روايات

رواية لقاء في القطار الفصل الرابع عشر 14 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الفصل الرابع عشر 14 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الجزء الرابع عشر

رواية لقاء في القطار البارت الرابع عشر

رواية لقاء في القطار الحلقة الرابعة عشر

تعرف عفاف أن ابنتها تحب حاتم .. فقلبها يشعر بذلك فمروة لم تصارحها بحبها له أبداً .. ولذلك خافت أن تدخل مع أختها عواطف إلى الحجرة حتى لا ترى الحزن فى عينى ابنتها .. فحاولت عفاف دخول حجرة مروة ولكنها تجده مغلقاً فتطرق الباب عليها وبعد دقيقتين فتحت مروة باب حجرتها وإذ بعينيها منتفختان .. فيينفطر قلبها عليها .. تماسكت عفاف وتصنعت المرح أمام ابنتها ..

عفاف : الجميل عينه مالها ؟
مروة ( محاولة الابتسام ) : صباح الفل ياماما ..
عفاف : صباح الحب ياعيون ماما .. معلش ياحبيبتى ان خالتك صحيتك بدرى اوى كدة ..
مروة : عادى ياماما مفيش مشاكل ..
عفاف ( فى تردد ) : هو ….. هو ايه … الكلام اللى دار بينكم ؟
مروة : ما انتى عارفة ياماما .. اكيد سمعتى ..
عفاف ( بحزن ) : لا ياحبيبتى انا مرضيتش ادخل وقلت اخليكم لوحدكم ..
مروة : طب وانتى زعلانة اوى كدة ليه .. قالت اللى انا كنت متوقعاه وقلتهولك قبل كدة وانتى مقتنعتيش بكلامى .. قالت ان حاتم هيتجوز واحدة حبها .. الغريبة ياماما انها بتقولى اتنحرر هههههههههههههههه .. مش فاهمة بصراحة اتنحرر اعمل ايه .. الحمد لله انها مش حماتى انا .. الله يكون بقى فى عون التانية بصراحة يعنى ههههههههههههههههههه ..
عفاف : …………………..
مروة ( متصنعة المرح ) : ايه ياماما انتى زعلتى واللا ايه .. انا بهزر ..
عفاف ( بحزن ) : عارفة يامروة انك بتحاولى تهزرى وتدارى عنى وجعك ..
مروة : هههههههههههههههه وجع ايه ياماما هو انا عندى مغص .. ياست الكل حاتم بالنسبة لى أخ .. وانا بصراحة ياماما بقى مكنتش موافقة على اتفاقك معاها على جوازى منه .. افرضى بحب واحد تانى يعنى كنتى عملتى ايه معاها بقى بعد كدة .. كنتى هتقوليلها معلش انا لحست كلامى معاكى عشان البنت طلعت بتحب واللا كنتى بقى هتجوزينى حاتم بالعافية .. الحمد لله اهى جت منه ياست الكل وياللا بقى ربنا يهنيه ويسعده ياااااااااااااارب ..
عفاف : خرجى اللى جواكى يامروة لو فضلتى تكتمى هتقعى منى .. وانا معنديش استعداد اشوفك قدامى بتنهارى واقعد ساكتة ..
مروة : ياحبيبتى انا كدة فى بطبيعتى جدا جدا جدا .. واطمنى ياست الحبايب علية ..
عفاف : اومال عينك مورمة ليه يامروة ؟
مروة : ياماما انتى نفسك بديتى الكلام بأنك بتقوليلى معلش خالتك صحيتك بدرى .. انا صحيت فى غير معادى يعنى مخدتش كفايتى فى النوم .. عايزة انام ياناااااااااااااس .. أسمع بقية الجيران يعنى عشان تصدقينى انى عايزة انااااااام ..
عفاف : خلاص خلاص .. كملى نومك وانا كمان هروح اريح شوية .. حسة انى تعبت شوية ..
مروة : سلامتك ياست الكل ..

تخرج عفاف من حجرة ابنتها واضعة يديها على قلبها .. فهى تشعر أن هناك بعض النغزات فيه فهى تتألم لأجل ابنتها .. تعلم أن ابنتها كدبت عليها لتريحها وتعلم أن ابنتها الآن فى قمة ألمها وستتصنع النوم لتختلى بدمعاتها وحدها .. فمروة ورثت منها التماسك أمام الجميع والبكاء مع نفسها .. بالفعل تخاف عليها من الانهيار .. وتتساءل فى نفسها ماذا تخبئ لكى الأيام يامروة ..
عفاف ( فى سرها ) : ياترى الايام مخبياك ايه يابنتى ..

وعلى الجهة الأخرى من مصر .. فى سوهاج .. فى بيت الجد .. الحاج مدبولى .. ينادى الجد على حفيدته ليتحدث معها قليلاً ..
الجد : آية ياحبيبتى .. انا كلمت أعمامك محسن وحسين وطارق ..
آية : ومش هيجو طبعا ..
الجد : اهو اتحججوا طبعا بظروفهم وانهم مش فاضيين وكمان بيباركولنا على الخطوبة السعيدة ..
آية : كمان مش هيجوا يوم الخطوبة .. ياسلام على صلة الرحم ..
الجد : سيبك انتى ياآية مش المهم انا عندك واللا هما اللى يهموكى ..
تحتضن آية جدها وقائلةً وهى فى حضنه ..
آية : ياجدى انا عمرى ما بحس بالأمان مع حد إلا معاك .. انا مش محتاجة حد فى حياتى إلا انت .. ولا أعمام ولا خيلان .. انت الوحيد ياجدى اللى بحبه .. انت الوحيد اللى واقف جنبى وهما بايعنى من زمان ومش بيحبونى .. تفتكر ممكن احب حد مش بيحبنى ولا حابب يعرفنى ..
الجد : ياآية انا مش حابب تفترقى عنهم .. انا مسيرى اموت وهتبقى لوحدك ..
آية : بعيد الشر عنك ياأحلى جد فى الدنيا .. وياجدى انت عارف ان محدش فيهم حيحمينى عن طيب خاطر الا حضرتك .. اذا وافقوا يساعدونى .. ياجدى انا مش هنسالهم انهم رفضوا يبعتوا بنت من بناتهم تبات معايا بعد ما ماما ماتت الله يرحمها سواء من عند أعمامى أو أخوالى .. بحجة انهم ميحبوش بنتهم تبات برة .. طب خدونى معاكو ابات انا معاكو لانى خايفة ابات لوحدى وبمنتهى السهولة بيقولولى مش هترتاحى الا فى بيتك يا ( بنتى ) .. كلمة بنتى وقتها ضحكتنى .. لو كنت بنتهم مكنوش رمونى .. حقك علية ياجدى انى بقول الكلام ده بس دى الحقيقة .. انا مش محتاجة حد منهم انا مش عايزة غيرك انت .. وعلى رأى شيرين : مش عايزة غيرك انت والله بحبك انت والحب كله انت وانت الناس كلهاااااااا ..
الجد : هههههههههههه اه ياعفريتة .. ابقى غنى الاغنية بقى لحاتم يوم فرحكم ..
آية ( فى خجلٍ شديد ) : جدو .. الله بقى ..
الجد : ههههههههههه .. اتكسفتى ياآية .. ماشى ياستى ..
آية : انا هقوم بقى أحضر الغدا ..
الجد : ماشى .. واعملى حسابك يوم الخميس هجيبلك شوية ستات يساعدوكى فى الاكل اللى حنحضروا للناس اللى جايين يوم الجمعة ..
آية : هو انت هتغديهم ياجدو ..
الجد : اومال يجوا من سفر على شاى وقهوة وخلاص واللا ايه .. احنا مش بخلا ياآية ..
آية ( مبتسمة ) : انت أبو الكرم كله ياحاج مدبولى ..
الجد : طب ياللا قومى فزى حضريلنا الغدا بسرعة ..
آية : عنية ..

وبعد حوالى ساعة كانت آية تجلس مع جدها يتناولان طعامهما وكانت آية ساهمةً .. فيلاحظ جدها تلك الحالة .. فيسألها ما بها ..

الجد : ايه ياآية مالك ؟
آية : والله ياجدى ما انا عارفة .. قلبى مقبوض اوى ..
الجد : من ناحية ايه ياآية ؟
آية : تفتكر ياجدى هيجوا يوم الجمعة واللا مش هيجوا ؟
الجد : بصى انا مش هقولك اللى جابك لحد هنا واتكلم فى جواز يبقى جد .. ومش حقولك لما رجع القاهرة واتكلم فى التليفون يبقى جد .. بس تفتكرى لو كان بيلعب كان خلى ابوه يكلمنى فى التليفون ويتفق معايا على معاد .. هو ممكن يلعب ببنات الناس وأهل بنات الناس لكن تفتكرى انه هيلعب بأبوه هو كمان ..
آية : انت مش فاهمنى ياجدى .. انا واثقة ان حاتم جد وهيجى .. بس تفتكر اهله موافقين ..
الجد : ابوه موافق ..
آية : وأمه ؟
الجد : توقعى انها متكونش موافقة .. لانها مكلمتنيش هى كمان وحتى مسمعتلهاش حس ..
آية ( فى خوف ) : وافرض فعلا مش موافقة ياجدى .. هنعمل ايه ؟
الجد : مش بإيدينا ياآية نعمل حاجة .. العمل عمل ربنا . وفى إيد حاتم انه يتصرف ..
آية : ربنا يستر ياجدى ..
الجد ( فى تفاؤل ) : تفائلوا بالله خيراً تجدوه ياآية .. وانا متفائل بربنا ومتوسم الخير فى حاتم ..
آية ( مبتسمة ) : وانا بحب فيك تفاؤلك ياجدى .. ربنا يخليك لية يارب ..
الجد : ويخليكى لية ياحبيبتى … ياللا كلى بقى الاكل برد ..

أما فى منزل حاتم كان جالساً فى يأس وحزن فى شرفة حجرته .. فدخل عليه والده مبتسماً ..
فاروق : ايه ياعم الحزن اللى ماليك ده ..
حاتم : لا انا مش حزين ولا حاجة يابابا ..
فاورق : لا طبعا زعلان هو انا مش عارفك واللا ايه .. بس اصبر على رزقك .. فرجه قريب ان شاء الله ..
حاتم : والله غصب عنى يابابا انا مش هقدر اتجوز من غير رضا ماما ..

يأتيهما صوت عواطف فى خشونة ..

عواطف : وماما موافقة ياحاتم

حاتم : انتى بتقولى ايه ياماما .. بجد انتى وافقتى ..

عواطف : ايوة وافقت خلاص .. وهروح معاكم يوم الجمعة ..

فاروق : لا مينفعش تيجى يوم الجمعة ..

عواطف ( بعصبية ) : ليه بقى ان شاء الله ؟

فاروق : لان القعدة كلها رجالة .. هتروحى تقعدى هناك مع مين ..

عواطف ( فى تحدٍ ) : هروح اشوف عروسة حاتم ..

فاروق : انتى فاكرة نفسك راحة مكان فى القاهرة .. ده الصعيد ياعواطف .. يعنى عادات وتقاليد تانية غير بتاعتنا ..

عواطف : كمان مش عايزين تاخدونى معاكم ؟

حاتم ( بفرحة ) : ياماما ياحبيبتى مين بس اللى قال … الموضوع كله ان القعدة كلها رجالة وميصحش تقعدى مع رجالة .. بس اوعدك الزيارة الجاية هاخدك معايا تشوفيها وتتعرفى عليها براحتك خاااااالص ..

عواطف : ماشى ياحاتم .. اللى يريحكم .. عن إذنكم هروح ارتاح شوية ..

فاروق : استنى ياعواطف جاى معاكى .. ثم هامساً لحاتم : مبروك ياواد ..

يغادر فاروق مع زوجته وما إن يدخلا الحجرة فيغلق الباب .. متسائلاً ..

فاروق : غيرتى رأيك ليه ياأم حاتم ؟

عواطف ( فى غضب ) : اهو اغيرته وخلاص مش لازم تسأل ..

فاروق : ازاى يعنى مش لازم أسأل .. لازم طبعا اعرف ايه سبب التغيير المفاجئ ده ..

عواطف : يييييييييييييه .. ايه يافاروق بقى ارحمنى من أسئلتك دى اهو وافقت وخلاص ..

فاروق : انتى روحتى لاختك ؟

عواطف : ايوة روحت ..

فاروق : وبعدين ..

عواطف ( فى انهيار ) : وبعدين ان مروة سمعتنى كلام زى السم ..

فاروق :ازاى يعنى .. قالتلك ايه ؟

حكت عواطف لزوجها ذلك الحوار الذى دار بينها وبين مروة .. ثم تقول وهى تبكى ..

عواطف : خلاص عرفت حصل ايه وقالت لى ايه ..

فاروق : البنت مقالتش حاجة غلط او زى السم .. البت كان كلامها عين العقل ..

عواطف : انت كمان بتقول كدة ..

فاروق : ياعواطف ازاى تهون عليكى منظر البنت وكرامتها قدام شاب حتى لو كان الشاب ده ابنك ؟ مفروض انتى اللى تحافظى عليها مش تفرطى فيها ..

عواطف : انا بفرط فى كرامة بنت أختى يافاروق ..

فاروق : بصى بلاش نتكلم كتير .. خلاص بنتك اختك اللى انتى كنتى عايزة حاتم يتجوزها اهى قالت لك مبروك وربنا يهنيه .. يبقى ادى لآية فرصة اتعرفى عليها وشوفيها .. مش يمكن تحبيها ياستى ..

عواطف : ماشى يافاروق .. ماشى .. ربنا يسهل ..

فاروق : ربنا يهديكى ياحبيبتى .. انا هريح بقى شوية ..

عواطف : ماشى يافاروق ..

تفكر عواطف كثيراً فيما أغضبها وفى ابنة أختها الذى خذلتها .. تلك الفتاة التى اعتقدت أنها موافقة على الزواج من حاتم ولكنها لم تكن موافقة .. إذن لماذا تركتهم يتفقان على أمر زواجها من حاتم ..

ولكنها لا تعلم أن مروة بها من الجراح ما يجعلها تنهار بالفعل كما قالت أمها .. فعلى الجانب الآخر تجلس مروة على سريرها ممسكةً بصورة حاتم .. تلك الصورة الوحيدة التى تمتلكها له .. كان صغيراً حينذاك لم يتعدى العشر سنوات عندما أعطاها الصورة .. وكانت هى فى الثامنة من عمرها .. فتذكرت ذلك الحوار الرائع الطفولى الذى دار بينهما ..

حاتم : رومىىىىىىىىىى …

مروة : انا اسمى مروة مش رومى .. رومى دى اللى خالتوا بتأكلهالك ..

حاتم : ههههههههههههه .. اما يارومى لقيت صورة لية فى الالبوم بس حلوة اوى .. تشوفيها ؟

مروة : ايوة عايزة اشوفها .. هى فين ؟

حاتم : طب هاتى حتة شيكولاتة من اللى معاكى وانا اوريكى الصورة .. واللا اقولك هاتى الشيكولاتة كلها وانا اديكى الصورة ليكى ..

مروة : لا الشيكولاتة دى بتاعتى ومش حديك منها .. هات بقى اشوف الصورة ..

حاتم : وانا مش هوريكى الصورة الا لما اخد حتة ..

مروة ( متفكرة ) : خلاص خدها كلها وهات الصورة …

جلست مروة تضحك عندما تذكرت ذلك اليوم .. بل ضحكت أكثر عندما تذكرت أن حاتم أخذ علقة ساخنة من أمه عندما اكتشفت عدم وجود الصورة بالألبوم وعندما سألته عنها قال لها أنها ضاعت منه ولم يرتض إخبارها بأنها أعطاها لمروة .. حينذاك بدأ حب حاتم يتسرب إلى قلب تلك الطفلة الصغيرة واعتبرته أحب أن تظل الصورة معها وانتظرت سنوات عديدة يصارحها فيها بحبه لها ولكنه لم يفعل .. كم كانت بلهاء لذلك التخيل .. كم أضاعت عمرها فى ذلك التخيل ..

ها هى الآن تخطت الثلاثون من عمرها .. منتظرةٌ كلمة من حاتم .. ضاع عمرها فى الانتظار فهو سيتزوج أخرى ..

وتذكرت ذلك اليوم الذى طلب مقابلتها وأخبرها أنه يحب فتاة تدعى عبير .. تحملت آلامها وذهبت لبيتها وسقطت مغشياً عليها … أفاقتها والدتها وهى قلقة وباكية وتسألها ما بها .. فترد بأنها شعرت بهبوطٍ حاد ويبدو أنها جائعة .. منذ ذلك الوقت وقد علمت أنها أخت لحاتم ليس أكثر ..

ظلت تضحك على أمها وخالتها عندما كانا يتفقان على أمر زواجها من حاتم وتقول ياليتكما تعلمان ما الأمر حتى تتوقفان عن اتفاقاتكما الفاشلة .. وظلت على حب حاتم ولم تستطع نسيانه .. والآن تأتى خالتها لتبث لها خبر زواجه من أخرى وأيضاً تريد منها أن تتحرك جهته .. ماذا تفعل تلك المسكينة .. هل تصارحه بحبها الكامن بقلبها أم تجبره على الزواج بمن لا يحب هو ..

تذرف الدموع وهى تسأل نفسها متى تستطيع نسيانه .. وهل ستستطيع نسيان من أحبت لأكثر من عشرين عاماً .. هل ستستمر فى حبه وهو لغيرها .. إلى متى سيظل وجع حبها ملازماً لها ..

مرت الأيام وجاء يوم الجمعة وسافر حاتم ووالده فى الصباح الباكر ووصلا بعد انتهاء الصلاة .. دخلا المسجد أولاً ليصليا صلاة الظهر ثم سارا فى طريقهما إلى بيت آية.. وعندما وصلا، وجدا الجد وثلاثة من الرجال جالسين فى ردهة البيت .. فاستقبلهما على أحسن ما يكون من الاستقبال .. وبدأ فى الحديث ..

الجد : اهلا اهلا .. نورتوا سوهاج والله ..

فاروق : ده نور حضرتك ياحاج .. ربنا يكرمك يارب ..

الجد : الله يخليك .. ازيك ياحاتم عامل ايه ياحبيبى ..

حاتم : الحمد لله ياجدى .. انا بخير طول ما حضرتك بخير وراضى عنى ..

الجد : انت راجل .. وانا برضى عن الرجالة ..

وينظر الجد إلى ابنائه الثلاثة نظرة ذات معنى .. هما يفهمونها جيداً .. فيبدأ الابن الكبير وهو أحمد بالحديث ..

أحمد : اهلا ياأستاذ حاتم .. أهلا ياحاج .. نورتوا البلد ..

حاتم / فاروق : اهلا بيك .. شكرا لحضرتك ..

الجد : اعرفكم على خيلان آية .. ده أحمد الكبير وهو الوسطانى محمد والصغير ده يبقى خالد ..

حاتم / فاروق : اهلا بيكم .. فرصة سعيدة جدا ..

الثلاثة : احنا الاسعد ..

الجد : تشربوا الشاى الاول وبعد كدة نتكلم ..

وما هى إلا لحظات لتأتى سيدة ملتحفة ولا يظهر منها غير عينيها وأنفها وذقنها وقدمت لهم الشاى .. وبدأ الاتفاق ..

كان الجد يعتقد بأن أبنائه سيعرقلون الاتفاق وسيعقدونه ولكن لم يحدث .. فهم يريدون إنهاء الاتفاق سريعاً حتى يرجعون جميعاً إلى بيوتهم وإلى أسرتهم .. وبالفعل انتهى الاتفاق وتمت قراءة الفاتحة واتفقوا على ميعاد الخطوبة وبل واتفقوا على أن تكون الخطوبة فى القاهرة وسيسافر الجد مع آية قبل الخطوبة بيومين للتحضير لها … وتم ضيافة حاتم ووالده على أتم وجه .. ورجع حاتم ووالده إلى القاهرة ليبثان خبر الخطوبة السعيد .. فكان أول من اتصل بها حاتم هى مروة ابنة خالته ..

يرن هاتف مروة باستمرار وهى تعلم من يتصل بها ولكنها باكية ومختنقة الصوت .. ولا تستطيع الرد .. ولكنها قاومت حزنها ورددت على حاتم ..

مروة ( فى مرح ) : الوووووووووووو .. ازيك ياعرررررررررريس ..

حاتم ( ضاحكاً ) : ايه ده ايه ده هى ماما قالت لك واللا ايه ؟

مروة : تفتكر يعنى خالتو بتخبى عننا حاجة .. طبعا قالت .. زيك بالظبط ..

حاتم : ههههههههههههه … ماشى ياستى .. ياللا بقى استعدى ..

مروة ( وقلبها مضطرب ) : استعد لإيه ؟

حاتم : الخطوبة بعد 15 يوم .. يعنى يوم الجمعة اللى بعد الجاية ..

مروة ( وقلبها ينزف من الألم ومحاولة التصنع بالفرح ) : وااااااااااااااو … مليون مبروك .. لو كنت اعرف ازغرد كنت عملتها ياحتوم ..

حاتم : انا عارف انك اول واحدة هتفرحيلى .. ده انتى حتى فرحتيلى اكتر من أمى …

مروة : الصبر على ماما .. هى بس خايفة للعروسة تاخدك منها ..

حاتم : وانتى عرفانى يامروة قد ايه بحب ماما ..

مروة : وانت بقى ياعريس حضرت نفسك ..

حاتم : انا محضر كل حاجة .. بقولك ايه ..

مروة : قول ياعم ..

حاتم : آية وجدها هينزلوا قبل ميعاد الخطوبة بيومين تلاتة عشان نجيب الشبكة وتختار الفستان .. والجاتوهات والحاجات الساقعة والذى منه .. ممكن اطلب منك طلب يارومى ..

مروة : اطلب ياحتوم بس من غير رومى دى .. ياعم بحس انى بتاكل ..

حاتم : ههههههههههههه .. بصى يارومى ممكن تنزلى معاها وتختارى معاها الفستان والشبكة ..

مروة : ليه ومامتها واخواتها فين ..

حاتم : مامتها متوفية وبابا كمان .. وملهاش اخوات .. ومحدش من قرايبها من الاخر كدة هيعبرها .. انا ماليش غيرك يارومى .. بلييييييييييز ..

مروة : ماشى ياعم هى بس تيجى وانا هخليها أجمل عروسة ..

حاتم : تسلميلى ياحبيبتى يااااااااااااارب ..

مروة : اه يانصاب .. انا برده اللى حبيبتك واللا المزززة ..

حاتم : والله يارومى ربنا عالم بمعزتك عندى .. وهى طبعا حتتى الشمال ..

مروة : طيب ياللا ياابو حتتك الشمال، سيبنى بقى عايزة انام وخلينا على اتصال لحد ما تيجى ..

حاتم : ماشى يارومى .. تصبحى على خير ..

مروة : وانت من أهله ..

وما إن أغلقت مروة الهاتف حتى دفنت رأسها فى سريرها وأطلقت من الآهات والدموع الكثير .. كانت تعتقد أن لا يوجد من يسمعها ويشعر بها .. ولكن اعتقادها خاطئ فأمها كانت واقفة وراء الباب وسمعت المكالمة وسمعت آهاتها بل وتبلل وجهها بدموع ابنتها … يالكِ من مسكينة يامروة ..
ـــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى