط بين الصدفة و القدر
الصدفة هي عبارة عن حدث مميز كـ إلتقائك بشخص ما في زمان ومكان غير متوقعين .
أما القدر فهو تِكرار الصُدف بطرق مختلفة.
تُرى هل كان لقائنا مجرد صدفة ام قدر ؟
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
التفت كلًا من علي و مازن إلى الشخص القادم من الخارج فتفاجئ مازن بتلك الحورية كما اسمهاها تدخل من باب المنزل فتسمر في مكانه مدهوشًا
أما علي الذي ما إن رأى ملامح كارما حتى علم انها كانت تبكي فاندفع تجاهها محاوطًا وجهها بيده قائلًا بلهفه
_ كارما انتِ كويسه يا حبيبتي؟؟
صدم مازن عند ذكر اسمها هل يمكن أن تكون تلك الجميله هي مدللته الصغيرة التي كان يعشقها منذ ولادتها عندما وضعتها والدته بين يديه فكان عمره حينها لا يتجاوز الثامنه..
أيعقل أنه عندما رآها لم يستطع التعرف عليها ؟
و لم لا فهو قد تركها عندما كانت في العاشرة بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له أسرته !
فلا يزال يتذكر دموعها في المشفى عندما كان يودعهم ذاهبًا مع خالته صفية إلى القاهرة
فهو قد تعرض لصدمة عصبية بعد وفاة أبويه إثر تعرضهم لحادث اختناق نتيجة تسرب الغاز داخل شقتهم و هم نائمين و لسوء الحظ فهو لم يكن موجودًا و عندما عاد كان الله قد استاد امانته فسقط في الحال مغشيا عليه وعندما استفاق وجد خالته صفية بجانبه باكية
فتذكر على الفور مصيبته فتشبث هو الآخر بصفيه بشدة و التي بدورها رفضت تركه في الاسكندريه وأصرت ان يأتي للعيش معها و قد كان.
تذكر حينها مشاغبته الصغيرة التي كانت ممسكه بقميصه بشدة ترفض مغادرته فكان يتمزق بداخله فهو لا يقدر على فراقها و لكنه لن يحتمل البقاء في ذلك المكان الذي شهد على فراق أعز الناس على قلبه فربت مازن علي ظهرها وهمس في أذنها
بخفوت
” سكرتي ؟”
كارما بحزن من بين قطراتها
“متسبنيش و تمشي ”
مازن بألم شديد من مظهرها و كلماتها التي تقتله
” غصب عني. و بعدين مين قالك اني هسيبك انا بس هبعد شويه و هاجي اخدك لما تكبري و هجبلك فستان جميل زيك كدا ”
كارما ببراءة
“و انت هتلبس بدله و تيجي تاخدني زي الأمير ما اخد سندريلا و عاشوا سوا في تبات و نبات ”
مازن بحنو
” ايوا هاجي أخدك زي الأمير ما اخد سندريلا و إن شاء الله هنعيش سوا في تبات ونبات ”
كارما بحزن
” طب انت هتبعد قد ايه عشان انت هتوحشني و كمان مين هيبقي شيكولاته ؟”
مازن بألم و دموع تهدد بالهطول
” اوعدك لما اجي اخدك هجبلك شيكولاته كتييييير معايا ”
كارما ببراءة
” اوعدني و شاور علي قلبك ”
فعل مازن رجاءها الصغير و قلبه يرتجف ألما تجلي في نبرته حين قال
“اوعدك ….”
ثم تخلص من يدها الممسكه بقميصه و ذهب بدموع تهدد بالهطول مودعا رفيقه على ووالدته فاطمة و صغيرتهم غرام و ذهب مع خالته صفية الي القاهرة
و ما ان وصل الي السياره حتي انفجر تاركًا لدموعه العنان علها تريح قلبه الذي حُكم عليه باليتم طوال حياته و ايضا البعد عن صغيرته و لكن ليس بيده شئ. فما حيلة القلب إذا كان الحزن قدره؟
فاستفاق من شروده على صوت على الذي كان يتحدث مع شقيقته معاتبًا
” مش قولنا متروحيش هناك لوحدك تاني افرض كنتِ تعبتي و لا حاجه ”
اما عند كارما فقد صُدمت بشدة عندما وجدت هذا المعتوه كما اسمته في منزلها فهي بعد ان تركته ذهبت بسيارتها مسرعه حتي وصلت إلي مخبأ اسرارها و حامل همومها البحر .
فجلست تبكي لساعات دون ان تدري مرور الوقت فكلماته آلمتها بشدة و لكن لما يراودها شعور بأنها تعرفه فرائحته اضفت الى قلبها شعور غامض اهو الأمان؟
فتذكرت عندما كانت أمامه فشعرت بأن هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها معه عند هذه النقطه دق قلبها بعنف و زحفت الدماء الى وجنتيها. فنهرت نفسها قائله
” ايه يا ست كارما هانم انتِ هتخيبي و لا إيه دا واحد سافل و مش محترم و عمرك ما هتشوفيه تاني.”
فصدح سؤال بعقلها قائلا
“هو انا فعلًا مش هشوفه تاني!؟”
فلملمت شتات نفسها سريعًا ونظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الي الواحدة ظهرا فانتفضت قائله بذعر
” يا خبر زمان البنات خلصوا و ماشيين اما اروح الحقهم اخد منهم المحاضرات الي فاتتني النهاردة ”
فاستقلت سيارتها متجهة الي جامعتها غافله عما يخبئه لها القدر…!
ترجلت كارما من سيارتها باحثه بعيونها عن زميلاتها فاصطدمت بذلك المعيد ماجد الالفي.
فقال مازن بلهفه
” كارما انتي فين مجبتيش النها…؟”
فُصدم عندما رأي عيونها الباكيه فاستطرد قائلا
” مالك؟ انتي كويسه؟ حد زعلك؟ معيطه ليه؟ ”
فنظرت له كارما بسخط فهيا تعلم اعجابه بها
فردت متجاهله جميع أسئلته
” دكتور ماجد عن اذنك عشان بدور عالبنات و مستعجله”
ثم همت بالرحيل فقام ماجد بالوقوف امامها مجددًا قائلًا
” طب طمنيني عليكِ. ”
كارما بملل
“كنت تعبانه شويه و بعدين بقيت كويسه. متشغلش بالك. ”
ماجد برجاء
” طب ممكن رقمك عشان اتصل اطمن عليكي ؟”
فاغتاظت كارما و ما ان همت بالرد حتى جائها صوت صديقتها سهي مناديه
“كوكي.. كوكي ”
فالتفتت كارما و لوحت لها و نظرت لماجد قائله بسخط
” عن اذنك اصحابي بينادوني.”
و لم تعطه فرصه للرد فتركته مسرعه واخذت محاضراتها الفائته و تركت زميلاتها و ذهبت الي البيت فتفاجئت بذلك المعتوه يقف أمامها بداخل منزلهم.
تجاهلت وجوده كليًا و وجهت انظارها لعلى قائله بهدوء
“متقلقش يا علي انا كويسه بس بابا كان واحشني اوي و كان نفسي اروحله و كالعاده نسيت نفسي هناك و بعدين حصل موقف رخم مع واحد غبي كدا ضايقني و بعد كدا قعدت عالبحر شويه و روحت الجامعه و جيت علي هنا و بس ”
علي بعتاب
“مش قولنا متروحيش هناك لوحدك تاني ”
استفاق مازن من شروده علي جمله علي تزامنًا مع دخول والدته فاطمه لترحب بصديقه مازن فما أن خرجت حتي وجدت كارما بين بجانب علي فهرولت تجاهها للإطمئنان عليها
” مالك يا حبيبتي في ايه ؟”
كارما بتعب
” مفيش يا ماما تعبانه شويه انا هدخل ارتاح في اوضتي عن اذنكوا ”
ثم نظرت لمازن نظرة غاضبة و اختفت في الداخل ولكن هذا لم يفت فاطمه التي تعجبت بدورها ثم التفتت الي علي مستفهمه
“اختك مالها يا علي؟”
علي بغضب
” مفيش كانت عند بابا و كانت متضايقه شويه بس بتقول واحد غبي ضايقها لازم اعرف مين اتجرأ و ضايقها دا ”
عند هذه النقطة التفت مازن الذي كان يتابع ما يحدث فاغتاظ من نعت كارما له بالغبي محدثا نفسه
” ماشي يا ام لسان عايز قطعه بقي تقولي عليا انا غبي !”
تعجبت فاطمة من ابنتها قررت التحدث اليها فيما بعد وقامت بالترحيب بمازن و ضمته اليها بشوق كبير قائله بحنو
” حبيبي يا مازن وحشتني اوي يا ابن الغاليين كدا كل دا متسألش علينا ايه مش وحشناك نسيت خالتك فاطمه و علي صاحبك. نسيت اسكندريه و ايامها.. !”
مازن بحزن
” حد يقدر ينسي اهله و احلى ايام حياته بس غصب عني الدنيا دي بتشغل اوي ”
فاطمه بتعاطف فهي تعرف أسبابه الحقيقية
“حبيبي يا مازن و لا يهمك المهم طمني عليك. ما شاء الله بقيت عريس زي القمر ”
مازن بحرج
“ربنا يخليكي يا طنط دا بس من ذوقك وانتِ بردو لسه مزة و زي القمر ”
ثم أرسل غمزة مازحه ابتسمت علي إثرها فاطمة التي قالت بخجل
” جاتك ايه يا واد يا مازن لسه دمك خفيف يووه لبختي في كارما و في شوقي ليك نسوني اقولك اتفضل اقعد ”
مازن بإحترام
” و لا يهمك يا طنط”
على مقاطعا حديثهم
” لا يتفضل يروح يغسل ايده عشان نتغدى بقي جوعتوني يا جدعان عصافير بطني اغمي عليها ”
فاطمه بمزاح
“عصافير ايه قول تنانين. انت بتاكل قد عشرة يا ابني ”
فانفجر على و مازن في الضحك..
*************
في مكان آخر في القاهرة في ذلك القصر الكبير نجد تلك السيدة الجميلة التي لم يغير الزمن في ملامحها كثيرًا سوي بعض الخصلات التي غزاها الشيب فزادتهم جمالًا و وقارًا.
تجلس صفيه في غرفتها ممسكه ببعض الصور القديمه تطالعها بحنين وشوق تجلي في نبرته حين قالت
“شفتي يا زهرة اللي حصل لولادنا بعد ما جمعهم القدر رجع فرقهم تاني ؟

ثم تدحرجت دمعه من عيونها حزنًا فاستطردت قائله بألم
” والله حافظت علي أمانتك بعنيا و حميتها بس معرفش حصل ايه خلي كاميليا تمشي بالشكل دا انا كنت بحبها زي روفان بالظبط عمرها ما خبت عليا حاجه ازاي قدرت تعمل حاجه زي دي يوسف من يومها و هو بيموت بالبطئ بيحاول يبين عكس كدا و انه مش فارق معاه حتي لما جده أمر ان الكل يدور عليها رفض و قال انه مش هيدور علي واحده هربت وسابته بس انا من جوايا حاسه بالنار اللي جواه يا قلب امه . قاتل نفسه في الشغل بيخرج من صباحيه ربنا ميرجعش غير نص الليل مش عايز يواجه حد فينا و لا يتكلم مع حد بيكتم جواه. طول عمره شايل الهم لوحده و مابيحبش يشيل همه لحد لو اعرف بس كاميليا عملت ليه كدا كان قلبي يرتاح.”
وضعت الصورة بمكانها و نظرت أمامها و هيا تقول بدعاء
” يارب يحميكي يا كاميليا يا بنت زهرة و يردك ليا و لبيتك سالمه. يارب يريح قلبك يا يوسف يا ابن بطني. يارب يا ادهم يا ابني تقدر تتكلم مع اخوك و تعرف ايه في دماغه .”
توقفت للحظات كمن تذكر شئ و استطردت قائله بغضب
“هو الحيوان دا مكلمنيش ليه اما اقوم اشوفه فين الزفت دا ؟”
أخذت تلملم الصور و الاوراق و وضعتهم في صندوق قامت بغلقه و وضعه في مكانه و امسكت هاتفها و همت بالاتصال بأدهم فسمعت اصوات شجار في الخارج خرجت مسرعة من غرفتها فوجدت مشاجرة حادة بين روفان و نيفين التي قالت بصياح
“انتِ بتعامليني كدا ليه دانا حتي بنت عمك ”
روفان بغضب
” علي اساس انك بتعملي حساب لدا اوي يعني؟”
نيفين بصوت جهوري
” و انا كنت عملت ايه ؟ كلكوا بتكرهوني و مش بتحبوني من وانا صغيره بتبعدوني عنكوا و لا انا مشبهش ست كاميليا اللي حطت راسنا في الطين و هربت ”
روفان بغضب
“اخرسي يا حيوانه متجبيش سيرة كاميليا على لسانك دا .. كاميليا دي احسن منك الف مرة..”
خرج رحيم من مكتبه قائلا بصوت عالي
“في ايه بتزعقوا ليه كدا ؟”
فاسرعت صفيه اليه قائلة بتوتر
“مفيش حاجه يا عمي دا كلام بنات هايفه ”
فقامت نيفين بالركض إليه و قالت متصنعه البكاء
” شايف يا جدو روفان بتتخانق معايا ازاي كل دا عشان بقولها اعتبريني زي كاميليا و اقعدي نتكلم سوي طلعت فيا و بهدلتني و انا معملتلهاش حاجة”
فاندفعت روفان قائله بصياح
” بطلي كذب بقي انتي ايه معجونه بالكذب محصلش كدا يا جدو دي هي اللي عماله تغلط في كاميليا ”
فقالت صفية بغضب
“عيب اوي يا نيفين انك تتكلمي عن بنت عمك وحش”
أتاها سميرة القادمة من الأعلى قائلة بتهكم
” بتدافعي عن مين يا صفيه انتِ و بنتك؟ عن بنت زهرة اللي هربت و كسرت قلب ابنك و وطت راسنا كلنا ”
صفيه بحنق
” وطت راسنا قدام مين ان شاء الله محدش يعرف باختفاء كاميليا غيرنا و الغايب حجته معاه محدش عارف ظروفها ايه ”
سميره بسخريه
“هه حجته. لا يا حبيبتي دي طالعه بجحه لامها تلاقيها شافتلها شوفه غير ابنك ”
صفيه بصرامه
سميرة لحد هنا و اقفي . مسمحلكيش تغلطي في مرات ابني و بنتي ”
فقاطعهم رحيم قائلا بغضب
” والله عال هتتخانقوا قدامي يلا كل واحد علي اوضته..”
فكادت روفان ان تتحدث فاشارت لها صفيه بالصمت فضربت الارض بقدميها بغضب و هرولت الي غرفتها تلعن نيفين و امها و كاميليا معهم لوضعهم في هذا الموقف
كان هذا يحدث امام ادهم ويوسف الذي كانت كلماتهم كخناجر تطعن في قلبه فسار صاعدًا إلى غرفته من دون التفوه بحرف مما جعل رحيم يغلي من الغضب علي كاميليا التي كسرت قلب حفيده و احزنته بهذا الشكل .فالتفت هو الاخر و غادر ذاهبًا الي غرفة مكتبه
رق صفيه علي مظهر ولدها و توجهت خلفه كي تواسيه فأوقفها نداء ادهم قائلًا
” سيبيه يا ماما لوحده دلوقتي متضغطيش عليه”
صفيه بحزم
“صعبان عليا اوي كسرت خاطره و وجع قلبه دا ”
أدهم بتعقل
” هيفضل كدا طول ما هي بعيده و طول ماهو مش عارف هيا عملت ليه كده ”
صفيه بغضب
” و الحل كدا هيموت مننا طول ماهو كاتم في نفسه بالشكل دا منع اي حد يدور عليها هنعرف منين هي عملت كدا ليه؟ طول ما هيا مش موجوده”
ادهم بيأس
” مش عارف يا ماما مش عارف ”
صفيه بحنق
“و انت من امتى كنت عارف حاجه يا قلب امك ”
أدهم بذهول
” و انا مالي انا يا ماما ”
صفيه باستنكار
” مالك ! هي اللي هربت دي مش بنت عمك و اللي هيموت نفسه فوق دا يبقي اخوك ؟”
نظرت أمامها وهي تقول بغضب
” هلاقيها منين ولا منين بس يا ربي من اللي طفشت و مش عارفه اراضيها و لا ابني الكبير اللي بيضيع مني و لا الاهبل الوسطاني ”
ثم لكزته في كتفه قبل أن تقول بتوبيخ
” اللي مقصدهوش في حاجة يعملها ابداً ”
أدهم بسماجه
“ماما أنتِ نسيتي روفان مشتمتيش عليها”
صفيه متذكرة
” روفاااااان. ام لسان عايز قطعه قولتلها تتكتم و تمسك لسانها خلينا نقفل بق سميرة بزفت لكن ازاي لازم تجبلنا وجع الدماغ ”
فنظر أدهم الي سميرة قائلًا باستفزاز
“منورة يا مرات عمي ”
فانتفضت سميرة من مكانها قائله بحدة
” بقي كدا يا ست صفيه بنت زهرة تعملها و سميرة بردو تطلع هي اللي وحشه ”
نيفين محاولة لتلطيف الأجواء
“طنط صفيه اكيد متقصدش يا ماما ”
فأجابها أدهم بسماجه
” لا تقصد.”
ثم نظر لسميرة مضيفًا
” و انا شاهد ”
فلكزته نيفين في كتفه قائلة بغضب
” ما تبس بقي يا اخي انت عايز تشعللها و خلاص”
فأجابها مدعيا البراءة
” انا يا بنتي ؟ أبدا. انا بس صعبان عليا إن ماما تهزأ مرات عمي كدا . عيب بردو ميصحش ”
فاغتاظت سميرة من وقاحته فصرخت قائله بغضب
“انا مش هنزل لمستواكوا و ارد عليكوا ”
ثم نظرت لنيفين قائله بتوبيخ
” يالا يا بت انتِ اطلعي قدامي”
فتقدمتها نيفين غاضبة و عند مرورهم بصفيه الواقفه بمنتصف الدرج توقفت سميرة قائله بسخريه
” والنبي بدل ما تدينا في جنابنا ابقي روحي ربي عيالك ”
واستكملت طريقها . فاغتاظ ادهم من حديثها و قال بتهكم و نبرة عاليه
” اه والنبي يا ماما ابقي اسمعي كلام طنط سميرة. في التربيه معندهاش ياما ارحميني نيفين بنت عمي ما شاء الله عليها كانت واقفه تردح لروفان و كان صوتها جايب اخر الشارع. اه و ياريت كل واحد يخليه في مستواه و اللي يقرب من مستوانا هقطعه .”
فاغتاظت سميرة من حديثه و صفقت باب حجرتها بغضب فالتفت ادهم الي والدته محاولًا تلطيف الأجواء قائلا بمزاح
” تحبي اديهالك كتف قانوني اوقعهالك من علي السلم و ابقي ريحت البشرية كلها من شرها.؟”
فهمت صفيه ان ترد عليه ففاجئهم صوت عند مدخل الباب يقول بغضب
” مش عيب اللي انت بتقوله دا يا قليل الأدب ؟”
التفت ادهم للخلف فوجد مراد الذي كان يرسم الجدية على ملامحه فركض أدهم إليه يحتضنه بشوق و قال معتذرًا
” مكنتش اقصد يا عمي كنت بهزر والله ”
مراد بمزاح
” يا عبيط انا خايف عليك تضيع نفسك كدا عشان حاجه ماتستاهلش ”
فرد أدهم ضاحكا
” طب والله قولت انت أكتر واحد هيفرح ”
مراد بتحسر
” يعني انا مستحمل المرار دا بقالي 21 سنه و مستنيها تيجي من عند ربنا تقوم انت تيجي تعملها و تضيع نفسك ”
ادهم بمزاح
” يا عم طب ما تشوف لنا حل ”
مراد بقهر
“مفيش حل غير اننا نصبر و نحتسب يا ابني ”
فانفجر كليهما ضاحكين
فصعدت صفيه الي غرفتها مردده بحنق
” دا ايه عيله المتخلفين اللي اتكتبت عليا دي صبرني يارب”
****************
في إحدي الغرف نجد سميرة تغلي من شدة الغضب و بجانبها نيفين التي قالت بقهر
” وبعدين يا ماما هنفضل مستتيين رد فعل يوسف كدا كتير دا من ساعه اللي حصل و هو ساكت زي مانتِ شايفه كدا معقول يعني قدر ينساها بالسهوله دي ”
سميرة بغيظ
” انا هتجنن دانا قولت هيطربق الدنيا و هيجيب عاليها واطيها ”
نيفين بغضب
” و بعدين هنفضل قاعدين حاطين إيدينا علي خدنا كدا كتير ”
سميرة بتفكير
” لا طبعا احنا لازم نتحرك انا هكلم الزفت الي اسمه رائد دا اشوفه ناوي علي ايه ”
نيفين بإستفهام
” تفتكري رائد دا يا ماما بيعمل ليه كدا ؟و هيستفاد ايه مش هو المفروض صاحب يوسف !”
سميره بسخريه
“أكيد بيحب الهانم و عايزها لنفسه ”
نيفين بغيره
“معرفش عاجبهم فيها ايه كلهم بيحبوها ؟”
سميره بقهر داخلي
” طالعه حيه لأمها بتفرح اوي بلمه الرجاله حواليها”
نيفين بغيظ
“طب و الحل يا ماما ؟”
سميرة بتوبيخ
“مانتِ لو كنتي عندك شويه عقل كنتي عرفتي تعلقيه بيكي لكن هقول ايه طالعه غبيه لابوكي”
نيفين بملل
” عملت كل اللي اقدر عليه و مش عارفه بيصدني و مش طايقلي كلمه اعمل ايه طيب ؟”
سميره بتفكير
“انا اللي هعمل ”
*************
في غرفه آخري كانت النيران تنبعث منها و التي أخذ يخرجها بممارسته لتلك التمارين الرياضيه الشاقه و التي كان يمارسها بشراسة و بداخله براكين من الغضب فأكثر ما يكرهه في حياته هو الخيانه. فهو لا يتهاون أبدا مع مع ابسط الأخطاء.و لا يؤمن إطلاقًا بما يسمى الفرصه الثانيه و قد كان دائمًا حازم في إتخاذ قراراته و التعامل مع من حوله و لكنه الآن يقف أمام أسوأ المواقف التي لم يتخيل حدوثها قط و عليه الإختيار .
عند هذا الحد توقف يوسف عن ممارسة الرياضه و دخل الي حمامه الخاص لعل المياه تطفئ نيران قلبه و عد وقت قليل خرج من الحمام متخذًا قراره و عازم علي تنفيذه فالتقط هاتفه و اجري مكالمه هاتفيه ثم اغلق الهاتف مرددا بداخله
“يكفي لقد سئمت هذا العذاب !”
يُرعِبهم كونك صامت ، هادئ ، بعيد ، فكيف يمكن لهذا البحر الثائرة أمواجه أن يتحول لمياه راكدة و كأن لا حياة بها. لا يعلمون ان وراء هذا الركود نيران مشتعلة تهدد بالانفجار و حرق الأخضر و اليابس و لكن من ستحرق اولا ؟!
*************
عوده إلي الإسكندرية ….
تقف كاميليا تتمطى بكسل فقد كان يوم ملئ بالأعمال فقد تأخرت عن ميعاد عودتها للمنزل فهاتفت خالتها في وقت لاحق لتخبرها عن تأخرها وعدم قدرتها علي العودة في موعد الغداء فاخبرتها عن وجود ضيف في منزلهم فخفق قلب كاميليا لسبب مجهول ! و لكنها لملمت اغراضها و توجهت الي خارج المكتب .
خرجت كاميليا للشارع باحثه عن سياره أجرة تقلها لمنزل خالتها و لكنها نظرت في الاتجاه الآخر فوجدت البحر الثائر و كأن أمواجه تناديها فلبت ندائها و قطعت الطريق ذاهبه لتشكو همومها فالبحر هو ملاذها و صديقها الصدوق منذ ان جاءت إلي هنا غافله عن تلك السياره التي تراقبها من بعيد .
في منزل فاطمه. يجلس مازن علي طاوله الغذاء يتحدث مع فاطمه و على و يسترجعون ذكرياتهم القديمه فقال مازن بصدق
” تسلم ايدك يا طنط اكلك جميل اوي و كان واحشني اوي ”
فاطمه بود
” بالف هنا و شفا يا حبيبي ”
فقال على بمدح
” محشي الحاجه فاطمه دا لا يُعلىَ عليه ”
مازن بمزاح
“ماهو واضح دانت شويه و هتاكلنا يا ابني في ايه ارحم نفسك ”
شاركته فاطمه المزاح قائله
” والنبي يا مازن يا ابني ما عارفه بيودي الاكل دا كله فين ”
ناظرهم على بحنق وقال بصياح
” احترموا المحشي شويه بقي يا جدعان ميصحش كدا سيبونا ناكل بمزاج ”
ربنا فاطمه علي كتفه و قالت بحنو
” بالهنا والشفا يا حبيبي ”
على بتهكم
” حبيبك ايه بقي ياختي دانتي من ساعه ما شرف سي مازن و انتِ نستيني و بقي هو اللي عالحجر ”
فاطمه بحب
” ابني حبيبي و كان غايب عني بقاله 12 سنه عايزه افضل املي عيني منه لحد لما اشبع ”
و وجهت حديثها لمازن قائله بحزن
“والله يا مازن يا ابني من وقت ما سبتنا في المستشفي و انا قلبي كان بيتعصر عليك و على فراقك بس اللي كان مصبرني هو وجودك مع صفيه انا عارفه قد ايه هي روحها فيك ”
مازن بحب
” صفيه دي اطيب و احن قلب في الدنيا .”
ثم نظر الى الخلف لتلك التي كانت تتابع حديثهم الذي وقع عليها كالصاعقة .فلم تفته نظراتها التي جعلته يقول بصدق
” و بعدين انا مشيت و سبت روحي معاكوا يا طنط عمري ما نستكوا و لا لحظه.”
التفتت فاطمه للخلف فنادت علي كارما التي كانت متجمدة بمكانها
” كارما حبيبتي انتي صحيتي امتا ؟”
كارما متلعثمه
” صح..صحيت علي صوت موبايل على كان عمال يرن ”
فنهض على و أخذ هاتفه و توجه للداخل مستئذنًا من مازن ثم بعد ثواني صاح مناديا علي فاطمه فاستأذنت هي الآخري تاركه مازن و كارما بمفردهما.
نهض مازن و تقدم من كارما ثم نظر إلي داخل عينيها قائلا بشوق
” كبرتي يا كارما !”
كارما بصدمه لم تستطع تجاوزها إلي الآن ..
“رجعت ليه ؟”
أخذ نفسا عميقا و حزن كبير تجلي في نبرته و هو يقول
” مكنتيش عايزني ارجع ؟”
حاولت أن ترسم اللامبالاة علي ملامحها و في نبرة صوتها حين قالت
” مكنش في دماغي بصراحه ”
فأجاب و عيناه مسلطه علي عيناها
“يعني ؟ ”
لم تستطع منع الارتجاف في نبرتها حين قالت
” يعني رجوعك زي عدمه بالنسبالي . بس عندي فضول اعرف ياترى إيه الصدفه اللي رمتك علينا؟ أكيد مش جاي عشان وحشناك !”
تيقن مازن أن طريقه معها طويلا لذا قال بنبرة ذات مغزي
“مفيش حاجه اسمها صدفه يا كارما !”
ثم اقترب منها بخطوات بطيئه فاصطدمت بالحائط خلفها و قال بخشونة
” بس هقولك رجعت ليه ؟ رجعت عشان وحشتوني .”
ثم نظر إلي داخل عينيها بعمق مضيفًا
” وحشتوني اوي اوي”
ارتعشت كارما من قربه و التي لم تظن أن يؤثر بها بهذه الطريقه و شعرت بالدماء تندفع لوجنتيها و جفاف في حلقها و قالت بصوت واهن يحمل الوجع بين طياته
” بس انت موحشتناش ”
مازن باندفاع
“كذابه.. ”
ثم أضاف ممررًا نظراته علي ملامحها بدًأ من عينيها
“عيونك بترمش .”
ثم نزل الي شفتيها قائلا بخفوت
” شفايفك بترتعش”
ثم انخفض ببصره إلي موضع قلبها و اكمل بصوت أجش
” و قلبك بيدق اوي يبقي ازاي موحشتكيش .!”
اندهشت كارما من وقاحته المفرطه فدفعت يده و قالت غاضبه
” انت اتجننت ازاي تسمح لنفسك تعمل كدا ؟”
مازن بهدوء مستفز
” عملت ايه ؟”
كارما بحنق
” ازاي تقرب بالشكل دا ؟”
مازن ببرود
“اي شكل بالظبط ؟”
فاغتاظت من بروده و رفعت إصبعها في وجهه قائله بغضب
” تصدق انك قليل الادب بعد اللي حصل منك الصبح في المقابر المفروض تعتذر مش تق….”
فقاطعها قائلا بهدوء
” آسف !”
فاندهشت كارما من كلمته و قالت بذهول
” بسهوله كدا ؟”
فابتسم مازن قائلا بمزاح
“خلاص خليها بصعوبه مفيش اعتذار و اخبطي دماغك في الحيط. بس انا ميرضنيش دماغك الحلوة دي تتخبط في الحيط”
كارما بغيظ
“تصدق انك بارد و رخم ”
مازن بحنو
“طب عايزه إيه و انا اعمله ؟”
كارما بغضب
” مش عايزه اشوف وشك دا تاني ”
وهمت بالانصراف فاوقفها ناظرًا في عينيها قائلا بصوت هامس و لكن قوي
“عودي نفسك علي وشي دا عشان هتشوفيه كتير … ”
و سرعان ما تبدلت نظراته إلى أخرى مشتاقة فاكمل بصوت أجش
” وحشتيني اوي يا سكرتي ”
ثم تركها فانطلقت كارما للداخل لاهثه
لم اكن مؤمن يوما بالصدف … فهي بنظري عباره عن أقدار مرتبه . فانا اعتقد ان كل شئ في حياتنا يحدث لغرض ما. لذالك فأنا حين التقيتك لأول مرة و تلامست ايدينا شعرت بتيار كهربائي يسري في كامل جسدي و يصل الي قلبي ليضربه بعنف فينتفض بين ضلوعي مستيقظ من غفوته التي استمرت لأعوام. حينها أدركت بأنك القدر يريد ان يفتح لقلبي الهالك بابا آخر للنجاة. فتيقنت بأنك قدري الجميل الذي انتظرته كثيرا …
نورهان العشري ✍️
*************
في غرفة على
أجاب على علي هاتفه قائلا
” الو ايوا يا كاميليا”
” ايوا يا علي امال خالتو فين ؟”
أجابها على قائلا
” عندنا ضيف عالغدا و هي معاه بره ”
لا تدري كاميليا لما ارتعشت عندما اخبرها على بوجود ذلك الضيف فصمتت لثوان فسمعت على يناديها قائلا
” كاميليا انتِ معايا ؟”
فأجابته كاميليا بإنتباه
” ايوا . ايوا معاك. امال مين الضيف دا ؟”
علي بلامبالاه
” دا واحد صاحبي . و معرفه قديمه ”
دق قلبها لدي سماعها إجابته و لكنها رمت شكوكها بعيدا و قال بحرج
” طب ممكن تناديلي خالتو عشان عايزاها و برن عليها مابتردش علي موبايلها ”
” حاضر ثواني خليكِ معايا ”
بعد ثوان سمعت صوت فاطمه علي الطرف الآخر فقالت بلهفه
” خالتو معلش هتضطر اتأخر شويه عشان عندي شغل كتير غصب عني ”
فاطمه بحنو
” ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك ”
كاميليا بقلق
” خالتو هو مين الضيف اللي عندكوا ؟”
فاطمه بتحفظ فعلي مازال يقف بجانبها يطالعها بنظرات متفحصه فقالت بنبرة ثابته
” متقلقيش يا حبيبتي كل حاجه تمام شوفي انتِ شغلك و متشغليش بالك يالا خلي بالك من نفسك سلام ”
أنهت المكالمه ثم التفتت الي علي الذي قال بنبرة ذات مغزى رافعًا احدى حاجبيه
“ماما .”
فاطمه بقلق
“نعم يا حبيبي ”
على بإستفهام
” ليه قولتيلي ماتجبش سيرة لمازن عن كاميليا ؟”
فاطمه بحذر
” من غير ليه عادي يعني ”
علي بحنق
” ماما في حاجات كتير تخص كاميليا احنا منعرفهاش و حضرتك رافضه تعرفيهالنا و أيه اللي خلاها ظهرت بعد السنين دي كلها و مش عايزه حد يعرف حاجه عن مكانها ؟”
فاطمه بهدوء
” مش انت بتثق فيا يا علي ؟”
” اكيد طبعا”
فاطمه بملل
” يبقي تخليك في نفسك و متسألش كتير و اطلع شوف صاحبك و لا اقولك خليك شويه و بعدين اطلع ”
علي بإستفهام
“ليه ؟”
فاطمه بنفاذ صبر
” من غير ليه اترزع هنا .”
ثم خرجت و اغلقت الباب خلفها
***************
في مكان آخر في القاهرة في احدي الشقق في تلك الابراج الفارهة شديده الارتفاع رائد الصباغ و معه فتاه ليصدح صوت هاتفه معلنًا وجود اتصال فالتقطه رائد مجيبًا بضيق
” نعم !”
سميرة بغضب
” كل دا علي ما ترد ؟”
رائد بتهكم
” معلش مكنتش فاضي ”
سميرة بشك
“هو انت فين ؟”
رائد بملل
” في شقتي ”
سميرة بغضب
“قول كدا بقي امممم اكيد طبعا معاك واحده من اياهم ”
رائد بخداع
” ابدا والله دانتِ كنتي لسه علي بالي ”
سميرة بنفاذ صبر
” ياريت تركز في شغلنا بقي شويه. تقدر تقولي ايه حصل من يوما ما زفته دي غارت؟ أقولك انا ولا اي حاجه و يوسف اللي قولنا هيعمل العمايل و لا عمل اي حاجه و انا مش مرتاحه .”
رائد بملل
“عشان غبيه اللي بيعمله يوسف دا في صالحنا و في صالح خطتنا تقدري تقولي لو قلب الدنيا عليها و وصلها هيموتها زي مانتي فاكرة ! دا بيحبها عارفه يعني ايه بيحبها ؟”
سميرة بحنق
” حتى بعد ما شككناه فيها ؟”
رائد بتهكم
” دا لو كان شك اصلا و عموما ريحي نفسك هو ابتدي يدور عليها فعلا النهارده كلم مازن عشان يعرفوا مكانها ”
سميرة بلهفة
“عرفت منين ؟”
رائد بحنق
” ميخصكيش ”
ثم نظر الي هاتفه فقال بلهفه
” بقولك ايه اققلي معايا مكالمه مهمه ”
و لم ينتظر ردها و اخذ هاتفه و دخل الي الحمام ليجيب..
بعد وقت قليل خرج رائد من المرحاض يلعن في نفسه قائلا
” صبرك عليا يا يوسف انا و انت و الزمن طويل” .
ثم نظر الي تلك الفتاه التي تقدمت منه ثم قالت بدلال
” ايه يا حبيبي مش يالا نكمل كلامنا ”
فامسك رائد يدها بشراسة و قام بثني ذراعها فكسر في يده و دفعها لتقع امامه علي الارض
قائلًا
“تلت دقايق لو رجعت شفت وشك هنا هتطلعي علي نقاله ”
ثم خرج و تركها تعاني من فعلته الجنونيه
**************
شعرت كاميليا بالبرد يدب في اوصالها فنهضت وقررت الرجوع الي المنزل و بالفعل استقلت سيارة أجرة و ذهبت في طريق منزل خالتها .تتبعها تلك السيارة السوداء .
بعد وقت ليس بقليل وصلت إلي منزل خالتها و عندما ترجلت من السياره صُدمت عندما وجدت مازن يخرج من باب المصعد …..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية للعشق وجوه كثيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى