رواية لقاء في القطار الفصل السادس والعشرون 26 بقلم جوجو
رواية لقاء في القطار الجزء السادس والعشرون
رواية لقاء في القطار البارت السادس والعشرون
رواية لقاء في القطار الحلقة السادسة والعشرون
وفى صباح اليوم التالى … وقبل أن يذهب حاتم إلى عمله .. مر على أمه حتى يخبرها بما اتفق عليه مع زوجته ..
عواطف : صباح الفل ياحبيبى ..
حاتم : صباح الفل ياماما .. عاملة ايه ..
عواطف : الحمد لله انا كويسة اوى ..
حاتم : لابسة ورايحة على فين كدة ..
عواطف : ما انت عارف ياحبيبى انى بنزل بدرى امشى ساعة عشان اخس ..
حاتم : اه صح .. معلش ياماما دماغى مليانة بشوية أشغال حتفرتكها نسيت حكاية انك بتتمشى دى ..
عواطف : مالك ياحبيبى .. فى حاجة مضيقاك .. اوعى تكون الست مراتك مضيقاك ..
حاتم : لا والله ابدا ياماما هى مش مضيقانى نهائى .. دى قايدالى صوابعها العشرة شمع …
عواطف : اومال فى ايه .. ايه اللى مضايقك واللا ايه اللى شاغلك ؟
حاتم : الشغل ياماما .. الشغل .. عندى ضغط شغل حيجننى ..
عواطف : ربنا يعينك ويوفقك ياقلب امك ..
حاتم ( فى تردد ) : بقولك ايه ياماما ..
عواطف : قول ياحبيبى ..
حاتم : النهاردة ان شاء الله ححجز عند دكتور عشان ……
عواطف ( فى انزعاج وقلق ) : ايه .. دكتور ؟ مالك ياحبيبى انت تعبان .. فيك ايه ..
حاتم : لا ياماما مش انا .. انتى عارفة ان رودينا بتدوخ كتير فأنا ححجزلها عند الدكتور عشان نطمن عليها يمكن يكون عندها أنيميا واللا حاجة ..
عواطف : اه .. طيب احجز وقولى المعاد امتى وحروح انا معاها ..
حاتم : لا متتعبيش نفسك ياست الكل انا حروح معاها وحنرجع عليكى نطمنك ..
عواطف : لا طبعا ياحاتم قلبى ميطاوعنيش لازم اروح عند الدكتور معاكوا .. ومتناقشنيش لان مفيش حاجة حتخلينى مروحش .. احجز انت وقولى المعاد امتى وانا حبقى جاهزة ..
ويأتى على صوتهما فاروق ..
فاروق : فى ايه ..
حاتم : ابدا يابابا انا كنت بقول لماما انى ححجز لرودينا عند الدكتور عشان تكشف ونطمن عليها بس هى مصممة تيجى معانا ..
فاروق : لا ياعواطف استنى انتى وانا حروح معاهم ..
حاتم : ايوة كدة زى الفل ..
عواطف : بس دى بنتى انا كمان ولازم اطمن عليها ..
فاروق : ياستى هى ساعة وحنكون عندك المهم نروح ونطمن على البنت ..
حاتم : طيب تمام .. انا حنزل بقى عشان رايح الشغل .. عايزين حاجة ..
عواطف / فاروق : لا ياحبيبى سلامتك ..
وبالفعل حجز حاتم ميعاداً للكشف لدى دكتور كبير ومشهور عنه البراعة فى العلاج .. وجاء ميعاد الكشف ودخلت رودينا وأخذت رودينا معها جميع الأشعات والتحاليل والتى ربما يسأل عنها الطبيب الجديد .. لم ينظر الطبيب إلى الأشعات ودار هذا الحوار ..
الدكتور : رودينا فاروق .. مدام واللا آنسة ؟
رودينا ( فى قلق ) : لا انا مدام ..
الدكتور : وانتى قلقانة ليه يامدام رودينا .. انا عايزك متقلقيش خالص ولا تخافى وان شاء الله خير .. قوليلى .. عندك أولاد ؟
رودينا : ايوة عندى تلاتة …
الدكتور : ما شاء الله .. قوليلى بتشتكى من ايه ..
حاتم : ممكن اتكلم انا يادكتور ..
الدكتور ( فى جدية ) : ليه هو انت اللى بتشتكى ؟ انا حابب اسمع منها هى ..
رودينا : دوخة وصداع ..
الدكتور : بترجعى ؟ بتحسى انك عايزة ترجعى ؟
رودينا : ايوة ..
الدكتور : بيحصلك تشنجات ؟
رودينا : ايوة يادكتور مظبوط ..
الدكتور : بتحسى بضعف فى النظر او السمع ؟
رودينا : ايوة اوقات بحس ان عنية بتزغلل ..
الدكتور : طيب بصى ياستى انا عايزك تعمليلى اشعة مقطعية على الراس وفحص على الجهاز العصبى وتجينى اول ما النتيجة تظهر .. هى غالبا حتظهر فى خلال 4 ايام .. يعنى تجينى يوم الخميس الجاى ..
رودينا : حاضر يادكتور ..
حاتم : طيب يادكتور مفيش أدوية تاخدها ..
الدكتور : مينفعش اديها اى حاجة غير الاول لما اشوف نتيجة الأشعة المقطعية ..
فاروق : متشكرين اوى يادكتور ..
الدكتور : العفو .. مع السلامة ..
وبعد أن رجعا إلى المنزل واستقبلتهم عواطف وآية فى لهفة وترقب للاطمئنان على رودينا فيطمئنها فاروق قائلاً ..
فاروق : ياستى الحمد لله مفيش حاجة هو بس حتعمل اشعة ولما تظهر النتيجة حنروح للدكتور يوم الخميس عشان يقولنا فى ايه بالظبط ..
عواطف : طب يعنى مبدأياً عندها ايه ؟
فاروق : والله ياعواطف ما قال .. ده قعد يسألها كام سؤال كدة وقالها تعمل الاشعة دى ..
عواطف : وبعدين بقى انا بدأت اقلق ..
رودينا : متقلقيش ياماما كل اللى بيجيبه ربنا كويس .. الحمد لله على كل حال ..
عواطف : وانتى بتكلمى بيأس كدة ليه يارودينا ..
آية ( فى سرعة ) : لا ياماما ده مش يأس ده إيمان قوى بربنا سبحانه وتعالى .. خلاص ياطنط بقى كفاية أسئلة دى راجعة تعبانة ومحتاجة ترتاح شوية ..
رودينا : اه والله ياآية انتى بتقولى فيها فعلا انا تعبانة .. خدينى عندك اغسل وشى واظبط حالى ..
عواطف ( بغيظ ) : وانتى هنا مش حتعرفى تغسلى وشك وتظبطى حالك واللا يكون معندناش حمام ..
رودينا : ياماما مش كل حاجة تفهميها غلط .. انا هنا حسة انى مخنوقة من ريحة السجاير اللى بابا بيشربها حروح عند آية اشم نفسى واغسل وشى وارتاح شوية من تعب المشوار ورجعالك تانى .. مش اكتر من نص ساعة .. وتعالى معانا اذا حبيتى ..
عواطف ( بغيظٍ أكبر ) : لا ياحبيبتى انا مسيبش بيتى ابداً .. روحى انتى ياختى وابقى تعالى لما تبقى تظبطى حالك ..
رودينا : بالله عليك ياماما انا فعلا تعبانة ومش قادرة ارد ولا ابرر ولا اقنعك بحاجة .. انا حروح ورجعالك بسرعة ..
وبالفعل تذهب كلٍ من آية ورودينا لشقة آية .. ولكن ليس للاغتسال كالسبب الذى قالته رودينا لوالدتها ولكن لحديثٍ سرىّ بينهما .. وبعد أن ترحلا فإذ بفاروق يتنحى جانباً بحاتم ..
فاروق : ممكن بقى حالا تقولى ايه اللى بيحصل وليه اشعة مقطعية على المخ ؟؟ بنتى عندها ايه ياحاتم ؟
حاتم ( فى لجلجة ) : معرفش يابابا …. مهو الدكتور قدامك اهو مقالش حاجة …
فاروق : ولد .. مش علية .. اختك جاتلك فى بيتك من 3 ايام وقعدت معاك 10 دقايق لوحدكم وبعدها بيوم حجزتلها عند الدكتور والنهاردة روحنا لدكتور مخ وأعصاب وانا استغربت جدا اننا روحنا للدكتور ده وعمال اسأل نفسى ليه مروحناش لدكتور باطنة ورغم كدة متكلمتش فى حاجة الا دلوقتى .. قول بسرعة ومن غير لف ودوران ايه اللى بيحصل ومالها رودينا ..
حاتم : حاضر يابابا انا حقولك .. بس لو سمحت عايز منك وعد وعهد انك مش حتقول حرف لماما ..
فاروق ( فى غضب ) : هو انا كنت محتاج ياولد اديك وعود .. قول بسرعة فى ايه ..
حاتم : حقولك يابابا ..
حكى حاتم لوالده بالحوار الذى حدث بينه وبين رودينا فيما عدا أن زوجها لم يعد يبالى بها لأنه تزوج غيرها .. وبعد أن انتهى كان فاروق باكياً ناحباً على ابنته التى ماتزال صغيرة على ذلك المرض ؟؟
حاتم : بابا لو سمحت مينفعش كدة .. كدة ماما حتيجى على صوتك وحتعرف الحكاية كلها .. لو سمحت امسك نفسك ..
فاروق ( باكياً ) : اه يارودينا اه ياحبيبتى .. صغيرة ياحاتم على المرض ده .. وليه بنتى انا يحصلها كدة .. دى غلبانة .. والله العظيم دى غلبانة ..
حاتم ( متأثراً ببكاء والده ) : يابابا ده قضاء ربنا وحرام نعترض عليه ..
فاروق : اللهم لا اعتراض .. غصب عنى ياحاتم .. ده انت وانت بتحكيلى دلوقتى شريط من الذكريات مر قدام عينى من يوم ما اتولدت رودينا لحد النهاردة .. صورتها وهى بتكبر قدام عينى يوم بيوم .. وهى بتلعب وهى سخنة وعندها برد وهى رايحة اول يوم للمدرسة ويوم خطوبتها ويوم فرحها ويوم ما ولدت اياد اول ابن ليها صوتها وهى بتصرخ من آلام الولادة وانا مسنود على الحيطة وقلبى بيصرخ معاها .. كل حاجة ياحاتم كل حاجة ..
حاتم : بابا انت قدوتنا فى التماسك والقوة لازم تفضل كدة عشان احنا نبقى زيك لو سمحت وياريت يابابا متقولش لماما ..
فاروق : امك لازم تعرف ..
حاتم : حتعرف يابابا بس مش دلوقتى .. لما نيجى من عند الدكتور يوم الخميس ..
فاورض : حاضر .. استرها يارب .. اشفيها يارب ..
اغتسلت رودينا وما إن جلست على أحد المقاعد حتى بدأت فى نوبة بكاء .. فلحقتها آية واحتضنتها مطمئنةُ إياها وأن الله كبير ويجب أن تثق فيه ..
آية : مش كدة يارودى لازم تتقوى ياحبيبتى .. ادعى ربنا وبإذن الله يستجيب .. ربنا سبحانه وتعالى مش بيرد دعوة عبده ..
رودينا : انا حدعيله ان اولادى يكونوا من بعدى فى أمان ويلاقوا اللى يعطف عليهم ويراعيهم ويربيهم ..
آية : ياحبيبتى بإذن الله تبقى زى الفل وانتى اللى تربيهم وتراعيهم .. وكلنا نربيهم معاكى مهما برده اولادنا ..
رودينا : ده عشمى فيكى ياآية .. آية انا لمست فيكى الحنية والطيبة .. وعشان كدة قلت لحاتم على حقيقة مرضى وطلبت منه انك انتى وهو اللى تاخدوا بالكم من اولادى من بعدى ..
آية : حبيبتى بإذن الله ربنا يكرمك ويشفيكى ياحبيبتى وولادك يفضلوا فى حضنك طول العمر .. بس انتى محتاجة إرادة عشان تقدرى تخفى لان لازم مع العلاج يكون فى إرادة .. ولازم الحالة النفسية تبقى سليمة عشان العلاج يجيب نتيجة .. اسمعى كلامى يارودينا .. صلى لربنا سبجانه وانتى سجداله ادعيله .. ربنا سبحانه وتعالى قال (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) .. ادعيله ياحبيبتى وانتى بين ايديه .. ادعيله بخشوع وخضوع وبصدق قلبك … ربنا كبير اوى يارودى ..
رودينا : ونعم بالله ..
آية : حقوم بقى اعملك عصير فريش وجيالك هوا ..
رودينا ( فى راحةٍ ) : بس حتعبك معايا ياآية ..
آية : اخص عليكى متقوليش كدة ده احنا اخوات ..
وقفت آية فجأة وشعرت بدوارٍ بسيط .. ثم تحركت جهة المطبخ وفى ثوانٍ كانت رودينا قد سمعت صوت كسر زجاج .. فاتجهت بسرعة إلى المطبخ ووجدت …………..
أسرعت رودينا إلى المطبخ فإذا بها تجد آية وهى مغشياً عليها وقد تسبب كسر الكوب إلى جرحٍ فى يديها .. فارتعبت بشدة وصرخت بشدة .. وجريت إلى شقة أمها طارقةً الباب فى عنفٍ شديد .. قائلة ..
رودينا : افتحوا افتحوا .. الحقو الحقو ..
فتحت أمها وقد أصابها الرعب متسائلةً ..
عواطف : فى ايه يارودى .. فى ايه ..
تجرى رودينا داخل الشقة باحثةً عن أخيها .. وهى صارخةً …
رودينا : حاتم فين حاتم فين ..
يأتى حاتم ووالده مسرعين على صوت رودينا وأيضاً أصابهما القلق والفزع وتساءل حاتم ..
حاتم : فى ايه يارودى .. فى ايه انتى بتصرخى ليه ..
رودينا : آية .. آية ياحاتم .. إلحق آية ..
ودون أن يسأل حاتم أسرع إلى شقته ومعه والدته ووالده ورودينا والتى دلتهم على مكان آية .. يدخل حاتم المطبخ فيجد آية على الأرض مغشياً عليها وغارقةً فى دمائها .. فحملها إلى حجرتها وهو قلقاً للغاية .. واتصل بأيمن صديقه وهو مرتبكاً ولا يستطيع فعل شئ .. فأخبره أيمن بطبيب يعرفه وأنه سياتى به إلى بيت حاتم فى خلال نصف ساعة .. وفى تلك الأثناء كانت رودينا ووالدتها ينشقونها روائح وبصل .. حتى فاقت آية .. ولكنها مازالت تعبة .. وبالفعل كانت نصف ساعة ووصل أيمن ومعه الطبيب ..
طلب منهم الطبيب أن يخرجوا من الحجرة ولكن انتظرت معه عواطف لضرورة وجود إمرأة مع الطبيب .. كانت مشاعر عواطف متضاربة .. كانت قلقة على آية بل أن عينيها قد دمعت لها .. ظلت تفكر لثوان فيما فعلته فى آية طيلة ما يقرب من عام .. أحياناً تشعر بأن لديها كامل الحق فى تلك الأفعال حتى لا تفكر آية فى الاستحواذ على حاتم وحدها وينسى أمه .. وفاقت على صوت الطبيب وهو يتحدث ..
الطبيب : لا انتى مفكيش اى حاجة ..
عواطف : اومال اغم عليها ليه يادكتور ؟
الطبيب : ارهاق وتوتر وتعب بسبب الحمل ..
عواطف ( فى سعادة ) : بجد .. بجد يادكتور .. آية حامل ..
تطلق عواطف الزغاريد .. فسمع حاتم ووالده ورودينا وفرح قلبهم فلقد عرفوا سبب الزغاريد .. ودخل حاتم الحجرة .. ووجد والدته جالسةً على السرير وحاضنة آية مدمعة العينين وسعيدةٌ جداً ..
كانت سعادة حاتم قد تضاعفت عندما رأى ذلك المشهد .. فلقد تأكد بأنه والدته بالفعل تحب آية ولكنها تكابر قليلاً ..
الطبيب : انت جوزها ؟
حاتم : ايوة يادكتور انا جوزها ..
الطبيب : متجوزين من قد ايه ؟
حاتم : من 4 شهور تقريبا ..
الطبيب : طيب ياسيدى مراتك حامل فى الشهر التالت ..
حاتم ( متفاجئاً ) : ايه بجد .. ازاى ده .. وهى متعرفش ازاى ..
الطبيب : لا اكيد عارفة بس مجاش فرصة تقولكم .. بصى يامدام انا حكتبلك على مقويات تاخديها بانتظام وياريت يوم السبت الجاى تشرفينى فى العيادة عشان نبتدى نتابع الحمل ونطمن عليه ..
آية ( فى خجل ) : حاضر يادكتور ..
الطبيب : ألف مبروك .. متنسيش يامدام آية معادنا السبت الجاى .. والعنوان عندك فى الروشتة ..
آية : حاضر يادكتور ..
يخرج كلٍ من الطبيب ووالدة حاتم من الحجرة، وينظر حاتم إلى زوجته قائلاً ..
حاتم : حامل فى التالت ياآية ومقلتليش ؟
آية : مكنش فى فرصة ياحاتم .. والمشاكل والظروف اللى احنا فيها مسمحوش انى اقول ..
حاتم : كان لازم تقولى .. ده الخبر ده كان حيخلينا كلنا نفرح وننسى اى هموم ..
آية : معلش ياحاتم متزعلش منى انا والله ما اقصد اخبى ..
حاتم : انا مش زعلان انا من فرحتى بعاتبك بس .. مبروك ياحبيبتى .. مبروك ياأم عيالى ..
آية : مبروك علية انا ياحاتم ان حيبقالى منك طفل ..
حاتم : لالالالالا انا عايز بنت .. مش جدك برده قالك كدة فى الحلم ..
آية : جدى .. وحشنى اوى اوى ياحاتم .. ربنا يرحمه ويغفرله ..
حاتم : آمين يارب .. من هنا ورايح بقى ياآية مش عايزك تعملى مجهود خالص وانا حعمل كل حاجة ..
آية : هههههههههه زى يعنى الأفلام القديمة ..
حاتم : وحياتك انا حبقى اصعب من الايام القديمة .. ده فرمان وان كان على شغل البيت اجيبلك واحدة تعمل كل حاجة حتى الأكل ..
آية : لا ياحاتم اولا دى مصاريف على الفاضى ..ثانيا ياسيدى اليوم اللى حكون تعبانة فيه حبقى أكلك فول وطعمية لكن محدش يعمل حاجة فى بيتى انا وبس اللى اعمل ..
حاتم : خلاص ياستى .. بس متجهديش نفسك كتير .. وإيدى فى إيدك فى شغل البيت ..
آية : ماشى ياحبيبى ..
وفى تلك اللحظة دخل والده ورودينا ووالدته ليباركون لآية على حملها .. وكان الجميع فى منتهى السعادة .. حتى رودينا قد نسيت مرضها أمام هذا الخبر السعيد ..
جاء يوم الخميس، ميعاد طبيب رودينا .. وكانت رودينا قد نفذت ما قاله لها فى المشفى الخاصة به وموظفى المشفى قد سلموا للدكتور الأشعة ونتيجتها ..
الطبيب : اهلا يامدام .. اتفضلى ..
رودينا : اهلا يادكتور .. ايه اخبار الاشعة ..
الطبيب : الاول انا عايز اعرف الدكاترة اللى روحتلهم قبل منى قالولك ايه بالظبط ..
رودينا : ان الورم اللى عندى فى مرحلة متأخرة وانها مسألة ايام ..
الطبيب : مممممممم .. طيب بصى انتى فعلا عندك ورم بس نوع الورم حميدى .. مش خبيث .. ومرحلة متأخرة عندى معناها انك لو سكتى عليه حينتشر وحيقلب لورم خبيث ..
حاتم : والحل يادكتور ..
الطبيب : فى كذا حل .. فى عملية استئصال للورم ده بس قبلها حيكون فى حقن مادة ملونة فى شريان من الشرايين المغذية للمخ وبعد كدة تصوير الراس عشان كل الشرايين تظهر .. ولو الورم فى مكان حيوى او مهم ممكن وقتها العملية متنفعش .. واما الحل التانى هو العلاج الاشعاعى ..
حاتم : طيب والعلاج الكيماوى ؟
الطبيب : ده حيكون اضعف الايمان .. لان العلاج الكيميائى فايدته محدودة لان ده عبارة عن عقاقير متقدرش توصل للمخ عن طريق الاوعية الدموية ولكن ممكن نحقن العقار فى السائل المخى الشوكى ..
فاروق : طيب يادكتور حضرتك تفضل ايه دلوقتى ..
الطبيب : احنا حنبتدى بالعملية .. واللى شايفه من الاشعة ان العملية حتكون أحسن وأسهل واسرع ..
حاتم : حضرتك متأكد يادكتور ان الورم حميد مش خبيث زى ما الدكاترة قالوا ..
الطبيب : انا واثق فى كلامى .. حتجينى يامدام رودينا الاحد الجاى عشان نحضرك للعملية ..
رودينا ( فى خوف ) : كدة على طول ..
الطبيب : اى تأخير حيكون فى خطر عليكى يامدام رودينا ..
فاروق : خلاص يادكتور ان شاء الله يوم الاحد نيجى لحضرتك .. شكرا لحضرتك ..
الطبيب : العفو .. مع السلامة ..
وبعد أن خرجوا من عيادة الطبيب .. كان الجميع منشرح الصدر وسعيداً .. فها هو الطبيب قد طمأنهم جميعاً أن حالة رودينا ليست خطرة كما قال لها جميع الأطباء .. ووصلا إلى البيت .. وأخبر حاتم زوجته بما قاله الطبيب .. فسعدت آية ولكن تبادر فى بالها سؤال ..
آية : معقول ياحاتم 5 دكاترة كلهم قالوا نفس الرأى وكلهم غلطانين ..
حاتم : هى فعلا حاجة غريبة .. بس الدكتور ده أكبر دكتور فى البلد وياما اتعالج على ايديه ناس كتيرة جدا وحالتهم اصعب من حالة رودينا ..
آية : انا عن نفسى متفائلة جدا وحسة ان رودينا بإذن الله حتقوم بالسلامة ..
حاتم : آمين يارب .. وبالنسبة لجوزها بعد ما رودينا تقوم بالسلامة حيكون لية تصرف تانى معاه .. وحعلمه الأدب وحعلمه ازاى يحترم رودينا ..
آية : طيب ياللا عشان نروح لطنط نقولها على اللى حصل عشان هى زمانها حتطق ان عمو راح يوصل رودينا بيتها وانت جيت على هنا من غير ما تعدى عليها ..
حاتم : بس تيجى معايا ..
آية : انا ؟!!! ليه ؟
حاتم : انتى بتعرفى تألفى مقدمات للحالات الصعبة .. فانتى ابتدى وانا وراكى على طول ..
آية : بقى كدة ياسى حاتم بتهرب انت وتحطنى فى وش المدفع ..
حاتم : هههههههههههههه قدها وقدود يايويو ..
آية : ماشى ياعم .. استرها يارب ..
وبعد قليل كانا حاتم وآية يطرقان الباب .. وفتحت لهم عواطف وفى عينيها شذراً .. فانفعلت عليهما قائلةً ..
عواطف : ما لسة بدرى ..
حاتم : معلش ياماما انا اسف على التأخير ..
عواطف : ادخل ياحاتم .. ادخل .. وهات الهانم التانية معاك ..
نظرت آية لزوجها نظرة يأس من تغيير حماتها تجاهها وكان خجلاً منها .. وما إن جلسا الجميع .. حتى انفعلت عليه أمه مرةً أخرى قائلةً ..
عواطف : بقى سيادتك اول ما جيت من برة جرى على مراتك تحكيلها اللى حصل مع انى انا امها وانا الاحق بأنى اعرف الاخبار ..
آية ( محاولةً إنقاذ الموقف ) : ياماما انتى ست الكل وفوق راسنا كلنا .. هو كان جاى يحط حاجته ويغير هدومه عشان يجى يقعد معاكى على رواقة ..
عواطف : والله يغير هدومه .. أه .. وطبعا حكالك ..
آية : ايوة ياماما ما انا سألته عشان اطمن وكان كلامه مختصر جدا .. يعنى مفيش تفاصيل ..
حاتم : بالظبط كدة ياماما زى ما مراتى قالت لك ..
عواطف : مراتك .. اه .. وايه الموضوع بقى واختك عندها ايه ..
حاتم : رودينا عندها …..
عواطف : ما تنطق ياحاتم .. فى ايه ؟
آية : رودينا زى الفل ياماما .. هى بس حتعمل عملية يوم الاحد الجاى او الاتنين صغيرة ..
عواطف ( ضاربةً على صدرها ) : ياخبر اسود .. عملية وتقوليلى زى الفل .. انطقوا انتو الاتنين هى عندها ايه ..
آية : ياماما هى عندها كلكيعة كدة فى دماغها هى اللى مسببالها الدوخة دى وحتعمل العملية عشان تشيلها ..
عواطف : كلكيعة ؟ يعنى ايه ؟
حاتم : خراج ياماما بس كبير شوية مش حينفع يروح بالأدوية فحتضطر تعمل العملية دى ..
عواطف ( فى قلق ) : والعملية دى خطر ياحاتم .. صح ؟
حاتم : ابدا ياماما مش خطر ولا حاجة .. ادعى بس ربنا يقومها بالسلامة ..
عواطف : آمين يارب .. ربنا يقومها بالسلامة .. وابوك راح يوصلها ورايح مشوار تانى واللا راجع على هنا على طول ..
حاتم : لا راجع على هنا انا حكلمه دلوقتى عشان اشوفه وصلها واللا لسة بس الله يخليكى ياماما انتى وآية حضروا أكل على ما يجى لاحسن انا واقع من الجوع ..
عواطف : ياحبيبى .. حقوم اطبخلك أكل مخصوص ..
حاتم : ياريت ياماما تعملى اى حاجة من ايدك الحلوين دول .. انا اشتقت اوى لأكلك ..
آية : وانا حقوم اساعدك ..
عواطف : ولو انى مبحبش حد معايا فى المطبخ بس تعالى اعملى انتى السلطة وانتى قاعدة .. عشان بس حملك ..
آية ( فى سعادة ) : اعملك اى حاجة وانا قاعدة ولا يهمك ياماما ..
عواطف : طيب ياللا انجرى قدامى ..
آية : ( فى سعادة كبيرة ) : من عنية ياماما ..
دخلت كلٍ من عواطف وآية إلى المطبخ لتحضير الطعام وراقبهما حاتم حتى وجدهما انشغلتا فى التحضير فطلب والده ..
حاتم : الو .. بابا .. ازيك .. بقولك ايه .. انا معرفتش اقول لماما الحقيقة .. بس قلت لها حاجة تانية ولما تيجى قول زينا عشان هى حتموت من الرعب على رودينا .. بص ياسيدى ..
طلب حاتم من والدته أن تحضر له الطعام حتى يستطيع إخبار والده بما قاله لأمه والاتفاق معه على الالتزام بنفس الحديث فأمه لن تتحمل خبر إصابة ابنتها بذلك المرض حتى وإن كان حميداً وليس خبيثاً ..
فى نفس اليوم وفى منزل أيمن وفاطمة .. كان هاتف أيمن المحمول يرن بإصرار وكان أيمن فى الحمام .. فردت فاطمة على ذلك الاتصال وقبل أن تتفوه بكلمة وجدت الطرف الآخر يتحدث ..
امرأة : مبتردش ليه ياحبيبى .. كدة تسيبنى على التيلفون كل ده ..
ما هذا .. ماذا حدث .. ومن تلك المرأة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)