روايات

رواية لقاء في القطار الفصل الحادي عشر 11 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الفصل الحادي عشر 11 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الجزء الحادي عشر

رواية لقاء في القطار البارت الحادي عشر

رواية لقاء في القطار الحلقة الحادية عشر

وصلا حاتم وآية إلى القاهرة .. إلى بيت الجد .. ذلك العجوز الذى يسكن وحده منذ سنوات طويلة .. فتح الجد الباب .. ليرى أمامه آية .. فظهر على تجاعيد وجهه الكثيرة سعادة بلا حدود .. ولكن تلك السعادة اختفت سريعاً لحظة رؤيته إلى حاتم .. وتساءل من ذلك الرجل .. وهو مازال ممسكاً بباب بيته سأل حفيدته ..

الجد : مين ده ؟
آية ( فى تلعثم ) : ده …. ده …. ده أ/ حاتم ياجدى ..
الجد ( فى غضب ) : مين يعنى وجاى معاكى لحد هنا بتاع ايه ؟
آية : طيب ياجدى ندخل الاول وهقولك على كل حاجة ..

فتح الجد الباب على مصراعيه وهو فى قمة غضبه وتوجه إلى ركنة الضيوف جلس بها .. وتبعته آية وحاتم فى صمتٍ وخوف .. نعم خوف .. فرغم كبر ذلك الرجل فمازال به شخصيةٌ صعيبةٌ للغاية … جلس الجد واستمر الاثنان واقفان .. لم يستطيعا الجلوس دون إعطائهما الإذن من صاحب البيت ..

الجد ( دون أن ينظر لهما ) : مين ده ؟!!!!!
آية : هقولك على كل حاجة ياجدو .. اللى حصل ان الأستاذ كان مسافر زيى فى قطر الصعيد حتى كان راكب فى الكرسى اللى قدامى هو وصاحبه …
الجد ( فى تساؤل ) : استنى هنا .. انتى مش قلتى أجلتى سفرك .. دلوقتى بقى الأستاذ كان معاكى فى القطر اللى سافرتى فيه .. يعنى ايه بقى الكلام ده ؟!
آية : ياجدى انا فعلا كنت جاية بس كان معايا واحدة صاحبتى اتعرفت عليها فى القطر رايحة أسوان فسافرت معاها اقضى يومين ..
الجد ( الذى قام فجأة من مجلسه فى غضبٍ عارم ) : بتقولى ايه ياآية ..

وما إن نطق الجد بتلك الجملة إلا وتبعها صفعةٌ قوية على وجه آية .. ومستعداً لضربها الصفعة الثانية وإذا بحاتم يسرع وممسكاً بيد الجد .. قائلاً له ..

حاتم : إهدى ياحاج ..
الجد : أهدى ايه ياجدع انت .. سافرت تقضيلها يومين مع واحدة فى اتعرفت عليها فى قطر وبقالها اسبوع ان مكانش أكتر .. ثم تعالى هنا انت كمان .. انت كان دورك ايه معاهم .. هو انت كنت بتقضى اليومين دول معاهم ..
حاتم ( فى تلعثم وكذب ) : آآآآ .. لا ياحاج انا مكنتش بقضى يومين .. بس اللى حصل انى كنت مسافر انا كمان أسوان فى شغل وكان معايا أيمن صاحبى .. والآنسة حفيدة حضرتك حصلت لها حادثة هناك والاسبوع اللى حضرتك بتقول عليه كانت فيه فى المستشفى .. وحاولت صاحبتها اللى اتعرفت عليها فى القطر تخليها تكلمك بس الآنسة مريضيتش عشان متقلقلكش ..
الجد : انت ياجدع انت شايفنى دق عصافير .. يعنى صاحبتها مريضيتش تخليها تكلمنى تقوم انت اللى تسافر معاها وتجيبها لحد هنا .. وانتى ازاى ياست هانم توافقى ان راجل غريب عنك يوصلك لحد بيت جدك وكمان فى الصعيد .. انتى فاكرة انها خلطبيطة زى بتوع القاهرة اللى ملهمش اخلاق ولا عادات وتقاليد ..
حاتم : لا ياحاج مين قال .. احنا عندنا عادات وتقاليد .. انا وصلتها عشان حفيدتك حصلت لها حادثة لو حضرتك اخدت بالك من كلامى .. ولسة خارجة من المستشفى وسافرنا على طول اول ما خرجت وجيبتها لحد هنا عشان متتعبش فى الطريق وتكون لوحدها ساعتها يمكن متلاقيش اللى يساعدها .. وعموما ياحاج حفيدتك انسانة محترمة ومسمحتش لحد يتعدى حدوده معاها .. وعشان كدة انا طالب ايدك منها ..
الجد : طالب ايه .. انت جاى هنا عشان تهزر ياجدع انت ..
حاتم : والله ابدا ياحاج انا بقالى كام يوم بفكر فى الموضوع ده .. انا حتى مقلتش لآية عليه عشان موترهاش .. وقررت اوصلها لما تقوم بالسلامة من الحادثة دى واجيبهالك سليمة واطلب ايدك منها واستأذنك اى حد يسألك مين اللى كان مع آية قولهم خطيبها ..
الجد : ليه بقى ان شاء الله .. وهى الهانم وافقت من غير ما تاخد رأيى ؟
حاتم ( فى ذكاء حاد ) : توافق ازاى وهى متعرفش الموضوع ..
الجد : بت ياآية .. بصيلى فى عينى كدة ..

تحاول آية النظر فى عينى الجد والتظاهر بعدم معرفة طلب حاتم حتى لا تزيد الطين بلة وتنجح فى محاولتها فيأمرها جدها بالذهاب إلى حجرتها .. ويلتف جهة حاتم قائلاً ..

الجد : تعالى ورايا ..
حاتم ( فى ارتياح ) : تحت أمرك ياحاج ..

يجلس الجد مع حاتم خارج المنزل حتى لا تسمع آية حديثهما ..

الجد : تعرف ايه عن آية ؟
حاتم : اعرف انها انسانة كويسة ومحترمة ومتربية كويس ..
الجد : بس كدة ؟
حاتم : عرفنى حضرتك ياحاج الاكتر من كدة ..
الجد : ولما انت متعرفش عنها اكتر من كدة بتتقدملها ازاى ؟
حاتم : مهو ياحاج لما اتقدملها هعرف كل ظروفها واللا انت كان يرضيك انى اكلمها فى القطر فى أمور شخصية زى دى ؟
الجد : ممممممممممم .. بص بقى .. آية يتيمة .. امها وابوها ميتين .. امها تبقى بنتى الله يرحمها .. ماتت من سنة وابوها الله يرحمه مات من زمان اوى .. كانت آية عندها 4 سنين .. البنت دى اللى طلعت بيها من الدنيا .. مع ان عندى رجالة .. خيلانها .. لكن ملهمش لازمة .. ومبيسألوش عنى … ومعنديش استعداد حد يجى يتجوز آية ويبعدها عنى .. انا ممكن اقتله ..
حاتم : انا عايزك تطمن ياحاج انا عمرى ما همنع عنك حفيدتك ابدا .. بس هى توافق ..
الجد : وفى حاجة كمان ..
حاتم : أؤمر ياحاج ..
الجد : أهلك هما اللى لازم يجوا ويطلبوها منى .. لازم اعرفلك أهل ..
حاتم : طبعا ياحاج .. انتو بس توافقوا وفى ظرف يومين هتلاقوهم عندك ..
الجد : استنى هنا .. هطلع اخد رأيها ..
حاتم : خد راحتك ياحاج ..

يتوجه الجد إلى حجرة آية فى منزله الكبير ويدخل عليها دون طرق الباب ويجدها جالسة فى حزن ..

الجد : زعلانة ليه ياآية ..
آية ( فى شبه بكاء ) : لا مش زعلانة ياآية ..
الجد : انا عارف .. عشان ضربتك قدام الجدع ده .. معلش حقك علية .. انا كمان دمى فار لما لقيت راجل غريب بيوصلك لحد هنا وقدام الناس .. وانتى عارفة السمعة والشرف ياآية ..
آية : انا اسفة ياجدى انا الغلطانة .. ومكنش لازم اوافق على انه يوصلنى ..
الجد : المهم .. الراجل طالب ايدك .. اقوله ايه ..
آية : انت ايه رأيك ياجدى ..
الجد : اسمعى يابنتى .. انا مش هعيشلك كتير .. انا راجل كبرت وعجزت وخلاص نهايتى قريبة وانا عايز اطمن عليكى .. وافقى ياآية .. شكله جدع طيب وابن حلال ومحترم .. واسمعى كلامى انا راجل كبير وافهم فى نوعيات الناس .. ولو مكنتش فهمت نوعية الراجل ده ايه كنت طردته من البيت على طول .. لكن واضح انه راجل محترم وعاقل وكلامه موزون وذكى جداً .. انا عارف انه كذب علية فى حاجات كتيرة عشان يدارى الغلط اللى انتو وقعتوا فيه هقولك عليها بس بعد ما يمشى .. ها يابنتى .. اقول للجدع ده ايه ؟!
آية ( فى خجل ) : اللى تشوفه ياجدى ..

ينهض الجد مقبلاً رأسها ويشعر بسعادة كبيرة قائلاً لها ..

الجد : على بركة الله .. مبروك يابنتى .. ربنا يتمملك على خير ..

خرج الجد من الحجرة ولم تتمالك آية نفسها من البكاء فلقد شعرت بفرحةٍ كبيرة .. إذن فلقد أوفى حاتم بوعده تجاهها ولم يهينها أو يجرحها مثل وائل .. وقامت توضأت وصلت ركعتين شكر لله عز وجل ..

وعلى الجانب الآخر .. يصل الجد إلى مكان مجلس حاتم .. ويجلس ويقول له ..

الجد : تقدر تجيب أهلك امتى يابنى ؟
حاتم ( فى فرح ) : بجد ياحاج .. يعنى هى وافقت .. ده انا ابات النهاردة فى الشارع واخليهم يجوا بكرة ..
الجد : لا متباتش فى الشارع .. ياللا روح بيتك ويوم الجمعة الجاية تشرفونا ان شاء الله ..
حاتم : بس الجمعة ده بعيد اوووووووووى ياحاج .. مش بيقولوا خير البر عاجله ..
الجد : يابنى الصبر .. كله بأوان .. ياللا امشى عشان تلحق ترجع قبل الضلمة .. وخد رقمى عشان تكلمنى انت واهلك اول ما توصل او بكرة الصبح لما تكون وصلت وارتحت ..
حاتم : عنية ياحاج ..

ركب حاتم القطار دون أن يدرى أن هناك بعض المشكلات التى ستعرقله .. ولكن وقبل أن نتطرق فيما حدث مع حاتم وعائلته سنتطرق أولاً فى ذلك الحوار الذى دار بين الجد وحفيدته ..

دخل الجد إلى حجرة حفيدته ليجدها فارشةً سجادة الصلاة وتصلى وترفع إصبعها السبابة أثناء التشهد … فانتظر قليلاً حتى انتهت آية من صلاتها وقبل أن ترفع يديها متضرعةً إلى الله تشكوه وتدعوه فتحدث الجد معها قائلاً ..
الجد : تقبل الله ..
آية : منا ومنكم ياجدى ..
الجد : فاضية نتكلم شوية ؟َ
آية : طبعا ياجدى .. انا تحت أمرك ..
الجد : الله يابنتى .. شوفى بقى ياآية انا متناقشتش مع حاتم لما قال الحكاية المفقوسة بتاعة القطر والحادثة ..
آية ( مقاطعةٌ له ) : والله ياجدى ما كدب انا فعلا عرفت حاتم فى القطر وفعلا عملت حادثة ..
الجد : استنى بس الله يهديكى .. انا مبقولش انها كدب .. انا بقول ان حاتم خبى حاجات مرضيش يقولها لانه كان عارف انها هتجيب مشاكل أكتر .. هو خوف منه عليكى بس اللى نسيه ان شعرى شايب ولونه أبيض .. يعنى انا فاهم انه مقالش الحقيقة كاملة ..
آية ( ف خوف ) : يعنى ايه ياجدى ؟
الجد : اتعرفتوا فى القطر انتى وهو صاحبتك اللى بتقولى عليها وصاحبه اللى قال عليه .. اتفقتوا تروحوا أسوان ومعرفش ايه اللى طلع الفكرة دى فى دماغكم .. وحصلت هناك الحادثة وطبعا مقضيتوش الوقت ده لانك قضتيه فى المستشفى .. مفهمتيش حاجة من الكلام ده ياآية ؟!!!!
آية : …………………..
الجد : طيب هقولك انا .. مفهمتيش ان تعارفك على شاب غريب فى القطر ميصحش وحرام .. مفهمتيش معنى انك تقضى يومين معاه ان ده عيب اوى وميصحش لبنت متربية وبرده حرام .. مفهمتيش ان الحادثة دى تذكرة من ربنا ليكى عشان تفوقى ومتقعيش فى غلط أكتر من كدة ..
آية : ياجدى انت عارفنى .. انا عمرى ما كنت هعمل الغلط اللى حضرتك بتتكلم عليه ده ..
الجد : أيوة انا عارفك بس الشيطان شاطر .. ومفروض كنتى تحطى فى بالك ان الواد ده ممكن يطلع مش كويس ساعتها بقى نصرخ ونلطم ونقول ياريتنا ..
آية : عندك حق ياجدى انا فعلا غلطانة ومكنش ينفع اعمل كدة ..
الجد : يعنى فعلا ده معناه زى ما انا ما فهمت ان حاتم وصاحبه مراحوش عشان خاطر شغل ولكن راحوا معاكو تتفسحوا وزى ما برده فهمت انك عارفة ان حاتم جاى معاكى هنا عشان يتقدملك ويطلبك منى .. صح ياآية ؟!
آية ( فى خجلٍ شديد ) : صح ياجدى ..
الجد : طب بالنسبة بقى لصاحبتك هل هى ملهاش أب يوعيها ويقولها ان اللى هى عملته غلط وحرام .. قبل ما تنطقى انا عارف انه أبوها أكيد ميعرفش حاجة من اللى حصل وانها مش هتقوله … بس هى وافقت ازاى ؟ معندهاش عقل ؟ معندهاش دين ؟
آية : ياجدى .. فاطمة اصلا كانت رايحة تسلم ورق فى فرع الشركة اللى بتشتغل فيها فى أسوان وصاحب حاتم برده عرفها فى القطر وحبها واتصل بأبوها وهو فى القطر وخطبها منه فى التليفون وزمانه راح اتقدملها رسمى فى بيتهم .. ومن بعد ما أيمن طلب ايدها من ابوها فكر انه يروح يوصلها لأسوان عشان متبقاش لوحدها فى محافظة تانية ويبقى يرجعها وكله بعلم أبوها .. لكن لو مكنش ابوها عرف طبعا ياجدى كان هيعمل زيك وهيضايق زيك ..
الجد : حلو اوى .. يعنى مش انا لوحدى اللى راجل دقة قديمة واعرف فى الاصول والصح والغلط والحلال والحرام .. يعنى ابوها كمان لو مكنش عرف من الاول كان ممكن يجيب خبرها وانا عراف ان ابوها نفسه اضايق لما عرف ان أيمن راح وصلها وأكيد هيكلمها فى كدة .. وانى اجيب خبرك واقطع رقبتك ده اللى كان مفروض اعمله انا لما لقيتك جاية وجايبالى معاكى راجل غريب .. كل اللى حصل من ساعة ما اتعرفتى عليه لحد ما جيبتيه معاكى فى بيتى ده صح ؟! ده يرضى ربنا ؟ ده هيخلى الناس تسكت ؟
آية ( فى خجل ) : عندك حق ياجدى .. انا اسفة ياجدى انا مش عارفة ازاى مفكرتش فى كل ده …
الجد : انتى موافقة على حاتم واللا لأ ؟
آية : ايوة ياجدى انا موافقة عليه ..
الجد : عارفة انا قلت ايه للناس اللى شافوه معاكى جاى لحد هنا ؟
آية : قلت ايه ياجدى ؟
الجد : قلت انه جوزك .. وانه جابك هنا تقعدى معايا كام يوم عشان هو مسافر فى شغل .. انا كدبت عليهم آه لكن مقدرتش اخلى سمعتك تبقى فى الطين .. غلطتك كبيرة اه ولازم تداوى ومكنش قدامى الا الحل ده ..
آية ( وقد انفطرت فى البكاء ) : انا اسفة ياجدى

احتضها جدها فى حنانِ شديد قائلاً لها ..

الجد : انا مش عايزك تتأسفى .. انا عايزك تعرفى ان غلطتك دى كان ممكن توقعك فى مصايب ملهاش حل .. واحنا هنا فى الصعيد .. يعنى شبه غلطة زى دى تجيب رقبتك .. بصى ياحبيبتى انتى من لحمى ومن دمى وانا خايف عليكى .. ان كان على الناس يتفلقوا ويغوروا طالما انا معاكى بس انا مش ضامن عمرى ومش عايز اسيبك ليهم ينهشوا فيكى وانتى ملكيش حد من بعد منى يحافظ عليكى .. فوقى ياآية لنفسك ولتصرفاتك .. ارجعى لربنا وارجعى لعقلك وفكرى مع نفسك اللى انتى عملتيه كان ممكن يوصلك لإيه ياحبيبتى ..
آية ( فى ندمٍ وبكاء ) : عندك حق ياجدى انا الغلطانة .. حقك علية ياجدى ..
الجد : عارفة ليه متكلمتش مع حاتم واقوله انه كدب علية ؟
آية : ليه ؟
الجد : عشان لما جيت اضربك القلم التانى هو مسكها .. كانت اول مرة احس بخوفه عليكى .. ولما لقيته بيدارى الحقيقة الىلى حصلت عرفت انه لسة خايف عليكى .. عشان كدة مطولتش معاه فى الكلام ولا عاتبته ولا هعاتبه .. انا بقولك انتى كدة عشان بس تعرفى ان سنى ده متربى فيه خبرات السنين اللى فاتت ..
آية : بجد ياجدى انا اسفة اوى ..
الجد : خلاص بقى متتأسفيش وياللا قومى اغسلى وشك وصلى ركعتين لربنا واستغفريه وادعيله ان اول خطواتك مع حاتم تكون برضاه ..
آية : حاضر ياجدى ..
الجد : انا نازل على القهوة .. بعد ما تصلى وتقرى قرآن نامى شوية وعلى ما تصحى اكون حضرتلك أحلى عشا ..
آية : تسلملى ياجدو ………

كان هذا هو الحوار الذى دار بين الجد وحفيدته .. وظلت آية تفكر كثيراً .. ماذا فعلت بنفسها .. وكيف أغضبت ربها بهذا الشكل .. كيف هذا الحب الوليد قد أعماها عن الله وهو الذى أنعم عليها به لتنسى جراحها القديمة .. إنها ليست صغيرة لتقع فى ذلك الخطأ .. هل جرحها مع وائل هو الذى أنساها الله .. كيف وقد أتعبها الله ليرضيها فى النهاية برجلٍ خلوقٌ ويستحقها .. وكيف أخطأ حاتم فى ذلك أيضاً .. هل جرح الاثنين جعلهما يعميان عن رضاء الله .. كانت غلطة منهما ولن تتكرر .. حتى وإن لم يكن بينهما نصيب .. هكذا قررت آية ..

على الجانب الآخر وبعد أن رجع حاتم إلى بيته كانت الساعة تخطت الواحدة ليلاً .. ووجدا والديه فى نومٍ عميق .. نام هو الآخر وبملابسه .. وذلك من تعبه .. وقرر الحديث معهما فى الصباح الباكر .. ومر الليل وقد نام حاتم من إرهاق الأيام السابقة .. وما إن ظهر الصباح وشعر به حاتم حتى انتفض من سريره وهرول ناحية الصالون ليجد والده كعادته ممسكاً بالجريدة مهتماً بقراءتها .. فيسرع للجلوس بجانبه .. وبادئاً بالحديث ..

حاتم : صباح الخير لأحلى أب فى الدنيا ..
الأب : صباح النور يا……… ايه ياواد ده .. شعرك واقف كدة ليه .. الله انت نمت بهدومك واللا ايه .. ثم خد هنا .. انت جيت امتى اصلا ؟!
حاتم : جيت بالليل ياوالدى العزيز .. وجيت تعبان فنمت بهدومى وطبعا لما اصحى لازم يكون شعرى واقف .. انا جيت اصبح عليك ياحبيبى انت ..
الأب : ياواد يامكار .. هات من الاخر .. عايز ايه . عايز فلوس ؟
حاتم : يابابا ياحبيبى قلت لك كتير ان مرتبى مكفينى الحمد لله ومش محتاج اى فلوس ثم انت عارف انى بحب اعتمد على نفسى ..
الأب : طب ياسيدى .. ها عايز ايه بقى ..
حاتم : هى ماما فين الأول ؟
الأب : ما انت عارف انها بتحب لما تصحى تنزل تمشى شوية عشان تخس ..
حاتم : يوووووووه … صح انا كنت نسيت الموضوع ده .. بس برده كويس انها مش موجودة .. كنت عايزك فى موضوع مهم جداااااااااااااا ..
الأب ( فى فرح وتوسل ) : يبقى نويت تتجوز .. صح ياواد .. الله يخليك فرحنى ياحاتم ..
حاتم ( فى انبساطٍ تام ) : يافاهمنى انت ياوالدى العزيز ..
الأب ( وقد شعر براحة البال ) : اخيررررررررررررررا .. طب قولى التفاصيل بسرعة هى مين دى ومنين واصلها وفصلها وعرفتها فييييييييين …
حاتم : هقولك على كل حاجة ياوالدى بس هقوم اخد دش وجايلك حالاااااااااااا ..
الأب : عندك حق قوم خد دش وسرح شعرك عشان نفسى تتفتح للبنوتة اللى اخيرا علمتك الادب وفتحت نفسك للجواز ..
حاتم : هههههههههههههههه .. والله ياوالدى أحلى بنوتة .. استنى بس 10 دقايق وراجعلك ..
الأب : ماشى ياسيدى ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى