روايات

رواية لقاء في القطار الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الجزء الخامس والعشرون

رواية لقاء في القطار البارت الخامس والعشرون

رواية لقاء في القطار الحلقة الخامسة والعشرون

وفى بيت مروة كان الثلاثة جالسات مع بعضهن يتناولن المشروب الشهير الخاص بهن – وهو الهوت تشوكليت – وضحكن وتحدثن كثيراً وكأنهن لم يضحكن من قبل ..

آية : ها ياهانم .. حتتجوزى امتى ..
مروة ( فى مرح ) : واتجوز ليه ما انا كدة كويسة ..
فاطمة : لا والله يعنى حتقضيها خطوبة ياميرو .. طب والغلبان أمجد حنقوله ايه ده انتى معلقاه بقاله كام شهر ومعلقاه فى حبك ..
آية : شكلك عايزة علقة حلوة .. قومى قولى لابوكى يحدد معاه معاد يجيلكو البيت عشان تحددوا معاد للجواز او حتى كلميه انتى وقوليله ياللا حنتحرك بقى ..
مروة : صعب طبعا ياآية ..
آية : انا عارفة بتقولى صعب ليه .. ملكيش دعوة بية لازم تفرحى وتتجوزى بدل ما الواد يطير .. ثم انا اللى بقولك ومش حزعل وكمان ححضر فرحك .. عايزين نفرح بقى ..
فاطمة : من جهة الفرح حتفرحو .. انا.. انا .. انا حامل ..
مروة / آية : بجدددددددددددددددد
مروة : لولولولولولولولولوولولوووووووولى … بتتكلمى جد يافطومة ..
فاطمة : اه والله حامل فى الشهر الأول اهو ..
آية : حبيبتى .. الف مبروك يافطومة .. ربنا يكملك على خير يارب ..
فاطمة : عقبالك يارب ياآية انتى ومروة ..
آية / مروة : ياااااااااااااااارب ..
آية : يااااه قد ايه انا فرحت اوى اوى دلوقتى علشانك يافاطمة .. انا حقوم اتوضى واصلى ركعتين لربنا شكر وادعيله يرزقنى انا كمان .. وانتو كمان لازم تصلوا زيى ..
مروة : ماشى قومى اتوضى واحنا وراكى ..

ذهبت آية للتوضأ وإذ بفاطمة تنظر إلى آية وتحدثها حديثاً سريعاً ..

فاطمة : انتى اخبارك ايه يامروة مع أمجد ..
مروة : الحمد لله العلاقة بينى وبينه اتحسنت .. الحاجة الوحيدة اللى كانت منغصة علية حياتى هو الفرح اللى لسة متمش ده ..
فاطمة : يبقى فعلا تتصلى بيه وتقوليله يكلم باباكى وييجيله عشان تتفقوا وتبتدوا تشوفوا حالكم بقى لان الحاجات دى بتاخد وقت ..
مروة : بصى أمجد له واحد صاحبه بيشتغل فى نادى الشرطة وممكن بسهولة اول ما نتفق على معاد نقوله يحجزلنا قاعة حلوة ..
فاطمة : طيب ده شئ حلو جدا .. بس انتى اخبار قلبك ايه دلوقتى ؟
مروة : حتصدقينى يافاطمة لو قلت لك انى حسيت ان أمجد انسان جميل .. بجد كل حاجة فيه حلوة اوى .. طيب وحنين وكريم وبيحبنى اوى ومستحملنى على الاخر .. من كام يوم قعدت افكر فيه كتير ولقيت ان حبى لحاتم كان مجرد تعود على وجوده جنبى من صغرى .. يعنى اكتشفت ان حاتم فعلا اخويا .. صحيح اتقهرت لما قال انه حيخطب وكانت حالتى وحشة جدا لكن لما جيت على نفسى وتقبلت الموضوع وفكرت كتير مع نفسى لقيت نفسى بشكر ربنا ان محصلش نصيب بينى وبينه .. كان جايز جدا اظلمه بعد الجواز مسافة ما اكتشف الحكاية دى ..
فاطمة ( مبتسمة ) : الحمد لله .. انتى كدة طمنتينى عليكى ..
مروة : وانتى برده يافاطمة قدرتى بحوارك معايا يوم فرح آية تفوقينى من الغيبوبة اللى كنت فيها .. يعنى انتى ليكى يد فى اللى انا فيه دلوقتى .. صدقينى يافاطمة انا بقيت اتمنى اليوم اللى اكون فيه مرات أمجد ..
فاطمة : طيب الحمد لله انها وصلت معاكى انك تتمنى كدة ناحية أمجد .. بجد امجد فعلا انسان ممتاز وده على حسب كلام أيمن عليه وانا كمان اتعاملت معاه .. صحيح اتعاملت معاه قليل جدا بس واضح جدا انه انسان محترم وابن حلال .. ربنا يكرمك يارب ويتمملكو على خير يارب ..

وبعد شهر من تلك المقابلة كانت مروة قد تزوجت أمجد وسافرت لقضاء شهر العسل ..

وفى منزل حاتم .. كانت آية جالسة ممسكة بكتاب للشيخ الإمام محمد الغزالى تقرأ فيه وكان هذا الكتاب عن فقه المسلم .. فهى تحب القراءة لشيخنا الإمام الغزالى رحمه الله كثيراً فهو عالماً تقياً وتجد بساطةٌ فى كلماته تستطيع أن تقرأ وتفهم ما يقصده .. فإذا بباب شقتها يطرق .. وتفتح الباب وتكون الطارقة هى حماتها .. تلك المرأة الحنون .. فترحب بها ..

آية : اهلا ياماما اتفضلى ..
عواطف : انتى حتفضلى لحد امتى كدة قاعدة لوحدك ..
آية : ما انتى عارفة ياماما ان شغل البيت كتير ومبلحقش اجى اقعد عند حضرتك قبل ما يجى حاتم ..
عواطف : وايه المشكلة لو خلصتى وتيجى تقعدى عندى لحد ما جوزك يجى ..
آية : حاتم معودنى انه لما يجى من الشغل يلاقينى فى بيتى وبعد كدة نبقى نروح اى مكان نحبه ..
عواطف : حاتم اللى معودك واللا انتى اللى مش عايزة تدخلى بيتى ..
آية : وليه بس ياماما محبش ..
عواطف : انتى مش كنتى قلتيلى قبل كدة انك بتكرهينى يبقى طبيعى متحبيش تدخلى بيتى ..
آية : ارجوكى ياماما متلومنيش على وقت انا كنت منهارة فيه عشان اقرب الناس لقلبى مات ومعدتش حشوفه تانى .. انا كنت فى حالة مش طبيعية .. ورجعت بعد كدة اعتذرتلك يبقى ايه لزمته كلامك ده دلوقتى ..
عواطف : قلبى بيقولى انك فعلا مش طيقانى ..
آية : قلبك غلطان ياماما فى احساسه واللى مبيطقش التانى هو انتى اللى مبتحبنيش ولا بتيطيقنى وانا عارفة كدة كويس .. متقلبيش علية انا بقى الترابيزة وتجيبها فية ..
عواطف ( فى انفعال ) : انا بقلب عليكى الترابيزة .. يعنى ايه يعنى انا كدابة ..
آية : لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا طبعا انا مقصدش كدة .. انا اقصد انـــ……….
عواطف : تقصدى واللا متقصديش .. لما يجى حاتم انا حتكلم معاه فى الموضوع ده ..
آية : هو انا مجبرة انى اسيب بيتى وافضل طول النهار عندك واللا عند اى حد .. اومال بيتى ده اسيبه لمين .. للهوا يسكن فيه واللا اجيله للنوم بس .. بصى ياماما متتعبيش نفسك لانى مبحبش اتقل على حد كتير فى زيارته ومبحبش اصلا اسيب بيتى كتير .. وبعدين ما احنا تقريبا كل يوم بنيجى نقعد معاكو من الساعة 6 لحد الساعة 10 بالليل نعمل ايه اكتر من كدة ..
عواطف : والله وعرفتى تنطقى يامدام .. لكن العيب مش عليكى العيب على اللى خلاكى تقفى قدامى .. العيب على سى حاتم وانا لية تصرف تانى معاه ..
آية : فى ايه ياماما .. انتى مرة تبقى معايا زى امى ومرة احسك فعلا حما وبتقفيلى على الواحدة وبتتلككلى .. انا مش فاهمة انا عملت لك ايه عشان تكرهينى كدة واللا حتى تعاملينى كدة ..
عواطف : لا ان كان عملتى ايه فأنتى عملتى كتير .. واهم حاجة انك بتتحدينى ..
آية : انا بتحداكى .. واتحديتك فى ايه بقى ؟
عواطف : اتحدتينى انك اتجوزتى ابنى غصب عنى وعلى غير إرادتى ..
آية : ولما انتى رافضة ليه مأثرتيش على حاتم عشان ترجعيه عن قراره ..
عواطف : حاولت بس للاسف مسمعنيش .. شكلك عملتيله عمل ..
آية ( فى صدمة ) : عمل ؟!!!! هى وصلت ياماما تقوليلى كدة ..
عواطف : وصلت ووصلت ووصلت .. وانا لية كلام مع جوزك ..

تركت عواطف زوجة ابنها حائرة وغاضبة من حديثها تلك .. وكانت تقصد أن تغضبها .. وفى ذات الوقت لا تدرى لماذا تفعل ذلك فهى لم تعد تريد أن تبتعد آية عن ابنها أو عنها .. واحتارت فى طريقتها تلك ورغبتها تلك ..

وصل حاتم إلى بيته بعد عناء يوم طويل من العمل .. ولكنه يجد والدته تنتظره على باب شقتها وطلبت منه الجلوس معها ولو لـ5 دقائق .. وبالفعل دخل حاتم مع والدته للجلوس معها قليلاً ..

حاتم : خير ياماما .. فى ايه ؟
عواطف : فى ان الست مراتك قلت أدبها علية النهاردة ..
حاتم : نعم ؟!! يعنى ايه قلت أدبها عليكى ..
عواطف : يعنى الهانم قالت لى كلام فى منتهى قلة الأدب .. بقولها تعالى يابنتى اقعدى معايا شوية وكفاية تقعدى لوحدك تقولى مش حبة اقعد مع حد وانا حرة اقعد مطرح ما انا عايزة وانا بحب اقعد فى بيتى واللى عايزنى يجينى بيتى .. قمة قلة الأدب ..
حاتم : انتى بتقولى ايه ياماما .. انتى متاكدة من الكلام ده ..
عواطف : يعنى انا حكدب عليك بتاع ايه ..
حاتم : ياماما مقصدش ..
عواطف : ما ايه يااخويا .. لا تقصد ونص انت مشوفتهاش بتكلمنى بأنهى اسلوب ..
حاتم : بانهى أسلوب ياماما ..
عواطف : اسلوب زفت وعيب اوى انها تكلم حد كبير بالشكل ده ..
حاتم : خلاص ياماما حقك علية انا حتكلم دلوقتى مع آية فى اللى حصل ..
عواطف : اه ونبه عليها انها متكلمنيش تانى كدة .. وفهمها انى عندك بالدنيا كلها .. واللا هى يعنى حتسوق فيها عشان جدها مات وحتدلع ..
حاتم : ما خلاص ياماما ايه لزمة الكلام ده .. انا حتكلم معاها وانبه عليها حاضر ..

وبعد دقائق كان حاتم قد دخل شقته ووجد آية تنتظره فى قلق ..

آية : ايه ياحاتم اتأخرت كدة ليه ..
حاتم : اتأخرت ايه بس .. ده هما 5 دقايق ..
آية : يعنى اتأخرت اهو .. متستهونش بالـ5 دقايق ياحاتم لانهم بالنسبة لى عمر تانى ..
حاتم : ده ايه الرومانسية اللى انا فيها دى ..
آية : بتتريأ حضرتك ..
حاتم: : هههههههههههه لا مبسوط بيكى يايويو ..
آية : المهم قولى كنت فين بقى الـ5 دقايق دول ..
حاتم : كنت عند ماما ..
آية : اااااااااه .. خلاص عرفت اللى فيها ..
حاتم : انا بقى عايز اعرف الحوار بالظبط ..
آية : هى قالت لك ايه طيب ..
حاتم : قولى انتى بس وانا حقولك هى قالت لى ايه بعد كدة ..
آية : ماشى ياسيدى، اللى حصل …….

حكت آية لزوجها ما حدث بالفعل مع حماتها دون كلمة تزيد بل أنها لم تخبره بإهانة حماتها لها حتى لا يتعارك معها حاتم ولا تتسبب فى أية مشكلة بينهما ..

لم يصدق حاتم أمه فيما قالته وذلك لأنه يعرف مدى كره والدته لآية وكم عانى حتى وافقت على زواجه منها .. ويعلم أيضاً بأن غيرة أمه عليها لها دوراً أساسياً فى حديث أمه الزائف له .. وانتهت آية من إخبار حاتم ما حدث ..

حاتم : بالظبط اللى هى قالته .. هى بس مش عيزاكى تقعدى لوحدك تانى عشان بس نفسيتك متتعبش تانى .. يعنى هى خايفة عليكى يايويو ..
آية ( غير مصدقة ) : بتخاف علية ؟!!! طيب ماشى عموما ححاول بعد كدة اقعد معاها ساعة قبل انت ما تيجى ..
حاتم : يبقى جزاكى الله خيرا ياحبيبتى .. هى كمان قاعدة لوحدها ومبتحبش القعدة لوحدها ..
آية : حاضر ياحاتم .. عشان خاطرك ياحبيبى حقعد معاها شوية بعد ما اخلص شغل البيت .. ياللا بقى ادخل خد شاور على ما اجهزلك الغدا ..
حاتم : اه ياريت لاحسن جعان اوووووووى ..

لم يخبر حاتم آية بما قالته أمه وذلك حتى لا تحمل النفوس من بعضها .. ونبه آية بطريقة جميلة لم تشعر فيها بأى شئ مهين لها .. وفهمت آية محاولته تلك ولم تناقشه فيها بل احترمته كثيراً وأحبته أكثر ..

وأما عن فاطمة وأيمن .. فلهما من الحب نصيباً كبيراً ..

أيمن : حبيبتى بتفكر فى ايه ..
فاطمة : بفكر فى اسم بنت لو جت بنت وولد لو جه ولد ..
أيمن : وتفكرى من دلوقتى ليه ما تستنى شوية لحد ما نعرف ولد واللا بنت ..
فاطمة : ومين قالك انى حعمل سونار عشان اعرف ولد واللا بنت .. انا حخليها على الله .. انا سمعت كلامك وبتابع مع دكتورة مع انى مش تعبانة يعنى بس برده عشان نطمن على الحمل وعلى البيبى لكن سونار عشان اعرف نوعه ايه، اهو ده اللى انا مخلياه لربنا ..
أيمن : عندك حق .. خلاص انتى اخترتى ايه .. او بتفكرى فى ايه ..
فاطمة : ايه رأيك لو بنت يبقى نسميها خديجة ..
أيمن : ولو ولد نسميه محمد على اسم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ..
فاطمة : عليه أفضل الصلاة والسلام .. خلاص حلو اوى الاسمين دول ..
أيمن : لا فكرى فى اسمين كمان ..
فاطمة : ليه ؟
أيمن : افرضى جه توأم ..
فاطمة : صح عندك حق .. طيب قول انت اسم البنت التانية وانا اقول اسم الولد التانى ..
أيمن : البنت تبقى عائشة ..
فاطمة : حلو اوى الاسم ده .. طيب الولد يبقى أحمد وبرده على اسم الرسول عليه الصلاة والسلام ..
أيمن : عليه أفضل الصلاة والسلام .. خلاص ياحبيبتى وانا موافق .. حتختارى اسمين كمان ؟
فاطمة : لالالالالالالالالا ايه حفتحها مدرسة ..
أيمن : هههههههههههههه .. ربنا ما يحرمنى منك يافاطمة ويخليكى لية ياحبيبتى طول العمر ..
فاطمة : يارب ياحبيبى ويخليك لية يارب ..
أيمن : مبسوطة معايا يافاطمة ..
فاطمة : مش حعرف اوصفلك انا مبسوطة معاك قد ايه .. انا حسة انى مالكة الدنيا كلها بيك .. واللى حيربطنى بيك اكتر هو البيبى اللى جاى .. انا نفسى اشوفه وابوسه لانه حتة منك .. منك انت ياأيمن ..
أيمن : ولا انا يافاطمة حعرف اوصفلك حبى ليكى .. مكنتش اتوقع احب اصلا .. مكنتش اتوقع انى لما اتجوز يكون جوزاى عن حب .. وحب بالطريقة دى ..
فاطمة : خلاص بقى لاحسن نحسد بعض ..
أيمن : ههههههههههههه .. لا لا .. اللهم لا حسد .. ربنا يباركلى فيكى ويحفظك لية .. آمين يارب ..
فاطمة : ربنا يخليك لية ياأيمن وميحرمنيش منك ابدا ابدا ابدا ..

كان حواراً بسيطاً ولكنه دل على أن الحب بين فاطمة وأيمن ليس له حدود .. وحباً حقيقياً خالصاً .. فما أعظمك ياالله عندما تريد ..

رجعت مروة من شهر العسل الذى كان بمثابة أروع أيام قضتها مع انسان مثل أمجد .. لم تشعر برهبةٍ منه فى أول يوم للزفاف بل طمأنها جهته .. وجدته جنوناً ويحبها .. بالفعل يحبها .. أكثر من روحه .. وتحمد الله انه رزقها وأكرمها بذلك الرجل الحنون .. وبعد أن وصلا إلى بيتهما ..

أمجد : حمدالله على سلامتك ياحبيبتى ..
مروة : الله يسلمك ياأمجد ..
أمجد : انبسطتى يامروة ..
مروة : ياه ياأمجد انا شوفت معاك ايام عمرى فى حياتى ما كنت اتوقع اعيشها ولا حتى احلم بيها .. انت خليتنى بقى اعيشها وادعى ربنا افضل فيها معاك طول العمر ..
أمجد : اعتبر كلامك ده حب لية .. انك بتحبينى يعنى ..
مروة : اعتبر كدة طبعا وهو فعلا كدة .. اللى حسة بيه من ناحيتك حاجة كبيرة اوى ياأمجد .. رنبا يخليك لية ياحبيبى ..
أمجد ( وهو سعيداً بكلمة حبيبى ) : ربنا يخليكى انتى لية ياحبيبتى وميحرمنيش منك ابداااااااا ..

أما فى منزل حاتم .. فقد زارته أخته رودينا وجلست معه جلسةً سرية ..

حاتم : خير يارودى فى ايه .. عايزة تكلمينى فى ايه ..
رودينا : بص ياحاتم فى حاجة انا عرفتها ومقلتش لحد عليها ..
حاتم ( فى قلق ) : فى ايه يارودينا .. قولى قلقتينى ..
رودينا ( بتردد ) : انا عندى سرطان فى المخ ..
حاتم ( بانفعال ) : انتى بتقولى ايه .. انتى اكيد غلطانة ..
رودينا ( فى بكاء ) : ياريتنى غلطانة .. انا عملت اشعات كتير وفى كذا مركز اشعات وروحت لـ5 دكاترة مخ واعصاب وكلهم أكدولى نفس المرض .. انا عندى سرطان فى المخ ياحاتم ..
حاتم : اهدى كدة واحكيلى من الاول عشان انا مش فاهم اى حاجة …
رودينا : فاكر اليوم اللى اغم علية فيه ومناخيرى اتكسرت وانتو جيتولى فى المستشفى ..
حاتم : ايوة طبعا فاكر .. وساعتها عملولك فى المستشفى اشعات وقالوا ان ده مجرد ارهاق ..
رودينا : مش مظبوط .. لما دوخت وانا عندك تانى يوم جوازك قلت لازم يكون فى حل للدوخة دى ورايحة على اساس انه فعلا ارهاق او انيميا وقلة تغذية وكان اوقات بيجينى صداع رهيب مبيروحش حتى لو اخدت شريط مسكن بحاله .. فروحت لدكتور باطنة وحولنى على دكتور مخ واعصاب .. طلب منى دكتور المخ والاعصاب اعمل اشعات .. عملتها وروحتله ..
حاتم : وقالك نسبة السرطان قد ايه ؟
رودينا ( فى بكاءٍ مرير ) : مرحلة متأخرة ..
حاتم ( فى خوف وصدمة ) : يعنى ايه مش فاهم ..
رودينا ( بثباتٍ وحزن ) : يعنى مسألة وقت ياحاتم واقابل رب كريم ..
حاتم : ازاى يعنى مفيش ادوية .. مفيش عمليات .. لازم يكون فى حل ..
رودينا : لا الادوية ولا العملية حيفيدونى ..
حاتم : طب والكيماوى ؟
رودينا : ياحاتم من فضلك مفيش حاجة نافعة وكل الدكاترة قالولى كدة .. انا عايزة اطلب منك طلب ..
حاتم ( دامع العينين ) : اطلبى عنية يارودينا ..
رودينا : خد بالك من أولادى .. ملهمش غيرك ياحاتم ..
حاتم : ربنا يخليكى ليهم انتى وابوهم يارودينا .. وارجوكى كفاية تتكلمى كدة .. رحمة ربنا كبيرة وكله بإرادته .. ان شاء الله يكون فى حل ..
رودينا : انا واثقة فى ربنا ياحاتم الحمد لله .. بس ارجوك تاخد بالك من أولادى .. محدش غيرك انت وآية اللى حيعتبروهم زى ولادهم .. ولا حتى ابوهم ..
حاتم : ازاى ده .. ابوهم حيكون احن عليهم مننا يارودينا .. ازاى تقولى كدة ..
رودينا : ابوهم …. ابوهم متجوز واحدة تانية وعايش حياته بعيد عننا ياحاتم ..
حاتم ( متفاجئاً ) : اييييييييييييييييييييه .. انتى بتقولى ايه .. يعنى ايه يتجوز عليكى .. امتى حصل الكلام ده ..
رودينا : من سنتين ياحاتم .. محمد متجوز من سنتين …
حاتم ( بغضب ) : ازاى يعمل كدة فى بنت عمه .. ده قليل الاصل اوى .. ده انا حبهدله ..
رودينا : لا ارجوك ياحاتم .. مفيش داعى لأى حاجة .. الموضوع ده حكاية كبيرة وحكاية تانية ومفيش داعى نتكلم فيها .. انا قد ايه مجروحة بسبب الموضوع ده والفكر كان حيجننى بسببه ..
حاتم : يعنى عشان خاطر واحد ميستاهلش مرضتى بالمرض ده .. حسبى الله ونعم الوكيل ..
رودينا : لا ياحاتم ارجوك .. ده برده جوزى ارجوك ولا تدعى عليه ولا تحسبن عليه .. اسمع مراته التانية مش حبة الولاد وكل ما بيروحوا يقعدوا عنده هناك يومين بيرجعوا معيطين وحالتهم زفت .. عشان كدة بقولك راعيهم انت وآية .. أرجوك ..
حاتم : ادى تالت مصيبة يارودينا .. هو كمان سايبكم عايشين لوحدكم ؟!!!!
رودينا : ايوة بس بيجى يقعد معانا كل اسبوعين يومين تلاتة ..
حاتم ( غير مصدقاً ) : لا لا انا بجد مخى حيفرقع من الكلام اللى بسمعه ده .. اسمعى احنا حنروح لدكتور تانى وبعدين بقى نبقى نشوف جوزك المصون حنعمل معاه ايه ..
رودينا : وهو يعنى الدكتور حيقول حاجة اكتر من اللى قالوه اللى قبله .. ارجوك ياحاتم متقولش لماما حرف واحد من اللى قلتهولك .. انت عارف ماما لو عرفت حتعمل ايه ..
حاتم : اسمعى متجادليش انتى اصلا ملكيش رأى فى الموضوع ده .. انتى لازم تروحى لدكتور تانى .. وبكرة ححجزلك عند أكبر دكتور فى البلد ..
رودينا : ياحاتم ……
حاتم : مفيش حاتم ولا بتاع .. بكرة حتصل بيكى واقولك احنا رايحين للدكتور امتى ..

ثم قال بتهكم ..

حاتم : وياترى بقى البيه جوزك ناوى يقف جنبك فى محنتك واللا مراته التانية اولى ..
رودينا : انا مقلتلتوش ياحاتم ..
حاتم : ليه يارودينا مش مفروض انتى مراته واللا للدرجادى شايفة انه مش حيهتم لو عرف ..
رودينا ( فى بكاء ) : ارجوك ياحاتم كفاية كدة انت بتدوس علية كل مادا ..
حاتم ( مشفقاً عليها ) : متزعليش منى ياحبيبتى .. انا اسف انا مصدوم اوى وكل كلمة قلتيهالى بتصدمنى زيادة .. معلش متزعليش منى .. بس بالله عليكى متقعديش تقولى لا مفيش داعى دكتور .. احنا لازم نعمل اللى علينا يارودينا ..
رودينا ( منفجرةً بالبكاء ) : انا خايفة على ولادى من بعدى ياحاتم .. ارجوك متسيبهمش لحد غريب .. ارجوك ياحاتم ..
حاتم : ولادك هما ولادى يارودى .. وعمرى ما حتخلى عنهم ولا عنك ..

وفى الليل وبعد مغادرة رودينا بيت أخيها .. تدخل آية حجرة النوم فتجد زوجها سارحاً وحزيناً ..

آية : مالك ياحبيبى .. سرحان فى ايه .. وليه زعلان ؟
حاتم : هو انا باين علية زعل ياآية ..
آية : بص فى المرايا وانت تعرف .. مالك بقى ياحاتم متقلقنيش عليك ياحبيبى ..
حاتم : حقولك ياآية عشان انا مش قادر اشيل السر ده لوحدى ..
آية : سر .. سر ايه .. ويخص مين ..
حاتم : يخص رودينا ياآية …
آية : مالها رودينا ياحاتم ..

بدأ حاتم فى قصّ مأساة أخته على آية .. وهو باكياً ومتأثراً .. ولا يعرف ما هو التصرف الصحيح تجاه والدته ..

آية : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ياعينى يارودينا .. دى عايشة فى عذاب بين مرضها وجواز جوزها لوحدة غيرها ومبتقولش لحد .. ياحبيتبى يارودينا ..
حاتم : انا مش عارف اعمل ايه مع ماما .. مش قادر اقولها ..
آية : لازم تعرف ياحاتم ..
حاتم : انتى عيزانى ياآية اروح اقولها بنتك عندها سرطان ومسألة ايام وحتموت ..
آية : انا عيزاك تتخيل ياحاتم لو اختك لا قدر الله توفاها الله وماما اتفاجئت بكدة واتفاجئت كمان انك كنت عارف ومقولتلهاش ممكن تخاصمك العمر كله لانك مدلتهاش الفرصة تقف جنب بنتها .. لازم تعرف لان دى بنتها ولازم تقف جنبها وجنب اولادها ياحاتم ..
حاتم : مش عارف ياآية .. انا تعبان اوى ومخى حينفجر من التفكير ..
آية : بص مهدلها .. قولها انك رايح مع رودينا للدكتور عشان تطمنوا عليها .. وشوية تقولها طلب تحاليل وشوية أشعة وشوية علاج .. وشوية حالتها صعبة ومتأخرة .. تحسباً لأى ظروف ياحاتم ..
حاتم : عندك حق ياآية .. خلاص انا بكرة الصبح حقولها ان رودينا طلبت منى اروح معاها عند الدكتور عشان جوزها مسافر .. آآآآآه .. جوزهااااااااا .. ده له معايا حساااااااب بس اخلص من موضوع اختى ..
آية : فعلا خلينا فى رودينا الاول وبعد كدة نبقى نشوف جوزها ..

ماذا سيفعل حاتم مع والدته .. كيف سيخبرها بذلك الخبر الأليم .. هل سيخبرها .. وماذا سيفعل فى زوج اخته .. ابن عمه .. وماذا ستفعلين ياآية فى أيامك القادمة فى تلك الظروف ..!!!!!!!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى