روايات

رواية لقاء في القطار الفصل السادس عشر 16 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الفصل السادس عشر 16 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الجزء السادس عشر

رواية لقاء في القطار البارت السادس عشر

رواية لقاء في القطار الحلقة السادسة عشر

وصل حاتم إلى منزله فإذا به بجد والدته تنتظره أمام التلفاز ويظهر عليها الغضب .. فيلقى عليها تحية المساء ..

حاتم : مساء الخير ..
عواطف : مساء النور يابيه .. خلاص وصلت الهانم وجاى تنام طبعا ومش مهم تقعد مع أبوك وأمك ..
حاتم : ليه ؟ هو انا مس سألت بابا قبل ما انزل ان كنتو عايزين حاجة قالى لأ ..
عواطف : وهو يعنى مفيش غير ابوك اللى تسأله ..
حاتم : اصل امى من امبارح بتتهرب منى بالنوم .. ولما رجعت دلوقتى عايزة تدب معايا خناقة عشان أنسالها اللى هى عملته امبارح فى الناس ..
عواطف ( ببرود ) : وانا بقى عملت ايه ان شاء الله ..
حاتم : ابدا معملتيش حاجة خالص .. ولا أحرجتى آية وأجبرتيها على الطقم اللى انتى اخترتيه .. ولا أحرجتى جدها فى الكلام .. ولا قلبتى وشك علينا كلنا ونكدتى علينا فى يوم زى ده .. مع انك مفروض كنتى ترقعى الزغرودة مش تقلبيها علينا نكد وكأنى رايح اتدفن مش اتجوز …
عواطف : وانت فاكر انك بجوازك منها مش حتدفن .. ثم عاجبك فيها ايه .. ولا شكل ولا منظر ولا اى حاجة عدلة فيها ..
حاتم : اشمعنى انتى بقى اللى رأيك مخالف مع ان سبحان الله كل اللى شافوها قالوا تبارك الخلاق فيما خلق .. وحتى ياماما لو فى نظرك مش حلوة فى نظرى انا حلوة وطيبة وقلبها أحلى قلب قابلته ..
عواطف ( فى انفعال ) : انت بتغيظنى ياواد انت ..
حاتم : لا ياحبيبتى مش بغيظك بس انتى اللى بتعملى حاجات نتيجتها فى الاخر بتغيظك انتى ..
عواطف : والله .. تقدر تقولى اشمعنى مروة اللى جيبتها تنقى الشبكة مع الهانم بتاعتك ..
حاتم : مروة اقرب واحدة فى قرايبنا ..
عواطف : والله ؟ واختك .. انت ولا اتصلت بيها ولا بلغتها ولا طلبت منها هى اللى تنزل معاك ..
حاتم : ومين قالك بقى .. انا اتصلت بأختى وبلغتها وهى اعتذرت انها تيجى لان لو حضرتك فاكرة متجوزة وعندها بيت وعندها 3 عيال فيهم توأم غير انها بتشتغل .. ولما اتصلت بيها باركتلى وحتيجى يوم الخطوبة عندنا من بدرى وتطلع من عندنا معانا على بيت آية .. ومروة طلبت منها انها تيجى عشان هى فاضية ولا عيال ولا جوز ولا خطيب ولا حبيب .. يتهيألى ياماما لو كنتى كلفتى خاطرك واتصلتى انتى بيها كانت هتقولك نفس كلامى .. لكن انتى عايزة تتخانقى وبس لانك بتحاولى تنسينى الطريقة اللى انتى اتكلمتى بيها مع الناس ..
عواطف : وانت بقى حتخسرنى عشان ناس غريبة ..
حاتم : اولا دول ناس مش غريبة دى خطيبتى وأهلها .. ثانيا عمرى فى حياتى ما حخسر أهلى عشان اى حد قريب واللا غريب .. ثالثا شيليها من دماغك بقى ياماما وحاولى تديها فرصة تتعامل معاكى ولو عاملتك وحش يبقى ليكى الحق لكن مش من اولها انتى اللى تعامليها وحش وتخوفيها منك .. مش حتحب تتعامل معاكى بعد كدة ويمكن توصل انها متحبش تزورك .. يبقى كدة حلو يعنى ؟!!
عواطف : عنها ما زارتنى وهو انا يعنى هنقص من غيرها ولا هزيد بيها .. دى ولا تسوى ..
حاتم ( فى حدة ) : ماما … لو سمحتى متغلطيش فيها .. وافتكريلها انها محبتش تجيب مشاكل وتريحك لما انتى اخترتى شبكة قليلة زى اللى انتى أجبرتيها عليها لكن الظاهر انه مش فارق عندك ..
عواطف ( بتحدٍ ) : ولا تسوى دبلة سلك عندى ..
حاتم ( فى برود ) : بس تسوى عندى الدنيا وما فيها ..
عواطف ( فى انفعال ) : يعنى انت بتبديها علية ياحاتم ..

يأتيهما صوت والده ..

فاروق : عواطف .. فى ايه .. ما تهدى شوية .. على الاقل عدى اليومين دول وابقى اتخانقى براحتك ..
ثم ناظراً لحاتم ..
فاروق : حاتم .. ادخل انت نام .. تصبح على خير ..
حاتم : وانت من أهله يابابا ..

ينظر حاتم إلى والدته فى غضب ويأس .. ويغادر المكان إلى حجرته .. وبعد دخوله حجرته يلتفت الأب إلى زوجته قائلاً ..

فاروق : انتى فى ايه .. انتى مش هاين عليكى متنكديش عليه فى اليوم ده .. طب ياشيخة اصبرى عليه بكرة وابقى نكدى عليه بعد كدة .. ايه عيزاه يحضر وهو مبوظ فى وش خطيبته ووش الناس .. ياشيخة اتقى الله .. انتى ايه اللى جرالك انتى مكنتيش كدة ..
عواطف ( فى حزن ) : انا مش عايزة البنت دى ..
فاروق : ليه عملت لك ايه .. البنت فى منتهى الأدب والأخلاق .. ومعملتش حاجة تزعلك رغم انك غلطتى فى جدها وأجبرتيها على اختيارك انتى ومسيبتلهاش فرصة تختار .. ليه مش عيزاها .. فكرى وصدقينى هتلاقى نفسك غلط .. وانسى بقى اللى انتى حطاها فى دماغك .. اهى قالت لك مبروك وانه زى اخوها وبرده لسة مصممة .. ازاى ده بس .. بتفكرى ازاى ..
عواطف : انا مش فاهمة ايه اللى جرالها ..
فاروق : تانى ياعواطف .. يعنى كلامها وكلامى وارتباط حاتم ببنت حبها مش نافع معاكى .. انتى ايه مفيش فايدة معاكى فى الكلام .. ياستار يارب .. انا رايح انام تصبحى على خير ..

ويغادر فاروق سريعاً إلى حجرته تاركاً عواطف وحدها قائلةً فى سرها ..

عواطف : برده مش هرتاح الا لما الجوازة دى متمش ..

وأثناء حديثهما .. كان حاتم وحده فى حجرته يبدل ملابسه ويتحدث مع نفسه ويلوم نفسه على أسلوبه فى الحديث مع والدته ..

حاتم : وبعدين بقى ازاى اكلم ماما بالطريقة دى .. بس اعمل ايه هى اللى حطة آية فى دماغها معرفش ليه .. لو بس افهم دماغك ياماما واعرف انتى بتفكرى فى ايه .. بكرة الصبح حعتذرلها عشان ميصحش اتكلم معاها كدة وكمان عشان اضمن تعامل آية حلو بكرة … ولو بكرة بس .. يارب بكرة يعدى على خير يارب ..

أما فى منزل آية فعندما تصل تجد جدها جالساً على المقعد وقد غفل فبدلت ملابسها بهدوءٍ شديد وحضرت العشاء .. ثم بدأت فى إيقاظه ..

آية : جدو .. جدو ..
الجد ( شبه نائماً ) : ها .. انتى جيتى ياآية .. ايه اللى اخرك بس يابنتى ؟
آية : ياجدو انا جيت من زمان حتى غيرت هدومى وحضرت العشا وجيت اصحيك عشان نتعشى سوا، بس اتأخرت فين دى، الساعة مجتش 11 .. هو انت مش شايف هدوم البيت اللى انا لبساها واللا ايه ..
الجد ( فاركاً فى عينيه ) : اه صح .. طيب ياللا نقوم نتعشى ..
آية : ياللا ياجدى ..
وأثناء تناولهما الطعام .. تحدث الجد قائلاً ..
الجد : ها وعملتوا ايه بقى فى الفرح .. كان حلو ؟
آية : اه ياجدى كان حلو اووووووى ياريتك كنت جيت معانا ..
الجد : يابنتى كفاية علية انك فرحتى .. ربنا يفرح أيامك كلها ..
آية : يارب ياجدو يارب .. وانت معايا ..
الجد : بعد ما نخلص عشا هنتكلم شوية صغيرة وتقومى تصلى عشان تلحقى تنامى بكرة عندك هم من أول اليوم ..
آية : خير ياجدى ..
الجد : كلى الاول وبعد ما تخلصى نتكلم ..
آية : ماشى ياجدو ..

تناولا الطعام فى عشر دقائق ونظفت آية السفرة من آثار العشاء وحضرت كوبين من الشاى باللبن .. وذهبت إلى جدها قائلةً ..

آية : ها ياجدو، خيييييييييير ..
الجد : انتى ايه رأيك فى الشبكة ؟!!!
آية : حلوة ياجدو ..
الجد : كانت عجباكى أكتر واللا اللى انتى اخترتيها ..
آية : طيب بص ياجدو عشان مكترش معاك فى الكلام وأتعب قلبك .. اللى كان عاجبنى هو اللى انا اخترته .. وانا وافقت على اللى والدة حاتم قالت عليه لكذا سبب .. اولا لو تفتكر من كام يوم انت قلت لى توقعى ان تكون امه مش موافقة وده اللى احنا شوفناه النهاردة .. ثانيا حبيت اريحها واقول ماشى على اختيارها عشان تغير رفضها من ناحيتى وعشان معملش مشاكل بينها وبين حاتم .. ثالثا الطقم فعلا حلو مش وحش يعنى .. ورغم انها غلطت فيك بس انا مرضيتش اتكلم وقلت شوية لما تلاقينا مبنغلطش فيها حتتأكد اننا ناس كويسين وهتغير معاملتها من ناحيتنا واللا انت عندك كلام تانى ياجدو ..
الجد ( مبتسماً ) : لا معنديش كلام تانى ياحبيبة جدو .. ربنا يكملك بعقلك ويوفقك ويتمملك على خير ..
آية : يااااااااارب ياجدو .. ياللا بقى اشرب كوبايتك وانا كمان هشرب كوبايتى قبل ما تبرد .. عشان كمان ألحق انام ..
الجد : ربنا يهنيكى ياآية وتبقى من أسعد الناس ..

يتسامر الجد مع حفيدته نصف ساعة ثم يستعد الاثنان للنوم .. نوماً هنيئاً لكم .. حاتم وآية والجد وفاطمة وأيمن .. و……. ونتمنى لكى يامروة نوماً هنيئاً ونتمنى لكى معرفة النوم ..

ولكن هيهات .. تلك الفتاة الطيبة القلب المتماسكة والقوية تتقلب فى سريرها مع دموعها .. تدعو الله أن يعينها فى حفلة الخطوبة .. وتدعو الله ألا تنقلب الحفلة إلى مكان عزاء فيها .. فهى تريد الفرح للجميع وحتى وإن احترق قلبها ولم يعرف طريقاً للفرح ..

جاء اليوم المنتظر .. تجمع القليل فى بيت آية .. فمن جاء : مروة وأمها وحاتم ووالده ووالدته وأيمن وفاطمة وأحمد خال آية الكبير وزوجته رضوى وابنته الكبرى أسماء وخالها محمد دون زوجته وأولاده وكذلك خالها حاتم جاء دون أسرته .. وأصدقاء حاتم وأيمن والبعض من جيران وجارات آية ..

وبرغم قلة عدد المعازيم إلا أن الفرحة كانت تطل من الجميع – ماعدا والدة حاتم – وكان الجد أكثر الفارحين فى تلك الحفلة .. فحفيدته ستستقر أخيراً فى كنف رجلٍ محترم وذو طيبة كبيرة وآمن عليها معه ..

كانت آية جميلةٌ جداً بتزويقها الهادئ الجذاب ولم تتخلى عن حجابها فى الخطوبة .. وكان لون فستانها رقيقاً جداً .. انبهر حاتم عندما رآها .. فلقد شعر أن الحياة عادت إليها وإليه من جديد وأنهما فى بداية حياةٍ جميلة ..

انتظر الجميع قدوم أم العريس – عواطف – بعلبة الشبكة وتفريجها للمعازيم .. ولكنها امرأة عنيدة جداً ظلت بداخل حجرة من الحجرات جالسة وممسكة بالعلبة بيديها فدخلت عليها مروة .. متسائلة ..

مروة : ايه ياخالتو ما ياللا بقى .. الناس مستنيين يشوفوا الشبكة ..
عواطف ( فى حدة ) : انتى يابت هتجننينى .. انتى بتستعبطى علية ..
مروة : واستعبط عليكى ليه ما الناس فعلا مستنيين أم العريس بالشبكة ..
عواطف : انتى يابت انتى مش سبق وفهمتينى انك بتحبى حاتم .. ازاى بقى جاية تفهمينى انه ميفرقش معاكى وقال بتتمنيله الخير ..
مروة ( فى تفكر ) : اه .. احنا بقى هنضيع وقت فى كلام مالوش لازمة يتقال ..

تجلس مروة على مقعد قريب من خالتها متفكرةً فى ردٌ نهائى على خالتها ..

مروة : شوفى بقى ياخالتو عشان واضح انك فهمتينى غلط .. وياريت ننهى الموضوع ده دلوقتى وفى دقيقتين عشان اولا منتكلمش فيه تانى وعشان ثانيا منتأخرش على الناس ..
عواطف : وهو ايه اللى انا فهمته غلط ياست البرنسيسة ..
مروة : من غير بس تريأة ياخالتو .. بصى ياحبيبتى هل انا سبق وقلت لك مباشرة انى بحب حاتم حب أكتر من الاخوات ؟ من غير ما تردى لا طبعا مقلتش كدة .. ولما – زى ما بتقولى – انى فهمتك انى بحب حاتم .. كنت اقصد من كدة ان الحب ده حب أخوى ولما قلتيلى خبر خطوبته قلت لك ربنا يهنيه ويسعده ومبروك عشان فعلا انا بحب حاتم زى اخويا واتمناله الخير والسعادة .. وحتى ياخالتو لو كنت بحبه حب تانى من اللى فى دماغك برده مكنتش حروح اتنحرر واظهرله لان اولا انا كرامتى فوق اوى وهو اللى لازم يبتدى مش انا، ثانيا هو اساسا مش بيحبنى الا زى اخته .. يعنى من الاخر ومن غير كلام كتير .. انا وحاتم اخوات وقريبين من بعض زى الاصحاب الانتيم .. سمعتى عنهم ياخالتو ..
عواطف : أنتيم ؟!!! هو ده اخر الكلام عندك ؟
مروة : طبعا ياقمر .. ياللا بقى عشان النا مستنية ..
تهم عواطف بالنهوض ولكنها سرعان ما قالت ..
عواطف : ماشى يامروة .. واعرفى انك انتى اللى خسرانة ابنى ومسيرك فى يوم حتندمى ..
مروة : ههههههههههههه ياللا ياخالتو مضحكنيش اكتر من كدة ..
تسير مروة مع خالتها قائلةً فى نفسها ..
مروة : والله ما انتى فاهمة حاجة ياخالتو ..

تخرج كلٍ من مروة وخالتها إلى حجرة الصالون الواسعة وتجدان الجميع فى انتظارهما .. فتهمس مروة إلى خالتها قائلة ..

مروة : عاجبك كدة ياخالتو ادينا هنضرب بسبب التأخير ..
عواطف : بس يابت انا مش نقصاكى ولا طيقاكى ..
مروة : ههههههههههه .. طب حتى ابتسمى .. بالله عليكى لتبتسمى ..

تتصنع عواطف الابتسامة وتسير فى اتجاه العروسين ولا تفكر فى تفريج الشبكة للمعازيم .. فتسرع مروة جهة خالتها منبهةً إياها إلى فعل تلك العادة .. وأثناء تفريج عواطف المعازيم شبكة آية فإذا بصوتٍ مألوفٍ يأتى من وراء مروة قائلاً ..

أمجد : انا شايف ان دى صدفة حلوة ..
تنتفض مروة فى مكانها ناظرةً إلى صاحب الصوت فتجده أمجد فتقول له فى حدة ..
مروة : ايه ياأستاذ .. فى حد يرعب حد كدة ؟
أمجد : انا اسف بس بجد انبسطت لما شوفتك تانى وكمان يومين ورا بعض ..
مروة ( فى تذكر ) : مرتين ؟ مش انت بتاع امبارح ؟
أمجد : ايوة انا .. اللى كسفتيه ومرضتيش تخليه يتعرف عليكى ..
مروة ( فى شراسة ) : أحسن ..
أمجد ( بتعجب ) : هو ايه اللى احسن ياآنسة مروة ..
مروة : كمان عرفت اسمى .. ايه الجمال ده .. احسن انى اكسفك لانى مش عيزاك فعلا تتعرف علية .. نهائى .. وكفاية بقى منظرك امبارح كان وحش اوى، حتوحشه تانى النهاردة واللا ايه ..
أمجد : وانتى خايفة لمنظرى يبقى وحش ..
مروة : لا خايفة امسك فى خناقك لانك بجد بجد يعنى بارد اوى .. اه بقولك ايه .. متبقاش تطقس علية عشان هتتعب نفسك .. اوووووف ..
أمجد : بس انا مصمم نتعرف ..
مروة ( بنفاذ صبر ) : ممممممممممممم .. طيب شايف العريس اللى فى الكوشة هناك ده ؟
أمجد : طبعا ده حاتم صاحبى وحبيب قلبى ..
مروة : انا ممكن بقى اخليه يبيع الصحوبية دى ويخسرك وده عشان انا بنت خالته يعنى انا اولى منك فى حياته .. لم الليلة بقى ..

ينبهر أمجد بطريقة مروة فى التعامل مع الغريب .. ويُصِّر أن تلك الفتاة يجب أن تكون له .. فسيفعل كل شئ لتكون مروة له ..

وأخيراً وبعد ذلك الحوار بين أمجد ومروة .. يبدأ العريس فى تلبيس عروسته الشبكة وسط فرحة الأهل وزغاريدهم ووسط دموع مروة بضياع قلبها ووسط حزن عواطف بضياع الأمل داخلها بعدم زواج حاتم من آية .. ولكنها وضعت خطة للتخلص من آية وخطة أخرى لزواج حاتم من مروة .. وبعد الانتهاء من ارتداء آية لشبكتها تزغرد الجارات وكذلك مروة التى أثبتت لخالتها فى تلك اللحظة أن حاتم بالفعل أخاها ليس أكثر .. ويبارك الجميع للعروسين متنميين لهما كل التوفيق والسعادة والهناء ..

ولكن والدتها .. عفاف .. تشعر بحرقة قلب ابنتها ويحترق قلبها لأجلها .. كيف يمكنها مساعدة ابنتها .. كيف يمكنها أن تُزَوِّج ابنتها لرجل وابنتها تحب آخر .. وأثناء حديث العقل معها يأتيها صوت رجل ..

أمجد : حضرتك والدة الانسة مروة ؟
عفاف : ايوة انا .. خير ؟
أمجد : انا يشرفنى اتقدم لها وكنت عايز معاد من حضرتك اجى البيت فيه واتقدم بشكل رسمى ..
عفاف : نعـــــــــــــم ..

تلاحظ آية وقوف أمجد بجانب والدة مروة ويتحدث معها … وكادت أن تسأل مروة ما بال ذلك الرجل يلاحق مروة والآن والدتها ولكن يأتيها صوت حاتم ..

حاتم : مبروك لأجمل آية شوفتها فى حياتى ..
آية ( فى خجل ) : الله يبارك فيك ياحاتم ..
حاتم : الجميل كان بيبص على ايه ؟
آية : فى واحد واقف مع طنط مامة مروة ونفس الراجل ده كان واقف امبارح بيتكلم مع مروة ولما سألت مروة امبارح قالت لى واحد مجنون .. هو جنانه وصله هنا ازاى ؟
حاتم : هههههههههههه .. بصى ياستى الواحد ده يبقى أمجد صاحبى وشاف مروة امبارح وعجبته .. ودلوقتى بيكلم مامتها عشان يتقدم لمروة ..
آية : ايه ده هو لحق قالك ؟
حاتم : طبعا قالى من امبارح واحنا فى خطوبة أيمن اصلا ..
يأتيهما صوت أيمن قائلاً ..
أيمن : سامع حد بيجيب فى سيرتى ..
آية : ههههههههههههه لسة بنقول اسمك ياأيمن ..
أيمن : ليه بقى .. يارب بس يكون بالخير ..
فاطمة : اكيد طبعا بالخير ياأيمن مش برده بيحبوك ..
أيمن ( فى همس لفاطمة ) : هما بس اللى بيحبونى ..
فاطمة ( فى همس ) : ششششششششششش هيسمعوك ..
أيمن : ولا يهمنى اللى عايز يسمع يسمع .. المهم ياحاتم بتجيبوا سيرتى ليه بقى ؟
حاتم : آية اخدت بالها من أمجد واهتمامه بمروة فقلت لها عليه وانك عارف ..
أيمن : اااااااااه .. خلاص ماشى .. المهم بقى الف مليون مبروك ليكم ياعرسان .. بجد انتو تعبتوا قلبنا لحد ما اتخطبتوا ..
حاتم ( غامزاً ) : معلش بقى مش حاجة تيجى سهل زيك انت وفاطمة ياعم ..
أيمن : ياستير يارب انت بتحسدنا واللا ايه ياض انت ..
آية : هههههههههههه .. احلى صحوبية هى اللى بينكم دى .. ناقر ونقير ..
أيمن ( غامزاً ) : وأحلى حب هو اللى ما بين حاتم وآية .. برده ناقر ونقير ..
آية / حاتم : ههههههههههههههههههههههه ..
حاتم : ياللا يابنى روح خد خطيبتك واتشمسوا فى البلكونة شوية وخلونى بقى استفرد بخطيبتى شوية ..
فاطمة : بقى كدة ياسى حاتم .. ماشى ماشى .. ثم نتشمس بالليل ازاى بقى ..
حاتم : أيمن الله يكرمك ابقى فهم فاطمة اللغة بتاعتنا ..
أيمن : من عنية ياعريس ..

تتدخل فى الحديث ووالد والدة حاتم التى تبارك لهم فى غير نفس ..

عواطف : مبروك ..
فاورق ( فى سعادة ) : مبروك ياولاد .. الف مبروك ..
يحتضن حاتم والده .. ويقبل والده رأس آية قائلاً لها ..
فاورق : مبروك يابنتى .. ربنا يهنيكم يارب ..
آية : ربنا يكرمك ياعمى ..
فاورق : لا من هنا ورايح تقوليلى بابا ..
آية ( فى سعادة ) : حاضر يابابا ..

وعلى الجانب الآخر تبارك عواطف لابنها وهى عابسة ..

حاتم : ياماما عشان خاطرى فكى شوية دى خطوبتى، يرضيكى يعنى تزعلينى يوم خطوبتى ..
عواطف : اشمعنى انت زعلتنى وصممت عليها ..
حاتم : القلب وما يريد ياماما .. صدقينى كل ما تعرفى آية أكتر كل ما هتغيرى رأيك من ناحيتها وحتحبيها اووووى .. ياللا بقى عشان خاطرى باركيلها وانتى مبتسمة . عشان خاطرى انا ياماما ..
عواطف : ماشى ياحاتم ..
فتنتقل عواطف إلى جهة آية مباركةً لها ..
عواطف : مبروك ياآية ..
آية : الله يبارك فيكى ياماما ..

غادرت عواطف الكوشة ومعها فاروق .. فينظر حاتم إلى آية التى يجدها ساهمةً .. فيفهم ما بها فيقول لها ..

حاتم : متقلقيش ياحبيبتى مسيرها تحبك ..
آية : يارب ياحاتم تحبنى فعلا ..
ويفاجئهما الجد بوجوده أمامهما .. فلم يشعرا به عند قدومه إلا وهو واقفاً أمامهما ..
حاتم / آية : جدى ..
الجد : ايه اتخضيتوا ؟
حاتم : ابدا ياجدى انا بس مشوفتكش وانت جاى علينا ..
الجد : من الفرحة ياواد ياحاتم .. ربنا يفرح أيامكم ويحليها كمان وكمان ويبعد عنكم اى شر ..
آية : آمين يارب ..
الجد : خد بالك ياحاتم من آية .. دى دلوقتى ملهاش غيرك ..
حاتم : ربنا يخليك لينا ياجدى انت الكل فى الكل ..
الجد ( فى إصرار ) : اوعدى انك تاخد بالك منها وتسعدها طول حياتك ..
حاتم ( ناظراً إلى آية ) : دى فى عنية ياجدى ..

يبتسم الجد فى راحةٍ عندما يشعر ويصدق كلمات حاتم .. ويرتاح عندما يجد تلك السعادة التى فى عينيه .. ويسعد كثيراً عندما يرى تلك الفرحة الحقيقية فى عين آية .. ويدعوا الله بهداية والدة حاتم جهة آية .. فهو يريد أم حقيقية لها وليست حما .. ويتساءل : هل ستدوم سعادتك ياابنتى وأنا لست بجانبك ..

يرى الجد الجميع فى عينيه سعيداً وفرحاً بتلك الزيجة .. ويشعر بمن يهتم وبمن لا يهتم .. ويدعو الله بأن يتمم لآية فرحتها على خير ويحميها من شرور داخل كل نفس لا يعلمه إلا الله ..

تنظر له آية فى حبٍ وامتنان وقامت من مجلسها .. وعانقته أمام الجميع .. وكأنه العناق الأخير ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى